أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات تقنيات مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تقنيات مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 30 أبريل 2023

(البحث النخبوي في معطيات المفهوم التداولي/ تأويل الزي في العرض المسرحي)

مجلة الفنون المسرحية 
(البحث النخبوي في معطيات المفهوم التداولي/
تأويل الزي في العرض المسرحي)

السبت، 15 مايو 2021

الديكور المسرحى أهم العناصر المرئية على خشبة المسرح / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية


 الديكور المسرحى  أهم العناصر المرئية على خشبة المسرح  



يعد الديكور المسرحى واحداً من أهم العناصر المرئية على خشبة المسرح إذ أن ذلك العنصر يقوم بتشكيل الموجودات على خشبة المسرح من أثاث أو مناظر أو ما إلى ذلك من كل عناصر التشكيل البصرى للكتل الموجودة على خشبة المسرح، فالديكور المسرحى فى ابسط تعريف له هو كيفية التشكيل والتوزيع للكتل على الخشبة المقام عليها العرض المسرحى وتلك الرؤية لذلك التوزيع لا تكون فى المطلق ولكن يتحكم فيها الحتمية الدرامية لوجود كتل بعينها.

       لذا نجد أن فن الديكور المسرحى فن قائم على أسس علمية ودراسات منهجية إذ يمثل عالم مستقل بذاته نابع من تعدد مجالات الفنون المشتركة  فى إنتاج العرض المسرحى  كما يرتبط عنصر الديكور المسرحى بشكل مباشر مع عنصر الإضاءة  وذلك لأن العنصران السابق ذكرهما  يكون على كاهلهما الجانب الأكبر من التشكيل البصرى للفراغ المسرحى على خشبة المسرح إلى جانب باقي العناصر البصرية الأخرى. و"يتطور المسرح وفقاً للتطور الذي يحصل في الحياة فظهورالسينوغرافيا وحضورها المهيمن في المسرح المعاصر لهو أمر طبيعي، من خلال تطوّر المسرح وتقدمه، ومن خلال استخداماتها مع حركة جسد الممثل، فحركة الديكور تؤدي بالضرورة إلى حركة الممثل، من خلال هذا يتضح أن المسرح هو عبارة عن لوحات متناغمة ومتدفقة تحقق اللغة البصرية لسياق العرض بكامله. فمن خلال السينوغرافيا وجسد الممثل، يتكّوّن الهدف والمعنى "
        "     1- تأصلت كلمة (ديكور) في القاموس المسرحي الشفاهي في العالم العربي، وهى كلمة فرنسية المصدر ولكنها لآتينية الأصلdecor. ومن الأفضل تعريبها لأن هناك أقساماً في بعض المعاهد الفنية للديكورات الداخلية، والديكورات المسرحية، ولأن كلمة (منظر) العربية متخمة بكثرة الدلالات الدرامية والمسرحية.والمقصود بالديكور المسرحي : القطع المصنوعة من أطر الخشب والقماش أو نحوهما، والمقامة في الغالب فوق المسرح لكي تعطي شكلاً لمنظر واقعي أو خيالي أو كلاهما معاً ، علي أن ترتبط إيحاءات هذا المنظر بمدلولات المسرحية المعروضة.ولهذا فإن الديكور المسرحي ليس فناً منفردا بذاته ولكنه فن يتعايش مسرحياً مع الفنون الأخري كالموسيقي والتصوير والإضاءة والتمثيل لخدمة النص المسرحي والمساعدة في تأدية مضامينه.

 2- ويعد الشاعر والأديب اليونانى "سوفوكليس" أول من أدخل المنظر المسرحي المرسوم إلي المسرح اليوناني. ولا شك أن الديكور المسرحى أن ذك لم يكن كالشكل المألوف لنا الآن ولكنه كان بسيطاً للغاية ويرمى إلى الإشارة  إلي مكانية  الأحداث فقط ولا علاقة له بالطقس الدرامي أو نفسية الشخصيات.

 3- أما المسرح الروماني فقد عرف ثلاثة أنواع للديكورات كانت ثابتة الشكل تقريباً:
أ- منظر شارع به منازل للمسرحيات المأسوية.
ب- منظر شارع به منازل خاصة للملاهي.
ج- منظر ريفي للهزليات.

  4- أما المنظر المسرحي في تمثيليات العصور الوسطي فكان يتمثل في جانب من الكنيسة.
 
5- أما التطور الحقيقي للديكور المسرحي كما نفهمه الآن، فقد حدث لأول مرة في إيطاليا في عصر النهضة فقد ظهر مصورون أكفاء عهد إليهم الأمراء الأيطاليون برسم مناظر خارجية من الناحية المنظورية ".

المصادر 
1. هاورد ، باميلا . ماهي السينوغرافيا ، ترجمة  : محمود كامل ، ( القاهرة : وزارة الثقافة  - مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ، 2004 ) . 
2 . كتاب "معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية"تأليف د.ابراهيم حمادة  -اصدار  دار المعارف،1985- القاهرة 

الخميس، 13 أبريل 2017

إضاءة على تكنولوجيا المسرح تقنيات نظام الإضاءة المسرحية / وجهة نظر

مجلة الفنون المسرحية

إضاءة على تكنولوجيا المسرح
تقنيات نظام الإضاءة المسرحية / وجهة نظر

م. ضياء عمايري

إنّ العمل على تأسيس منهج علمي لدراسة تكنولوجيا المسرح ومنها على سبيل المثال لا الحصر تقنيات نظام الإضاءة المسرحية لا بد أن يترك بصمته الإيجابية على الأعمال المسرحية في سوريا بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام ، فما تقدمه التكنولوجيا من تجهيزات تضيف الكثير من الأدوات التي تساعد كل من المخرج والمصمم والسينوغرافي إن جاز التعبير في إبراز القيمة الفنية للعرض المسرحي .
 ومن هنا كانت الخطوة الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عندما أحدث عام 2007-2008 م قسماً خاصاً باسم " التقنيات المسرحية " إضافة إلى الأقسام الرئيسة في المعهد العالي / التمثيل - قسم الدراسات المسرحية- قسم السينوغرافيا .
 وفي عام 2008-2009 م لم يفتح باب التسجيل ( المسابقة ) لهذا القسم لأسباب لسنا بصددها الآن ، لكن الجهود الحثيثة من قبل أصحاب وجهة النظر التي أدركت أهمية هذا القسم وما له من تأثير إيجابي على العروض المسرحية في المسارح والمراكز الثقافية ليس من الناحية الفنية فحسب وإنما من ناحية رفد هذه المسارح والمراكز بالكوادر المؤهلة أكاديمياً ، خاصة وأنّ وزارة الثقافة تفوم بتقديم وتركيب تجهيزات حديثة للإضاءة والصوت في صالات المراكز الثقافية في إطار دعم مشروع مسرح الطفل .
وفي هذا الإطار جاءت الخطوة الثانية في عام 2009-2010 م بإحداث قسم جديد تحت اسم "تكنولوجيا المسرح " يتضمن اختصاصين الأول تقنيات نظام الإضاءة المسرحية والثاني تقنيات نظام الصوت كمرحلة أولى .
وفي هذا المجال لا بد من التنويه للدور الكبير الذي قامت به الدكتورة حنان قصاب حسن عميد المعهد العالي للفنون المسرحية السابق ومدير عام الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون الحالي في إحداث هذا القسم وإشرافها المباشر ومتابعتها لأعمال لجنة المسابقة .
إنّ هذه الخطوة ضرورية لتأسيس وجهة نظر أكاديمية مختصة بتكنولوجيا المسرح لتتناغم مع التطور التكنولوجي الهائل الذي انعكس إيجاباً على جميع نواحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكان له الأثر الكبير على مجالات مختلفة في حياتنا بدءاً بالتلفزيون والسينما وليس انتهاء بالمسرح ، وبما أن الأخير هو ما نبتغيه من حديثنا وما نريد وضعه تحت المجهر سنجد أنّ عناصر هذا الفن المسرحي قد تطورت بشكل كبير وأصبحت التقنيات المستخدمة في المسارح من إضاءة وصوت وتكنيك خشبة وديكور ... أكثر تطوراً ومنهجيةً من الناحية العلمية وأكثر مرونة وجمالية من الناحية الفنية .
وللتقنيات المسرحية ومنها تقنيات نظام الإضاءة نصيب من هذا التطور التكنولوجي بدءاً من العصور الوسطى وحتى عصرنا الحديث .
في البداية تمّ استخدام الشمس كعنصر إضاءة في العروض المسرحية وتلا ذلك استخدام  المشاعل فالشموع ثم تطورت حيث استخدم المصباح الكربوني فالمصباح الكهربائي المتوهج ( القوس الكهربائي ) فالكشافات الصغيرة ... وحديثا تم استخدام مصادر إضاءة أكثر قوة ومتانة من جهة وأكثر دقة وتركيز وتحكم من جهة أخرى ، فظهرت أنواع مختلفة من مصادر الإضاءة حيث يمكن تصنيفها إلى ما يلي :
-   مصادر الإضاءة المسرحية الغامرة ( الفائضة ) : Flood Lights Instruments : مثل " البار "و " الستريب لايت " و " السيكلوراما " و "السكوب لايت " ... إلخ .
-   مصادر الإضاءة البقعية ( المركزة ) : Spot Lights Instruments : مثل " الفرينل " و" البروفايل " والـ " بي سي " ... إلخ .
-       مصادر إضاءة الليدات : Led lights Instruments .
-   مصادر الإضاءة الذكية :Intelligent Lights Instruments  : مثل " الموفينغ هيد " و " الموفينغ ووش " و" مغيرات اللون " و " أجهزة السكنر " ... إلخ .
كذلك تطور نظام الديمرات ( المخفتتات ) من استخدام الصممات الإلكترونية والتحكم التدريجي في شدة الإضاءة إلى المقاومات المتغيرة فالمحولات الأوتوماتيكية ... وأصبحت إشارة التحكم رقمية باستخدام برتوكول الاتصال DMX الرئيس في نظم الإضاءة المسرحية بدلاً من إشارة التحكم الأنالوغ .
وهكذا أصبح نظام التحكم بالإضاءة المسرحية يعتمد أكثر فأكثر على التكنولوجية الرقمية بعد أن كان العمل عليه يدوياً ، فلوحة التحكم ( كونسول الإضاءة / منصة التحكم ) بالإضاءة أصبحت عبارة عن حاسوب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، ليس هذا فحسب بل أصبحت مفاهيم الشبكة الحاسوبية والتجهيزات الخاصة بهذه الشبكة جزءاً لا يتجزأ من تجهيزات نظام الإضاءة المسرحية .
وعليه يمكن القول أنّ إيلاء اهتمام خاص بهذا العنوان تكنولوجيا المسرح / تقنيات الإضاءة المسرحية / من قبل جميع المهتمين في العمل المسرحي من باحثين وأساتذة ونقاد ومخرجين ومصممين سينعكس إيجاباً على كافة الفنون المسرحية ، وفي هذا الإطار يمكن طرح العديد من التساؤلات التي تتعلق بهذا العنصر الهام من عناصر الفن المسرحي :
-       ما هي أهمية الجانب المعرفي التقني التخصصي بنظام الإضاءة المسرحية ؟
-       ما هو تأثير هذا الجانب على مكونات العرض المسرحي ؟
-       ما هي العلاقة بين التقني العارف بنظام الإضاءة والمصمم ؟
-       ما هو عمل كل من التقني والمصمم في خدمة العمل المسرحي ؟
-       هل هناك إشكالية ما في العلاقة بينهما ؟
-       ما هو تأثير هذه الإشكالية " إن وجدت " على نجاح العرض المسرحي ؟
-       ما هي نقطة التلاقي بين التقني والمصمم وما هو الرابط بينهما ؟

أعتقد أنّ القيمة المعرفية بهذا الأنظمة / أنظمة تكنولوجيا المسرح / ومنها نظام الإضاءة المسرحية ونظام الصوت بشكل خاص من قبل التقني والعلاقة بين التقني والمصمم يمكن أن تخلق حالة إبداعية جديدة تجعل من النص المسرحي أكثر واقعية ومن الفضاء المسرحي أكثر جمالية .


الأربعاء، 12 أبريل 2017

الديكور المسرحي.. حين تشارك الأبواب والشبابيك في التمثيل

مجلة الفنون المسرحية

الديكور المسرحي.. حين تشارك الأبواب والشبابيك في التمثيل

“فن الديكور أصبح الآن يحمل معنى المسرحية، ويبلور فكرتها، ويعبر عن أحداثها، بعد أن كان مجرد ستائر مختلفة، الغرض منها تغطية كواليس المسرح”.. بهذه الكلمات عبر الدكتور لويز مليكة، في كتابه «الديكور المسرحي»، عن النظرة الحديثة، غير المسطحة، للأدوار التي تؤديها الأبواب والشبابيك والسلالم ومختلف قطع الأثاث، على خشبة المسرح، في ما بات يعرف في أدبياته الحديثة بـ “فن الديكور”.

رغم أن تاريخ المسرح يعود إلى عصر الفراعنة، ومن ثم المسرح الإغريقي والروماني مرورا بالمسرح في العصور الوسطى إلا أن الاهتمام بفن الديكور المسرحي برز في عصر النهضة حيث برزت أعمال “سيريليو” و”بلاديو”. ويعتبر أفراد عائلة “بيبينا” من واضعي أسس فن المناظر، وانتشرت أعمالهم في معظم دول أوروبا، كما اتضحت في القرن العشرين أهمية المناظر المسرحية كعنصر مهم في العرض المسرحي عندما قام قسطنطين ستانسلافسكي بتنفيذ الجدران الصلبة بدلاً من الستائر المشدودة.

 في حين بدأ الالتفات إلى أهمية هذا الفن في مصر في النصف الثاني من القرن العشرين مع تأسيس الدكتور سعيد خطاب لقسم الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج منه عدد كبير من رواد فن الديكور المسرحي، ممن حققوا طفرة هائلة في هذا الفن، وشاركوا في معارض عالمية للتصميمات المسرحية، ونجحوا في ضم تصميماتهم إلى موسوعة السينوغرافيا العالمية.


“الديكور”.. ممثلاً


من أدوار الديكور الأساسية مساعدة الجمهور على فهم العمل المسرحي من خلال التعريف بزمان ومكان المسرحية والتعبير عن روح العناصر البارزة في النص من خلال الصورة واللون، والتعبير كذلك عن خصائص المسرحية المميزة، فلا بد من أن يكون لقطع الديكور دور في الدراما عند توزيع الأدوار في النص المسرحي، كما يقول دكتور سمير أحمد، أحد رواد فن الديكور المسرحي في مصر والأستاذ بقسم الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية، متابعا: “الديكور ليس مجرد صورة أو مكان يتحرك فيه الممثلون، فالديكور له دور مهم جدا في إعطاء رأي في الدراما وليس مجرد أبواب وشبابيك وشوارع، كما أنه له دور تنويري في النص فلا بد أن يفهم المشاهد أن كل قطعة ديكور لها مدلول”.

يعطي دكتور “سمير” مثالا: “إذا كان في النص شخصية تجلس على مكتب ويريد مصمم الديكور أن يوحي للمشاهد بأهميتها، فيمكنه أن يصمم باب الدخول إلى هذا المكتب قصيرا بحيث يضطر كل من يدلف من خلاله إلى الانحناء حتى يستطيع المرور، وقد يتساءل المشاهدون: لماذا فعل مصمم الديكور ذلك؟ ألم يكن من الممكن أن يصمم الباب أعلى قليلا؟ لكن المغزى المراد توصيله هنا أنه لا أحد يدخل بصدره إلى هذه الشخصية المهمة، فالكل ينحني على عتبته دلالة على القوة والسيطرة”.

ويستكمل أحمد حديثه: “بهذه الطريقة يمكن للمشاهد أن يقرأ العديد من الرسائل التي يقدمها له مصمم الديكور، وهذه هي الطريقة التي يجب أن يفكر بها مصمم الديكور، وكيف يوظف كل قطعة بحيث تحمل معنى وإشارة وتساهم في الدراما، فلا يتم اختيار أسماء المحلات في الشوارع بشكل عبثي أو الكتابات الموجودة على الجدران، أو ساعات الحائط أو حتى ألوان الديكور فكل شيء له هدف محدد”.

عن كيفية تنفيذ ذلك، يوضح الدكتور لويز مليكة أن المصمم يقوم في البداية بالقراءة الجيدة والمتمعنة للنص المسرحي، وأن يقرأ المسرحية مرات عديدة حتى تنطبع تأثيراتها في نفسه تماما ويستشعر ألوانها ويتحسس خطوطها فتندمج روحه مع روح التمثيلية، وبذلك يضفي على براعة التأليف روعة التصميم”.

وبالمثل يؤكد الدكتور “سمير أحمد”، الذي أشار إلى أن المرحلة التالية على القراءة تكون الجلوس مع مخرج العرض للاتفاق على الرسالة المراد توصيلها وتوحيد الرؤى حتى لا يلتبس الأمر على المشاهدين، متابعا: “المسرح ليس عمل فرد واحد، فالمخرج لا يعمل بمفرده ولكن يعمل معه مصمم الديكور والإضاءة والممثلون فهو ليس قائم على ديكتاتورية الفرد كما هو شائع، ولا ينتهي دور مصمم الديكور بانتهائه من رسم التصميمات والإشراف على تنفيذها، ولكنه يستكمل دوره خلال البروفات مع المخرج في شرح أهمية كل قطعة ديكور وكيف سيتحرك خلالها الممثلون، فإن كان هناك درجات سلالم على خشبة المسرح، على سبيل المثال، يكون لوقوف الممثل على أول درجة معنى مختلف تماما لوقوفه على أعلى درجة، فالصعود هنا قد يوحي بالانتصار أو قد تكون درجات السلالم إشارة للتفاوت بين الطبقات”.



رواد الديكور المسرحي في مصر

ظلت النظرة للديكور المسرحي “سطحية” و”ساذجة” حتى جاء الدكتور سعيد خطاب في النصف الثاني من القرن العشرين وأسس قسم الديكور المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليتخرج فيه أعلام كبار باتوا من كبار المصممين. يتحدث الدكتور إسلام النجدي، الرئيس الحالي لقسم الديكور المسرحي بالمعهد، عن الرواد الذين تخرجوا في هذا القسم العريق قائلا: “حدثت طفرة هائلة في فترة الستينيات في الديكور بشكل خاص والفن بشكل عام، على يد عدد من رواد فن الديكور المسرحي؛ وعلى رأسهم صلاح عبد الكريم وعمر النجدي، وسكينة محمد علي، وأحمد إبراهيم، وصالح رضا، وسمير أحمد، وعبد الفتاح البيلي، وآخرين، ممن تشربوا أصول هذا الفن وعلومه خلال دراستهم بالمعهد”.

وكما يؤكد “النجدي” فلا يمكن لمصمم الديكور أن يعتمد على الموهبة فقط أو الخبرة المكتسبة من الممارسة، لكن لا بد أن يكون علاوة على ذلك ملما بعدد من العلوم المهمة، وعلى رأسها العمارة والتصوير والإضاءة والإكسسوارات والملابس والمؤثرات الصوتية والبصرية. كما يتعرف على تاريخ المسرح وعصوره المختلفة بداية من العصر الفرعوني ثم الإغريقي والروماني والعصور الوسطى وعصر النهضة وأخيرا العصر الحديث، وما تميز به كل عصر من أزياء وطرز وزخارف معمارية، ويتعرف على مذاهب فن الديكور المسرحي المتعددة القديمة والحديثة، بحيث يتم تأهيله لتصميم الديكور المناسب لأي حقبة تاريخية وأي نص مسرحي.

وتقول ندى طارق، الطالبة بقسم الديكور بأكاديمية الفنون المسرحية، أنهم منذ دراستهم بالكلية يتعاملون مع الأساتذة باعتبارهم مخرجين في حين يعاملهم الأساتذة كمصممين ديكور خلال عملهم على المشاريع المختلفة في كل فصل دراسي، وتشرح كيف يتعاملون مع النص قبل البدأ في تصميم الديكور له: “نقرأ النص ثم نحدد الحقبة التاريخية التي تدور فيها الأحداث، ومَن مؤلفه وما هي أعماله الأخرى، والمذهب الذي اتبعه، ومن سيقوم بكل دور ويتم تفريغ ذلك بشكل مرئي، لعمل سينوغرافيا كاملة للعمل، ونضع أفكار الديكور التي تساهم في توصيل الفكرة الدرامية التي يقوم عليها وبعد موافقة المخرج (الدكتور المشرف) عليها نبدأ في التنفيذ، ونستخدم الخامات البسيطة مثل الفوم والخشب وقد يستغرق منا العمل على الديكور يومين أو شهر كامل حسب النص”.

تضرب ندى مثالا: “إذا كان النص يدور في العصر اليوناني، نبحث عن الطراز المعماري في تلك الفترة وشكل الأعمدة وتصميم الأزياء، أما فيما يتعلق بالوظيفة الدرامية للديكور، فعلى سبيل المثال في عملنا على مسرحية «أنتيجون» في مشهد وفاتها داخل الكهف حيث يتم دفنها حية، كسرنا العامود إلى أحجار ليعطي دلالة على كسر الهيبة والسقوط”.

المشاهد العادي.. ورسائل الديكور

يقول فنان الديكور المهندس حازم شبل، إنه ليس مطلوبا من الجمهور أن يجتهد لحل ألغاز، والمسرح بالأساس فن تعبير وتوصيل وبالتالي فالديكور أحد عناصر العرض المسرحي التي تساهم في التعبير الحي لتجسيد المسرحية، فالديكور يشارك في التمثيل ويكون له دور معين أو يهدف لتوصيل حالة نفسية معينة.

يتابع شبل: “الديكور” كلمة فرنسية وتعني “زخرفة”، فقديما كان الديكور مجرد خلفية خلف الممثلين توضح الحدث فقط حتى تطور الموضوع أكثر وأصبح يميل إلى التجريد وتم تغيير شكل الصورة المسرحية، ولكنه حاليا يميل أكثر إلى التعبير عن الحالة التي تحدث على المسرح”، ويعطي مثالا على ذلك: “إن كان في النص المسرحي فتاتان إحداهما عنيفة وكئيبة والأخرى رقيقة ومقبلة على الحياة.. حين أصمم ديكورا لغرفة كلٍ منهما، في حالة الأولى سأجعل ظهر السرير زواية حادة وفيه أسهم وألوانه قاتمة، وفي الحالة الثانية سأختار له لون روز هادئ، وليس مطلوبا كما قلت من المشاهد أن يحل لغز كل تصميم، ولكنه يؤدي هدفه من خلال توصيل إحساس معين للمشارك، يشارك بقية العناصر مثل الموسيقى التصويرية في السينما فهي تساعد على رفع قيم التعبير.

ويضيف شبلأن هناك أبعاد مختلفة في المشاهدة، فهناك المتفرج البسيط الذي يدرك البعد الأول المباشر والمتفرج الأكثر وعيا ودراسة الذي يدرك أبعاداً أخرى ومن الممكن أن يضيف معان لم يلتفت إليها من نفذوا العمل، وليس معنى ذلك أن المشاهد البسيط لن يستمتع فربما يكون الأكثر استمتاعا”

لا يؤدي الديكور نفس الوظيفة في كل عرض كما يقول “شبل”: “هناك مسرحيات يستخدم فيها رموز وتميل للغموض وهناك مسرحيات استعراضية المطلوب فيها من الديكور أن يريح العين، وكل عرض يتم تصميم ديكوراته وتحديد دورها حسب رؤية كل مخرج ومكان عرضها وتوقيته، وهناك مسرحيات لا تحتاج إلى الديكور مثل عرض “1980 وأنت طالع” فالديكور فيها لم يكن له دور والبطل كان النص المسرحي والأداء الحركي. ولا يتم تهميش دور الديكور في بعض المسرحيات بسبب ضعف الإمكانيات المادية فقط، فمن الممكن أن يكون هناك عرض مخصص له ميزانية ضخمة لكن يختار المخرج أن يكون الديكور مجرد حبل يتدلى من السقف أو يختار أبسط ديكور ممكن”.

ويتحدث عن آخر عرض مسرحي قام بتصميم ديكوراته وهو “هاملت مليون” من إخراج خالد جلال عن “هاملت” لشكسبير، وتدور قصته عن برنامج مسابقات للمخرجين يشارك فيه 10 يتسابقون على إخراج مشاهد من هاملت برؤى مختلفة ويفوز بالمليون دولار صاحب أحسن إخراج وهي جائزة البرنامج، يقول “شبل”: “احتاج هذا العرض إلى ديكورات كثيرة، لمشاهد تدور في أماكن وبلدان مختلفة، وصممت سور قلعة الجميع محبوس بداخله، والمقصود هنا توصيل الإحساس الذي يشعر به متسابقو هذه النوعية من البرامج الذين تحاوطهم الأسوار العالية، فعليهم ألا يغادروا المكان وهم مقيدون بشروط جزائية إضافهم لقلقهم وتوترهم بسبب رغبتهم في الفوز”.

المسارح في مصر يُرثى لها

يتحدث فنان الديكور حازم شبل، ومؤسس المركز المصري للسينوغرافيا عن الكوارث التي تحدث بسبب التصميم الفني الخاطئ للمسارح المصرية، رغم ما تتكلفه من ملايين الجنيهات، قائلا: يتم صرف ملايين ولكن يتم الاعتماد على فنيين ومهندسين ليسوا على علم ولا دراية ولا رؤى بأشكال المسارح وتجهيزاتها المطلوبة، وهو ما يعيق عملنا، وللأسف لدينا مشاكل كثيرة في المسارح تجعلنا متخلفين مسرحيا بالنسبة لما يفترض أن تكون مصر عليه، ولكن حدث للمسرح انهيار شديد بسبب السلطة الإدارية والفنية والتفسخ الذي حدث وتعيين أشخاص بالصدف في أماكن لا تستحقها، ويكفي أن نعرف أن هناك 13 تغييرا وزاريا حدث في وزارة الثقافة منذ ثورة يناير تم خلالها تغيير 7 وزراء!

ويحذر “شبل”، ختاما، من أن المسارح أحوالها يُرثى لها، بالرغم من أن لدينا فنانين جيدين جدا لكن لدينا كذلك تخلف شديد في التقنيات والإدارة وسوء الإنتاج.

إطار:

المركز المصري للسينوغرافيا

يعمل فنانو الديكور والسينوغرافيا في مصر على الارتقاء بفنهم وتوصيله إلى العالم، ومن أجل ذلك تم تأسيس المركز المصري للسينوغرافيا، بعد جهود حثيثة استمرت لسنوات طويلة من أجل وضع مصر على الخريطة الدولية للسينوغرافيين، ويشارك به أكثر من أربعين مصمماً للديكور والملابس والإضاءة المسرحية من أجيال مختلفة؛ من أبرزهم: سكينة محمد علي، نهى برادة، زوسر مرزوق، نهاد بهجت، عبد المنعم علواني، حسين العزب، إبراهيم المطيلي، صلاح حافظ، عبد الناصر الجميل، عبد المنعم مبارك، محمود حجاج، محمود سامي، محمد سعد، هبة عبد الحميد، محمود حنفي.

يتحدث فنان الديكور حازم شبل ومؤسس المركز، عن الإنجازات التي حققها والتي يسعى إليها في المستقبل، قائلا: “الإنجاز الأكبر كان انضمام المركز إلى عضوية الهيئة العالمية للسينوغرافيا ومعماريين وتقنيين المسرح في سبتمبر 2013، وهو بذلك أول مركز عربي وأفريقي مشارك بالهيئة العالمية مع مراكز من أكثر من خمسين دولة”، مشيرا إلى أنه ينتمي لعضويتها الفردية منذ 2004 لكنه عمل جاهدا من أجل تحويلها لعضوية دولية لتعم الفائدة على الجميع وخاصة اﻷجيال القادمة التي تجيد لغات الاتصال مع الآخرين”.

موضحا أن هذه العضوية تمثل إضافة لكل المسرحيين وخاصة شباب السينوغرافيين، ومن الإنجازات الأخرى التي حققها المركز تنظيم المعرض الأول لمصممي (سينوغرافيا المسرح المصريين)، بمركز الهناجر للفنون في مايو 2012، وتم خلاله عقد لقاءات وعروض مع أعضاء مجلس إدارة الهيئة الدولية لسينوغرافي ومعماريي وتقنيي المسرح من تايوان وبلجيكا والسويد والتشيك وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية، قاموا خلاله بالتعريف بنشاط الهيئة العالمية ومشاريعها، كما عقدوا لأول مرة اجتماعهم النصف سنوي في القاهرة بالتزامن مع المعرض، كما تم تنظيم معرض ثان في أغسطس 2014 في الهناجر.

على الرغم من الإنجازات فإنه أشار إلى الصعوبات التي يواجهها لتفعيل أعماله، وإلى طموحهم بعمل مشروع قومي ضخم لأرشفة جميع مواصفات المسارح المصرية سواء التابعة للدولة أو الخاصة ورصدها في موسوعة، وأوضح أن الهدف من ذلك هو الاستعانة بها في أي مهرجان مسرحي في مصر وكذلك توفير المسرح المناسب لمواصفات كل عرض، مطالبا وزارة الثقافة بتقديم الدعم المادي لهم وتوفير مقر لبدء العمل.

تصميمات مصرية في موسوعة السينوغرافيا العالمية

علاوة على المعارض المحلية والعالمية نجح عدد من المصممين المصريين في ضم تصميماتهم إلى موسوعة عن السينوغرافيا العالمية، التي تصدرها المنظمة الدولية لمصممي السينوغرافيا ومعماريي وتقنيي المسرح، فالسلسلة الأولى التي صدرت عام 2012 والتي تناولت التصميمات المسرحية فى الفترة من 1975 إلى 1990 تضمنت تصميمين للمصممة المسرحية الكبيرة الأستاذة سكينة محمد علي، وفي السلسلة الثانية التي تتناول أهم تصاميم الديكور والاضاءة والملابس التي تم إعدادها في سنوات البحث من 1990 إلى 2005. كان هناك تصاميم لأربعة من الفنانين المصريين هم: الدكتور نبيل الحلوجي (عن عرض الأم شجاعة) وحازم شبل (عرضي سر المعبد، العاصفة) ومحمد الغرباوي (عن الليلة الكبيرة) ومحمود حجاج (عرض أوبرا عايدة).

“شبل” أعرب عن أمله في أن تضم السلسلة الثالثة من الموسوعة التي ستتناول الفترة من 2005 إلى 2015 المزيد من المصممين مصريين والعرب. وتعد هذه الموسوعة توثيق لتصاميم الديكور والملابس والإضاءة المسرحية البارزة والمؤثرة حول العالم، بشرط أن تكون هذه التصاميم لمسرح يقدمه مؤدون أحياء أمام جمهور حي في الوقت الحقيقي والمكان نفسه، وأن تكون التصاميم قد تم إجراء تدريبات عليها، ويمكن إعادة عرضها مرة أخرى.

المشاركة الأولى لمصر في معرض كوادرينالي براج

في الفترة القادمة تستعد مصر لتشارك للمرة الأولى في الجناح العربي بكوادرينالي براج الدولي للتصميمات المسرحية، الذي يعد أهم وأشهر معرض لتصميمات المسرحية في العالم والذي يقام كل أربع سنوات في مدينة براج عاصمة جمهورية التشيك، ومن المنتظر إقامة المعرض في الفترة من 18 إلى 28 يونيو،تحت رعايةوزارة الثقافة المصرية وقطاع العلاقات الثقافية والهيئة العربية للمسرح و التي سوف تتكفل بطبع اللوحات و سفرها الي براج.

تشارك مصر بجناحين الأول للمحترفين، يشاركون فيه بتصميماتهم التي نفذت مسرحيا في آخر 5 سنوات وهم: عمرو عبد الله وصلاح حافظ ودكتور محمد سعد ونعيمة عجمي وحازم شبل ومحمد جابر وعمرو الأشرف ومروة عودة وعمر المعتز بالله، والجناح الآخر لطلبة كليات الفنون الجميلة بالقاهرة والإسكندرية وحلوان ومركز الإبداع الفني بالقاهرة.










--------------------------------------------------
المصدر : http://territorycrossings.com

الثلاثاء، 11 أبريل 2017

الموسيقى وأهميتها فى المسرح

مجلة الفنون المسرحية

الموسيقى وأهميتها فى المسرح

محسن النصار 

          تعد اللغة الموسيقية واحده من أهم اللغات الفنية المجردة، فإذا كانت الكلمات والجمل المنطوقة والمكتوبة لها دلالاتها الواضحة التي يدركها ويفهمها الإنسان ويستوعبها العقل بشكل مباشر ويعي ما تعنيه ، فإن العبارات والجمل الموسيقية هي لغة الأحاسيس والمشاعر الإنسانية لذا أطلق على الموسيقى بأنها   " غذاء الروح" وذلك لان تلك اللغة المجردة تخاطب المشاعر والوجدان الذي يغذى الروح."وهذا التأثير الأخلاقي يجعل المشاعر الإنسانية أكثر نبلاً . وفي المسرح تساعد الموسيقى على إيصال الأفكار إلى المتفرجين . بمساعدة اللغة التعبيرية والفعل الفيزيقي . وما تنتجهُ هذه العملية من تأثيرات حسية ونفسية في إضفاء الجو الروحي العام للعرض المسرحي وهما معاً "الموسيقى واللغة التعبيرية للجسد" يحددان إيقاع المشهد . وبالتالي من إيقاعات المشهد يتحدد إيقاع المسرحية ككل
  " الموسيقى  لغة علينا أن نفهمها كي نعرف كيف نوظفها بشكلها السليم ولا ضير إذا استخدمنا الموسيقى بدلا من ديالوج حواري أو حتى مشهد "لان الموسيقى هي لغة يمكن لجمهور إن يتلقاها إذا ما استخدمت استخداما صحيحاً ".
   " دور الموسيقى في المسرح في كونها " تساعد المخرج في دعم الصورة الإيقاعية للعرض التي ستعطي فيما بعد قدرة المحاكاة الحقيقية أو الصدى الحقيقي للموسيقى الداخلية للعرض المسرحي " . أنها الجو الذي يعتنق ذلك النضوج الداخلي ، كفكر غير منظور يسري كالعدوى ليستقر في الروح فيستمر لينمو ويولد المعرفة في القلب .
 الموسيقى في المسرح تبدأ في الكلام ، وتستمر في الحركة وفي الإيقاع وفي ميلودي الصوت .مثلها في ذلك مثل نشأتها ، وتعامل الانسان معها ، وبالأخص الفنان الاول والانسان الاول الذي حاكى الطبيعة وتعلم منها ، واراد التعامل معها بمختلف الوسائل الصوتية والحركية والتشكيلية . فاستثمر جمالها بالرسم والنحت والشعر والغناء والموسيقى ، وحاكى تضاريسها من جبال ووديان وانهار وحيوانات واصوات الذي ذكرناه جميعا . ومنها وبها شكلت الموسيقى المحتوى الحقيقي للرؤيا المسرحية و"العرض المسرحي لا يمكن أن يكون عرضا إيقاعيا إذا لم يكن موسيقيا  . من خلال الكلام ، الحركة ، الإيقاع ، ميلودي الصوت ، اللون ، الصمت ، السكون ، الظلام .. إلى غير ذلك . لأن العرض بدونها سيكون سيئا .

        ففن الموسيقى يعلمنا كيف أن تغيرا طفيفا في الإيقاع سينتج زيفا . ان الشكل في الموسيقى يعلمنا الحرفة ، والمضمون فيها يعلمنا الإحساس والشعور بها روحيا . ومن كلاهما نسمع ذلك اليومي الذي نطلق عليه {الجو العام} أو {المواطنة في الفن} كما يسميها توفستونوكوف الذي يقول "إذا تصورنا أن الفن المسرحي هو أوركسترا سمفونية ، فأن الموسيقى هي آلة من الآلات العرض المسرحي  . وعليه يجب ان ترتبط الموسيقى مع جميع الأدوات المعروفة للعرض من اجل التكامل الفني في العرض المسرحي . وهو يعني أيضا ، أن الموسيقى في المسرح هي جزء من الكل لا يمكن أن تجلب الاستحسان بمعزل عن بقية العناصر المسرحية ، وان انسجام الأداء مع الموسيقى أمر ضروري . وعندما يتوجب وجود الموسيقى في المسرحية فعلينا أن نجد لها المكان الملائم كما يرى ذلك مايرخولد . مما تقدم يتأكد أن الموسيقى واحدة من الوسائل المهمة في المسرح هذا الفن متعدد الجوانب .


        إننا نعيش في الطبيعة ونحن محاطون بالأصوات المختلفة ، القبيح منها والجميل وبما أن المسرح هو محاكاة الطبيعة ، إذن لابد لتلك الأصوات أن تصاحب أحداثه ، وترافق حواراته ، وحسه الموسيقي " تساعد الممثل على إظهار المعنى الباطني الاجتماعي ، والأساس تجمل علاقات الحدث المسرحي  . إذن هل يعني ذلك أن للموسيقى تأثيرا أخلاقيا وروحيا على حياتنا ؟ وهل تجعل من مشاعرنا اكثر نبلا ؟؟؟ . يقول ألن دانيلو :"أن الموسيقى تعد وسيلة لفهم عمل أفكارنا إضافة إلى إحساساتنا العاطفية . كنوع من الترابط بين الرقم والفكروهذا التأثير
الأخلاقي يجعل المشاعر الإنسانية أكثر نبلاً .

        وفي المسرح تساعد الموسيقى على إيصال الأفكار إلى المتفرجين . بمساعدة اللغة التعبيرية والفعل الفيزيقي . وما تنتجهُ هذه العملية من تأثيرات حسية ونفسية في إضفاء الجو الروحي العام للعرض المسرحي وهما معاً "الموسيقى واللغة التعبيرية للجسد" يحددان إيقاع المشهد . وبالتالي من إيقاعات المشهد يتحدد إيقاع المسرحية ككل  وما أكد أيضاً يوري زافادسكي هو تحديد مكانة المؤلف الموسيقي ضمن المجموعة المسرحية بكونه يساعد المخرج في دعم الصورة الإيقاعية للعرض مما يتيح إمكان المحاكاة الحقيقية للموسيقى الداخلية . ذلك لأن الموسيقى تعلمنا الشعور بما هو يومي وحياتي في مسرحنا . وهو ما نسميه الجو العام للعرض المسرحي . لأنها – كما قلنا تمتلك الأهمية الأساسية في خلق الجو المطلوب للعرض المسرحي . والذي من خلالهُ تصبح التجربة الروحية واقعاً ملموساً . وكما إن الأفكار والأهداف العامة والرئيسة محددة في المسرحية . كذلك فإن التأليف الموسيقي يجب أن يتم في ضوء تلك الأهداف والأفكار ويجب أن يكون التأليف الموسيقي متماسكاً مع مكونات العرض المسرحي وصولاً إلى التكامل الفني المطلوب للعرض المسرحي ككل . إلى الذي نستطيع معه أن نميز تلك الموسيقى المؤلفة خصيصاً للمسرحية حتى إن تم سماعها بمعزل عن مشاهدة العرض ، وانطلاقاً من ذلك التحديد نستطيع القول إن الموسيقى التي يتم تأليفها لمسرحية ما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصلح لمسرحية أخرى حتى لو إتفقت معها في النوع ، وتقاربت في الأهداف العامة ، وفي الأفكار . وإنه في حالة إستخدامها سنشعر بالفارق ولو كان بسيطاً . وعليه فإن الشكل الموسيقي للعرض المسرحي يأخذ الحيز الكبير الأخير في عمل عدد من المخرجين حين يحددا الوحدة الأسلوبية والفنية للعرض .
        وعلى العموم فأن الموسيقى التي يتم وضعها للدراما المسرحية لا تتم إعتباطاً ، لسد نقص في الإخراج ، أي للإفراغ في المسرحية بل على العكس من ذلك أن الموسيقى تشكل جزء اً هاماً وأكيداً وفاعلاً تماماً في أهميتها كالممثل والإضاءة والديكور . وغيرها من المستلزمات الهامة في تكوين العرض المسرحي . أن الموسيقى تعني خللاً كبيراً يؤثر على العرض المسرحي إذا أسيء استعمالها في العرض والعكس صحيح الموسيقى تعني كياناً كاملاً من الأحاسيس والمعاني تساعد في توصيل الأفكار والمعاني إلى المشاهد أو أنها تفك رموز ما كان غامضاً من تلك المعاني و الأفكار فأن كل آلة فيها يمكن أن تمثل شخصية من شخصيات المسرحية فالموسيقى بالأساس وجهة نظر مهمة . لشخصية في المسرحية ومجموعة أشخاص تعبر عن ما في داخلهم من وجهة نظر أي أنها تفكير الشخصية بصوت مرتفع ، يمكن للجمهور إدراكه وفهمه . 
إذن نخلص إلى القول " أن الموسيقى في أهميتها تكمل العرض المسرحي ، وعليه يجب أن ترتبط الموسيقى مع جميع الأدوات المعروفة للعرض من أجل التكامل الفني في العرض المسرحي ".
        " الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية قديمان قدم المسرح، فنشأت من أصوات حفيف الأشجار وأصوات قرع الطبول والأجراس البدائية التي كانت ترافق الإنسان في الصيد والحروب والنزالات والطقوس الدينية إلى الصوت والموسيقى المصاحبة للعرض المسرحي الحديث. وغالباً ما يعدّ الصوت والموسيقي جزءين متممين للعمل المسرحي الناجح ".

        " أن الموسيقي المسرحية تزامنت بداياتها مع بدايات المسرح نفسه، فالإنسان عرف فن الموسيقى منذ قديم الزمان، وكان من البديهي أن يستخدمه عاملاً مساعداً في الفن المسرحي. وكل من قرأ شكسبير لا بد أن يدرك أهمية الصوت والموسيقي في المسرح الإليزابيثي، ولوحظ مما دوّن من مذكرات عن الصوت أنها تكّون نسبة كبيرة من التوجيهات المسرحية، بينما نجد مثلا "موسيقى ناعمة"، "موسيقى جدية وغريبة"، "أبواق من الداخل"، "نداءات السلاح"، "طبول وأبواق"، "عاصفة ورعد"، وهكذا.

        وقد بلغ استعمال الموسيقي والمؤثرات حد الدقة في حالة الميلودراما وكما يفرض الاسم على هذا النوع من المسرحيات أن يعتمد اعتماداً كبيراً على الموسيقي بعنصر مهيأ للجو خاصة في مشاهد الحب واستدرار الشفقة أو الصراع العنيف لمواقف الشر. والواقع أنه لم يحدث أي تغير جوهري بالنسبة للمؤثرات الصوتية والموسيقي التصويرية منذ عهد شكسبير حتى القرن العشرين الميلادي". 

        "  وعلى المخرج الذي يريد استخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية في عمله المسرحي عليه أن يحسن اختيار الموسيقى التي تجذب الجمهور وان لايبالغ في استخدامها. إذا على المخرج إن يكون ذواقاً في عملية اختيار وتصميم الموسيقى لان مفتاح نجاح العمل بيده وان يكون فكرة (للدراماتورج) أثناء التأليف الموسيقي من خلال تصميم مجموعة من المعزوفات المختلفة التي تجمعها وحدة موضوع وهي فكرة العمل المسرحي وعليه أن يميز بين استخدام الموسيقى في المشاهد وان يستطيع أن يكون دراما موسيقية متكاملة كأن تكون صراعاً بين الخير والشر أو الحياة والموت أو الحزن والفرح وغيرها.

         وعليه أن يجعل جميع الموسيقى التي يستخدمها في عمله المسرحي مرافقة لحركات ورقصات درامية وان لا تكون مجرد موسيقى لملء الفراغ مما يسبب مللا لدى المتلقي من تكرار الموسيقى أو طولها غير المبرر. ومن أهم الفنون المسرحية التي تعتمد على الموسيقى في عرضها هي (الاوبريت ومسرح العرائس والأوبرا والباليه والبانتو مايم "المسرح الصامت "والدراما دانس (الرقص الدرامي)" ".
        
        " ان نجاح استخدام الموسيقى في العروض ينجم من درايتين وهما الدراية بفن المسرح والدراية بفن الموسيقى. وحين يتوفران عند المخرج بوصفه قائد العرض من شأنهما ان يعيناه في التقاط الدور التوظيفي للموسيقى.لدينا من الموسيقى نوعان: موسيقى آلية “اي خالية من الكلام” والموسيقي الغنائية ــ شعر، لحن، اداء، ايقاع، موسيقى مرافقة وهي غالبا ما تكون ثانوية.الموسيقة الالية، منها السمفونية، الكونشرتو، السوناتا، الافتتاحية، التقاسيم، ويعد استخدام هذه القوالب من اسوأ انواع الاستخدام في العملية المسرحية، فهذي القوالب تسير على وفق نظام خاص في التأليف الموسيقي، فضلا عن موضوعها المستقل الذي صمم له المؤلف جملا موسيقية مركبة تركيبا مقصودا يحاول فيه المؤلف رسم علامات يستدل منها المتلقي لفهم الموضوع، وغالبا ما يستقي المؤلف الموسيقي موضوعاته من الاساطير او الشخصيات المشهورة او قصائد شعرية او من الادب العالمي او بصورة معركة مشهورة وهكذا لا تجد موسيقى خالية من موضوع يخصها. اذن فعملية اشراك موسيقى من هذا النوع يشتت كلا الموضوعين موضوع الموسيقى وموضوع المسرحية
        وهذا الحال ينسحب على الكونشرتو في حالة استخدامها في العروض فالكونشرتو مؤلفة موسيقية آلية تتحاور فيها آلة واحدة مع مجموعة آلات فتارة يهدأان واخرى ينفجران على شكل سرد حواري درامي يعتمد موضوعا معينا، فمخاطر اشراكه في العرض اكثر من غيره.وكأن هذه السطور تتضمن دعوة للعمل الجاد على انتاج ثقافي جديد اسمه مصمم موسيقى العرض اي ذلك الموسيقي الذي يعرف متطلبات العرض اي الذي لا يحاكي الاحداث فيصاحبها، بل ان يتخذ تلك الاحداث او الحدث المعين لاستثارة خياله كي ينجز موسيقى تشترك في بث رسالة العرض. وهذا ما يحتاجه الواقع المسرحي فعلا ".
و" الموسيقى لغة وتلك اللغة لابد وان يكون لها منظومة من القواعد والتراكيب التي تحددها فكما توجد قواعد نحويه للغة العربية يوجد للموسيقى لغة بنائية متمثلة فى القوالب والصيغ الموسيقية التى يعتمد عليها المؤلف الموسيقى فى كتابة مقطوعته الموسيقية. ولكى يستطيع المؤلف ان يخرج المقطوعة الموسيقية المؤلفة الى حيز الوجود لابد وان يختار القالب او الفورم الذى يتناسب وما الفه من موسيقى، ونجد انه هناك العديد من الصيغ والقوالب الموسيقية التى يمكن للمؤلف ان يصول ويجول فى قوالبها بما يترائى له من افكار     
 موسيقية "
  
المصادر
1- ألن دنيور : القيم الروحية والأخلاقية في الموسيقى ، ت:محمد جواد داود ، مجلة القيثارة ، وزارة الإعلام 1989،

2-  كتاب "المدخل الي الفنون المسرحية "تأليف فرانك م.هوايتنج ،القاهرة، دار المعرفة للنشر،1970
3- كتاب "تحليل القوالب الموسيقية "تأليف فيكتور باينكو  ترجمة  عماد حموش، دمشق، منشورات وزارة الثقافة،1998

الإضاءة المسرحية .. ذاكرة لا تنام

مجلة الفنون المسرحية


الإضاءة المسرحية .. ذاكرة لا تنام


ماهر هربش: لماذا نضع هذا اللون؟ لماذا نختار هذه الزاوية كمصدرٍ للضوء؟.. وهكذا ومن دون قصد ربطت دراستي للدراما بالضوء.

على خشبة المسرح الدائري، في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، لطالما وقف فنان الإضاءة ماهر هربش يدرس كلّ زواياها، ليرسم بتصميماته فضاءات مضيئة تلائم بأبعادها وألوانها ما تمّ تقديمه من مسرحيات لأسماء برزت في المسرح السوري في الآونة الأخيرة، حتى بات واحداً من أشهر مصممي الإضاءة المسرحية في سوريا، ولعله الوحيد الذي درسها دراسةً أكاديمية إلى جانب دراسته للدراما المسرحية.

من خلال مسيرته المهنية كمصمم إضاءة ورئيس قسم التقنيات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، أثبت ماهر هربش أن الإضاءة المسرحية فن بحدّ ذاته، يمكنها أن تقول ما لا يستطيع الممثل قوله على الخشبة. فقد أبدع بابتكاره رؤية ضوئية تساوت مع الحركة والكلمة في مسرحيات درامية وأخرى راقصة، وحتى في افتتاح مهرجانات المسرح والسينما وغيرها، وأصبح للظلمة على خشبته وقعٌ دراميّ يعبّر عن مشهدٍ ما، يجسّد حدثاً ما.

إلا أنه يؤكّد: "في رأيي، لا يمكن لأي عنصر في العمل المسرحي أن يكون بطلاً. فالمسرح هو عمل جماعي، تعمل عناصره مع بعضها البعض في تفاعل هارموني، ليصبح العرض هو ذاته البطل".

• دراسة أكاديمية

نبدأ الحديث عن ماهر هربش منذ أن كان طالباً يدرس في قسم النقد المسرحي في المعهد، عندما عمل كمنفذ إضاءة في إحدى العروض المسرحية، وبعد ما أنهى دراسته في السنة الرابعة، توجّه بناءً على معدله، إلى فرنسا حاصلاً على منحة دراسية في اختصاص الإضاءة المسرحية لمدة سنة، ركّزت على تعليمه الجانب التقني أكثر من الجانب الفني، الشيء الذي جعله دائم البحث والتفكير، يحاول أن يربط المعلومات التقنية بالرؤى الدرامية التي درسها مسبقاً، إذ رأى أن لا شيء على خشبة المسرح يمكن أن يكون مجانياً.

ويقول: "كنت باللاشعور أتساءل وقتها: لماذا نضع هذا اللون؟ لماذا نختار هذه الزاوية كمصدرٍ للضوء؟.. وهكذا ومن دون قصد ربطت دراستي للدراما بالضوء".

  
بعد العودة إلى دمشق مباشرةً عام 1996، يبيّن لنا هربش مدى قلقه من كونه لم يعرف أن يحدّد إذا ما كان قادراً، لوحده، على تصميم إضاءة عرض مسرحي، من الألف إلى الياء، إلا أنه اكتشف قدرته فعلاً في حفل مدرسة الباليه السنوي "كسارة البندق".

"أقول الآن بصراحة أن الخوف وقتها كان كبيراً. لكنه لم يمنعني من البدء بالعمل.. فقمت بتصميم إضاءة العرض من دون أية فذلكة معتمداً أولاً وأخيراً على إحساسي الجمالي بالمشاهد المقدّمة، حيث أنه عرض راقص لا يعتمد بشكلٍ واسع على الدراما. وقد فوجئت بعد انتهاء العرض بآراء الجمهور الذين أعجبوا بالإضاءة، خاصةً من الاختصاصيين الدراسين للمسرح والممارسين له، ما فتح لي المجال لاكتشاف قدرتي على تناول عرض درامي خالص، كان بعنوان (جنكيز خان) من إخراج مانويل جيجي وتمثيل غسان مسعود".

• للإضاءة المسرحية وظائف

مع مرور الوقت، ارتبط اسم ماهر هربش بافتتاح عدة مهرجانات على المستوى المحلي والعربي، فمن ملتقى أطفال العرب التاسع، إلى مهرجان دمشق السينمائي إلى مهرجان الفجيرة للمونودراما، الشيء الذي جعلنا نسأله عن الفرق بين تصميم الإضاءة لعمل درامي وتصميمه لآخر له طابع احتفالي استعراضي، من وجهة نظره كفنان إضاءة، ويجيب:

"افتتاح المهرجانات هي عروض تعتمد على الفرجة وإبهار الجمهور، من هنا فإن المصمم يعتمد على الوظيفة الجمالية للإضاءة، ويغنيها على مستوى اللون وتوزيع مصادر الضوء. أما العروض الدرامية، فتحتاج منا لدراسة مغايرة، حيث ترتبط معايير اللون والحركات الضوئية فيها، ارتباطاً عضوياً بالدراما. أي أن للإضاءة فيها وظيفة درامية تستوجب أن تكون موظفة بشكل دلالي ومنطقي إلى جانب كونها جميلة ودلالية".

• خبرة في كتاب

يحاول هربش، أن يضع ثقافته في فن إضاءة المسرحيات الدرامية، إلى جانب خبرته العملية ودراسته الأكاديمية لها، في كتابٍ لا يزال يعمل على إنجازه حتى اللحظة، وهو بعنوان "الإضاءة المسرحية" يشير إلى أنه يتضمن عدة محاور تستعرض عملية التصميم من النص إلى العرض مع دراسة الألوان. أولها تاريخي يتحدث عن تاريخ الاضاءة في المسرح من اليونان وحتى العصر الحديث بكل ما مر على هذا العنصر من تطور إن كان على المستوى الصناعي والاكتشافات الخاصة بالكهرباء والمصابيح إلى التطور الذي رافق هذه الاكتشافات على مستوى الكتابة، فقد صرنا نلاحظ أن الكتاب صاروا يتأثرون في نصوصهم بالتقنيات الحديثة، ما جعلهم أكثر حرية في تعدد الأمكنة والأزمنة.

في حين يتناول المحور الثاني الجانب التقني المختص بشرح كل المفردات التقنية التي تنتج الإضاءة، مثل استعراض الأجهزة وآلية عملها، بالإضافة إلى الشبكات المسرحية، يصوّر المحور الثالث الجانب الفني لعملية تصميم الإضاءة وعلاقة المصمم مع العناصر الأخرى من أزياء وديكور وممثلين وحتى علاقته مع مخرج العرض.

  

• علاقة إشكالية

بالحديث عن هذه العلاقة، وباعتبار أنها إشكالية، إذ تربط المصمم بالمخرج ضمن صلاحيات غير واضحة الحدود، يبدو من الطبيعي أن ثمة مشاكل ستحدث نتيجة لاختلاف في بعض الآراء والتصميمات، وعندما سألنا ماهر هربش عن الحل من خلال رؤيته المهنية ومسيرته العملية، أجاب: "أحاول أن أقنعه بوجهة نظري وإن لم يقتنع أقوم بتنفيذ الرؤيتين على الخشبة ـ أي رؤيتي ورؤيته ـ ليختار واحدة، وفي الحقيقية غالباً ما يكون الحق معي وباعترافه لأني أفهم أن الإضاءة لا يمكن أن تشرح وإنما تشاهد بالعين".

ويضيف: "هي فعلا علاقة إشكالية إلا أن هذه الإشكالية تنتهي عندما يكون المخرج واعياً لدوره ولدور فريقه، أما عندما يكون جاهلاً فثمة مأزق حتماً، ستنعكس أبعاده بشكلٍ سلبي على العرض".

• بعيداً عن دمشق

يعيش ماهر هربش اليوم في إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال موقعه أشرف على عدة ورشات مسرحية مختصة بفن الإضاءة، آخرها ورشة "جماليات الإضاءة المسرحية" في معهد الشارقة للفنون المسرحية. كما أنهى منذ أيام تصميمه لأوبريت "لؤلؤة الشرق" في افتتاح مهرجان المونودراما الدولي 2014.

ولعلّ ارتباطه الروحي والحميمي بدمشق، وبالتحديد بتلك الخشبة المستديرة في المسرح الدائري في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث كان دائم التدريب والابتكار هناك، دفعنا إلى سؤاله: أليس في ذاكرتك من حنين إلى ذلك المكان؟

وكان الجواب وبكل اختصار: "بعض من دمي.. حتى في النوم.. هناك ذاكرة لا تنام".

------------------------------------------------
المصدر : رضاب فيصل - ميدل ايست أونلاين

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

كتاب "الإضاءة المسرحية "تأليف شكرى عبد الوهاب

مجلة الفنون المسرحية


 كتاب "الإضاءة المسرحية "تأليف شكرى عبد الوهاب

إن هدف هذا الكتاب، طرح أحدث مبتكرات العلم والمعرفة في مجال الإضاءة المسرحية، وإرساء مجموعة من التقاليد والقواعد التقنية النظرية منها والعملية، التى تصلح أرضية لكل من يريد التعمق مستقبلا في دراسة هذا الفن، كما يهدف إلى تعميق جذور مهنة جديدة على المسرح العربي، وهي مهنة التصميم الضوئي، فالموهبة الفطرية وحدها لا تكفي. لقد ساند المؤلف الموضوع بخلفية تشكلية وتاريخية عريضة أسهمت في جعل التوليفة الفنية كائنا مفعما بالحياة والحيوية.
ومما لاشك فيه أن خبرة المؤلف العملية في هذا المجال وممارسته لهذه المهنة قد أتاحا له فرصة الاقتراب من أحدث ما انجره العقل البشري في مجال صناعة الأجهزة الضوئية من كشافات مركزة وشموس غامرة ومخفضات ضوء فاستعرضها بالتفصيل ليتعرف عليها كل العاملين في مجال الفن.

الثلاثاء، 18 يناير 2011

ذكرى عبدالصاحب تبث الجمال عبر منظومة الماكياج المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

 ذكرى عبدالصاحب تبث الجمال عبر منظومة الماكياج المسرحي

ضمن اشتغالاتها المتنوعة تواصل المؤلفة وفنانة الماكياج ذكرى عبدالصاحب بث خطابها العلمي والأكاديمي في مجال عملها، فقد صدر مؤخراً عن مطبعة الخيال كتابها الجديد المعنون "منظومة الماكياج وعملها في تجسيد الشخصيات المسرحية - مسرح الطفل انموذجاً" والذي قدمت من خلاله بحثاً مستفيضاً في فن الماكياج، وخصوصاً في مجال مسرح الطفل، وجاء في متن البحث الكثير من العروض المنهجية والتطبيقات العملية على العديد من الأعمال المسرحية الخاصة بالطفل، كما تضمن الكتاب استعراضاً للأسس العلمية التي يبنى عليها فن الماكياج.
وفي مطلع الكتاب كتب الناشر مقدمة جاء فيها "ينطوي البحث في منظومة الماكياج بما تمثله من أهمية رئيسة في بنية أي عرض وبخاصة في المسرح على مغامرة لا تخلو من خطورة مع ما تقتضيه من بذل جهد ينطوي البحث في منظومة الماكياج بما تمثله من أهمية رئيسة في بنية أي عرض فني مضاعف للإحاطة بظاهرة مزدوجة الحضور على المستويين: النظري والعملي أي في المنطلقات التي تؤطر عمل الماكياج وتحدد وظيفته الرئيسة في العمل المسرحي من جهة وطبيعة التشكيل الذي يتوافق وحدود الشخصية ودورها في العرض من جهة أخرى انطلاقاً من الإحاطة بهوية هذه الشخصية وتجسيد تلك الهوية عملياً وتكييف بعدها البصري وأثرها في العمل المسرحي".

ثم ابتدأت المؤلفة كتابها بمقدمة عرّفت من خلالها بفن الماكياج حيث قالت "يعد فن الماكياج من الفنون الأساسية المكملة للعروض المسرحية لما يؤديه من دور فعال في إعطاء الممثل أبعادا تتفاعل مع أبعاد الشخصية المسرحية والتعبير عن مكنوناتها الداخلية الفاعلة والعاملة على تحقيق الشكل الخارجي للشخصية من خلال وجه الممثل وجسده واقناع المتلقي وخاصة إذا كانت الشخصية هي إحدى شخصيات مسرح الطفل لأن عملية إقناع الطفل بالشخصية المقدمة على المسرح هي بالتأكيد أصعب من إقناع الكبير، وهنا تكتسب هذه المنظومة أهمية مضاعفة بحكم الصفات السيكولوجية للطفل وطبيعة قدراته الذهبية والعوامل التي تحرك سلوكه، ونظراً لتلك الأهمية فإن للماكياج منظومة عمل متشعبة ومتداخلة مع باقي فنون السينوغرافيا المعروفة، ومع هذا الدور الحيوي للماكياج في الفعل المسرحي إلا انه ظل فقيرا في مجال الإثراء النظري والتأليف المبني على أسس علمية ومنهجية في بلدنا على الرغم من قدم الحركة المسرحية فيه، ولذلك فإن الهدف من تأليف هذا الكتاب والذي هو بالأصل دراسة أكاديمية خصصت للتقييم والتقويم والمناقشة والتحكيم العلمي الدقيق – هو سد الفراغ النظري في مجال خطير من مجالات المسرح بالأخص مسرح الطفل".

وفي مبحثها الأول تناولت المؤلفة مفهوم الماكياج عبر محورين علميين وضحت من خلالهما الكثير من النظريات العلمية الخاصة بهذا الفن، وقد نجحت الفنانة في طرح رؤى تنظيرية مكتملة، واعتمدت على مصادر ذات بعد فلسفي جمالي تجعل من الطرح سلساً وغير ممل، ففي محورها الاول الذي عنونته بـ "التشخيص"، وتحدثت بالقول "فن الماكياج عمل مكرس لانتاج المعنى الدلالي بالاعتماد على مبدأ قديم هو مبدأ (التشخيص) حتى تطورت غائية الماكياج وتعدت حدود الشكل لتخترق المحتوى النفسي ودلالاته واستطاع الماكياج التعمق اكثر في اظهار درامية موقف الانسام والذي كان مضمراً في طيات حياته منذ الازل واخذ طابعاً تزيينياً لا يمكن الاستغناء عنه حتى يومنا هذا بالاخص في المجتمعات المتحضرة، اضافة الى غائيته في المسرح قد استخدمه الرجال على حد سواء مع النسوة اللاتي استخدمنه رمزاً للجمال بألوانه الجذابة وتفنن في وضعه وتشكيله على البشرة والوجه وفي كل بقعة من أجزاء الجسم حيث الماكياج التجميلي أو التصحيحي ضروري جدا في السينما والتلفاز تزداد أهميته كلما تطورت تقنية الكاميرا والإضاءة.

وكان لنشأة التلفزيون ونهوض الانتاج السينمائي اثر بالغ في تقدم وتحسين الوسائل التي يستعملها اختصاصيو الماكياج في محيط عالم التسلية وكل نهوض عمليات الالوان (...) عاملا اضافيا لخلق مظهر طبيعي في صبغ الوجه وتغيير معالمها يمكنه خداع العين الفاحصة الناقدة لالات التصوير وإذا صاحب الماكياج اضاءة صحيحة كان عاملا في التعاون التام اللازم لنجاح الاخراج الحديث.

بينما قالت في محورها الثاني الذي جاء تحت عنوان "منظومة الماكياج والشخصية المسرحية": "تشكل منظومة الماكياج وحدة عمل متكاملة من ناحية الالية (آلية الاشتغال) ومواد التشكيل وادواته سواء في السينما او المسرح او التلفاز وتتألف منظومة الماكياج من عناصر هي المواد والادوات: فالادوات هي الطلاءات والمساحيق والغراءات ومواد كيميائية مختلفة في القوام والتكوين واللون وانواع الشعر والصوف والخيوط لعمل اشكال الشعر وصناعة اللحى والشوارب والباروكات اما الادوات فهي كل مايساعد في وضع هذه المواد وتشكيلها على وجه وجسم الممثل الذي يجسد شخصية معينة في مسرحية ما او عمل تلفزيوني او سينمائي والتي تحتويها حقيبة الماكياج كالفراجين والمقصات وادوات القطع وادوات الصب والمبارد".
وتسترسل المؤلفة في حديثها لتؤكد "كما يعتبر الاختصاصي في فن الماكياج هو الاداة الاهم في هذه المنظومة باعتباره جزءا لا يتجزأ منها وهذا ينطبق على الشخصية المجسدة اذ تعتبر جزءا مهما من هذه المنظومة ايضا وتدخل في عمل منظومة الماكياج وفي تجسيد الشخصية المراد العمل عليها عناصر اخرى مهمة هي: الوراثة، الجنس، البيئة، المزاج، الصحة والعمر والذي يتحدد بثلاثة مراحل هي: الشباب، متوسط العمر، الشيخوخة.
ذكرى عبدالصاحب وعبر مبحثها الثاني انطلقت الى فضاءات اوسع من المعرفة، فقد لصقت لنا على ورق كتاباتها منهج علمي منفتح يعرّف اكثر بهذا الفن الذي يحتاج العامل في وسطه الى دراية وامكانيات فنية وثقافية وجمالية واسعة فهي وعبر سرد تاريخي للتطور الحاصل فهي تقول: "لم يدرك الانسان البدائي الاول (انسان ما قبل التاريخ) ومنذ بداية تكوينه ماهية الماكياج رغم انه نشأ بنشوء ذلك المخلوق البشري ثم اصبح مكملا لحاجاته اليومية وفي اول ظهور للانسان على وجه الارض استعمل اوراق الاشجار للتستر بها والاغتسال كورق (السدر) او الاضطباغ كورق (الحناء) اذ ان الانسان البدائي الاول الذي كان يعيش في البراري والكهوف والمغارات كان يطارد الحيوانات ويصارعها للسيطرة عليها وتذليلها لمعيشته وقد لبس جلودها (متنكرا) وقلد اشكالها (متقمصا) لكي يستدرجها حتى يتمكن منها وقد اتخذ طريقا اكثر فاعلية وسهولة لغرض مخادعة الحيوان واستدراجه، ومن ثم السيطرة عليه واصطياده عن طريق المحاكاة وممارسة طقوس سحرية بدائية بالتنكر والاختفاء بهيئات مختلفة هذا التذكر جاء للتعبير عن الانفعالات النفسية والعاطفية والمعتقدات الدينية وطقوس السحر لاشباع حاجته اليومية من الطعام وغيرها فقد ارتبطت مفاهيم حياة الانسان الاولي غرائزه بالمفاهيم الروحانية والطقوسية.

إن الاصل الديني القوي للمسرح عامل له من الاهمية في المسرح اكثر مما هو مفهوم بصورة عامة من هنا جاءت فكرة المسرحة (ما يسمى بالغريزة التمثيلية) فمن خلال ميل الانسان البدائي بغريزته للتمسرح والتظاهر في كافة تعاملاته مع الطبيعة ومع اخيه الانسان بل مع كل الكائنات من حوله عندما كان يأتي لعشيرته آخر النهار ليحكي مشخصا لهم كيف قام باصطياد فريسته مستخدما عناصر جسده التعبيرية من ايماءات واشارات وحركات دالة تحمل معاني ما يسرد اذ انه ارتكز على دافع نفسي داخلي في تفسيره للظروف البيئية المحيطة به".
ثم تتحدث المؤلفة عن الحضارات الشرقية وخصوصاً (الهند، الصين، اليابان) وتقول في هذا الصدد: "أثرت وتأثرت تلك الحضارات بما يجاورها من الحضارات وكانت لهم تقاليدهم وشعائرهم وتعددت تلك الشعائر واختلفت نظرا لتعدد الديانات والعبادات لديهم وكانت طبيعة هذه الاحتفالات عبارة عن حركات راقصة تحمل رموزا واشارات يصحبها الغناء تمثل قالبا هو احد الاشكال الخاصة بالشعوب الآسيوية هذه الحركات والاشارات الاجتماعية تحولت انفا الى المسرح الشرقي التعبيري الذي تميز بالايقاع والتناغم وقد ظلت المسرحية الشرقية مجهولة تماما بالنسبة للمسرح الغربي حتى الجزء الاول من القرن التاسع عشر والتي اتخذت من جسد الانسان محورا رئيسا في التقاليد المسرحية.

وكانت ميزة الراقص هو تلوين الاطراف بزخارف ومنها الاصابع بالخضاب او بالرسوم الخاصة وتلوين الوجه ورسمه بطرق تتناسب مع تلك الحركات و الايماءات مع لبس الزي الخاص والمكملات فالميزة التي تمتاز بها مسارح الشرق هي عبارة عن تقاليد تراعي كل ما يتصل بالتمثيل الملابس والماكياج والحركات تجري كلها في نظام معلوم.

وقد افاضت المؤلفة في طرح رؤاها عن تلك الحضارات كل على حدة ، وطرحت عبر منظومة وعي متكاملة العديد من الاشكاليات ، فضلاً عن استعراضها للاساطير ومدى علاقتها بهذا الفن من حيث التأثير والتأثر.
وحتى يكتمل الطرح اخذت المؤلفة عيناتها من خمسة اعمال مسرحية عراقية خاصة بمسرح الطفل، حيث اشتغلت على تلك الاعمال عبر تطبيقات مليئة بالتمعن البصري والتأملي، وتلك الاعمال هي مسرحية " طائر بلون الفضة" تاليف حسن موسى واخراج سعدون العبيدي ومسرحية "انا بلبل" تاليف واخراج ناجد جباري ومسرحية "اصدقاء الشمس" تاليف جاسم محمد صالح واخراج عبد الكريم سلمان و مسرحية "زينب والنمل" تأليف طه سالم واخراج عبد علي كعيد ومسرحية " فيتامينات(O) ونزال التحدي" تاليف واخراج حسين علي هارف.
وقدمت المؤلفة في فصلها الاخير نتائج بحثها العامة والتوصيات الخاصة بالبحث، فضلا عن عدد من الملاحق التي لها علاقة بالبحث اضافة الى الصور التعريفية الخاصة بفن المكياج، ليكتمل المؤلف ويصير بين ايدينا كتابا مهما في الفن المسرحي يغني المكتبة العراقية أنتجته الذائقة الفنية للفنانة الكبيرة ذكرى عبدالصاحب.

-------------------------------------------------------
المصدر : عدنان الفضلي  - ميدل ايست أونلاين

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

الأضاءة واللون في المسرح

مجلة الفنون المسرحية

الأضاءة واللون في المسرح 

 محسن النصار

بدون الضوء تنعدم الرؤية تماما في الوجود أذ لايمكن رؤية الألوان وتميزها بمعزل عن الضوء ,وهذا يؤكد وجود علاقة نسيجية بين الضوء واللون لايمكن فصلها او تجزئتها من الناحية العلمية والفيزياوية ويمكن القول ان اللون هو الضوء ,والضوء هو اللون اما عملية دراستهما وتحليلهما وفيجب فصلهما عن بعضهما بطريقة تمرير شعاع الضوء على زجاجة تسمى الموشور الزجاجي فيتحلل الشعاع الضوء الى الألوان التالية وحسب تسلسلها وطول الموجة الخاصة بألون كمايلي (بنفسجي , نيلي ,أزرق ,اخضر ,أصفر ,برتقالي , أحمر ) وهنالك فرق بين الأنارة والأضاءة ,فالأنارة يقصد بها أزالة الضلام من مكان ما مثل نور الشمس او القمر أو نور الشوارع واما الأضاءة هي استخدام ضوء خاص على شكل معين وذلك بأستخدام الضوء الصناعي ,والمعروف ان الأضاءة المسرحية تبدا عتدما تنخفض أنارة الصالة قبل بدأ العرض المسرحي , وعندما يبدأ المتلقي بالأحساس بالجو الدرامي للعرض المسرحي . سر الأنسان رؤية الألوان من حوله واصبحت وسيلة لتبادل الأفكار مع غيره وهي محملة بالدلالات الكثيرة ,للون الأضاءة صفات وقيم ودرجات وكذلك وزن وما يخلفه من احساس عند المتلقي ,وأن ألوان الأضاءة المسرحية الأساسية هي (الأحمر , الأزرق ,الأخضر )وخلط ألوان الأضاءة يعطي القيم التالية أحمر + أزرق = أرجواني ,وأحمر + أخضر = اصفر وأزرق + اخضر = ازرق مائل للخضرة ,وعندما نخلط الألوان الأساسية للأضاءة الأحمر+ الأزرق +الأخضر فانها تعطي اللون الأبيض .
تعتبر الإضاءة عنصراً مكملأ لفنيات العرض المسرحى، ويغتنى العرض بوجودها الفاعل، ويؤثر على نجاح المشهد، ويضفى جاذبية خاصة على الصورة المسرحية التي يراها المتفرج، ولا تكتسب الإضاءة أهميتها من تعدد مصادرها ومفاتيحها أو من تطور تقنياتها بل من التعامل الواعي والمدروس مع كل مفتاح حتى لو اكتفى العرض كاملأ بثلاث نقلات أو أكثر أوأقل.

        وهناك فرق بين الإنارة والإضاءة كالفرق بين الواقع والفن، فالإنارة تجعل من رؤية المتفرج للمشهد أمرأ ممكنأ بينما الإضاءة المسرحية هى لغة فنية تصاغ بشكل مدروس ومحدد لإضفاء دلالة أو حالة نفسية محددة ومقصودة بحد ذاتها.
        ومع بدء التعامل الفني في تاريخ المسرح الحديث مع الإضاءة تحولت إلى عملية مشتركة بين الفن والتكنيك (الحرفية) فلا هي فن خالص ولا علم هندسى كهربي خالص، لذلك لا تكفي أحياناً الرؤية الفنية للمخرج إذا لم يرافقها خبرة حرفية علمية لها.

الوظائف الفنية للإضاءة:
        الإضاءة لغة بصرية تهدف إلى خلق جو معين يعيش فيه الممثلون والمتفرجون حالة مسرحية ذات معنى، وذلك يتأتى من خلال تحقيقها لوظائفها العديدة والحيوية والتى نجملها في النقاط التالية     : 
 الرؤية
وهي أبسط وظيفة للإضاءة، لكنها جاءت- تاريخيأ- في المقدمة، وهى إضفاء الرؤية الواضحة والكافية للمتفرج، وتشمل إبراز أجساد الممثلين وتعبيرات وجوههم وفاعلياتهم الحركية، وإنارة الخشبة وما عليها من خلفيات أو ديكورات أو أكسسوارات والرؤية غير الواضحة تعقد عملية التلقى وتجعل المتفرج فى إرهاق شديد. 
التأكيد والتركيز 

        لأن العالم الفنى على الخشبة عالم مصنوع يتحكم المخرج بكل جزئياته ، فقد ينتقي تفصيلأ صغيرأ على الخشبة أو جزءأ محدودأ منها لتدور فيه الأحداث، ويلغي باقي الأجزاء فى أحد المشاهد، أو قد يقسم الخشبة إلى قسمين أو ثلاثة أو أكثر وكل قسم يعبر عن منظر أو مكان محدد للأحداث ويتم إلغاء المنظر الذي لا تدور الأحداث حوله الآن، وذلك يتم عبر تعتيم الإضاءة ويؤكد المخرج عبر الإضاءة على وجه ممثل أو أحد أعضاءه أو على أكسسوار أو قطعة ديكورية بتسليط ضوءآ أكبر فوقه ويترك باقي الأجزاء فى الظل وهكذا... وهذه تعتبر من مهمات الإضاءة الرئيسة التى تنقل المتفرج إلى عوالم وأفكار عدم وهم أمام نفس المنظر.
 التكوين الفني: 
        فللإضاءة جماليات لا تحصى من خلال إستخدامها للون وتمازجه والشكل الهندسى للبقعة الضوئية وتفاعلها مع شكل آخر، والتقنيات الحديثة التي تغلبت على إمكانات المسرح المحدودة، فمن الممكن الآن إيجاد المطر والسحاب والحريق وغيرها من خلال الإضاءة، كما أنها تقوم بهذه المهمة من خلال التأكيد على جماليات أخرى كالحركة و التكوينات البصرية الأخرى. 
 خلق الجو النفسي العام  
        الإضاءة أول ما يُشاهد على خشبة المسرح وهي أول عنصر يعطي إيحاء ما للمتفرج فمن الممكن التعبير عن القلق، الخوف، الاضطراب أو الفرح والسعادة، أو الحزن و الأسى، وذلك من خلال اللون ودرجة الإنارة وتوزيع البقع على الخشبة وهى بهذا تساعد باقي العناصر وتكمل دورها في تكريس هذا الجو الدرامي مع الممثل والمؤثرات.. الخ. 
 الإيهام بالطبيعة
        الإضاءة تقرب الواقع قدر الإمكان للمتفرج، فقد تظهر الشمس أو القمر أو الثلج أو الفضاء إذا دعت الضرورة. 
الدلالة على الزمان والمكان
وهي تعبر بوضوح عن زمن الأحداث (ليل، نهار، فصل الشتاء، فصل الصيف.. الخ) والمكان (قصر، ملعب، مدينة)
ووظائف الأضاءة الملونة على المسرح فأنهاتساهم في ايقاظ المشاعر وتحريك العواطف ,وشد الأنتباه ,وكذلك أبراز الحجم والمساحة ,وتأكيد الحدود الخارجية ,وخلق الأيهام بالحركة

المصادر

1- فرانك م.هوايتنج "كتاب  المدخل الي الفنون المسرحية "القاهرة، دار المعرفة للنشر،1970 .

2-    شكري عبد الوهاب:كتاب "الإضاءة المسرحية " الهيئة المصرية العامة للكتاب 1985 .

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption