أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في فلسطين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في فلسطين. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 4 نوفمبر 2018

التقرير الختامي لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية



التقرير الختامي لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح 


ضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مهرجان فلسطين الوطني يختتم دورته الأولى.
د. إيهاب بسيسو : مارس السجان غطرسته، فقال لا وقلنا نعم للإبداع والحرية، وقلنا نعم لحكايتنا، وصنعتم وصنعنا مشهداً جديداً للحياة.
اسماعيل عبد الله : صنعنا أرضاً واحدة وزمناً واحداً، وجمعنا شتات أرواحنا .. وحّدنا وتوحّدنا مع فلسطين في مهرجانها الوطني للمسرح
جوائز الهيئة العربية للمسرح في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح:
أربع جوائز لـ"من قتل أسمهان" . وجائزة لـ "إثنين في تل أبيب" . و"مروّح ع فلسطين" تحصد العرض الأفضل
 اختتم مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، أعمال دورته الأولى، التي عقدت في مدينة رام الله من 25 أكتوبر وحتى الأول من نوفمبر 2018، وسط أجواء مفعمة بالتحدي، حيث منعت سلطات الاحتلال مشاركة حوالي 30 مسرحياً عربياً من المغرب وتونس ومصر والأردن والعراق وسوريا والإمارات بمن فيهم الوفد الرسمي للهيئة وفرقتان مسرحيتان وأعضاء لجان تحكيم ومشاركون في الورش والندوات الفكرية، إضافة لمنع فرقة مسرحية من غزة كان قد تم اختيار عملها ضمن المهرجان، وقد وضع هذا الأمر المسرحيين الفلسطينيين في التحدي لإنجاح المهرجان الذي استهدف المنع تحجيمه ومنع بعده العربي بل ويصل الأمر حد محاولة إفشاله، المسرحيون الفلسطينيون الذين احتفلوا بأول مهرجان وطني للمسرح في تاريخ الحركة المسرحية الفلسطينة، مهرجان فلسطيني لكل فلسطين، متجاوزاً الواقع السياسي منحازاً للإبداع الوطني، كل هذا منح الدورة روحاً عالية، ووهجاً إعلامياً واجتماعياً، تميز بحضور لافت للجمهور الفلسطيني الذي أم المهرجان من كافة أنحاء فلسطين.
المهرجان ضمن حزمة المهرجانات العربية التي تدعمها وتساهم في تنظيمها الهيئة العربية للمسرح، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، التي تقضي بتنظيم مهرجانات وطنية للمسرح في الدول العربية التي لا تنظم مثل هذه المهرجانات، لتكون محفزاً وحصيلة سنوية للمنتوج المسرحي ولتساهم في رفع سويته، وضرب موعد مع الجمهور سنوياً، جاء هذا المهرجان ليحقق حلماً عملت عليه الهيئة العربية للمسرح مع وزارة الثقافة الفلسطينية على مدار أربع سنوات خلت.
هذا وقد شاركت في المهرجان 12 مسرحية، ثمان منها في إطار التنافس على جوائز الهيئة العربية للمسرح، وأربعة منها خارج التنافس، هذه المسرحيات، فيما كان برنامج المهرجان يحتوي على المسرحيات التالية:
1.      سراب . مدرسة السيرك.بير زيت.
2.      مروح ع فلسطين. مسرح الحرية. مخيم جنين.
3.      راس عروس. فرقة راس عروس. مجد الكروم.
4.      أنصار. فرقة الطنطورة. رام الله.
5.      قصص من زمن الخيول البيضاء. المسرح الشعبي. رام الله.
6.      حركة بمحلها. مسرح عشتار. رام الله.
7.      إثنان في تل أبيب. مسرح المجد. حيفا.
8.      دعوة زوجية. مسرح القلعة لفنون المسرح. الناصرة.
9.      خوش بوش. مسرح عكا. عكا.
10.  سما تحت الحصار. مسرح الحارة. بيت جالا.
11.  شمال جنوب وسط. المسرح الجوال. سخنين.
12.  من قتل أسمهان. المسرح الوطني . القدس.
13.  الحرب والسلام. مسرح للجميع . غزة. لم تمنح تصريحاً فلم تشارك.
14.  الخادمتان. دوز تمسرح. المغرب. لم تمنح تصريحاً فلم تشارك
هذا وقد تشكلت لجنة التحكيم في المهرجان من:
·       الفنان وليد عبد السلام – رئيساً.
·       الفنانة نادرة عمران.
·       الفنانة سهير فهد.
وذهبت جوائز الهيئة العربية للمسرح على النحو التالي:
 جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل إخراج مسرحي وأفضل تأليف نص مسرحي وأفضل سينوغرافيا ذهبت إلى الفنان نزار زعبي عن مسرحية "من قتل أسمهان"،
جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل ممثلة ذهبت للفنانة منى حوّا عن دورها في مسرحية من قتل أسمهان،
 جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل ممثل ذهبت للفنان إياد شيتي عن دوره في مسرحية "اثنان في تل أبيب" لمسرح المجد في حيفا.
جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عرض ذهبت لمسرحية مروح ع فلسطين.
وقال الفنان نزار زعبي: سعادتي لا توصف، فأن تفوز بهذه الجوائز في الدورة الأولى لمهرجان وطني في بلدك بالتأكيد يعني لك الكثير .. هذه الجوائز وإن منحت في مجملها لي، فإنها نتيجة جهد جماعي لفريق مسرحية "من قتل أسمهان" من ممثلين وفنيين، وكذلك الجهة المنتجة أي المسرح الوطني .. المهرجان إنجاز مهم لفلسطين، وأبارك لفريق العمل وللفنانة منى حوّا، ولكل الفائزين من المسارح الأخرى ما حصلوا عليه من جوائز مستحقة.
أما مصطفى شتا، مدير مسرح الحرية في جنين، فأهدى الفوز إلى روح الفنان الراحل جوليانو مير خميس، وقال: هذه الجائزة تعني لنا الكثير لكونها جائزة العمل الأفضل في الدورة الأولى للمهرجان الوطني الأول للمسرح في فلسطين .. كنا نتمنى لو كان جوليانو مير خميس بيننا، لكننا نسير على نهجه، ونقدم له هذه الجائزة.
من جانبه شدد الفنان إياد شيتي، على أن أهمية المهرجان ونجاحه كمنت في كسر الحواجز بين الكل الفلسطيني، وتوحيد الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، بعيداً عن التسميات التي تعكس حالة من التفريق لا التجميع  .. الكل فلسطيني، وحين نشارك في المهرجان، فإننا نشارك باسم فلسطين، لا باسم "عرب إسرائيل" كما يسمينا البعض، أو باسم المقدسيين، أو أهل الضفة، أو أهل غزة، مطالباً الدول العربية بإتاحة المجال لعرض إبداعات الفلسطينيين جميعاً في مهرجانات المسرح العربية.
وقدم الفنان الفلسطيني وليد عبد السلام رئيس لجنة التحكيم، بيان اللجنة التي ضمت الفنانتين نادرة عمران وسهير فهد، لافتاً إلى أن غالبية الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان أسلوب التمثيل داخل التمثيل أو المسرح داخل المسرح، وإلى اعتماد غالبية الأعمال أيضاً، وبشكل كبير، على عنصر الممثل وغابت بشكل عام عناصر السينوغرافيا والموسيقى والماكياج والمؤثرات الأخرى وتواجدت بشكل متواضع في بعض الأعمال من خلال قطع ديكور بسيطة.
وأشارت اللجنة إلى الضعف في النصوص المسرحية، حيث خلت مثل هذه النصوص من الخيال والتعمق في بناء الشخصيات والأحداث والحبكة الدرامية، فجاءت بعض المونولوجات على ألسنة الشخوص المسرحية على شكل خطابات مباشرة، ولم تمنح المساحة الضرورية لخيال المخرج.
وأشادت اللجنة بالأداء الجماعي في مسرحية "خوش بوش" لمسرح عكا، والحضور القوي للممثل ميلاد غالب في مسرحية "شمال وسط جنوب" لمسرح الجوال البلدي من جنين، وقوة الحضور وخفة الحركة للفنان عزت النتشة عن دوره في مسرحية "من قتل أسمهان" للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي).
وكان وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو أشاد في كلمته بالدور الذي قامت به الهيئة العربية للمسرح من العمل على إنجاح هذا الجهد الفلسطيني، موجهاً شكره لإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة وأسرة الهيئة الذين نجحوا رغم كل التحديات والمعيقات في جعل كلمة فلسطين هي مفتاح الأمل والإرادة.
وقال بسيسو: انطلاق مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في دورته الأولى كان مناسبة كي نجدد رؤيتنا بأن الثقافة مقاومة، وأن الحكاية التي تحاصرها الخوذة تعرف طريقها نحو شق الهواء، وتعرف كيف يكون الغد لنا .. لابد من الإشارة هنا إلى أن المسرح ليس مجرد خشبة ونص وأداء، بل هو امتداد الحياة التي تتنوع من خلالها الأدوار، ويتنوع من خلالها الإبداع.. شكراً لكل من عمل وساهم في إنجاح هذا المهرجان، ولكل من آمن بأن الغد أفضل، وبأننا نستطيع تحقيق آمالنا وتطلعاتنا بالحرية وبمستقبل أفضل جميعاً، ولكل من آمن بهذه الفكرة وجعلها تتحقق.
وأضاف: إنها الدورة الأولى لمهرجان واكبنا فيه عروضاً مميزة، وندوات وحوارات، ولقاءات جمعتنا بنا، وجعلت من حضورنا رسالة وعنواناً للتحدي، في الوقت الذي تعاني فيه غزة من القصف، والقدس العاصمة من الحصار، وباقي جغرافيا الوطن من سياسات العزل المختلفة .. استمر العمل متمماً لرسالة الصمود بالإبداع .. لم يصدر أي تصريح لأشقائنا العرب ليدخلوا فلسطين كي يكونوا بيننا، مارس السجان غطرسته، فقال لا وقلنا نعم للإبداع والحرية، وقلنا نعم لحكايتنا، وصنعتم وصنعنا مشهداً جديداً للحياة.
من جانبه، وفي كلمة مسجلة له، شدد إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في الشارقة على أهمية الإنجاز الذي حققته فلسطين عبر وزارة الثقافة والمسرحيين في هذه الدورة الأولى من المهرجان، مؤكداً أن البوصلة ستبقى تؤشر نحو القلب، وأن القلب هو فلسطين.
وقال: من الإمارات العربية المتحدة، من الشارقة، إلى رام الله، إلى فلسطين، كل فلسطين، نسرّح الأبصار ونبض القلوب لنشارككم فرحة الإنجاز، وشرف تحقق المهرجان الذي نسجنا حريره معاً .. نعم، ها نحن معاً، فلا حد يباعدنا، ولا شيء يفرقنا، نسطر في سفر الثقافة العربية أننا صنعنا أرضاً واحدة وزمناً واحداً، وجمعنا شتات أرواحنا.. وحّدنا وتوحّدنا مع فلسطين في مهرجانها الوطني للمسرح.
ونقل إسماعيل عبد الله "تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، وهو الذي تابع بكل الاعتزاز كافة أخبار مهرجاننا هذا، وكل ما أبدعتموه، وما أنجزتموه"، ونقل أيضاً "تحيات مجلس الأمناء، وكافة العاملين في الهيئة، إضافة إلى تحيات مسرحيين من المحيط إلى الخليج تابعوا من أنجزتم بالأفئدة والتضامن الذي يعلن أن البوصلة لا تؤشر إلا للقلب، والقلب فلسطين.
ووجه الأمين العام للهيئة العربية للمسرح التحية "لوزارة الثقافة الفلسطينية، ممثلة بوزيرها المبدع الدكتور إيهاب بسيسو، وكافة أعضاء اللجنة العليا، واللجان الفنية، ولجنة التحكيم، وكذلك الفنانين الذين سكبوا رحيق إبداعهم في أعمال تابعناها بكل شغف واحترام".
وأكد إسماعيل عبد الله: إن إنجاز هذه الدورة من المهرجان ليشكل مصطبة جديدة للحياة إلى مصاطب المعرفة التي ترتصف بها دروب فلسطين التي درج على ترابها الرسل والأنبياء والطاهرات والطاهرون الأولياء، ومبدعو المعارف والجمال .. نقف اليوم، لننظر إلى غد نبدأ فيه العمل على تقويم التجربة، والتخطيط للقادم الأجمل، لنعمل معاً لتلبية ذلك النداء الذي أطلقه سلطان الثقافة، لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، ليختم بالقول: عشتم، وعاش المسرح.
 وأكد الفنان الفلسطيني فتحي عبد الرحمن، رئيس اللجنة العليا للمهرجان، على أن انتهاء الدورة الأولى للمهرجان، يعني بدء التحضيرات للدورة الثانية، مشدداً على أهمية العمل على تطوير مهرجان فلسطين الوطني للمسرح واستمراريته.
الفنانة نادرة عمران عضو مجلس الأمناء في الهيئة العربية للمسرح، قدمت أيقونة المهرجان باسم الهيئة تكريما لوزارة الثقافة ممثلة بالوزير بسيسو.
واشتمل الحفل على فقرات فنية لفرقة "الأنوف الحمراء"، وعرضاً عن عملهم كأطباء مهرجين يوظفون فنونهم الأدائية في رسم الابتسامة على وجه المرضى والمسنين، حيث تخرج منهم في فلسطين سبعة قبل أيام، كما اشتمل الحفل على توزيع الدروع وشهادات التقدير سواء المقدمة من الهيئة العربية للمسرح إلى وزارة الثقافة ممثلة بوزيرها بسيسو، وقدمتها الفنانة نادرة عمران، أو تلك التي قدمتها وزار الثقافة للفرق المشاركة كافة، ولأعضاء اللجان المختلفة، قبل أن يختتم المهرجان بالإعلان عن جوائز الهيئة العربية للمسرح في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الأولى.
-------------------------------------------------
المصدر :إعلام الهيئة العربية للمسرح.


الجمعة، 2 نوفمبر 2018

جوائز الهيئة العربية للمسرح في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


جوائز الهيئة العربية للمسرح  في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح:


أربع جوائز لـ"من قتل أسمهان" . و جائزة لـ "إثنين في تل أبيب" . و"مروّح ع فلسطين" تحصد العرض الأفضل
د. إيهاب بسيسو : مارس السجان غطرسته، فقال لا وقلنا نعم للإبداع والحرية، وقلنا نعم لحكايتنا، وصنعتم وصنعنا مشهداً جديداً للحياة.

اسماعيل عبد الله : صنعنا أرضاً واحدة وزمناً واحداً، وجمعنا شتات أرواحنا .. وحّدنا وتوحّدنا مع فلسطين في مهرجانها الوطني للمسرح
إعلام الهيئة العربية للمسرح - يوسف الشايب. رام الله:

حصد العرض المسرحي "من قتل أسمهان؟" للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) من القدس، أربع من أصل ست جوائز هي مجمل جوائز مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الأولى، وأعلنت مساء الخميس الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، في قصر رام الله الثقافي، وهو المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح، فيما فازت مسرحية "مروّح ع فلسطين" لمسرح الحرية في جنين بجائزة أفضل عرض مسرحي بالمهرجان.
وذهبت جوائز الهيئة العربية للمسرح على النحو التالي:
جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل إخراج مسرحي وأفضل تأليف نص مسرحي وأفضل سينوغرافيا ذهبت إلى الفنان نزار زعبي عن مسرحية "من قتل أسمهان"،
جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل ممثلة ذهبت للفنانة منى حوّا عن دورها في مسرحية من قتل أسمهان،
 جائزة الهيئة العربية للمسرحلأفضل ممثل ذهبت للفنان إياد شيتي عن دوره في مسرحية "اثنان في تل أبيب" لمسرح المجد في حيفا.
جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عرض ذهبت لمسرحية مروح ع فلسطين.
وقال الفنان نزار زعبي: سعادتي لا توصف، فأن تفوز بهذه الجوائز في الدورة الأولى لمهرجان وطني في بلدك بالتأكيد يعني لك الكثير .. هذه الجوائز وإن منحت في مجملها لي، فإنها نتيجة جهد جماعي لفريق مسرحية "من قتل أسمهان" من ممثلين وفنيين، وكذلك الجهة المنتجة أي المسرح الوطني .. المهرجان إنجاز مهم لفلسطين، وأبارك لفريق العمل وللفنانة منى حوّا، ولكل الفائزين من المسارح الأخرى ما حصلوا عليه من جوائز مستحقة.
أما مصطفى شتا، مدير مسرح الحرية في جنين، فأهدى الفوز إلى روح الفنان الراحل جوليانو مير خميس، وقال: هذه الجائزة تعني لنا الكثير لكونها جائزة العمل الأفضل في الدورة الأولى للمهرجان الوطني الأول للمسرح في فلسطين .. كنا نتمنى لو كان جوليانو مير خميس بيننا، لكننا نسير على نهجه، ونقدم له هذه الجائزة.
من جانبه شدد الفنان إياد شيتي، على أن أهمية المهرجان ونجاحه كمنت في كسر الحواجز بين الكل الفلسطيني، وتوحيد الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، بعيداً عن التسميات التي تعكس حالة من التفريق لا التجميع  .. الكل فلسطيني، وحين نشارك في المهرجان، فإننا نشارك باسم فلسطين، لا باسم "عرب إسرائيل" كما يسمينا البعض، أو باسم المقدسيين، أو أهل الضفة، أو أهل غزة، مطالباً الدول العربية بإتاحة المجال لعرض إبداعات الفلسطينيين جميعاً في مهرجانات المسرح العربية.
وقدم الفنان الفلسطيني وليد عبد السلام رئيس لجنة التحكيم، بيان اللجنة التي ضمت الفنانتين نادرة عمران وسهير فهد، لافتاً إلى أن غالبية الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان أسلوب التمثيل داخل التمثيل أو المسرح داخل المسرح، وإلى اعتماد غالبية الأعمال أيضاً، وبشكل كبير، على عنصر الممثل وغابت بشكل عام عناصر السينوغرافيا والموسيقى والماكياج والمؤثرات الأخرى وتواجدت بشكل متواضع في بعض الأعمال من خلال قطع ديكور بسيطة.
وأشارت اللجنة إلى الضعف في النصوص المسرحية، حيث خلت مثل هذه النصوص من الخيال والتعمق في بناء الشخصيات والأحداث والحبكة الدرامية،فجاءت بعض المونولوجات على ألسنة الشخوص المسرحية على شكل خطابات مباشرة، ولم تمنح المساحة الضرورية لخيال المخرج.
وأشادت اللجنة بالأداء الجماعي في مسرحية "خوش بوش" لمسرح عكا، والحضور القوي للممثل ميلاد غالب في مسرحية "شمال وسط جنوب" لمسرح الجوال البلدي من جنين، وقوة الحضور وخفة الحركة للفنان عزت النتشة عن دوره في مسرحية "من قتل أسمهان" للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي).
وكان وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو أشاد في كلمته بالدور الذي قامت به الهيئة العربية للمسرح من العمل على إنجاح هذا الجهد الفلسطيني، موجهاً شكره لإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة وأسرة الهيئة الذين نجحوا رغم كل التحديات والمعيقات في جعل كلمة فلسطين هي مفتاح الأمل والإرادة.

وقال بسيسو: انطلاق مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في دورته الأولى كان مناسبة كي نجدد رؤيتنا بأن الثقافة مقاومة، وأن الحكاية التي تحاصرها الخوذة تعرف طريقها نحو شق الهواء، وتعرف كيف يكون الغد لنا .. لابد من الإشارة هنا إلى أن المسرح ليس مجرد خشبة ونص وأداء، بل هو امتداد الحياة التي تتنوع من خلالها الأدوار، ويتنوع من خلالها الإبداع.. شكراً لكل من عمل وساهم في إنجاح هذا المهرجان، ولكل من آمن بأن الغد أفضل، وبأننا نستطيع تحقيق آمالنا وتطلعاتنا بالحرية وبمستقبل أفضل جميعاً، ولكل من آمن بهذه الفكرة وجعلها تتحقق.
وأضاف: إنها الدورة الأولى لمهرجان واكبنا فيه عروضاً مميزة، وندوات وحوارات، ولقاءات جمعتنا بنا، وجعلت من حضورنا رسالة وعنواناً للتحدي، في الوقت الذي تعاني فيه غزة من القصف، والقدس العاصمة من الحصار، وباقي جغرافيا الوطن من سياسات العزل المختلفة .. استمر العمل متمماً لرسالة الصمود بالإبداع .. لم يصدر أي تصريح لأشقائنا العرب ليدخلوا فلسطين كي يكونوا بيننا، مارس السجان غطرسته، فقال لا وقلنا نعم للإبداع والحرية، وقلنا نعم لحكايتنا، وصنعتم وصنعنا مشهداً جديداً للحياة.
من جانبه، وفي كلمة مسجلة له، شدد إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في الشارقة على أهمية الإنجاز الذي حققته فلسطين عبر وزارة الثقافة والمسرحيين في هذه الدورة الأولى من المهرجان، مؤكداً أن البوصلة ستبقى تؤشر نحو والقلب، وأن القلب هو فلسطين.
وقال: من الإمارات العربية المتحدة، من الشارقة، إلى رام الله، إلى فلسطين، كل فلسطين، نسرّح الأبصار ونبض القلوب لنشارككم فرحة الإنجاز، وشرف تحقق المهرجان الذي نسجنا حريره معاً .. نعم، ها نحن معاً، فلا حد يباعدنا، ولا شيء يفرقنا، نسطر في سفر الثقافة العربية أننا صنعنا أرضاً واحدة وزمناً واحداً، وجمعنا شتات أرواحنا .. وحّدنا وتوحّدنا مع فلسطين في مهرجانها الوطني للمسرح.
ونقل إسماعيل عبد الله "تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، وهو الذي تابع بكل الاعتزاز كافة أخبار مهرجاننا هذا، وكل ما أبدعتموه، وما أنجزتموه"، ونقل أيضاً "تحيات مجلس الأمناء، وكافة العاملين في الهيئة، إضافة إلى تحيات مسرحيين من المحيط إلى الخليج تابعوا من أنجزتم بالأفئدة والتضامن الذي يعلن أن البوصلة لا تؤشر إلا للقلب، والقلب فلسطين.
ووجه الأمين العام للهيئة العربية للمسرح التحية "لوزارة الثقافة الفلسطينية، ممثلة بوزيرها المبدع الدكتور إيهاب بسيسو، وكافة أعضاء اللجنة العليا، واللجان الفنية، ولجنة التحكيم، وكذلك الفنانين الذين سكبوا رحيق إبداعهم في أعمال تابعناها بكل شغف واحترام".
وأكد إسماعيل عبد الله: إن إنجاز هذه الدورة من المهرجان ليشكل مصطبة جديدة للحياة إلى مصاطب المعرفة التي ترتصف بها دروب فلسطين التي درج على ترابها الرسل والأنبياء والطاهرات والطاهرون الأولياء، ومبدعو المعارف والجمال .. نقف اليوم، لننظر إلى غد نبدأ فيه العمل على تقويم التجربة، والتخطيط للقادم الأجمل، لنعمل معاً لتلبية ذلك النداء الذي أطلقه سلطان الثقافة، لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، ليختم بالقول: عشتم، وعاش المسرح.
وأكد الفنان الفلسطيني فتحي عبد الرحمن، رئيس اللجنة العليا للمهرجان، على أن انتهاء الدورة الأولى للمهرجان، يعني بدء التحضيرات للدورة الثانية، مشدداً على أهمية العمل على تطوير مهرجان فلسطين الوطني للمسرح واستمراريته.
الفنانة نادرة عمران عضو مجلس الأمناء في الهيئة العربية للمسرح، قدمت أيقونة المهرجان باسم الهيئة تكريما لوزارة الثقافة ممثلة بالوزير بسيسو.
واشتمل الحفل على فقرات فنية لفرقة "الأنوف الحمراء"، وعرضاً عن عملهم كأطباء مهرجين يوظفون فنونهم الأدائية في رسم الابتسامة على وجه المرضى والمسنين، حيث تخرج منهم في فلسطين سبعة قبل أيام، كما اشتمل الحفل على توزيع الدروع وشهادات التقدير سواء المقدمة من الهيئة العربية للمسرح إلى وزارة الثقافة ممثلة بوزيرها بسيسو، وقدمتها الفنانة نادرة عمران،  أو تلك التي قدمتها وزار الثقافة للفرق المشاركة كافة، ولأعضاء اللجان المختلفة، قبل أن يختتم المهرجان بالإعلان عن جوائز الهيئة العربية للمسرح في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الأولى.








الخميس، 1 نوفمبر 2018

تقرير اليوم السابع لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

تقرير اليوم السابع لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح


“شمال جنوب” و “من قتل أسمهان؟” يختتمان عروض مهرجان فلسطين الوطني للمسرح قبل إعلان النتائج بيوم


من قتل أسمهان، عرض فلسطيني الهوية، عربي المحتوى، عالمي الصورة.


منذ زمن لم يقف الجمهور في رام الله “طوابير” لحضور عمل مسرحي، لكن هذا ما حدث مساء الأربعاء في قصر رام الله الثقافي، بانتظار فتح البوابات الداخلية للعبور نحو المسرح، حيث ينتظم العرض الأخير في المسابقة، وفي مهرجان فلسطين الوطني للمسرح الذي تنظمه وزراة الثقافة بتعاون و دعم من الهيئة العربية للمسرح، قبل ليلة من إعلان النتائج .. عرض “من قتل أسمهان؟” للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، عن تأليف وإخراج أمير نزار الزعبي، في نص بالإنجليزية ترجمه عامر حليحل إلى العربية، وسينوغرافيا: سمر كينغ حداد، تمثيل: عزت النتشة، ومنى حوا، ونضال الجعبة، وإيفان أرازيان، ومحمد الباشا، وفراس سواح.

لم يخب أمل الجمهور، فكان العرض المنتظر على مستوى التوقعات، وربما يزيد، على حد تعبير الكثير، فلم تغص القاعة التي تتسع لقرابة الألف متفرج بالمتدافعين على المقاعد فحسب، بل غصت بشغف استعادة المسرح الفلسطيني عبر هذا المهرجان الذي حظي بحضور جماهيري كسر الصورة السائدة بالعزوف عن المسرح، كما غصت بدهشة كانت أكبر من مساحة فغر الأفواه.

ولا يبدو هذا مستغرباً لمن تابع مسيرة المخرج الزغبي، وفريق العمل المرافق له، فسمر كينغ حداد من أهم مصممات الحركة في العالم، هي التي أبهرت الجمهور الأميركي بعديد أعمالها، حيث تقيم فلسطينية الأصل، وهو ما ينطبق على حبيب شحادة في الموسيقى والمؤثرات الصوتية، ورمزي الشيخ قاسم وعماد سمارة في تصميم وتنفيذ الإضاءة، ومحمد عطا الله في الملابس، والقائمة تطول، فيما كان عزت النتشة (المحقق) اكتشافاً مدهشاً لفنان بارع لقبه جمهور العرض بـ”شابلن فلسطين”، والأمر ذاته ينطبق على صاحبة الصوت الأسمهاني منى حوا، وبقية الممثلين.

وكان لافتاً أن هذا العمل هو الوحيد الذي يغرد خارج الجغرافيا الفلسطينية، وإن حط رحاله فيها لبعض الوقت كما أسمهان، التي حطت لأكثر من مرة في القدس، وحيفا، وغيرها من المدن التي كانت تشكل حواضر ثقافية بامتياز، ليبحث عن نص ترجمه عامر حليحل، في لغز يتواصل لأكثر من سبعة عقود حول مقتل المطربة اسمهان، أو الأميرة آمال الأطرش.

تحليل العمل على المستوى البصري والفني يحتاج إلى الكثير من المساحة، لكن يمكنني الحديث هنا عن بعض الكشوفات في النص بخصوص أسمهان، التي انتهى العرض بعد تسعين دقيقة من المتعة المتدفقة ولم ينته لغز مقتلها، ففي البداية توجهت الشكوك نحو سائقها، فأرملها، فالملكة الأم لكون عشيق الأخيرة بدأ ينجذب بفعل مغناطيسية أسمهان، ولم تغب أم كلثوم عن الدائرة، كما حال المخابرات البريطانية والفرنسية كعميلة مزدوجة مفترضة، لكن الكل يبقى بريئاً ومتهماً في ذات الوقت، ويبقى أيضاً في النهاية راسخاً، عرض فلسطيني لجهة الإنتاج، عربي الموضوع والهوية واللهجات، وعالمي المستوى والتكنيك.

شمال جنوب

وكان جمهور مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، على موعد قبل هذا العرض مع مسرحية “شمال جنوب وسط” لمسرح الجوال البلدي من سخنين في الداخل الفلسطيني، عن نص لطارق السيد، وإخراج المبدع كامل الباشا، وتمثيل: ميلا غالب، واديب صفدي، ولما نعامنة، وبيان عنتير، ويعالج قضية الهوية المتعددة في فلسطين بفعل الاحتلال، فهذا من الضفة الغربية، وذاك لاجئ في أرضه، أو هجّرت عائلته قسراً من قريتها أو بلدتها الأصلية باتجاه بلدة مجاورة أو غير مجاورة في الداخل الفلسطيني، وثالث من الجولان السوري المحتل، ورابعة من القدس.

ثمة اختلافات كثيرة بين الفلسطينيين الذين يجمعهم وقوعهم تحت قبضة الاحتلال، ولكن الاختلافات ليست بعيدة عنهم، بل تكاد تتملكهم بسبب الانعكاسات السياسية والموروث الثقافي والاجتماعي لكل جغرافيا من جغرافيات فلسطين مقطعة الأوصال، فكل شخصية ترى الأخر أوفر حظاً منها، فيما يصل العرض ذروته مع “لعبة” تبادل الأدوار الجزئي في تلك الورشة التي تجمع كل خيباتهم وخيبات الوطن، في عمل لا يمكن أن يدرك الكثير من تفاصيل إلا من يعيش في فلسطين ويعايش يومياتها ووضعها السياسي المعقد.

ويمكن القول بأن مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، الذي نظمته وزارة الثقافة الفلسطينية والهيئة العربية للمسرح، أعاد للخشبة اعتبارها في فلسطين، وكشف عن شغف ظل لسنوات طويلة حبيس الأدراج الكاتمة للأرواح المنطقلة.

الحضور الجماهيري لكافة العروض، والذي توج بما فاض عن القدرة الاستيعابية لقصر رام الله الثقافي، مع عرض “من قتل أسمهان؟” للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) حيث كانت الدهشة سيدة الموقف في عمل يؤكد أن المسرح الفلسطيني لا يزال على قيد الإبداع، وهو حال بعض أعمال المهرجان مثل: “مروح ع فلسطين” لمسرح الحرية في جنين، و”شمال جنوب وسط” لمسرح الجوال في سخنين، و”خوش بوش” لمسرح عكا، و”اثنان في تل أبيب” لمسرح المجد في حيفا، وغيرها .. إن كانت الدهشة المرافقة لها متفاوتة.

اليوم  يسدل الستار على كرنفال آخر في فلسطين التي تقاوم الرصاص بمزيد من الإبداع، وترد على من يضغط بيديه الغليظتين على عنقها بغية حبس أنفاسها إلى الأبد برقصة مع الريح، وأغنية تقفز من فوق جدار الفصل العنصري، وفيلم يفلت من عربدة المستوطنين، وشعر عابر للجغرافيا المحتلة كلياً أو جزئياً، ومسرحية تشكل مع أخرى مهرجاناً يجمع الكل الفلسطيني في زمن الانقسام البغيض.

إنها فلسطين بمسرحها، وأدبها، وسينماها، وأغنياتها، وتراثها، وبكل ما فيها من إبداع يفلت من قنبلة غاز يرميها واحد من المدججين بشهوة القتل.

ما قبل النكبة، كانت حيفا ويافا والقدس، واليوم رام الله، وغداً ربما غزة، وقد تعود الحياة الثقافية الفلسطينية لتنبت في حيفا ويافا والقدس مجدداً .. ففلسطين الثقافة، إن قاومت الاحتلال كما الفوضى والتطرف، حتماً ستنتصر، ولو بعد حين.

 -------------------------------------------------------------
المصدر : إعلام الهيئة العربية للمسرح. يوسف الشايب. رام الله


الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

تقرير اليوم السادس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


تقرير اليوم السادس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

نادرة عمران وسهير فهد تتحدثان عن تجربة التمثيل على الخشبة وأمام الكاميرا

حضور مسرحية عن غزة وغياب مسرحية من غزة في اليوم السادس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح


تواصلت فعاليات اليوم السادس من أيام مهرجان فلسطين الوطني للمسرح الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون و دعم من الهيئة العربية للمسرح،  كانت غزة هي العنوان الأبرز في مساء الثلاثاء، عبر مسرحية “سما تحت الحصار”، وهي من إنتاج مسرح الحارة في بيت جالا، عن المجموعة القصصية “يوميات امرأة محاصرة” للكاتبة سما حسن من غزة، وذلك على المسرح البلدي في دار بلدية رام الله.

فيما غاب قسراً، وبسبب سياسات استصدار التصاريح، العرض المسرحي “الحرب والسلام” فرقة “مسرح للجميع” من غزة، والمبني على رواية الكاتب الروسي ليو تولستوي، ليؤكد بأن الحرب شيء مريع، ولكن، ورغم مأساوية الحياة وضغوطاتها بسبب سياسات الحروب، إلا أن الحياة الطبيعة تستمر، لكن هذه السياسات هي التي حالت دون مشاركة عرض مسرحي من القطاع المحاصر جنباً إلى جنب مع عروض مسرحية فلسطينية من القدس والداخل الفلسطيني وعدة مدن بالضفة الغربية، في الدورة الأولى لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح.

سما تحت الحصار: عايشين بسجن كبير سقفه السما

في “سما تحت الحصار” جسد كل من مريم الباشا، ومنذر بنورة، ورزق إبراهيم، حياة اللاجئين في غزة تحت الحصار، وفي ظروف الحرب، وانقطاع الكهرباء والماء، وربما انقطاع الحبل الممدود من دواخل قاطني تلك البقعة الجغرافية الأكثر اكتظاظاً في العالم نحو مزيد من الأمل، في مسرحية من إخراج ميرنا سخلة.

تعددت الحصارات في المسرحية كما في المجموعة القصصية، حيث الأسلاك الشائكة كخيوط عنكبوت، وحيث الطائرات الورقية غير الحارقة، والتي تبدو طوق نجاة متخيل من حصار داخل حصار، وكلاهما يتوهان في حصار جديد ما بين واحد نفسي، وآخر اجتماعي، وثالث سياسي أمني، فالأول يتعلق بحصار المرأة لنفسها وتجسد بعدم البوح باسمها، والثاني كان بطله الرجل أو مجموعة الرجال المحيطين وكذلك الحصار المجتمعي بقوانينه ومعتقداته ومعاييره، علاوة على حصار اللاجئة التي هي ليست من مواطني المدينة الأصليين، فيما الحصار الأكبر هو حصار المحتل الذي يكبل غزة من يديها وقدميها، ويشد عصبة سوداء على عينيها وفمها أيضاً، ويضربها بعنف إن حاولت التملص بأي شكل من الأشكال.

المسرحية، ورغم تقشفها على مستوى الديكور والإكسسوارات والعناصر الفنية، ورغم عدم الخبرة الكبيرة لممثليها من خريجي مسرح الحارة حديثاً، استطاعت أن تقدم صورة بانورامية حول المعاناة المركبة للمرأة الغزية خاصة، وللاجئ في قطاع غزة عامة، حيث يأخذ الحصار أشكالاً متعددة، فهي صرخة ضد الاحتلال أولاً، وضد القمع المجتمعي والذكوري للمرأة ثانياً، وضد اضطهاد المرأة لنفسها ثالثاً، وهو ما عبرت عنه الممثلة على لسان مؤلفة “يوميات تحت الحصار”، وتحولت إلى “سما تحت الحصار” في إحالة إلى اسم الكاتبة، بالصراخ:

“مكان مغلق … كل شي فيه بحاصرنا

الخوف، الخنقة، العتمة… كل شي فيه بضغطنا

فش حدا قادر يتنفّس… انقطع الهوا زي ما انقطعت الكهربا

في الشّرايين … ما ضلّش أكسجين

الدّم مش قادر يطلع من القلب … ولا قادر يوصل الرّئتين

عم ننخنق … وأحنا نحلم بالسّما

عم منموت موت بطيء … وأحنا تحت الحصار

بس مين سائل فينا؟ ومين داري عنّا؟

أحنا عايشين في سجن كبير سقفه السّما”.

وقامت ميرنا سخلة، في العمل الذي عرض في إطار العروض الموازية، أي خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، بإعداد دراماتورجيا المسرحية علاوة على إخراجها، بإشراف وسينوغرافيا وأزياء فيروز نسطاس، وإشراف تقني لعصام رشماوي، فيما كان الإشراف العام على العمل لنقولا زرينة.



ندوة عن التمثيل ما بين المسرح والكاميرا

وعقدت في المسرح البلدي أيضاً، ندوة بعنوان: “الممثل بين خشبة المسرح والكاميرا”، للفنانتين القديرتين، وعضويتي لجنة تحكيم المهرجان: نادرة عمران، وسهير فهد.

وقالت الفنانة نادرة عمران في الندوة: بكل تأكيد التمثيل على خشبة المسرح يختلف عنه في السينما، أما التلفزيون فلا أعتبره فنّاً بالأساس .. تعبير الممثل في السينما كفن مختلف بالضرورة عن تعبيراته على خشبة المسرح.

وأضافت: هناك مساحة لدى الممثل في مدى تقبل الشخصية المطروح عليه تجسيدها، والطريقة التي يقدم فيها هذه الشخصية، فهناك طرق تضاف إلى تلك المبنية على اتباع المدارس الأكاديمية في التمثيل، وهي طرق تكتسب مع الخبرة والممارسة، لافتة إلى أن التمثيل  أرفع مستويات الأداء أو “لعب الدور” قياساً بالتشخيص والتقليد واللعب، فهناك الممثل اللاعب، مشيرة إلى أنها خلال فترة عملها الفني حاولت الاتجاه إلى منطقة التمثيل، وقد تكون وفقت في ذلك وقد لا تكون، فالحكم للجمهور هنا مسرحياً أو سينمائياً، لكني آثرت الابتعاد عن الحركات والإشارات والأداء الصوتي والانفعالي والإيقاعي دون دراسة التي تتحول مع الوقت إلى فعل تلقائي غير متقصّد، ولكنه مقصود بمعنى أنه ليس عبثياً، وليس سلوكاً عادياً،  وهذا مهم بالنسبة لي في المسرح والسينما، وإن كان تأثيره أمام الكاميرا أكبر وأخطر منها على خشبة المسرح.

وتحدثت عمران في عديد المحاور المتخصصة على صعيد تحويل الدور إلى فكرة، كي يتكسب مصداقيته وعمقه، وعن ما وراء “الدور”، مشددة على أهمية ما وصفته بـ”بؤرة التركيز والجذب والاستمتاع” في التمثيل سواء على خشبة المسرح أو أمام كاميرات السينما، عبر العينين اللتين تربطان ما بين العقل والقلب، والصوت “رسول الممثل”، كما تطرقت للحديث عن الممثل الكاذب والممثل الصادق، خالصة إلى أن “أعذب الممثلين وأبرعهم هم أتقنهم لفن الكذب”.

من جانبها شددت الفنانة سهير فهد على فكرة الممثل المقنع .. وقالت: كي نصل إلى هذه المرحلة سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، لابد من امتلاك المعرفة الحياتية علاوة على الموهبة والدراسة الأكاديمية، ولابد من تبني الشخصية، وتقدميها كل بلغته الجسدية والتعبيرية الخاصة، لافتاً إلى أن كل ممثل أو ممثلة له أو لها بصمته الخاصة هنا.

وأضافت: على الممثل أن يكون منسجماً مع الموسيقى، والإضاءة، والديكور المحيط به، وغيرها من عناصر العمل الإبداعي، لافتة إلى أن “البروفات” تشكل مساحة للمتعة لدى الممثل، حيث التجريب وإعادة الصياغة، وهنا الحديث عن المسرح، وعليه يكون العمل المسرحي هو نتاج هذه المساحة من المتعة التي تواصلت على مدار أشهر أو أقل أو أكثر.

ولفتت فهد إلى أن “الكاميرا لها تأثير كبير على الممثل، وتساعده في إبراز أدواته على عكس التمثيل المسرحي، مشددة على ضرورة التواؤم ما بين الممثل والمخرج في كامل مراحل تصوير العمل التلفزيوني أو السينمائي”.

وأجابت الفنانتان على أسئلة الحضور في تلك الندوة التي لم تكن مدرجة بالأساس على جدول المهرجان، ولكنها شكلت إضافة نوعية له، خاصة في ظل الغياب القسري للمبدعين العرب، الذين كان من المفترض أن يكونوا الشعلة المتقدة لندوات مهرجان فلسطين الوطني للمسرح .. ولكنه الاحتلال الذي يصر على عزل المثقف الفلسطيني عن عمقه العربي، ويعبر باستمرار وبوتيرة متصاعدة عن حالة الرعب التي يعيشها من الثقافة الفلسطينية التي هي فعل تعزيز صمود ومقاومة ضد هذا الاحتلال وسياساته العنصرية اليومية.



--------------------------------------------------------------
المصدر : إعلام الهيئة العربية للمسرح. يوسف الشايب. رام الله

تقرير اليوم الخامس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


تقرير اليوم الخامس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح




دعوة زوجية و خوش بوش كوميديا كاشفة، في اليوم الخامس من مهرجان فلسطين الوطني للمسرح



ظللت الكوميديا عرضي اليوم الخامس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح، الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية والهيئة العربية للمسرح، على خشبتي المسرح البلدي بدار بلدية رام الله، ومسرح قصر رام الله الثقافي، حيث تناول الأول العلاقات الزوجية، فيما اقتحم الثاني عوالم المقيمين في مستشفى للأمراض النفسية والعقلية، حيث امتزج حضور الجمهور الذي ملأ صالتي العرضين، احتراماً للعرضين، بموجات من التصفيق و الضحك و الإعجاب.

دعوة زوجية، إدخال الجمهور طرفاً في مشاكل الزوجين.

العرض الأول كان بعنوان “دعوة زوجية” لمركز القلعة لفنون المسرح من الناصرة، من إعداد وإخراج وسينوغرافيا وسيم خير، وتمثيل محمود مرّة، وأميمة سرحان، وتميز كلاهما بأداء لافت، كان تلقائياً وعميقاً في الوقت ذاته، فيما كان لمساحات صوت سرحان الشاسعة إضافة إيجابية للعمل، الذي تحدث عن المشاكل الزوجية التي هي جزء أساسي لضمان استمرار العلاقة بين طرفي العلاقة المعقدة، ومنها: مشاكل نسائية، ورجالية، وعائلية، وبديلة، وغيرها.

والمسرحية التي مست الكثير من جمهور الدورة الأولى للمهرجان، وخاصة الأزواج منهم، اعتمدت شيئاً من تقنيات المسرح التفاعلي، عبر الخطاب المباشر مع المتلقي، في عديد الأحيان، لإدخاله في تفاصيل العمل منذ التأهيل والترحيب، وانتهاء بمحاولة نصب محاكمة جماهيرية تنصف الزوج أم الزوجة، وهو بهذا يأتي على تخوم مسرح المضطهدين، ولا ينسل تحت عباءاته.

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن من أهم أسس هذا المسرح الرغبة بالخروج من المسرح في قالبه التقليدي وعلى مستويات عدة، فإن العمل الذي يتواصل لخمس وخمسين دقيقة، نجح في ذلك باقتدار، واستطاع باقتدار أيضاً تحقيق المتعة، لكنه لم يقحم نفسه في دائرة الارتجال، لذا بقي في منطقة وسط.

خوش بوش، المجانين يقولون كل شيء

لكن العمل الثاني “خوش بوش” لفرقة مسرح عكا، “تجريبي” بامتياز، حيث قدم أفكاراً جريئة تختلف عن الأنماط التقليدية المتعارف عليها في العروض المسرحية، ولم  يقتصر على تناول اقكار معينة، بل تعمق في انعكاسات قضايا سياسية و فكرية و حتى دينية، عبر اقتحام عالم “المجانين” في مستشفى للأمراض النفسية والعقلية، حيث تقدم ميسرة مصري معد ومخرج العمل عبر نزلاء المستشفى صوراً من الحياة والصراعات الاجتماعية والسيكولوجية عن الحب، والأمل، والتيه، ببعد فلسفي وتنظيري ذاب في كوميديا راقية، جسدها على الخشبة كل من: كامل روبي، وإيهاب خاسكية، وعلي علي، وفؤاد عابد، ورامي زيدان، وعلي أسدي، وصفاء حتحوت.

لم يغب التفاعل بمفهومه الواسع عن الانطلاقة المغايرة لمسرحية “خوش بوش”، حيث تجول اثنان من الممثلين بلباسهما (البيجامة) ما بين الجمهور الذي ينتظر الدخول إلى صالة العرض، هناك في باحة قصر رام الله الثقافي، ومارسا دورهما كأعضاء في جمعية المختلين عقلياً، فأخذا يمازحان هذا، ويجذبان شعر ذاك، ويجلسان بجوار تلك، يطلب منها أحدهما أن توقع له ورقة تخوله الخروج من المستشفى، وهي التي بقي يحلم بها حتى نهاية المطاف، قبل أن يتجه العرض، قبيل انطلاقه الفعلي على خشبة المسرح، باتجاه حالة تفاعلية أخرى تجسد بالتعريف بشخصيات المسرحية عبر فيديو مبتكر عرض في شاشة ثبتت في باحة القصر أيضاً، فانطلق الجمهور إلى العرض باندفاع وحافزية وتوقعات كثيرة، و لم يخيب فريق العمل ظنهم فيها.

تحتمل تأويلات عنوان المسرحية بداية “خوش بوش” معان  و تأويلات عديدة، وكل هذه التأويلات وجدت نفسها في المسرحية التي راوحت في إطار كوميدي ساخر جلله السواد ما بين إبداعات حركة الممثلين على المسرح، وما رافقها من غناء حي، ورقصات، وموسيقى، لتشكل تكويناً مسرحياً مغايراً بلا شك.

وعلاوة على ما تضمنته مسرحية “خوش بوش” من مشاهد بل لوحات كوميدية، كانت تلك الأغنيات أو المشاهد الغنائية التي ركبت بعض كلماتها بشكل ساخر على أغنيات شهيرة كـ”ع الندّا” للشحرورة صباح، قدمت بطريقة جميلة وساحرة، أضافت لأداء الممثلين الذي من الصعب التصديق بأنهم مجموعة من الهواة، ذلك الأداء الذي قدم بصورة عفوية بعيدة عن الاستسهلال، والاستهتار بالمتلقي، وهو ما جعل العمل راقياً رغم بساطة الفكرة والنص، ليقتحم الممثلون كما الجمهور أسوار المستشفى في إحالة رمزية إلى أسوار عكا التي قدمت منها الفرقة إلى رام الله للمشاركة في منافسات العروض المسرحية للمهرجان الذي جمع الكل الفلسطيني في دورته الأولى، ما بين الضفة الغربية بما فيها القدس العاصمة، والداخل الفلسطيني، وقطاع غزة الذي حال الاحتلال دون مشاركته بعرض “الحرب والسلام” لفرقة “مسرح للجميع”، في تعسف عنصري بسياسة استصدار التصاريح التي بات يتعاطى الاحتلال معها كسياسة عقاب جماعية تسعى لعزل المثقف والمبدع الفلسطيني عن عمقه العربي.

ونسخة “خوش بوش” للعام 2018 فيها تجديد عن النسخة الأولى للعمل الذي حمل الاسم ذاته، وكانت انطلاقته في العام 2012، ففي السابق كان العمل يقوم على مجموعة “اسكتشات” مسرحية، وبينهما روابط كانت بمثابة جسور للعبور من لوحة إلى أخرى، أو مشهد لآخر، لكن ما باتت عليه المسرحية وفق رؤية المخرج ميسرة مصري شكلت “نقلة نوعية” بالنسبة للمسرحية نفسها، والعاملين فيها، وقدمت شكلاً مغايراً في المسرح الفلسطيني لربما.

وكان واضحاً أن ثمة مساحة للارتجال في العمل داخل تكوينات “خوش بوش” الجديدة، أتاحتها طبيعة الشخصيات التي هي “مختلة عقلياً” داخل “مستشفى للمجانين”، ولكن دون استهتار، وهي لعبة صعبة أجادها الممثلون المحترفون الذين انطلقوا سوياً كهواة في العام 1995 من داخل مخزن في أحد أزقة عكا، قبل أن ينطلقوا إلى الحارات، ومن ثم هواة على خشبة المسرح، إلى أن قدموا عملاً أبهر جمهور مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الأولى، لهذه المجموعة التي تفرقت وأعادت لم شملها في العام 2010.

وأختم هنا بظهور الممثلين بـ”البيجامات”، وفي هذا الظهور تأويلات عدة من بينها دخولهم في حالة تأهب دائم للنوم، أو ربما للاستيقاظ، أو أنه مجرد لباس موحد بعيداً عن التأويلات، ليخرج هذا العمل المحمل برسائل مهمة، وقضايا شائكة، ورؤى، وأفكار، حملها معه الجمهور، بعد أن عثر عليها حيث كان تتخفى في منطقة ما وراء الكوميديا.







------------------------------------------------------
المصدر : إعلام الهيئة العربية للمسرح. يوسف الشايب رام الله.


الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

تقرير اليوم الرابع لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية



تقرير اليوم الرابع لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح


الكوميديا تعرّي مضطهدي العمّال في رابع أيام مهرجان فلسطين الوطني للمسرح


رام الله – يوسف الشايب:


تواصلت، مساء الأحد، عروض المسرحيات الفلسطينية، في اليوم الرابع من فعاليات مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، وتنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية والهيئة العربية للمسرح، حتى الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.

“اضطهاد العمال”، على اختلاف المضطهِد والمضطهَد، كانت ثيمة عرضي “حركة بمحلها” لمسرح عشتار من رام الله، و”اثنان في تل أبيب” لمسرح المجد من حيفا.

“حركة بمحلها” المرأة في سوق العمل تعاني من الانتقاص في حقوقها.

حركة بمحلها عمل مسرحي خارج المسابقة ، أي يندرج في إطار “العروض الموازية”، يتناول في قالب كوميدي مآسي المرأة الفلسطينية في سوق العمل، وهموم نساء فلسطين في هذا المجال، وما تواجهه من متاعب، واضطهاد، وإحجاف، وتحرش، واستخفاف بقدراتها، على يد أرباب العمل وزملائه من الذكور، وسط الحديث عن تدني الأجور، وعدم المساواة في العمل، والتعاطي معها من قبل البعض كجسد ليس أكثر، علاوة على تناوله لقضية الفرق في الأجور بين المرأة والرجل في سوق العمل الفلسطينية، والبطالة التي تتفاقم في فلسطين عامة، وبين النساء خاصة، وكذلك تدّني فرص التطور المهمة المتاحة للنساء مقارنة بالرجال.

العمل الذي أنتج بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وبدعم من الممثلية النرويجية لدى السلطة الفلسطينية، واحتضنته خشبة المسرح البلدي بدار بلدية رام الله من إخراج محمد عيد، تأليف غسّان نداف،تمثيل كل من: ياسمين شلالدة، ومريم الباشا، ووئام الديري، ورزق إبراهيم، وخليل البطران، وشبلي البو.

تميز العرض بذكاء المزج ما بين اشكال التعبير الكوميدي على صعيد الإطار الفني، أما على صعيد الأداء فكان ثمة ارتباط درامي رائق يعكس قدرة المخرج على تقديم حركة مدروسة للمثلين، والاستثمار الجيد لقدراتهم على توظيف أجسادهم في خدمة فكرة العمل، سواء عبر تلك الإيماءات الكوميدية وصولاً إلى بعض الحركات الأكروباتية، عكست مواهب الممثلات والممثلين، والتي تؤهلهم ليكونوا مسرحيين بارزين في مستقبل قريب، ليس على صعيد محلي فحسب.

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى انخفاض في نسبة مشاركة النساء في سوق العمل مقارنة بالرجال وكذلك في الأجرة اليومية بين النساء والرجال، إذ شاركت النساء في القوى العاملة بنسبة 19% عام 2017 مقابل 71% عند الذكور. وبلغ معدل أجرهن اليومي 85 شيكل ( الدولار يساوي 3.5 شيكل) مقابل قرابة 120 شيكل للذكور.

وتواجه نصف النساء المشاركات بسوق العمل الفلسطيني البطالة (47.4% حسب الإحصاء الفلسطيني). بينما تصل معدلاتها بين النساء الحاصلات على 13 سنة دراسية فأكثر إلى نحو 54%.

ويعتقد مخرج المسرحية محمد عيد أن المسرح يلخص الجانب الآخر للأرقام والمعلومات المجردة لتخفيفها على الجمهور إما بطريقة كوميدية أو تراجيدية، فالشكل الفني يضع المشاهد في موقع المتفاعل بصورة أكبر مع القضية المطروحة.



إثنان في تل أبيب رسالة عتب لمن يبحث عن مستقبله لدى من يضطهدونه

أما المسرحية الثانية لليوم الرابع من المهرجان، والرابعة من بين ثماني مسرحيات تتنافس على جوائز المهرجان، فكانت مسرحية “اثنان من تل أبيب” لمسرح المجد في حيفا، عن نص لسعيد سلامة، فتعرّي على مدار سبعين دقيقة، العنصرية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين العرب في الداخل الفلسطيني، والعمّال منهم على وجه الخصوص، عبر مفارقات ومواقف كوميدية رافقت رحلة كل من زكريا وأحمد العاملين العربيين الفلسطينيين اللذين يصلان إلى تل أبيت بحثاً عن عمل يوفر لديهم لقمة عيش لا تتوفر في قراهم وبلداتهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948.

ورغم فارق السن، تتكون صداقة بين الاثنين في تلك “الخشّابية” المهجورة في تل أبيب، يجتمعان في ذات الجغرافيا الضيقة والمربعة، وتحت سياسة متعمدة لإذلالهم من قبل المجتمع الإسرائيلي لكونهم من أصول عربية، حيث التفرقة العنصرية على أشدها، يعملان في مراحيض عمومية تكشف الروائح الكريهة ليس للفائض عن أجساد شرائح مختلفة في المجتمع الإسرائيلي، بل لما تحويه عقولهم وأفكارهم وأفعالهم أيضاً ضد أصحاب الأرض الأصليين.

استطاع كل من إياد شيتي وسعيد سلامة، في العمل الذي أخرجه نبيل عازر، تفجير ضحكات الحاضرين، رغم مأساوية الحكاية، فكانت “كوميديا” قاتمة كحيوات الفلسطينيين، وخاصة العمال الفلسطينيين العرب من الداخل الفلسطيني، أو حتى من الضفة الغربية بما فيها القدس أو من قطاع غزة.

وأشار سلامة، مؤلف المسرحية وأحد ممثليها الاثنين، إلى أن غالبية الفلسطينيين داخل الخط الأخضر عاشوا معاناة التفرقة العنصرية في “إسرائيل” وغالبيتهم من الشباب .. وقال: في مسرحية “اثنان في تل أبيب” رسالة عتب إلى مجتمعنا الفلسطيني العربي في الداخل، لمن يبحث عن مستقبله لدى من يضطهدونه .. هي رسالة سياسية وطنية عبر بوابة أبي الفنون المسرح، تفضح بالأساس العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي.

وأضاف: نعيش نعيش ألماً يومياً كبيراً بسبب سياسات العنصرية الإسرائيلية، لكن علينا أن نصنع حياتنا من هذا الألم، لا أن نستسلم له، هذه هي رسالة علمنا المسرحي “اثنان في تل أبيت”.


ندوة في هموم المسرح

في صباح اليوم الرابع للمهرجان، انتظمت في إحدى قاعات مبنى مؤسسة الهلال الأحمر بمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، ندوة فكرية قدم فيها المخرج نزار أمير زعبي مداخلة خاصة اتسمت بالجرأة، ووضع النقاط على الحروف، وإثارة الجدل بخصوص العلاقة الأبوية في المسرح الفلسطيني، وتمرد الأجيال الجديدة بمقترحات إبداعية متجددة ترفض سطوة الأباء، وتسعى لتقديم مقاربات قادرة على المنافسة عالمياً لجهة المستوى الفني الإبداعي لا الجنسية المرتبطة بالقضية وعدالتها والتعاطف معها، وذلك في مداخلة له بعنوان “الرؤى الإخراجية في المسرح الفلسطيني المعاصر”.

وفي ذات الندوة قدمت الأديبة والفنانة التشكيلية والناقدة رجاء بكرية مداخلة حول “نماذج من المسرح الفلسطيني .. مشاهد مصوّرة”، حيث تحدث عن نماذج مسرحية متعددة من بينها “رحلة صعبة رحلة جبلية” عن نص الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان وإخراج أورنا عقاد، و”الجدارية” عن نص شعري ملحمي للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش وإخراج نزار أمير زعبي، ورأس المملوك جابر كما قدمها المخرج الفلسطيني فؤاد عوض عن مسرحية سعد الله ونوس، وعدد من أعمال المخرج منير بكري، ورياض مصاروة، وغيرها، فيما قدم الباحث والناقد محمد محاميد مداخلة عن تاريخ المسرح الفلسطيني منذ نهايات القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين حتى العام 1967.





تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption