أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 8 نوفمبر 2023

مسرحية للفتيان " عشاء في ضوء القمر " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب  طلال حسن 


 مسرحية للفتيان " عشاء في ضوء القمر "

 تأليف طلال  حسن



شخصيات المسرحية


1ـ شفيقة               المديرة

2ـ خيرية              المعاونة

3 ـ سهيلة             المعلمة

4ـ غزالة              المستخدمة

5ـ نهلة                 الابن

6ـ أزهر               الأب

7 ـ أحمد               زوج الابنة

8 ـ صالح             طفل في الميتم

9ـ صالحة             طفلة في الميتم ، وهي أخت صالح 

10 ـسالم               طفل في الميتم 

11ـ الشرطي 








المشهد الأول 


                               غرفة المديرة ، المديرة

                                تتحدث  في   التلفون   

  

المديرة : الحفل غداً ، إنه حفل بسيط ، حكايات
وأناشيد وأغان موصلية قديمة ، يتخللها ،
ربما ، عدد قليل من نوادر جحا ، يؤديها
ممثل ثانوي من فرقة الرواد ، عفواً ،
الممثل ليس شاباً ، أشكرك، حضوركم
شرف لنا ..

سهيلة : " تدخل " ست شفيقة .

شفيقة : " تشير لها أن تتمهل " في الرابعة ، لا
" تضحك " لسنا فرقة مسرحية لنخالف
الموعد، مواعيدنا دقيقة ، أشكرك ،
تحياتي للسيد المدير، مع السلامة ، مع
السلامة .

سهيلة : من ؟

شفيقة : " تضع سماعة التلفون " معاون المدير
، سينوب عن المدير .

سهيلة : كنت آمل أن يأتي المدير نفسه ، ليرى
حفلنا .

شفيقة : المدير مريض .

سهيلة : حظي أمرضه .

شفيقة : " تضحك " .... 

سهيلة : وقد يشله ، أو ..

شفيقة : سهيلة . 

سهيلة : له الله . 

شفيقة : " تهز رأسها " .... 

سهيلة : لن ينجيه من حظي إلا الله .

شفيقة : دعينا من حظك ، ولنهتم الآن بفقرات
                    الحفل.

سهيلة : البنات جاهزات تماماً ، وقد تدربن على
                    أكمل وجه .

شفيقة : أعجبتني الرقصات كثيراً .

سهيلة : لكنها لم تعجب ست خيرية .

شفيقة : خيرية لا يعجبها العجب ..

سهيلة : " تضحك " ولا الصوم في شهر رجب.

شفيقة : لعلّ دافعها الحرص .

سهيلة : نحن أيضاً حريصات ، لكن بشكل
معقول .


                             يفتح الباب بهدوء ،

                         وتدخل المستخدمة غزالة 


غزالة : ست شفيقة .

شفيقة : مهما يكن ، إنها تجربة سنكررها إذا
نجحت.

سهيلة : ستنجح بعون الله .

غزالة : ست شفيقة .

شفيقة : نعم غزالة .

سهيلة : عن إذنك ، البنات وحدهن على المسرح
"   تتوقف " لم يأت جحا .

غزالة : ست شفيقة .

شفيقة : لعله يأتي بعد قليل ، اذهبي أنت إلى
البنات .

سهيلة : أريد أن تأتي ، وتشاهدي البروفات
الأخيرة .

شفيقة : سآتي خلال عشر دقائق .

غزالة : ست شفيقة .

شفيقة : نعم ، تكلمي .

سهيلة : " وهي تخرج " أنتظرك .

غزالة : جاء أزهر .

شفيقة : جحا !

غزالة : نعم ، جحا .

شفيقة : " تنظر إليها صامتة " .... 

غزالة : ما أسرع مرور الأيام ، رأيته على
المسرح  شاباً ، وهاهو قد شاب .

شفيقة : المسكين ، إنني أبحث له عن إبنته نهلة
، لكن دون جدوى .

غزالة : تعرفين أنها تزوجت ، وذهبت مع
زوجها إلى الشرقاط .

شفيقة : هذا قبل أكثر من سنتين ، لقد عادت منذ
                    أشهر إلى الموصل .

غزالة : مهما يكن ، لابد أن يجدها عاجلاً أو
آجلاً .

شفيقة : الموصل مدينة كبيرة،ليس من السهل أن
                      يجدها وحده .

غزالة : سيجدها مادمت إلى جانبه .

شفيقة : إنه إنسان طيب يستحق المساعدة .

غزالة : لقد عانى كثيراً ، وقضى فترة طويلة في
                    الأسر.

شفيقة : اذهبي ، وجيئيني به ، لنرى ما الذي
فعله بشأن  جحا .

خيرية : تدخل حاملة عدداً من الملفات " هذا
الحفل ، أربك عملنا في الملجأ ، وليت فيه
بعض الفائدة للبنات .

غزالة : " تنظر إليها صامتة " .... 

خيرية : لا تنظري إليّ ، أعرف أن كلامي لا
                    يعجبك.

غزالة : عفواً ست خيرية .

شفيقة : غزالة ، اذهبي ، لا تدعي الرجل ينتظر.

غزالة : إنه في المطبخ ست شفيقة ، قدمت له
بعض الطعام . 

شفيقة : حسناً فعلت ، ليأكل إذن حتى يشبع ، ثم
                    جيئيني به .

غزالة : حاضر ست شفيقة " تخرج " 

خيرية : غزالة هذه تدلله .

شفيقة : " تضحك " ....

خيرية : والله أعلم لماذا .

شفيقة : خيرية .

خيرية : إنه رجل ، رجل يا ست شفيقة .

شفيقة : رجل ، نعم ، لكنه مسنّ ، وجاء أساساً
يسأل عن ابنته .

خيرية : ست شفيقة ، أنت المديرة ، لكن علينا أن
                  نحرص على سمعة ملجئنا ، فملجأنا ملجأ
                  بنات.

شفيقة : لقد قلتها ، أنا المديرة ، وأنا أعرف
الرجل ، وبناتنا بمثابة حفيداته .

خيرية : هذا شأنك ، ست شفيقة ، ومن جهتي فقد
                    برأت ضميري .

غزالة : " تدخل " ست شفيقة .

شفيقة : نعم .

غزالة : أزهر بالباب .

خيرية : " تأخذ الملفات بانزعاج وتخرج " ....

شفيقة : " تتابعها بنظرها " ....

غزالة : ست شفيقة .

شفيقة : فليدخل .

غزالة : " وهي تخرج " حاضر .

شفيقة : يا لخيرية ، أخشى أن لا يكون الحرص
                    وحده وراء تشددها .

 

                                 يدخل أزهر وغزالة ، 

                                  أزهر  يحمل  صرة


غزالة : ست شفيقة " بشيء من الفرح العفوي "
                    هاهو أزهر .

شفيقة : " تنظر إليه مبتسمة " إنني أراه .

أزهر : " على استحياء " صباح الخير .

شفيقة : صباح النور ، أنت اليوم حليق وأنيق و
..

أزهر : طلبت مني أن أعتني بهندامي " يشير
إلى  ملابسه " والفضل يعود للبالات .

شفيقة : أنت اليوم أصغر من البارحة بعشر
سنوات .

أزهر : " يبتسم محرجاً " ....

شفيقة : أليس كذلك يا غزالة ؟

غزالة : " بحماس " شاهديه على المسرح "
تنتبه إلى حماسها " إنه ممثل بارع .

شفيقة : " تبتسم " واضح .. واضح . 

أزهر : عفواً ، لعل غزالة تبالغ في امتداحي ،
إنني ممثل ثانوي ، كومبارس ..

 غزالة : " تنظر إليه مبهورة بكلامه " ....

أزهر : وكلّ ما أتمناه ، أن يفرح تمثيلي لدور
جحا..  الأطفال .

شفيقة : وهذا ما أتمناه أنا أيضاً ، وأرجو أن
تكون قد تهيأت لذلك .

غزالة : تهيأ جيداً ، فقد جاء بملابس جحا ،
                    وسيرتديها اليوم على المسرح .

شفيقة : " تنظر إليه مبتسمة " ....

أزهر : " مشيراً إلى الصرة " هذه هي الملابس
، أعارني هي حارس الفرقة ، وسأعيدها
إليه بعد انتهاء الحفل . 

شفيقة : الحفل سيكون غداً ، في الخامسة مساء ،
                    وسيحضره معاون المدير .

أزهر : سنقوم اليوم بالتمرينات الأخيرة ، وكما
                    يسميها المسرحيون ، جنرال بروف .

غزالة : " مذهولة " جنرال .. بوروف !

أزهر : بروف .

غزالة : بروف ، عرفتها ، بروف ، بروف .

شفيقة : حسن ، لنذهب إلى جنرال ..

غزالة : بروف .

شفيقة : نعم ، بروف ، ست سهيلة تنتظرنا الآن.

أزهر : " يتطلع إليها " ست شفيقة .

شفيقة : " تنظر إليه " أعرف يا أزهر .

أزهر : ابنتي نهلة .

شفيقة : لم أنس أمرها .

غزالة : إنها في الموصل .

شفيقة : اطمئن ، سنصل إليها .

أزهر : لم أعد أحتمل .

شفيقة : صبرت طويلاً ، وسيثمر صبرك .

أزهر : لو تعلمين كم أنا مشتاق لها .

غزالة : ستراها قريباً بعون الله ، وسترى طفلها
                    أيضاً .

أزهر : هذا حلم .

غزالة : وسيتحقق .

شفيقة : لقد تأخرنا ، علينا أن نذهب ، ست
سهيلة تنتظر.


                                   يطرق الباب ، ثم

                                 يدخل صالح وصالحة 


صالحة : ست شفيقة .

شفيقة : نعم .

صالح : ست سهيلة تقول ..

شفيقة : " لأزهر وغزالة " أرأيت ، ها هي
تستعجلنا " تتجه نحو الباب " هيا نذهب
إلى الجنرال.

غزالة : بوروف " تخرج " 

أزهر : " وهو يخرج " بروف .

غزالة : يا لحمقي ، بروف ، نعم ، بروف .

صالح : إنه جحا .

صالحة : لن يكون جحا حتى يرتدي ملابسه .

صالح : ست سهيلة قالت ، إنه سيكون اليوم جحا
                    حقيقة .

شفيقة : " من الخارج " صالح .. صالحة .

صالح : " يتجه نحو الباب " ست شفيقة تنادينا .
صالحة : تتجه نحو الباب " نعم ست .

صالح : فلنسرع .

صالحة : هيا ، هيا .

شفيقة : تعالا بسرعة .


                              يخرج صالح وصالحة 

                             ويغلقان الباب وراءهما 


التلفون : " يدق " ترن .. ترن .. ترن  .

خيرية : " من الخارج " التلفون يدق .

التلفون : " يدق " ترن .. ترن .. ترن .

خيرية : " من الخارج " ماذا جرى ؟ لا أحد يرد
                  على التلفون ، أين مضت ست شفيقة ؟

التلفون : " يدق " ترن .. ترن .. ترن .

خيرية : " تدفع الباب وتدخل " آه ، كان عليّ أن
                  أعرف أنها ليست في غرفتها ، فهي تتابع
                  الغناء والرقص و ..

التلفون : " يدق " ترن .. ترن .. ترن .

سهيلة : ترى من يكون ؟ لعله المعاون ، ومعه
بعض أصدقائه ، هو ينسى أنه رجل ،
وأن ملجأنا  للبنات " ترفع السماعة " الو
، لا ، لست المديرة ، أنا المعاونة ، تفضل
، من ؟ معاون الشرطة ؟ خيراً ، المدعو
أزهرنعم ، إنه هنا ، جاء منذ قليل ومعه
صرة ، وهو الآن على المسرح مع .. "
تنصت " آه هكذا إذن ، ماء من تحت تبن
، لا ، اطمئن ، لن أخبر أحداً فليأت
بسرعة ، مع السلامة " تضع سماعة
التلفون "  ستفاجأ ست شفيقة ، وكذلك
غزالة ، بالرجل الطيب ، الذي .. أو
شريكته ، أو .. ، تعال أيها الشرطي ،
تعال بسرعة ، وأرحني "تجلس   وراء
المنضدة " سأنتظر هنا ،  سأنتظر حتى 
يأت الشرطي ، وأقوده إلى  المسرح ،
أقوده إلى جحا " تنهض " جحا والشرطي
، ترى ما جريمته ؟ ولم العجلة؟
                    سينكشف كل شيء بعد قليل .


                                    تفتح ملفاً ، ثم 

                                 تلقيه على المنضدة


                                        إظلام  

                                                                                         

المشهد الثاني


                                خشبة المسرح ، سهيلة ،

                                  بنات ، صالح وسالم 


سهيلة : بنات ، ستأتي المديرة بعد قليل ، لترى
هذه الفعالية ، أريد أن تؤدينها بأفضل ما
يمكن .

صالحة : ست ، المديرة .

سهيلة : " تنظر إلى الخارج " نعم ، ها هي
المديرة  قادمة ، تهيأن .


                              تدخل شفيقة وغزالة 

                               سهيلة تستقبل شفيقة 


سهيلة : أهلاً ست شفيقة ، البنات جاهزات .

شفيقة : تأخرت عليك قليلاً .

سهيلة : لا بأس ، يبدو أن أزهر لم يأت بعد .

شفيقة : بل أتى ، وهو يستبدل ثيابه في إحدى
                  الغرف.

سهيلة : إلى أن يأتي ، أريد أن تري فعالية ، أم
                    الغيث غيثينا .

شفيقة : آه ، هذه الفعالية تذكرني بما كنّا نفعله ،
                    ونحن صغار ، عندما ينحبس المطر ،
                    وخاصة خلال الشتاء .

سهيلة : ستعجبك  " تلتفت إلى البنات " بنات ،
                    انتبهن ، فعالية أم الغيث غيثينا ، واحد
اثنان  .. ابدأن .

البنات : " يرقصن وهنّ يغنين " 

                          أم الغيث غيثينا

                          لولا المطر ما جينا

                          صبونا بالطبشي 

                          صبح ولدكم يمشي 

شفيقة : " تتابع الفعالية بإعجاب " ...

سهيلة : " تلتفت إليها بين فترة وأخرى " ....

غزالة :  تترنم بصوت خافت " ...

سالم : قلت أن جحا قد جاء .

صالح : نعم ، ورأيته عند المديرة ، يحمل صرة.

سالم : أخشى أن يكون قد غادر الملجأ .

صالح : لا يمكن ، فهو عريف الحفل ، و ..

سالم : أين هو ... ؟

صالح : صه ، المديرة تنظر إلينا .

سالم : " يلوذ بالصمت " ....

البنات :  يواصلن الرقص  والغناء " ....

شفيقة : " تتابع الفعالية باستمتاع " ....

سهيلة :  ها ، أعجبتك ؟

شفيقة : لن تعجب ست خيرية .

سهيلة : إنها جيدة إذن .

شفيقة : " تضحك " ....

سهيلة : لو أعجبت ست خيرية .. 

شفيقة : " تغالب ضحكها " دعيني أسمع .

سهيلة : " تسكت " ....

شفيقة : " تتابع الفعالية مترنمة"....

البنات : " يواصلن الرقص والغناء " ....

سهيلة : " بقعة ضوء ، تنظر إلى الخارج " ست
                    شفيقة ، جاء جحا .

شفيقة : " تنظر حيث تنظر سهيلة " آه  .

سهيلة : " مبتسمة " أنظري إلى غزالة .

شفيقة : ستجن به فرحاً .

سهيلة : تقول أنها رأته شاباً ، في دور جحا ،
على  المسرح .

شفيقة : يبدو أنها تراه ، كما رأته في المرة
الأولى .




                              يدخل بملابس جحا ، 

                             ويقف قرب غزالة


غزالة : آه ، أية ملابس هذه .

أزهر : " يتململ " ضيقة قليلاً .

غزالة : هكذا أجمل .

أزهر : " يومئ بالتحية إلى سهيلة " ....

سهيلة : " تبتسم وترد عليه بإيماءة " ....

أزهر : " يتابع الفعالية " ....

غزالة : " تقف إلى جانبه فرحة " ....

سالم : " ينظر إلى أزهر " إنه جحا كما يمكن
أن أتصوره .

صالح : اسمعه يحكي ، وسترى جحا على
حقيقته .

سالم : إنني متشوق لاستماعه .

صالح : انتظر ، ستنتهي بعد قليل ، هذه الفعالية
ويبدأ جحا .

البنات : " يواصلن الرقص والغناء " ....

غزالة : أزهر .

أزهر : نعم  .

غزالة : سترتك وسروالك اللذان خلعتهما ، كانا
                    متربان  بعض الشيء " تهم بالخروج "
                    سأنظفهما لك ،ثم أعود .

أزهر : لا داعي " يمسك يدها " سأنظفهما أنا ،
            فيما  بعد " يسحب يده محرجاً " ....

غزالة : أزهر ،أريد أن تكون ملابسك نظيفة
وجميلة  دوماً " تتجه إلى الخارج " .

أزهر : غزالة ، أرجوك " يتلفت حوله محرجاً
" .

غزالة : لن أتأخر،فأنا لا أريد أن يفوتني أداؤك
لدور جحا " تخرج " ...

أزهر : أي دور ؟ إن هي إلا نادرتان أو ثلاث ،
                    ألقيها  بين الفعاليات المختلفة .


                          تنتهي الفعالية ، البنات 

                          يتوقفن فرحات متعبات


سهيلة : " للمديرة " ها ؟

شفيقة : غناء جميل .

سهيلة : والرقص ؟

شفيقة : جميل أيضاً .

سهيلة : غدا ، والقاعة مملوءة ، سيكون أجمل
                    وأجمل.

شفيقة : هذا ما أتمناه " تبتسم " .

سهيلة : خيرية أيضاً ؟ يا إلهي .

شفيقة : إنني أتخيلها ، وهي تتابع فعالياتك .

سهيلة : عبوساً قمطريرة  .

شفيقة : ليسامحها الله .

سهيلة : آه منها .

شفيقة : أرجو أن يكون أزهر قد أتقن دوره .

سهيلة : أتقنه جيداً ، وقد هيأته أيضاً ليكون
عريف  الحفل .

شفيقة : هذا كثير يا سهيلة ، وأخشى أن لا ينجح
في ذلك .

سهيلة : سينجح ، وسترين " تهتف " أزهر .

أزهر : " يتطلع إليها " نعم .

سهيلة : " تشير بيدها " تعال .

أزهر : " يقترب منها على استحياء " ....

سهيلة : هذه المربس جميلة عليك .

أزهر : أشكرك .

شفيقة : آمل أن ترفع رأسنا غداً .

أزهر : بعون الله .

سهيلة : أزهر يعجبك .

أزهر : الفقرات جميلة جداً ، والفضل يعود
للست سهيلة .

شفيقة : " تبتسم " ....

سهيلة : شهادة خبير ، أشكرك .

أزهر : عفواً ، هذه هي الحقيقة .


                                غزالة تدخل منفعلة ،

                             وتسرع  نحو  المديرة


غزالة : ست شفيقة .

شفيقة : " تحملق فيها " أنت منفعلة ، غزالة ..

غزالة : أريدك في كلمة .

شفيقة : تكلمي ، إنني أسمعك .

غزالة : بيني وبينك .

شفيقة : " تأخذها جانباً " والآن تكلمي ، ما
الأمر ؟

غزالة : شرطي جاء إلى الملجأ . 

شفيقة : شرطي !

غزالة : يريد أزهر .

شفيقة : لماذا ؟

غزالة : وست خيرية ستأتي به إلى هنا .

شفيقة : كلا ، لن يدخل القاعة شرطيّ " تتجه
إلى  الخارج " تعالي معي .

غزالة : " تلحق بها " أنت تعرفين أزهر .

شفيقة : لن أسمح لأحد أن يمسه مادام بريئاً "
                    تخرج"

غزالة : " وهي تخرج وراءها " إنه بريء .

سهيلة : ماذا يجري ؟ 

أزهر : ست شفيقة بدت متأثرة . 

سهيلة : وغزالة كانت منفعلة جداً .

أزهر : لعله طارىء يتعلق بالملجأ .

سهيلة : بل هناك أمر غريب ، لقد سمعت غزالة
                    تقول ، شرطي .

 أزهر : شرطي ! 

صالح : " لسالم " شرطي ، نعم ، هذا ما سمعته
أنا أيضاً .

سالم : اسأل أختك صالحة ، ربما تعرف هي
                    الحقيقة .

صالح : سأسألها " يسرع إلى صالحة " 

صالحة : صالح ، عد إلى مكانك .

صالح : سمعت غزالة تقول ..

صالحة : " تقاطعه " أنا أيضاً سمعتها ، هيا عد .

صالح : إنني أخاف أن يتعكر جو الحفل .

صالحة : لن يتعكر مادامت ست شفيقة وست
سهيلة موجودتين ، والآن عد إلى مكانك .

صالح : " يتجه إلى سالم " سأعود " يتوقف "
                    أخبريني إذا استجد شيء .

صالحة : حسن ، اذهب بسرعة .

صالح : " يعود إلى سالم " ....

سالم : ها ، ماذا قالت صالحة ؟

صالح : لا شيء يذكر ، إنها مثلنا تنتظر .


                            تدخل غزالة راكضة ، 

                             وتسرع نحو أزهر


غزالة : أزهر .

أزهر : غزالة .

سهيلة : ما الأمر ؟

البنات : " ينتبهن لما يجري " ....

غزالة : الشرطي سيأتي إلى هنا .

أزهر : الشرطي !

سهيلة : أي شرطي؟

سالم : صالح ، اسمع ، شرطي .

صالح : " وهو يتقدم منهم " لنقترب ، لعلنا
نعرف  الحقيقة .

سالم : " يتبعه " هيا ، هيا .

غزالة : سيقبض عليك .

سهيلة : يقبض عليه ! يا ويلي .

أزهر : لكني لم أقترف ذنباً .

غزالة : ويأخذك إلى السجن .

سهيلة : آه ، الحفل .

أزهر : يا إلهي ، تخلصت من الأسر ، بعد
ثماني عشرة سنة ، لأذهب إلى السجن .

سهيلة : سيفشل الحفل ، سيفشل .

غزالة : أهرب .

أزهر : ماذا! 

غزالة : أهرب ، أهرب .

أزهر : لو هربت ..

غزالة : إذا لم تهرب سيأخذك الشرطي إلى
السجن .

أزهر : إنني بريء .

غزالة : أهرب إذن ، أهرب .

أزهر : " يقف حائراً " ....

                   

                                البنات وصالح وسالم ، 

                                يلتفون منفعلين حولهم 

سهيلة : بنات .. سالم .. صالح ..سيفشل الحفل
إذا أخذوا جحا " ترتفع أصوات مختلطة "
..

بنت : لا .. لا .. لا .

بنت : لن ندع الحفل يفشل .

بنات : لنحمه ، نعم لنحمه .

سالم : سنأخذه معنا .

صالح : نعم ، لنأخذه .

سهيلة : المهم أن لا يفشل الحفل " تصمت حائرة
"  لكن كيف ؟ والشرطي ..

بنت : " تصيح " ست سهيلة .

بنت : " تصيح " الشرطي .

غزالة : " خائفة " نعم ، هاهو قادم .

أزهر : آه .

سهيلة : أزهر " تدفعه برفق " أهرب .

غزالة : أهرب .. أهرب .

أزهر : لكن .. أين أهرب ؟

سالم : تعال معنا .

صالح : سنخبئك في ملجأنا .

غزالة : اذهب معهما ، اذهب ، وإلا أخذك إلى
                    السجن.

 

                                 يدخل الشرطي وخيرية ، 

                                 تبدو المديرة منفعلة                                                                                    


شفيقة : توقف ، هذا ملجأ للبنات .

الشرطي : لدي أمر بالقبض على المدعو أزهر ،
                    وسأقبض عليه .

 شفيقة : إنني أمنعك .

خيرية : ست شفيقة . 

شفيقة : أسكتي أنت .

خيرية : إنه لصّ .

أزهر : أنا ! 

خيرية : " تشير إلى أزهر" ذاك هو .

 شفيقة : أنت موظفة هنا ، ولست شرطية .

خيرية : " تهم بالكلام " ....

شفيقة : أسكتي .

خيرية : تسكت مغتاظة " ....

الشرطي : " يتجه نحو أزهر " مهما يكن ، لابد أن
                    أقبض عليه ، وأقوده إلى ..


                                البنات يحطن بالشرطي ، 

                                 ويمنعنه  من  التقدم


الشرطي : ابتعدن .

البنات  : " يتدافعن حوله " ....

غزالة : أزهر .

أزهر : " يلتفت إليها " ....

صالح : " يمسك يده " ....

غزالة : " تشير له أن يهرب " ....

صالح : تعال معنا .

غزالة : هيا .. هيا .

الشرطي : " يتدافع مع البنات " ابتعدن ، ابتعدن
،وإلا أخذتكن إلى المركز .


                                 صالح وسالم يسحبان 

                                 أزهر ،  ويهربان  به   


الشرطي : ابتعدن ، ابتعدن " يبعد البنات " يجب
أن أقبض عليه .

البنات : " يتشبثن به " ....

الشرطي : أيتها اللعينات "يتملص منهن " لن يفلت
مني " وهو يخرج " سيعاقبني المعاون
إذا لم أقبض عليه .

شفيقة : " تحملق في خيرية " ارتحت ؟

خيرية : " تخرج غاضبة " .... 

سهيلة : هذه ضربة قاصمة للحفل .

غزالة : " بصوت باك " أزهر بريء " تتطلع إ
لى  شفيقة " أنقذيه .

شفيقة : لا عليكما ، سأتصل بالمدير نفسه ، لابد
أن  ننقذ أزهر ، وكذلك الحفل " تتجه إلى

  الخارج " تعاليا .


                                   شفيقة تخرج ، تخرج 

                                   خلفها سهيلة وغزالة

                                

                                             إظلام 









المشهد الثالث


                                 زاوية في الحديقة

                                يدخل صالح وسالم


صالح : تعال " يشير إلى ما حوله " هذا هو
المكان ، إنه منعزل وآمن .

سالم : " يتلفت حوله " مازلت أفضل أن نأخذه
إلى  ملجأنا .

صالح : من الخطأ أن نخرج به إلى الشارع ،
وهو في هذه الملابس .

سالم : لكن الشرطي مازال في الملجأ .

صالح : لا عليك ، سيذهب عاجلاً أو آجلاً .

سالم : حتى لو ذهب ، فالمعاونة موجودة .

صالح : يا لها من معاونة ، إنها كما تقول أختي
                    صالحة ، إن قلبها قدّ من حجر .

سالم : مهما يكن ، اذهب وآتِ به .

صالح : " يهم بالخروج " انتبه ، إذا طرأ أمر ،
                    نبهني .

سالم : اطمئن ، هيا اذهب بسرعة .

صالح : " يخرج مسرعاً " ....

سالم : " يتلفت " صحيح أن المكان منعزل ،
لكن..  " يرفع رأسه " وهذا القمر يزيد
الطين بلّة " ينصت " أسمع وقع أقدام "
يختبئ وراء  إحدى الأشجار " إنها غزالة
، لابد أنها تبحث  عنّا ، ها هي تبتعد ،
وتعود إلى داخل الملجأ "  يخرج من
وراء الشجرة " تأخر صالح ، لعله
                    سمع مثلي وقع الأقدام ، فأختبأ هو والعم
                    أزهر " ينصت " هذه ليست وقع أقدام
غزالة  أو .. " ينظر إلى الخارج " حمداً
لله ، إنه صالح والعم أزهر .


                        

                               يدخل صالح وأزهر ،

                                سالم يسرع إليهما 


سالم : تعالا هنا ، بين الأشجار ، أسرعا فالقمر
                    يكشفكما للآخرين .

أزهر : آه .

صالح : سمعت ، قبل قليل ، وقع أقدام .

سالم : اطمئن إنها غزالة .

أزهر : غزالة ! 

سالم : لعلها جاءت لتطمئن على العم أزهر .

أزهر : هذا خطر ، وخاصة في الليل .

صالح : الخطر أن يراك الشرطي ، ويقبض عليك .

أزهر : ليقبض عليّ ، هذا لا يهمني ، إنني
بريء .

سالم : لا فائدة لما تقوله أنت .

أزهر : سالم .

سالم : أنت تعرف الشرطة .

أزهر : ليقبضوا عليّ ، سأثبت لهم أنهم
مخطئون .

صالح : لن ندعهم يقبضون عليك ، ابق هنا حتى
الغد ، لعل المديرة تنجح في إنقاذك .

سالم : صه " ينصت "أسمع دبيباً بين تلك
                    الأشجار. 

صالح : " ينصت " لعله الشرطي .

أزهر : لو جاء الشرطي لسلمت نفسي .

سالم : لا .

صالح : ستزعل المديرة .

سالم : وكذلك غزالة . 

أزهر : غزالة ، آه ، لكن هذا خطأ .

سالم : هش ، أنصتا ، وقع الأقدام يقترب ،
لعلها ..

غزالة : " بصوت هامس من الخارج " صالح .

صالح : إنها غزالة .

أزهر : غزالة ! 

سالم : نعم ، إنها هي .

غزالة : " بصوت أقرب " صالح ، صالح .

صالح : " يقترب من مصدر الصوت " خالة  
تعالي ، نحن هنا .

غزالة : " بصوت أكثر قرباً " أزهر معكم ؟

صالح : نعم ، اطمئني ، إنه هنا .

غزالة : " بصوت قريب " الحمد لله .

صالح : تعالي ، تعالي .


                             تدخل غزالة متأثرة ،

                             وتقترب من أزهر 


غزالة : أزهر .

أزهر : غزالة .

غزالة : أنت هنا ؟ ابق إذن ، فالشرطي لم يغادر
                    الملجأ بعد .

أزهر : ليتكم تدعوني أسلم نفسي ، وأخلصكم
من هذا الهم .

غزالة : ماذا تقول ؟ تسلم نفسك ؟

أزهر : إنني بريء ، وقد يطلقون سراحي اليوم
، أو غداً .

غزالة : اصبر ، ست شفيقة تحدثت بالتلفون إلى
                    المدير ، ووعدها خيراً .

سالم : " ينصت " أنصتوا .

صالح : " ينصت " ما الأمر ؟

أزهر : آه . 

غزالة : لا عليك ..     .

سالم : هش .

غزالة : " تأخذ أزهر إلى أعماق الأشجار "
تعال معي ، تعال .

أزهر : " ينقاد لها " آه  .

سالم : أظنها المعاونة .

صالح : نعم ، ومعها الشرطي .

سالم : فلنختبئ .


                                 سالم وصالح يختبئان ،

                             تدخل المعاونة والشرطي 


الشرطي : " يتلفت حوله " لا فائدة ، لقد هرب هذا
                    اللعين .

المعاونة : أظنه لن يستطيع الابتعاد كثيراً ، خاصة
وأنه يرتدي هذا الزي القبيح .

الشرطي : مهما يكن ، عليّ أن أعود إلى المركز ،
                    وأخبر المعاون بما جرى ، وسيؤنبني
                    بالتأكيد ، لأني لم أقبض على اللص .

المعاونة : اذهب ، سأبقى هنا الليلة ،وسأتصل
بالمركز  إذا عرفت مكانه .

الشرطي : هذا جيد " يتجه إلى الخارج " أستودعك
الله.
المعاونة : مع السلامة .

الشرطي : " يخرج " ....

المعاونة : لن يفلت مني " تتجه إلى الخارج " لا
هو ولا من يعاونه " خفق أجنحة بين  
الأشجار " هذا المكان مسكون " وهي
تخرج خائفة "  فلأهرب .


                   

                                   يدخل صالح وسالم ، 

                               ويلتفتان حولهما بحذر 


صالح : " يهز رأسه " خيرية .

سالم : أهي خيرية حقاً ؟

صالح : ليتني أعرف مما صنعت هذه ..
الخيرية.

سالم : ليس من دم ولحم بالتأكيد .

صالح : أنت محق ، وإلا ما عادت العم أزهر .

سالم : " يتطلع إلى الخارج " ابتعدت خيرية .

صالح : " يضحك " ولن تعود .

سالم : " يضحك بدوره " فالمكان مسكون .

صالح : رغم هذا ، علينا بالحذر .

غزالة : " تطل برأسها " صالح .

سالم : هذه الخالة غزالة .

صالح : " يسرع نحوها " خالة غزالة .

غزالة : أظنهما ذهبا ، الشرطي ، وست خيرية .

صالح : الشرطي عاد إلى المركز . 

سالم : " ضاحكاً " وست خيرية لن تعود .

صالح : تعالي ، أنت والعم أزهر ، المكان آمن .

غزالة : " تلتفت إلى الوراء " أزهر .

أزهر : " من الخارج " آه ، نعم .

غزالة : تعال ، لقد ذهبا .

أزهر : " يدخل " آه .

غزالة : أنت بخير .

أزهر : أنا بخير ما دمتم معي .

صالح : وسنبقى معك .

سالم : حتى النهاية .

غزالة : كلا يا ولديّ ، الوقت يمر ، لابد أن
تعودا إلى الملجأ ، وتتعشيا ، و .. 

سالم : خالة غزالة .

غزالة : نعم .

سالم : لابد أن العم أزهر جائع . 

أزهر : لا .. لا .. لا .

صالح : حقاً ، إنه لم يأكل حتى الآن .

غزالة : اطمئنا ، خبأت له بعض الطعام " تتأهب
                    للخروج " سأذهب حالاً ، وآتي به .

أزهر : غزالة .

غزالة : مهلاً يا أزهر " لصالح وسالم " اذهبا
أنتما  بعد قليل ، وحاذرا أن تراكما ست
خيرية ،  فهي ترى حتى في الظلام .

سالم : لن نخرج من الباب .

صالح : سنقفز من فوق السياج .

غزالة : " وهي تخرج " تصبحان على خير .

سالم : وأنت بخير .

صالح : وأنت بخير .

أزهر : غزالة ، يا لها من امرأة طيبة .

صالح : الجميع هنا يحبونها .

سالم : عدا ست خيرية .

صالح : ست خيرية لا تحب أحداً .

سالم : حتى نفسها .

أزهر : " يبتسم " مسكينة ، آه .

صالح : منذ أن جئت ، أنا وأختي صالحة ، قبل
أكثر من خمس سنوات ، كانت غزالة هنا
في الملجأ .

سالم : تقول أنها مقطوعة من شجرة ، وأنها
تعيش  في الملجأ ، كما لو كانت واحدة
من البنات الصغيرات .

أزهر : ليوفقها الله ، ويعطيها الصحة والعافية .

صالح : عم أزهر .

أزهر : نعم .

صالح : بدا لي ، من تمثيلك لدور جحا ، أنك
عرفت التمثيل منذ فترة طويلة .

أزهر : " يبتسم " نعم ، منذ أكثر من عشرين
سنة ، لكن أدواري التي أديتها ، كانت
أدواراً    ثانوية ، ولولا الحرب ،
ووقوعي في الأسر، لربما صرت ممثلاً
جيداً .

سالم : " بنبرة حزينة " مع هذا ، فأنت
محظوظ يا عم أزهر .

أزهر : " ينظر إليه " ....

سالم : " يختنق بعبارته " ....

أزهر : " يتطلع إلى صالح " ....

صالح : قُتل أبوه في الحرب .

أزهر : " بحزن " يا للأسف .

سالم : " يغالب دموعه " تقول أمي ، أنني
صورة منه .

أزهر : كان أبوك وسيماً إذن .

سالم : " يكفكف دموعه " هذا ما تقوله أمي
أيضاً .

صالح : سالم .

سالم : " يتجه إلى الخارج " لقد تأخرنا ،
لنذهب .

صالح : " يتبعه " مهلاً يا سالم " يلتفت إلى
أزهر ويلوح له " نراك غداً .

أزهر : إن شاء الله .

                   

                                سالم وصالح يخرجان ، 

                                  يبقى أزهر وحده                                                                                 


أزهر : ليتني أعمل هنا ، ولو حارساً أو بستانياً
أو طباخاً " يهمهم " هممم لأطلب هذا من
ست شفيقة " يصمت " عندئذ سيكون لي
عائلة كبيرة من البنات و.. " ينصت "
هذه غزالة ، صرت أعرف وقع أقدامها "
ينظر إلى الخارج " نعم ، إنها هي ، آه .

غزالة : " تدخل حاملة صرة " ....

أزهر : غزالة .

غزالة : جئتك ببعض الطعام . 

أزهر : إنني أتعبك ، آه .

غزالة : فخذ دجاجة ، ورغيف خبز وخضر .

أزهر : هذا كثير ، آه .

غزالة : ليس كثيراً ، لأني سآكل معك .

أزهر : إنه طعامك إذن ، وأنا أقاسمك فيه ، آه .

غزالة : " تجلس " بل طعامنا معاً " تفرش
منديل الصرة " تعال نأكل .

أزهر : " يجلس " يا له من عشاء .

غزالة : آه ، إنه عشاء في ضوء القمر .

أزهر : " يبتسم " هذا عنوان جميل لمسرحية
                    رومانسية .

غزالة : " تأخذ قطعة دجاجة " رومانسية !

أزهر : يعني .. عاطفية .

غزالة : " تقدم له القطعة " كل هذه ..
الرومانسية .

أزهر : " يبتسم " سآكل ، كلي أنت .

غزالة :  رومانسية .

أزهر : " يأخذ القطعة " أشكرك .

غزالة : كلها ، قليتها لك .

أزهر : " يأكل " عاشت يدك .

غزالة : " تأكل " ما ألذ العشاء في ضوء القمر .

أزهر : نعم ، والفضل لك .

غزالة : " تطرق صامتة " ....

أزهر : حدثني صالح ، أنك هنا ، قبل مجيئه إلى
                    الملجأ .

غزالة : نعم ، منذ إحدى عشرة سنة تقريباً ، بعد
أن ذهب زوجي إلى الحرب ، ولم يعد .

أزهر : " يتوقف عن مضغ الطعام " ....

غزالة : قد لا تصدق ، إذا قلت لك ، إنني لو
رأيته  الآن ، وهذا مستحيل ، لما عرفته .

أزهر : " يبقى صامتاً " ....

غزالة : لم يبق معي سوى أربعة أيام ، نعم ،
أربعة أيام لا أكثر ، وذهب ، ولم يعد ولن
يعود .

أزهر : غزالة .

غزالة : " تنظر إليه " ....

أزهر : أنت تعرفين ما جرى لي .

غزالة : " تهز رأسها " ...

أزهر : كلي إذن كلي .

غزالة : " تبتسم من بين دموعها " نعم ، فلآكل
" تضع قطعة في فمها " فخذ الدجاجة
المقلي لذيذ " تمضغ اللقمة " فلآكل حتى
أشبع .

أزهر : " ينظر إليها مبتسماً " يبدو أنك تشبعين
جداً كل يوم .

غزالة : تعني أنني .. " تضحك " سأبقى غزالة ،
                    لكن جثيثة قليلاً .

أزهر : كلي ، وأشبعي ، أنت هكذا أفضل ،
                    وستبقين.. مهما شبعت .

غزالة : " تنظر إليه " ....

أزهر : " يغض نظره محرجاً " ....

غزالة : " تنصت " ....

أزهر : " يتوقف عن تناول الطعام " ....

غزالة : " تنهض " أسمع دبيب أقدام .

أزهر : " ينهض هو الآخر " ....

غزالة : امض وأختبئ .

أزهر : " يسرع ويختبئ بين الأشجار " ....

غزالة : " تجمع الطعام في الصرة وترميه
خارجاً "  توقف دبيب الأقدام " تنصت "
أهو الشرطي؟ لا ، رأيته يخرج من الملجأ
"  يصمت " لعله عاد ، من يدري "
ينصت " ها هو دبيب الأقدام ثانية ، ترى
من ..


                                تدخل خيرية متسللة ،

                                وتفاجأ بوجود غزالة 


غزالة : ست خيرية ! 

خيرية : هذه أنت !

غزالة : ظننت أنك غادرت الملجأ كالعادة ،بعد
انتهاء الدوام .

خيرية : " تتلفت حولها " أنت وحدك .

غزالة : كما ترين .

خيرية : لكني سمعتك تتكلمين .

غزالة : نعم ، ست خيرية " تشير إلى الأعلى "
كنت أكلم القمر .

خيرية : المجانين وحدهم يكلمون القمر .

غزالة : أنت محقة ، ست خيرية ، أنا مجنونة .

خيرية : مجنونة أم تمثلين ؟

غزالة : ما ترينه أنت ، ست خيرية .

خيرية : أرى أنك تعلمت من جحا الشيء الكثير .

غزالة : أتمنى أن نتعلم منه ، أنا وغيري ،
الطيبة .

خيرية : " تحدق فيها " ....

غزالة : الوقت متأخر " تتجه إلى الخارج "
تصبحين على خير " تخرج " .

خيرية : إذا صرت مديرة ، في هذا الملجأ ، ذات
يوم فسأنظفه من أمثال غزالة هذه "
تصمت خائفة " أسمع صوت رفرفة .. "
تتجه إلى الخارج "الأفضل أن أعود إلى
الداخل "  تخرج " .

أزهر : " يدخل حذراً " خيرية هذه ، لن ترتاح
إذا لم تودعني السجن ، آه " يتهاوى
جالساً تحت  إحدى الأشجار " فلأبق هنا
حتى ينجلي  الموقف ، آه .

                        

                            أزهر يسند رأسه إلى 

                          الشجرة ، ويغمض عينيه


                                    إظلام  



المشهد  الرابع


                                الستارة مسدلة ، البنات

                                يغنين أغنية موصلية


البنات :     بانيبان  بانيبان  باني  

                        .   .   .   .   .   .   .

                        .   .   .   .   .   .   .

                 

                              الأغنية تنتهي ، البنات

                                 يسكتن ، صوت سهيلة


سهيلة : " من خلف الستارة " أحسنتن يا بنات ،
هذا  أداء جيد ، أرجو أن تكن بهذا
المستوى عصر اليوم ، لنتوقف بعض
الوقت للراحة ، حسن ، أجلسن حيث
تشأن .




                   

                           تفتح الستارة ، المديرة ،

                          سهيلة ، صالح ، سالم 


شفيقة : رائع .. رائع .

سهيلة : " تبتسم محبطة " ....

شفيقة : سهيلة ، هذه ليست عادتك .

سهيلة : إنني خائفة .

شفيقة : سينجح الحفل ، وسترين .

سهيلة : البنات جيدات ، لكن ..

شفيقة : كوني أنت عريفة الحفل .

سهيلة : وجحا ؟

شفيقة : " تصمت " ....

سالم : " بصوت هامس " صالح .

صالح : صه .

سالم : الخالة غزالة ..

صالح : " يحدق فيه " ....

سالم : " يصمت " ....

شفيقة : " تنظر إلى الخارج " خيرية .

سهيلة : " تنظر بدورها " لن أرى خيراً 


                             تدخل خيرية ، وتدور 

                           بعينيها في أرجاء المكان  


سهيلة : أنظري إليها .

شقيقة : دعك منها .

سهيلة : ليتها هي تدعني .

شفيقة : إنها تحفر البئر بإبرة .

سهيلة : وستحفره .

شفيقة : إنها تنظر إلى صالح وسالم .

سهيلة : الويل لهما منها .

صالح : سالم ، ست خيرية .

سالم : أراها .

صالح : كن حذراً ، أنت لا تعرفها .

سالم : اطمئن .

خيرية : " تقف قربهما ، وتنظر حولها " ....

صالح : صباح الخير ، ست خيرية .

خيرية : " تنظر إلى سالم " ....

سالم : صباح الخير .

خيرية : لا أرى غزالة .

صالح : " يتظاهر بالبحث عنها بعينيه " أنا
أيضاً لا  أراها .

خيرية : " تنظر إلى سالم " ....

سالم : مادمتما لا تريانها ، فهي إذن غير
موجودة .

خيرية : أين هي إذن ؟

سالم : " يهم بالكلام " ....

صالح : " يسبقه " الله أعلم .

خيرية : وأنت ؟ 

صالح : " يرفع كتفيه " .... 

خيرية : " تنظر إلى سالم " ....

سالم : " يرفع كتفيه هو الآخر " ....

سهيلة : ست شفيقة .

شفيقة : لا تنظري إليها .

سهيلة : تبدو اليوم شاحبة جداً .

شفيقة : لعلها لم تنم ليلة البارحة .

سهيلة : ولن تنام حتى تجد أزهر ، وتسلمه
للشرطة .

شفيقة : ترى ما ذنبه هذا المسكين ؟

سهيلة : ذنبه أنه رجل .

شفيقة : " تكتم ضحكتها " .... 

خيرية : مهما يكن " تنظر إلى صالح " سأعرف 
                    مكانه " تلتفت إلى سالم " عاجلاً أو آجلاً
"  تتجه إلى سهيلة وشفيقة " أنا خيرية .

سهيلة : الخير هلّ .

شفيقة : صبراً  آل ياسر .

سهيلة : لست من آل ياسر ، إنني صعيبة .

شفيقة : " تكتم ضحكتها " ....

خيرية : سهيلة .

سهيلة : " بسخرية " ست سهيلة ، من فضلك .

خيرية : أنت تعرفين ، أن البنات أمانة في
أعناقنا.

سهيلة : ونحن أهل للأمانة .

خيرية : ملابس بعضهن لا تعجبني .

سهيلة : هذه ليست الملابس التي سيؤدين بها
                    الفعاليات .

خيرية : أعرف ، وأنا لا أقصد هذه الملابس ،
وإنما  ملابس الرقصات .

سهيلة : " تنظر إلى المديرة " ....

شفيقة : الملابس فصّلت تحت إشرافي ، وهي
                    مشابهة لأزياء جداتنا قي تلك الفترة .

خيرية : " تبتعد مغتاظة " ....

سالم : " هامساً " صالح .

صالح : " يميل عليه قليلاً " ....

سالم : الخالة غزالة تأخرت .

صالح " لعلها أخذت العم أزهر إلى مكان آخر .

سالم : لو أخذناه نحن إلى ملجأنا ليلة البارحة
لكان  أفضل .

صالح : هو نفسه ، رفض هذا ، كما رأيت ،
صباح  اليوم .

سالم : الشرطي قد يأتي ثانية ، ويبحث عنه
                    بمساعدة ست خيرية .

صالح : يبدو أنها سمعتك ، صه .

سالم : " يلوذ بالصمت " ....

سهيلة : " ترمق خيرية بنظرة خاطفة " خيرية
تبدو غير مرتاحة .

شفيقة : يبدو أنها تعد طبخة عسيرة الهضم .

سهيلة : هذا أكيد .

خيرية : " تتجه نحوهما " ....

شفيقة : انتبهي ، إنها قادمة .

خيرية : المدير إذن لن يحضر الحفل .

سهيلة : نعم ، لن يحضره .

شفيقة : إنه مريض .

خيرية : حمداً لله ...

شفيقة : " تنظر إليها مستنكرة " ....

سهيلة : " تحدق فيها مذهولة " ...

خيرية : لأنه لن يحضر .

شفيقة : " تهز رأسها " ....

خيرية : فقد لا يرتاح لما ستقدمه بناتنا من أغان
                    ورقصات .

شفيقة : ليته يأتي لتري رأيه .

خيرية : لكنه لو أتى سيرى ما أعطيناه لجحا من
دور  في حفل بناتنا .

سهيلة : " بشيء من الغضب " خيرية .

خيرية : ست خيرية ، من فضلك .


                                تدخل غزالة مسرعة 

                                 وتتجه نحو المديرة


غزالة : ست شفيقة .

شفيقة : نعم .

غزالة : معاون الشرطة على التلفون .

سهيلة : معاون .. ! 

شفيقة : حسن " تتجه إلى الخارج " سأرى ماذا
                    يريد.

خيرية : جاءك الموت يا تارك الصلاة .

سهيلة : " تحدق فيها منفعلة " ....

شفيقة : " تخرج " ....

غزالة : " تحدق في خيرية " ....

خيرية : اذهبي لتري نهايته .

غزالة : " تتجه إلى الخارج ثم تتوقف " ...

خيرية : إنني معك ، لا داعي للعجلة ، فالنهاية
                    معروفة .

سالم : صالح ، اسمع .

صالح : سمعت ، اخفض صوتك .

سالم : ليسرع أحدنا إلى أزهر ، ويحذره .

صالح : مهلاً ، لتعد المديرة أولاً ، ونعرف
حقيقة الأمر .

سالم : " يصرف بأسنانه " آه من .. خيرية .

خيرية : " ترمق غزالة بنظرة متشفية " ....

غزالة : " تطرق رأسها حزينة " ....

خيرية : " تقترب من غزالة " ماذا ؟ حزنت
عليه ؟

غزالة : طبعاً فأنا إنسانة .

خيرية : من نوعه ، نعم .

غزالة : " تحدق فيها بغضب " ....

خيرية : " تقترب من سهيلة "أنت أيضاً متعاطفة
معه ، رغم أنه مجرم .

سهيلة : " تنظر إليها صامتة " ....

خيرية : لا عجب ، فالمديرة نفسها متعاطفة معه
، يا  للقدوة .

سهيلة : ست شفيقة ، فعلاً قدوة .

خيرية : لكِ .

سهيلة : لي ولغيري .

خيرية : عداي .

سهيلة : " تلوذ بالصمت " ....

خيرية : سيذهب جهدك سدى ، فلن يرى أحد
جحا على المسرح .

غزالة : " تنظر إلى الخارج " ست شفيقة .

سهيلة : " تتطلع إلى الخارج قلقة " ....

خيرية : نعم ، ها هي قادمة ، فلننتظر ، وإن
كنت أعرف ما ستقوله .


                                 تدخل المديرة ، الجميع 

                                 يتطلعون إليها متلهفين 


غزالة : ست شفيقة .

خيرية : " ساخرة " خيراً .

شفيقة : كل خير .

سهيلة : يبدو خيراً بالفعل .

خيرية : " متوجسة " بشريني .

سالم : صالح .

صالح : صه ، دعنا نسمع .

شفيقة : إنها بشرى بحق ، لكن ، ربما ، ليس
                    للجميع.

خيرية : " تصمت عابسة " ....

سهيلة : ماذا قال المعاون ؟

شفيقة : سترين جحا على المسرح .

سهيلة : " فرحة " حقاً !

غزالة : أزهر ؟

خيرية : إنه مجرم ، وعليهم أن يلقوا القبض
عليه.

شفيقة : معاون الشرطة قال ، أنهم القوا القبض
على المجرم الحقيقي .

خيرية : ماذا !

شفيقة : واعترف بجرمه .

خيرية : وجحا ؟

شفيقة : أزهر بريء .

صالحة : " تصيح " بريء " تسرع نحو صالح "
                    صالح .. صالح .

غزالة : " دامعة العينين " هذا ما عرفته منذ
البداية .

صالح : " يحضن صالحة ويرقصان " " بريء
..   بريء .. بريء .

خيرية : " لصالح وصالحة " كفى ، عيب .

شفيقة : دعيهما ، إنهما فرحين .

خيرية : لكنهما ولد وبنت ، وهذا ..


                                                               شفيقة : صالحة أخته يا ست خيرية .

خيرية : " مترددة " حتى لو كانت .. " تتجه إلى
                    الخارج " لدي عمل أنجزه " تخرج " .

سهيلة : حمداً لله ، لقد أنقذ الرجل .

شفيقة : وأنقذ الحفل أيضاً .

سهيلة : الحفل .

شفيقة : الحفل .

سهيلة : ست شفيقة .

شفيقة : " تنظر إليها " ....

سهيلة : أزهر بريء ، نعم ، لكن أين هو ؟

شفيقة : حقاً ، أين هو ؟ 

سهيلة : وبيننا وبين الحفل ساعات .

شفيقة : أين يمكن أن يكون قد ذهب ؟

سهيلة : وملابسه ما زالت في الغرفة " تنظر
إلى غزالة ، أم أنني مخطئة ؟

غزالة : لست مخطئة ، يا ست سهيلة .

سهيلة : علينا أن نجده .

شفيقة : يجب أن نجده .

سهيلة : وإلا فشل الحفل .

سالم : صالح .

صالح : تمهل ، لننتظر .

سالم : لقد ثبتت براءته .

صالح : أنصت .

سالم : " ينصت " ....

شفيقة : " تحدق في غزالة " غزالة .

غزالة : " تلوذ بالصمت مترددة " ....

سالم : " يتقهقر خفية " ....

شفيقة : غزالة .

غزالة : نعم ، ست شفيقة .

سالم : " ينسل إلى الخارج " ....

شفيقة : أنت تعرفين مكانه .

غزالة : أنا !

سهيلة : نعم ، أنتِ .

غزالة : " تتراجع وتقف قرب صالح " ....

شفيقة : " تقترب منها " ماذا دهاكِ ؟ تكلمي .

سهيلة : " تقترب منها هي الأخرى " تكلمي يا
                    غزالة.

شفيقة : أين هو ؟

غزالة : " تتلجلج " ....

صالح : أنا أعرف .

شفيقة : " تنظر إليه " ....

سهيلة : صالح .

صالح : وكذلك سالم .

شفيقة : سالم !

صالح : " يتلفت حائراً " كان هنا ، إلى جانبي ،
أين  ذهب ؟

سهيلة : دعنا من سالم الآن ، نريد أزهر .

شفيقة : منذ متى .. تعرفون ؟

غزالة : " تتلجلج " منذ ..

صالح : نحن خبأناه .

شفيقة : " تبتسم " ....

غزالة : أرأيت ست شفيقة ؟ إنه بريء .

سهيلة : ست شفيقة .

شفيقة : هذا ما عرفته منذ البداية .

سهيلة : ست شفيقة .

شفيقة : خبأتموه ؟ " تضحك " الويل لكم لو
عرفت ست خيرية .

سهيلة : ست شفيقة .

شفيقة : لن ترضى بأقل من تسليمكم للشرطة أو
..

غزالة : أنت موجودة ست ..

سهيلة : شفيقة ..

شفيقة : " تنظر إليها " ...

سهيلة : لم يبق على بدء الحفل سوى ساعات .

شفيقة : لا عليك ، فأزهر بريء .

سهيلة : لكن أين هو ؟ إنني أريده في أسرع وقت
                    ممكن .

غزالة : " تنظر فرحة إلى الخارج " سهيلة .

سهيلة : ست سهيلة ، من فضلك .

غزالة : " تشير إلى الخارج " من فضلك ..

سهيلة : " تنظر حيث تشير غزالة " جحا !

غزالة : نعم ، أزهر .


                             يدخل سالم ، ومعه 

                             أزهر بملابس جحا 

   

                                   إظلام











المشهد  الخامس


                          الستارة مسدلة ، مقاطع 

                           من  أغاني  موصلية 


الأطفال : " يصيحون " جحا .. جحا .. جحا .

سهيلة : " من وراء الستارة " أزهر .

أزهر : نعم ، ست سهيلة .

سهيلة : إنهم ينادونك .

الأطفال : جحا .. جحا .. جحا .

أزهر : أسمعهم .

الأطفال : جحا .. جحا .. جحا .

سهيلة : أخرج إليهم ، هيا أخرج .

أزهر : " يطل برأسه من الستارة " ....

الأطفال : " يصفقون ويهللون " حكاية .. حكاية ..
                    حكاية .

أزهر : " يتقدم ويقف أمام الستارة " ....

الأطفال : " يصفقون ويهللون " حكاية .. حكاية ..
                    حكاية .

أزهر : أنتم لا تشبعون من الحكايات " يتظاهر
                    بالتعب " تعبت .

الأطفال : " يصيحون " حكاية .. حكلية .. حكاية .

أزهر : لكن حان وقت تقديم الأغنية الأخيرة
                    ..دقومي وادحغجي من دوشك العالي 

الأطفال : " يصيحون " حكاية .. حكاية .. حكاية .

أزهر : أعزائي ..

الأطفال : " يصيحون " حكاية .. حكاية .. حكاية .

أزهر : حسن ، كما تشاءون ، لكن الأخيرة .

الأطفال : " يصفقون ويهللون " ....

أزهر : " يرفع يديه أن اهدؤوا " .... 

الأطفال : " يهدؤون شيئاً فشيئاً " ....

أزهر : اسمعوا الحكاية الأخيرة ..

الأطفال : " يستمعون هادئين " ....

أزهر : أراد جحا أن يبيع حماره،فتوجه إلى
السوق، فتلوث ذيل الحمار بالطين ، فظن
أنه لا يشتريه أحد بالذيل الملوث ،فقطع
ذيله  ووضعه في الخرج ، فلما وصل إلى
السوق، اجتمع الناس عليه ،وقالوا : إن ا
لحمار جيد ، لكن يا خسارة ليس له ذيل ،
فقال جحا : الذيل ما هو ببعيد ، من
يشتريه أعطيه الذيل،  إنه في الخرج .

الأطفال : " يضحكون ويصفقون و يهللون " ....

أزهر : والآن أعزائي الأطفال ، إلى الأغنية
                  الأخيرة " بصوت احتفالي " دقومي
                  وادحغجي من دوشك العالي .



                              تبدأ موسيقى الأغنية

                             مع  رفع  الستارة 


أزهر : " يقف جانباً " هيا يا بنات ، ابدأن .

                           دقومي وادحغجي

                           من دوشك العالي

                           .  .   .   .   .   .

                           .   .   .   .   .   .


غزالة : " ترمق أزهر بنظرة فرحة " ....

أزهر : " يتابع الأغنية والرقصة " ....

غزالة : ترمق أزهر ثانية " ....

أزهر : " يلمحها فيبتسم لها " ....

غزالة : " تقترب منه " أزهر .

أزهر : غزالة .

غزالة : أغنية جميلة .

أزهر : وكذلك الرقصة . 

غزالة : " تبتسم " لن تحبك خيرية .

أزهر : أرجو أن تحبك أنت .

غزالة : " تهز رأسها " ....

أزهر : سأكسبها يوماً ما .

غزالة : تحتاج إلى معجزة .

البنات : " يواصلن الغناء والرقص " ....

شفيقة : ها ست سهيلة؟

سهيلة : فوق النخل .

شفيقة : " تبتسم " ماذا لو لم يأت أزهر ؟

سهيلة : أموت .

شفيقة : " تضحك " ....

سهيلة : وأريح خيرية .

شفيقة : " تنظر إلى الخارج " ذكرنا القط ..

سهيلة : " تنظر حيث تنظر شفيقة " فجاء ينط ..
                    عابساً " تهز رأسها " أعوذ بالله .


                                   تدخل خيرية ، وتتابع

                                  الأغنية والرقص عابسة

سهيلة : ست شفيقة .

شفيقة : " تغالب ابتسامتها " الويل لأزهر .

سهيلة : وكذلك لغزالة .

شفيقة : " تتطلع إلى غزالة " غزالتنا اليوم
فرحة  جداً.

سهيلة : وهذا ما سيغيظ خيرية .

خيرية : " تنظر إلى أزهر وغزالة " ....

سهيلة : هاهي تنقض على الغزالة .

شفيقة : " تهز رأسها " ....

خيرية : " تتجه إلى غزالة " ....

البنات : " يواصلن الغناء والرقص " ....

خيرية : غزالة .

غزالة : " متوجسة " نعم ، ست خيرية .

خيرية : مكانك ليس هنا .

غزالة : " تبتعد قليلاً عن أزهر " ....

خيرية : غرفة الإدارة خالية ، قد يدق التلفون ،
                    والكل هنا مشغولون بالغناء والرقص .

غزالة : " تنظر إلى شفيقة وسهيلة " ....

خيرية : هيا تحركي .

غزالة : " ترمق أزهر بنظرة خاطفة " ....

أزهر : " يلوذ بالصمت " ....

خيرية : " تبتعد عنه " ....

البنات           : يواصلن الغناء والرقص " ....

شفيقة : الأغنية توشك أن تنتهي . 

سهيلة : وكذلك الحفل .

شفيقة : ويا له من حفل .

سهيلة : أعجبك ؟

شفيقة : جداً 

سهيلة : أشكرك .


                               البنات يتوقفن ، الأطفال

                               يصفقون ، خيرية عابسة  


سهيلة : أزهر .

أزهر : " يلتفت إليها " ....

سهيلة : حيي الجمهور .

أزهر : " يقف متردداً " ....

الأطفال : " يصيحون " جحا .. جحا .. جحا .

سهيلة : هيا ، حيّهم .

الأطفال : جحا .. جحا .. جحا .

أزهر : " يتقدم ويحيي الجمهور " ....

الأطفال : " يصفقون ويهللون " ....

سهيلة : ست شفيقة ..

شفيقة : أنظري إلى أزهر ، كم هو فرح .

 سهيلة : المعاون يصعد إلى خشبة المسرح .

شفيقة : " تلتفت وتنظر إلى المعاون " ....


                            يدخل المعاون ، وتسرع 

                               إليه شفيقة وسهيلة 


شفيقة " أهلاً أستاذ ، أهلاً ومرحباً .

المعاون : أهلاً بك ست شفيقة .

شفيقة : أرجو أن يكون الحفل قد أعجبك .

المعاون : بصراحة حفل رائع، ونرجو أن نرى
المزيد  منه في المستقبل .

شفيقة : إن شاء الله .

المعاون : من جهتي ، سأنقل ما شاهدته إلى السيد
                    المدير ، وسأوصي بتكريمكم جميعاً .

شفيقة : هذا لطف منك يا أستاذ .

سهيلة : " تقترب أكثر " مرحباً أستاذ .

المعاون : " ينظر إليها " أهلاً ومرحباً .

شفيقة : " تفسح المجال لسهيلة " هذه سهيلة ،
ست  سهيلة ، والفضل يعود لها في إعداد
البنات  وتدريبهن .

المعاون : جهود مثمرة ، أهنئك ، وأتمنى لك
نجاحات  مستمرة .

سهيلة : " فرحة جداً " أشكرك ، أشكرك أستاذ .

المعاون : " ينظر مبتسماً إلى أزهر " أعجبني
جحا  كثيراً .

شفيقة : سيفرح لو عرف ذلك .

سهيلة : سأناديه " تسرع إلى أزهر " أزهر .

أزهر : نعم . 

سهيلة           : المعاون يتحدث عنك  . 

أزهر : " ينظر إلى المعاون " ....

المعاون :  سأوصي بتكريمه أيضاً.

شفيقة : إنه يستحق التكريم فعلاً ، المسكين ،
ظلّ في  الأسر أكثر من ثماني عشرة
سنة.

المعاون : " يهزّ رأسه " ....

سهيلة : " لأزهر "  تعال معي .

أزهر : " يقترب متردداً من المعاون " مرحباً أستاذ.

المعاون : أهلاً جحا ، أهنئك ، لقد لعبت دوراً مهماً
في إنجاح الحفل .

سهيلة : " متحمسة " كان في شبابه ممثلاً بارعاً.

أزهر : " يبتسم محرجاً " ....

المعاون : ومازال .

أزهر : أشكرك أستاذ . 

المعاون : مرة أخرى أهنئكم ، وأشكركم لما
أدخلتموه  من فرح على قلوب الأطفال .

شفيقة : إنهم أطفالنا أستاذ .

المعاون : بارك الله فيكم ، والآن لابد أن أذهب "
                    يتأهب للخروج " أستودعكم الله .

سهيلة : مع السلامة أستاذ .

أزهر : في أمان الله .

شفيقة : " تسير إلى جانبه " أستاذي الكريم ..

المعاون : نعم ، ست شفيقة .

شفيقة : لديّ طلب ..

المعاون : تفضلي .

شفيقة : ليس لي ، وإنما لأزهر.

المعاون : جحا ؟

شفيقة : نعم ، جحا .

المعاون : ما تطلبينه له يتحقق .

شفيقة : أشكرك ، هذا ظني فيك ، وفي الأستاذ
                  المدير.

المعاون : تفضلي .

شفيقة : نحن بحاجة إلى بستاني في الملجأ ،
وأزهر عاطل عن العمل ، منذ أن عاد من الأسر .

المعاون : " يخرج " ....

شفيقة : " تخرج معه " ....

أزهر : ست سهيلة .

سهيلة : أشكرك .. أشكرك .. أشكرك .

أزهر : الشكر لك أنتِ ، فقد أعدتني بهذا الدور
إلى شبابي .

سهيلة : أنت شاب يا أزهر .

أزهر : " يبتسم بشيء من الحزن " ....

سهيلة : إنس سني الأسر ، اشطبها من عمرك .

أزهر : إنها ثماني عشرة سنة يا ست سهيلة .

سهيلة : نعم ، كلنا دفعنا من أعمارنا بهذه
المحرقة ، ومحظوظ من نجا ، وأنت
نجوت .

أزهر : " يلوذ بالصمت " ....

شفيقة : " تدخل باشة " أزهر .

أزهر : نعم ، ست شفيقة .

خيرية : " تنتبه " ....

شفيقة : " تقترب منه " أبشر .

أزهر : خيراً .

سهيلة : طبعاً خيراً .

خيرية : " تنظر إليهم منصتة " ....

شفيقة : منذ الغد ، أنت بستاني الملجأ .

أزهر : ماذا ؟ بستاني !

سهيلة : بستاني .. وممثل .. ماذا تريد بعد ؟

خيرية : " تطرق مفكرة " ....

أزهر : لا أدري ماذا أقول ، أنتم تحيونني .

خيرية : بستاني وممثل ترى أيمكن أن أكون
مخطئة؟   " تنظر إلى أزهر " من يدري.


                              سالم وصالح وصالحة 

                                يقتربون من أزهر

سالم : عم أزهر .

أزهر : " يلتفت إليهم " نعم .

صالح : في القاعة مصور فوتوغرافي .

أزهر : " يحدق فيه صامتاً " ...

صالحة : نريد صورة معك .

أزهر : صورة ! " يبتسم " لست عمر الشريف.

صالح : أنت عم أزهر .

شفيقة : ماذا تريدون ؟ 

أزهر : تصوري ست شفيقة ، يريدون صورة
معي.

شفيقة : اذهب فأنت نجم الحفل .

أزهر : أشكرك " يلتفت إليهم " هيا إذن ، نادوا
                    المصور .

صالحة : " تمسك يده " هيا يا عم .

أزهر : " يسير معهم مبتسماً " ....

صالح : سالم ، أسرع إلى المصور ، وناده .

سالم : " يخرج مسرعاً " في الحال .

خيرية : كلّ الأطفال يحبونه ، البنين والبنات "
                    تصمت " مادام الرجل ليس مجرماً ،
ليس لصاً ، ليس ..

المصور : قفوا متقاربين " يتقاربون " لا تتحركوا
" ضوء الفلاش " حسن صورة جيدة .

صالحة : " للمصور " صورة أخرى ، من
فضلك.

سالم : نعم ، صورة أخرى ، هذه مناسبة قد لا
                    تتكرر .

المصور : " لأزهر " ماذا تقول أنت ؟

أزهر : لماذا لا ؟ صورة أخرى .

صالح : لنغير أماكننا .

المصور : " وهو يضبط العدسة " هيا بسرعة "
                    يغيرون أماكنهم " ابتسموا ، أنتم في
حفل "  يبتسمون جميعاً " نعم ، هكذا ،
انتبهوا "  ضوء الفلاش " رائعة ، صورة
رائعة ، ستذكرونها وتعتزون بها مدى
العمر .

خيرية : " تقترب من شفيقة " ست شفيقة .

شفيقة : نعم ، ست خيرية .

خيرية : الليل يقترب ، علينا أن ننهي هذا الحفل .

شفيقة : أنت محقة " تلتفت إلى سهيلة " سهيلة .

سهيلة : نعم ، لننهه " تصفق " بنات .

البنات : " ينتبهن إليها " ....

سهيلة : الحفل انتهى ، اذهبن وغيرن ملابسكنّ ،
                    هيا، أسرعن .

البنات : " يخرجن متضاحكات فرحات " ....

شفيقة : الحمد لله ، الحفل كان ناجحاً ، أفرح
هؤلاء  الأيتام بنين وبنات ، وقد أثنى
معاون المدير عليه كثيراً ، ووعد بتكريم
الجميع ، بمن فيهم  أزهر .

خيرية : " تطرق رأسها صامتة " ....


                            تدخل غزالة ، ومعها شاب 

                          وامرأة شابة ، تحمل طفلاً


سهيلة : " تنظر إليهم " ست شفيقة .

شفيقة : " تنظر حيث تنظر سهيلة " ....

سهيلة : أهذا معقول ! 

شفيقة : أتعنين أنها .. ! يا لله .

غزالة : " تقترب بالشاب والشابة " ست شفيقة .

خيرية : " تحدق في الشابة " نهلة !

غزالة : لدي هدية ، أنت وراءها .

شفيقة : نهلة ! 

غزالة : " تهز رأسها " ....

شفيقة : " لسهيلة " إنها نهلة .

سهيلة : هذا ما خمنته .

شفيقة : وجدناك أخيراً .

نهلة : " تقف دامعة العينين " ....

شفيقة : " تشير إلى أزهر " ذاك أبوك .. أزهر .

نهلة : " تغالب بكاءها وهي تنظر إلى أزهر "
....

خيرية : ست شفيقة .

شفيقة : نعم ، ست خيرية .

خيرية : لدي رجاء .

شفيقة : عفواً ست خيرية ، تفضلي .

خيرية : ربما أغضبت أزهر ، عن حسن نية ،
كما  أتصور ، فاسمحي لي أن أعتذر منه
، وأقدم  له ابنته بنفسي .

شفيقة : لكِ ما تشائين ، تفضلي .

خيرية : نهلة ، تعالي معي .

 

                   

                               خيرية ونهلة والشاب

                                يتقدمون من أزهر 


خيرية : أزهر .

أزهر : " يلتفت إليها " نعم .

خيرية : أهنئك على نجاحك .

أزهر : " يرمق غزالة بنظرة خاطفة " ست
خيرية.

خيرية : وأعتذر إذا أخطأت بحقك .

أزهر : " ينظر إليها صامتاً " ....

خيرية : أعرف أنك زعلان مني ، لكنك
ستسامحني ،  بعد أن أقدم لك " تشير إلى
المرأة " هذه الهدية .

أزهر : " يحملق في الفتاة " ....

شفيقة وسهيلة : " تقتربان منهم " ....

نهلة : أنا نهلة .

أزهر : " يقلب النظر فيمن حوله " ....

نهلة : " بصوت دامع " أبي .

أزهر : نهلة !

شفيقة : نعم يا أزهر ، إنها ابنتك .

أزهر : ابنتي .. ابنتي .

نهلة : نعم ، نعم يا أبي .

أزهر : " يتطلع إلى الطفل " ....

نهلة : " تبتسم من خلال دموعها " هذا ابني ..
                    أزهر .

أزهر : أزهر !

نهلة : أسماه أحمد " تشير إلى الشاب " زوجي
، على اسمك .

أزهر : " ينظر إلى احمد " ....

احمد : عمي كنت متلهفاً لمعرفتك ، وها إني قد
                    عرفتك .

أزهر : أشكرك يا بنيّ .

احمد : والآن ستأتي معنا ، فمكانك بيننا ، وأنت
                    بمثابة أبي رحمه الله .

أزهر : " ينظر إلى نهلة " ....

نهلة : أبي ، بيتنا هو بيتك ، هيا يا أبي .

شفيقة : أزهر ، اذهب مع ابنتك وأبي أزهر ،
وتعال  بعد أسبوع لتتسلم عملك .

أزهر : " يتلفت حوله ، ويلمح غزالة " لحظة
                    واحدة.


                                 بقعة ضوء ، على

                             أزهر وغزالة وحدهما 


أزهر : غزالة .

غزالة : " تنظر إليه " ....

أزهر : في الأسر ، عرفت الوحدة ، وعشتها
ثماني عشرة سنة ، هنا ، معك ، خلال
هذه الفترة  القصيرة ، لم أعرف الوحدة .

غزالة : هذا حتى قبل دقائق ، لكنك الآن وجدت
                    ابنتك نهلة .

أزهر : حمداً لله وجدتها ، ووجدت أن لها زوجاً
ولها طفلاًَ ، ولها بيتاً .

نهلة : " تناديه " أبي .

غزالة : ابنتك تناديك .

أزهر : " يلتفت إلى نهلة " ....

غزالة : أزهر ، اذهب إليها .

أزهر : " يلتفت إليها " انتظريني يا غزالة .

غزالة : " تنظر إليه صامتة " ....

أزهر : انتظريني .

غزالة : اذهب الآن " تبتسم " سأنتظرك .

 

                                  تطفأ بقعة الضوء 

                               الجميع يقفون جامدين

                                                إظلام تدريجي                

                                           ستار

                    ملاحظة :أغاني هذه المسرحية من إعداد الفنان الموصلي المبدع زكي إبراهيم ، ويمكن استبدال الأغاني بالأغاني التراثية المعروفة في أية مدينة تعرض فيها المسرحية .






0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption