أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح العراقي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح العراقي. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 4 يونيو 2017

معد الجبوري مسرحي وأديب مصلاوي يبخل الزمان العراقي بمثله

مجلة الفنون المسرحية

معد الجبوري مسرحي وأديب مصلاوي يبخل الزمان العراقي بمثله

عواد علي 

الشاعر المسرحي معد الجبوري يعتبر من أبرز كتاب المسرحية الشعرية العربية الحديثة يتميز بشديد الخصوصية يسحر القارئ بقوة لغته وتماسك صوره.

 رغم معاناته الشديدة، طوال ثلاث سنوات من احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمدينته الموصل، فقد حال عشقه الكبير لها دون مغادرتها “باقٍ، ولا ظلّ لي إلا هواكِ/وما سواكِ للجرحِ من حضنٍ ومحتضنِ”. وكيف يفعل ذلك وهو يحمل اسمها “شاعر أم الربيعين”، ويرى أنها “درّة المدن”، فضلا عن كونه إنسانا رهيفا، حساسا، متدفقا بروح الشعر، مفعما بالحياة، مشتعلا بالرغبة والكبرياء؟

لم يمهله الموت ليرى الموصل متحررة، فرحل مهموما مغموما من هول ما جرى لها. وفي آخر مكالمة له مع أحد أصدقائه الشعراء، قبل أيام قليلة من رحيله في الأول من أبريل الماضي، قال له “قتلوا الأمنيات ولم تعد صنعاء تحلم في حلب”.

ولد معد الجبوري في الموصل عام 1946، وأنهى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها، ثم حصل على بكالوريوس آداب وشريعة من جامعة بغداد عام 1968، وعمل بعدها في التدريس والصحافة، ومدرّسا للغة العربية في العاصمة الصومالية مقديشو بين عامي 1976-1977، وكتب مجموعة من أعذب القصائد عن تلك التجربة وشغل بعد عودته منصب مدير للنشاط المدرسي في مديرية تربية محافظة نينوى، ثم صحافيا في جريدة “القادسية” العسكرية خلال أدائه خدمة الاحتياط في الجيش، ومديرا لفرقة نينوى للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح، ومديرا للمجمع الإذاعي والتلفزيوني في نينوى. وانقطع عن العمل الوظيفي بعد الاحتلال الأميركي للعراق، ثم أحيل إلى التقاعد بطلب منه.

حصل على جائزة الدولة “الإبداع في الشعر” في العام 2001 عن مجموعته الشعرية “أوراق الماء” من وزارة الثقافة في العراق. وصدر له 13 ديوانا و4 مسرحيات شعرية، ومجموعة مسرحيات غنائية كتبها بالاشتراك مع الشاعر عبدالوهاب إسماعيل، إضافة إلى كتاب يتضمن مختارات من قصائده، وآخر يضم الأعمال الكاملة. وكان آخر دواوينه يحمل عنوان “وقت لحرائق الكلمات” نُشر عام 2014.


منصة المسرح الواسعة

أصدر أول مجموعة شعرية بعنوان “اعترافات المتهم الغائب” عام 1971، وكتب أول نص مسرحي شعري “آدابا” في العام نفسه، ثم نشره في كتاب عام 1977، تلاه بثلاثة نصوص مسرحية هي “شموكين”، “الشرارة” و”السيف والطبل”، استوحاها من الموروث الأسطوري والتاريخي للعراق القديم، وقد أُخرجت هذه النصوص مرات عديدة داخل العراق وخارجه. وهو في هذا الجانب من أوائل من كتبوا المسرحية الشعرية الحديثة في العراق، مستثمرا شخصيات أسطورية وتاريخية ذات أبعاد درامية لإسقاطها على الواقع المعاصر.


القصيدة لدى الجبوري، كما وصفها نفسه ذات مرة، تبدأ من شرارة تقدح فجأة لسبب ما، فتشعل حرائقها في كيانه، عندها يصاب بحمّى لحظات الخلق، ولا يهدأ حتى تبين ملامح الجنين، فيعمل بخزين رؤاه وتراكم خبرته على تعميق قسمات تلك الملامح، فيما يسمح للقصيدة أحيانا، بعد ولادتها، أن تطل على المتلقي بدفئها وشوائبها، ثم يدير ظهره بانتظار شرارة أخرى.

ويرى النقاد أن الجبوري شاعر شديد الخصوصية والتميز، خطابه الشعري مديني، وهو يكتب عن سيرة المكان والإنسان معا، ويقبض على تموج اللحظة الشعرية بروح وثّابة تتجلى فيها العفوية والرحابة والكثافة والعذوبة والخصب. يسحرك بقوة لغته وتماسك صوره، وقابليته على بعث الدهشة والإحساس المتدفّق بروح الشعر ولذة نكهته وفرادة تشكلاته، وقلقه الرهيف، ومطره المشتعل بالرغبة والكبرياء منذ اللحظة الأولى التي تباشر فيها -بمتعة متناهية- المغامرة بقطف ثمار قصائده.

ولزميلته الشاعرة الموصلية بشرى البستاني رأي في شعره، إذ تقول “إنه شعر زاخر بالخصب والمكابدة والرؤيا، هائم بتدفق إيقاعي، مدهش، ومتّسم بكثافة حيوية تجعل قصيدته قادرة على التشظّي من خلال تعدد الإحالة وطلاقة الدلالة”. والى شيء من هذا القبيل يذهب شاعر آخر قائلا “إن ما أبقاه قابضا على راية الشعر هو قدرته الفنية، ووعيه العميق بأهميّة الصورة وإخلاصه لها”.

يُعدّ الجبوري من أبرز كتاب المسرحية الشعرية العربية الحديثة، إلى جانب صلاح عبدالصبور وعبدالرحمن الشرقاوي ومعين بسيسو ونجيب سرور ومحمد الفيتوري. وقد نالت مسرحيته “آدابا” شهرة واسعة، وتُرجمت إلى اللغات الإسبانية والكردية والإيطالية، وهي تتناول أسطورة بابلية قديمة ملخّصها أنه على بوابة الخليج، في جنوب العراق القديم، قام الإنسان آدابا، مخلوق الآلهة، صياد السمك، بكسر أجنحة الريح الجنوبية، وانحاز إلى الطبقات الكادحة، من المُذلين والمُهانين والفقراء والعبيد، حينما دار الصراع العنيف بينهم وبين الكهنة والإقطاعيين، وأصحاب المصالح والنفوذ المادي والمعنوي.

ويحقق آدابا نصراً عظيماً بعمله هذا، مما يغضب “أنليل” إله العاصفة الذي يطرح الأمر أمام كبير الآلهة “آنو” ومجمع الآلهة الذين يقلقون من قوة آدابا ونفوذه وقيادته للناس فيعمد “آنو” إلى محاولة كسبه وشرائه، ويدله علي طريقة، لكي يصبح هو الآخر إلها، وينضم إلى مجمع الآلهة، وبذلك يتحول من كونه بشراً، يساند ثورة الفقراء، إلى إله يساند تخطيط الآلهة، في إبقاء سيطرتهم على البشرية. لكن آدابا يرفض ذلك، مفضلاً التضحية بنفسه في سبيل ثورة الإنسان، وانتصاره على جلاديه. وحين يختفي من أحداث الفعل المسرحي في نهاية المسرحية يتحول إلى وجود جماعي منظم يحقق الانتصار علي الكهنة والإقطاعيين.

في مسرحية “شموكين” طرق الجبوري موضوعا حساسا في صيغة شمولية، وبطابع فلسفي شعري. لقد أبصر برؤية فكرية-درامية الجدل الحي بين التاريخ وعصرنا الحالي، فقدم، من خلال حادثة تاريخية بسيطة، تجسيدا نابضا بالحياة للمصير المأساوي الحتمي الذي ينتظر كل انفصالي يرتبط بالعدوّ الأجنبي.

المسرحية في حقيقتها ليست صوت الشاعر “دنجر أدامو”، الذي بلغه نداء يستنهضه لكي يروي لأحفاده، بوصفه شاهدا على ما حدث، وإن لم يظهر في خضم الأحداث مشاركا لشموكين، وعرّافا تكلم وعلى لسانه جمرة، وفوق رأسه سيّاف، وإنما هي صوت الشاعر الدرامي معد الجبوري، إلى الأجيال الحالية والقادمة، لأن وراء الصمت الذي يحيط بأضراب الانفصالي “شموكين” زماننا (دما يحتج وتحت رماد الخيبة جمرا يتوقد). ومن أجل أن يسكت (أي شموكين) نبض الدم، أو يطفئ جمر الرفض فإنه لا بد أن يجعل الأرض خرابا.


الشرارة

أسقط في مسرحيته الثالثة “الشرارة”، جانبا من أحداث التاريخ العربي على الحاضر، على نحو أكثر جلاء. وقد قسمها إلى تسعة مشاهد وخمسة فضاءات هي “إيوان كسرى”، “حانة فارسية”، “مجلس النعمان”، “خيام العرب”، و”خيمة هاني بن مسعود الشيباني”، قائد العرب في معركة “ذي قار” مع الفرس.


شعر معد الجبوري يزخر بالخصب والمكابدة والرؤيا
جعل لكل فضاء دلالة ووظيفة درامية، فالمشاهد الخمسة، التي تدور أحداثها في إيوان كسرى ذي الطراز الفخم والملامح الإمبراطورية، تحيلنا إلى مدلولات معاصرة، حيث الدسائس التي يحيكها بعض الشخوص والعنجهية والحقد والاستخفاف والأطماع التوسعية لكسرى وخيانة زيد بن عدي لقومه وارتمائه في أحضان كسرى، لا يمكن إلاّ إسقاطها على حيثيات الحرب العراقية الإيرانية.

لقد صاغ الجبّوري الصراع الدرامي في المسرحية على رؤية قومية واضحة، لكنها في الوقت نفسه رؤية إنسانية، فالنعمان بن المنذر ملك الحيرة لا يجد في ذكر محاسن قومه غضاضة، ولا يرى في الحديث عن سجاياهم الخيّرة وصفو نفوسهم أمام كسرى أي إشارة للانتقاص من الفرس أو الأمم الأخرى، بينما يشيد كسرى، في رده على النعمان، بفضائل قومه الفرس بوصفهم السادة، ويثني على حكمة الهند وصناعة الصين ومدائن الروم، أما العرب فيسمّيهم “عرب الصحراء” ولا يرى ير فيهم خصلة خير.


السيف والطبل

وفي سياق دلالي/إسقاطي مقارب استوحى الجبوري أحداث مسرحيته الرابعة “السيف والطبل” من الصراع الذي كان دائرا بين الدولة العيلامية والدولة الآشورية في القرن السابع قبل الميلاد، في 15 مشهدا، موظفا إياه توظيفا دراميا للكشف عمّا يكنّه العيلاميون من حقد ومكر تجاه بلاد ما بين النهرين. فعلى حين غفلة يهاجم الملك “تيومان” جزءا صغيرا من جنوب العراق بجيش كبير، لكن الملك الآشوري يتصدّى له ويوقع به هزيمة منكرة ويقبض عليه، ويستعيد الجزء المغتصب.

هذا هو المحور الأساس الذي تقوم عليه المسرحية، وثمة محوران آخران هما محور التفكك والسلب الداخلي في بلاد عيلام، ومحور البناء والتطور والتماسك في بلاد ما بين النهرين. معد الجبوري، صديقي الذي قضيت شطرا من حياتي بصحبته في الموصل وبغداد، سيظل ساكنا في وجداني وذاكرتي. وسأكون ممتنا للزمان إن جاد على العراق بكاتب مسرحي شعري مثله من الآن حتى نهاية هذا القرن.

---------------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الخميس، 1 يونيو 2017

تجربة مسرحية جديدة تعتمد "ثلاثية الأورستيا " في مشروع عراقي فرنسي

الاثنين، 29 مايو 2017

مسرح الشارع ظاهرة ثقافية يمكن تطويرها

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الشارع ظاهرة ثقافية يمكن تطويرها

سامي عبد الحميد

بمبادرة من (تجمع فنانو العراق) وبتنظيم من كريم جنجر، أقيم مهرجان مسرح الشارع في المركز الثقافي البغدادي يوم 31/3/2017 وشاركت في المهرجان مجاميع شبابية من مختلف محافظات العراق وبرغم بدائية تلك العروض وخلوها من الحرفية العالية وتواضع طروحاتها الفكرية، إلا انها مثلت بدايات طموحة يمكن أن تتطور في المستقبل. ومما يؤخذ على منظمي هذه التظاهرة الفنية، انهم اكتفوا بمكان واحد لتقديم العروض وابتعدوا عن بيئة مسرح الشارع، وهي بيئة متنقلة بمعنى أن العروض تقدم في اماكن مختلفة غير المباني التقليدية للفن المسرحي، وأن تتحول العروض بين الشوارع والساحات العامة. لقد كانت بيئة المركز الثقافي البغدادي غير مناسبة لتقديم عروض مسرح الشارع، وذلك بسبب تداخل اصوات أخرى مع أحداث الممثلين العارضين مما ضيّع على الجمهور الملتقي حول منصة التمثيل، الكثير من الحوارات والجمل، ومن تلك الأحداث المتداخلة ضجيج الموجودين في باحة المركز من غير جمهور المسرح، وكذلك اصوات الاغاني الصادرة من إحدى القاعات القريبة من مكان العرض. 
ولعلَّ من المفيد أن نطلع القارئ الكريم على نبذة مختصرة عن تاريخ مسرح الشارع في العالم العربي والشرقي وطبيعة عروضه المسرحية وفنون الأداء.
الكثير من تسليات الشارع أصولها على أكثر من احتمال في مهارات ألعاب الشعوذة والألعاب السحرية أو الاكروبات، والتي تبعد الجمهور عن مشاغل الحياة اليومية بوسائل بسيطة، ومسرح الشارع قديم، قدم مفترق الطرق القديمة. ويرتبط مسرح الشارع بالمهرجانات والكرنفالات والمرح الصاخب ومجاميع الشغب والاجتماعات الشعبية التي تربك الروتين بالأفعال غير المهذبة والوحشية. وإدخال ما هو خارق في ماهو دنيوي وتحدي السلطة بالنكسات الرخيصة وتقوية الطعن بالبصر. 
كان التمثيل الصامت وما سمّي (المنسترل) في اميركا، والحكواتي، والذي قالوا شعبية في المعارض والأسواق في اوروبا في القرون الوسطى جانباً واحداً من شبكة واسعة من الثقافة الانتقالية والتي تبحث المسرة في نفوس الملايين من البشر الموجودين في الشوارع، ويمكن أن يكون مسرح الشارع مضحكاً ومتسامياً في آن واحد وأن يكون متكلفاً ومصقولاً ومحرضاً أحياناً.
أمنت الحضرية المتعجلة في المجتمعات القريبة في القرنين الأخيرين للألفية الماضية، بأن مسرح الشارع مهنة اعتيادية واسعة الانتشار، ولها ابعاد مخيفة في الإعدامات أمام العامة والاعمال العنيفة في كل مكان، وانعكست في انكلترا خلال القرن التاسع عشر في (القروتسك البشاعة المضحكة) وفي عروض الدمى لما سمي (بنج وجودي) وفي اميركا في الخدع التي تقدمها فرق (المنسترل) الزنجية. وفي أواسط القرن العشرين كان لها اغراض متسعة ومتعددة ابتداءً من التسلية والتي تدّعي البراءة البدائية في عروض التهريج الايماني في المدن الساحلية الانكليزية ومشاركة مكثفة للصراع السياسي والتمرد في مجاميع التمريض للثلاثينيات والحركات التحريضية المتحررة خلال الستينيات لأجل الحقوق المدنية في اميركا والاحتجاجات ضد الحرب الفيتنامية، وهنا اتذكر مسرحية الكاتبة (ميغان تيدي) الموسومة (فيت روك) والتي قدمها في العراق الراحل (جعفر علي) وتشير إلى عروض فرقة مسرح الخبز والدمى لبيتر شومان وهي الفرقة الاميركية التي كانت تتحول بعروضها المسرحية بين اماكن مختلفة، حيث التجمعات السكانية ويعبر عن احتجاجها على الظروف الاقتصادية والسياسية السيئة في بلادها.


---------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 

المخرج المسرحي مؤلفاً.. ظاهرة إيجابية أم سلبية؟

مجلة الفنون المسرحية

المخرج المسرحي مؤلفاً.. ظاهرة إيجابية أم سلبية؟


تميز المسرح العراقي ومنذ مطلع الاربعينيات من القرن الماضي وصولا الى سنوات مابعد التغيير بعلو كعب اقلام مؤلفيه الذين رفدوا مشهده بالعشرات  من اعمال المسرح والتي ظل الكثير منها راسخا ومحفورا في ذاكرة من شاهدها، ومن هؤلاء شهاب القصب،يوسف العاني، طه سالم، قاسم محمد، نور الدين فارس، عادل كاظم، محيي الدين زنكنه، وفلاح شاكر، وغيرهم الكثير
لتبرز في الاعوام الاخيرة ظاهرة المخرج المسرحي مؤلفا والتي قدمت من خلالها العديد من العروض.
اهمية النص
المخرج المسرحي عماد محمد تحدث عن هذه الظاهرة قائلا: اقف وبقوة مع المخرج الذي يظل يبحث ليجد في النهاية نصآ متفوقا يمتلئ بمناطق اشتغال جمالية وفكرية وخيالية ليوظفها من خلال شفراته إلى قيمة جديدة لتضاف إلى تاريخه. 
اما مايحدث هذه الايام من استسهال لاهمية وجود النص ليتحول المخرج بين ليلة وضحاها إلى مؤلف، فهذه الظاهرة تستحق الوقوف لمراجعتها.
 ويتابع عماد محمد مضيفا «أنه مهما اجتهد المخرج للوصول الى بنية متكاملة فهو بالتالي يكون صاحب رؤية بعين واحدة، فالاعمال الاخيرة التي شاهدناها كانت خير شاهد، فهي ترصد اليوميات والواقع المعاش باسلوب كوميدي او تراجيدي، ليغيب النص الرصين في عملية البناء السردي للعرض المتعارف عليه». 


ظاهرة في الميزان
الكاتب المسرحي مثال غازي والذي يملك رصيدا متميزا في التأليف المسرحي قال: «يبقى الجمهور هو الحكم الاول وخاصة من المهتمين بالشأن المسرحي الذين اكدوا بعد مشاهدتهم العروض الاخيرة ضعفها من ناحية البناء الدرامي والنسق الحكائي ورصانة الشخصيات. فالمخرج يعتمد اصلا على ادارة منظومته الاخراجية 
ومراقبة عناصرها دون ان يلتفت الى اهمية التصاعد البنائي والجدل والصراع الواجب توفرها في أي نص مسرحي، فالدعوة الان هي ان يترك مخرجونا هذه الاعمال للاعتماد على اصحاب الاختصاص كما ندعو الاقلام الشابة للمساهمة في رفد عملية التاليف  لتبقى في النهاية هذه الاعمال في الميزان». 
قاسم محمد انموذجا
الاكاديمي والمسرحي د. مظفر الطيب قال عن الظاهرة: «ينظر المخرج دائما الى اكتشاف 
عوالم جديدة من خلال النص ما يضطره 
في النهاية الى اعداد حكاية توليفية يتوهم 
ان يصل بها الى حرفية النص المتكامل، ما يدفعه الى الاستسهال التأليفي ليركز في النهاية 
على عملية الاخراج وينسى مفاتيح دلالاته وفي صياغة وبناء عرضه والذي يكون 
فيه عنصر التأليف مهما وفاعلا، وخير 
مثال على ذلك مافعله الكاتب والمخرج 
الراحل قاسم محمد الذي اعد واخرج وكتب 
العديد من الاعمال المهمة والمؤثرة ومنها مسرحياته النخلة والجيران / نفوس / بغداد الازل بين الجد والهزل / ومقامات الحريري / وحكاية العطش والناس/ وكان ياما كان 
وغيرها».

--------------------------------------
كاظم لازم - الصباح 

المسرحيون يبثون معاناتهم خلال ندوة {واقع المسرح العراقي»

مجلة الفنون المسرحية

المسرحيون يبثون معاناتهم خلال ندوة {واقع المسرح العراقي»

بغداد / الصباح

ضمن فعاليات ونشاطات دائرة السينما والمسرح، اقام قسم المسارح في القاعة الداخلية لمنتدى المسرح التجريبي، ندوة موسعة تحت عنوان “ واقع المسرح العراقي اليوم”، مساء الاربعاء الماضي، بحضور نخبة من رواد المسرح وبعض الشباب المسرحي.
ابرز مداخلات المسرحيين ابتدأت، بالفنان سامي عبد الحميد، الذي اشار الى “غياب تقاليد المسرح التي غابت عن المسرح العراقي، متأسفا على وضع الفنانين المسرحيين الذين وضعوا في خانة النسيان”،  فيما اكدت الفنانة د.عواطف نعيم، ان “الظروف التي مر بها العراق من ارهاصات جانبية اثرت بشكل كبير على الفن عموما والمسرح خصوصا”.
اما الفنان عزيز خيون فقد ابتدأ حديثه بتقديم الشكر لجميع القائمين على هذه الندوة، متمنيا بانها ستثمر خيرا، في حين طالب د.ميمون الخالدي، الحاضرين بالتحاور بشأن سبب تراجع مشاريع الفرقة الوطنية للتمثيل. 
من جانبه، انتقد المخرج جبار محيبس، وضع الفرقة التي اطلق عليها اسم الفرقة العجوز. فيما اشارت ليلى محمد، الى انها كانت تأمل وجود اعضاء الفرقة الاساسيين هم الذين يتحدثون وليس نحن الذي يتحدث. 
اما الفنان ماجد درندش، اختلف عن اراء الكثيرين بقوله:” ان المسرحيين منذ 2003 هم يدافعون عن خشبتهم ومنجزهم، وان المسرح حاضر رغم الظروف القاسية”. 
المداخلات استمرت واختتمت بمدير قسم المسارح فلاح ابراهيم الذي اشار الى ان” السياسات التي ادارت الدائرة سابقا جعلت هنالك تراكمات للكثير من المشاكل”، مدير دائرة السينما والمسرح د. اقبال نعيم اضافت: ان المشاكل عديدة لكنهم سيسعون الى اعادة الفرق المسرحية وافساح المجال للشباب المسرحي.

الجمعة، 26 مايو 2017

مهرجان بغداد الدولي للمسرح يحارب القوى الظلامية

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان بغداد الدولي للمسرح يحارب القوى الظلامية

عواد علي 

بعد توقفه ثلاث سنوات، بسبب احتلال تنظيم داعش أجزاء كبيرة من العراق، يستأنف مهرجان بغداد الدولي للمسرح دورته الثانية في شهر ديسمبر القادم وسيكون هذا الموعد مناسبة مهمة لاطلاق أصوات المجتمع عبر أصوات المسرح، وهو ما من شأنه أن يضخ دماً جديدا في جسد الثقافة العراقية.

 يجري حاليا في في عاصمة الرشيد التحضير لمهرجان بغداد الدولي للمسرح، وفي هذا الإطار أعلنت دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية، على لسان مديرها العام بالوكالة الفنانة إقبال نعيم، أن بإمكان الفرق المسرحية العراقية والعربية والأجنبية التقديم للمشاركة في المهرجان.

وقالت نعيم ” إن اللجنة الاستشارية في دائرة السينما والمسرح تعلن عن انطلاق التقديم للمهرجان، الذي سيقام خلال الفترة من 5 إلى 12 ديسمبر 2017، ويتضمن جوائز رسمية عديدة تشمل أفضل عرض متكامل، وأفضل مخرج، وأفضل نص، وأفضل ممثل وممثلة، وأفضل سينوغرافيا وتقنيات.

وستشكل لجنة لمشاهدة العروض الراغبة في المشاركة، وأخرى تحكيمية من مسرحيين عراقيين وعرب وأجانب متخصصين في الإخراج والتمثيل والتقنيات المسرحية، كما سُيدعى لحضور فعاليات المهرجان والمشاركة في ندواته عدد من المسرحيين والنقاد العرب والأجانب.
الفنانة أقبال نعيم 


وأضاف المخرج أحمد حسن موسى، عضو مجلس إدارة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية “أن استئناف دورة ثانية للمهرجان يأتي تأكيدا لعراقة المسرح العراقي ومكانته المتميزة في المسرح العربي، ولإفشال محاولات القوى الظلامية طمس الثقافة في العراق، وتحفيزا للإنتاج المسرحي النوعي الذي يعلي القيم الجمالية، ويقارب القضايا المصيرية التي تشغل البشر، وينتصر لتطلعاتهم إلى الحياة الحرة الكريمة والأمن والسلام، ويشيع المحبة والائتلاف واحترام التنوع”.

وكانت الدورة الأولى للمهرجان قد عُقدت ضمن فعاليات الاحتفاء ببغداد عاصمة للثقافة العربية أواخر أكتوبر 2013 تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة”.

وشاركت فيها فرق مسرحية عربية وأجنبية من مصر وسوريا والأردن وتونس والجزائر واليمن والكويت والمغرب واليابان وبولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا وإسبانيا وأوغندا وإيران، إلى جانب فرق عراقية محلية.

وافتتحت فعالياته بالعرض المسرحي العراقي “العربانة”، للفرقة الوطنية للتمثيل، تأليف حامد المالكي وإخراج عماد محمد، وتمثيل عزيز خيون، لمياء بدن، يحيى إبراهيم، مع مجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة.

وكان العرض يتناول معاناة رجل كادح خسر الزمن والعمر والدراسة والطموحات والأحلام، واضطر إلى تدبير معيشة أسرته ببيع الخضار على عربة صغيرة، يدفع بها النهار كله في بعض أزقة بغداد، لكنه مهووس في الوقت نفسه بمتابعة القنوات الإخبارية، التي جعلته يعيش مفارقات ساخرة، بدءا بحلمه بالعيش الكريم وانتهاء بعلاقته مع زوجته، وهو ويرى البوعزيزي التونسي يحرق نفسه من أجل كرامته المهدورة، فيقرر أن يحرق نفسه مثله، ويلتقيه في عالم الحلم لتتحول المسرحية من إطارها الكوميدي إلى إطارها التراجيدي حين يموت بسبب داء السكري.

واعتمد المخرج، في صياغة العرض، على جزء من المسرح الرقمي وتوظيف سينوغرافيا جديدة، إضافة إلى الاستفادة الكبيرة من الموروث العراقي والعربي على المستوى السمعي والبصري.

يُذكر أن أكثر من عرض في المهرجان قارب دراميا موضوع ثورات “الربيع العربي”، ومنها العرض التونسي “حالة” الذي تناول الثورة التونسية بشكل فني رائع وجريء، وأبرز الآلام وقمع السلطة قبل الثورة وبعدها، إضافة إلى مقاربته يوميات المواطن التونسي.

ونالت في المهرجان مسرحية “ملاسومبرا” الإسبانية جائزة أفضل عرض متكامل، بينما حصل كاتب مسرحية “عربانة” حامد المالكي على أفضل نص، وحصد عزيز خيون جائزة أفضل تمثيل رجالي دور أول، ونالت مناصفة كل من يانا كول (إسبانيا) ولبوة صالح (العراق) جائزة أفضل تمثيل نسائي دور أول، ونال العراقي مهند هادي جائزة أفضل مخرج عن عرضه “مخيّم”، وجبار جودي أفضل سينوغرافيا في عرض “الظلمة”، ومنحت جائزة أفضل أداء جماعي لممثلي العرض التونسي “حالة”.

------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الخميس، 25 مايو 2017

البديل الضوئي والأبداع الجديد في عرض مسرحية " المغفلة "

الثلاثاء، 23 مايو 2017

الدكتور ياسين الكعبي : (الأقوى) مسرحية تناقش فكرة القوة ومفهومها وموجباتها وعللها

مجلة الفنون المسرحية


الدكتور ياسين الكعبي : (الأقوى) مسرحية تناقش فكرة القوة ومفهومها وموجباتها وعللها
تعاملت مع نص ( سترنبيرغ ) برؤية جمالية لم تقف في حدود بنيته الدرامية فخففت من وطأة الحكاية الاجتماعية
العمل تواصل مع مشروعي الذي بدأته (سنة 2005) في تأسيس ورشة فنون المسرح في كلية الفنون الجميلة
تعرض المسرحية  الساعة 5 عصر يومي الأربعاء والخميس 24و25 آيار مايو الحالي 


حاوره – عبد العليم البناء 

ورشة فنون المسرح في قسم التربية الفنية بكلية الفنون الجميلة تواصل حضورها الفاعل في المشهد المسرحي حيث ستعرض مسرحيتها الجديدة ( الأقوى) في تمام الساعة الخامسة عصر اليوم الاربعاء وغدا الخميس الموافق الرابع والعشرين والخامس والعشرين من آيار الحالي على خشبة مسرح الورشة في قسم التربية الفنية بكلية الفنون الجميلة .المسرحية تمثل رؤية جمالية للمخرج والاكاديمي الدكتور ياسين الكعبي لم يتوقف فيها عند حدود نص الكاتب سترنبيرغ (الأقوى ) ، وهي من تمثيل الفنانة فائزة جاسم وبمعيتها الفنانين الشباب: أمل صبر ، وميس كريم وقيصر كامل .
الدكتور ياسين الكعبي سبق له أن أخرج لورشة فنون المسرح اعمالا عديدة ، كان من بينها مسرحية (اختزال) التي كانت من تأليفه واخراجه ، إضافة الى مسرحية (سفينة آدم) للكاتب المثير للجدل علي عبد النبي الزيدي ، والتي عرضت في حفل ختام مهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب ، الذي اقامته دائرة السينما والمسرح في منتصف حزيران من العام 2015 على خشبة المسرح الوطني ، ولعب بطولتها الفنانون : الدكتورة شذى سالم والدكتور خالد أحمد مصطفى وبسمان مخلص وسرمد أحمد، وموسيقى الدكتور صالح الفهداوي ، وسينوغرافيا ضرغام البياتي . وهي مسرحية منطلقة من هموم الإنسان بشكل عام ،ولاسيما هموم الإنسان العراقي ، في ظل وخضم هذا التلاطم من الأفكار والصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وسط عالم متأزم، ضعف فيه موقف الحب والعشق. مع المخرج الدكتور ياسين الكعبي كانت لنا ، هذه الجولة السريعة من الحوار عن مسرحية ( الأقوى) التي تواصلاً مع مشروعه الذي بدأه (عام 2005 ) في تأسيس ورشة فنون المسرح في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ، والتي ابتدأناها بالسؤال الاتي: 
* ما الفكرة التي تنطوي عليها تجربتك المسرحية الجديدة وما المعالجة الدرامية التي اعتمدتها ؟ 

- التجربة تصدت لنص الكاتب ( سترنبيرغ ) بعنوان ( الأقوى ) ، وهو نص يكاد يحسب على نصوص (المونودراما ) ، إلا أنني تعاملت معه برؤية جمالية لم تقف في حدود بنيته الدرامية تلك ، كما أنني خففت من وطأة الحكاية الاجتماعية التي تتصدر نص المؤلف ، لصالح مايسبره من حكايا مستترة ، يمكن أن تنفتح على الواقع الفكري الذي يهيمن اليوم ، على المشهد المحلي والدولي للأزمة الإنسانية ... 
*اذا كان الامر كذلك فما الذي يميزها على صعيد الخطاب الفكري والجمالي عن اعمالك السابقة خاصة والاعمال المسرحية الاخرى عامة ؟ 
- أردنا من خلال عرضنا أن نناقش فكرة القوة ومفهومها وموجباتها وعللها .، وذلك بوصف أن لكل صراع أطراف ، ولكل طرف مصدر قوة مختلف ، سيما عندما يكون المصدر فكرياً ، فمن هو الأقوى ( السالب أم الموجب ) .... ؟، أما جمالياً فإن عملي يأتي تواصلاً مع مشروعي الذي بدأته (عام 2005) في تأسيس ورشة فنون المسرح في كلية الفنون الجميلة ، والذي يهدف الى البحث عن أسرار التجربة المسرحية بجميع عناصرها ، وعلى وفق مبدأ ( التقشف )، سيما وأننا لانحظى بأي دعم مادي وأحيانا حتى معنوي ...... 
*وما الرسالة التي تريد ايصالها عبر المسرحية سواء على صعيد الشكل أم المضمون ؟
- رسالة العرض تتركز في أنه ( متى ما أدركنا أن التنوع في الفكر ، والعرق ، والدين ، والطائفة ، والمذهب ... ، هو دليل عافية ، وأن التواصل مع الآخر ، فإننا نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً بإتجاه الإنسانية ... ، وحينها فقط ندرك أننا لسنا بحاجة أن نكون الأقوى ) ..
* وماذا عن خياراتك على صعيد الممثلات والممثلين ؟
-أنا وفي جميع تجاربي دائماً أنتمي الى (مدرسة الممثل ) بوصفه العنصر الأكثر تصدراً لحمل دلالات العرض المسرحي لذا من الطبيعي أن يصبح الممثل جسداً وصوتاً هو بؤرة معالجاتي الإخراجية ... ، فيأتي الإشتغال مع الممثل على وفق ( الحفريات ، والنحت ) ، ومحاولة تجاوز النمطية ، وبخصوص (الممثلات ) ، ففي كل تجاربي أنا لا أشترط على الممثلين اشتراطات فنية كبيرة ، سوى الرغبة والالتزام والتحمل ، في (الأقوى ) كانت الرغبة متوفرة من قبلي ومن قبل الفنانة الدؤوبة ( فائزة جاسم ) ، وكان ذلك منذ سنوات ..، تحقق اللقاء في ( الأقوى ) ، وكانت تجربة لذيذة جداً وإنسانية بإمتياز ...
* لنتوقف عند سينوغرافيا العرض واستخداماتك الاخرى ودورها في صياغة أفاق وجماليات العرض ...
- بخصوص ( سينوغرافيا العرض ) ، فبرغم فقر تقنيات المكان ، حاولنا أن نرسم مدلولات بيئة الشخصيات الفكرية ، من خلال اللونين (الأبيض والأسود ) ..
* كلمة أخيرة ...
- مع خالص محبتي ...سأكون جداً مسرور حين ألقاك بين الحضور ....

الاثنين، 22 مايو 2017

الفرقة الوطنية للفنون الشعبية العراقية تأريخ – ألق – مسيرة

مجلة الفنون المسرحية

الفرقة الوطنية للفنون الشعبية العراقية 
تأريخ – ألق – مسيرة

عبد العليم البناء 

ازدان المشهد الثقافي والفني العراقي ، بالكثير من العطاءات والابداعت المميزة ، التي منذ انبثاقها بقيت راسخة معطاءة صامدة ، بوجه كل التحولات السلبية التي شهدها العراق ، عبر حقب زمنية مختلفة خيمت عليها اضطرابات ، وحروب ، وحصارات ، وانفلاتات امنية ، وهجمات ظلامية سوداء . 
وكانت (الفرقة القومية للفنون الشعبية) ، التابعة لدائرة السينما والمسرح ، التي أصبح اسمها بعد التغيير الحاسم في نيسان 2003 ، (الفرقة الوطنية للفنون الشعبية) ، دون مبرر معقول على الاطلاق ، وجاء لاسباب سياسية بحتة ، بعيدة عن أي مبررات تتعلق بالابداع ، أو بـتأريخ الفرقة العريق والطويل الذي عرفت به ، حيث كان الهدف من تأسيس وانبثاق هذه الفرقة في الاول من آذار 1971 ، والذي تزامن مع حلول الربيع ، نشر وتعميق الفنون الشعبية العراقية ، وتوفير المتعة بأسلوب رفيع وهادف داخل وخارج العراق ، لتنافس ، إن لم تكن بمستوى ، كثير من الفرق النظيرة عربيا ودوليا.
ولعل هذه الفرقة ،هي الوحيدة من بين الفرق الفنية العراقية، التي لم يتم توثيق مسيرتها وعطاءاتها ، التي شعت في فضاءات العراق وكثير من البلدان العربية والاجنبية ، فضلا عن مئات المهرجانات والملتقيات والمحافل والاسابيع الثقافية العراقية والعربية والدولية، وكانت ، ومازالت ، بحاجة ماسة الى التعريف والتوثيق لهذا السفر الابداعي الفريد من نوعه ، وعرض تأريخ هذه الفرقة التي استطاعت أن تقدم ،على طبق من ذهب، لوحات ورقصات شعبية وفولكلورية عراقية أصيلة ، مأخوذة من التراث الشعبي والفولكلوري الزاخر ، من مختلف مناطق العراق ، وتعكس فسيفساء مكوناته المتآخية كافة، وكل صناع هذه الابداعات الاصيلة من مصمممين ، وراقصين وراقصات ، وموسيقيين ، وتقنيين ، واداريين ، فباتت السفير الإبداعي الأول للعراق امام العالم .
والحمد لله أن هذا الهدف التوثيقي المهم قد تحقق ، وبإشراف فني مباشر من الفنان فؤاد ذنون المدير الفني للفرقة ،على يدي الباحث الدكتور عبد الحسين علوان ، ابن الفرقة البار وأحد أهم الذين واكبوا مسيرتها ، منذ تأسيسها حيث انبثقت لتكون بديلا نوعيا ، لفرقة الرشيد للفنون الشعبية ، التي سبقتها من حيث الزمن ، ولكنها لم ترق الى ماحققته هذه الفرقة ، من نجاحات واختراقات ابداعية رصينة يشهد لها القاصي والداني ، والحمد لله أنني كنت شاهدا ، بل مروجا فاعلا لكثير من هذه النجاحات والاختراقات ، منذ زاولت مهمتي مديرا لاعلام دائرة السينما والمسرح ، في الحادي عشر من آيار عام 1978 ، أي منذ ما يقرب من أربعة عقود.
إن هذا الهدف قد تحقق عبر كتاب (الفرقة الوطنية للفنون الشعبية العراقية تأريخ – ألق – مسيرة ..دراسة توثيقية1971- 2015) ، ومن إعداد الدكتور عبد الحسين علوان ، والاشراف الفني للفنان فؤاد ذنون ، كما ذكرنا آنفا ، والصادر من دائرة من دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والاثار، وتمت طباعته في مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ، بمائة وثلاثين صفحة من القطع الكبير ، ليكون بحق دراسة توثيقية شاملة لتأريخ هذه الفرقة ، وتألق مسيرتها في الداخل والخارج، حيث استطاع المعد ، وهو العارف بكل حيثيات التأسيس والمسيرة الرائعة للفرقة ، أن يقدم معلومات شاملة ودقيقة عن جميع أركان ومفاصل العمل في الفرقة ، فضلا عن جميع الذين عملوا فيها من اداريين ، ومدربين اجانب وعراقيين وعرب ، أمثال : قمر خانم ، واناتولي ،ورشيديان فارتكيس، ، من الاتحاد السوفيتي المنحل ، والكوريان الشمليان كيم صوند ومستر يو، واللبناني جوزيف خوري ، وصولا الى العراقيين :حسن سعدون ، وسلمان محمد ومحمد عبد الله ، وهناء عبد الله ، ونورالدين جاسم ، وريتا جون ، وناهدة علي ، وفؤاد ذنون وغيرهم ، ناهيك عن ملاكاتها من الموسيقيين والراقصين والراقصات ، اضافة الى الذين تولوا ادارتها ، وكان اولهم الفنان الراحل فوزي مهدي ، مرورا بآخرين كان من ضمنهم الفنان الكبير قاسم الملاك ، وصولا الى الفنان المبدع فؤاد ذنون ، ابن الفرقة البار الذي شهد ولادتها وبقي وفيا لها ولتأريخها ، ومقاتلا قتال الابطال ، من اجل الحفاظ عليها وعلى سمعتها ومسيرتها وعطاءاتها الخلاقة ، داخل وخارج العراق ، وتصميم العشرات من لوحاتها والاوبريتات التي قدمتها ، في مختلف المناسبات والمراحل التي مرت بها الفرقة وفي مختلف الظروف .
لقد ازدان الكتاب ، اضافة الى المراحل التي مرت بها الفرقة من العام 1971 ولغاية العام 2015، بلائحة شاملة عن جميع اعمال الفرقة ومصمميها ومدربيها ، والعديد من الصور لنخبة واسعة من هذه الاعمال ، والمشاركات التي حققتها الفرقة في عديد المهرجانات العراقية العربية والدولية ، والجوائز التي حصدتها ليكون هذا الكتاب مفخرة للفرقة ، ولكل الذين عملوا فيها ،ولكل الذين واكبوها ،وللفن العراقي وتراثه الشعبي الاصيل.

الأحد، 21 مايو 2017

عواطف نعيم تُعرب عن سعادتها للمشاركة في مسرحية "رائحة حرب"

ورشة لفن المسرح في تونس بمشاركة عراقية مميزة

مجلة الفنون المسرحية

ورشة لفن المسرح في تونس بمشاركة عراقية مميزة

تضامن عبد المحسن

شارك العراق في ورشة لفن المسرح، في تونس، قدمها المخرج العراقي المبدع انس عبدالصمد، لتنتهي بتوزيع شهادات المشاركة، بعد ان أذهل الحاضرين بعروضه خلال ايام المشاركة.
جاء ذلك بينما تعيش مدينة بنزرت التونسية تظاهرة ثقافية، بإقامة العديد من الفعاليات، والمهرجانات الموسيقية والمسرحية، والعروض السينمائية، وكذلك التشكيلية، فقد شهد اليوم الاول تدريباً في ورشة المستحيل (الميتا مسرح الصامت)، وهي من تقديم المخرج انس عبدالصمد، وفي اليوم الثاني، تم عرض مسرحية (توبيخ) من اخراج انس عبدالصمد، وقد شهدت اقبالا وتفاعلا جماهيريا. فيما استمرت التدريبات لليوم الثالث للورشة.
عن هذه الورشة حدثنا المخرج انس عبدالصمد قائلا: ورشة مسرح المستحيل “الميتا مسرح الصامت”، والتي تعني لغة الجسد الحديث، تضم دروسا نظرية وعملية جديدة، وقد لاقت نجاحاً كبيراً في بنزرت بتونس ضمن مهرجان الجيلاني الكبير للمسرح المحترف، وهي ورشة تضم 39 متدربا، ليصبح مجموع ما دربت على اسلوبي المسرحي 1139 من كل العالم آسيا، وافريقيا، وأوروبا، أضافة الى متدربين من الوطن العربي.
وأضاف: شاركنا في المهرجان بعرض مسرحي لفرقة مسرح المستحيل بعنوان (توبيخ 2017)، وعرض باليوم الاول للمهرجان كضيف شرف، وقد لاقى كل الترحيب والاعجاب من الجمهور والاختصاصيين، ثم تبعته الورشة لعدة ايام من المهرجان بمعدل 3ساعات يوميا، وجميعهم كانوا من تونس.
وتابع حديثه: في ختام الورشة تم توزيع شهادات مشاركة، وهي مهمة جدا في تونس، ووزعنا الشهادات على أفضل ممثل، وأفضل مشهد، كدعم لهم للاستمرار في الحقل المسرحي، لما لديهم من قدرات كبيرة في المسرح.
اما عن مسرحية توبيخ والتي لاقت نجاحاً كبيراً يقول عبدالصمد: “توبيخ 2017” هو عرض يعتمد على لغة الجسد، وكان قد عرض في بغداد، وسويسرا، وهولندا، والجزائر، وحقق العرض نجاحاً كبيراً على مستوى الفكرة، والاداء العالي لفريق العمل، وكان نجاحاً مسرحياً عراقياً بامتياز، مما دعا بعض الاختصاصيين من دول عدة، الى توجيه الدعوات لنا لتقديم العرض في شتى دول العالم، ورحلة توبيخ مستمرة لتقديم مسرح عراقي رصين، ذي هدف، وفكر عراقي له القدرة على مخاطبة العالم.
انس عبد الصمد ممثل ومخرج مسرحي وسينوغرافي عراقي، وواحد من أفضل السينوغرافيين، حاصل على جائزة أفضل سينوغرافيا عن العمل الذي قدمه في مهرجان مسرح الشباب العربي الأول، والذي اقيم في بغداد.



تأكيد المعنى.. واحتشاد الرؤية في مسرحية أخاديد

مجلة الفنون المسرحية


تأكيد المعنى.. واحتشاد الرؤية في مسرحية أخاديد


حيدر عبدالله الشطري

لم يكن هناك اكثر غموضاً وغرابة في الطروحات الفكرية والفنية مثل ما اتسمت به عروض المسرح التي تنحى منحاً حداثوياً, وبذلك ابتعدت هذه الطروحات عن الثوابت والاحكام التي يمكن ان يبنى عليها نص مسرحي مألوف ومن ثم عرض مسرحي واضح.
وقد تباينت هذه العروض في مدى اقترابها وابتعادها عن كل ما من شأنه ان يقوم بكسر الثوابت والقوالب المسرحية المعروفة , وبذلك ايضاً اختلف مستوى التلقي ازاء هذه العروض الصادمة التي تجعل المتفرج امام مفاهيم مسرحية جديدة عليه ان يكون ايضاً مساهما في دعمها وتبينها وبالتالي تقديمها على خشبة المسرح والدفاع عنها باعتبارها طروحات عصرية وجديدة.
ولقد كان لهذا التمرد المسرحي ان جاز لي التعبير بوصفه كذلك مسرحيون عملوا عليه واجتهدوا كثيرا في التنظير له.
وما عرض مسرحية اخاديد التي قدمتها فرقة تربية بابل من تأليف واخراج الثائر ثائر هادي الا مصداقا لما تقدم, في محاولة له ولكادر المسرحية في الدخول الى عوالم تجريبية حداثوية لا تعتمد على اسس فنية مسرحية اعتادت التجارب المسرحية العراقية على تقديمها على مسارحها ولا سيما مسرح فرق التربية وخاصة في تجاربه السبع الماضية .
فبدءاً لم يرتكز النص في بنائه على اسس وقواعد درامية متنامية تنتقل بالحدث من فعل الى اخر وفق نظام درامي متصاعد يدفع بالعرض المسرحي للوصول تكريس ثيمته التي يسعها الى عرضها بصورة واضحة وجلية ان لم تقدم خاضعة الى مستويات تأويلية متعددة او بأساليب وطرق مسرحية اخرى.
فجاء النص وهو يتحدث عن فكرة رمزية كونية فلسفية بالغة المعنى وباذخة التشفير تتحدث عن دور الدود والحشرات التي تهاجم الاشياء بأسراب كبيرة وتحيلها الى رماد بعد ان تحفر لها اخاديد كبيرة وطويلة تحت الارض تحمي بها نفسها من محاولات سحقها من قبل الانسان باعتبارها تقوم بفعل تدميري له فهي تلتهم حتى التاريخ باعتباره ايضاً سطورا تؤرشف لسفر طويل من حياة الانسان .
وبذلك بني النص بطريقة كولاجية لعبارات رمزية تارة وهي تبين الحاجة للضوء الذي يكشف الاخاديد المخبوءة وشعرية تارة اخرى وهي تنذر بالخطر الكبير لهذه الحشرات , عبارات تتراقص بأساليب ادائية متنوعة تبعا لمدلولاتها الفكرية اجتهد المخرج كثيرا في بث رسائل العرض من خلالها وفي الكثير من هذه الطرق اعتمد الممثلون على ترجمتها لأشكال تعبيرية وصور حركية معبرة وان جنحت في بعض الحالات نحو الاستطالة ومحاولة مطها كما يحدث عند جر الخيط المطاطي الذي يرجع ليضرب صاحبه عند تركه .
عمل مخرج العرض على ان يغذي ممثليه وكادره الفني على تبني هكذا طروحات والاعتقاد بها ومحاولة التشكيك بحالات اليقين التي من الممكن ان تعمل عليها اي مجموعة مسرحية لا تبحث دائما عن التجديد والتحديث في الشكل والمضمون .
فكان الممثلون مستفَزين على خشبة المسرح وهم يلعبون لعبتهم الدرامية الشائكة قبل ان يصدروا لنا ذلك الاستفزاز الذي يكون المتلقي بحاجة اليه في العرض المسرحي فكان ادائهم انفعالياً حاداً صارخاً يؤكد الحالة النفسية المضطربة لشخصيات العرض وهي تبحث عن خلاصها من ذلك الخطر الداهم الذي يواجهها وبالتالي يعييها ويحد من حركتها بل ويشلها او يميتها.
وكان لمشهد هجوم الدود الذي تجسد بواسطة الخراطيم الا واحدا من تلك المشاهد التي رسمت صورة للعرض التحذيري والذي ارد مخرجه بأن يخيفنا من نزول اسراب الدود الى قاعة العرض , وليس ليعرض فقط ما تتعرض له شخصياته والتي كانت ردود فعلها من خلال ما جسده الممثلون بتميز واضح رافضة ذلك بشدة مستمدة قوتها واسباب مقاومتها من صوت يأتي من الخارج ربما هو صوت المخلص الذي تأخر وصوله الذي حان من ساعة بدء الدود بلعب دوره التدميري وليس من وقت معرفة وبيان ذلك من قبل الانسان .
من توافر كل ما تقدم نستطيع ان نقول اننا ازاء عرض يحاول ان يكون مغايراً في كل شيء. عرض يبدأ من اللا مكان وينتهي بالا زمان تتشظى طروحاته لتصيبنا جميعا بالخوف والهلع مما قد يصيبنا نحن المسالمين الذي نجلس في قاعة العرض لنصفق لمشهد يعرض خيباتنا وانكساراتنا بل وخساراتنا المتكررة التي لا يريد لها العرض ان تتكرر فالضوء بأيدينا عندما تتحول اصابعنا الى مصابيح انارة تكشف لنا اخاديد النهم التي اكلت لحمنا وجلودنا وقد تأكل عظامنا ايضاً فالدود الذي نعرف لا يأكل العظام اما دود ثائر هادي الذي كشفه بمصابيحه فهو يأكل العظام ايضاً.
لم يكن عرض اخاديد بحاجة الى ان يبين طرفي صراعه من البداية والتي بدأنا باكتشافه عبر مسيرة العرض مؤخرا ولا ادري ان كنا غافلين عن ذلك ام انهم ( اي مجموعة العرض ) ارادوا ان يسرفوا في عرض استكانتنا وضعفنا وعدم انتباهنا لهول ما قد يحدث من جراء فعل الدود الابعد اعلان البحث عن ملكة الدود والتي بالقضاء عليها سيقضي على الدود كله, الدود بمعناه الشمولي وليس دودة سليمان الذي ذكرها النص والتي عندما شاهدتْ سليمانَ وجنودَه يتقدّمون نحوها، فخافتْ على نفسها وعلى أخواتها النمل أن يحطِّمها ويدوسها جيش سليمان (دون قصد) فأسرعت خائفة نحو أخواتها من النمل، وقالت بصوت مرتجف ومتقطّع:
– أيها النمل أسرعوا وادخلوا في منازلكم… فإني رأيت سليمان وجنوده يتقدّمون نحونا، ونحن صغار الأجسام (ولن يشعروا بنا) فإذا لم تختبئوا فسوف يحطمكم سليمان وجنوده.
سمع سليمان عليه السلام ما دار من حديث بين النملة وأخواتها، وفهم ما قصدته النملة فتبسَّم ضاحكاً من قولها، ثم أمر جنوده بالمسير ببطء، حتى تدخل النمل ولا تصاب بأذى، ثم رفع يديه إلى السماء شاكراً الله تعالى على نعمه الكثيرة قائلاً:
– اللهم ألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمتَ بها عليّ، إذ علّمتني منطق الطير والحيوان، وأن أشكر نعمتك التي أنعمتها عليّ وعلى والديّ بالإسلام والإيمان بك، (وأن ترشدني إلى طريق الخير فأعمل به)، وأن تدخلني جنتك التي وعدْتَ بها عبادك الصالحين، إنّك سميع. بمعنى ان النمل الذي كان يعنيه القرآن الكريم هو ليس ذلك الذي يجب ان نحذره.
ولا نستطيع ايضا ان نغفل مكملات العرض المسرحي الاخرى من مؤثرات سمعية وبصرية والتي ساهمت مساهمة فاعلة في تأكيد اسلوب العرض الأنفلاتي من القواعد المسرحية السائدة فكان معينةً ومساندةً في تكريس ذلك والعمل عليه ما سوى الافراط في استخدام نثار الورق وحك سطح الفلين الذي ينثر ايضاً حبيباته والذي انهك الممثلين وصار عائقا عليهم واجهز على خشبة المسرح بالاحتشاد به وتحمل اعبائه ومخلفاته.
ومن نافلة القول لا يفوتنا ان نؤكد على روح الجماعة التي عمل بها حشد النشاط الفني في تربية بابل والذي يعرفه الكثير من المتابعين للمشهد المسرحي العراقي عموما وما لهذه الجماعة من تجارب مسرحية مهمة وواعدة واذ نبارك لهم عرضهم هذا الذي قد يكون مثالاً لعروض مسرحية ننظر اليها بشغف وهي تمور بالأفق بانتظار من يحررها من ربقة القيود المقيتة والمعطلة لمستقبل مسرحي واعد نعمل جميعنا للوصول اليه.

------------------------------------------
المصدر : جريدة الصباح الجديد

الجمعة، 12 مايو 2017

الفريد بدري حسون فريد سمو يتوهج

مجلة الفنون المسرحية

الفريد بدري حسون فريد سمو يتوهج

د. صلاح القصب 

هكذا هو قيصر المسرح العراقي بدري حسون فريد سمو يتوهج وكل الجهات تنظر اليه بروق لمدارات اشراق، يا معلمي الفريد كنت قوة تدعو الى ارتفاعات الى تشكيل مسرح عراقي تحيطه
قارات العالم الخمس حضارة والقاً و ابداعاً وكنت تسير فوق قمم جبال العالم شامخاً كمجدٍ ازلي، معلمي الذهبي وسيدي الفريد بدري وقف الشعر بقصائده ووهج الموسيقى اجلالاً لك ايها القيصر ليقدم لك اكاليل الغار، لقد زرعت فينا لهيب الكبرياء والابداع، الهمتنا اكثر من الف شعلة وعشنا معك زمناً يبرق بكل الالوان شعلت فينا الحب لقارة العالم السادسة والمسرح والكبرياء معلمي الذهي أي شمس ومنار كنت، كان حضورك مشرقاً بكل الازمنة التي كنت فيها وما زلت، وكنا نبحر وراء ضوء سفينتك الذهبية لمملكة المسرح التي انت قيصرها الابدي، اصوات مسرعة وبروق ساطعة تزداد اشعاعاً واشراقاً امامك تنشد لك الحب والمجد، انت يا جوهرة العصر وخلاصة التأريخ شعاعاً يشرق فينا زمناً لفضاءات حب لايتوقف، لرحلة بهيجة، نتسلق معك الابراج لقبة السماء، ايها القيصر الذهبي يا مبدع كل الاجيال يابدري الذهبي ظلال موكبك تصل الى مدارها النجومي وتنطلق مبهجة كاوراق خضراء وترتفع الاشرعة بكل قوة لتحيّ الطريق الذي سرت فيه وكبريائك قطعت اشواطاً مثل نجم الصباحات الذي يتقدم نحونا كبهجة تتسلق الى اعلى القمم هكذا ترشدنا كي نتطلع الى الشمس كي تهبنا رؤية البحار والجداول، علمتنا كيف نحب الجمال وكيف نحب المسرح حباً فائقاً بسخاء ليجعلنا رؤية مجده الذي يرتفع الى الاعلى كجواهر متطايرة، لقد وهبناك ايها المجد حبنا الابدي يا معلم كل الاجيال اوصيتنا ان نحتفظ بكل الاحلال التي حلمناها وكنت انت فرحنا الابدي، تاجك الذهبي لم يكن اكاليل زنبق بكل اكاليل من ورود دائمة الازهار، الغبات انطلقت مخضرة، ريح ندية، هفهافة ناعمة، يا معلمي كنت تشرق فينا كفجر النهارات عندما تبدأ الشمس تلقي اشعتها وكنت سخياً بحبك للمسرح كنهر عذب وكنا نسمعك كي تسرع لحقول الشمس تجمع الازهار وتغني للسلام والانسان.بدري حسون فريد
ولد الفنان بدري حسون فريد في مدينة كربلاء عام 1927 أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة كربلاء دخل معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية عام 1950 وتخرج منه في عام 1955 ليحصل على الدبلوم والأول على دورته. حصل على بعثة دراسية لدراسة المسرح في معهد (كودمان ثيتر) في مدينة شيكاغو الأمريكية للفترة (1962 – 1965) ليحصل على البكالوريوس والماجستير بتفوق. غادر العراق في نهاية عام 1995م مستقرا في المغرب حيث عمل مدرسا لمادة التمثيل في جامعة الرباط حتى عودته إلى الوطن عام 2010. في الخامس من شهر تشرين الأول من عام 2010 عاد إلى العراق
أخرج في أمريكا مسرحية الشارع الملكي تأليف تنسي وليامز على مسرح الاستوديو في معهد كودمان ثيتر وهي من متطلبات نيل شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي عام 1965. عندما عاد إلى الوطن عمل مدرسا في معهد الفنون الجميلة / قسم المسرح ببغداد عام 1966. أخرج للمسرح بعد عودته للعراق مسرحية عدو الشعب لـ (ابسن) على مسرح معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1967. أخرج مسرحية الساعة الأخيرة تأليف ميخائيل سيبستيان لفرقة المسرح الشعبي عام 1969. أخرج مسرحية بيت أبو كمال لفرقة المسرح الشعبي وهي من تأليفه وعرضت على المسرح القومي ببغداد عام 1969. أخرج مسرحية الحصار تأليف عادل كاظم وقدمت على المسرح القومي عام 1971 ومثلت العراق لأول مرة في مهرجان دمشق المسرحي وعرضت على مسرح الحمراء يومي 16 و17 نيسان عام 1971. أخرج مسرحية مركب بلا صياد تأليف أليخاندرو كاسونا لأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وعرضت على المسرح التجريبي عام 1973. أخرج مسرحية بطاقة دخول إلى الخيمة تأليف عبد الأمير معلة وإنتاج فرقة المسرح الوطني وعرضت على المسرح القومي عام 1974. أخرج مسرحية الجرة المحطمة تأليف هاينرش فون كلايست إنتاج أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على المسرح التجريبي عام 1975. أخرج مسرحية جسر ارتا تأليف هرمان هسه تقديم الفرقة القومية للتمثيل عام 1985. أخرج مسرحية هوراس تأليف بيير كورنيه وقدمتها الفرقة القومية للتمثيل وعرضت على مسرح الرشيد عام 1987. كتب وأخرج مسرحية الحاجز قدمتها أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1993. كتب واخرج مسرحية خطوة من الف خطوة قدمتها أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1994. أعد مسرحية الردهة عن قصة أنطوان تشيخوف الشهيرة ردهة رقم 6 وأخرجها وقد انتجت من قبل أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1995. قدم في المنفى مونودراما المصطبة ممثلا وهي من تأليف وإخراج جواد الاسدي وعرضت في كل من بيروت والرباط. مثل في العديد من الاعمال المسرحية وكان أشهر دور له في مسرحية الطوفان تأليف عادل كاظم وأخراج إبراهيم جلال عندما قام بدور الكاهن آنام وعرضت المسرحية في مهرجان دمشق الثالث عام 1973. كتب العديد من المسرحيات للمسرح العراقي كان اشهرها مسرحية نشيد الأرض ومسرحية بيت أبو كمال. كما ألف مسرحيات عديدة أخرى نذكر منها الحاجز وخطوة من الف خطوة والجائزة. مثل في العديد من الأفلام السينمائية منها ارحموني ونبوخذ نصر والقادسية وبابل حبيبتي والعاشق.
حصلت مسرحيته الحصار التي أخرجها على جائزة أفضل إنتاج متكامل عام 1971. حصل على جائزة أفضل مخرج للموسم المسرحي عام 1973 عن إخراجه لمسرحية مركب بلا صياد. حصل على جائزة أفضل ممثل مسرحي للموسم المسرحي 1974 عن دوره في مسرحية الطوفان الكاهن آنام. حصلت مسرحيته الردهة لأفضل إخراج في وزارة الثقافة عام 1995.
عن/ ويكيبيديا
------------------------------------------------
المصدر :  تاتو

الخميس، 11 مايو 2017

رحيل الفنان المسرحي خالد سعيد من الاستاذة الأوائل في معهد الفنون الحميلة بغداد

مجلة الفنون المسرحية

رحيل الفنان المسرحي  خالد سعيد من الاستاذة الأوائل في  معهد الفنون الحميلة  بغداد 

عبد الاله كمال الدين

فجر هذا اليوم وفِي تمام الساعة الواحدة والخمسين انتقل الى رحمة الله صديقي وزميلي في هيئة التدريس في معهد الفنون الجميلة في نهاية الستينات والنصف الاول من السبعينات الاستاذ خالد سعيد ،، تمتد علاقتي بالفقيد الى ايام الدراسة في معد الفنون الحميلة نهاية الخمسينات حين كان طالبا في القسم المسائي ومعه المرحوم فاضل قزاز وَعَبَد الوهاب الدايني والمرحوم قاسم محمد وقاسم حول والمرحوم كامل القيسي والمرحوم عبدالله جواد وكنت وزملاء دفعتي المرحوم عبد المرسل الزيدي والمرحوم وجدي العاني وكريم عوّاد وازداد وهي صاموئيل ومحد علي الشلاه وثامر الزيدي ومحمد وهيب ومولود المعيني وَعَبَد القادر شكور مع اخرين في القسم الصباحي اصغر سنا من طلبة المسائي وننظر اليهم كأشقاء كبار عمرا وتجربة ،،، بعد تخرجي غادرت الى براغ وغادر المرحوم خالد سعيد الى شيكاغو للالتحاق بمعهد كودمان ثيتر (وهو المعهد الذي تخرج منه المغفور لهم ابراهيم جلال وجاسم العبودي وجعفر السعدي وحسن الناظمي وبهنام ميخائيل،،)وغادر قاسم محمد وفاضل قزاز الى موسكو وعبدالله جواد وَعَبَد الوهاب الدايني الى إيطاليا وقد قدر الله ان تلتقي هذه النخبة بعد تخرجهم مجددا كأعضاء في الهيئة التدريسية بمعهد الفنون الجميلة وفِي قسم الفنون المسرحية والسينمائية حصرا إبان النصف الثاني من الستينات ،،في معهد الفنون توطدت علاقتي بالمرحوم خالد سعيد الذي عرفته طيبا متعاونا ايام الدراسة أواخر الخمسينات ومن شدة تواضعه لم يكن يحب ان يشير احدالى شقيقه احد ضباط قادة ثورة تموز ١٩٥٨ وقائدالفرقة الاولى في الجيش العراقي المرحوم خليل سعيد ، كانت علاقتي الأخوية بابي رنين تدفعني الى التعاون معه دون حدود ولذا حين زارني فجأة في داري ليطلب مني ان أشارك في المهرجان الاول ليوم المسرح العالمي (الذي نظمه المركز العراقي للمسرح عام١٩٧١) باسم فرقة اتحاد الفنانين سارعت الى تلبية طلبه بإعداد قصة قصيرة من الادب التشيكي المقاوم تحكي مقاومة التشيك للاحتلال النازي وكان عنوان المسرحية التي أخرجتها لصالح الفرقة ، حدث في حي كوبليس ، كان المرحوم يلتقي مع أصدقائه طه سالم وفاضل قزاز والمرحوم سامي تيلا وَعَبَد الوهاب الدايني في نادي المالية بموعد ثابت حضرت يوما معهم وتلمست علاقتهم الرائعة ببعض ،، حين غادرت في منتصف السبعينات الى بخارست للحصول على الدكتوراه في الادب الدرامي وعدت اواخر١٩٧٩ التقيت مرة اخرى بالنخبة من التدريسين الذين عملت معهم قبل سفري لاحظت مدى حماسة خالد سعيد للعمل في المسرح مخرجا وممثلا وهو الذي سجل نجاحا في مجال الإخراج عبر عدد من المسرحيات الرائعة وفِي مقدمتها سرحان بشارة سرحان(تأليف مانوئيل رسّام والد شميم رسّام) وورد جهنمي لطه سالم الخ ،،،،، كان اخر لقاء لي بالمرحوم عام٢٠٠٧ في عمان ،صدفة وانا أتجول في سوق الخضار وسط البلد احتضنته بقوة ولاحظت حالة الشرود في عينيه بسبب بداية معاناته من الزهايمر ،،، تابعت حالته الصحية من خلال عدنان الحسيني اولا بأول الى ان صدمني خبر وفاته فجر اليوم ، صديقي خالد سعيد وداعا وستبقى في ذاكرة أصدقائك وطلابك حيّا مدى الدهر .

صباح الانباري وتجنيس المسرحيات الصوامت أدبيا

مجلة الفنون المسرحية

صباح الانباري وتجنيس المسرحيات الصوامت أدبيا 

عبد العليم البناء 

منذ عرفته ، كان الانباري صباح ، متنوعا ومجددا في عطائه الابداعي ، فخاض بدراية وتمكن وحرفنة في عوالم ، الشعر ، والمسرح ، والسرد الروائي ، والنقد الأدبي ،والتصوير الفوتوغرافي ،وانطوى حراكه الابداعي ،اذا جاز التعبير، على الكثير الكثير ، وقد مارس الاخراج المسرحي وله اسهاماته الواضحة ، منذ خطوته الاولى حين ساهم عام 1974 ، مساعدا للمخرج العراقي الكبير سامي عبد الحميد ، في مسرحية (مهاجر بريسبان) ،التي كتبها العربي المغترب جورج شحادة ، لتترى تجاربه في اخراج مسرحيات عدة ، لفرقة بعقوبة للتمثيل ، نسبة الى مدينة بعقوبة العراقية ،التي ولد فيها عام 1954، وكذا الكتابة للمسرح عبر نصوص متنوعة الاشكال والمضامين، ومن ثم النقد المسرحي والادبي عبر اصدارات مختلفة ، بلغت السبعة عشر اصدارا داخل وخارج العراق.
وهنا يكمن بيت القصيد ، دون ان نتوسع في التطرق الى باقي منجزه الإبداعي، إذ عمل الانباري على مغايرة مقصودة ،في تجنيس المسرحيات الصامتة (البانتومايم) ، التي خاض غمارها بقصدية واضحة ،بتفعيل نوع جديد من (المسرحيات الصوامت) التي ابدعها وجمعها في مجلد اول ، تحت عنوان (المجموعة المسرحية الكاملة ) ،التي صدرت في بيروت عن منشورات ضفاف ،بدعم من الهيئة العربية للمسرح التي اعتادت على دعم وطباعة ، العديد من المشاريع والدراسات والنصوص المسرحية ، بهدف ترصين وإشاعة الثقافة المسرحية عربيا.
الأنباري الذي يعتقد أن الإنسان يعقل بصريا أكثر مما يعقل سمعيا ، لم يقدم لنا عبر كتابه هذا مجموعة نصوص مسرحياته الصامتة حسب ، وانما حاول أن يؤسس لهذا النوع من المسرحيات ، بتنظير متكامل لها ولطبيعتها وجوهرها واسلوبها المختلف الى حد بعيد، عن النص المسرحي التقليدي او الكلاسيكي ، عبر فصلين كان أولهما قد مثل الجانب التنظيري ، الذي أشرنا اليه في كسر لقاعدة التقديم أو المقدمة التي يلجأ ،البعض من الكتاب مسرحيين وشعراء وقاصين ، عبرها الى تصدير مجاميعهم بها ، فجاء تحت عنوان واضح (المسرحيات الصوامت وأسسها النظرية والتطبيقية ).
في هذا الفصل يبتديء الانباري بالحديث عن رؤيته ، تجاه (المسرحيات الصوامت من الفعل الى التجنيس) ، حيث يلج الى التعريف بالاسباب التي دعته الى تجنيس هذا النوع أدبيا ، كما هو الحال مع المسرحيات الحوارية الصائتة - كفن درامي - عبر العصور ، وأن تصبح فرعا من فروع الادب العربي والعالمي ، نظرا لامتلاك الأخيرة قدرة لاتدانيها قدرات الفنون الأخرى ، في المزاوجة بين الفن والادب ، حيث يؤكد أن " نص العرض الصامت إن وجد ،فإنه يركز على  جملة من التوجيهات تعنى بحركة الممثل ، وترسم مخططا لها في كل لحظة من لحظات الفعل على الخشبة ".
وبما ان البانتومايم يحتاج الى الفعل لا القول ، وان هذا الفعل يحتاج الى دالات توضع في سياقات خاصة، لتؤدي الى مدلولات ذات معان محددة ومقصودة ، بعيدا عن بضعة افعال حركية بهلوانية ، لتتعدى ذلك الى تضمنها قصة وحبكة وموضوعة وشخوصا ، كلها تؤدي دورا مهما متضامنا مع الموضوعة الانسانية للعرض والنص ،وهذا هو الذي يرى انه قد ، " أهلها لتكون قابلة للقراءة كخطاب ادبي ، فضلا عن كونها جنسا فنيا يعمل على زحزحة الاجناس الأخرى، ليحتل رقعة واسعة ومتميزة".
وبعد ان يستعرض مجموعة من الرؤى والمؤشرات ، التي تعرف بالمدى التاريخي والنظري والتطبيقي للنصوص  الصامتة ، التي على الرغم من تنحيته الكلمات عنها مستبعدا اللغة المنطوقة ،لكنه  يرى أنها مع ذلك احتفظت بجاهزيتها للقراءة ، منذ يتيمة صموئيل بكيت (فصل بل كلمات)، التي لم يفكر حينها بتجنيسها كمادة للقراءة الأدبية ، يشير الانباري الى أن انشغاله بهذه النصوص ، جاء نتيجة عدم قدرة الاجناس الخرى على استيعاب شبكة احلامه الواسعة ، وهذا ما يؤكده الناقد المسرحي العراقي بلاسم الضاحي ، حين يؤكد أن الانباري بدأ " بأدواته الصامتة محاولا تجنيس ما انتجه ضمن جنس (الادب المسرحي) ، المقروء ادبا والمرئي مسرحا ، مازجا مستفيدا من أجواء الفنون الأخرى " حيث يرى ان هذه المحاولات في مزج الفنون بعضها ببعض ، خلقت منتجا جديدا تشترك فيه  اللوحة والكلمة المرئية والموسيقى والحركة ، حيث سمات التشابه ونقاط التلاقي في هذه الفنون ، خلق منها الانباري منتجا جديدا ، هدفه اثارة المتلقي جماليا وابداعيا . 
الانباري الذي بات يعد الرائد للمنتج الجديد المسرحية الصامتة المجنسة ادبيا ، يرى وعلى وفق ما كتب ونشر منها وعرض على خشبة المسرح ، يستند على أسس اشتغالها على التشكيل الصوري ، وتضمنها قصة او حكاية تراثية او معاصرة، واعتمادها على خطة اخراجية مرنة ، ممكنة التنفيذ على الورق والخشبة في آن واحد ، وعدم انغلاقها على مخططها الاخراجي ، وانفتاحها ومخاطبتها للعالم بلغة كونية دون وساطة الترجمة والنقل ، لاعتمادها على لغة الجسد ، موضحا كل التفاصيل والمزايا الخاصة بالنص المسرحي الصامت ، منذ يتيمة بكيت والى عام 1994 ، وهو العام الذي نشر فيه اول نصوصه الصامتة (طقوس صامتة) في جريدة الثورة العراقية.
لهذه الأسباب عمل الانباري بجد ودأب – كما يرى – كي تحصد (الصوامت ) ، ثمرة جهد متواضع في تجنيس فن البانتومايم ، تجنيسا ادبيا يجعله قابلا للقراءة كنص ادبي على الورق ،وكعرض درامي على الخشبة ، وهنا يورد الانباري ما كتبه الناقد والروائي العراقي سعد محمد رحيم ،عن قدرة (الصوامت ) القرائية هذه ، كما لذة قراءة الرواية والنص المسرحي الحواري الصائت ، والذي رأى ان الانباري منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ، انشغل كما الشعراء والقاصين والروائيين ، تحت هاجس التحديث لابداع نص مختلف ، اشتغل ونصب عينه جنس ادبي مختلف ،له قرابة مع الشعر والقصة والسيناريو السينمائي ناهيك عن المسرح.
اما الفصل الثاني فقد تضمن نصوص المسرحيات الصامتة ، التي شملت ثلاث مجموعات هي على التوالي : (طقوس صامتة) ، و(ارتحالات في ملكوت الصمت) ، و(والصمت اذا نطق) ، ليختم بأقوال واراء مجموعة من المعنيين بالمسرح ،عراقيين وعربا ، بتجربة رائد المسرحية الصامتة ومبدعها،  الكاتب والاديب صباح الانباري.

الأربعاء، 10 مايو 2017

مهرجان حقي الشبلي للفنون المسرحية الدورة 29 في معهد الفنون الجميلة بغداد

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان حقي الشبلي للفنون المسرحية الدورة 29 في معهد الفنون الجميلة بغداد

ياسين ياس 

مسرحيات متعددة شاركت في مهرجان حقي الشبلي للفنون المسرحية الدورة 29 في معهد الفنون الجميلة بغداد/ الدراسة الصباحية الذي أقيم مؤخرا تحت شعار (من اجل الكلمة الصادقة والحركة المعبرة). وتضمن حفل الافتتاح عرض مسرحية (أولاد الخايبة) تأليف عبد النبي الزيدي اخراج امير موسى عباس والمسرحية تتناول المعاناة والهموم اليومية التي تعيق تحقيق الاحلام والامنيات والبحث عن إرادة الحياة ومواجهة الصعاب. هذا ما أكده المخرج امير موسى عباس وأضاف (فكرة العمل تتناول أيضا ما تبقى من الحروب واستمرار الظروف الصعبة التي نعيشها من دمار وخراب وتتناول المسرحية أيضا عدة بيئات منها بيئة السجون والمستشفيات والشهداء والآباء الذين تركوا الأبناء حيث اصبحوا ضحية المجتمع). واكد (الضحية الثانية هي زوجة الشهيد والظروف الصعبة التي تمر بها الزوجة من خلال تربية الأبناء كونها أصبحت المعيل الوحيد لهم رغم الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع). وعن هذه المسرحية تحدث الفنان عزيز جبير قائلا (المسرحية هي صرخة احتجاج ضد الواقع المؤلم والرديء الذين نعيشه كون المخرج هو الصوت الكاشف للحقيقة والمنقذ لها) وأضاف (معظم الحوارات هي متنفس لهؤلاء الشباب للتعبير عن الحقيقة وانعكاساتها كونها تعطي المدلولات والصراع اليومي وهو جزء أساسي من المسرحية وبالتأكيد الكاتب عبد النبي الزيدي يمتلك الجرأة في الحوار حيث استطاعوا ان يحققوا ما يريد قوله النص). وتحدث عن المسرحية الناقد محمد جبار حسين قائلا (كان العرض يوحي لنا بأننا غارقون لكن المعجزة للخروج من هذا الجحيم الأرضي حيث استطاع المخرج ان يحلق بنا على مستوى المعالجة من خلال سينوغرافيا العرض وتقديم صور ومضات مؤثرة تكشف عن عمق التأزم من خلال المسك بتفاصيل الحياة اليومية كأدانة لهذه المرحلة من خلال البناء الدرامي للشخصيات) وأضاف (المسرحية ارتقت نحو تحقيق عاملين هما الترقب والتوقع ومتابعة الاحداث باثارة تامة وإعطاء فسحة تأملية للمتلقي لمتابعة احداث المسرحية وبذلك يكون المخرج قد هيمن وجذب المتلقي نحو اهداف العرض برمته حتى النهاية). مسرحية (أولاد الخايبة) تأليف الكاتب عبد النبي الزيدي اخراج امير موسى عباس تمثيل علي فلاح وسندس علي ومساعد مخرج مرتضى علي. وتضمن حفل الافتتاح عرض مسرحية (انتظار) على قاعة عزيز جبر للفنون المسرحية ومسرحية (نهاية اللعبة) على المسرح الدوار، فيما تم في اليوم الثاني عرض مسرحية (فردوس مر) ومسرحية (سيردون) على المسرح الدوار. وشهد اليوم الثالث عرض مسرحية (ليش) على قاعة عزيز جبر ومسرحية (الدرس) على المسرح الدوار ومسرحية (حفرة).


الثلاثاء، 9 مايو 2017

طلبة معهد الفنون الجميلة يقدمون مسرحية "بغداد والشعراء والصور"

الأحد، 7 مايو 2017

إعداد القصص والروايات في المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية

إعداد القصص والروايات في المسرح العراقي / فيصل ابراهيم المقدادي   

فيصل ابراهيم المقدادي

هناك مسرحيات وتمثيليات روائية مأخوذة عن قصص أو روايات جرى مسرحتها اوتطويعها لهذه المجالات، الا ان هذا يتطلب جوابا واضحا على الاسئلة الهامة التالية بعد قراءة النص وهي :
1. كم عدد المشاهد المختلفة في الرواية التي تحولت الى مسرحية اوتمثيلية في مشهد واحد؟
2. هل يشمل العمل الابداعي المسرحي المعد على مشاهد واحداث لم تكن موجودة في الرواية؟
3. هل الذروة واحدة في كل من العمل المسرحي اوالقصة؟
4. هل من رأيك ان العمل المسرحي المعد (مبني) اساسا على الاصل الذي اعدت منه؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا؟
واولى خصائص قدرة المؤلف على استكشاف المادة الدرامية ذخيرته من المعرفة بالجمهور (الناس) وسلوكه وبصيرته القوية بكل ما يحيط به وبهم ثم خياله الحي .
وعلى الكاتب المسرحي ان يتذكر وعلى الدوام بانه يكتب عن قوم معينين وعن تجاربهم لجمهور من الناس لهم تجاربهم الخاصة وعمل الكاتب الدرامي هوان يزاوج بحيوية بين تجارب شخصياته المسرحية وبين تجارب جمهوره وان يربط بين هذه وتلك برابطة السمات المشاركة العامة التي يخضع لها كلا الطرفين، جاء في كتاب البصائر والذخائر :
(ينبغي ان تعلم ان من اراد خطابه البلغاء على طريقة الادباء ومجاراة الحكماء على عادة الفضلاء، احتاج ضرورة الى تقديم العناية باصول الاساس وحفظ فصول هي الاركان، ولن ينفعها تقديمها دون احكامها، كما لا يجدي عليه حفظها دون عرفانها، فمن اوائل تلك العناية جمع برد الكلام، ثم الصبر على دراسة محاسنه، ثم الرياضة بتاليف ما شاكل كثيرا منه اووقع قريبا اليه، وتنزيل ذلك على شرح الحال الا يقتصر على معرفة التاليف دون معرفة حسن التاليف، ثم لا يقف مع اللفظ وان كان بارعا وشيقا حتى يغلي المعنى غليا، ويتصفح المغزى تصفحا ويقضي من حقه ما يلزم في جكم العقل ليبرأ من عارض سقم، ويسلم من ظاهرة استحالة ويعتمد حقيقته اولا ثم يوشيه ثانيا، ليترقرق عليه ماء الصدق ويبدومنه لألاء الحقيقة، ولن يتم ذلك حتى يتجنب غريب اللفظ ووحشيه ومستكرهه وبدويه، وينزل عن ربوة ذي العنجهية واصحاب اللوثة وارباب العظمة بعد ان يرتقي عن مساقط العامة في هجر كلامها ومرذول تاليفها) حيث يضع شروطا محددة لتحقيق الاسلوب البليغ والحكيم تتلخص في :
1. العناية باصول واركان البلاغة وتقديمها محكمة عميق الدراية بها .
2. التدقيق في الالفاظ واختيار الجميل منها .
3. تنزيل اللفظ على المعنى المقصود دون ان يغريه اللفظ الجميل ويقف عنده فيقع في سقم وشكلية لا قيمة منها .
4. وبعد التاكد من مطابقة الصورة للمضمونة، يعود لتشويه ماابدعه فيحذف اللفظ الغريب المستكره، كي لاينعزل في اسلوبه مع ذوي العنجهية والترفع الكاذب، وهم المتحذلقون، ولا ينغملر في اساليب التاليف الرخيص الذي يمارسه العامة والمتطفلون على البلاغة .
ان الحذر ضروري جدا خاصة من الايغال العفوي في موسيقى الكلمات خاصة تلك التي تجعلها شديدة الطنين والجرس، وبعدها عن جدية المعنى وجلال الحكمة والفلسفة المقصودة احيانا والانتباه الى ان لغة المسرحيات يجب ان تتميز في تنويع العبارات رغبة في استعمال اقصى مالدى المؤلف من مخزون الكلمة. و(سلاسة الطبع لاتعني التلقائية العفوية، بل لابد من ثقافة ودراية لجميع القواعد والاصول، والبلاغة هي (الصدق في المعاني مع ائتلاف الاسماء والافعال والحروف واصابة اللغة وتحري الملاحة المشاكلة برفض الاستكراه ومجانية التعسف) وبلاغة النص حسب: (الامتناع والمؤانسة ج 1 ص9) هومركب من اللفظ اللغوي والصوغ الطباعي والاستعمال الاصطلاحي ).

أهمية إعداد وعرض المسرحية الجيدة

(ان عددا من  قصص وروايات: جليل القيسي ومحمد خضير ومحي الدين زنكنه جديرة بالمسرحة)
اهمية المسرحية الجيدة :
1. التأثير الايجابي في افكار الجمهور .
2. التأثير الايجابي في قناعة الجمهور .
3. ماتضيفه المسرحية من خبرة حياتية جديدة وتعميق مفاهيمها للحياة .
4.     اغناء تفكير الجمهور واثارة الشعور لديه عن طريق الصورة اللغوية الخاصة ويرتبط هذا بالالهام والعبقرية الفنية الخاصة بالمؤلف والمخرج .
5. يعبر المسرحي عن تجربته وفهمه العام للحياة بصدق عن احوال المجتمع وبهذا يحقق ذاته في الجماعة سعيا للتاثير فيهم وكسب رضاهم ووسيلته الى التاثير وهذا الكسب يحدث فيما يعنيهم يتاثر بالمجتمع ثم يحاول التاثير فيه كما بالنسبة لغالب مسرحيات : ( طه سالم ونور الدين فارس ) وبذلك يختلف عن (المسرح التجاري) الذى يخضع للارادة الانية للناس و(لمردود شباك التذاكر) ويترك المجتمع يدور في نطاق ذاته دون ان يضيف اليه اية قيمة جديدة. وهذا ماحصل في العراق (ايام الحرب العراقية الايرانية) حيث قدمت المسرحيات التجارية التي نقلت ثقافة الغجر والمتعة الرخيصة للمسرح والتاليب (ضد الفرس).
6. تظهر اثار المسرح في المجتمع بما يقدمه اليه من قيم جديدة تساعد على تغييره وتشكيله، ومثالها مسرحيات :
1 - فرقة المسرح الفني الحديث  وعروض مسرحيات :
1-اني امك يا شاكر
2 - ماكوشغل
3 - ست دراهم
4 - انا ضمير المتكلم 
5 - الشريعة
6 - الخان
7 - النخلة والجيران
وما قدمة اساتذة معهد وكلية الفنون- في الستينيات والسبعينيات من قرننا الماضي :
1 - هملت
2 - يوليوس قيصر لشكسبير
3 - القرد كثيف الشعر ليوجين اونيل
4 - كلكامش وغيرها ..
 2 – ما قدمته فرقة المسرح الشعبي وفرقة مسرح اليوم :
   1 - اشجار الطاعون
   2 - الغريب
   3 - العطش   والقضية
   4 - البيت الجديد
   5 - فيتروك ... وغيرها
 7. موقف المؤلف المسرحي والمخرج من المجتمع  بالتأكيد ان للمسرحي فرديته  لكنها تتحقق ايضا بوجود المجموعة  وله عبقريته المبدعة وما يبدعه المسرحي ويخلقه لا تكون له قيمة الا بما ستتركه من اثر في المجموعة  فالمسرحي بشكل عام قيمة  انسانية اجتماعية حتى لوتقاطعت مع ارادة الانظمة الظالمة  وهناك امثلة عديدة  في تاريخ المسرح الروسي (بوشكين وعدم رضا القيصر على مسرحياته منع العديد من مسرحيات  فرق المسرح الفني الحديث بالعهد الملكي وحكم حزب البعث.. الخ. محاولة الانظمة الظالمة شراء مسرحيين ومحاولة توضيب عروض مسرحية ومخرجين لصالح الحاكم.....الخ) كما حصل مع مسرحيات: الفرس وزبيبة والملك.... وغيرها...


السبت، 6 مايو 2017

سينما.. "مسرحية" كاظم النصّار كوميديّا الظلال القاتمة

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption