أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 12 مايو 2017

مسرحية «أيوبة»: في مديح «الصبر العالي» للمرأة الفلسطينية

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «أيوبة»: في مديح «الصبر العالي» للمرأة الفلسطينية
من إخراج عوض عوض ابن الـ 22 ربيعا وتمثيل أستاذته في الجامعة الأمريكية


زهرة مرعي


عندما تزوجت أيوبة والتحقت ببيت زوجها، في أحد مخيمات اللجوء في لبنان قلب حياتها رأساً على عقب، لكن والدتها أوصتها وهي تغادر بيت العائلة بوصية حملتها طيلة عمرها «البيت سر ببطنك مفتاحه رحمك». حفظت الوصية تماماً وكانت أمينة عليها.
«أيوبة» اسم صار عنواناً لمسرحية كتبها وأخرجها عوض عوض وستعرض ابتداء من الثامن إلى غاية العاشر من أيار/ مايو الجاري على مسرح «غلبنكيان» في الجامعة اللبنانية الأمريكية، التي تخرّج منها العام الماضي. خريج مجتهد بادر للاستنباط الفني من بيئته، فهو ابن المخيم ويدرك قضاياه لأنه يعيشها. رئيس قسم المسرح في الجامعة منحه الموافقة بعد قراءة النص، وأستاذته الدكتورة والمخرجة والممثلة علية الخالدي وافقت على تجسيد دور أيوبة في عمرها المتقدم. وتلعب الممثلة المحترفة ميرا صيداوي الشخصية في العمر المتوسط. أما الطالبة في قسم المسرح تالة نشّار فتلعب دورها في المراهقة وبداية الصبا. وهكذا تكون من المراحل الثلاث عرض بحدود الساعة من الزمن.
في توقيعه الأول كمخرج وكاتب لعرض مسرحي يرى عوض أنه كلاجئ فلسطيني في لبنان من الطبيعي أن يأخذه البحث إلى موضوع من بيئته. ويقول «بالتأكيد سأكون مع موضوع أعرفه وأدركه، وبالتالي أتمكن من تكسير القواعد بعد معرفتها. درايتي بالمخيم والمرأة الفلسطينية واسعة. المرأة الفلسطينية نهر من الحضور الإيجابي في بيئتنا، هي ربة العائلة، الركن الاقتصادي، أم الشهيد، المقاومة، والحائزة على درجات علمية». ويضيف «رغبت القاء الضوء على تلك الوجوه الإيجابية في مسيرة المرأة، خاصة في ظل التهميش الكبير لها على الصعيد العربي عموماً، والفلسطيني بشكل خاص. يدفعني إلى هذا حافز للمساهمة في تمكين المرأة وتشجيعها على المواجهة ورفض القمع الممارس بحقها». ويكشف أن «سيناريو أيوبة استوحيته من حكايات واقعية لثلاث نساء من مخيمي برج البراجنة والرشيدية.كتبته لشخصية امرأة واحدة تجسد على المسرح بثلاث شخصيات. هي نفسها تروي محطات مؤثرة في حياتها ترغب بالإضاءة عليها. وهي في عمرها المتقدم توقظ ذاكرتها لتروي حكاياتها من جديد». ويؤكد أن «الذاكرة مهمة في حياة الفلسطيني. ارتباطه بأرضه مبني على ذاكرة رواها له أجداده، فمن ولد بعد النكبة لا يعرف الوطن. كمخرج أجد للعمل الفني دوراً في الاضاءة على تلك الذاكرة».
في أبحاثه وصولاً لكتابة السيناريو المقنع يقول: «اكتشفت مدى تضحيات المرأة. وكم لها قدرة على تحمل القهر، وفي الوقت نفسه التمسك بالأمل. وكم تضحي لتكون جسراً لعبور ابنائها إلى بر الأمان. «أيوبات» المخيمات عددهن كبير، وبدونهن لما صمدت العائلات». 
وعن معيار اختيار الممثلات الثلاث يقول: «علية الخالدي أستاذة في الجامعة اللبنانية الأمريكية. ميرا صيداوي ممثلة فلسطينية محترفة. تالة نشّار سورية وطالبة مسرح في الجامعة، واخترتها لأن جامعاً مشتركاً يربط بين اللاجئين الفلسطينيين والسوريين و»الأيوبات» إلى تمدد…في العمل مع الممثلين سواء كانوا محترفين أم لا، يعيش المخرج مسؤولية تجاه عمله الفني.هم اشخاص يعيروننا خبراتهم، أجسادهم، طاقاتهم ووقتهم، لهذا مسؤوليتي وواجبي نحوهم أن يظهروا بأفضل صورة».
تخرج عوض من قسم المسرح في 2016 ونال موافقة رئيس القسم ليقدم عرضه المسرحي في الجامعة. ويرى أنه على الجامعة منح الفرصة للخريجين لتكون لهم عروضهم على المسرح الذي شهد على دراستهم، ليكون لها إنتاج مسرحي جديد، وكذلك فرصة للخريجين في بداية مشوارهم. ويضيف «سنقدم ثلاثة عروض في الجامعة فقط، وعندما ننتقل إلى مسارح أخرى فنحن نحمل اسم الجامعة معنا كخريجين. ومن المؤكد أن الجامعة تهتم بأن يكون خريجوها من الناجحين».
وتعيش الدكتورة علية الخالدي حيرة من أمرها، فهي عندما رغبت كممثلة في لعب دور امرأة لبنانية قيل لها «لا تمتلكين اللهجة اللبنانية بما فيه الكفاية. مع أنني ممثلة ويفترض أن أتقن كافة اللهجات. وعندما رآني عوض دون غيري في دور المرأة الفلسطينية كانت المفاجأة بأنني لم أكن أيضاً أتقن اللهجة فلسطينية بما فيه الكفاية. ولدت في لبنان وأعيش فيه، لكن الانتماء إلى وطن غير متاح أكبر من أي أمر آخر. العودة هي الأمل والرجاء الأول والأخير». وتضيف: «عوض كان طالباً عندي، وعندما قدّم لي تلك الشخصية لتجسيدها، وجدتها مثيرة للاهتمام. معاناة أيوبة أكثر من مضاعفة. إنها امرأة الشتات والمخيم. فأن أكون حيال شخصية امرأة وفلسطينية معاً أمر في غاية الجاذبية». وترى أن «أيوبة تختزل في شخصها النكبة. وتسلسل أحداث حياتها يشبه حياة الفلسطينيين منذ النكبة حتى الآن. كأستاذة جامعية أرغب في دعم طلابي. أنا وعوض وميرا صيداوي وتالة نشّار تعلمنا الكثير من هذه التجربة. ذاتياً درّبت نفسي لأكون ممثلة وليس مخرجة». وتثق في خبرات عوض رغم عمره الصغير الذي لا يتعدى الـ 22 ربيعاً. وتقول أنها كل يوم تتعلم ضبط الذات، والابتعاد عن كونها أكاديمية في مواجهة مخرج كان طالباً قبل أشهر. في تضيف أن «عوض يعاني من هذا الجانب، وهو بدوره يدرب نفسه لينسى بأني أستاذته، وبالتالي أن يعتمد الرؤيا التي وضعها لعمله كمخرج. وأكرر بأني كممثلة ومخرجة ليس لي كلياً الجلوس في المقعد الخلفي والفرجة من بعيد. إنها مشكلة جدية أحاربها بضبط الذات. والمهمة الأهم في هذا العرض أن أتعلُم اللفظ الفلسطيني كما هو بالتمام».
وتقول علية الخالدي إنه بعد عرض المسرحية في الجامعة اللبنانية الأمريكية لثلاثة ليال، فمكان عرضها الطبيعي في مخيمات اللجوء، « فالمخيم وجمهوره هو الذي سيحتضن أيوبة. من الضروري لكل من يعيش الشتات الفلسطيني أن يرى صورته على المسرح في هذا العرض. صحيح أن معاناتنا كفلسطينيين لم تنته، لكننا نحتاج إلى النقد الذاتي فيما يتعلق بتاريخ نضالنا. لن نكون بمواجهة رواية واحدة حيال قضايانا، إنما السليم أن نبدأ بالكلام، وأن نقول بأننا أخطأنا في الكثير من المواقع، وهذا ما لم يعترف به أحد بعد. ومن لا يعترف بخطئه لن يتعلم منه».
بدورها أعلنت الممثلة ميرا صيداوي أنها على توافق مع دورها بتجسيد أيوبة في مرحلة عمرها المتوسط. تقول: «ربما تتحمل تلك المرحلة من العمر المعاناة الأكبر من حياة البشر. هذا كان واقع أيوبة. جذبتني أيوبة لأنها تعاملت مع الحياة بإيجابية رغم المعاناة. ولم تستسلم يوماً، بل كانت دائمة الشحن لقوتها. هذا الشحن شكل عامل صمودها وصولاً لأيوبة في عمرها الكبير. وأصعب ما عانته أيوبة منذ زواجها هو حرمانها من والدتها بعد أن شكل زوجها حولها ما يشبه حالة الاعتقال. منذ قرار حجبها عن والدتها تحولت أيوبة إلى إنسانة أخرى. الأسى الذي عانته انعكس قساوة عليها كإنسانة».
الرسالة التي حمّلتها الأم لابنتها أيوبة هل كانت عبئاً أم قوة لها؟ توضح صيداوي بأنها رسالة من التراث حرفيتها «الزلمي زي البطيخة والبيت سر ببطنك ومفتاحه رحمك». جملة تراثية ترمز لمعاناة الفلسطينيين. والمراحل الثلاث لحياة أيوبة تجسد تلك المعاناة. مكان المعاناة الفعلية هو رحم أيوبة. باستئصاله تعيش الخواء والفراغ. لكن هذه الأيوبة تخترع الأمل مهما كان. وعندما قص زوجها شعر طفلتها بالسكين، حوّلت تلك القضية إلى فعل ايجابي. جمعت الشعر وصنع لعبة ووضعت الشعر على رأسها وأهدتها لطفلتها. اجتهدت للتغلب على كل قبح واجهها. ففي الصبر قوة. إنها حالة من المجتمع الفلسطيني وليست جميعه. ففي هذا المجتمع ثمة مناضلات كما ليلى خالد ودلال المغربي. أيوبة زوجة جابر المنتمي إلى منظمة التحرير والذي يعيش الفشل خارج البيت، وكذلك الاستضعاف والخسارة، صار يقهرها كتعويض وهي تتمسك بالصمود.
لازالت تالة نشّار تدرس المسرح في الجامعة اللبنانية الأميركية. تعلمت اللهجة الفلسطينية لتتمكن من دور أيوبة في عمر الجمال والصبا قبل أن ينهال عليها نهر الأسى. تقول: «أحببت أن أمثل أيوبة عندما كانت فرحة كما ساندريلا، وحين لم يكن ينغص حياتها سوى الفلقة. أيوبة حلمت بأن تكون طبيبة لإنقاذ المرضى، دخل العريس عنوة إلى حياتها، وكان نصيبها رجلاً قاسياً. حافظت على حلمها ليس الشخصي بل من خلال أبنائها الذين عاشت لأجلهم. حياتها المأساوية انعكست قوة على تصرفاتها ومسؤولياتها».

----------------------------------------

المصدر : القدس العربي 

الأربعاء، 10 مايو 2017

'الساكن' مسرحية مغربية أبكت الشاعر وأضحكت الجمهور

مجلة الفنون المسرحية

'الساكن' مسرحية مغربية أبكت الشاعر وأضحكت الجمهور

يعد الضحك من ركائز المسرح الفودفيلي، الذي يقوم على شخصيات متضادة تتعايش باختلاف طبائعها وخصائلها وتتصارع، لتخلق دراما ضاحكة. وقد نجح المخرج المغربي حسن هموش في مسرحيته الأخيرة “الساكن” في تحويل قصيدة درامية عن حادثة حقيقية إلى عمل فودفيلي تعمق من خلاله الجمهور المغربي في الحكاية وعِبَرها من باب الضحك.

حققت مسرحية “الساكن” المغربية حضوراً متميزاً بين المسرحيات المغربية، التي عرضت في موسم 2017. وعرضت “الساكن” في العديد من المدن المغربية كطنجة ومراكش والدار البيضاء، وأخيراً عرضت على مسرح محمد الخامس بالرباط.

المسرحية من إعداد وإخراج حسن هموش، ومقتبسة من قصيدة “الدار” للشاعر المغربي الزجلي سيدي قدور العلمي (1742ــ1850). وقد بذل أعضاء فرقة مسرح تانسيفت جهوداً كبيرة في السنة الماضية عند تحضيرهم لعرض المسرحية في عمليات ارتجال متكررة للنص، فتمت إضافات كثيرة على النص وحذف منه، ليصل هموش إلى النسخة الأخيرة التي عرضت أمام الجمهور.

مثل أدوار المسرحية كل من نورا السقالي وسامية أقريو ونورا القريشي وأحمد ديدان ومحمد الواردي، ولحن موسيقاها محمد الدرهم، فيما أنجز سينوغرافيا العمل طارق الربح، بدراماتورجيا لمسعود بوحسن، وملابس لسناء شدال.


البكاء والضحك

تحكي مسرحية “الساكن” قصة الشاعر العلمي الذي أبدع العديد من قصائد الملحون، وتروي تفصيلات الحياة في القرن الثامن عشر بالمغرب، التي دونها بدقة في قصيدته “الدار”، وهي بالدارجة المغربية، تنقد كذلك تردي الأخلاق في عصره، وقدرة المحتالين على خداع الشرفاء أمثاله، وسرقة أملاكهم.

قصيدة “الدار” التي اقتبس منها العمل تسرد حادثة حقيقية وقعت للشاعر وقد تمت فيها سرقة داره من قبل محتالين. وجاءت تسمية المحتالين في العرض؛”عبد الحق” و”الزاهية”، اللذين أخرجاه من الدار، فاضطرّ إلى الانتقال من مكناس إلى مراكش.

وفي مراكش قرر أن يفضح المحتالين بقصيدة زجلية، قال في أحد مقاطعها، الذي يتكرر طوال القصيدة “وآش ما عار عليكم يا رجال مكناس ــ مشات داري في حماكم يا أهل الكرايم”، والمقطع يعني “عار عليكم يا رجال مكناس، تُسرق داري، وأنا في حمايتكم، وأنتم أهل الكرامات؟”.


عرض فودفيلي عن حياة المغاربة قبل قرن ونصف القرن
بالرغم من الجو الدرامي الذي بثه الشاعر في قصيدته إلا أنَّ ذلك كان مبعث ضحك متواصل للجمهور، مما أصاب الشاعر من حيف، ولما حمله النص من مفارقات ونكات وأغنيات خفيفة. وتحولت ثيمة النص من دراما خالصة إلى كوميديا تصل إلى حد الخروج عن سياق القصيدة، لتؤلف عقدة لا علاقة لها بقصيدة “الدار”، ولا بمؤلفها. ويعود هذا إلى اختلاف الأمزجة والأذواق لدى الناس وقد مضى على كتابة القصيدة أكثر من قرن ونصف القرن.

القصيدة من البداية إلى النهاية عبرت عن الظلم والإجحاف اللذين تعرض لهما الشاعر، ويظهر في مقطع منها وهو يقطر حزناً ومرارة بسبب ما وقع له، وقد كتب قصيدته باكياً، كما يذكر في أحد أبياتها، من شدة الظلم والحيف اللذين تعرض لهما، وهو يتساءل عند مغادرته مدينته مكناس ليبحث عن أجناس (ناس) آخرين، لا يعرفهم، فيندم على فراقه لخلانه وهيامه عن بيته ووطنه، ليسكن في المدينة التي تعرض فيها للاحتيال. ويتوعد الشاعر من احتالوا عليه، في جو يثير الضحك كما قدمته المسرحية.


تآلف بصري

قدمت مسرحية “الساكن” قصة الشاعر الحزينة بعرض “فودفيلي” (اجتماعي) مغربي، أضحك الجمهور وكان قد أبكى مؤلفها قبل قرن ونصف القرن، فالحدث الحزين صار في عصرنا مدعاة للفكاهة، والتندر على الضحية المغفل. وهذا بالطبع جاء بسبب اختلاف منظومة الأذواق والأفكار والقيم خلال قرنين.

أراد المخرج حسن هموش أن تنتهي المسرحية نهاية سعيدة بالرغم من المفارقات والأحداث الفرعية الحزينة فيها. فأضاف شخصيتين تتسمان بالحيلة الواسعة، والمقدرة على رد الصاع صاعين للمحتالين، الجانيَيْن، اللذين سرقا الدار. والمنقذان هما خديجة، أخت الشاعر سيدي قدور، والمفضل زوجها. واستطاعا أن يستردا الدار من سارقيها، بعدة حيل ابتكراها، وأفرحا الشاعر بإعادة داره إليه من سارقيها. وعندها تتصاعد النغمات الموسيقية المرحة، ويعلو الغناء والرقص الاستعراضي، وبذلك تنتهي المسرحية نهاية سعيدة على طريقة المسرح الفودفيلي.

وقد كان المخرج أميناً لهذا النوع من المسرح، فعرض: مقدمة وعقدة وحلا. وبالرغم من بساطة حبكة المسرحية الدرامية، فإنَّ ما أسبغه الممثلون والمخرج، وبقية العاملين على العرض من جهود أثراه كثيراً؛ فقد رأى الجمهور فنوناً بصرية متكاملة، بداية من الإضاءة، مرورا بالديكور البسيط المعبر، وصولا إلى السينوغرافيا المؤدية إلى غرض إكمال التأثير الدرامي. وقد جاءت سينوغرافيا العرض بسيطة توزعت على الخشبة، كحواجز من أعواد القصب مغطاة ببُسُط، ويمكن تحريكها على مساحة خشبة المسرح. ووزعت زرابيّ ملونة ذكّرت بفنون النسيج الأمازيغي القديم، استخدمت فيها ألوان الطبيعة لتجميل الواقع، وأضافت إليه مسحة من البهجة. كما تم استخدام مؤثرات سمعية، من موسيقى وأغان أبدع ألحانها الفنان محمد الدرهم.

استطاع المخرج هموش أن يمزج في العرض بين الأغنية الخفيفة والحوارات والمفارقات، لخلق الكوميديا. وقدم الممثلون أفضل ما عندهم من إمكانيات فنية، لإنشاء المزيج الدرامي الكوميدي، ولتصوير حياة الناس قبل قرن ونصف القرن. ومن الواضح أنَّ الارتجال الجماعي للنص أضفى عليه الكثير من النكات والأمثال المغربية التراثية، والتعليقات المعاصرة، التي ذكرت الجمهور بما يحدث في الواقع الحالي، وما في الواقع من أشرار ومحتالين يستخدمون المكر، ويستغلون طيبة الناس وجهلهم بالقوانين، وشعارهم سيء الصيت “القانون لا يحمي المغفلين”، للحصول على ما ليس من حقهم.

كما ساهمت سناء شندال في إغناء العرض باختيارها للأزياء التراثية التي تذكرنا بمئات السنوات من الإرث الحضاري المغربي.

------------------------------------------
المصدر : فيصل عبدالحسن - العرب 

الثلاثاء، 25 أبريل 2017

مسرحية "الثلث الخالي" للمسرح الجهوي للعلمة في مهرجان للمسرح العربي بالقاهرة

الأحد، 23 أبريل 2017

المسرح السوري يجذب الأتراك ويحرّك الأجواء الفنية في أورفة

مجلة الفنون المسرحية

المسرح السوري يجذب الأتراك ويحرّك الأجواء الفنية في أورفة

أورفة – برهان عثمان


شهد العرض  المسرحي في ولاية أورفة التركية نشاطًا ملحوظًا منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع استقرار عدد كبير من اللاجئين السوريين الذين أسهموا في تحريك عجلة النشاط الثقافي والفني بمختلف أنواعه ومنها العمل المسرحي، الذي كان يعتبر ظاهرة نادرة في الولايات الجنوبية من تركيا بشكل عام، وأورفة خاصةً.

هذه الولايات تميل أكثر إلى النشاط الموسيقي والغنائي، لغياب كوادر مسرحية ذات خبرة، كما يقول أنس الحميد لعنب بلدي، وهو أحد المهتمين بالعمل الفني والنشاط المسرحي في أورفة، ويضيف أن العمل المسرحي هو رسالة متكاملة ثقافيًا وفنيًا وفكريًا ويشكل مرآة تعبر عن الأوضاع الفنية والإنسانية، وقد عرفت سوريا تطورًا ملحوظًا في الحركة الفنية والدرامية والمسرحية ما مكنها من بناء قاعدة فنية وكوادر مبدعة في التأليف والإخراج والتمثيل، انتقل العديد منهم إلى دول اللجوء حاملين معهم ثقافتهم وشغفهم الفني، في محاولةٍ لإنشاء بيئة جديدة تعبّر عن همومهم من خلال أعمال فنية متنوعة وفي مقدمتها المسرح.

ولاقت عدٌد من الفرق الفنية السورية، التي قدمّت أعمالًا مسرحية في أورفة، قبولًا واستحسانًا شعبيًا في أوساط السوريين والأتراك.

فنٌّ في مجتمع لا ينطق بالعربية

يقول محمد السطام، وهو ممثل ومخرج مسرحي، “في مجتمع لا ينطق بالعربية، هناك فرق بين أن تكون في دولة ناشطة فنيًا وفيها أرضية فنية وكادرٌ فاعلٌ تستطيع أن تنشط معه عن طريق علاقاتك وخبرتك في هذا المجال، وبين أن تكون في دولة غير ناشطة فنيًا، كالحال في أروفة، وحينها ستكون غير قادر على الاستمرار ولا تستفيد شيئًا سواء من ناحية الخبرة أو من ناحية العمل”.

أما بالنسبة للسوريين فيرى السطام أنهم يواجهون العديد من المشاكل التي تعيق استمرار نشاطاتهم على خشبة المسرح، وخاصة في تأمين التمويل لتغطية النفقات وإيجاد المكان المناسب للتدريب والعرض، ويقول “مصروفاتنا باتت تقتصر على الأشياء الضرورية، ما أفقدنا الكثير من الأدوات والملابس والديكور المسرحي والتقنيات الإلكترونية في الصوت والإضاءة والحركة التي باتت جزءًا مهمًا من الأعمال المسرحية’’.

ورغم المصاعب التي يعاني منها المسرح إلا أنه مايزال يتمتع بحاضنة شعبية وجمهور نهم ومتلهف لحضور كل عمل جديد، ويؤكّد السطام أن الأعمال المسرحية السورية تشهد حضور شرائح واسعة من السوريين والأتراك وخاصة العرب الأتراك الذين يفتقدون مثل هذه النشاطات التي تقدم بلغتهم الأم، إلا أن هذا لا ينفي أن تقديم الأعمال السورية باللغة العربية مايزال يشكل حاجزًا أمام الوصول إلى أبناء المنطقة، وخاصةً غير الناطقين بالعربية من الكرد والأتراك.

الفن يجب أن يكون، بحسب السطام، “فسحة للراحة وواحة للسلام ومنبرًا ثقافيًا يوصل الأفكار للناس في وسط صحراء الكراهية والجهل التي تحيط بنا”، ولذا فإنه يعمل هذه الأيام على تصوير برنامج كاميرا خفية، محاولًا زرع الابتسامة بين الناس خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، ويخرج فيلمًا قصيرًا يتمنى أن يبدأ تنفيذه بعد أيام.

الرقصة الأخيرة.. آخر العروض

مسرحية “الرقصة الأخيرة” هي إحدى المسرحيات السورية التي عرضت عدة مرات، وستدخل في إحدى المسابقات التركية للأعمال المسرحية، وقد تم عرضها مؤخرًا على مسرح “شاعر نبي” في أورفة بالتعاون مع عدة هيئات شبابية تركية، وقدمتها “فرقة سعد الله ونوس” المسرحية، التي تأسست في مدينة أورفة عام 2016.

وتتحدث عن صديقين يزوران إحدى المقابر لكي يسهروا فيها، لكنهما ينصدمان بنهوض الموتى من قبورهم، ويبدأ الأموات بندبهما ولومهما على الحال الذي وصل العالم إليه وما اقترفه الصديقان من حروب، ويستمر الحديث بينهم وسط جو من الخوف والرعب.

دليار، أحد الممثلين في مسرحية الرقصة الأخيرة يقول لعنب بلدي أن المسرحية “صورة مصغرة عن الحياة التي يعيشها السوري الآن، كما أنها تجسد المعاناة الإنسانية بصورة عامة”.

ويرى دليار أن الفن في علاقة تفاعلية طردية مع الواقع بطبيعته فهو يتأثر بالواقع ليؤثر عليه بعد ذلك، من خلال تجسيده وتصويره عبر صور ولوحات تعكس الواقع وتعالجه وتقترح له الحلول عبر رسائل تبقى عالقة في ذهن المشاهد.

وتظهر مسرحية الرقصة الأخيرة شخصية الهازم والمهزوم في وطنه، الذي مع خسارته مايزال قويًا ولديه الشجاعة والجرأة ليتحرك وسط القبور باحثًا عن متنفس ليعبر به عن ذاته وعن مكوناته، وعن هذا العنف وسط هذا الدمار الهائل، فيدعو أحد أصدقائه الأعزاء للاحتفال بعيد ميلاده في مكان موحش وخالٍ إلا من الموتى الذين لن ينهضوا، سهرة لم تكتمل بسبب قيام الموتى من قبورهم واستحضارهم لذكريات موتهم بكل تفاصيلها الموجعة والمفرحة.

تأنيب الأموات للصديقين يدور حول أن الأحياء هم سبب هذا الدمار، وبالتالي يجد الصديقان نفسيهما متهمين في محكمة شهودها وقضاتها والمدّعون فيها من الموتى الأحياء، لتنتهي المسرحية بالدعوة إلى الحياة والسلام والأمل.

-------------------------------------------------
المصدر : عنب بلدي 

الاثنين، 17 أبريل 2017

«ماكبث» بأسلوب تفاعلي على المسرح الوطني

مجلة الفنون المسرحية

«ماكبث» بأسلوب تفاعلي على المسرح الوطني


عبر أسلوب تفاعلي مبتكر، ووسط حضور جماهيري لافت، شهد المسرح الوطني في أبوظبي، مساء أول من أمس، عرضاً لمسرحية «ماكبث»، أحد أشهر أعمال الأديب العالمي شكسبير.

جاء العرض ضمن برنامج التعاون الثقافي بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، الذي يمتد على مدى العام الجاري، وينظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.

بين التراجيديا والمتعة

استخدم فريق العمل المسرحي كامل مساحة مبنى المسرح الوطني، وصولاً إلى الحركات التفاعلية مع الجمهور، عبر التنقل بين جنبات المبنى، وتوظيف التأثيرات الصوتية المبهرة وتصاميم الأزياء المبتكرة، لتقديم عرض فني مسرحي متكامل، جمع عناصر لغة شكسبير بعناصر وتقنيات مستحدثة، في إطار متوازن بين التراجيديا والمتعة.

أتي العرض بأسلوب المسرح التفاعلي، الذي استخدم جميع جنبات مبنى المسرح الوطني وخارجه، بشكل أتاح الفرصة للجمهور التفاعل مع مضامين المسرحية ومشاهدها المختلفة، ومناقشة القضايا والأفكار التي تطرحها المسرحية من خلال رؤية جديدة لمسرحية شكسبير، عبر عمل للمخرجة، ليز هاداواي، التي مزجت بين النص الكلاسيكي والشكل المعاصر للأحداث والفنانين والديكور.

من جانبه، قال مدير إدارة الفعاليات بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ياسر القرقاوي، إن «عرض مسرحية ماكبث، الذي ضم ما يزيد على 27 فناناً من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، وعرض بالمسرح الوطني في أبوظبي، والمركز الثقافي في عجمان، برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، جاء باكورة لبرنامج التعاون الثقافي الإماراتي - البريطاني في دعم المبدعين، من خلال أنشطة وفعاليات تسهم في عرض المواهب البريطانية والإماراتية، واطلاع الجمهور في جميع أنحاء دولة الإمارات على ثقافة الدولتين، وهو أحد أهم مرتكزات برنامج التعاون، الذي رأت الوزارة الثقافة أن يكون في مقدمة أولياتها في تنفيذ برنامج التعاون، وسيتبع العرض عدد من وورش العمل المتخصصة في جميع فروع الثقافة».

وأضاف القرقاوي أن الوزارة تسعى دوماً لتقديم كل أشكال الدعم والرعاية للمبدعين الشباب في كل المجالات الثقافية بهدف تشجيع الشباب الإماراتي على الإبداع، في إطار استثمار الجهود والطاقات الواعدة، وإتاحة المجال أمام المبدعين للتعبير عن رؤيتهم وتصوراتهم، كما أن الوزارة حريصة على توعية الجمهور من خلال تقديم عروض مسرحية عالمية تهدف إلى التنمية الثقافية، وإحياء التراث الأدبي العالمي بين نفوس أبناء الإمارات».

وقال القرقاوي إن «المسرح التفاعلي الذي قدمت به (ماكبث)، هدفه تحقيق التواصل مع الجمهور، ورغم أنه مازال في بدايته بالوطن العربي، ونتائجه أقل من المتوقع نتيجة لصعوبات عدة تواجهه، إلا أن عرض (ماكبث) حقق نجاحاً».

----------------------------------------------
المصدر : الأمارات اليوم 

الأحد، 16 أبريل 2017

تعرض االاثنين 17 نيسان في كتارا بالدوحة (سأموت في المنفى) مونودراما مسرحية لغنام غنام تأليفا واخراجا وأداء

مجلة الفنون المسرحية

تعرض االاثنين 17 نيسان في كتارا بالدوحة 
(سأموت في المنفى)  مونودراما مسرحية لغنام غنام تأليفا واخراجا وأداء
  
كتب - عبد العليم البناء 

ضمن أسبوع مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ،الذي يقام في مركز كتارا في العاصمة القطرية الدوحة ،بين الخامس عشر والعشرين من شهر نيسان ابريل الحالي ،تحت شعار (مائة عام من الاستعمار ..مائة عام من المقاومة) ،تعرض الاثنين السابع عشر من نيسان ابريل 2017،مسرحية «سأموت في المنفى» للفنان المبدع غنام غنام ،وهي مونودراما مسرحية من تأليفه واخراجه وتمثيله ، وسيتبع العرض حوار مفتوح مع الجمهور .
ويتناول العرض جوانب من حكاية غنام غنام "الشخصية وحكايات والده وأخوته بالتوازي مع التاريخ الفلسطيني، والأسئلة المربكة عاطفيا التي تسببت بها نكبة فلسطين تجاه مصطلحات الإنسان الذي يعيش في المنفى"، معتبراً نفسه «بدل فاقد» للإنسان الذي كان يجب أن يعيش حياة عادية على أرضه. واصفا فيها، بأن كل حياته هذه هي بدل فاقد في فلسطين أحببت فلسطينيتي وأحببت أردنيتي في مسرح الحرية الذي يديره حينها الشهيد جوليان خميس الذي اغتالته القوة الظلامية بعد أسبوعين من عرضنا على مسرحه كان الإعلان يحمل عبارة الفنان الأردني غنام غنام، وكانوا يدركون عمق هذه العبارة وأثرها في جمهور مخيم جنين لأنها كانت تمثل دعماً لصمودهم في فلسطين بتخفيض مستوى الخوف ورفع درجة التحدي دون قصد. ويتميز العرض الذي سبق أن قدم في متحف محمود درويش برام الله بعدم اعتماده تقنيات المسرح التقليدية، حيث اعتمد فقط على أداء الممثل بمرافقة كرسي متعدد التحولات، دون استخدام إضاءة أو صوتيات أو منصة للمسرح.
وغنام صابر غنام من مواليد اريحا عام 1955 ،عضو نقابة الفنانين الأردنيين  شعبة الإخراج ورابطة الكتاب الأردنيين ،والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ،وعضو مؤسس في الهيئة العربية للمسرح / المقرر للمجلس التنفيذي الأول ،ورئيس مكتب الأردن/ الهيئة العربية للمسرح ،وعضو مؤسس في فرقة المسرح الحر ،ورابطة مسرح بلا حدود – رماح ،ولديه مؤلفات وبحوث ودراسات أدبية ومسرحية عدة ،وقدم العديد من الاعمال المسرحية ممثلا ومؤلفا ومخرجا ،إضافة لتأليف الأعمال التلفزيونية الدرامية والوثائقية ،وحاصل على جوائز عدة في التأليف والإخراج والسينوغرافيا ،ومن أشهر اعماله جماهيريا مونودراما (عائد من حيفا) ،المأخوذة عن رائعة الراحل غسان كنفاني ، ويشغل الان منصب مسؤول الاعلام والنشر في الهيئة العربية للمسرح في الشارقة.

الثلاثاء، 11 أبريل 2017

الممثلة المغربية سارة تكاية تقدم عملها المسرحي الجديد « زواج مرتب »

مجلة الفنون المسرحية

الممثلة المغربية سارة تكاية تقدم عملها المسرحي الجديد « زواج مرتب »

بعد تقديم عدد من العروض بالمسارح الفرنسية، تعرض الممثلة المغربية سارة تكاية عملها المسرحي الجديد « زواج مرتب »، من 11 إلى 15 أبريل الجاري بأربع مدن مغربية.

وأوضح المنظمون، في بلاغ، أن أول عرض للمسرحية، سينطلق يوم 11 أبريل بـ »استوديو الفنون الحية » بالدار البيضاء، وتتواصل العروض أيام 12 أبريل بمركز « زينيت » – الرياض بالرباط، و13 أبريل بالمعهد الثقافي الفرنسي بمراكش، و15 أبريل بالمركب الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة.

وتعد هذه المسرحية عملا فنيا مستوحى من الحياة المعاصرة، ألفه وأخرجه سمير طلحاوي، وقام بأداء أدواره الرئيسية كل من سارة تكاية (في دور ليلى)، وسمير طلحاوي، وتيمور دومير، وفانسيا ديو، والمهدي فتاح، وجيريمي حاك، ورادوسلاف ماجيريك، وأشورا بلفوضيل، وليوبولد هيدينغرين، ومصطفى روتمان، ويوهان بيربي، وسيريل روسيك، وسليمة.

فعلى امتداد ساعة ونصف الساعة، تسافر هذه المسرحية بالجمهور، عبر مشاهد مستوحاة من الواقع المعيش بطريقة كوميدية، وتحديدا من مؤسسة الزواج المعاصرة، وما يعترضها من صعوبات واختلافات ذات طبيعة ثقافية – سلوكية، تؤدي في غالبها للجوء إلى الكذب.

وأوضح البلاغ أنه اجتمعت في هذه المسرحية « كل العناصر من أجل خلق فرجة كوميدية على درجة عالية من الأداء، الكوميديون يتميزون بطاقة هائلة، خصوصا البطلة سارة تكاية التي تعود بقوة إلى الساحة الفنية بعد تألقها في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، بدور تكشف من خلاله تناقضات لا تكاد تنتهي… ».

وأضاف المصدر أن المسرحية تركت خلال عرضها بمسرح « داريوس ميلهود » في المقاطعة 19 بالعاصمة الفرنسية، « أثرا إيجابيا، إذ جعلت الجمهور، حسب المقالات النقدية التي كتبت عنها، يعيش لحظات مليئة بالضحك الهادف (كوميديا الموقف)، وحضرت علاقات الحب، والشباب، والمساءات العائلية التي تولد تقاليد دينية، إلى جانب تلك الالتباسات، التي يمكن أن تعاش في علاقة ذات طابع عربي – إسلامي ».

يشار إلى أن مسرحية « زواج مرتب »، التي ألفها سمير طلحاوي رفقة سارة تكاية، ووندي نييتو، ومكسيم تريكارو، سيتواصل عرضها، أيضا، بفرنسا بمسرح « العبور نحو النجوم »، ومسرح « المحاور الثلاثة »، ومسرح « نانسي »، و »ديجون »، و »ليموج » بباريس.

----------------------------------------------
المصدر : وكالات 

الاثنين، 10 أبريل 2017

الرقة والعذوبة الكورية تشارك بعرض مسرحي راقص " الفراشة " ضمن فاعليات مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي

الأحد، 9 أبريل 2017

«أولادنا فى لندن».. مسرحية عن متاعب المغتربين فى الخارج

مجلة الفنون المسرحية

«أولادنا فى لندن».. مسرحية عن متاعب المغتربين فى الخارج

حلم السفر يراود الكثير من الشباب، سواء كان للدراسة أو للعمل، ظناً منهم أنه جنة خالية من المتاعب، ليُصدموا بعد ذلك بواقع مرير يجعلهم يضطرون لسلك طريق بعيد عن آمالهم، خاصة لو كانوا مغتربين من أجل العلم، هذا ما يحكيه العرض المسرحى «أولادنا فى لندن» فى إطار استعراضى كوميدى، على خشبة مسرح الهناجر. «العرض بيناقش فكرة الطلبة المغتربين، اللى بيسافروا لأوروبا على اعتبار إنهم بيدرسوا بس بيُصدموا بواقع صعب، فيضطروا يشتغلوا فى مطاعم ومهن بعيدة عن دراستهم»، كلمات مخرج العرض محمود عبدالعزيز، الذى أضاف أنهم من خلال المسرحية يطرحون تساؤلات العديد من الشباب: «لماذا كل ما يتمناه الشباب مكانه الخارج وليس موطنهم؟ بالإضافة لأسباب المشاكل المتلاحقة التى تجبرهم على السفر والتفكير فيه حتى فى سن مبكرة».

النص للكاتب على سالم، وتم عمل معالجة معاصرة له، وحافظ المخرج على الزمن الذى تدور فيه أحداث المسرحية وهو فترة السبعينات، ويقدمه 13 ممثلاً منهم 10 أولاد و3 بنات يخوضون تجربتهم التمثيلية الأولى: «يرصد العرض فكرة الغربة ووهم المستقبل اللى بيبحث عنه الشباب، من أجل تحقيق النجاح ومهما ارتفع شأنه، هيفضل فى النهاية مواطن درجة تانية، مش مواطن أصلى». ويتابع المخرج: «مخطط عرض المسرحية أكثر من مرة، البداية هنا على مسرح الهناجر ثم السفر إلى الإسكندرية ثم الفيوم، لأن فكرة العرض مهم أن يراها أكبر عدد من الشباب للتعرف على حقيقة ما يجرى وأن السفر ليس أمراً عظيماً كما يظن البعض ولكن له ضريبة مدفوعة ومحتمل إنه يكون غير مجدى».

ويختتم: «أجريت بروفات على مدار ثلاثة أشهر وكنت سعيداً بأن هذا العرض التجربة الأولى فى التمثيل للطلبة، الذين أجادوا الرقص والغناء والأداء فى وقت قياسى».

---------------------------------------
المصدر : سحر عزازي - الوطن 

الجمعة، 24 مارس 2017

ألكسيس مشاليك يبتكر مسرحا داخل المسرح في 'إدمون'

مجلة الفنون المسرحية

ألكسيس مشاليك يبتكر مسرحا داخل المسرح في 'إدمون'

بعد مسرحيتي “حلقة المخادعين” و”حامل الحكاية” يقترح المؤلف والمخرج المسرحي، ألكسيس ميشاليك، الفائز بثلاث جوائز “موليير” مسرحية جديدة بعنوان “إدمون”، يروي من خلالها الظروف الحافة بتشكل مسرحية من روائع المسرح الفرنسي في القرن التاسع عشر، هي “سيرانو دو بيرجوراك”، في عرض مبتكر على “مسرح القصر الملكي” بباريس، يجمع بين المسرح الكلاسيكي والتقنيات السينمائية.


“إدمون” هو إدمون روستان (1868/1918) أحد عباقرة المسرح الفرنسي، رغم أنه كان يجدف ضد التيار، إذ كان يأنف من النثر، ويتشبث بالمسرح الشعري في وقت كان الاتجاه العام يسير نحو التجديد، على غرار كورتلين وجورج فايدو وأوجين لابيش.

بالموازاة، ينطلق المخرج والمؤلف المسرحي ألكسيس ميشاليك في مسرحيته الجديدة المعنونة بـ”إدمون”، والتي تعرض حاليا بـ”مسرح القصر الملكي” بباريس، من نقطة فارقة في مسيرة روستان الفنية، ديسمبر 1897 على وجه التحديد، حين ألفى نفسه عاجزا عن تأليف عمل جديد ينسي النقاد وهواة المسرح عمله السابق “الأميرة النائية” الذي لم يحظ بالقبول عند عرضه على خشبة “مسرح النهضة”، رغم تقمص سارة برنار دور البطولة.

كان قد مر عامان على صمته، حين نصحته صديقته سارة برنار بالتعاون مع النجم المعروف كونستان كوكلان (1841 /1909) للخروج من أزمته، فاقترح على هذا الممثل الكبير مسرحية شعرية ملحمية يعتقد اعتقادا راسخا أنها سوف تحوز إعجاب الجميع.

اقتنع كوكلان بالمشروع وتحمس له، ولكن المشكلة أن روستان لم يكتب منه بعد حرفا واحدا عدا العنوان “سيرانو دو بيرجوراك”، والحال أنه ينوي عرض المسرحية بمناسبة أعياد آخر السنة، أي أنه سباق ضد الساعة، كيف سيكتب نصا شعريا ملحميا متميزا في وقت وجيز؟ وكيف يتمرن الممثلون على أدائه ليعرض على الجمهور بعد أيام معدودة؟

كل من حوله شكوا في جدية هذا المشروع وقدرة روستان على إنجازه، لا سيما أن الوقت ضيق، ولكنه أثبت العكس، فبرغم الضغوط المتعددة التي كانت تواجهه، بدءا بعامل الوقت، وانتهاء بغيرة زوجته روزموند ونزوات بعض الممثلات ومرورا بشروط المنتجين الكورسيكيين المجحفة، توصل روستان إلى صياغة نص فريد في الموعد المحدد، أثنى عليه النقاد ورجال المسرح عند عرضه أول مرة في 28 ديسمبر 1897 في مسرح “باب سان مارتن” بباريس، وشكل حدث الموسم ساعتها، ثم عُدّ لاحقا رائعة من روائع المسرح الفرنسي.

كذلك تبدأ مسرحية “إدمون”، أي حين التقى روستان بسارة برنارد ثم بكونستان كوكلان، وتولدت فكرة تأليف “سيرانو”، تحت سطوة تلك الضغوط، والتفاصيل الصغرى التي يستمدها المخرج من حياة روستان حينا، ويستوحيها من تجربته الشخصية كرجل مسرح حينا آخر.

الانتقال بين الواقع والمتخيل يجري على نسق سريع في مسرحية "إدمون"، ما يجعل الأحداث تختلط وتتمازج
وبذلك نشهد المسرحية وهي تُكتب، ونشهدها وهي تُمثل؛ وسط حشد من الأضواء والديكور الباذخ، ينشط الممثلون الاثنا عشر بأزيائهم الكلاسيكية في أداء أدوار مؤثرة حينا ومسلية حينا آخر، ليغوصوا في عملية الخلق، وتشكل نشأتها، ويحتفوا بالمولود حينما صار خلقا سويّا، أي أن المتفرج يشاهد مسرحيتين؛ الأولى تنطلق من وقائع حقيقية بطلها إدمون رسوتان، ولم يتعد وقتها الثلاثين، مع زوجته روزموند وولديه، والثانية متخيلة بطلها سيرانو الذي يقال إنه شخص حقيقي عاش في القرن السابع عشر، وحبه العميق لروكزان، ذلك الحب الذي بدا مستحيلا بسبب شوهة خلقية في أنف سيرانو، وتعلق روكزان برجل آخر دونه ثقافة وشاعرية وصدقا في العواطف.

الانتقال بين الواقع والمتخيل يجري على نسق سريع في المسرحية، ما يجعل الأحداث تختلط، وتتمازج بشكل يسمو بها إلى مناطق الحلم.

تنجح الفرقة في خلق عالم مخصوص، يتبدى خلاله الشخوص بشكل كاريكاتيري، يلح على بعض الملامح ويضخمها كي تغدو مضحكة، كما هو الشأن مع المنتجين الكورسيكيين، وهم في الأصل من المافيا التي تدير بيوت الدعارة، أو الممثلة التي ستتقمص دور روكزان، وقد جمعت إلى الانتهازية والنرجسية المرضية سوء الطبع وتقلب المزاج، وروستان نفسه، بهشاشة بدنه وشدة خجله، والذي غالبا ما يكون محل سخرية لنبذه الكحول ووفائه لزوجته.

“إدمون” هي إخراج مسرحي حديث لإخراج مسرحي كلاسيكي، تتناوب فيه المشاهد بين مسرحية “إدمون” وبين مسرحية “سيرانو” التي يؤديها الممثلون أمامنا، أي أنه مسرح داخل المسرح، عالجه ميشاليك بمهارة عبر إيقاع مدروس، يتوخى المشاهد القصيرة، والخطابات الموجزة، والإيحاءات الدالة، وتغيير الديكور في لمح البصر، مضفيا على العرض روحا مرحة من خلال مواقف مضحكة، كفواصل بين زخم من الأحداث والشخصيات قد يتيه فيه المتفرج.

وكما هو الشأن في مسرحيتيه السابقتين “حلقة المخادعين” و”حامل الحكاية”، يعتمد ميشاليك على إخراج أقرب إلى التقنيات السينمائية، من جهة تعدد تغيير الديكور في أوقات قياسية، واستعمال المؤثرات الصوتية والخدع السينمائية والموسيقى التصويرية.

ميزة ميشاليك أنه يميل إلى سرد حكايات متداخلة، تجمع بين الواقع والخيال، بين المعيش والحلم، يأخذ المتفرج منذ رفع الستار إلى رحلة يهجر فيها زمانه وموقعه ليحلق في فضاءات وأزمنة أخرى، بأعلامها ومعالمها وخصوصيات عصرها.

وقد استعملها هنا لاستعادة أجواء خلق “سيرانو دو بيرجوراك”، ليمسرح على الخشبة مصادر الإلهام ومولد تلك المقاطع الطويلة التي صارت من مآثر اللغة الفرنسية وآدابها.

-----------------------------------------------
المصدر : العرب - ابوبكر العيادي 

رسالة رجل عشق فنه.. مسرحية جديدة عن حياة راقص الباليه الروسي فاسلاف نيجنسكى

مجلة الفنون المسرحية

وقع الاختيار على أشهر راقصي الباليه الروسي مايكل باريشنيكوفى، الحاصل على الجنسية الأمريكية، لتجسيد حياة راقص الباليه الراحل "نيجبنسكى"، التي اختارها المخرج المسرحي الأمريكي روبير ويلسون لتكون موضوع مسرحيته الجديدة "رسالة رجل عشق فنه"، على مسرح دى لافيل بالعاصمة الفرنسية.

وتشير المسرحية إلى فترة في حياة راقص الباليه الروسي فلاسلاف نيجبنسكي والتي أصيب فيها بالجنون بعد انفصاله عن مصمم رقصاته، سرج دياجيلف، والذي جعله يشعر بالوحدة وعدم القدرة على تقديم روائع أعماله.

المسرحية أيضا تسلط الصوء على الصراعات النفسية والفنية التي عانى منها الفنان مع الآخرين، والتي نجح راقص الباليه الأمريكى في تجسيد كل هذه الصراعات عبر حركاته العديدة، فضلا عن براعة الأسلوب الإخراجي في توظيف الصوت والإضاءة للتعبير عن انفعالات الفنان.

--------------------------------
المصدر : أ ش أ




الخميس، 23 مارس 2017

كارلوس شاهين في مجاهل الحب: بمسرحية «كيف كان العشا؟»

مجلة الفنون المسرحية

 كارلوس شاهين في مجاهل الحب: بمسرحية «كيف كان العشا؟» 

عبدالرحمن جاسم

بعد «مجزرة» و«بستان الكرز»، يعود المخرج والممثل المسرحي اللبناني إلى الخشبة بنصّ ملبنن آخر: «كيف كان العشا؟» عرض يسائل ماهية الحبّ، والرغبة، والزواج والعلاقات والسعادة. هو لا يقدّم أجوبة، بقدر ما يزيد حيرتنا وأسئلتنا!
بعد تجاربٍ ناجحة مثل «مجزرة» (لبننته رندا الأسمر عن الكاتبة الفرنسية ياسمينا ريزا)، و«بستان الكرز» لتشيخوف، يعود المخرج والممثل المسرحي (والسينمائي) اللبناني كارلوس شاهين (1975) إلى المسرح وهذه المرّة مع رائعة بروفسور الأدب الإنكليزي والمسرح في «جامعة يال» دونالد مارغلييز: Dinner with Friends (1998) التي نالت جائزة «بوليتزر» للعمل المسرحي عام 2000، خضعت لعملية لبننة بدءاً من عنوانها الذي استحال «كيف كان العشا؟».
القصّة المقتبسة التي ترجمها جوزيف زيتوني إلى العربية بدقّة وحرفة بالغتين، تطرح أسئلة بالغة الأهمية حول العلاقات البشرية والروابط الأسرية. ربما تكمن روعتها في أنّها لا تقدّم الأجوبة بمقدار ما تثير الأسئلة، مما يخلق نوعاً من «التواصل» بين المشاهد وأبطال العمل ككل. تحكي القصّة عن زوجين هما غابي وكارين، وتوم ولينا. هؤلاء الأربعة هم أصدقاء وأزواج سعداء بحسب الظاهر. لا ينفصلون منذ أن كانوا في الجامعة، لكن المفاجأة تكمن في التفاصيل القادمة: تعلن لينا لغابي وكارين أنّها وتوم سينفصلان، لأنه يريد تركها من أجل امرأة أخرى.
إنه عشاءٌ «أخير» بشكلٍ أو بآخر إذاً. تقلب التفاصيل الطاولة على الأربعة معاً، فغابي وكارين لم يتوقعا لصديقيهما هذه النهاية، إلى جانب الكم الهائل من الأسئلة التي لا يعرفان إجابتها حول علاقتهما هما أيضاً؛ وقد أعادها العشاء ــ بما فيه من أحداث - إلى الواجهة. فنياً، تحضر في العمل كوكبة من نجوم الخشبة اللبنانيية: المخرجة والممثلة المتألقة سحر عساف، النشيطة للغاية سيرينا الشامي، جوزيف زيتوني شريك شاهين الدائم، ونجم «فيلم كتير كبير» ألان سعادة.
يحاول المخرج شاهين أن يقرّب القصة كثيراً من أذهان مشاهديه؛ هو القادم من عالم التمثيل المسرحي والسينمائي. بحسب توصيفه، هو «ممثل يخرج أفلاماً»، إذ سبق له أن شارك في أعمال مسرحية كبيرة ومهمة مع مخرجين كبار مثل الفرنسي آلان فرانسون، الألماني ماثياس لانغهوف، والإيطالي سيلفيو بوركاريتي وآخرين؛ ناهيك عن عمله في السينما مع كبار آخرين مثل راوول رويز، أوليفييه أساياس، ومحلياً زياد دويري، وغسان سلهب.
أيضاً حصل شاهين على جائزة أفضل فيلم في «مهرجان ترايبيكا» في نيويورك عن فيلمه القصير الأوّل «الطريق إلى الشمال» (حصل عليه جوائز متعددة من بينها أفضل فيلم في «مهرجان دبي»، الجائزة الكبرى في «مهرجان السينما المفتوحة» في سان بطرسبورغ). مسرحياً، يأتي عرض «كيف كان العشا؟» كثالث عمل للمخرج اللبناني. بعد «مجزرة» و«بستان الكرز»، قرر أن يكون هذا العمل ضالته المنشودة. «جربت كثيراً من الممثلات قبل أن أختار المجموعة التي تشارك اليوم في العمل» يقول لنا. ويؤكد أنَّ المسرحية تقارب «الحكايا اليومية»، لكن بطريقة تجعل الجميع جزءاً منها، وتطرح «أسئلة أكثر، وأجوبةً أقل». ويضيف: «موضوعها قريب جداً من الجميع، فهي تطرح إشكاليات من نوع: ما هو الحب؟ ما هي الرغبة؟ ما هو الارتباط؟ ما هي الصداقة؟ وهل الأفضل البقاء في علاقة ميتة فقط لأننا ضمن مجتمع تقليدي يقدّس العائلة؟ هل يضحّي الإنسان من أجل ذلك، أم يخاطر بترك كل هذا خلفه والسعي وراء سعادته؟».


المسرحية تقارب
«الحكايا اليومية» بطريقة تجعل الجميع جزءاً منها (ك. ش)

من جهتها، اختارت سحر عساف أن تخلع عباءة المخرج هذه المرّة، وأن تكون ممثلةً فقط: «أنا ممثلة أساساً، فالممثلة هي أولاً، لكن الضرورة تفرض أحياناً أن أكون مخرجة. هذا لا يعني أنني لا أحبهما معاً. أنا أشعر بأن سحر «ممثلة» قبل أن تكون مخرجة. وحين تصبح لديك «قبعتان» قبعة المخرج وقبعة الممثل، من الصعب عليك أن تفصل بينهما». أما لماذا اختارت أن تكون ممثلة في هذه المسرحية، فتشير: «رغبت في أخذ استراحة من الإخراج، وأردت العمل تحت إدارة مخرج غيري، وهذا الأمر نعمة لا تصدق، إذ أركز على دوري وأحفظ النص، وأترك بقية الأمور للمخرج والإنتاج». لم تكن عساف قد التقت شاهين من قبل، لكنه كان قد شاهد لها مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» (لسعد الله ونوس) كمخرجة، فطلب منها الحضور إلى جلسة قراءة مسرحية، وبسرعة أخذت الدور. تشير عساف إلى أنّ هذه المسرحية كانت على «لائحة ما سوف أقوم به لاحقاً». حالما أتت الفرصة، تلقفتها من دون تفكير، فـ «المسرحية مكتوبة بذكاء، وخفيفة على الجمهور، هي ليست «الملك لير» (أخرجتها العام الماضي)، إذ لا تستطيع أن تقوم كل يوم بعمل ثقيل كـ «لير»». تجسد عساف في العرض دور «كارين» ذات الشخصية «المحبة للعائلة، والمنضبطة للغاية، والواقعية جداً». بعد المسرحية، تحضّر عساف لعملين مسرحيين الأول هو «كان يا ما كان» المقتبسة عن شعر اللبنانية زينة الهاشم بيك وستقدّم عند بداية الشهر باللغة الإنكليزية (لأن الشعر باللغة الإنكليزية أساساً)، ثم تعود بعد ذلك مع عمل مسرحي توثيقي هو «لا طلب لا عرض» الذي يقارب قضية الفتيات اللواتي شغّلن في «الدعارة» في لبنان العام الفائت.
بدورها، أشارت سيرينا الشامي إلى أنّ هذا هو عملها الخامس مع كارلوس شاهين «لأنّني أحبُ أن أعمل معه، أولاً، ثم إنني أحبُّ المسرح كثيراً، فكيف إذا كان العمل يجمعك مع أناسٍ يعرفون تماماً ماذا يعني مسرح. أنا أشعر بأنني في أيادٍ أمينة، ومع مخرجٍ أثق به، يستطيع إخراج أفضل ما بك، كما يطورك كممثل بشكلٍ كبير، وكذلك يختار نصوصه بشكل جيد». يذكر أنَّ الشامي وشاهين يتشابهان بكونهما اكتشفا المسرح بعد اختيارات أخرى، إذ درست سيرينا الهندسة الداخلية، فيما درس كارلوس طب الأسنان. وحول دورها، تقول: «أؤدي في المسرحية دور «بث» التي عرّب اسمها وتحوّل إلى «لينا». لينا هي في الأربعين من العمر، متزوجة منذ 12 عاماً، ولديها ولدان، شفافة وحائرة للغاية بخصوص خياراتها. عنى لي الدور كثيراً، خصوصاً لناحية أنّ كل شخصية أعطي لها الوقت الكافي كي تبرر ما تقوم به، وهذا أمرٌ رائع».
تحضّر الشامي النشيطة للغاية عدداً كبيراً من الأعمال. يعرض لها حالياً فيلم «محبس» لصوفي بطرس ومسلسل «الشقيقتان» على «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، ثم تعود لاحقاً في مسرحية «لا طلب لا عرض» لسحر عسّاف. أما جوزيف زيتوني الذي عرفه الجمهور اللبناني مع فيلم cash flow 2 لسامي كوجان؛ فهذا هو العمل الثاني له مع شاهين، وهو إذ ترجم هذا العمل، يؤكد أنّ «النص أصبح جزءاً مني» في إشارة إلى أنّه بذل مجهوداً كبيراً كي يخرج النص بهذه «الدقة» لأنه رغب في أن يكون مترجماً بحرفية وإن «ملبنناً». زيتوني يؤدي دور غابي زوج كارين، الذي يقع تحت تأثير مفاجأة «فراق» صديقيه. أما ألان سعادة الذي يؤدي دور توم الزوج الراغب بفراق زوجته «لينا»، فهو القادم من السينما مع أفلام مثل «فيلم كتير كبير» لميرجان بوشعيا، و«عصفوري» لفؤاد عليوان، مع خبرة كبيرة تحصلها من دراسته في
Lee Strasberg Theater & Film Institute في الولايات المتحدة.

«كيف كان العشا»: بدءاً من اليوم ــ «مسرح مونو» (الأشرفية) ـــ للاستعلام: 01421870

----------------------------------------
المصدر : الأخبار

الأربعاء، 22 مارس 2017

العرض المسرحي " خفيف الروح " معاناة الانسان بين التشتت والاستقرار ..

الثلاثاء، 21 مارس 2017

افتتاح العرض المسرحي " شامان " علي مسرح الغد بالعجوزة بمصر ابتداءا من الخميس القادم الموافق ٢٣ من مارس الحالي

" في انتظار جودو " لصمويل بيكيت ... مسرحية تستحق المشاهدة لفرقة جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح في مهرجان ايام الشارقة المسرحي

السبت، 18 مارس 2017

جمعية إمنزا للمسرح والتراث بالحسيمة تستعد لتقديم مسرحية " ثاونكيند" Dhawangint كرسالة للاحتفال باليوم العالمي للمسرح

الخميس، 16 مارس 2017

مسرح عالمي:حدائق الحيوانات الزجاجية وفرانكيشتاين.. استناداً إلى سيرة كاتبها تينيسي وليامز الذاتية

مجلة الفنون المسرحية


حدائق الحيوانات الزجاجية وفرانكيشتاين.. استناداً إلى سيرة كاتبها تينيسي وليامز الذاتية


تتجلى هشاشة عنوان "حدائق الحيوانات الزجاجية " عبر مسرحيته الشبيهة بسيرته الذاتية وبشكل خاص، من خلال شخصية لورا الرقيقة الهشة (التي تقوم بدورها كيت أوفلين). وهي تتّسم بالخجل الشديد وذات قدم ملتوٍ، فانسحبت من العالم الخارجي، ولم تعد تغادر الشقة التي تعيش فيها مع أخيها الشاعر الكاتب الطموح توم (مايكل أسبير) وأمها الحسناء الجنوبية أماندا (شَيري جونز)، كما جاء في هذا العرض النقدي لنيل نورمان. 
وقد هجر زوج أماندا العائلة قبل سنوات وهي تقضي أيامها الآن مسترجعة في ذهنها معالم شبابها المضيئة، مثل الرقص في مرقص الحاكم في جاكسون، بينما تحاول أن تجد "طالباً شهماً" ليد ابنتها لورا. وحين يُقنع توم صديقه جيم (برايان سمث) بأن يأتي إلى البيت للعشاء، يكون المشهد معدّاً لمواجهة سهلة التصدع كوحيد قرن لورا الزجاجي المدَّخر، وهو الحيوان الأخير غير المحطم في مجموعتها.
ويجلب جون تيفاني بعضاً من السحر المحيّر لهذه القصة المؤثرة الذي صنعه لمسرحيات هاري بوتر. وتبدأ المسرحية، التي تُعرض على مسرح غرينوتش حتى 25 آذار الحالي،  بتوم وهو يُقدم السرد الافتتاحي ويسحب بعد ذلك لورا خارجاً من داخل أريكةٍ وكأنها يؤتى بها إلى حياتها وهي تتمنّع. وإذا كان النصف الأول يستغرق وقتاً قليلاً ليسخن، فإن الانتاج يحلّق بعد فترة فاصلة حين يسحب جيم لورا ببطء إلى خارج قوقعتها ويقدم لها بشكلٍ عفوي أملاً في السعادة.
ولم أعد أستطيع أن أتذكر عدد المرات التي شاهدتُ فيها تكييفات الرواية القوطية الشهيرة للكاتبة الانكليزية ماري شيلي (1797 ــ 1851). فقد كانت هناك أفلام سينمائية، وأخرى تلفزيونية، بل وباليه، مستلهَمة جميعاً من قصة الرجل الذي خلق وحشاً، (فرانكينشتاين). ونسخة المسرح هذه، التي كيّفها جون جينمان لمسرح بلاكيد، لها خصوصيتها. فوحش فرانكينشتاين هنا مصوَّر بدمية متحركة ذات حجم طبيعي. والإعداد هو البساطة نفسها مع القليل من الأشعة وقماش الأشرعة المائج ليمثّل السفينة العالقة في الجليد في القطب الشمالي ــ حيث تبدأ القصة وتنتهي.  وتؤدي تأثيرات الإضاءة، والموسيقى، والصوت إلى خلق حياةٍ على المسرح عن طريق النقر بدءاً من صوت تصدع الجليد إلى طقطقة الرقبة، وهو ما يضيف تحفيزاً للخيال. كما أنها تخدم أيضاً كمنبر للمؤدين الخمسة الذين يقومون بأدوار متعددة، إضافةً إلى تشغيل المخلوق الاستثنائي أو الغريب الذي أنجزه صانع الدمى إيون ستون، المرادف الواقعي لفكتور فرانكينشتاين (العالم الذي خلق الوحش في رواية ماري شيلي). 
ويستخلص النص المنظَّم على نحوٍ جميل، العناصر الجوهرية للقصة التي ينتهي فيها فكتور، المبتلى بالشعور بالذنب لخلقه الوحش، إلى التخلي عنه فيدبّر الوحش مكيدة للانتقام منه. كما أن النص يسلط الضوء على نزاعات الشخصيات وطموحاتها المشتركة، وبشكل ملحوظ قبطان السفينة عديم الأصدقاء روبرت وولتون (آشلي سين كوك) وفكتور فرانكينشتاين (بين وورويك) الذي يحكي له قصته بعد إنقاذه من الجليد القطبي.
ويمكن القول إن، العلاقة ذات الطرق الثلاث بين فكتور، وأليزابث " الأكثر من أخته " (وتقوم بدورها لارا كووين) وصديقه الحميم هنري كليرفال (ماكس غالاغر) علاقة مقنعة كلياً، كما هي حال المخلوق ذاته من أول تنفس تجريبي له حتى عنف انتقامه المكروب. وإن هذا العمل المسرحي، الذي يعبّر عنه صوتياً لويس لابوفتش ويتعامل معه اثنان أو ثلاثة من الممثلين، عمل يتّسم بالرعب، والإثارة التي كانت ماري شيلي ستحبهما بالتأكيد.
وأخيراً فإن "حدائق الحيوانات الزجاجية " هذه، في الأصل، مسرحية من خمس شخصيات كتبها تينيسي وليامز، وعُرضت أول مرة عام 1944 فحققت لوليامز الشهرة. وتتميز المسرحية بعناصر قوية من سيرته الذاتية، مصورةً شخصياتٍ تستند الى الكاتب نفسه، وأمه المضطربة، وأخته الهشة ذهنياً روز. وقد اعتمد وليامز، في كتابته للمسرحية، على قصة قصيرة مبكرة له وعلى مخطط مسرحي كان قد كتبه تحت عنوان "The Gentleman Caller".  

 ------------------------------------------------------------
 المصدر : ترجمة: عادل العامل  عن: Express - المدى

مشاركة عراقية في المسرح الألماني في مسرحية " Human Act حق الانسان "

الأربعاء، 15 مارس 2017

عرض مسرحية " ضجيج وحنين "… مونودراما راقصة على مسرح القباني

نجاح عرض مسرحية اﻻطفال الهادفة" الزهرة الحمراء "

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption