أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 28 أغسطس 2014

الإمارات في قائمة الجوائز الأدبية الأعلى قيمة

مدونة مجلة الفنون المسرحية

ميدالية جائزة نوبل
مبدعون و ادباء فائزون و مكرمون بجائزة العويس في الدورة الثانية عشرة ارشيفية
 
شعار جائزة العويس
شعار جائزة الحرمين للترجمة
بحار مخيلة الأدب
يتجاوز عدد الجوائز الأدبية التي تزيد قيمتها على 100 ألف دولار أميركي، 35 جائزة من مختلف بلدان العالم. وتضم هذه القائمة أربع جوائز من العالم العربي، بواقع ثلاث من الإمارات وواحدة من السعودية.
نوبل
تأتي في المرتبة الأولى جائزة نوبل للآداب العالمية من السويد التي تأسست عـام 1901، حيث تبـلغ قيمـتها الماليـة مليــوناً ومائة واثنين وأربعين ألف دولار، ومنحت الجائزة التي ترصد إنجاز الكاتب بصورة عامة وفي بعض الحالات الخاصة عن كتاب واحد، لـ 110 أدباء وأديبات، وحجبت سبع مرات لعدة أسباب أبرزها الحربين العالميتين الأولى والثانية.
إسبانيا والسويد
وتحتل المرتبة الثانية جائزة «بريميو بلانيتا دي نوفيلا» المعنية بالأدب الإسباني التي تأسست عام 1952، وتبلغ قيمة هذه الجائزة 759 ألف دولار أميركي وتمنح لأفضل رواية.
وفي المرتبة الثالثة جائزة أدب الطفل العالمية «أستريد لينغرين ميموريال» السويدية التي تأسست عام 2003، وتبلغ قيمة الجائزة 714 ألف دولار. وتليها الجائزة الإسبانية «بريمي ودي نوفيلا سيوداد دي توريفيجا» التي تأسست عام 2001، وتمنح لرواية لم تنشر بعد وكتبت بالإسبانية، وتبلغ قيمتها 455 ألف دولار.
النرويج
وتشغل المرتبة الخامسة جائزة إبسن العالميــة من النرويج التي تأسست عام 2008 وتمنح للجهة أو الفــرد الذي أضاف بعداً فنيــاً جديداً في دراما المسرح العالمي، وتبلغ قيمتها 415 ألف دولار. وتليها جائزة «دوروثي وليليان غيش» الأميركية التي تأسست عام 1994، وتمنح لمن ساهم في تجميل العــالم وفهم الحياة وسعادة الإنســان، وتبلغ قيمتها 300 ألف دولار.
الشيخ زايد
أما أولى الجوائز العربية التي تحتل المرتبة العاشرة فهي، «جائزة الشيخ زايد للآداب» الإماراتية التي انطلقت عام 2007 وهي جزء من جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تضم عدة فروع وتمنح للمبدعين من المفكرين، والناشرين، والشباب، عن مساهماتهم في مجالات التأليف، والترجمة في العلوم الإنسانية التي لها أثر واضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، وذلك وفق معاييرَ علمية وموضوعية.
وتبلغ قيمة الجائزة في أي فرع منها ما يزيد على 205 آلاف دولار، وبإجمالي سبعة ملايين درهم لفروعها الثمانية بما فيها مليون درهم للفائز بفرع شخصية العام الثقافية.
السعودية
وتشغل المرتبة 11، «جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة» السعودية التي انطلقت عام 2006، بهدف تشجيع نقل المعرفة من اللـغات الأخرى إلى العربية وبالعكس، وتبلغ قيمتها 200 ألف دولار.
العويس الثقافية
وتندرج «جائزة العويس الثقافية» من الإمارات التي انطلقت عام 1988، ضمن الجوائز الثماني التي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار، علما أن الجائزة تمنح مرة كل عامين، لعدد من الكتاب والمفكرين العرب على إنتاجهم في مجال القصة والرواية والمسرحية، والشعر، والدراسات الأدبية والنقد، والدراسات الإنسانية والمستقبلية.
جائزة اتصالات
شغلت جائزة «اتصالات لكتاب الطفل» التي انطلقت عام 2009 ، المرتبة السابعة حتى عام 2012، ليتم في العام التالي تقسيم القيمة الإجمالية للجائزة وقدرها مليون درهم إلى عدد أكبر من الفئات، لتصبح قيمة الجائزة الكبرى أكثر من 82 ألف دولار التي توزع مناصفة بين المؤلف والرسام ودار النشر.

دبي - رشا المالح
البيان

  

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

مسرح "نعم" يقدم عرضا مسرحيا دعما لغزة بعنوان "خيل تايهة"

مدونة مجلة الفنون المسرحية
  





ينظم مسرح "نعم" عرضا مسرحيا تحت عنوان "من اجل غزة" ويحمل المسرح عنوان "خيل تايهة"

وسيقدم ريع تذاكر العرض دعما لأهلنا في غزة الصمود.

ويشار ان العرض المسرحي "خيل تايهة" من تأليف الكاتب السوري عدنان العودة، وتمثيل: ريم تلحمي، رائد الشيوخي، محمد الطيطي، ياسمين همار وحنين طربية.

عزف موسيقي حي: نور الراعي

إخراج : إيهاب زاهدة

تقنيات : همام عمرو

وسيتم العرض في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 31/8/2014 على خشبة مسرح نعم، بجانب نادي بيت الطفل الفلسطيني / المقر القديم – المحاور.

• سعر التذكرة 20 شيكل، وسيقدم "مسرح نعم" مبلغا مساويا للمبلغ الذي سيتم جمعه مساهمة إضافية من موظفيه لدعم أهلنا في غزة.

• الجمهور فوق 15 عاما.


وكالة معا

مسرحية "طقوس الموت والحياة " ضيف شرف مهرجان المسرح المحترف بالجزائر

مدونة مجلة الفنون المسرحية

 سافرت اليوم الأربعاء أسرة مسرحية "طقوس الموت والحياة " تأليف د. عصام عبد العزيز ومن اخراج مازن الغرباوى إلى العاصمة الجزائرية للمشاركة كضيف شرف لمهرجان المسرح المحترف بالجزائر الدورة التاسعة ، وكذلك بمشاركة اكثر من 20 عرضا جزائريا كحصاد لعام مسرحى جزائرى وعربى .وصاحب الفريق الفنان فتوح أحمد لتكريمه بصفة شخصية عن مجمل أعماله الفنية كممثل فى نفس يوم العرض بالعاصمة الجزائرية وسيكون ذلك فى يوم 1 سبتمبر فى الساعة التاسعة مساء بتوقيت الجزائر. يعقب العرض ندوة نقدية يحضرها كبار النقاد الجزائرين والعرب .يذكر أن عرض " طقوس الموت والحياة " تم ترشيحه من الجانب الجزائرى وسفير الجزائر بمصر الذى شاهد العرض وأشاد به .والجدير بالذكر ان عرض " طقوس الموت والحياة " حصل على جائزتين بالمهرجان القومى المسرح للدورة السابعة لهذا العام .المسرحية بطولة محمود عزت ، نهى لطفى،فاطمة محمد على، مايكل ناجى ، والطفل حازعبد القادر، ، اشعار د. مصطفى سليم ، ديكور وملابس د.احمد عبد العزيز ، اضاءة د. رامى بن يمين، تصميم حركى كريمة بدير، تأليف موسيقى والحان احمد مصطفى ديدو، توزيع الهامى دهيمة.يذكر ان الفنانة وفاء الحكيم ستقدم المسرحية بدلا من فاطمة محمد على لانشغالها بحفل غنائى بفرنسا.
 
 
 
طارق شحاته
البلد

جيرزي غروتوفسكي و نظريته نحو مسرح فقير

مدونة مجلة الفنون المسرحية

جيرزي غروتوفسكي

جيرزي غروتوفسكي Jerzy Grotowski (جيشوف، 11 أغسطس 1933 - بونتيديرا، 14 يناير 1999) 
وهو مُخرج ومُنظّر ومدرب مسرحي بولوني، صاحب نظرية «المسرح الفقير» Poor Theatre، ومؤسس «المختبر المسرحي» Theatre Laboratory. ولد في مدينة رزيشوف Rzeszow وتوفي في وارسو مريضاً بسرطان الدم. درس التمثيل في كراكاو وموسكو وبكين، لكنه سرعان ما تحول إلى الإخراج المسرحي، وكان أول أعماله في عام 1957«الكراسي» The Chairs ليوجين يونسكو. وبعد ذلك بسنتين أسس مع صديقه لودفيك فلاشن Ludwik Flaszen المختبر المسرحي الذي دعي آنذاك «مسرح 13 صفاً» Theatre of 13 Rows في مدينة أبوله Opole، ثم نقلاه عام 1965 إلى مدينة فروكلاف Wroclaw حيث أصبح مركزاً للأبحاث في فن التمثيل، إلى جانب الوجود الدائم للفرقة المسرحية التي قامت بجولات عروض في الدنمارك والسويد والنرويج، كما شاركت في مهرجان مسرح الأمم في باريس عام 1967. أقام بالتعاون مع مساعده تشيسلاك Cieslak «وحدة العمل الفني»، والبؤرة التي يتمحور حولها العمل المسرحي هي الممثل في أدائه الإشراقي، والمنبثق من منهج متكامل في فن التمثيل. وعندما سُئل غروتوفسكي عن المصادر التي تشكل مرجعيته الفنية والفكرية أشار من دون مواربة إلى الممثل البولوني يوليوس أوسْتِرفا Julius Osterwa (1885- 1947)، وإلى ستانسلافسكي Stanislavski؛ ومايرخولدMeyerchold، وآرتو Artaud، وبرشت Brecht (من الدول الأوربية)، وكذلك إلى تقاليد مسرح «نو» Noh الياباني، و«كاتاكالي»Katakali الهندي، وأوبرا بكين. وأضاف بأن المنهج الذي طوره في «المختبر المسرحي» في سنوات ليس تركيباً من هذا وذاك، ففي المختبر يتم تركيز كل شيء من أجل إنضاج الممثل عن طريق توتيره إلى الحد الأقصى وتجريده الكامل، وبالبوح الذي يقدّم عارياً كل ما هو شديد الخصوصية. وكل هذا من دون شائبة من أنانية أو استمتاع ذاتي. بمعنى أن الممثل يقدم نفسه هديةً كاملةً في العرض. وهذه هي فنية (التجلي) وتكامل القوى النفسية والجسدية التي تنبعث من أغوار كيانه وغريزته، فينبثق ما هو نوع من الإشراق؛ إذ إن أشكال السلوك الطبيعي تخفي الحقيقة، ولهذا يبني غروتوفسكي الأداء على نظامٍ من العلامات التي تمثل ما وراء قناع الرؤية العادية أو جدل السلوك البشري؛ فالعلامة إذن وليس الحركة الطبيعية هي التعبير الصحيح للممثل في عروض غروتوفسكي الذي استعان بنتائج كثير من العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا الثقافية، لأن عملية تدريب الممثل عنده هي كشف مشترك بين ذاتين: المدرب والمتدرب في سنوات من التدرُب الشاق جسدياً ونفسياً، ومن جلسات تحليل مختلف الحالات التي يتعرض لها الممثل في أثناء عمله.
ويقول جروتوفسكي في مقالته " نحو مسرح فقير ":"ينفد صبري أحيانا عندما يسألني سائل : ما هو الأصل في عروضك المسرحية التجريبية؟". فمثل هذا السؤال يفترض مسبقا أن العمل المسرحي التجريبي لابد و أن يستخدم تكتيكا جديدا في كل مرة و أنه الفرع و ليس الأصل. ويفترض أيضا أن نتيجة العمل المسرحي التجريبي لابد أن تكون اسهاما جديدا في فن المسرح المعاصر و ذلك مثل المناظر المسرحية التي يستخدم المخرج في تصميمها بعض الأفكار في فن النحت المعاصر أو من الامكانات الإلكترونية، أو مثل استخدام الموسيقي المعاصرة أو أن يجعل الممثلين يؤدون بأسلوب شخصيات الكاباريه النمطية أو مهرجي السيرك. و أنا أعرف هذا الأسلوب في التجريب جيداً، و لقد كنت ذات يوم جزءا منه.
أما عروضنا في المعمل المسرحي فهي تسير في اتجاه آخر. فنحن نحاول في المقام الأول أن نتحاشي اتباع أسلوب واحد بل ننتقي ما نعتبره الأفضل من مختلف الأساليب، محاولين في ذلك أن نقاوم التفكير في المسرح باعتباره تجميع لعدة تخصصات فنية. ونحن نهدف الي تحديد طبيعة المسرح التي تميزه عن سائر فنون العرض و الأداء. و ثانيا فإن عروضنا هي عبارة عن بحوث مستفيضة في العلاقة بين الممثل و الجمهور. و بمعني آخر فنحن نعتبر أن تكتيك الممثل هو جوهر الفن المسرحي.
أما فيما يتعلق بالنص الأدبي المسرحي فقد توصل غروتوفسكي في عمله في مختبره إلى أن الفن المسرحي لايجوز أن يكون مطية لتقديم  نص مؤلفٍ ما وتوضيحه، من زمن ما، كتبه لجمهور ما، بل النص هو أحد عناصر العرض وليس مركز ثقله. في تجاربه الإخراجية المتنوعة، تعاون غروتوفسكي على صعيد السينوغرافيا (دراسة الفضاء المسرحي) Scenography مع فنانين أوربيين معروفين مثل جوزيف شاينا Szajna، وغورافسكي Goravski. ومكان العرض المسرحي عنده لاينقسم حسب التقاليد المتوارثة إلى صالة ومنصةحيث تتحدد العلاقة الجبهية الأحادية بين المرسل والمتلقي، إنما يتغير مكان الجمهور إلى جزأين أو ثلاثة موزعة في المكان المفتوح، بما يحقق التواصل والتأثير الأمثل لفاعلية الممثل على المشاهد.
إن أبرز أعمال غروتوفسكي الإخراجية هي «قابيل» (1960) لبايرون، و«كورديان» Kordian للبولوني سلوفاكي Slovakiت(1962)، و«أكروبوليس» للبولوني فيسبيانسكي Vispianski ت(1962)، و«التاريخ المأسوي للدكتور فاوستوس» للإنكليزي مارلو (1962)، و«الأمير الصامد «للإسباني كالديرون دي لاباركا» Calderon de la Barca ت(1965)، و«القيامة في صور» لغروتوفسكي نفسه (1971). وقد أوصلته هذه العروض إلى الشهرة العالمية في أوساط المختصين في المسرح، لجدتها وخروجها على السائد المألوف في المشهد المسرحي في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. وما لفت انتباه المسرحيين تحديداً إلى غروتوفسكي تعامله مع الممثل والفضاء والنص المسرحي والجمهور، حيث تتضافر هذه العناصر معاً في نسق جمالي يولّد أثناء العرض حالة خاصة تتركز وظيفتها في تحريض الممثل على خلق دوره بنفسه، وليس على إعادة إنتاج الشخصية حسبما تخيلها ووصفها الكاتب. ومن هنا فقدت النصوص الأدبية قدسيتها عند غروتوفسكي، وأضحت محض مادة خام قابلة لإعادة النظر وللحذف والتطوير وإعادة الكتابة انطلاقاً من راهنية لحظة العمل. صحيح أن غروتوفسكي يتكىء على نصوص مسرحية لكتَّاب مسرحيين معروفين، إلا أن نص عرضه المسرحي الجاهز للقاء مع الجمهور لايتطابق ونص المؤلف إلا من حيث العمود الفقري للحدوث، أي إن ما يتعرفه المشاهد في العرض هو سيناريو جديد نتج من حال الارتجال مع الممثل في أثناء التمرينات .
وفي الفضاء المسرحي يركز غروتوفسكي على الممثل وحسب متخلياً عن مكونات العرض الأخرى كافة من ديكور وأزياء ومكياج وموسيقى وإضاءة. وقد أطلق على عروضه الجديدة تسمية «المسرح الفقير» في مواجهة المسرح الثري المزود بالتقانات الحديثة. يقول غروتوفسكي بهذا الصدد: «إن تعريفات المسرح لاتنتهي، ولكي نخرج من هذه الدائرة المفرغة، لابد أن نلغي بعض التعريفات، بدلاً من أن نضيف إليها، وذلك بأن نسأل أنفسنا: ما هو غير الضروري في المسرح؟ هل يمكن أن يوجد مسرح من دون أزياء وديكورات؟ نعم يمكن، ومن دون موسيقى تصويرية ومؤثرات إضاءة وصوت؟ بالطبع ممكن، وهل هذا ممكن من دون نص؟ نعم أيضاً، فتاريخ المسرح يؤكد ذلك. ولكن هل يمكن أن يوجد مسرح من دون ممثل؟ لا علم لي بأي سابقة من هذا القبيل! وهكذا يتبقى لنا لقيام المسرح: ممثل ومشاهد، وبالتالي يمكننا تعريف المسرح بقولنا: إنه ما يحدث بين ممثل ومشاهد. أما ما عدا ذلك فمحض إضافات قد تكون ضرورية؛ ولهذا فإن «المسرح الفقير» الذي صرنا إليه في السنوات الأخيرة، لايوجد فيه سوى ممثلين ومشاهدين. إن كل ما هو بصري يقدمه الممثل بجسده، وكل وما هو سمعي يقدمه الممثل بصوته».
لا يتوجه غروتوفسكي في عروضه إلى جمهور واسع مجهول، وإنما إلى نخبة محددة في جو حميمي يهييء إمكان المشاركة المتوخاة بين الطرفين بهدف التأثير في المشاهد انفعالياً، بأداء الممثل المنعتق جسدياً ونفسياً. لكن هذه النخبة لايحددها الوضع الثقافي أو الاجتماعي الاقتصادي للمشاهد. إن العامل البسيط الذي لم يتجاوز مرحلة التعليم الثانوي يمكنه أن يخوض هذه العملية الإبداعية في البحث عن الذات، في حين يبقى أستاذ الجامعة ميتاً متقولباً جامداً، غير قادر على الخروج من ذاته.
وفي عروض غروتوفسكي
كان يعتمد على تأدية الشعائر , تدريب الممثل وفق تقنية معينة , بناء الدور , العلاقة بين الممثل و المتفرج.
 من خلال  تكريس  فكرة "المسرح الفقير" حيث انه  كان يرى بأن المسرح ليس في ثراء السينما فهو فقير ولا يستطيع أن ينفق مثل التليفزيون فلا بد أن يكون متقشفا، لذلك نادي "بممثل قديس لمسرح فقير"، فما كان يريده جروتوفسكي هو قاعة خالية تصلح لجلوس المتفرجين بينهم ممرات وفجوات لأداء الممثلين مشركين معهم الجمهور، فالمسرح بالنسبة إليه هو كل ما يدور بين الممثل والمتفرج وكل ما عدا ذلك يعد ثانويا. ويقوم منهج جروتوفسكي علي تقنية (الترانس) أي تكامل جميع القوي النفسية والجسمية التي تنطلق من أعماق الممثل وغرائزه وتنفجر بصورة تكشف عن هذه الأعماق. وتقوم تقنية (الترانس) هذه علي ثلاثة عناصر هي :الموقف الاستنباطي , الاسترخاء الجسمي , تركيز نشاط الجهاز العضوي كله في منطقة القلب.
  وكان يؤكد على ما هو طقسي احتفالي، وقد لجأ منذ منتصف الستينيات إلى استخدام الأساطير الوثنية والدينية وتضمينها في ثنايا عروضه، ولكن ليس بالمعنى الجمالي أو المعرفي، وإنما بوصفه حاملاً لقضايا الإنسان المعاصر. وينسجم هذا الهدف وأسلوب العمل داخل فرقته، أي حياة التقشف المادي الجماعية التي يعيشها أعضاء الفرقة، وإبداعهم الجمالي وأخلاقياتهم الرفيعة. ومنذ عرض «القيامة في صور» Apocalypsis cum figuris بحث غروتوفسكي في الظواهر شبه المسرحية التي تعرّف بعض أشكالها في خلال جولاته في إيران ولبنان وأمريكا اللاتينية، مستفيداً من تقاليدها. ومنذ عام 1975 أسس ما يسمى «المهرجان» أو «المشروعات الخاصة» أو «الفعالية الجماعية» التي أخذت تبحث في ميادين مختلفة في آن واحد، إلى جانب الفن المسرحي كالفنون عامة والفلسفة وعلم النفس والاجتماع والأنتروبولوجيا وعلم البيئة والاقتصاد وغيرها، مما أدى ـ على الصعيد التنظيمي ـ إلى تجزيء «المختبر المسرحي» إلى فروع عدة تمارس أنشطة مختلفة. وكانت آخر مشروعات هذه الفعاليات عرض «جبل المخاطر» (1975)، و«بيت خلية النحل» (1977) إلى جانب تأسيس «جامعة مسرح الأمم التجريبية» منذ 1975 التي استقبلت أعداداً من الطلاب الأجانب من مختلف أنحاء العالم. وقد كان لمنهج غروتوفسكي تأثير كبير في عدد من كبار المخرجين المعاصرين مثل بيتر بروك P. Brook، وأوجينين باربا .

المصادر

1-المخرج في المسرح المعاصر, سعد اردش, عالم المعرفة, 1978
2- كتاب " نحو مسرح فقير " تأليف جيرزي كروتفسكي
3- الموسوعة الفنية ,جيمي ويلز , مؤسسة ويكيميديا,سان فرانسيسكو, 2001




محسن النصار
 
 

بدء مهرجان الجزائر للمسرح المحترف الخميس بتوابل محلية

مدونة مجلة الفنون المسرحية
 

يُفتتح مساء الخميس بالعاصمة الجزائرية، المهرجان التاسع للمسرح المحترف الذي يتسّم هذا العام بـ"توابل محلية"، ويشهد منافسة ساخنة في الأفق بين سبعة عشر عرضا تتطلع لخطف التاج في حفل الختام المزمع في الثامن أيلول/ سبتمبر الداخل.
الجزائر: سيكون الموعد مختلفا هذه المرة، إذ ارتضى خليفة بن قطاف "محمد يحياوي" الانتصار للبعد الجزائري المحض، خلافا لومضات سابقة عرفت حضورا عربيا دوليا مكثفا، وستقام الدورة الجديدة بعد ثمانية أشهر عن رحيل أحد أكبر رموز المسرح الجزائري، وهو الفنان المخضرم "امحمد بن قطاف" الممثل والمخرج والكاتب والمدير السابق للمسرح القومي الجزائري وكذا محافظ المهرجان السابق.
وبعد مراسيم الافتتاح، والعرض المرتقب "أضواء" الذي سيكون تكريميا لروح الفقيد بن قطاف، ستكون بداية المسابقة الرسمية  اعتبارا من عصر الجمعة، عبر "ليلة إعدام" من إنتاج تعاونية "كانفا" لبرج بوعريريج، نص وإخراج سفيان عطية، تليها "العرضة" لمسرح قسنطينة، نص الطيب دهيمي، وإخراج فوزي بن براهيم.
ويشارك مسرح عنابة بـ"في انتظار المحاكمة" نص محمد بورحلة، وإخراج حميد قوري، إضافة إلى "النهاية "لجمعية "جيلالي عبد الحليم" من مستغانم، إخراج أحمد بلعالم عن نص من الريبرتوار العالمي للايرلندي صامويل بيكيت (1906 – 1989).
ويعود الكاتب الجزائري الراحل "كاتب ياسين" (1929 – 1989) إلى الخشبة بعرضين، الأول "الجثة المطوقة" في تجربة جديدة لمسرح بجاية والمخرج جمال عبد اللي، والثاني "الأجداد يزدادون شراسة" لمسرح سيدي بلعباس، إخراج محمد الفرمهيدي، فيما يخوض مسرح وهران غمار المنافسة بـ"نوار الصبار"، نص: محمد سنوسي وإخراج الثنائي فضيلة حشماوي ومحمد مولاي ملاوي.
من جهتهما، سيكون حضور مسرحي تيزي وزو وسعيدة بـ"يامنة" نص بوزيان بن عاشور وإخراج صونيا بالنسبة للأول، و"سطو خاص" للثاني، نص محمد مصطفاي وفوزي بن براهيم الذي تولى الإخراج أيضا.
بدوره، يدخل مسرح معسكر المسابقة في الرابع سبتمبر الداخل بـ"القوس الأصفر"، نص فتحي كافي، وإخراج ربيع قشي، بالتزامن، سيكون الموعد مع "ليلة غضب الآلهة" لمسرح باتنة، نص محمد بورحلة، وإخراج جمال مرير. وسيتسنى للجماهير مشاهدة "النداء" لمسرح أم البواقي، نص التركي عزيز نيسين (1915 – 1995) وإخراج بلقاسم عمار، في وقت يقترح مسرح سوق أهراس عرض "الصاعدون إلى الأسفل"، نص وإخراج أحمد رزاق.
كما سيكون أول حضور لفرقة مسرح مستغانم (450 كلم غربي الجزائر) بـ"دم الحب" نص الفنان الجزائري الراحل "ولد عبد الرحمان كاكي" (1934 – 1995)، وإخراج محمد تاكرات، فيما يحضر مسرح سكيكدة بـ"المذبحة"، نص حسام قنديل، وإخراج حسان بوبريوة، تعقبه "الكلمة الأخيرة" لمسرح قالمة، نص الإسباني أليخاندرو كاسونا (1903 – 1965)، إخراج عيسى جقاطي.
وستكون آخر جولات المنافسة في السابع سبتمبر القادم بعرض "للبيع" آخر إنتاج المسرح الوطني الجزائري، ويتولى محمد اسلام عباس الإخراج عن نص أحمد مدّاح.
خارج المنافسة، ستعرض تباعا تسعة أعمال أبرزها "الغول صاحب السبعة رؤوس" لمراد سنوسي وربيع أوجيت، "الأول مكرر" لصالح كرامة العامري ومحمد عباس، فضلا عن عويل الزمن المهزوم لإسماعيل يخلف وإبراهيم رحمون وكذا همس الظلام وريق الشيطان لعبد الحليم بن سعد وفالح عبد الله الحسين على التوالي.
ووفاء لتقاليد راسخة على مدار الطبعات الثماني المنقضية، يقترح المحفل ملتقى علميا يقارب موضوعة "المصطلح النقدي والخطاب المسرحي" يومي الثاني والثالث من الشهر المقبل، بحضور نخبة من الأكاديميين الجزائريين والعرب على غرار: عبد الحميد بورايو – حنان قصاب حسن – ليلى بن عائشة – عبد الكريم علي جواد – الشريف لدرع – إدريس قرقوة – كمال الدين عيد – طارق ثابت – علي عواد - يوسف وغليسي – عبد القادر بوزيدة – فاطمة ديلمي – عبيدو باشا – جميلة الزقاي – رشيد كوراد – حبيب مونسي – علي العنزي – ثامر أنوال والعيد جلولي.   
وتكتمل التظاهرة باستعراض شهادات حول مسيرة الفنان الراحل امحمد بن قطاف في آخر ايام الشهر الجاري، بمشاركة: منصف السويسي ـ صونيا ــ عبد الكريم برشيد ـ بوعلام رمضاني ـ إبراهيم نوال ومحمد إسلام عباس.
ويتضمن المحفل برنامجا أدبيا دسما يتوزع على فقرات "الكتاب والرواية والشعر والقصة القصيرة في ضيافة المسرح" بحضور فريق واسع من المبدعين.

الجزائر: سيكون الموعد مختلفا هذه المرة، إذ ارتضى خليفة بن قطاف "محمد يحياوي" الانتصار للبعد الجزائري المحض، خلافا لومضات سابقة عرفت حضورا عربيا دوليا مكثفا، وستقام الدورة الجديدة بعد ثمانية أشهر عن رحيل أحد أكبر رموز المسرح الجزائري، وهو الفنان المخضرم "امحمد بن قطاف" الممثل والمخرج والكاتب والمدير السابق للمسرح القومي الجزائري وكذا محافظ المهرجان السابق.
وبعد مراسيم الافتتاح، والعرض المرتقب "أضواء" الذي سيكون تكريميا لروح الفقيد بن قطاف، ستكون بداية المسابقة الرسمية  اعتبارا من عصر الجمعة، عبر "ليلة إعدام" من إنتاج تعاونية "كانفا" لبرج بوعريريج، نص وإخراج سفيان عطية، تليها "العرضة" لمسرح قسنطينة، نص الطيب دهيمي، وإخراج فوزي بن براهيم.
ويشارك مسرح عنابة بـ"في انتظار المحاكمة" نص محمد بورحلة، وإخراج حميد قوري، إضافة إلى "النهاية "لجمعية "جيلالي عبد الحليم" من مستغانم، إخراج أحمد بلعالم عن نص من الريبرتوار العالمي للايرلندي صامويل بيكيت (1906 – 1989).
ويعود الكاتب الجزائري الراحل "كاتب ياسين" (1929 – 1989) إلى الخشبة بعرضين، الأول "الجثة المطوقة" في تجربة جديدة لمسرح بجاية والمخرج جمال عبد اللي، والثاني "الأجداد يزدادون شراسة" لمسرح سيدي بلعباس، إخراج محمد الفرمهيدي، فيما يخوض مسرح وهران غمار المنافسة بـ"نوار الصبار"، نص: محمد سنوسي وإخراج الثنائي فضيلة حشماوي ومحمد مولاي ملاوي.
من جهتهما، سيكون حضور مسرحي تيزي وزو وسعيدة بـ"يامنة" نص بوزيان بن عاشور وإخراج صونيا بالنسبة للأول، و"سطو خاص" للثاني، نص محمد مصطفاي وفوزي بن براهيم الذي تولى الإخراج أيضا.
بدوره، يدخل مسرح معسكر المسابقة في الرابع سبتمبر الداخل بـ"القوس الأصفر"، نص فتحي كافي، وإخراج ربيع قشي، بالتزامن، سيكون الموعد مع "ليلة غضب الآلهة" لمسرح باتنة، نص محمد بورحلة، وإخراج جمال مرير. وسيتسنى للجماهير مشاهدة "النداء" لمسرح أم البواقي، نص التركي عزيز نيسين (1915 – 1995) وإخراج بلقاسم عمار، في وقت يقترح مسرح سوق أهراس عرض "الصاعدون إلى الأسفل"، نص وإخراج أحمد رزاق.
كما سيكون أول حضور لفرقة مسرح مستغانم (450 كلم غربي الجزائر) بـ"دم الحب" نص الفنان الجزائري الراحل "ولد عبد الرحمان كاكي" (1934 – 1995)، وإخراج محمد تاكرات، فيما يحضر مسرح سكيكدة بـ"المذبحة"، نص حسام قنديل، وإخراج حسان بوبريوة، تعقبه "الكلمة الأخيرة" لمسرح قالمة، نص الإسباني أليخاندرو كاسونا (1903 – 1965)، إخراج عيسى جقاطي.
وستكون آخر جولات المنافسة في السابع سبتمبر القادم بعرض "للبيع" آخر إنتاج المسرح الوطني الجزائري، ويتولى محمد اسلام عباس الإخراج عن نص أحمد مدّاح.
خارج المنافسة، ستعرض تباعا تسعة أعمال أبرزها "الغول صاحب السبعة رؤوس" لمراد سنوسي وربيع أوجيت، "الأول مكرر" لصالح كرامة العامري ومحمد عباس، فضلا عن عويل الزمن المهزوم لإسماعيل يخلف وإبراهيم رحمون وكذا همس الظلام وريق الشيطان لعبد الحليم بن سعد وفالح عبد الله الحسين على التوالي.
ووفاء لتقاليد راسخة على مدار الطبعات الثماني المنقضية، يقترح المحفل ملتقى علميا يقارب موضوعة "المصطلح النقدي والخطاب المسرحي" يومي الثاني والثالث من الشهر المقبل، بحضور نخبة من الأكاديميين الجزائريين والعرب على غرار: عبد الحميد بورايو – حنان قصاب حسن – ليلى بن عائشة – عبد الكريم علي جواد – الشريف لدرع – إدريس قرقوة – كمال الدين عيد – طارق ثابت – علي عواد - يوسف وغليسي – عبد القادر بوزيدة – فاطمة ديلمي – عبيدو باشا – جميلة الزقاي – رشيد كوراد – حبيب مونسي – علي العنزي – ثامر أنوال والعيد جلولي.   
وتكتمل التظاهرة باستعراض شهادات حول مسيرة الفنان الراحل امحمد بن قطاف في آخر ايام الشهر الجاري، بمشاركة: منصف السويسي ـ صونيا ــ عبد الكريم برشيد ـ بوعلام رمضاني ـ إبراهيم نوال ومحمد إسلام عباس.
ويتضمن المحفل برنامجا أدبيا دسما يتوزع على فقرات "الكتاب والرواية والشعر والقصة القصيرة في ضيافة المسرح" بحضور فريق واسع من المبدعين.

كامل الشيرازي
ايلاف
يُفتتح مساء الخميس بالعاصمة الجزائرية، المهرجان التاسع للمسرح المحترف الذي يتسّم هذا العام بـ"توابل محلية"، ويشهد منافسة ساخنة في الأفق بين سبعة عشر عرضا تتطلع لخطف التاج في حفل الختام المزمع في الثامن أيلول/ سبتمبر الداخل.
الجزائر: سيكون الموعد مختلفا هذه المرة، إذ ارتضى خليفة بن قطاف "محمد يحياوي" الانتصار للبعد الجزائري المحض، خلافا لومضات سابقة عرفت حضورا عربيا دوليا مكثفا، وستقام الدورة الجديدة بعد ثمانية أشهر عن رحيل أحد أكبر رموز المسرح الجزائري، وهو الفنان المخضرم "امحمد بن قطاف" الممثل والمخرج والكاتب والمدير السابق للمسرح القومي الجزائري وكذا محافظ المهرجان السابق.
وبعد مراسيم الافتتاح، والعرض المرتقب "أضواء" الذي سيكون تكريميا لروح الفقيد بن قطاف، ستكون بداية المسابقة الرسمية  اعتبارا من عصر الجمعة، عبر "ليلة إعدام" من إنتاج تعاونية "كانفا" لبرج بوعريريج، نص وإخراج سفيان عطية، تليها "العرضة" لمسرح قسنطينة، نص الطيب دهيمي، وإخراج فوزي بن براهيم.
ويشارك مسرح عنابة بـ"في انتظار المحاكمة" نص محمد بورحلة، وإخراج حميد قوري، إضافة إلى "النهاية "لجمعية "جيلالي عبد الحليم" من مستغانم، إخراج أحمد بلعالم عن نص من الريبرتوار العالمي للايرلندي صامويل بيكيت (1906 – 1989).
ويعود الكاتب الجزائري الراحل "كاتب ياسين" (1929 – 1989) إلى الخشبة بعرضين، الأول "الجثة المطوقة" في تجربة جديدة لمسرح بجاية والمخرج جمال عبد اللي، والثاني "الأجداد يزدادون شراسة" لمسرح سيدي بلعباس، إخراج محمد الفرمهيدي، فيما يخوض مسرح وهران غمار المنافسة بـ"نوار الصبار"، نص: محمد سنوسي وإخراج الثنائي فضيلة حشماوي ومحمد مولاي ملاوي.
من جهتهما، سيكون حضور مسرحي تيزي وزو وسعيدة بـ"يامنة" نص بوزيان بن عاشور وإخراج صونيا بالنسبة للأول، و"سطو خاص" للثاني، نص محمد مصطفاي وفوزي بن براهيم الذي تولى الإخراج أيضا.
بدوره، يدخل مسرح معسكر المسابقة في الرابع سبتمبر الداخل بـ"القوس الأصفر"، نص فتحي كافي، وإخراج ربيع قشي، بالتزامن، سيكون الموعد مع "ليلة غضب الآلهة" لمسرح باتنة، نص محمد بورحلة، وإخراج جمال مرير. وسيتسنى للجماهير مشاهدة "النداء" لمسرح أم البواقي، نص التركي عزيز نيسين (1915 – 1995) وإخراج بلقاسم عمار، في وقت يقترح مسرح سوق أهراس عرض "الصاعدون إلى الأسفل"، نص وإخراج أحمد رزاق.
كما سيكون أول حضور لفرقة مسرح مستغانم (450 كلم غربي الجزائر) بـ"دم الحب" نص الفنان الجزائري الراحل "ولد عبد الرحمان كاكي" (1934 – 1995)، وإخراج محمد تاكرات، فيما يحضر مسرح سكيكدة بـ"المذبحة"، نص حسام قنديل، وإخراج حسان بوبريوة، تعقبه "الكلمة الأخيرة" لمسرح قالمة، نص الإسباني أليخاندرو كاسونا (1903 – 1965)، إخراج عيسى جقاطي.
وستكون آخر جولات المنافسة في السابع سبتمبر القادم بعرض "للبيع" آخر إنتاج المسرح الوطني الجزائري، ويتولى محمد اسلام عباس الإخراج عن نص أحمد مدّاح.
خارج المنافسة، ستعرض تباعا تسعة أعمال أبرزها "الغول صاحب السبعة رؤوس" لمراد سنوسي وربيع أوجيت، "الأول مكرر" لصالح كرامة العامري ومحمد عباس، فضلا عن عويل الزمن المهزوم لإسماعيل يخلف وإبراهيم رحمون وكذا همس الظلام وريق الشيطان لعبد الحليم بن سعد وفالح عبد الله الحسين على التوالي.
ووفاء لتقاليد راسخة على مدار الطبعات الثماني المنقضية، يقترح المحفل ملتقى علميا يقارب موضوعة "المصطلح النقدي والخطاب المسرحي" يومي الثاني والثالث من الشهر المقبل، بحضور نخبة من الأكاديميين الجزائريين والعرب على غرار: عبد الحميد بورايو – حنان قصاب حسن – ليلى بن عائشة – عبد الكريم علي جواد – الشريف لدرع – إدريس قرقوة – كمال الدين عيد – طارق ثابت – علي عواد - يوسف وغليسي – عبد القادر بوزيدة – فاطمة ديلمي – عبيدو باشا – جميلة الزقاي – رشيد كوراد – حبيب مونسي – علي العنزي – ثامر أنوال والعيد جلولي.    
وتكتمل التظاهرة باستعراض شهادات حول مسيرة الفنان الراحل امحمد بن قطاف في آخر ايام الشهر الجاري، بمشاركة: منصف السويسي ـ صونيا ــ عبد الكريم برشيد ـ بوعلام رمضاني ـ إبراهيم نوال ومحمد إسلام عباس.
ويتضمن المحفل برنامجا أدبيا دسما يتوزع على فقرات "الكتاب والرواية والشعر والقصة القصيرة في ضيافة المسرح" بحضور فريق واسع من المبدعين. - See more at: http://www.elaph.com/Web/Culture/2014/8/935382.html#sthash.Pu3zzQ55.dpuf

الاثنين، 25 أغسطس 2014

ستانسلافسكي ومنهجه المسرحي


 
ستانسلافسكي

ستانسلافسكي ومنهجه المسرحي 

مجلة الفنون المسرحية:


في ربيع سنة ١٩١١، قرأ ستانسلافسكي المخطط الأول لــ«المنهج»، على أسماع غوركي. وحدث بينهما الحوار التالي، الذي سجله تيخونوف (سيريبروفي):
غوركي : يبدو لي أنك ابتدعت عملا في غاية الأهمية، عملا ذا أهمية هائلة، علما عن الفن. قد يبدو للبعض أن الفن والعلم لا يجتمعان. علم وفن؟..لكن الأمر غير ذلك. فالفن هو مجهود انساني، قبل كل شيء آخر. وبعد ذلك، البقية الباقية. ولغرض جعل الجهد مثمرا، ينبغي تنظيمه علميا. هل فهمت فكرتك فهما صحيحا؟
ستانسلافسكي: بالضبط:
وهكذا، علم عن الفن. لقد بحث ستانسلافسكي لمدة خمسين عاما ما سماه غوركي «علما عن الفن». هذا الجهد المضني لفنان عبقري وعارف عظيم بكل مدارات العمل المسرحي المعقد، لم يكن له أن يذهب سدى. ونشأ العلم.
قبل كل شيء، كل علم يميزه أن لا تكون مكوناته مصطنعة، لا تكون مؤلفة، بل مكتشفة. انها موجودة قبل أن تكتشف، ووهي مؤثرة سواء أعرف الناس أو لم يعرفوا، أعجبت هذا الشخص أو ذاك أو لم تعجبه.
وهذا كله، بالدرجة ذاتها، ينطبق على منهج ستانسلافسكي. وهو مثل أي علم أصيل، غير مخترع، غير مصطنع، غير مؤلف، بل مكتشف في الممارسة الحية للابداع التمثيلي، ذلك الابداع الموجود قبل أن يكتشف ستانسلافسكي قوانينه، والتي تبقى موجودة بغض النظر عن معرفة الناس بها، وبأية درجة عرفوا هذه القوانين.
يقول ستانسلافسكي: «ان لطبيعتنا الفنية قوانينها الابداعية. وهذه القوانين الزامية لجميع الناس، لجميع البلدان، لجميع الأزمنة ولجميع الشعوب. وينبغي ادراك جوهر هذه القوانين»... «جميع الفنانين العظام ساروا في ابداعهم حسب هذه القوانين، من غير ان عرفوا بذلك، ساروا من غير أن يعوا ذلك».
ويقول في مكان آخر : « فن المعاناة، يضع في أساس نظريته، مبدأ الابداع الفطري للطبيعة ذاتها، حسب القوانين الطبيعية، التي وضعتها هي». ويقول في مكان آخر : «هناك منهج واحد، هو منهج الطبيعة الحية الخلاقة. ولا وجود لمنهج آخر» .. «قانون الطبيعة الخلاقة، لا يمكن تغييره».
وهكذا، فان السمة الأساسية لمنهج ستانسلافسكي كعلم، هي موضوعية القوانين، التي تكونها.
والسمة الفائقة الأهمية بالنسبة لنا: كل علم أصلي، يوجد لاشباع حاجات الممارسة الانسانية. وهذا كله كاملا ينطبق على منهج ستانسلافسكي. فهو قد ولد من احتياجات الممارسة في الفن المسرحي، وكان هدفه هو تحسين الممارسة. وقد جرب ستانسلافسكي منهجه في الممارسة الابداعية والتعليمية.
وكما في كل علم آخر، لا يمكن لمعايير الممارسة أن تؤكد أو ترفض بالمطلق، القوانين المكونة لمنهج ستانسلافسكي. لأن هذه القوانين هي «تصورات انسانية» ، هي انعكاس في رأس الانسان.
السمة الثالثة المهمة بالنسبة لنا: لا يمكن لأي علم ، بما انه «انعكاس في رأس الانسان» أن يتماهى مع الممارسة التي يخدمها.
كل ممارسة تحتاج الى معطيات طبيعية معينة، أما اذا فُقدت هذه المعطيات، فلن يُستطاع تحسين هذه الممارسة، ولن يُستطاع تطبيق العلم. تماما مثل استحالة الزراعة بصورة عامة، وبذلك استحالة التطبيق العملي المفيد للعلوم الزراعية، عند غياب التربة والماء والهواء.
حين يحاول أحدهم تطبيق العلم، متجاهلا غياب الشروط الضرورية لتطبيقه ، فيصادف الفشل، فان هذا لا يدحض العلم. ان ذلك يثبت فقط، ان الذي أصيب بالفشل لم يكن ملما بهذا العلم بدرجة كافية، وانه -جزئيا- لا يعرف الشروط اللازمة لتطبيقه.
وهذا كله ينطبق على منهج ستانسلافسكي. فلغرض تطبيقه تطبيقا مثمرا، يُحتاج الى شروط ملزمة. وعند غياب هذه الشروط، فان منهج ستانسلافسكي لا يمكن تطبيقه.
الشرط الأول والضروري بشكل مطلق، هو الموهبة، القدرات، الملَكة. ويستحيل بدون هذا الشرط تطبيق منهج ستانسلافسكي، كما تستحيل الزراعة بدون أرض. 
هناك شروط أخرى ضرورية، لغرض تطبيق علم فن التمثيل. وسنبحث تلك الشروط في الفصل الأخير.
السمة الرابعة والأخيرة في تعدادنا القصير، الذي لا يستنفد طبعا- كل قائمة السمات: «على النظرية العلمية الشرعية الحقيقية، أن لا تكتفي بشمول المادة الموجودة كلها فقط، بل وعليها أن تفتح امكانيات واسعة للدراسة المستقبلية، ويمكن القول، للتجريب بلا حدود» كما يقول بافلوف. 
كل علم أصيل لا يجيب على أسئلة الممارسة فقط، بل ويبحث - دائما - عن أجوبة جديدة، أكثر دقة: كل جواب مؤسس علميا، يفترض طرح سؤال جديد. ولهذا فان العلم لا يستطيع أن يراوح مكانه. فالعلم لا يحتوي على تلك القوانين وتلك الحقائق التي يمكن أن تستعمل في الممارسة بدون إبطاء، بل ويحتوي على تلك المطلوبة لتحقيقها في الحياة، ولاستمرار تدقيقها وتوضيحها وتفصيلها. وتبعا لذلك، لا يدخل في تركيبة أي علم من العلوم قوانين وحقائق مؤكدة فقط، بل وفرضيات وتخمينات. 
ولهذا فان التطبيق العملي لأي علم، هو سيرورة ابداعية: ولهذا بالتالي، مهما عرف انسان ما، هذا العلم أو ذاك ، فهناك امكانية لوجود انسان آخر، يعرف ذلك العلم أفضل منه.
وهذا يميز منهج ستانسلافسكي أيضا. فالعلم الذي أبدعه، يمكن معرفته بهذه الدرجة أو تلك، لكن يستحيل معرفته تماما، حتى النهاية. يقول ستانسلافسكي : « أنا ستانسلافسكي، أعرف المنهج، لكني لا أعرف تطبيقه، أو بالأصح، بدأت فقط، في معرفة كيفية تطبيقه. ولغرض احكام المنهج الذي تعهدته، ينبغي لي أن أولد مرة ثانية، وأن أبدأ التمثيل حين أبلغ السادسة عشرة من العمر».
لكن رؤية امكانية تطور علم من العلوم، لا يعني - بالطبع- رفض ما وصل اليه ذلك العلم. فنسبية الحقيقة -كما هو معلوم - لا يلغي موضوعيتها. والحقيقة الموضوعية يمكن معرفتها بشكل موثوق.
واذا اعترفنا أن منهج ستانسلافسكي يمتلك تلك السمات الأربع، التي جرى الحديث عنها، فيمكننا الانتقال الى استنتاج قاتل للمنهج ، للنظرة الأولى: كل موهبة تبدع على حسب قوانين المنهج في كل الحالات، ومن لا يمتلك الموهبة فلن يساعده المنهج بأي شيء... ترى ما فائدة هذا المنهج اذن؟
لو كانت الموهبة، شيئا معطى مرة واحدة والى الأبد، ولا يتغير أبدا، شيئا ما موجود في شكل نهائي معين، أو غير موجودة عند هذا الممثل أو ذاك، لكان منهج ستانسلافسكي بلا فائدة. لكن لا شيء في الطبيعة يراوح مكانه. والموهبة أيضا -تبعا لذلك- ومهما حددنا محتوى هذا المفهوم، وبأي درجة امتلكها هذا الانسان أو ذاك، تكون (الموهبة) لدى أي انسان محدد، في كل الحالات ودائما، في سيرورة النمو والتطور، أو في سيرورة الانحطاط والموت. 
واضافة الى ذلك، ليست المسألة في «وجود» أو «عدم وجود» الموهبة عند هذا الانسان أو ذاك، بل في تمظهرها في نشاطاته أو لا: ففي ذلك الأساس الوحيد لتأكيد وجود الموهبة.
الموهبة، مثل اي قدرة فطرية، تنمو وتتطور في سيرورة استعمالها الصحيح، وتخبو وتموت في حالة عدم استعمالها أو استعمالها بصورة مغلوطة، منافية للطبيعة، وقبيحة.
وهذا ينطبق على أية موهبة، من العظيمة الى الصغيرة. الفرق يكمن فقط في أن القوانين الفطرية في المواهب العظيمة تعمل بصورة أقوى، وبفعالية أكبر وتكشف عن نفسها بشكل أتم. ولهذا السبب فان ستانسلافسكي اكتشف قوانين الابداع الموضوعية في ممارسات الفنانين العظام والعباقرة.
وبما ان كل موهبة تتضمن البذور أو القدرات الفطرية، التي يستحيل اكتسابها، فالمسألة -عمليا - تنحصر في تنمية وتطوير الموهبة الموجودة، أو القدرات في الأقل. لقد تبين أن القدرات المتوسطة (من وجهة نظر عامة، اعتمادا على تمظهرها) يمكن تطويرها الى موهبة، وأن أكثر المواهب توهجا يمكن أن تموت ، ويمكن أن تصبح أبهى وأغنى. ويعتمد ذلك على هذه الدرجة أو تلك على كيفية استعمال هذه الموهبة في الممارسة.
ينبغي لك لاتقان منهج ستانسلافسكي، أن تريد حقا وبعمق، أن تتقن فنك اليوم بأفضل مما كنت البارحة. أما اذا كان الممثل او طالب الفن لامباليا، راضيا عن نفسه -في أعماقه- وعن موهبته وعن قدرته، فلا فائدة في دراسته لمنهج ستانسلافسكي، قبل أن يتهدم رضاه عن نفسه هذا.
ان هذا النوع من الطمأنينة، الذي يكون أحيانا مخفيا عميقا ومقنَّعّا غريزيا بمهارة، لا يشكل شيئا دخيلا على الموهبة، أو شيئا يمكن أن يوجد الى جانب الموهبة أو على الرغم منها، كلا، انه نقص في الموهبة، انه عيب في الموهبة ذاتها، ذلك أنه خلل في الارادة الابداعية.
يقول ستانسلافسكي : «كلما كان الفنان أكبر موهبة، كبر اهتمامه بالتقنية، وبالتقنية الباطنية بشكل خاص. لقد منحت الطبيعة الصحة ومكوناتها لشيبكين وليرمولفا ولدوزيه ولسالفيني ، لكن، وعلى الرغم من ذلك، كانوا يشتغلون على تقنياتهم»..« ومن باب اولى أن يشتغل عليها أصحاب المواهب المتواضعة».. « علما أنه لا ينبغي أن ننسى أن الموهوبين حسب، لن يصبحوا عباقرة أبدا، لكن بفضل دراسة طبيعتهم الابداعية الخاصة وقوانين الابداع والفن يرتفع أصحاب المواهب المتواضعة الى مستوى العباقرة، ويصبحون من صنفهم. ويحدث هذا التقارب من خلال المنهج، وبالأخص «الاشتغال على الذات».
تسمع أحيانا مثل هذه العبارة: «هذا الممثل يمثل بحسب منهج ستانسلافسكي» ثم تسمع أحيانا من يكمل قائلا: «ومع ذلك يمثل بصورة جيدة متوهجة وأخاذة». في هذه العبارات يتكشف الفهم السطحي للمنهج ونفي جوهره ذاته، ونفيه كعلم.
يمكن أن يكون التمثيل جيدا أو سيئا ويمكن أن يكون أحسن ويمكن أن يكون أسوأ. وكل من يمثل جيدا ( اي يكشف عن موهبته) فهو يمثل بناء على القوانين الموضوعية للابداع. ويمثل على حسب «المنهج» بتلك الدرجة، وبما انه يمثل جيدا. علما بأن المتفرج لا يهتم ابدا، أكان الممثل يفكر بالمنهج حين كان يشتغل على دوره أم لا. تماما كما أن كل من يمثل تمثيلا سيئا ( لا يكشف عن موهبة) فانه «لا يمثل حسب المنهج» حتى لو كان طيلة فترة عمله لم يفكر الا بتنفيذ تعليماته. وما دام قد مثل تمثيلا سيئا فانه لم يحسن أو لم يستطع استعمال المنهج.
ان الممثل المهموم في لحظة الابداع بهذا المنهج أو ذاك، يكون تمثيله سيئا، لهذا السبب وحده. فالمنهج موجود للمساعدة في سيرورة الابداع الطبيعي، لا ليحل محلها. والممثل يبدع على الخشبة كما يتطلبه المنهج، في الحالة التي لا يكون لديه في لحظة الابداع وقت ليفكر بأي منهج كان.
يقول ستانسلافسكي: «المنهج» ليس «كتابا للطبخ»: تحتاج الى طبخة معينة فتفتح الصفحة وتأخذ الوصفة. كلا، انه ثقافة كاملة، ينبغي النمو والنشأة فيها لسنين طويلة. المنهج لا يمكن حفظه عن ظهر قلب، بل يمكن تفهمه والتشبع به، ليدخل في دم ولحم الفنان ويصبح طبيعته الثانية ويمتزج به حيويا الى الأبد، ليعيد ولادته للخشبة. وتجب دراسة «المنهج» بأجزائه ، وبعد ذلك ادراكه في كليته وفهم بنيته العامة وتركيبته. وفي هذه الحالة سيفتح أمامكم مثل مروحة يابانية، وعند ذلك فقط، ستحصلون على تصور كامل عنه». 
وينشأ عن ذلك: ان منهج ستانسلافسكي علم متكامل، متحد، متساوق: ويتكون من أجزاء، كل جزء بدوره، كلُ معقدُ يتكون من أجزاء هو أيضا، ولهذا فعند دراسة منهج ستانسلافسكي كعلم، مهم جدا، النفاذ الى كل دقائقه، أي التمكن منه بالتفاصيل وبتفاصيل التفاصيل من جهة، ومعرفة مكان كل تفصيل ومهمته ودوره، كجزء في كل متساوق، بالضبط وبالتحديد، من جهة أخرى.
ان اساس المنهج في الحقيقة، هو ادراكه في كليته، في وحدته، أي دراسة العلاقات المتبادلة والاعتماد المتبادل لجميع أجزائه. ولغرض الشروع في دراسة المنهج دراسة تفصيلية، من الملائم استعراضه استعراضا عاما.
لو أردنا دراسة بنيان معماري متساوق في كل تفاصيله، لما بدأنا بدراسة التفاصيل هذه، بل من استعراض البنيان كله في كليته.
ولو اقتربنا من منهج ستانسلافسكي بطريقة مشابهة، لاستطعنا أن نكتشف فيه أجزاءه وأقسامه وأوجهه، المشابهة لواجهات البنيان المعماري. لكن بما ان المنهج ليس شيئا بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة، فان تقسيمه الى أجزاء وأقسام وأوجه، هو-بالطبع-تقسيم اصطلاحي، نظري، ضروري لتعريفه تعريفا عاما ابتدائيا. ان كل جزء من هذه الأجزاء، أو وجه من هذه الوجوه يتكاثر في أجزاء وأوجه أخرى، مرتبط بها حيويا، لذا لا يمكنه الانفصال عنها.
منهج ستانسلافسكي كعلم يتكشف، وكأنه يتكشف من ثلاث جهات. انه يتكشف بالتحديد. ويمكن النظر اليه من ثلاث جهات، لكن عند التعمق في كل جهة، أي الانطلاق من السطح الى اللب، سيتضح أن اللب عند الجهات الثلاث هو نفسه، وان هذه الجهات الثلاث تلتئم في اللب في كلٍ واحد. هذا الكلُ إذ يتفصل ويتطور في كل الاتجاهات، يعطي الجهات الثلاث التي مر ذكرها. انها تبدو فقط، وكأنها موجودة منفصلة، تتحدث عن مواضيع مختلفة، لكنها في الحقيقة، تتحدث عن موضوع واحد من جهات مختلفة، أي تعطي تصورا متعدد الجوانب عن موضوع واحد. 
هناك الكثير من اللبس في تفسيرات منهج ستانسلافسكي، يتأتى من هنا تحديدا: أحدهم ينظر اليه من جهة ويؤكد أنها هي المنهج، والثاني ينظر اليه من جهة ثانية ويقول انه شيء آخر، لأنه نظر اليه من جهة أخرى، أما الثالث فقد اهتم بجهة ثالثة، ولهذا يبدو له بصورة جلية أنه شيء ثالث. لكنه في الحقيقة شيئا ما أكبر من الأول والثاني والثالث، شيء يتكشف بأشكال مختلفة من جهات محتلفة.
مع العلم أن أيا من تلك الجهات في ذاتها لا يمكن أن تعطي تصورا دقيقا وكاملا عن هذا الشيء.
المنهج من وجهة نظر احدى الجهات هو علم عن: ما هو المسرح ولماذا يحتاجه المجتمع الانساني. ما الذي ينبغي تسميته فنا مسرحيا وما الذي يذكِّر بذلك الفن بشكله فقط ، لكنه لا يملك الأسس للتسمي باسمه. هذا كأنه جهة واحدة، جزء، قسم من أقسام علم فن التمثيل ـ الاسطيطيقا.
الجهة الثانية (جزء، قسم) لهذا العلم تتاخم الأولى مباشرة. انها علم عن كيف ينبغي أن يكون الممثل، لكي يمتلك الحق في ابداع العمل الذي يلبي الوظيفة الاجتماعية للفن ـ الأخلاق.
الجهة الثالثة (جزء ، قسم) يربط من جديد، الأولى بالثانية. انه علم عن كيفية تحقيق الممثل لامكاناته،بأسرع الطرق وبأكثر عقلانية وفعالية. كيفية الوصول الى الهدف وهو يمتلك الوسائل ويعرف الهدف، كيف يعمل عمليا لكي يبدع العمل الفني منسجما مع وظيفته ـ تقنيات التمثيل. 
ان ارتباط هذه الجهات الثلاث واضح للعيان بشكل مطلق: احداها تتحدث عن الهدف والثانية عن الوسائل والثالثة عن الطرق لاستعمال هذه الوسائل، وهي كلها: الاسطيطيقا والأخلاق والتقنيات تبحث في الموضوع الواحد نفسه : عن ابداع الممثل الأصيل. 
السمة الأولى التي ذكرناها عن علم المسرح، تؤكد وتنمّي تلك المبادئ ذاتها، التي تمسك بها العديد من السابقين على ستانسلافسكي، في الفن الروسي الواقعي وفي الفكر الاجتماعي التقدمي الروسي عامة. فقد أفصح عن هذه الأفكار أكثر من مرة، بوشكين وغوغول وشيبين وأستروفسكي وتورجينيف وتولستوي ولينسكي وتشيخوف.
وستانسلافسكي الذي تربى على تقاليد الفن الواقعي، كان يقف في مواقع مشتركة لكل القوى التقدمية في المجتمع والفلسفة والعلم والفن. ويمكن تحديد هذه المواقع باختصار: غنية المحتوى، مفهومة،صادقة. واخلاص ستانسلافسكي لهذه المعالم يعرفها الجميع. فقد كتب في سنة ١90١ «هل تعرفون لماذا تركت أعمالي الخاصة واشتغلت في المسرح؟ لأن المسرح أقوى المنابر، وأقوى في تأثيره من الكتاب والصحافة. لقد وقع هذا المنبر بأيدي أوباش البشرية فحولوه الى مكان للعهر. وواجبي أن أعمل على قدر استطاعتي، لتنظيف عائلة الفنانين من الجهلة وغير المتعلمين والمستغلين. واجبي أن أشرح- على قدر استطاعتي- للجيل المعاصر، أن الممثل مبشر بالجمال والحقيقة».
يقول ستانسلافسكي ، كما سجل كلماته غورجاكوف : «تذكروا، أن واجبي أن اعلمكم عمل الممثل والمخرج الشاق، لا تزجية الوقت الممتع على الخشبة. اذ توجد مسارح ومناهج أخرى ومعلمون آخرون لهذا. فعمل الممثل والمخرج كما نفهمه، سيرورة ممضة، وليس «سعادة الابداع» التجريدية، التي يتكلم عنها الدخلاء على الفن في بياناتهم الفارغة. ان مجهوداتنا تعطينا الفرح حين نبدأها. انه فرح الادراك أننا نملك الحق، ومسموح لنا بممارسة العمل الذي نحب، الذي نذرنا له كل حياتنا. ان جهدنا يعطينا السعادة حين نقوم به، إذ نخرج مسرحية أو نمثل دورا، نكون قد قدمنا منفعة للمتفرج وأوصلنا له شيئا ضروريا ومهمّا لحياته ولتطوره. وباختصار، أعود الى كلام غوغول وشيبكين عن المسرح، التي سمعتموها مني مرارا وستسمعونها لاحقا». وهكذا، فان على المسرح أن يحمل محتوى يساعد المتفرج على أن يعيش ويتطور روحيا. 
«ينبغي للفن أن يفتح العيون على المُثُل التي أبدعها الشعب نفسه. يأتي الكاتب، يأتي الفنان، ويرى هذه المثل فيخلصها من كل الشوائب فيلبسها شكلا فنيا ويقدمها الى ذلك الشعب الذي أبدعها، لكن في الشكل الذي، تصبح هذه المثل أفضل تمثلا،وأسهل فهما». وهكذا فان التوجه نحو اغناء المعني يُستكمَل بالتوجه نحو امكانية الفهم.
لكن «الشكل اليابس للموعظة أو المحاضرة ليست محبوبا. لن نقول أن المسرح مدرسة. كلا ، المسرح متعة. ولا يفيدنا أن نفقد هذا العنصر المهم. فليذهب الناس الى المسرح دائما طلبا للمتعة. لكنهم هاهم، قد أتوا، وأغلقنا عليهم الأبواب وأطفأنا المصابيح، وصار بامكاننا أن نصب في أرواحهم ما نشاء».
يقوم المسرح بمهمته الاجتماعية ـ التربوية فقط، حين يتمتع المتفرج بالمعرض المسرحي، وحين يحصل على المتعة الفنية في المسرح، وحين يستغل المسرح ذلك، فيقوم بالدعاية لتلك المثل التي «ابدعها الشعب نفسه». 
ان التوجه نحو المفهومية مرتبط ارتباطا وثيقا بالتوجه نحو الصدق والكشف عن جوهرالأحداث المعروضة في العمل الفني.
يقول سالتيكوف ـ شيدرين : « نلاحظ أن الأعمال الفنية التي تنتمي الى المدرسة الواقعية تعجبنا، وتثير فينا التعاطف، وتلامس مشاعرنا وتهزنا ، وهذا وحده يمكن أن يكون اثباتا كافيا أن في هذه الأعمال شيئا ما، أكثر من مجرد التقليد. وفعلا، يصعب على العقل الانساني أن يكتفي بالنقل العاري للعلامات الخارجية: انه يتوقف على العلامات الخارجية بالصدفة فقط، ولفترة قصيرة جدا. انه ينقب في كل مكان، وحتى في أتفه التفاصيل عن ذلك الفكر الحميمي، تلك الحياة الداخلية، التي تعطي -وحدها- للواقعة ، المعنى الحقيقية والقوة».
ان ما يسميه سالتيكوف ـ شيدرين «الفكر الحميمي» و«الحياة الداخلية» و«المعنى الحقيقي والقوة» هو نفس ما يسميه ستانسلافسكي -في الحقيقة- «حياة الروح الانسانية» ، الوظيفة الابداعية الرئيسة للفن». ان ستانسلافسكي وسالتيكوف ـ شيدرين يتكلمان عن جوهر الظاهرة التي ينبغي للكاتب والفنان ولكل مبدع أن يعبر عنها، ويحققها بحيث تصبح قابلة للرؤية وللسمع، وقابلة للاستقبال المباشر، لكي تكون مفهومة للقارئ والمتفرج والسامع.
ان الفنان اذ يستعيد ظاهرة الحياة الحقيقية لا «ببرود» أو بدون احساس، محاولا عرض جوهرها، يصبح معبرا عن فكرة معينة، معلما، مربيا للشعب. ان وجهة نظره وموقفه الاجتماعي وموقفه السياسي تتكشف في تأكيده جوهرا معينا - بالتحديد- في الظاهرة التي يصورها، وفي تأكيده ظاهرة معينة -بالتحديد- كظاهرة نمطية.
ان تقاليد العاملين في ثقافة ما قبل الثورة، كانت تتوجه نحو غنى المحتوى والمفهومية والصدق، التي أكدها ستانسلافسكي أيضا، مؤشرا وحدة اتجاهها، قادت (تقاليد العاملين) الى تكاملها الفني المتصل. 
«المسرح قوة جبارة للتأثير النفسي على جماهير الناس، الباحثين عن التواصل. المسرح مدعو لتصوير حياة الروح الانسانية، وهو يستطيع تطوير وتهذيب الشعور الجمالي». هذه الكلمات كتبها ستانسلافسكي في سنتي ١٩١٣ ـ ١٩١٤ . وقد طور وحدد -أثناء كل حياته- ذلك المفهوم للفن والمسرح الذي ورثه عن غوغول وشيبكين وأسترفسكي، ودافع عنه بصلابة لا تتزعزع : الفن المسرحي هو شكل خاص للنشاط الاجتماعي : الممثل هو شخصية اجتماعية وخادم لشعبه.
وهكذا، فان العلم الذي أبدعه ستانسلافسكي يجيب عن سؤال «تحديد الأهداف»: لماذا يحتاج الناسُ المسرح؟ اذا نظرنا الى المنهج كعلم، فان تابعيته لوظائف الفن عامة، واضحة للعيان. ولهذا تسمى هذه الآراء «اسطيطيقا منهج ستانسلافسكي».
ان «الجهة» الجمالية للمنهج،تتحول عفويا الى التالية: ان ادراك أهداف الفن المسرحي يولد متطلبات جمالية، من أولئك الذين يريدون ابداع هذا الفن.
ننظر الآن الى منهج ستانسلافسكي من جهة ثانية. ويسمون هذه الجهة في العادة، قواعد سلوك منهج ستانسلافسكي. انها تنير دائرة واسعة من الأسئلة: كيف يجب أن تكون وجهة نظر الممثل وثقافته العامة وتعليمه، وكيف يكون تبعا لذلك تصرفه في المسرح وفي الحياة العامة وفي الحياة اليومية، كيف تكون صورته الأخلاقية؟. كل هذا المركب من الأسئلة يقود في نهاية المطاف الى شيء واحد: كيف ينبغي أن يكون الممثل نفسه ليمتلك الحق والامكانية على الابداع في الفن، طبقا لوظيفته الاجتماعية؟.
يؤكد علم المسرح - على الضد من التحامل المثالي القديم - وجود اعتماد متبادل غاية في التعقيد مع أنه مخفي أحيانا، لكنه لا يقهر، بين ذلك الذي يشكله كل ممثل معين (من حيث وجهات النظر والثقافة والحياة اليومية وما الى ذلك) وذاك الذي يمكن أن يبدعه في الفن. هذا الاعتماد معقد جدا، ثم ان «سلوك منهج ستانسلافسكي» يشكل قسما كاملا من المنهج. 
يقول ستانسلافسكي : «أنا أحاول ادخال منهج معين في عملية تربية الممثل وعمله على نفسه، لكن ينبغي أن يُحدد منهج معين لآراء وأحاسيس أي مبدع يبحث في ابداعه عن الحقيقة، ويريد أن يكون مفيدا للمجتمع من خلال عمله». هذه «الآراء والأحاسيس» عبر عنها ستانسلافسكي بمعادلة مختصرة: «ينبغي أن تتمكنوا من محبة الفن في أنفسكم، لا أن تحبوا أنفسكم في الفن». لكن المعادلة تأخذ أهميتها الحقيقية حين يُفهم الفن كما فهمه ستانسلافسكي.
من هنا تنبع المتطلبات الواسعة من الممثل. فاذا كان المطلوب من الفن الكشف عن جوهر الظواهر، فان على الممثل أن يجد هذا الجوهر. فكيف سيستطيع ذلك ان لم يتقن وسيلة الادراك التقدمية لكل عصر، واذا لم يتمكن من ثقافة عصره التقدمية ويمتلك أفقا واسعا؟
اذا كان المطلوب من الفن خدمة الشعب، فان على الممثل أن يعرف حاجات ومصالح شعبه. فكيف سيعرفها ان لم يعش حياة شعبه ولم يشاركه همومه وتطلعاته؟
واذا كان الممثل يريد أن يقوم بواجبه الاجتماعي، فكيف يستطيع أن لا يثمن تقنيات فنه، أي أدواته الحرفية للقيام بهذا الواجب؟ كيف يمكن أن يسكت على نواقص صنعته؟ كيف يمكن أن يهمل أية فرصة لتكامل تقنياته الخارجية والداخلية؟
وتبعا لذلك، فان «حب الفن في نفسك» يعني السعي حقا، للتنفيذ الأمثل لواجباتك كفنان ـ مبدع ، كفنان ـ مواطن، والتخلص من أي زمان ومكان للاهتمام بمصالحك الأنانية الخاصة وما الى ذلك.
علم المسرح يدرس النظم الطبيعية لـ « عمل الممثل على نفسه» بالمعنى الأوسع لهذه الجملة. الكلام يدور ثانية هنا، حول القوانين العامة. ولهذا سيكون عن طرق واتجاهات عمل الممثل على نفسه، أكثر منه عن المتطلبات المعيارية. الطريق الذي يقترحه ستانسلافسكي لا نهائي، يسعى نحو المثال، لكنه ملموس في الآن ذاته. ويستطيع كل ممثل السير على هذا الطريق الى الأمام كل يوم - حرفيا- ما دام يمتلك الارادة الابداعية.
لقد شرح ستانسلافسكي هذا القسم من العلم على شكل دعوات وتمنيات وطلبات من الممثل بصفته محترفا ومتخصصا في حرفته.
تورجينيف كتب (وكان يمكن أن يقول ستانسلافسكي ذلك): «فيما يخص الجهد: فبدونه وبدون العمل الشاق سيبقى أي مبدع مجرد هوّي: ولا معنى هنا لانتظار ما يسمى بلحظات الالهام، فاذا جاءت فأهلا بها، وان لم تأت ..اعملوا على أي حال: ولا يكفي العمل على الشيء الذي تمارسوه فقط، لكي يعبر بالتحديد عن ما تريدون التعبير عنه بتلك الدرجة وذلك الشكل الذي تريدون، بل ينبغي لكم أن تقرأوا وتدرسوا بدون انقطاع والتعمق بكل ما يحيط بكم، وأن لا تكتفوا بمحاولة اقتناص الحياة في كل تمظهراتها، بل وينبغي أن تفهمونها وتدركوا تلك القوانين التي تحركها والتي لا تظهر على السطح دائما، وينبغي الوصول الى النماذج من خلال لعبة الصدف، والبقاء - مع ذلك- مخلصين للحقيقة، ويجب عدم الاكتفاء بالدراسة السطحية، وينبغي الابتعاد عن الزيف والمؤثرات الاستعراضية. الكاتب الموضوعي يحمل على عاتقه حملا ثقيلا، لذا يجب أن تكون عضلاته قوية».
لقد طبق ستانسلافسكي هذه المتطلبات العامة من كل مبدع موضوعي ، على الممثل، ونماها وفصلها. وبذلك أوضح ماذا تعني «محبة الفن في نفسك» بالنسبة للمثل، وماذا عليه أن يعمل، اذا كان فعلا يحب الفن في نفسه، لا نفسه في الفن.
ممتع أن نقارن معادلة ستانسلافسكي هذه مع كلمات ليوناردي دافينتشوا : « حقا ان الحب العظيم تولده المعرفة العظيمة لذلك الموضوع الذي تحب، وان لم تدرسه فلن تستطيع محبته أو ستحبه قليلا، وأما اذا أحببته بسبب الهبات التي تنتظرها منه، لا بسب صفاته الخاصة، فأنت تتصرف مثل الكلب الذي يهز ذيله أمام من يعطيه عظما».
العلم الذي أبدعه ستانسلافسكي يسلّح الممثل بـ «معرفة الموضوع»، ولهذا فهو يفترض «حبا عظيما»، يولده ويتطلبه.
لو تكوّن العلم عن المسرح من القسمين الذين تحدثنا عنهما، لسلّح -في هذه الحالة - الممثل بالتصورات عن النماذج من المسرح المثالي والممثل المثالي. ومع صحة هذه التصورات يصعب أن نسميها علما بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة. ذلك أن على العلم أن يرينا الطريق الملموس، المسبَّب موضوعيا، والتفصيلي الى الهدف.


يقول ستانسلافسكي: «ان صعوبة وتعقيد فننا تكمن في أننا نعرف ما هو الصحيح وما هو الضروري وما هي الفكرة التي ينبغي أن تنطلق من الخشبة. لكننا لا نعرف ولا نحسن كيف نكسوها في شخصية مسرحية وكيف نضعها ضمن موضوع، في فعل مسرحي، كيف نعبر عنها في طبع وتصرفات البطل».
«بين الفكرة ، القانون، الأساس الجديد -مهما كانت هذه كلها صحيحة- وتحقيقها، مسافة هائلة. ولتقريب هذه المسافة ينبغي العمل كثيرا وبجد على تقنيات فننا، التي لا تزال في مرحلة بدائية». 
عند مراجعتنا الجزءين أو الوجهين الأوليين من منهج ستانسلافسكي، رأينا التقاليد بوضوح. العلم الحديث في هذين الجزءين يعتمد على ارث غني. لكن الأمور في الجزء الثالث ليست على هذا المنوال. ذلك أن هذا القسم لم يبحث قبل ستانسلافسكي تقريبا. 
فقد ذكر : « على الرغم من جبال من المقالات المكتوبة والكتب والمحاضرات والملخصات عن الفن، وعلى الرغم من بحوث المجددين باستثناء بعض ملاحظات غوغول وبعض سطور رسائل شيبكين ، فليس لدينا شيء مكتوب يمكن أن يكون ضروريا ومفيدا -عمليا- بالنسبة للفنان في لحظة تحقيق ابداعه، أو يمكن أن يكون مرشدا للمدرس في لحظة لقائه مع الطلبة. فكل المكتوب عن المسرح، مجرد فلسفة، ممتعة أحيانا، تتكلم بشكل رائع عن النتائج التي ينبغي الوصول اليها في الفن، أو نقد يبحث جدارة أو عدم جدارة النتائج المحرزة.
كل هذه المجهودات قيمة وضرورية، لكن ليست للممارسة العملية المفيدة، لأنها تسكت عما ينبغي عمله في الأوان الأول والثاني والثالث مع الطالب المبتدئ الخالي من التجربة، أو -بالعكس- مع الممثل الذي أفسدته التجربة الفائقة. ما هي التمارين التي تشبه تمارين الصولفيج، الضرورية له؟ ما هي السلالم الموسيقية التي يحتاجها الفنان لتطوير مشاعر الابداع والمعاناة؟ اذ ينبغي تعدادها بالأرقام -بدقة- في كتيبات الوظائف اليومية لغرض التمارين المنهجية في المدرسة وفي البيت. لكن الأعمال والكتب التي تتحدث عن المسرح تسكت عن ذلك، وتخلو من الارشادات التطبيقية».
القسم الثالث للمنهج ، اي الجهة التي نراجعها الآن، قد أعاد ستانسلافسكي -في الحقيقة- بناءها من جديد. ويمكن تسمية هذا القسم: «علم عن التقنية، علم عن المهارات، أو تكنولوجيا فن التمثيل».
واذ ابدع ستانسلافسكي هذا العلم فقد سار الى الهدف مباشرة.
بداية البحث، والنتائج الأولى اختلفت عن المرحلة النهائية اختلافا دراماتيكيا. فمن تخمينات عبقرية ومحاولة تسويغها عن طريق السيكولوجيا، التي كانت هي نفسها تهوم في الظلام، الى علم متساوق يعتمد على العلم المادي التقدمي، مفسرا أكثر مسائل التقمص والمعاناة تعقيدا. هكذا كان درب تطور هذا القسم من المنهج. والآن فقط، بعد المرور بهذا الدرب، صار المنهج -في الحقيقة- علما. الآن صار موضوعه ، أي السيرورة الموضوعية لفن التمثيل، مُنارا من جميع الجهات، كسيرورة بالتحديد، كنشاط متخصص.
لقد ألقينا نظرة عجلى على البناية الجليلة لعلم المسرح، ووصّفنا أوجهها الثلاثة بملامحها العامة، لكننا لم نستعمل مطلقا، عبارات ستانسلافسكي المعروفة جيدا، «الهدف الأسمى» و« الفعل المتحكم» (الترجمة الحرفية هي الفعل المُختَرِق، لكني آثرت ترجمتها الى الفعل المتحكم..المترجم). ترى كيف كان ذلك ممكنا، ولماذا؟ وعند بحث أي من الوجوه، كان علينا أن نتوقف عند هذه المفاهيم؟
كان ستانسلافسكي يسمي «المركز الرئيس»، «العاصمة» ، «قلب المسرحية» ، «الهدف الرئيس الذي أبدع الشاعر من أجله عمله الفني ، والذي مثل الفنان من أجله أحد أدوار المسرحية»،يسمي ذلك كله «الهدف الأسمى».
«ترى أين علينا البحث عن هذا الهدف؟
ـ في روح الشاعر وفي روح الفنان، أي في الدور.
أو بكلمات أخرى، ليس في الدور فقط، بل في روح الفنان نفسه».
وكان ستانسلافسكي يسمي «السعي خلال المسرحية كلها» نحو الهدف الأسمى «الفعل المتحكم». وكتب : « ان خط الفعل المتحكم يوحد ويخترق، مثل خيط ينتظم قلادة،كل العناصر ويوجهها الى الهدف الأسمى العام، الذي يوضع كل شيء في خدمته».
هذه التعريفات الأكثرعمومية واختصارا للهدف الأسمى وللفعل المتحكم، تستطيع أن تعطي اجابات للأسئلة المطروحة في أعلاه. 
ان العلم عن الهدف الأسمى وعن الفعل المتحكم ليس جهة أو قسما أو فصلا من منهج ستانسلافسكي كعلم، انه جوهر ولب هذا العلم كله. انه كل ما يتفصل وما يتحدد ويتطور في كل قسم أو فصل من المنهج، في كل وضع من أوضاعه. انه ما يشع من المنهج عند تدقيق النظر من أية جهة كانت.
اذا نظرنا- بكل الخصوصيات والتفاصيل- الى مسألة ما هو المسرح وما هي ضرورته وبماذا يختلف المسرح الجيد عن المسرح السيئ، لوصلنا الى الدور الحاسم للهدف الأسمى والفعل المتحكم.
واذا درسنا بنزاهة مسألة كيف ينبغي للممثل أن يكون ليتمكن من أداء مهمته، سنصل ثانية الى الدور الحاسم للهدف الأسمى والفعل المتحكم.
واذا تعمقنا -أخيرا- في تعاليم ستانسلافسكي عن تقنية فن الممثل، فسنصل هنا أيضا، الى الهدف الأسمى والفعل المتحكم. ذلك أن كل التقنية وكل المهارة كما فهمها ستانسلافسكي هي تقنية ومهارة العثور على الهدف الأسمى والفعل المتحكم في المسرحية وفي داخل الممثل نفسه، وتحقيقهما.
ولهذا «فان كل ما موجود في «المنهج» ضروري بالدرجة الأولى، للهدف الأسمى وللفعل المتحكم». «الهدف الأسمى والفعل المتحكم، ذلك هو الأرأس في الفن». «في الهدف الأسمى والفعل المتحكم يكمن كل شيء».
لكن منهج ستانسلافسكي ما كان ليكون علما، لو انه أكد هذه الحقيقة واكتفى بذلك. ان منهج ستانسلافسكي علم، فقط لأنه يكشف عن النماذج الطبيعية الكثيرة والمعقدة، النابعة من هذا القانون العام والمتعلقة بمختلف الجهات لتلك الظاهرة التي يدرسها، المعقدة بأقصى ما يكون التعقيد، لكنها في جوهرها موحدة : ظاهرة ابداع الممثل.
العلم لا يكتفي بالاقرار بالوقائع: النار تدفئ، الماء يجري، الأجسام لها وزن، بدون الهدف الأسمى والفعل المتحكم، لا يمكن أن يوجد فن تمثيلي كامل القيمة. العلم يكشف النماذج الطبيعية المعينة، التي تنوجد -نتيحة لها- الظواهر المدروسة، ويعرض في ماذا، وأين، ومتى، ولماذا. وبأية درجة تتكشف هذه القوانين.
منهج ستانسلافسكي يسلِّح الممثل، لا لأنه يدعو الى الموافقة على المبدأ العام، المعروف -بالمناسبة- قبل ستانسلافسكي بمدة طويلة، مع أنهم كانوا يطلقون عليه كلمات أخرى، بل لأنه يكشف نماذج طبيعية عديدة مختلفة محددة، تحكم السيرورة الابداعية، التي تقود الى تحقيق الفعل المتحكم والهدف الأسمى. 
بعد كل ما قيل، ينبغي أن يكون قد أصبح واضحا ضعف السؤال المطروح حول أي أوجه المنهج أكثر أهمية: الأسس الفكرية أم قواعد السلوك أم النظريات حول التقنية والمهارة؟ 
هذا السؤال يشبه التالي: ما هو الأكثر أهمية للجسد الانساني: الدورة الدموية أم الجهاز الهضمي أم المنظومة العصبية؟ أو ما هو الأكثر أهمية: الفكرة أم تحقيقها؟
هذه الأسئلة -من ناحية المبدأ- عبثية بالدرجة ذاتها، لكن في التطبيق يحدث أن تكون عند الشخص المعين الدورة الدموية والجهاز الهضمي طبيعيين، في حين تكون المنظومة العصبية مختلة، أو ان الشخص المعين يحقق الفكرة من غير أن يفهمها فهما تاما. ما دامت هذه العيوب التفصيلية صغيرة فانها لا تدمر الكل. أما حين تتعدى حدودا معينة، فانها تصبح قاتلة.
الانسان الذي يحقق الفكرة تحقيقا أعمى يمكن أن يتوه بسهولة، وأن يرتكب الكثير من الأخطاء، ويمكن أن يبتعد عن الفكرة ويؤذيها من غير أن يقصد ذلك. والمنظومة العصبية المختلة ستقود لا محالة الى مرض الجسد كله، ومن ثم الى موته. 
وهذا ما يحدث مع منهج ستانسلافسكي. فكل من «الجهات» الثلاث التي أفردناها اصطلاحا، تغني وتكمل أي واحدة أخرى. وحرمان المنهج أيا من هذه الجهات، يعني تدميره كعلم. لكن في ممارسة هذا المسرح أو ذاك، هذا الممثل أو ذاك، يمكن أن يكون الوضع أفضل في هذه الجهة أو تلك، لكن حتى حد معلوم. فبعد هذا الحد، أي عيب في اي جهة يخرب الكل. وعندئذ لا يعود بالامكان القول ان هذا المسرح أو هذا الممثل يلتزم بمنهج ستانسلافسكي بأية درجة كانت.
ان أي اهمال لأية جهة أو عدم الالتزام بها، هو عدم التزام بالكل،هو تشويه واخلال بالمنهج، واستبدال للعلم بتصورات مغلوطة خاصة عنه.
فاذا كان المسرح أو الممثل الفرد مثلا، يؤكدان أنهما مخلصان لقواعد السلوك وللأفكارعند ستانسلافسكي، لكنهما يهملان نظرياته حول التقنية والمهارة، فان هذا يشكل برهانا ساطعا على أنهما يفهمان المبادئ التي يعترفان بها فهما سطحيا خاليا من الشعور بالمسؤولية، وفي النتيجة النهائية خاطئا، حتى لو كانا يحفظان كل هذه المبادئ عن ظهر قلب. واذا كان المسرح أو الممثل -على العكس من ذلك- يؤكدان أنهما يتبعان نظريات ستانسلافسكي عن التقنية والمهارة اتباعا دقيقا، لكنهما يهملان مبادئ السلوك والأفكار، فهذا يبرهن على انهما يفهمان التقنية لا كما فهمها ستانسلافسكي. وهذا يعني أنهما يمارسان تقنية ومهارة، لكنها ليست التقنية والمهارة اللتان اشترطهما العلم عن المسرح، حتى وان استعارا الاصطلاحات من هذا العلم.
وتبعا لذلك، ففي الممارسة تكون هذه الجهة بالنسبة لهذا الممثل أو المسرح أهم من تلك التي يهملها. أي ان قلة الاهتمام بأي جهة أو جزء من المنهج ، يعني في النهاية، عدم الاهتمام بالهدف الأسمى والفعل المتحكم، أو عدم فهم المعنى الدقيق لهذين المفهومين.
ولهذا مهم جدا عند الاقتراب من دراسة منهج ستانسلافسكي -قبل كل شيء- تبني وحدته وتعقده، أي الاقتراب منه بصفته علما، لا كقائمة من الوصايا، التي يمكن قبول بعضها ورفض الأخرى. 
.
.

الخميس، 21 أغسطس 2014

مسرحية " المفتش العام " ادخلت الأديب الروسي غوغول تاريخ المسرح العالمي من بابه العريض

مدونة مجلة الفنون المسرحية



ألف الأديب الروسي الكبيرر (نيقولاي غوغول) مسرحيته الشهيرة  "المفتش العام " في سنة 1835م.. وقد عرضت على المسرح الروسي للمرة الأولى في عام 1836، تقول الحكاية انه حين انتهى تقديم العرض الأول لمسرحية «المفتش العام» للكاتب الروسي غوغول، في سانت بطرسبرغ، ذات مساء من خريف العام 1836، كان في مقدمة الحضور الذين صفقوا للمسرحية طويلاً، القيصر نفسه، الذي ما إن وقف بعد انتهاء التصفيق، حتى التفت ضاحكاً إلى من حوله وقال: «لقد كان لكل واحد نصيبه في هذه المسرحية... بل يمكنني أن أقول إن نصيبي أنا كان اكبر من أنصبة الآخرين...» وكان من الواضح أن القيصر، يعني نصيباً من الانتقاد والإدانة. غير أن ذلك كله لم يترك أي أثر سلبي عليه، بل انه حيّا المسرحية وكاتبها ومقدميها، ما كان له منذ صباح اليوم التالي، رد فعل هائل في البلد، إذ اضافة إلى أن المتفرجين تدفقوا لمشاهدة هذا العمل الذي ينتقد السلطة وبيروقراطيتها، ومع هذا ينال إعجاب رأس البلاد، أسفر الأمر عن مزيد من الجرأة في انتقاد الممارسات البيروقراطية في الشارع العام. ومع هذا، من المعروف أن روسيا كانت في ذلك الحين تعيش، تحديداً، تحت هيمنة ديكتاتورية البيروقراطية والفساد. مسرحية الأديب الكبير غوغول  من روائع المسرح العالمي ولاتزال تعرض منذ ذلك الحين على خشبات المسارح في روسيا.
وبمسرحية " المفتش " دخل الأديب الروسي غوغول تاريخ المسرح العالمي من بابه العريض. فهذه المسرحية الفذة تصنف في عداد عيون المسرح العالمي، ولا تزال تعرض على خشبات المسارح في مختلف أنحاء العالم، بعد أن ترجمت إلى الكثير من لغات العالم، بما فيها اللغة العربية. ويمكن القول أنه ما من لغة عالمية إلا واستغاثت بهذه المسرحية وقامت بترجمتها بسبب العمق الكامن فيها وقدرتها على كشف الضعف الإنساني.

يقول غوغول مؤلف المسرحية عنها: " أردت أن أجمع فيها وفي كومة واحدة كل ما أعرفه عن روسيا من قباحة وكل ما يمارس فيها من جور وظلم ".
وتدور أحداث المسرحية حول كيفية استقبال كبار المسؤولين في بلدة روسية نائية لموظف صغير من العاصمة سانت بطرسبرغ بعد أن اعتقدوا أنه المفتش العام الذي كان من المقرر أن يزور البلدة. 
ومن خلال المسرحية فضح الكاتب جميع أنواع الفساد الحكومي والبيروقراطية الوظيفية وقام بتعرية النظام الإجتماعي القائم، واستطاع أن يكشف من خلالها عن الدونية التي يعاني منها الموظف الحكومي أمام رئيسه، وكشف عن الاحتيالات التي يمكن أن يقترفها هذا الموظف ليرضي المسؤول الأكبر. 
وبذكاء شديد استطاع غوغول أن يجعل من تلك البلدة الروسية الصغيرة إنموذجاً يمكن أن ينسحب على كامل الإمبراطورية الروسية فغدت نسخة مصغرة من هرم السلطة القيصرية ذاتها.
وقد ولد نيقولاي فاسيليفتش غوغول  في في 1 ابريل 1809 وتوفي في 4 مارس 1852..>> لم يعمر سوى 43 سنة  وكتب مسرحيته ( المفتش ) وهو في السادسة والعشرين من العمر. وهو صاحب القصة البديعة الشهيرة جداً ( المعطف ) وللأسف لم يكمل روايته ( النفوس الميتة ) التي نشر منها الجزء الأول وأحرق الجزء الثاني قبل موته بأيام قليلة فقط.

من أهم مسرحيات غوغول:
مسرحية المفتش العام  
مسرحية - خطوبة 
مسرحية - بعد عرض مسرحية جديدة 


محسن النصار

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption