احتفالاً بيوم المسرح العالميدائرة السينما والمسرح تقيم أيام مسرحية عراقية تتضمن عروضاً وفعاليات وتكريمات
مجلة الفنون المسرحية
احتفالاً بيوم المسرح العالمي
المخرج حاتم عودة : إعادة عرض مسرحيات (عزرائيل) للفرقة الوطنية للتمثيل و(حياة سعيدة ) لنقابة الفنانين العراقيين و( لعنة بيضاء ) لنقابة الفنانين فرع بابل وعرض احتفالي بعنوان (ضوء المسرح) وقراءة رسالة يوم المسرح العالمي للنرويجي جون فوس
جون فونس: الحرب والفن متضادان، تماماً كما أن الحرب والسلام متضادان الأمر بهذه البساطة الفن هو السلام.
كتب – عبد العليم البناء
سيكون الاحتفال بيوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من آذار الحالي هذا العام له طعم خاص في العراق لاسيما أنه يتزامن مع أيام الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك وكذلك مع تسلم نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي مسؤولية المدير العام لدائرة السينما والمسرح التي ستحفتل من خلال مديرية المسارح التي أعدت منهاجاً مميزاً بهذه المناسبة السعيدة على قلوب كل المسرحيين ومحبيهم في العالم عامة والعراق خاصة، بإقامة (أيام مسرحية عراقية) تمتد على مدى أربعة أيام ابتداءً من يوم الإثنين 25/3/2024 ولغاية يوم الخميس 28/3/2024 عروضاً وفعاليات مسرحية عدة في رحاب مسرح الرشيد في الصالحية وسط العاصمة بغداد .
بغية تسليط الضوء على هذه الأيام الحافلة بالمناخات المسرحية الرصينة والباذخة بروح وجمال المسرح وسالته النبيلة كان لنا لقاء مع المخرج المسرحي الفنان حاتم عودة مدير المسارح في دائرة السينما والمسرح، الذي تبادلنا وإياه التهاني بهذه المناسبة السعيدة والعزيزة على قلوب جميع المسرحيين في العراق والعالم، لمعرفة مفردات الاحتفال بيوم المسرح العالمي ..
أكد المخرج حاتم عودة : لقد تم التخطيط للاحتفال بيوم المسرح العالمي من خلال إقامة أيام مسرحية عراقية) تتضمن تقديم عروض مسرحية وفعاليات متتنوعة تليق بهذه المناسبة وبمبدعي المسرحي العراقي كافة وعلى مدى أربعة أيام للمدة من الخامس والعشرين ولغاية الثامن والعشرين من آذار / مارس الحالي في رحاب مسرح الرشيد ..
وأضاف حاتم عودة: سيتضمن اليوم الأول الإثنين (25/3/2024) إعادة عرض مسرحية (عزرائيل) للفرقة الوطنية للتمثيل، تأليف الكاتب الدكتور مثال غازي وإخراج الفنان أسامة السلطان، وتمثيل الفنانين: بشرى إسماعيل وجاسم محمد.
وتابع حاتم عودة: في حين سيشهد اليوم الثاني الثلاثاء (26/3/2024) إعادة لعرض مسرحية (حياة سعيدة) من إنتاج نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح، وتأليف الكاتب علي عبد النبي الزيدي، وإخراج الفنان كاظم النصار، ودراماتورج د. سعد عزيز عبد الصاحب، ومن تمثيل الفنانين : حسن هادي، ولبوة صلاح، وعلاء قحطان، وهديل سعد.
وأوضح حاتم عودة: أما في اليوم الثالث الأربعاء 27/3/2024 فستكون الاحتفالية المركزية التي سيقدم من خلالها مجموعة من الفعاليات من ضمنها عرض احتفالي تحت عنوان (ضوء المسرح) من إعداد
الفنان مجد حميد وإخراج الفنان مرتضى حبيب، ثم قراءة رسالة يوم المسرح العالمي، التي كتبها هذا العام الكاتب المسرحي النرويجي جون فوس، وبعدها سيتم تكريم جميع الفنانين المسرحيين الذين عملوا في الموسم الماضي لدائرة السينما والمسرح.
وأشار المخرج حاتم عودة الى أن اليوم الرابع والاخير الاربعاء 28/3/2024عرض مسرحية (لعنة بيضاء) انتاج نقابة الفنانين العراقيين المركز العام وفرع بابل وتأليف أحمد عباس وإخراج د. محمد حسين حبيب وتمثيل أحمد عباس وعلي حسن علوان وعلي عدنان التويجري ود. فقدان طاهر وظفار فلاح وعلاء القره غولي ومخلد الجبوري.
وختم مدير المسارح في دائرة السينما والمسرح المخرج حاتم عودة حديثه بتقديم التهنئة لجميع مسرحيي العراق والعالم بهذه المناسبة السعيدة واعداً بموسم مسرحي حافل ومتنوع.
الفن هو السلام
الجدير بالذكر أن الهيئة الدولية للمسرح ITI برئاسة المهندس محمد سيف الافخم، كانت قد اختارت الكاتب المسرحي النرويجي (جون فوس)، لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذا العام، وهو مولود في عام 1959، ومعروف بمجموعة أعماله الواسعة التي تشمل المسرحيات والروايات والمجموعات الشعرية والمقالات وكتب الأطفال والترجمات. ويتميز أسلوبه بالبساطة والعمق العاطفي، مما يجعله أحد الكتاب المسرحيين الأكثر أداءً في العالم. وفي عام 2023، حصل على جائزة نوبل في الأدب لمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يمنح صوتاً لما لا يمكن قوله، وتُرجمت أعماله إلى أكثر من خمسين لغة، وتقديمها في أكثر من ألف مسرح في جميع أنحاء العالم. وجاءت رسالة اليوم العالمي للمسرح التي كتبها جون فوس تحت
عنوان (الفنّ هو السلام)، وفيما يأتي نص الرسالة:
"كل واحد منا فريد من نوعه، ولكن في نفس الوقت نحن نتشابه. نختلف عن بعضنا البعض في مظهرنا الخارجي المرئي. بالطبع، كل هذا حسن جدا، ولكن هناك أيضًا شيئاً داخل كل واحد منا ما يمتلكه وحده، قد نسميه أرواحنا أو نفوسنا. وإلا فيمكننا أن نقرّر عدم تسميتها على الإطلاق والتعبير عنها في كلمات، فقط نتركها وشأنها.
لكن بينما نحن جميعاً مختلفون عن بعضنا البعض، فنحن متشابهون أيضاً. البشر من كل جزء من هذا العالم متشابهون بشكل أساسي، بغض النظر عن اللغة التي يتحدثون بها، وألوان بشراتهم، أو حتى لون شعر رؤوسهم.
قد يكون هذا شيئاً من المفارقة: أننا متشابهون تماماً ومختلفون تماماً في نفس الوقت. ربما يكون الشخص متناقضاً في جوهره، في الجسر بين الجسد والروح – نحن كبشر نحتوي الوجود الملموس، الأرضي، ونحتوي ما يتجاوز كل هذه المواد الملموسة، ويتجاوز الحدود الأرضية.
الفن، والفن الجليل بالتحديد، يتمكن بطريقته الرائعة من الجمع بين الفريد والخاص في جانب والعالمي في جانب آخر. يتيح لنا أن نفهم ما هو مختلف، وما هو دخيل، والذي يقال عنه أنه عالمي. بالخصوصية والفرادة، يخترق الفن الحدود بين اللغات والحدود الجغرافية. إنه يجمع ليس فقط الصفات الفردية للجميع، ولكن أيضاً، وبمعنى آخر، الخصائص الفردية لكل مجموعة من الناس، مثل الأمم.
الفن لا يفعل هذا عن طريق تسوية الاختلافات وجعل كل شيء يتشابه، ولكن، على العكس من ذلك، بإظهار ما هو مختلف عنا، ما هو دخيل وغريب عنا. كل الفن الجليل يحتوي على وجه التحديد شيء غريب، شيء لا يمكننا فهمه تماماً ومع ذلك وفي نفس الوقت نفهمه، بطريقة ما. يحتوي على أحجية، إذا جاز التعبير. شيء يسحرنا وبالتالي يدفعنا إلى ما هو أبعد من حدودنا وبذلك يخلق السمو الذي يجب على كل أشكال الفنون أن تمتلكه، وتقودنا إليه.
لا أعرف طريقة أفضل لجمع الأضداد معًا. وهو عكس الصراع العنيف، الذي كثيراً ما نراه يتكشف في الغواية المدمرة التي تنزع إلى تدمير الغريب، والآخر المختلف، غالباً باستخدام وحشية الابتكارات التكنولوجية التي وضعت تحت تصرفنا. في هذا العالم، هناك إرهاب، هناك حروب. فللإنسان جانب حيواني أيضاً، مدفوع بغريزة التعامل مع الآخر، الغريب، كتهديد لوجوده بدلاً من كونه أحجية ساحرة.
هذه هي الطريقة التي يختفي بها التفرد - الاختلافات التي يمكننا جميعاً رؤيتها - لصالح التشابه حيث إن أي شيء مختلف هو تهديد لا بد من القضاء عليه. وما يمكن رؤيته خارجياً من اختلافات، مثلاً بين الأديان أو الأيديولوجيات السياسية المتباينة، يصبح شيئاً يجب محاربته وهزيمته. الحرب هي صراع ضد ما هو أعمق، ضد فرادتنا. هو معركة ضد كل فن، ضد ما هو أعمق في كل الفن.
لقد اخترت أن أتحدّث عن الفن بعمومه، وليس عن فن المسرح والكتابة المسرحية بشكل خاص، ولكن هذا لأنه، كما قلت، كل الفن الجليل، في أعماقي، يدور حول نفس الشيء: حول الحصول على ما هو فريد تماماً، المحدد تماماً، ليصبح عالميًا. فهو يجمع بين الفريد والعالمي في التعبير عنه فنيا، وليس القضاء على خصوصيته، بل التأكيد على هذه الخصوصية، وترك ما هو غريب وغير مألوف يتألق بوضوح. الحرب والفن متضادان، تماماً كما أن الحرب والسلام متضادان - الأمر بهذه البساطة. الفن هو السلام."
0 التعليقات:
إرسال تعليق