أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الإنتاج المسرحي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الإنتاج المسرحي. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 18 يوليو 2023

التكوين التصويري المسرحي / د.عبد الفتاح مرتضى

مجلة الفنون المسرحية


التكوين التصويري المسرحي

Theatrical Pictorial Composition

الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

الإنتاج المسرحي – ثنائية الأهمية والتجاهل

مجلة الفنون المسرحية 
 

الإنتاج المسرحي – ثنائية الأهمية والتجاهل

 د. جمال ياقوت 

إن المتتبع للمناهج التي تدرس في المعاهد والأقسام المتخصصة في الدراسات المسرحية في العالم العربي لابد أن يتوقف أمام التجاهل شبه التام – بقصد أو بدون – لتدريس الإنتاج المسرحي وما يتصل به من موضوعات، ولأن هذا الأمر أكبر من أن يناقش تفصيلاً في مقال، فإنني سوف أكتفي بعرض للموضوعات التي يمكن أن يتم تدريسها في هذه المادة لتوضيح مدى أهمية هذه الموضوعات في بناء مسرحي رشيد يستطيع أن يؤسس لمنظومة إنتاجية احترافية. لأن البعض – للاسف الشديد – يحصرون الإنتاج المسرحي في المعنى الضيق المرتبط بإعداد المقايسات وتنفيذ العناصر المادية للعرض من ديكورات وملابس ومكملات مسرحية وغيرهم من العناصر المادية التي يحتاجها العرض المسرحي، وهم بالتالي يرون أن المحاسبين – وفقط المحاسبين – هم من يجب عليهم ممارسة الفعل الإنتاجي، وهذا المفهوم الضيق للإنتاج المسرحي، هو مفهوم قاصر بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولا يساهم أبداً في التعامل مع المسرح بوصفه صناعة مهمة مثله مثل السينما التي يحظى الإنتاج فيها بالدراسة والاهتمام.
المادة التأسيسة الأولى من مواد الإنتاج مادة : "مقدمة في الإنتاج المسرحي"، وهي المادة التي نتعرض فيها لموضوعات على شاكلة؛ التعريف المبسط لمفهوم الإنتاج بصفة عامة، والتفرقة بينه وبين الإنتاج المسرحي بشكل خاص، ومنها نعرج لدراسة خصوصية وأهمية الإنتاج المسرحي، وبالتالي ندرس مدخلات العملية الإنتاجية – وهو ما يمنحنا فرصة تعريف الطالب بالأنواع المختلفة للموارد الاقتصادية التي تساهم في عملية الإنتاج المسرجي، وأهمها الموارد البشرية، والأصول الثابتة والمتداولة بما فيها راس المال – وكذلك الأدوات التي تستخدم مع هذه المدخلات من أجل القيام بمجموعة من العمليات التحويلية التي تؤدي في النهاية للحصول على مجموعة من المنتجات المسرحية التي تصلح لأن تقدم لجمهور من مختلف الثقافات. وهو ما يمنح الطالب فرصة التعرف على العرض المسرحي بوصفه أهم مخرجات عملية الإنتاج المسرحي، وكذلك المهرجانات المسرحية، والورش التدريبية، ومسابقات التأليف وخلافه. ومن هنا يدرس الطالب الأطراف المستفيدة من هذا الإنتاج وطبيعة المنافع التي تتولد عن عملية الإنتاج المسرحي بأشكالها المختلفة.
كذلك يدرس الطالب أنواع الأنماط الإنتاجية، ودور المنتج  – بوصفه ممول العرض - وتقاطعه مع دور المخرج – بوصفه المبدع الفني للعرض -  في كل نمط، فالمخرج هو سيد العمل ومتخذ القرار في غالبية الأنماط الإنتاجية – خاصة في مؤسسات الإنتاج الرسمية – في حين يملك المنتج حق التدخل في الرؤية الفنية في أنماط الإنتاج الخاصة، ويتوحش دور المنتج في الشركات التي تقدم إنتاجاً من الدرجة الأولى First Class Production فيصل إلى حد التدخل السافر في الرؤية الفنية للعرض، وكذا يمكنه أن يلغي تواجد أي مشارك في العمل وعلى رأسهم المخرج في أي وقت، إنها لغة المال التي تحرك الجميع، ويمكننا أن نستوعب هذا الأمر إذا ما علمنا أن المصاريف المبدئية لأنتاج عرض مسرحي من هذا يمكن أن تصل إلى خمسين مليون جنيه استرليني، النوع – والذي يتمحور غالباً حول العروض الغنائية الاستعراضية كما هو الحال في إنتاج برودواي والويست إيند في لندن – وهو ما يؤدي إلى استمرار العرض لفترات قد تتعدي الأربعين عاماً، إنهم يسعون لتقديم خلطة شيقة بين الفن والتجارة، ولن يقف أي حائل أمام تحقيق هذا الهدف حتى لو كان المخرج نفسه.
كما يتعين أن يتعرف الطالب على الفوارق الجوهرية بين الوظائف الإنتاجية المختلفة، وعلى رأسها مدير الإنتاج وتقاطع دوره مع أدوار المصممين المبدعين، كما سيتعرف على الوظائف المتعلقة بالتخطيط، والتسويق والشؤون المالية والإدارية ... الخ. وهنا تكون الفرصة سانحة كي يدرس الطالب العوامل التي تؤثر في رواج – أو موات – الإنتاج المسرحي في مجتمع ما ، مثل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومدى رواج المسرح بوصفه وسيطاً تثقيفياً في المجتمع، واحترام حقوق الملكية الفكرية، والضرائب والعوائد الحكومية، والمقدرة المالية والتسويقية، والانفتاح المسرحي خارج الحدود.
أما المادة الثانية من مواد الإنتاج المسرحي فهي مادة "تخطيط الإنتاج"، وفي زعمي أنها المادة التي يمكن أن تحل الكثير من المشاكل التي تحدث في واقعنا المسرحي خاصة لهؤلاء الذين يجلسون على مقاعد المديرين في غالبية المؤسسات المسرحية، إنها المادة التي تمكن الطالب من امتلاك المهارات اللازمة لعملية التخطيط، وفي هذه المادة يمضي التخطيط في مسارين؛ المسار الأول يختص بالتخطيط الرأسي للإنتاج المسرحي، وهو ما يعني الدراسة التفصيلية لمراحل إنتاج العرض المسرحي الواحد من لحظة إتخاذ قرار الإنتاج بواسطة المنتج، وحتى إنتهاء الليلة الأخيرة من ليالي العرض. وهنا سوف يتعرض منهج هذه المادة لطبيعة متخذ القرارات في كل مرحلة، وأيضاً سنتعرض للاختلافات بين الأنماط الإنتاجية المختلفة، كما سيتعلم الطالب تفاصيل إعداد ميزانيات العروض بأنماطها المختلفة، وكذلك القوانين واللوائح المنظمة للتصرفات المالية في كل نمط، فالحرية التي يمكن أن يتمتع بها فريق العمل في المسرح المستقل قد لا تتوفر في المسرح الرسمي بشقيه الهادف وغير الهادف للربح.
أما المسار الثاني للتخطيط فسوف يختص بالتخطيط الأفقي في المؤسسات المسرحية التي تقدم أعمالاً مسرحية كثيرة في العام الواحد، وهو ما يجعل من المؤسسة المسرحية أرضاً خصبة للكثير من الأنشطة والفعاليات في آن واحد، فهناك عرض يعرض على خشبة المسرح، وآخر في مرحلة إنتاج العناصر المادية من ديكورات وملابس وخلافه، وآخر في مرحلة التصميمات الإبداعية الأولى ... ومجموعة من المشروعات الإنتاجية في مرحلة الدراسة، كما أن المؤسسة ذاتها قد تكون بصدد تنظيم مهرجاناً للمسرح، أو تنظيم ورشة تدريبية أو مسابقة للتأليف مثلاً. إن وجود هذه الفعاليات المختلفة يتطلب بالضرورة وعياً كبيراً بمسألة التخطيط، وخاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار محدودية موارد المؤسسة الإنتاجية مهما كبر حجمها. وبالتالي فإن الوظيفة الأهم التي يجب أن يتعلمها الطالب هي التخطيط، الذي يعني بالموائمة بين الموارد المختلفة التي تمتلكها المؤسسة الإنتاجية، وبين الأهداف التي تسعى لتحقيقها خلال مدى زمني محدد، ولابد أن تتم هذه الموائمة بالصورة التي تحقق الاستخدام الأمثل لهذه الموارد، بمعنى أن تستخدم جميع موارد المؤسسة المسرحية طوال الوقت وبأقصى كفاءة ممكنة.
وسوف يتعلم الطالب في هذه المادة، التفكير الشامل في مسألة إنتاج العرض الواحد أو العروض المتزامنة، والقدرة على حصر وتوزيع الموارد الاقتصاديىة في المؤسسة المسرحية، ووضع البرامج الزمنية لإنتاج العرض الواحد،​ووضع البرامج الزمنية وحل مشاكل اختناقات الوقت والمناولة بين الأقسام الإنتاجية (ورش وعروض)، وهو ما يدعونا لوضع برنامج لتعلم الطريقة المثلى لحصر الموارد، وتحديد أنماط الإنتاج التي تنوي المؤسسة تقديمها خلال هذه الفترة الزمنية، وتخصيص رأس المال المتداول (توزيع الميزانيات على المشاريع)، وتحديد آلية العمل في كل نمط إنتاجي مع تعيين وسائل اختيار المخرجين، ومناقشة المشروعات مع المخرجين، ووضع برامج التشغيل للورش المختلفة، ووضع برامج العروض والتنسيق بين المشروعات، ووضع خطة التسويق، والتوجيه والرقابة والتنسيق بين مختلف الأقسام، في النهاية تتم عملية تعيين الانحرافات وتوصيات الموسم الجديد.
أما المادة الثالثة من مواد الإنتاج فهي مادة "نظم الإنتاج المسرحي"، وهي المادة التي تعني بالتفرقة بين الأشكال المختلفة للمنتجين، وتهدف هذه المادة إلى :  التعرف على أنواع النظم الإنتاجية المختلفة، آليات الإنتاج في كل نظام وحلول المشاكل الإنتاجية المتصلة به، وكذلك يدرس الطالب وسائل تحسين الإنتاج في كل نظام إنتاجي، ويتعلم بناء الاستراتيجيات للنظم الإنتاجية المختلفة.
ونتيجة لذلك، هناك مجموعة من المهارات التي تسعى المادة لأكسابها للطالب وهي: تحليل نظم الإنتاج المسرحي وتحديد الهدف من كل نظام، وطريقة وضع استراتيجيات مؤسسات الإنتاج المسرحي، وبناء استراتيجيات جديدة تقوم على تحسين الأداء، وأيضاً التعرف على بناء الأنظمة الإنتاجية في العالم ومحاولة تطويعها للنظام الإنتاجي في المجتمعات المحلية، وهو ما يعني أن يتم التركيز على عدد محدد من الموضوعات التي يتم تدريسها بصورة تفصيلية على شاكلة: أنواع النظم الإنتاجية والتي يمكن أن تتلخض في: نظام الإنتاج الرسمي الهادف للربح، مثل فرق مسرح الدولة الرسمي، ونظام الإنتاج الرسمي غير الهادف للربح، مثل فرق الجامعات والشركات والهيئات الثقافية، ونظام الإنتاج غير الرسمي الهادف للربح، مثل شركات الإنتاج الخاصة، وأخيراً، نظام الإنتاج غير الرسمي غير الهادف مثل الفرق المسرحية المستقلة – فرق الهواة – الجمعيات - المؤسسات. وكذلك تهتم هذه المادة بتدريس طرق إنشاء مؤسسات الإنتاج المسرحي وما تتضمنه من وضع استراتيجيات المؤسسة التي تحدد مصادر تمويلها، وقيمها المرجعية، وهويتها البصرية، وكذلك آليات الإنتاج في المؤسسة، وصياغة رسالتها ورؤيتها. كما تهتم المادة بتدريس الفوارق الجوهرية بين أشكال الإنتاجح الأكثر شيوعاً، ويأتي على رأسها؛ نظام إنتاج العروض الجوالة، والعروض الموسيقية، عروض المهرجانات، وعروض الارتجال ... الخ.
أما المادة الرابعة من مواد الإنتاج فهي مادة "تسويق المسرح"، وهي تهدف لتنشيط الاهتمام بفكر التسويق في مؤسسات الإنتاج المسرحي، ووضع استراتيجيات لخلق الحاجة للمسرح عند قطاعات الجمهور غير المحتمل. وتسعى المادة لإكساب الطالب مهارات مختلفة مثل، بناء الجمهور على المدى القصير والطويل، والربط بين الإنتاج المسرحي وحاجات الجمهور، وتحليل سلوك الجمهور، وامتلاك القدرة على وضع استراتيجيات لتسويق المنتج المسرحي. ولتحقيق هذه الأهداف سيقوم الطالب بدراسة أهم أنواع المنتجات المسرحية، وكذلك الأنواع المختلفة للجمهور، والسبل التي تمكننا من تطوير الأداء التسويقي لدى فريق التسويق، ويتعرض المنهج للتفرقة بين: الترويج، والتسويق، والبيع، ويتعرض لأساليب الدعاية والإعلان، وطرق تصميم الهوية البصرية للعرض المسرحي وللمؤسسة ذاتها، كما يتعرف الطالب على طرق تقسيم الجمهور إلى قطاعات، والوسائل التي يتم بها تجميع واستخدام نظم المعلومات التسويقية، وطرق تسعير تذكرة العرض المسرحي. كما يدرس الطالب العرض المسرحي بوصفه رسالة اتصالية، وبالتالي يتعرف على قنوات الاتصال والمستقبلين (الجمهور). وأخيراً يدرس الطالب استراتيجيات التسويق الحديثة في الفنون – مع التركيز على المسرح -، وفي النهاية يدرس الطالب أساليب تقييم الأداء التسويقي ووضع خطط الاصلاح.
 
أما المادة الخامسة والأخيرة فهي مادة "تنظيم المهرجانات المسرحية"، وهي تهدف لوضع الأسس النظرية والتطبيقية لتنظيم المهرجانات المسرحية بأنواعها المختلفة، والموضوع وإن بدا بسيطاً لا يحتاج للتنظير والتدريس؛ إلا أن الواقع العملي يشي بالكثير من المهرجانات المسرحية التي ينقصها الكثير من أسباب النجاح، بسبب افتقادها لأبسط المعارف التي يمكن أن تساهم في إنجاح المهرجان تنظيمياً. من هنا فإن هذه المادة سوف تمضي بالطالب قدمأ من التخطيط التمهيدي للمهرجان وحتى تفاصيل حفل الختام، فالطالب يبدأ بالتعرف على أنواع المهرجانات المسرحية المختلفة وفلسفاتها وطبيعة كل منها، وما الذي يضعه نوع المهرجان من ضوابط تحكم عمل المشتغلين به، كذلك يدرس الأهداف المختلفة للمهرجانات بعد أن يدرس المواصفات العلمية لما يمكن أن نطلق عليه هدفاً.  ثم يتعرض الطالب لتصميم الهوية البصرية للمهرجان، وأهم عناصرها وأهمها الشعار المرئي الذي يمثل علامة دالة على شخصية المهرجان،  والذي يجب أن يتسم بالفهم السريع، والوضوح التام، والملائمة للمهرجان، والتناغم مع باقي مكونات الهوية البصرية.
ويتعلم الطالب في هذه المادة طريقة صياغة رسالة ورؤية المهرجان، Mission & Vision ، هذه الصياغة يجب أن تكون كافية للتدليل على أهداف المهرجان، ورسم صورته المستقبلية. وبرغم حداثة هذه المفاهيم التي ارتبطت بجودة الأداء – وبالتالي النتائج -  في المنظمات التجارية والخدمية؛ فإن الواقع يشي بنجاح تجربة تنفيذها، لأنها تتبع منهج علمي واضح في مراحل تخطيطها، وتطبيقاتها العملية. ونظراً للالتباس الشديد في هذه المفاهيم، وهو ما نتج عن الخلط بين طبيعة الرسالة والرؤية وما يتصل بها من الأهداف، فسوف يتم شرح كل عنصر بشكل تفصيلي حتى نتمكن في النهاية من وضع رسالة ورؤية واضحة للمهرجان.
ويدرس الطالب طريقة إعداد الميزانية التقديرية للمهرجان، ووسائل البحث عن ممولين ورعاة وجهات مشاركة،  وتحديد الجهات المشاركة في تنظيم المهرجان، ودور كل منهم، كما يدرس الطريقة التي يتم بها الاتفاق على أشكال المشاركات، وبالتأكيد الأسباب التي تدعو منظم المهرجان للبحث عن جهات مشاركة، وبالتالي دراسة ضوابط اللجوء الى المشاركين.
كما تتعرض هذه المادة لموضوع التخطيط الزمني للمهرجان، فيدرس الطالب : اختيار توقيت المهرجان، ومكان المهرجان و تحديد شروط المشاركة فيه، وكذلك يدرس تشكيل لجان المهرجان بأنواعها المختلفة  مثل لجنة المشاهدة - لجنة التحكيم ولجنة العروض والبرامج ولجنة التجهيزات الفنية ولجنة النظام - ولجنة الشؤون المالية والقانونية - لجنة العلاقات العامة - لجنة الإعلام .. وكذلك الوظائف التخطيطية والإشرافية مثل :  رئيس شرف المهرجان ، ورئيس المهرجان، ومدير المهرجان، والمدير التنفيذي للمهرجان، و سكرتير المهرجان
وتهتم المادة أيضاً بدراسة جوائز المهرجانات التسابقية والفعاليات المصاحبة للمهرجانات، و تعيين نقطة الإلتقاء   (Meeting Point)     وآلية تشغيل أنشطتها اليومية، وتفاعل الثقافات عن طريق عرض تراث كل دولة أو مدينة، وكذلك آليات تنظيم الورش التدريبية، والنشرة المطبوعة، والنشرة المرئية، وتنظيم حفلي الافتتاح والختام، والندوات التثقيفية، والتكريمات، وتصميم استمارة المشاركة في المهرجان وآليات النشر والتلقي.
كما يدرس الطالب المراحل التنفيذية للمهرجان والتي تبدأ بالإعلان عن المهرجان (محلياً ودولياً واختلاف البرنامج الزمني بينهما)، ثم تلقي الطلبات من خلال الموقع الرسمي للمهرجان، و فرز وتصنيف الطلبات، وإعداد جدول المشاهدات (للمحلي والدولي)، وارسال دعوات المشاركة للفرق الأجنبية، وضع برنامج المهرجان، وتنفيذ وسائل دعائية للمهرجان، وتحديد شكل الكرنفال الذي يجوب المدينة، واستلام البيانات التقنية من العروض المشاركة ودراستها، واجتماع اللجنة العليا للمهرجان لتحديد مسؤوليات كل لجنة، وارسال تعليمات للفرق المشاركة (محلي ودولي)، واستقبال الفرق، ووضع برنامج دقيق لفعاليات المهرجان، وومناقشات العروض، وتصميم استمارات استقصاء آراء الجمهور في كافة النواحي الفنية والتظيمية، وتنظيم حفل الختام وتوزيع الجوائز، والتسويات المالي، وتقييم وتقويم المهرجان، البدء في الإعداد للدورة القادمة.
 
الواقع أن هذه الموضوعات وغيرها من الموضوعات، هو الداع الأول والأخير لمطالبتي بأن تقوم المعاهد والأقسام العلمية المختصة بالمسرح بضرورة وضع مواد الإنتاج المسرحي ضمن المواد التي يتم تدريسها، حتى تحين اللحظة التي يكون فيها أقسام للإنتاج المسرحي في معاهد وأقسام المسرح أسوة بمعاهد السينما. فلا يعقل ألا تدرس أي مادة تتعلق بالإنتاج المسرحي، إلا في  قسم المسرح بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية الذي يدرس مادة الإنتاج المسرحي لطلبة الفرقة الثالثة، ومادة الأنتاج والتسويق المسرحي لطالبة الدراسات العليا في مرحلة الماجستير، وهو ما يتنافى مع التوجهات الحديثة التي تتعامل مع المسرح بوصفه صناعة
….

تحديث
اعتبارً من العام الجامعي الحالي
يبدأ العمل بلائحة التشعيب التي ارتكزت على نظام  الساعات المعتمدة بقسم المسرح بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية
ويدرس في هذه اللائحة مواد الإنتاج المسرحي وهي:
- مقدمة في الإنتاج المسرحي
- إدارة مسرحية
- عناصر العرض المسرحي (تطبيقات)
- تخطيط المشروعات الإنتاجية في المسرح (تطبيقات)
- تسويق المسرح

الثلاثاء، 10 مارس 2020

جمال ياقوت يقدم أول موسوعة بحثية عن الإنتاج المسرحي

مجلة الفنون المسرحية


جمال ياقوت يقدم أول موسوعة بحثية عن الإنتاج المسرحي

"موسوعة الإنتاج المسرحي" تتتبع الإنتاج المسرحي انطلاقا من وظائفه وموارده وعناصره، فتخطيط المشروعات الإنتاجية، ومرورا بنظمه من آليات وأنماط.ا
الموسوعة جاءت في خمسة أجزاء
 الموارد تشكل أهم مدخلات عملية الإنتاج المسرحي بشقيها الفكري، والمادي
 المشكلة تكمن في الاختيار وليس في الإنتاج نفسه

محمد الحمامصي 

تعد "موسوعة الإنتاج المسرحي" للمخرج المسرحي وأستاذ التمثيل والإخراج والإنتاج المسرحي د.جمال ياقوت، الأولى مصريا وعربيا التي تتبع الإنتاج المسرحي انطلاقا من وظائفه وموارده وعناصره، فتخطيط المشروعات الإنتاجية، ومرورا بنظمه من آليات وأنماط، فأسسه النظرية والتطبيقية لتنظيم المهرجانات، وانتهاء بتسويق منتجاته. وقد جاءت الموسوعة التي صدر منها الجزء الأول بعنوان "مقدمة في الإنتاج المسرحي" في خمسة أجزاء.
وقد أكد ياقوت صعوبة ما أقدم عليه من عمل بحثي كهذا حيث قال في مقدمته "واجهت صعوبات كثيرة أثناء إعدادي لبحث الدكتوراه في مجال الإنتاج المسرحي بسبب الندرة الشديدة للمراجع التي تناقش هذا الفرع المهم من دراسات الفنون المسرحية، كما لاحظت أن المعاهد والكليات المتخصصة لا تقوم بتدريس مادة للإنتاج المسرحي – عدا قسم الدراسات المسرحية بكلية الآدب بجامعة الإسكندرية الذي يدرس مادة الإنتاج المسرحي لطلبة الفرقة الثالثة في مرحلة الليسانس، ومادة الإنتاج والتسويق لطلبة الدراسات العليا في مرحلة الماجستير، كما يدرس قسم المسرح بجامعة عين شمس مادة الإنتاج بوصفها مادة اختيارية في مرحلة الليسانس. أما دون ذلك، فلا ذكر لهذا الموضوع المهم بين مواد الدراسة في المعاهد والكليات المتخصصة في منطقة الشرق الأوسط، أما في الغرب فهناك أقسام للإنتاج في المعاهد والكليات المتخصصة في فنون المسرح. هذه الأسباب وغيرها هو ما دفعني لكتابة هذا المرجع، وكان السؤال الأهم في هذا السياق، ما الموضوعات التي يمكن أن يطرحها الكتاب، والتي يمكن أن تؤدي إلى التعامل مع المسرح بوصفه صناعة تهتم بتحقيق الأهداف المرجوة من العملية الإنتاجية سواء كانت هذه الأهداف ربحية أو غير ربحية".
وقبل ذلك أوضح ياقوت أن للإنتاج – بصفة عامة - أهمية كبرى في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية، إذ يُعدُّ "الإنتاج وسيلة لإشباع الحاجات الإنسانية (الطعام، الشراب، الملبس، المسكن، التعليم.. إلخ)، ومن الملاحظ أيضا أن الإنسان لا يستطيع أن يجد إشباعًا مباشرًا لهذه الحاجات من الطبيعة، ولكن الأمر يحتاج إلى قيام الإنسان بمجهود يؤدي إلى إيجاد سلع وخدمات بقصد إشباع حاجاته. كما أن الإنتاج مصدر للدخل؛ حيث تحصل عناصر العمل على أجر، ويحصل صاحب عنصر رأس المال على الأرباح الناتجة عن الاستثمارات ".  
وأضاف "إن الإنتاج يُعنى بتحقيق القيمة المضافة بواسطة العنصر البشري - بصفته أحد أهم مدخلات العملية الإنتاجية - على مواد أولية للوصول إلى منتج نهائي يحقق منفعة ما، هنا تبرز أهمية الإنتاج بوصفه الآلية التي تتغير بها ملامح المدخلات بهدف الحصول على منتجات صالحة للاستخدام. فالشجرة التي تقتطع من الغابات لا يمكن استخدامها بالصورة التي أوجدت عليها في الطبيعة، لكن الإنسان يقوم بعمليات تحويلية تتمثل في تقطيعها وتهذيبها حتى تصل إلى صورتها النهائية في صورة ألواح منتظمة من الخشب توجه لصناعات متعددة في مجالات الأثاث، أو البناء أو أي مجال آخر، ليستفيد منها أطراف كثيرة على مر المراحل الإنتاجية التي تتمثل في الزراعة في بلد المنشأ، والقطع من الغابات، والنقل إلى المصانع، وإعادة التشكيل في صورة ألواح ومراين في المصانع، والبيع لتجار الجملة، والشحن البحري لبلد آخر، والتخليص الجمركي، والبيع لتجار محليين، والبيع لتجار التجزئة، والبيع للمصانع في البلد المستورد للأخشاب، وإعادة التصنيع في صورة منتجات نهائية، وأخيرًا البيع للمستهلك النهائي.
وأشار ياقوت إلى أن الإنتاج بهذا الشكل – وما يشابهه في صناعات أخرى - يدر عوائد على أطراف كثيرة في كل مرحلة، العمال، والصناع المهرة، وشركات النقل، والتجارة، والمصانع، والمستهلك النهائي، كل هؤلاء يستفيدون من فكرة الإنتاج الذي تطور مع بدايات الثورة الصناعية، وزادت معدلات تطوره مع الثورة التكنولوجية؛ حيث استبدل العنصر البشري في السنوات الأخيرة بميكنة متطورة ساعدت في الحصول على منتجات عالية الجودة في أزمنة تشغيل قياسية، وهو ما أدى إلى تقدم دولة على أخرى اقتصاديًا. 
ويمكننا الاستدلال على أهمية الإنتاج بالنظر إلى بلد مثل الصين التي غزت العالم بكم هائل من المنتجات التي تقدم مستويات متباينة من الجودة، بدءًا من لعب الأطفال وحتى السيارات والطائرات والأجهزة التكنولويجة المعقدة. والمشكلة تأتي عندما نصدر أحكامًا عامة بأن المنتجات الصينية رديئة الجودة، استنادًا إلى المنتجات الصينية الرديئة التي غزت الأسواق العالمية في السنوات الأخيرة، وهو أمر يجافي الحقيقة، لأن المشكلة تكمن في رداءة اختيار المستورد الذي يبحث عن أرخص الأسعار بغض النظر عن الجودة، ويمكننا أن نتخيل المستويات المختلفة من جودة المنتجات الصينية عندما نكتشف أن غالبية المنتجات التي تباع في أسواق أميركا وأروربا – مثل الملابس والمفروشات - مصنوعة في الصين، وهي منتجات تتمسك بكل أسباب الجودة الراقية. 

الإنتاج يُعنى بتحقيق القيمة المضافة بواسطة العنصر البشري - بصفته أحد أهم مدخلات العملية الإنتاجية - على مواد أولية للوصول إلى منتج نهائي يحقق منفعة ما

المشكلة تكمن في الاختيار وليس في الإنتاج نفسه، لأن المستورد الغربي عندما يذهب إلى الصين يختار ما يناسب الذوق المحلي في البلد المستورد من حيث التصميم والخامات، وهو بالطبع سيكون مستعدًا لدفع القيمة الملائمة لهذا الاختيار حفاظًا على المواصفات القياسية التي تتناسب مع ذوق المستهلك في هذا البلد.
وأكد ياقوت على أن المقدرة التخطيطية والتنفيذية للجهاز الإنتاجي في هذه الدولة، يمكنها ـ بمنظومته العلمية -  من إنتاج  عدد هائل من السلع القادرة على مخاطبة مستويات اقتصادية مختلفة، وهذا هو بيت القصيد، لأن هذا التباين يمثل السبب الأهم لنجاح المؤسسات الإنتاجية في الصين، لأنها هنا تصبح قادرة على التعامل مع جميع أشكال القوى الاقتصادية على مستوى العالم. 
وقبل أن نبرح هذا الموضع، سوف أسوق تجربة عايشتها بنفسي، فقد سافرت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2013، إلى لندن لمشاهدة بعض العروض الموسيقية في منطقة الويست إيند  (West End)وقررت أن أشترى لاب توب ماركة   APPLEلكني لم أجد جهازا بلوحة مفاتيح باللغة العربية، فقمت بشراء الجهاز بالمواصفات المطلوبة – عن طريق التليفون -  من خلال الشركة الأم في انجلترا، وعندما أرسلوا لي رقم الطلبية عبر بريدي الإلكتروني، لتتبع وصولها إلى لندن، اكتشفت أن الطرد غادر الصين إلى كوريا إلى ألمانيا إلى لندن. وبغض النظر عما إذا كانت الصين تقوم بتصنيع الجهاز أو تجميعه، فإننا أمام ظاهرة اقتصادية تشير بوضوح إلى تقدير الصينيين لقيمة العمل والإنتاج، وهو ما وضعهم على قمة الهرم الاقتصادي العالمي.
ورأى أن الاهتمام بوضع استرتيجيات للإنتاج والتسويق يعكس رغبة المؤسسات الإنتاجية في التعامل مع الإنتاج بوصفه علمًا يعتمد على التخطيط والبحث عن أمثل الطرق لتحقيق الأهداف في المجالات المختلفة، ولا يخفى على الكثيرين منا ندرة الدراسات التي تهتم بالجانب الإنتاجي في مجال الفنون عامة والمسرح خاصة في عالمنا العربي، ويرجع ذلك إلى أننا لا نتعامل مع المسرح بوصفه صناعة، قد يكون للإنتاج السينمائي حظ أفضل في الاهتمام بهذا النوع من الدراسات ذلك لأن العالم – بما فيه دول الشرق الأوسط – تتعامل مع السينما بوصفها صناعة تحقق الكثير من الأهداف سواء الربحية أو غيرها، أما المسرح، فما زلنا للأسف نتعامل معه على أنه نشاط ترفيهي أو خدمي، حتى في ظل بعض تجارب المسرح التجاري المحدودة في العالم العربي.
الجزء الأول من الموسوعة ضم ثلاثة فصول رئيسة الأول: الإنتاج المسرحي، الوظائف والموارد وركز فيه ياقوت على ثلاث وظائف أساسية مرتبطة بعملية الإنتاج المسرحي، وهي: المنتج، ومدير الإنتاج، ومدير تخطيط الإنتاج. حيث نعرض لأنواع المنتجين الرسميين وغير الرسميين، من يهدفون لتحقيق الربح أو لا يهدفون لذلك، كما نعرض لمهام ومواصفات مدير الإنتاج، ومدير تخطيط الإنتاج، كما يسعى هذا الفصل لشرح مفهوم الإنتاج بصفة عامة، وما يرتبط به من مفاهيم مثل الموارد الاقتصادية بأنواعها المختلفة؛ طبيعية، بشرية، ومصنعة، وهنا نتعرض لأنواع رأس المال الذي ينقسم لشقين هما: رأس المال المتداول الذي يتضمن النقدية السائلة وما في حكمها، ورأس المال الثابت، الذي يتضمن الأصول الثابتة مثل المباني والأجهزة.
وعرض ياقوت في الفصل الثاني "عناصر الإنتاج المسرحي" لعناصر العملية الإنتاجية في المسرح والتي تقدمها عنصر الموارد التي تشكل أهم مدخلات عملية الإنتاج المسرحي بشقيها الفكري، والمادي، فنعرض للموارد البشرية التي تعمل في مجال الإنتاج المسرحي وهي: المنتج، والمؤلف، والدراماتورج، والمخرج، والممثلون، ومصممو العناصر المرئية مثل: الديكور والإضاءة والملابس والماكياج، ومصممو الاستعراضات، وكذلك نعرض لمصصمي العناصر المسموعة مثل: الشاعر، والمغني، والمؤلف الموسيقي، وكذلك يعرض الفصل لأفراد الشؤون المالية والإدارية، ومنفذي الأعمال الإبداعية، والأشغال المادية، وأخيرًا نعرض لوظائف المخرج المنفذ، ومدير خشبة المسرح، ومساعدي المخرج، وفريق الإدارة المسرحية. 
أما العنصر الثاني من عناصر الإنتاج المسرحي فتمثل الأدوات التي يستخدمها كل مدخل بشري من المدخلات السابق الإشارة إليها، وكذلك يعرض هذا الفصل لأدوات تنفيذ المدخلات المادية للعرض المسرحي مثل الديكورات والملابس وخلافه. 
والعنصر الثالث الذي عرضه ياقوت  كان العمليات التحويلية التي يقوم بها كل مدخل باستخدام الأدوات. ولأن العمليات التحويلية تمثل عصب عملية الإنتاج المسرحي؛ فقد تم تقسيم هذه العمليات إلى مرحلتين: هما المرحلة التخطيطية، والمرحلة التنفيذية، في المرحلة التخطيطية يعرض المبحث للأعمال الذهنية التي تشكل بنيان العرض المسرحي لمجموعة المبدعين وهم على سبيل الحصر: المؤلف، والدراماتورج، والمخرج، ومصممو العناصر المرئية والمسموعة للعرض المسرحي، وكذلك الممثلون. كما نعرض في هذه المرحلة للعمليات التحويلية الإدارية التي يقوم بها  المنتج، وأقسام الشؤون المالية والإدارية والتسويق. 
ما في المرحلة التنفيذية التي يتم فيها العمل على أرض الواقع بصورة مادية من أجل إخراج العرض المسرحي للنور، فنعرض لها من خلال ثلاثة محاور: المحور الأول يهتم بالعمليات التي تخص العناصر الفكرية، وتتضمن أعمال المنتج، والمؤلف، والدراماتورج، والمخرج، ومصممي العناصر المرئية، أما المحور الثاني فيختص بالعناصر المادية من ديكور، وملابس، وإضاءة، وماكياج، وعرائس. وأخيرًا المحور الثالث ويهتم بالعمليات التحويلية التي تتم على العناصر الإدارية على مستوياتها الثلاثة، منتج، وشؤون مالية، وتسويق.
ثم عرض ياقوت  للعنصر الرابع من عناصر الإنتاج المسرحي وهو المنتج النهائي الذي يمثل الهدف الذي تسعى العملية الإنتاجية للوصول إليه في النهاية، ومن هنا نعرض لطبيعة الجهات المستفيدة من  عملية الإنتاج المسرحي – وهي العنصر الخامس - وأخيرًا يعرض هذا الفصل للعنصر السادس من عناصر الإنتاج المسرحي وهو طبيعة الاستفادة الناجمة عن القيام بالفعل الإنتاجي لكل مستفيد.
أما الفصل الثالث فتعرض فيه ياقوت لأهم العوامل التي تؤثر في عملية الإنتاج المسرحي، وأهمها، المقدرة التمويلية، والتسويقية، ومدى رواج المسرح بوصفه وسيطًا تثقيفيًا أو ترفيهيًا، والحالات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية، وقدر الضرائب والعوائد الحكومية على الفنون،  ورواج السياحة الفنية، ومدى احترام حقوق الملكية الفكرية، وأخيرًا الانفتاح الثقافي خارج الحدود الإقليمية للبلد.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption