أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 4 يناير 2015

ما يشبه التجربة.. عن حياة كاتبة مسرحية / صفاء البيلي

مدونة مجلة الفنون المسرحية


(1)

لم أكن أعلم إننى منذورة منذ طفولتى الغضة لخلق حيوات متعددة كتلك التى عبرت عليها ثنايا ذاكرتى المكتنزة بحكايات جدى الشهية والتى كانت كثيرًا ما تنسينى لذة النوم فى ليالى الشتاء الطويلة  تحت الغطاء الوثير.  (1)القرية!   لم أكن أتصور وأنا الطفلة الأولى لعائلة ريفية ميسورة الحال نعمت بالتدلل وعشت فى بيت يجمع بين دفتيه ترمح بقدميها على جسر القرية المؤدى إلى المدرسة أننى سوف أمرر عليه شخصياتى الحية التى من لحم ودم . فى قريتى منية سمنود إحدى قرى الدقهلية العظيمة .. تلك الرابضة فى حضن النيل والتى تزخرف أحد اتجاهاتها الجغرافية جزر الموز وأشجار الكافور والجميز العتيقة كانت بداياتي.. بدايات مفعمة بدراما غنية ما تكاد تنطفئ إحداها حتى تشتعل آلاف غيرها مرة أخرى عبر شخصية رأيتها فأدهشنى سمتها فحفرت فى مخيلتى أو عبر موقف عايشته فظل مخزونًا فى دولاب ذكرياتى أو أشخاص تخيلتهم فصنعت معهم الحكايات وعشتها فى خيال لا تنقصه سذاجة الأطفال. جدى لأمى كان رجلاً صوفيًا لا يعرف من الدنيا سوى غيطه وأبقاره و"ليالى الحضرة" التى كانت أجمل الليالى فى مخيلتي.. حيث "المندرة" الكبيرة  والرجال ذوى الجلابيب الكالحة وكوفياتهم الصوفية التى يتلفعون بها من صقيع الشتاء وشعرهم الأشيب الذى تبدو ذوائبه عبر الطواقى العالية كأنها طود شامخ. تركت ليالى الحضرة فى أعماقى دفء الثرثرة ودهشة محاولاتى المستميتة فى فك طلاسم ما تبوح به أفواه الرجال الذين علا الشيب رءوسهم  وتهشمت أسنان بعضهم الأمامية فى وجوه لم تخلُ من الإرهاق والرضا! وما بين خاتمة إنشادهم الرقراق والأخرى تطوف علينا أكواب القرفة الساخنة فتعبق رائحتها جو المكان وتترك فى روحى لمساتها الشجية التى تطفو على السطح كلما سمعت زخات المطر أو هبت نسمات الشتاء الباردة. كانت جدتى تحتفظ بأكوابها المصونة فى دولاب الفضة  خصيصًا لليالى الحضرة المباركة، والتى كانت تقول متفاخرة فى كل مرة تخرجها فيها: أن أباها الشيخ الأزهرى أحضرها لها من عند النبى صلى الله عليه وسلم حين كان يؤدى فريضة الحج لذا كانت تأبى أن يشرب فيها غير ضيوف جدى الذاكرين، الساجدين المهللين المسبحين حتى تحصل على أكبر قدر من الحسنات!! تعلمت من جدى لأمى الصفاء الروحى والإيمان العميق بالقضاء والقدر والعطف والشفقة على الآخرين . 

(2)
تعلمت من جدي لأمي الصفاء الروحي والإيمان العميق بالقضاء والقدر والعطف والشفقة على الآخرين. أما جدي لأبي فقد كان رجلًا متأنقًا يحب الجمال ويعشق التنسيق في كل شيء فكنت أحب اصطحابه في كل جولاته خارج البيت، وكان محافظًا يشتري طلبات البيت لجدتي، وكان المشوار اليومي للسوق وعبور الكوبري ومن تحته النيل يجري والذي يفصل بين قريتي منية سمنود ومدينة سمنود \بلد النحاس باشا.. كان بمثابة جرعة من العلم أتشربها منه ذوقا وحنانا ودقة وعطفا على الفقراء الذين اعتادوا قطع الطريق عليه لتقبيل يديه فكان يردهم بيد وبالأخرى يعطيهم مما أعطاه الله.   ذات يوم ونحن نتسوق شهقت وقلت: الله  يا جدي على هذه الطماطم ! إنها حمراء كالدم! فامتعض وجه جدي وضغط بحنان على يدي التي كان يمسكها قائلا: لا تقولي هذا بل قولي حمراء كالورد، فالورد جميل والدم مقزز ومن يومها بدأت عندي ملكة انتقاء التعبيرات والتدقيق في ألفاظي قبل النطق بها وهو ما أثر عليَّ فيما بعد.   أما الأحداث التي كوَنت بدايات الذاكرة فكانت كثير من العادات التي أدهشت عقلي الصغير ـ والتي أعدت النظر فيها بعد أن نضجت فكريًا ـ  تحكم القرية  كحفلات الزار والموالد، تسيطر عليَّ وأتلمس إليها ما تيسر من سبل الفرجة عليها  ففي كل عام تقام في القرية عدة موالد وللحق كان أحدها يقام بجانب بيتنا على قارعة القرية وكنت في المرحلة الإعدادية وكنت أنتظر ليالي المولد بفارغ الصبر.   وأحرص على متابعة الرجل الذي يعتلي منصة صنعوها له من ألواح الخشب وزينوها بالقماش الأحمر المزركش فيكركر الرجل ويتغنى بحكايات الشاطر حسن وأبي زيد الهلالي، وكنت أتلهف إلى سماع الحكايات التي حينما قرأت عرفت كيف كان الرجل يمزجها بخيالاته ويؤطرها بأطر من الميثولوجيا التي لا تمت لها بصلة والتي تبهر المستمعين البسطاء وتحظى بانتباههم وإثارة خيالهم.   ويا كم كنت أغالب النعاس وأنا أستمع إلى هذا الرجل وأتذكر أنني ذات مرة كنت سأسقط من فوق السطوح الذي تزاحمتُ فوقه مع أولاد الجيران بعد ألححت على أبي الذي كان يرى أن الذهاب للمولد عيب.. ولكن أمي كانت تلح عليه فيوافق أن ألتحق بكتيبة السطوح من الجيران الذين ينخرط بعضهم في بكاء ونواح حينما يأتي المداح على ذكر موت أحد أبطاله ومن هنا بدأت الدراما تأخذ مكانها الأثير في ذاكرتي وإن لم تظهر مسرحيًا ولكنها ظهرت من خلال قصائد البدايات الأولى. 

(3)
سيد الإبداع! الشعر عندى هو سيد الإبداع ولما كنت أؤمن بالمقولة التراثية "الشعر ديوان العرب"، فقد ظللت مخلصة له حتى الآن وسأظل إن شاء الله فكتبت القصيدة العمودية والتفعيلة ثم قصيدة النثر، بالرغم من اللغط الشديد الذى يُثار حولها بالرفض والقبول. فى قصائدى الأولى كنت أجنح إلى استخدام تقنية قال وقلت وأزيد من استخدام الشرح والالتفات والوصف فنبَّه هذا كثير من المبدعين الكبار الذين تربيت بينهم فى نادى أدب جامعة المنصورة وقصر ثقافة المنصورة وقصر ثقافة المحلة الكبرى وقصر ثقافة غزل المحلة، وفيها كان يجتمع كبار المبدعين، ففى المنصورة الكاتب الكبير فؤاد حجازي، والقاص والروائى الأستاذ محمد خليل، والشاعر إبراهيم رضوان، والشاعر محمد رمضان، ومن زملائى الذين كانوا يكبروننى بسنوات الشعراء محمود الزيات أحمد الخضرى وحسنى الزرقاوى وكريم عبد السلام وكثيرون من نفس عمري، كضاحى عبد السلام وكثيرين لا تسعفنى بهم الذاكرة، ومن الغربية الراحلان الشاعر الكبير عبد الله سيد شرف، الذى كان بيته مؤسسة ثقافية وحده، والكاتب المسرحى المحلاوى الكبير فتحى فضل، الذى أدين له بالفضل فى كتابة أول مشروع مسرحي، وكانت مسرحية للطفل بعنوان "العش الذهبي" نعم هى الآن تعتبر كتابة بدائية وساذجة.. لكننى لما عدت إليها هذه الأيام أحسست بطزاجة البدايات وهلت وعطرت روحى ذكرى الأحباب الذين مروا عبر بوابة الحياة.   خطوة أولى فى عشق المسرح العجيب أن ما دفعنى لكتابة المسرح هو حدث غزو العراق للكويت فى بداية التسعينيات وكنت قد بدأت فى كتابة قصيدة طويلة امتدت لأكثر من عشر صفحات مليئة بالدراما وأسميتها نوبة رجوع لجليلة بنت مرة، فلما قرأتها فى إحدى الندوات اقترح البعض على كتابة مسرحية تعبر عن هذا المضمون، معللين لهذا أن قصيدتى مليئة بالدراما وفيها ما يسمى بتصاعد الحوار والحبكة الدرامية وغيرها.. وحينها لم أكن قد قرأت مسرحا بشكل منظم ولا كنت أدرى كيف أكتب مسرحية فبدأت فى مرحلة جديدة وهى مرحلة البحث.. وأخذت أبحث عن كل ما يساعدنى فى ذلك.. نصحنى البعض بالقراءة والبعض الآخر نصحنى بقراءة كتب النقد التى تتحدث عن المسرح ومنها كتاب ما زلت أدين له بالفضل وهو "كيف تكتب مسرحية" لمؤلفه لاجوس أجرى وترجمة الناقد الراحل الكبير درينى خشبة، الذى بدأت معه أولى خطواتى فى الكتابة المسرحية. وكأنما أراد الله أن يكون للوالد وابنه دوران متشابهان معى فى حياتى الإبداعية.. فكما استفدت من كتاب درينى خشبة استفدت من الناقد الراحل الكبير سامى خشبة، الذى فتح لى أبواب مجلة الثقافة الجديدة لأنشر فيها مقالاتى النقدية عن العروض المسرحية ولم يكن يتأخر فى توجيه النصح لى وأتذكر أنه لم يختلف معى إلا مرة واحدة فى توضيح الفرق الجوهرى بين الأوبرا.. والليبرتو ويبدو أن الأمر كان قد اختلط على ولكنه رغم ذلك رفض أن يبدل كلمة واحدة فى المقال ومنه تعلمت كيف يكون احترام الكلمة ولو مع مبدع مبتدئ ينشر له للمرة الأولى مثلا.. وظللت أنشر مقالاتى النقدية وحواراتى مع المسرحيين الكبار حتى صدرت مجلة مسرحنا التى سلطت الضوء على الحياة المسرحية المصرية والعربية على حد السواء وغطت معظم الأحداث بجدارة وقدرة تفوقت فيها على نفسها أيما تفوُق.
(4)
ما بين القراءة الحرة والدراسة الأكاديمية، طحنتنى الحياة، فاستبعدت  فكرة دراسة المسرح بشكل أكاديمى وركنت إلى النصيحة التى وضعتنى على طريق القراءة.. وكانت القراءة المنظمة فأخذت أقرأ لمعظم كتاب كل المدارس وفق الترتيب الزمنى لمؤلفاتهم لأدرك وأكتشف الفروق  بين أعمال المؤلف الواحد وتكونت لدى ركيزة نقدية بدأت أعتمد عليها فى كتاباتى النقدية فيما بعد، فالبدايات البكر الأولى تختلف بالطبع عن آخر أعمال المبدعين والتى كانت كثيرًا ما تبلغ ذروة سنام إبداعهم.. فقرأت معظم أعمال الكتاب الكبار (يسرى الجندى، أبو العلا السلامونى، ألفريد فرج، ومحمد سلماوى، وميخائيل رومان، ومحمود دياب، وسعد الدين وهبة ونعمان عاشور ومحفوظ عيد الرحمن وكثيرين من كتاب المغرب العربى الكبار كالكاتب الكبير عبد الكريم برشيد.. وسعد الله ونوس، كما التهمت نصوص ابسن وبرندلو بروتلد بريخت ويونسكو ويوجين أونيل وغيرهم).   إضافة لذلك قراءاتي لزملائى من كتاب جيلى والجيل السابق على دمث الخلق الذى فقده المسرح العام الماضى الراحل محمد الشربينى ومن قبله د. محسن مصيلحى وجميع الإخوة والأبناء والأساتذة الذين فقدناهم فى محرقة بنى سويف التى لن تمحى ذكراها من ذاكرتنا، فتشبعت بهم جميعا وأنتجت نفسي!   وكتبت أولى مسرحياتى وأسميتها نوبة رجوع لجليلة بنت مرة أو باروكة للصحراء وفيها فتحت الجرح العربى الذى لم يندمل بين الإخوة العرب وحاولت تقديم نموذج للعدل الذى نريد وزاوجت فيها كعادتى بين التراث والحاضر. لماذا التراث؟ ولماذا الشعر؟ ولماذا اللغة العربية؟ وأين أنا من مدارس التجريب وآلياته؟ هذه أسئلة بالتأكيد يطرحها الكثيرون علىّ حينما يجدوننى مصرة على الكتابة بهذه الطريقة وقد يظن البعض أن هذا يكمن فى إمكانات الكاتب المحدودة ولكننى أراها العكس تماما فلا يستطيع الاقتراب من التراث.. شعرًا وباللغة العربية الفصحى فى سلة واحدة إلا كاتب مجيد نافذ القريحة. لماذا الشعر؟! فى اعتقادى أن المسرح لا يُكتب إلا شعرًا كما كان فى نشأته الأولى، ولا أقصد بالشعر هنا الكلام الموزون المقفى ولكننى أقصد الحالة الشعرية التى تسيطر على النص وتتلبس شخصياته، فالنص المسرحى عندى لا يعدو أن يكون نصًا شعريًا لكن أكثر درامية يمتلئ بحيوات أكثر تعددية ورسوخا وتشعبا، ومع هذا فنصى له بنيان رشيق غير مثقل بالترهلات.. تعبيراته موحية ومكتنزة وبعيدة عن التطويل بالرغم من أن عمله الحقيقى هو الحكى والبوح والتحليل والتفسير فى أوقات كثيرة، ولكنه مع هذا أيضا حكى مدبرٌ بقوة ووعى يمتلك رؤية ثاقبة للجوهر ويساعد كل ذلك المقدرة على الإمساك بمقود الأحداث حتى لا يتوه النص!

(5)
المسرح الشعري وعمالقته الكبار! أبهرني المسرح الشعري واستهواني بعد قراءة أعمال شكسبير التي أتيت عليها كاملة تقريبًا، على الرغم من أن الترجمة قد تفقد النص بعض شاعريته التي تبدو متدفقة عبر لغته الأم، كما التهمت نصوص صلاح عبد الصبور نصًا.. نصًا، وأعمال عبد الرحمن الشرقاوي، كما قرأت ما كتبه الشاعر الكبير أحمد سويلم ومحمد إبراهيم أبو سنة وفاروق جويدة، وكلهم تقريبًا اعتمدوا على التراث في بناء أعمالهم المسرحية التي التزموا فيها روح الشاعرية. نوبة رجوع: فكتبت نوبة رجوع لجليلة بنت مرة مستلهمة حرب البسوس وموقف جليلة بنت مرة الحائر بين أخيها وزوجها، وهي حيرة طبيعية، حتى أن القارئ يظل حائرًا طوال قراءته للنص غير قادر على استنباط إلى أيهما تنتصر! تمامًا كما تلبست الحيرة الإنسان العربي مع أيهما يقف ويحارب؟ مع العراق أم الكويت؟ وفي كلتا الحالتين سيجد المنتصر نفسه خاسرًا، إذ أنه في حالة الانتصار لأيهما يكون قد أخزى الآخر الذي هو أخاه، وتلك هي المشكلة!   المصير؛ عشر نبضات في الحب والموت: ثم كان نص المصير بعد ذلك، مستلهمة فيه حياة شاعرين جاهليين كبيرين، هما النابغة الذبياني والمنخل اليشكري والملك النعمان بن المنذر والمتجردة، مستخدمة تقنية المسرح داخل المسرح، محاولة من خلالها التركيز على العدو الداخلي والعدو الخارجي الذي ينفث سمه في جسد وحدتنا العربية وقد جعلت فيها الشاعرين، كلٌ منهما على نقيض الآخر، فالنابغة نفعي برجماتي لا يؤمن إلا بسيفه الذي في يده ومدى ما يحققه أيُّ شيء له من منفعة مباشرة "كاش فاليو"، والآخر المنخل اليشكري إنسان مثالي يرى ضرورة توحيد الأمة، وأن لدينا القدرة على تجميل الحياة بقليل من الجهد والعمل ويفكر دائمًا أن هناك شيئًا ما ينتظره في البعيد.. شيئًا جميلاً ورائعًا ومثاليًا يستحق من حوله أن ينعموا بالحياة فيه بقليل من جهاد الروح وكثير من الانتماء والحب.   الخروج من اللوحة: ثم جاء نص الخروج من اللوحة وهو يعتمد أيضًا في بنيته الأساسية على استلهام التراث ومكتوب بلغة شاعرية متخذة من "عريب"، وهي جارية أثرت أيما تأثير في حياة خمسة من خلفاء الدولة العباسية، وعاشت معهم جميعًا أثرت وتأثرت بهم وهم "المأمون والأمين والمعتصم والمتوكل حتى عصر ابن المعتز الذي اعترفت أنها لم تحب غيره من الخلفاء لرقته وطيبته، وقد بلغ من حب هؤلاء الخلفاء لهذه الجارية، ما دفع المأمون لأن يقبل قدميها على رؤوس الأشهاد، كما أثرت في سير الحياة السياسية بسبب عقدة الاضطهاد التي كانت تطاردها منذ طفولتها، وهي ابنة جعفر البرمكي الذي تزوج أمها رائعة الجمال وفرق بينهما يحيى أخوه، فظل حقد "عريب" مشتعلاً، ما أهلها في عيون الأعداء أعداء العرب للقيام بدور جاسوسي مخابراتي، لكنها رفضت بسبب الحب أيضًا! 

(6)
وتتوالى النصوص الطويلة التى كان لها حظ من القراءة منها نص: الخروج من اللوحة: ثم جاء نص الخروج من اللوحة وهو يعتمد أيضًا فى بنيته الأساسية على استلهام التراث ومكتوب بلغة شاعرية متخذة من "عريب" وهى جارية أثرت أيما تأثير فى حياة خمسة من خلفاء الدولة العباسية وعاشت معهم جميعًا أثرت وتأثرت بهم، وهم "المأمون والأمين والمعتصم والمتوكل"، حتى عصر ابن المعتز الذى اعترفت أنها لم تحب غيره من الخلفاء لرقته وطيبته، وقد بلغ من حب هؤلاء الخلفاء لهذه الجارية، ما دفع المأمون لأن يقبل قدميها على رؤوس الأشهاد، كما أثرت فى سير الحياة السياسية بسبب عقدة الاضطهاد التى كانت تطاردها منذ طفولتها، وهى ابنة جعفر البرمكى الذى تزوج أمها رائعة الجمال وفرق بينهما يحيى أخوه، فظل حقد "عريب" مشتعلا مما أهلها فى عيون الأعداء أعداء العرب للقيام بدور جاسوسى مخابراتى لكنها رفضت بسبب الحب أيضا!   الشراك "مأساة ديك الجن" وبعد ذلك جاء نص "الشراك" الذى يتماس وعطيل شكسبير عن طريق استدعاء شخصية ديك الجن "عبد السلام بن رغبان" الشاعر الحمصى الكبير، الذى قتل وردا حبيبته بسبب شكوكه التى لا مجال للحقيقة فيها، كما قتل عطيل ديدمونة بعد شكه فيها، وحاولت من خلاله التأكيد على فكرة الشك والغيرة القاتلة وأنه مهما امتلكنا المقدمات التى من الممكن أن توصلنا لنتائج مرضية، إلا أننا نسعى إلى حتفنا لنقع فى شراك الشك والغيرة دونما أى تحقق.   احتفال خاص على شرف المتنبي أما نص "احتفال خاص على شرف المتنبي"، فقد كتبته حبًا فى شاعر العربية الأول الذى تربع على عرش الشعر، ومع ذلك كانت عيونه على عرش الملك، فكان يتمنى أن يصبح أميرًا على إحدى المقاطعات، ولم يكفه أن يكون ملكًا على مملكة الشعر وقلوب الجميع، وفيها استحضرت المتنبى لحمًا ودمًا، فعاش حياتنا وتعرض لبعض ما نتعرض له، فخاض الانتخابات وخطب فى العالم وحوكم ودافع عن نفسه، وفى النهاية يئس من حياتنا بالشكل الراهن واعترف بعجزه فرفض الحياة بعصرنا وترك عالمنا وعاد إلى عالمه مرة أخرى.   الجنرال: ويأتى نص الجنرال وهو أحدث نصوصى وهو تحت الطبع لأثير فيه قضية الوحدة الوطنية والمواطنة ومن خلال المزاوجة بين شخصيتى المعلم يعقوب وسليمان الحلبي، فسليمان لم يكن مصريًا، ولكنه قتل الجنرال كليبر محققا لما يعتقده من صواب أن هذا من معانى الجهاد فى سبيل الله وأنه يخلص مصر من رأس أفعى المحتل، فى حين أن يعقوب فى ذات العصر هو أول قبطى يحاول القيام بمحاولة انفصال للأقباط عن الدولة، وفى النص تقوم محاكمة كلتا الشخصيتين وتتاح لهما الفرصة ليعبر كل منهما عما جعله يقدم على ما قدم عليه.   زمن الخوف: هو أحدث نصوصى الطويلة وكتبته فيما بعد ثورة 25 يناير ونال اهتمام العديد من النقاد.

(7)
سيدة المونودراما .. هو اللقب الذى أعتز به كثيرًا والذى أطلقه على المؤرخ والناقد المسرحى أ. د. سيد على و‏‏أستاذ الأدب العربى الحديث ونقده بكلية الآداب جامعة حلوان. فى المونودراما، أجد الفرصة سانحة للبوح والتحرر وبالرغم من ذلك فقد كتبت عدة نصوص منها "المطبعى" فى أوائل التسعينيات و"ما قاله السيد للسيدة" عام 2009م "وامرأة عنيفة" 2010م وفوق الشوك.. ولجوء اضطرارى / بهنس، ومحطة عين شمس، الدفّان، وجوليا وغيرها الكثير وهو ما دعا د. سيد على وعدد من النقاد إطلاق لقب: سيدة المونودراما عليّ.. ..كما أن لدى تجربة وحيدة فى الديو دراما وهى نص "جنة وهنا" 2008م  وهذه النصوص لم أكتبها شعرا ولكننى كتبتها بلغة شاعرية كما أحب أن أسميها. الفصحى والعامية واللغة البيضاء! أحب الكتابة باللغة العربية وأميل لها وحينما كتبت نصوصًا نثرية "كتبتها بلغة بيضاء بين الفصحى والعامية فلم أستطع الانغماس فى العامية وطالما ضبطت نفسى وأنا أكتب بالعامية أسطر تعبيرات فصيحة فأبقى عليها خاصة مع مناسبتها لوضعيتها، ولعلمى أن اللغة العربية هى الأبقى حيث ترسخ فى ذهنى منذ قديم أن العامية لا تصلح للتدوين بل مكانها الأصيل الشفاهة. وسيأتى أحد القائلين متنمرًا ليقول: الفصحى غير مناسبة لعوام الجمهور وهنا أقول:  وجِّه جمهورك كما تريد وحيث تريد لا كما يريد هو وحتماً سيصبح بعد ذلك طوع يمينك، فصناع المسرح لو قدموا مسرحًا ملتزمًا ناضجًا نسبة منه باللغة العربية لصار طبيعيًا وجود عروض بالفصحى يقبل عليها الجمهور ويجدون لذتهم فيها مثل تلك العروض الموجودة بالعامية. التجريب وآلياته: أما عن التجريب وآلياته.. وسؤال هل يتوافق التجريب مع التراث الذى يمثل الثبات؟ فالتجريب عندى ليس الخروج عن المألوف ولكنه البحث عن أعماق جديدة فيما هو موجود وليكن هذا الموجود هو التراث.. فالغوص فى مناطق عميقة حساسة تكسبنى خبرة أكبر فى الكتابة تجعلنى أمتلك القدرة على معالجة الأفكار بشكل جديد، فالمسرح عندى ليس طرحًا لمجموع الأسئلة ولكنه يسعى لتقديم إجابات أو يفتح أبواب الإجابات على مصراعيها، وليس ضروريًا أن تكون تلك الإجابات نموذجية بقدر ما تكون محتملة التحقق. التجريب عند البعض يعنى الدخول فى عوالم الممنوع والمسكوت عنه، ففى المسرح لا مسكوت عنه حين أضع شخصياتى على خشبة المسرح، دائمًا ما أتركها حرة تفعل ما تشاء وكثيرًا لا أقوم  بوضع نهايات لأعمالى المسرحية أو حتى أخطط لها كيف تسير، بل أمسك بالفكرة فقط وأشرع فى الكتابة وتظل الفكرة هى المسيطرة على حتى أنتهي، ثم أترك النص عدة أيام وأعود إليه لأعاود قراءته مرة ثانية فثالثة وفى أثناء الكتابة وإعادة الكتابة أترك لكل شخصية الحرية فى تحديد مسارها ومصيرها وتتضافر الشخوص عندى فى خلق نهاية العمل ككل.. فالتجريب عندى يكون أحيانًا فى استخدام لغة بعينها أو ترتيب للمشاهد بشكل مختلف أو فى بناء النص نفسه.
(8)

علمتنى تجربتى فى النقد معنى ممارسة القسوة مع كتاباتى أولا.. ثم مع الآخرين ثانيا. فحاسة النقد تعمل عندى عملها فى نصوصى المسرحية وقد استفدت من مقولة الشاعر الكبير أحمد سويلم لى حين كان عمرى 18 عامًا فى السنة الأولى بكلية الآداب بجامعة المنصورة، وكنت قد نُشرت لى عدة قصائد فى جريدة الجمهورية وأشعر أننى شاعرة كبيرة لا يدانينى أحد وناولته قصيدة كتبتها عن القدس ولما قرأها طلب منى حذف جزء كبير منها فلم أستطع، فقال لي: لا يوجد نص مقدس إلا القرآن الكريم فتعاملى مع نصوصك بقسوة حتى يحترمها الآخرون ولا تجعلى غيرك يتعامل معها بقسوة فيؤذيكِ هذا نفسيا، ومن حينها وأنا أتعامل مع نصوصى بشيء من الحزم مع إننى أحيانا أضبط نفسى وأنا متلبسة وواقعة فى إغراء مقطع فى قصيدة أو حوار لأحد شخوص مسرحياتى بما لا يجعلنى أستطيع الفكاك منه.   استفدت من رؤيتى الخاصة للإبداع المسرحى فى كتابة النقد التطبيقى للعروض التى كنت أراها وأخرج فى معظم الوقت وأنا حانقة على مؤلفيها ومخرجيها وممثليها فدفعنى ذلك لكتابة سلسلة مقالات نقدية عن العروض المسرحية فى عام 2004م نشرت فى جريدة القاهرة التى تصدر عن وزارة الثقافة المصرية، ثم قدمت فى جريدة المحيط الثقافى التى كانت تصدر عن وزارة الثقافة باباً شهريا تحت عنوان: "مسرح المحيط" كنت أقدم من خلاله قراءة لبعض العروض وبعض الشخصيات والأماكن والمصطلحات المسرحية. كذلك قدمت عدة مقالات وحوارات مسرحية فى مجلة الثقافة الجديدة، حيث كان يرأس تحريرها الناقد الأستاذ سامى خشبة رحمه الله، وكتبت مقالات كثيرة فى جريدة مسرحنا عن عروض مصرية وعربية عبر المهرجانات العربية التى شاركت فيها كناقدة وإعلامية مصرية.   قدريون أم أغبياء؟!   فى كتاباتى أؤمن بمقولة أكررها دائما ومازلت مصرة عليها فى مقدمة نصوصى وهي: هل نحن قدريون أم أغبياء؟ ذلك لأن التاريخ العربى والإسلامى بخاصة.. مليء  بالمواقف المشابهة والمتكررة لمواقف نعيشها ونحياها الآن وبالرغم من ذلك لا نستفيد منها كماضٍ عاشه الأجداد والآباء، ولا ننظر بعين الفاهم الناقد لنتائجها، فنفهمها ونعيها، بل دائما نتجاهلها أو نتلقاها بشيء من التهاون فنقع فى نفس أخطاء الماضى دون أن نتعلم منه شيئا.. أى شيء!! 

(9)

معاناة جيل من المسرحيين؛ حينما أتحدث عن تجربتى المسرحية لا يمكننى أن أزعم بقيمتها العظيمة ولكننى موقنة على أقل تقدير بأنها على قدر من الجدة والالتزام بقواعد الفن الإنسانى الراقى الذى يحترم عقلية القارئ أولاً  والمشاهد إن قدر الله وتم عرض هذه الأعمال يومًا على خشبة المسرح!! وحينما أتحدث عن معاناتى ومعاناة جيلى من المسرحيين فى مصر، أخشى أن يأتى كلامى تقليديًا وربمًا يستشعر فيه من يقرأه السخط أو الشكوى نظرًا للحالة المتردية لأجنحة التلقى الأخرى.. وأقصد بها: النقد والإخراج.. النقد الذى يتجاهل أصحاب الكتابات الجدد ـ بالرغم من أننا لم نعد جددًا فأحدثنا تجربة تجاوز العشر سنوات، ومنا من زاد على العشرين وهى عمر معظمنا فى الكتابة. كما إن المخرجين لا ينفذون إلا الأعمال القديمة أو المشهور أصحابها لأسباب عديدة لا أريد ذكرها لأن المخرجين الأعزاء أنفسهم يعرفونها والمعنى هنا .. فى بطن المخرج!!   وذلك لأن نصوصى المسرحية لا تزال كسيحة حبيسة دفتى الكتب، شخوصها ميتة بين السطور وأحداثها متوقفة .. كل هذا بسبب المخرجين الشهماء الذين يملأون الجو صراخًا لعدم وجود نصوص جيدة ترتقى لعبقريتهم السمحة وقدراتهم الإخراجية العظيمة فتراهم إما يلجئون لنصوص أجنبية أو يؤلفون هم نصوصًا كما يتراءى لهم ثم يقومون بإخراجها والتمثيل فيها أحيانًا فينالون الحسنيين وأحيانًا الثلاث حسنيات!! والمؤلفون الشباب وغير الشباب من الذين حصدوا الجوائز .. فليذهبوا إلى حيث يشاءون!! يتعجب البعض حينما يعرفون أننى حصلت على أكثر من أحد عشر جائزة فى المسرح غير الشعر والدراسات الأدبية! وما يثير دهشتهم عدم تجسيد أى من مسرحياتى على خشبة المسرح.. والغريب أننى كدت أدمن تقديم أعمالى للمسابقات من كثرة يأسى من النقاد ولربما قام أحدهم بتقديم  أحد أعمالي، ولكى يشرع فى تنفيذها يطلب منى أن أذهب لمدير المسرح أو رئيس الهيئة  حتى يتمكن من تنفيذها .. وفى نهاية الأمر.. يصمتون كأنما انقطعت ألسنتهم التى كانت تصدح بالمديح والثناء فأشعر بالغصة تملأ قلبى وأوقن باللاجدوى!! كما لا يمكننى ـ حفاظًا على ماء وجهى الإبداعى ـ أن أمضى طارقة أبواب النقاد وأنتظر من يفتح لى بابه ويبتسم فى زيف وهو يأخذ منى النصوص ثم يلقى بها فى أدراجه حتى يأكل عليها الدهر ويشرب أومن لا يقابلنى من الأساس أو يقول لى إن الصحف لا تنشر نقدًا إلا عن المشهورين وكأننى مدعية إبداع!! الحق أقول: لقد أورثنى هؤلاء النقاد كثيرًا من الزهد فيما بين أيديهم وكثيرًا من الحزن! هذا الزهد كما قلت فيما فى أيدى النقاد علاوة على ما فى أيدى مخرجى مسارح الدولة الذين ينفرون من تقديم النوعية التى أكتبها والذين يحرضون الكتاب على الكتابة بالعامية حتى يقدموا أعمالهم!

المصريون

ما يشبه التجربة: عن حياة كاتبة مسرحية ( 9)

مدونة مجلة الفنون المسرحية
ما يشبه التجربة: عن حياة كاتبة مسرحية ( 9)
صفاء البيلي كاتبة مسرحية من مصر


معاناة جيل من المسرحيين؛ حينما أتحدث عن تجربتى المسرحية لا يمكننى أن أزعم بقيمتها العظيمة ولكننى موقنة على أقل تقدير بأنها على قدر من الجدة والالتزام بقواعد الفن الإنسانى الراقى الذى يحترم عقلية القارئ أولاً  والمشاهد إن قدر الله وتم عرض هذه الأعمال يومًا على خشبة المسرح!!

وحينما أتحدث عن معاناتى ومعاناة جيلى من المسرحيين فى مصر، أخشى أن يأتى كلامى تقليديًا وربمًا يستشعر فيه من يقرأه السخط أو الشكوى نظرًا للحالة المتردية لأجنحة التلقى الأخرى.. وأقصد بها: النقد والإخراج.. النقد الذى يتجاهل أصحاب الكتابات الجدد ـ بالرغم من أننا لم نعد جددًا فأحدثنا تجربة تجاوز العشر سنوات، ومنا من زاد على العشرين وهى عمر معظمنا فى الكتابة.
كما إن المخرجين لا ينفذون إلا الأعمال القديمة أو المشهور أصحابها لأسباب عديدة لا أريد ذكرها لأن المخرجين الأعزاء أنفسهم يعرفونها والمعنى هنا .. فى بطن المخرج!!

وذلك لأن نصوصى المسرحية لا تزال كسيحة حبيسة دفتى الكتب، شخوصها ميتة بين السطور وأحداثها متوقفة .. كل هذا بسبب المخرجين الشهماء الذين يملأون الجو صراخًا لعدم وجود نصوص جيدة ترتقى لعبقريتهم السمحة وقدراتهم الإخراجية العظيمة فتراهم إما يلجئون لنصوص أجنبية أو يؤلفون هم نصوصًا كما يتراءى لهم ثم يقومون بإخراجها والتمثيل فيها أحيانًا فينالون الحسنيين وأحيانًا الثلاث حسنيات!! والمؤلفون الشباب وغير الشباب من الذين حصدوا الجوائز .. فليذهبوا إلى حيث يشاءون!!
يتعجب البعض حينما يعرفون أننى حصلت على أكثر من أحد عشر جائزة فى المسرح غير الشعر والدراسات الأدبية! وما يثير دهشتهم عدم تجسيد أى من مسرحياتى على خشبة المسرح.. والغريب أننى كدت أدمن تقديم أعمالى للمسابقات من كثرة يأسى من النقاد ولربما قام أحدهم بتقديم  أحد أعمالي، ولكى يشرع فى تنفيذها يطلب منى أن أذهب لمدير المسرح أو رئيس الهيئة  حتى يتمكن من تنفيذها .. وفى نهاية الأمر.. يصمتون كأنما انقطعت ألسنتهم التى كانت تصدح بالمديح والثناء فأشعر بالغصة تملأ قلبى وأوقن باللاجدوى!!
كما لا يمكننى ـ حفاظًا على ماء وجهى الإبداعى ـ أن أمضى طارقة أبواب النقاد وأنتظر من يفتح لى بابه ويبتسم فى زيف وهو يأخذ منى النصوص ثم يلقى بها فى أدراجه حتى يأكل عليها الدهر ويشرب أومن لا يقابلنى من الأساس أو يقول لى إن الصحف لا تنشر نقدًا إلا عن المشهورين وكأننى مدعية إبداع!!
الحق أقول: لقد أورثنى هؤلاء النقاد كثيرًا من الزهد فيما بين أيديهم وكثيرًا من الحزن!


هذا الزهد كما قلت فيما فى أيدى النقاد علاوة على ما فى أيدى مخرجى مسارح الدولة الذين ينفرون من تقديم النوعية التى أكتبها والذين يحرضون الكتاب على الكتابة بالعامية حتى يقدموا أعمالهم!

المصريون 

السبت، 3 يناير 2015

تحميل مسرحيات وليم شكسبير

مدونة مجلة الفنون المسرحية
ويليام شكسبير
ويليام شكسبير 
مسرحي وشاعر وممثل إنكليزي ولد في ابريل 1564 وتوفي في 23 أبريل 1616. يعتبر شكسبير واحداً من أهم كتاب المسرح في العالم، وأهم كاتبٍ باللغة الإنجليزية. يوصف بشاعر إنكلترا الوطني، وبأنه شاعر أفون، تحتوي أعماله الناجية على ثمانية وثلاثين مسرحية، ومائة وأربعة وخمسين سوناتا، وقصيدتين روائيتين طويلتين. تُرجمت مسرحياته إلى كافة اللغات الحية الرئيسية في العالم، ومُثلت أكثر مما مثلت مسرحيات أي مسرحي آخر.





لتحميل الكتب اضغط على اسم الكتاب

ما الدنيا إلّا مسرح كبير

مدونة مجلة الفنون المسرحية

هذه العبارة «الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح»، هي إحدى مقولات الكاتب الكبير وليم شكسبير، التي نرددها مثل مقولة «أن نكون أو لا نكون...هذا هو السؤال أو المسألة»، وإذا قارنّا بين المسرح والدنيا، سنكتشف تماثلاً حد الدهشة.

ففي المسرح ستارة، تفتح بالبداية وتغلق في النهاية، وتلك حقيقة من حقائق الحياة، فلكل شيء بداية ونهاية، لتفتح من جديد على مسرحية جديدة، فهناك ولادة يليها موت وجيل ينفي الآخر، أما البشر في الحياة رجالاً ونساء، فهم لاعبون قد يكونون جيدين مهرة، أو يكونون فاشلين رديئين، أشبه بالوزراء والمسؤولين الذين يعبرون في حياتنا، بعضهم يبقى بالذاكرة، والبعض لا يترك تأثيراً، والبعض يكونون مكروهين من الناس.

وبالمسرح كذلك ديكور، مهمته أن يعطي المسرح الكلاسيكي شكلاً محاكياً للواقع، وقد يكون متقن الصنع قريباً من الواقع، وقد يكون رديئاً في رسمه وتصميمه وتنفيذه، ولا يناسب مضمون وتاريخ المسرحية، وفي الحياة هناك شكليات بعضها لا يعكس حقيقة البشر، مثلما هناك نفاق اجتماعي وديني، ومظاهر خادعة لا تعكس الجوهر والحقيقة.

وفي المسرح الكلاسيكي هناك ملقّن، وفي الحياة هناك من يلعب مثل هذا الدور، كما يوجد في المسرح بطل أو لاعب رئيسي، وهناك كمبارس ولاعبون ثانويون بل بعضهم هامشي، وهذا أيضاً ينطبق على الحياة.

وفي المسرح مشاهد مسرحية، وفي الحياة كذلك مشاهد في الواقع المتغير مع الزمن، مثل المشهد السياسي والاجتماعي، الذي لايبقى ثابتاً ولكنه في حركة جدلية، وهناك مساحيق وشعر مستعار، سواء على الرأس أو الذقن أوالشوارب، ويوجد مثلها في الحياة، كما يوجد قبعات مختلفة لنفس الممثل، وفي الحياة الأمر لا يختلف.

وفي المسرح كذلك دراما وكوميديا وتراجيديا وكوميديا سوداء، وهناك ضحك وبكاء وغضب وحزن وفرح، وهذا ينطبق على الحياة أيضاً، التي تحمل أفراحاً وأحزاناً وسخرية قدر، ونهايات سعيدة ونهايات مأساوية.

فهل كان شكسبير عبقرياً فذاً، أو فيلسوفاً عميقاً كي يكتشف ويصيغ مثل هذه العبارات؟ أم أن تراكم خبرات الحياة وتجاربها، تترك تأثيراً على ذهن ووعي الإنسان ورؤيته للحياة؟ أظن أنه لا يمكن الجزم، لكننا كبشر وفي كل سنة تمر وتمضي، نتذكر العام الماضي بإنجازاتنا وإخفاقاتنا، ونشعر أننا كبرنا ونكبر باتجاه النهاية المحتومة، وللعاقل أن يتعظ ويستفيد من أخطائه، ويتعلم من تجاربه التي مر بها، بإيجابياتها وسلبياتها.

وليد الرجيب
الراي

الجمعة، 2 يناير 2015

للمرة الأولى الحكومة تقدم دعما ماليا: مبدعو المسرح السوداني ينثرون الملح على الجراح

مدونة مجلة الفنون المسرحية



 الحوار الإيجابي كان عنوان النقاش الذي دار بين مبدعي المسرح في السودان والمسؤولين الحكوميين عن إدارة النشاط الثقافي. وللمرة الأولى ـ منذ وقت طويل-تعلن الحكومة عن دعم واضح ومحدد بلغ 500 ألف جنيه في شكل «محفظة للأعمال المسرحية». 
الندوة التي أقيمت ضمن مهرجان ولاية الخرطوم للثقافة والسياحة، تميزت بالجرأة والوضوح، الناقد السر السيد تطرق إلى تداخل الاختصاصات بين أجهزة الدولة المختلفة، المتمثلة في وزارتي الثقافة والمالية إلى جانب الأجهزة الأمنية، وضرب أمثلة بالعروض المسرحية التي وافقت وزارة الثقافة على تمويلها وتمت إعاقتها من وزارة المالية أو جهاز الأمن!
وأعاب على الدولة تركيزها على العروض المسرحية المتجسدة في المواسم والمهرجانات المسرحية فقط، من دون الالتفات إلى النشر المسرحي أو البحث العلمي المسرحي أو التدريب على الفنون المسرحية، وعزا هذا الأمر إلى غياب التخطيط والسياسات المسرحية التي تنظر إلى الفنون كاحتياج تنموي وفكري وعرفاني وحضاري وسياحي واقتصادي. وأشار إلى أن أغلب الدعم يتم بناء على تحقيق الاحتفاليات ذات العائد السياسي، وسلّط الضوء على قانون النظام العام الذي يساوي بين الفن المسرحي والحفلات الغنائية، وخلص إلى أن الدولة في حاجة ماسة إلى إعادة التفكير في نظرتها للمسرح.
وقال سعد يوسف في حديثه عن (إنتاج وتسويق الأعمال المسرحية في السودان)، إنّ مشكلة الانتاج المسرحي تتمثل في التسويق، الذي اعتبره معضلة أساسية. وأضاف «الحل يكمن في التركيز على المواسم المسرحية»، وقدّم سرداً لمواسم مسرحية ناجحة كان عمادها المسرح الأهلي منذ ثلاثينات القرن الماضي.
وتطرق الأكاديمي والمخرج صلاح الدين الفاضل إلى غياب الاهتمام بهذا الفن وقال، إن الحركة المسرحية في السودان تحتاج إلى (وجيع) يهتم بها ويتفاعل مع قضاياها وانتقد وجود المسرحيين بدون وظائف واضحة، وطالب بهيكلتهم وظيفيا حتى يتمكنوا من أداء دورهم مع إقرار السياسات المتوائمة مع دورالمسرحيين وتمتعهم بالمهنية التي تؤهلهم للقيام بهذا الدور .
وقال عبد الحفيظ على الله الاستاذ بكلية الدراما، إن العلاقة بين المنظمات والجمعيات الطوعية والفن المسرحي تشترط الوعي بأبعاد تأثير الاستفادة المتبادلة، باعتبار أن لكل فئة أجندتها وغاياتها. 
وأوضح الأنور محمد صالح العديد من الصعوبات التي واجهت الموسم المسرحي الأول لولاية الخرطوم وفي مقدمتها غياب النص الجماهيري، لكنه عاد بالقول بأن لجنة الموسم المسرحي وفقت كثيرا في تنفيذ العديد من العروض المسرحية، كما أنها أسهمت في خلق علاقة بين وزارة الثقافة والمسرحيين إلى جانب أنها أعادت الاعتبار للمسرح كوعاء ثقافي وتوعوي. تجاوب مسؤولي الحكومة تمثل في إعلان عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم عن دعم حكومته للمسرح من خلال محفظة للأعمال المسرحية قوامها 500 ألف جنيه سوداني، وأكد بأن الدولة مستعدة لعمل محفظة لتمويل الإبداع لضمان استمرار العروض المسرحية بعد إعفائها من الضرائب.
وأضاف الخضر أن مهمة الدولة الراشدة هي النظر إلى قضية الثقافة بعين الفحص والرضا والمسؤولية والقبول، مشيراً إلى أن الدولة لديها مسؤولية لبناء المجتمع وينبغي أن تقوم بها، واعترف بأن الدعم الذي تقدمه الدولة قليل جداً، مؤكداً إدراكهم أن حركة التوجيه التقليدية في المجتمع غير كافية.
وأشار الوالي إلى ضرورة الاتفاق على قدر من الحريات، كما طالب بضرورة أن يكون المسرحيون متفقين حول قضاياهم وعدّد خطط الولاية في تشييد مسرح في كل محلية.
وطالب وزير الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم محمد يوسف الدقير، بشراكة حقيقية مع المسرحيين وأكد ضرورة وجود عمل مسرحي متواصل ومستمر، وقال إن هناك مخططا هيكليا أجيز من قبل الدولة يتيح تشييد مسرح بكل محلية.
الندوة حظيت بمشاركة نجوم المسرح والدراما وعلى رأسهم فائزة عمسيب، علي مهدي، زينب بليل، محمدعبد الرحيم قرني، اليسع حسن أحمد، مصطفى أحمد الخليفة وغيرهم من مبدعي هذا الفن، وتركزت معظم الآراء على ضرورة أن تفي الدولة بوعودها التي تكرّرت كثيراً بدون أن تتنزّل إلى أرض الواقع.
ويتجاوز تاريخ المسرح في السودان «مئة عام» منذ أن ابتدرته الجاليات الأجنبية في الخرطوم وصولاً إلى الرائد بابكر بدري في مدينة رفاعة بوسط السودان عام 1903 وعروض نادي الخريجين في عشرينيات القرن الماضي ومسرحيات خالد أبو الروس والعبادي وسيد عبد العزيز في الثلاثينيات، ومن بعدهم مسرح الفاضل سعيد وحقبة الفكي عبدالرحمن التي شهدت انتظاماً مميزاً للمواسم المسرحية.

صلاح الدين مصطفى
القدس العربي

د.يوسف عايدابي يلقي رسالة اليوم العربي للمسرح (بالرباط في العاشر من يناير 2015)


مدونة مجلة الفنون المسرحية


د.يوسف عايدابي يلقي رسالة اليوم العربي للمسرح (بالرباط في العاشر من يناير 2015)

((المسرح الذي نريد - د.يوسف عايدابي - السودان))
يوجه الدكتور يوسف عايدابي في اليوم العربي للمسرح الموافق العاشر من يناير / كانون ثاني 2015، رسالته من على منبر مسرح محمد الخامس في افتتاح الدورة السابعة من "مهرجان المسرح العربي" التي ستعقد في الرباط من 10 إلى 16 يناير 2015.
و قد بدأ العمل بهذا التقليد في هذه المناسبة منذ العاشر من يناير 2008 و الذي صادف الإعلان الرسمي عن ميلاد الهيئة العربية للمسرح و انعقاد مؤتمرها التأسيسي، حيث ألقى الرسالة في ذلك اليوم الفنان اللبناني دكتور يعقوب الشدراوي من على منبر قصر الثقافة في الشارقة، ثم ألقى رسالة العام 2009 في القاهرة الفنانة المصرية سميحة أيوب، فيما ألقى رسالة عام 2010 في تونس الكاتب التونسي عز الدين المدني، و تلاه في عام 2011 و من على منصة اليونسكو ببيروت الفنان العراقي يوسف العاني، و في عام 2012 في الأردن ألقت الفنانة الكويتية سعاد عبد الله الرسالة، أما في عام 2013 فكانت الفنانة المغربية ثريا جبران صاحبة الرسالة و ألقتها و هي على سرير الشفاء، و في عام 2014 و من على منصة الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي و التي عقدت في الشارقة، ألقى الرسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
و يعتبر صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح د. يوسف عايدابي  واحداً من علامات المسرح و الثقافة ليس في السودان فقط بل و في الوطن العربي عامة و منطقة الخليج خاصة، و هو الحاصل دكتوراه في تاريخ ونظرية المسرح (دراسات مقارنة)، جامعة بوخارست-رومانيا. متخصص في علوم المسرح والسينما
و يشغل الآن منصب المستشار الثقافي لصاحب السمو حاكم الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) و مستشار الهيئة العربية للمسرح
و عايدابي عميد سابق لمعهد الموسيقى والمسرح بالخرطوم، السودان. أستاذ جامعي حاضر ودرّس في جامعات السودان ورومانيا والإمارات العربية المتحدة، ومدير سابق لمركز الفولكلور والتراث الثقافي بالخرطوم بحري، السودان. مؤسس مشارك لتيار (الغابة والصحراء) في الثقافة السودانية
و هو مؤسس مسرح لعموم أهل السودان، في سبيل تعددية وتنوع ثقافي في بلاد السودان.
وله العديد من الإصدارات المسرحية والنقدية والأدبية مؤلفاً ومؤلفاً مشاركاً ومعداً ومحرراً ناشراً.
من مؤلفاته المسرحية: العصفورة والممثلون  – (شاركت في مهرجان الشباب العربي بالجزائر عام 1972م)،  حصان البياحة، –  المشوهون، - الممسوسون،   الفنار، الحلم،..  إلخ. 
خبير في إدارة المعارض والمؤتمرات والمنتديات، عمل منسقاً عاماً ومديراً لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بالشارقة، الإمارات العربية المتحدة.
المدير المسؤول لمنشورات القاسمي، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة.
و هذا نص رسالته :
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
((المسرح الذي نريد))
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
د. يوسف عايدابي / السودان.
يعاني وطني السودان، أكثر من غيره على صعدٍ كثيرةٍ، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، من انشطار الهوية؛ فشق منه عربي، وشقه الآخر إفريقي.  لسانه عربي، ورطاناته متعددة متنوعة.  سحناته عربية وإفريقية، وجذوره مختلفة عديدة؛ فهو جسر ثقافة العرب إلى إفريقيا، وهو محل تفاعل ثقافات إفريقيا مع العروبة.
      إشكالات أهل السودان بين خياراتهم وواقعهم وآفاقه؛ فمنذ استقلاله، يجهد السودان لإقامة مجتمع متماسك واحد، ولكن هيهات، فالشمال شمال، والشرق شرق، والغرب غرب والجنوب جنوب. 
      ولقد انشغل المثقفون بهموم الوطن وأناسه، وذهبوا في ذلك الانشغال مذاهب شتى، كان لنا نصيب منها في مطالع ستينيات القرن الماضي، عندما كنّا شباباً في جامعة الخرطوم، فتنادينا، نحن كوكبة من شعراء الوطن، لطرح حيّز إبداعي جديد للثقافة السودانية تمييزاً لها، تحت مسمى "الغابة والصحراء" – نحو تعددية إثنية وثقافية، ولتنوع لقوس قزح ثقافي للهوية المتمددة والوطن المتمدد ليلم أشتات الأعراق والثقافات المتباينة؛ وبحيث يكون للجهات وناسها أصواتهم وأثرها وفعلها في ثقافة المركز. 
ومشى الوطن ومشي الزمان، لأدعو، في مطالع السبعينيات، لمسرح لعموم أهل السودان، متخذاً من مجمل أشكال التلاقي والتجمعات الشعبية في الحل والترحال، وفي البر والنهر، وفي البادية والحضر، وفي الغابة والجبل، ملعباً ومسرحاً ومكاناً لمسرحة لصيقة بالناس لقضاياهم؛ وأسهبت في ذلك الشأن تفصيلاً لأشكال وصيغ المسرح الطقوسية والتراثية والتقليدية، تعداداً لها وابتعاداً بها عن الصيغ الأوروبية، عن المنصة الإيطالية، بل وعن المباني الدائمة المتعارفة للمسارح، خروجاً إلى أرض الله الواسعة، فكل مكان نظيف فيه شمس أو بدر تمام، وفيه متلقٍ ومؤدٍ، هناك يكون المسرح الذي نريد؛ وما المسرح الذي نريده؟  إنه ذلك الكشّاف المباشر لما يعتمل في النفس، وما يعتور المجتمع، وما يُطرح من سُبل ينصلح بها حال الذات والجماعة. 
لا نريد مسرحاً للنخبة أو لفئة قليلة في بلداننا التي ترزح تحت نير الحروب والجوع والفقر والمرض.  في مثل بلادي الكليلة العليلة الممزقة، المقطوع شطرها – الغابة جنوباً، والمنفصل شقها – الصحراء شمالاً، لا نريد للمسرح إلا أن يكون إداةً  إجتماعيةٍ ووسيلة للمقاومة والكفاح ضد التفرقةِ والاحتراب.  على المسرح أن يكون في مناطق النزاع والشقاق، وفي أماكن العلم والتنمية، فرصةً للتسامح والتعايش والحوار؛ بل ولتقريب شقة الخلاف والاختلاف. 
مسرح اليوم في بلداننا هو ذلك الحبل السري، فلا ينبغي أن يكون إلاّ عضوياً بسيطاً مباشراً، متحللاً من الزوائد، منطلقاً من الناسِ ومن وحيهم.  أن يكون المسرح وصلاً في كلِ مكان، فما جدوى مسرحٍ في المدينةِ لمن يسخّره لإلهاءٍ في غير مصلحة الناس، بينما ربوع البلادِ في غمٍ وهمٍ وظلمةِ ليلٍ؟ 
نريد المسرحَ بدراً في ليل الأوطانِ، ونوراً في دروبها، وصوتاً هادراً في ميادينها، ونفيراً في بواديها؛ بل وبوسع المسرحِ أن يكون وسيلة ماضية مستدامة لتنمية الإنسان الجديد والمجتمع العربيّ الجديد.
فما علينا كمسرحيين إلاّ أن نعيد النظرَ في فكرة المسرح ودوره وووظيفته المبتغاة، وأن نتأكد أننا لا نحاكي ونتبع الغرب سيراً في الركب المتعولم.. إن ظروفنا الراهنة إجمالاً مضطربة متقلبة، وأناسنا يتطلعون حقيقة إلى ثقافةٍ بديلةٍ مختلفةٍ تهديهم السبيلَ إلى وجودٍ مغايرٍ، وحياةٍ أكثر سلماً وعدالةً.  وعلى المسرح أن يكونَ في طليعةِ أدوات المستقبل، وإلاّ فهو لزوم ما لا يلزم، زبدٌ يذهب جفاءً، فيا أهل المسرح، استيقظوا.
د. يوسف عايدابي  -  (السودان)



الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

يقدمها مسرح “غلوب” البريطاني بالمسرح الوطني “هاملت” في أول زيارة رسمية له إلـــــــــى الجـــــــزائــــــــــــر

مدونة مجلة الفنون المسرحية

 تصدح، أخيرا، بالجزائر، العبارة الشهيرة “كن أو لا تكون” التي استقاها الكاتب المسرحي الإنجليزي، ويليام شيكسبير، من حكاية بطولية رواها ساكسو غراماتيكوس وقدمها عبر تراجيديا “هاملت” العالمية، فوق خشبة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي في العاصمة، يوم 7 جانفي المقبل، بتجسيد من مسرح “غلوب” البريطاني، لأول مرة عبر جولة فنية عالمية.
يقوم فريق مسرحية “هاملت”، حسب الموقع الإلكتروني لمسرح “غلوب”، بجولة عبر العالم انطلاقا من يوم 23 أفريل 2014 وذلك بمناسبة مرور 450 سنة على ميلاد شيكسبير، حيث سيحط العرض الرحال أولا بالبرتغال، قبل أن يصل إلى الجزائر العاصمة في المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، ثم يسافر إلى تونس، مصر، جيبوتي، السودان، أديس أبابا والعديد من دول العالم، بمبادرة من أعضاء مسرح “غلوب” التاريخي الذي قدم العروض الأولى لمسرحيات شيكسبير قبل نحو خمسة قرون من الزمن.
ولمدة ساعتين ونصف، وهو حوالي نصف المدة الزمنية الأصلية للمسرحية كما قدمها شيكسبير، سيسافر جمهور المسرح الوطني مع الصيغة الجديدة للعمل المسرحي الذي أعاد إنتاجه مسرح “غلوب” سنة 2011 تحت إدارة المخرج المسرحي دومنيك دروموغول وبيل بوخاريست، وبمشاركة 12 ممثلا. وسيقوم الممثل النيجري الأصل لابي امورا بتجسيد شخصية “هاملت” رفقة الممثل الباكستاني الأصل نعيم حياة، وذلك بمبادرة من منظمة اليونيسكو. تراجيديا “هاملت” قررت منح الجمهور الجزائري فرصة الاستمتاع بواحدة من أهم مسرحيات الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، التي كتبها في القرن السادس عشر تحديدا بين 1599 و1966. ويقوم مسرح “غلوب”، تحت شعار “غلوب تو غلوب هاملت”، منذ عامين، بجولة عبر العالم، من خلال زيارة 64 دولة في القارات الخمسة، عبر قطع مسافة 95.967 كلم لإعادة الروح لهاملت التي قدمت أول مرة على خشبة المسرح سنة 1603، و ذلك لما تحمله من رمزية كبيرة في تاريخ المسرح، حيث تعد من أكثر المسرحيات في العالم تمثيلا، ضمن روائع شيكسبير التراجيدية، على غرار عشرات المسرحيات التراجيدية التي أبدعها في هذا اللون مثل “روميو وجولييت”، “مكبث”، “الملك لير”، “عطيل”، “يوليوس قيصر”، “أنطونيو وكليوباترا”.
وسيتم تقديم العرض مجانا وبدعوات، مع الحفاظ على روح العمل بلغته الأصلية لتقرب الجمهور الجزائري من أطول كلاسيكيات الأدب العالمي وأحد أقوى المآسي التراجيدية عبر تاريخ الأدب الإنجليزي. 
الجزائر: محمد علال
الخبر

"الثقافة والإعلام" السعودية توافق على إصدار مجلة "المحترف" المسرحية

مدونة مجلة الفنون المسرحية
"الثقافة والإعلام" السعودية توافق على إصدار مجلة "المحترف" المسرحية

أعلن القائمون على "محترف كيف للفنون المسرحية" بالمملكة العربية السعودية، عن تبنيهم إصدار مجلة "المحترف" المسرحية المتخصصة كواحدة من مبادرات المحترف لخدمة المسرح منذ تأسيسه عام 2006، ويرأس تحريرها الكاتب والباحث المسرحي ياسر مدخلي.

قال المسرحي السعودي ياسر مدخلي، إن "المحترف" مطبوعة فصلية متخصصة في شتى الفنون المسرحيةوالأولى من نوعها في السعودية، كما عبر عن شكره لوزارة الثقافة والإعلام السعودية وكذلك أعضاء "محترف كيف" للفنون المسرحية الذين تبنوا بشجاعة دعم هذا الإصدار بمساندة من وهج الإعلامية.

ويأمل مدخلي أن تجد (المحترف) قبولا لدى القارئ المتخصص، مؤكدا على أن توزيع المجلة سيقتصر على المشتركين من المتخصصين والمهنيين والمهتمين بعالم المسرح الكبير.

وأكد أن هذا الإصدار يأتي كمحاولة لسد النقص الناتج عن تضييق الصحافة على الجوانب الثقافية، خصوصًا فيما يتعلق بالمسرح، مشيرًا إلى أن التنوع مبدأ رئيسى لتكوين وجبة معرفية قيمة للقارئ تحفزه على التثقفوالقراءة من الناحية العلمية والبصرية وحتى اللغوية التي راعينا فيها البساطة والتكثيف.

وتأتي (المحترف) لتسهم في تأطير حلقة التواصل بين المسرحيين وخلق مساحة لإبراز الجهود المسرحية العربية وتبادل التجارب والخبرات، وذلك لوضع التجربة السعودية ضمن مداولات الإعلام المتخصص، لاسيما وأنها تصدر مطبوعة وإلكترونية، ليتمكن المشتركون من تصفحها على الشبكة العنكبوتية.

يذكر أن (المحترف) تضم عددا من الملفات الصحفية القيمة والتي تتألف من ملف للأخبار وآخر للتقارير والشخصيات المسرحية والدراسات النقدية وتحقيقات تناقش قضايا المسرح بشكل مهني وملف للحوار وآخرللصور، وغيرها لتقنيات المسرح، وملف للعرائس والدمى وأخير للنصوص فضلا عن استكتابها لعدد من المسرحيين الشباب. 
احمد زيدان 






تأملات حول مسرح تولستوي

مدونة مجلة الفنون المسرحية



تولستوي مسرحيا – موضوع ممتع وحيوي جدا في تاريخ الادب الروسي ومسيرته , على الرغم من انه ليس بالموضوع الجديد بالنسبة للقارئ العربي بشكل عام اذ تناوله الكثير من الباحثين , ولكني اعود اليه الان لاني تحدثت هاتفيا قبل ايام مع الاستاذ عبد الله حبه ( أحد أبرز المثقفين العراقيين المقيمين بشكل دائمي في موسكو منذ اكثر من نصف قرن والذي سبق لي ان كتبت عنه مقالة بعنوان عبد الله حبه والادب الروسي ) حول ذلك المسرح والذي سألني - هل ان الدكتورة المرحومة حياة شرارة قد ترجمت مسرحيات تولستوي الى العربية حسب علمي ؟ فقلت له كلا , انها لم تترجم مسرح تولستوي وانما قامت بترجمة مسرح بوشكين , فاخبرني انه اتفق مع احدى دور النشر في الخليج - اثناء زيارته الاخيرة ومشاركته بمعرض الكتاب في الشارقة - وانه سينشر هناك ثلاث مسرحيات مترجمة من قبله لتولستوي قريبا , ففرحت جدا بهذا الخبر و حييته على هذا العمل العلمي الجميل وقدمت له التهاني على هذا الانجاز الحقيقي فعلا لتعزيز الحركة الثقافية والمسرحية في عالمنا العربي , وسألني كذلك – وهل هذه المسرحيات مترجمة الى العربية بشكل عام ؟ فاجبته نعم , كل مسرحيات تولستوي مترجمة عن الفرنسية ومنشورة في سوريا عام 1989 من قبل وزارة الثقافة هناك و بترجمة صيٌاح الجهيم ( وريث المترجم الكبير الدكتور سامي الدروبي ان صحٌ التعبير ) مع مقدمة تعريفية جميلة بقلم المترجم حول مسرح تولستوي, وان هناك بعض الترجمات الاخرى عن الروسية التي قام بها بعض الزملاء المصريين وتم نشرها في الكويت في حينها ضمن سلسلة المسرح العالمي المشهورة, ولكني أكدٌت له ان هذا لا يمنع ابدا من اعادة ترجمتها للقارئ العربي مرة اخرى , لان كل ترجمة جديدة لتلك المسرحيات الى اللغة العربية هي اجتهاد شخصي اضافي جديد
ورؤية ذاتية بحتة للمترجم تجاه تلك الاعمال الابداعية الخالدة خصوصا من قبل شخص متخصص في الفن المسرحي العراقي والروسي وبهذا المستوى الرفيع من الثقافة والخبرة مثله , ولهذا فان تعدد الترجمات هو عمل فكري جيد جدا يساهم باغناء ثقافتنا و تعميق معرفتنا ويوسٌع مداركنا ويوقظ فينا الاهتمام مرة اخرى تجاه هذه الاعمال الابداعية ويدفعنا لمقارنة هذه الترجمات لنص اجنبي واحد واختيار الافضل , و قلت له انني ساكون اول المؤيدين و المصفقين لتلك الترجمة الجديدة التي قام بها عن اللغة الروسية لمسرحيات تولستوي عند صدورها , واريد ان اقول له ايضا هنا , ان المترجمين العرب مثلا قد ترجموا عنوان مسرحيتين شهيرتين من مسرحيات تولستوي باشكال مختلفة جدا , الاولى وهي – ( ثمار التنوير / ثمار التربية / ثمار التعليم / ثمار الحضارة / ثمار المعرفة) , والثانية وهي – ( قوة الظلام / سلطة العتمة / سلطة الظلمة / سلطة الظلمات / سلطة الظلام / قوة الظلمات ) , ويكفي هذا المثل للتأكيد على صحة ما ذهبنا اليه هنا , ولكنهم اتفقوا – والحمد لله - فقط على عنوان مسرحيته الاخيرة وهي – الجثة الحيٌة , والتي
سبق لنا ان تحدثنا عنها ( انظر مقالتنا بعنوان حول مسرحيات تولستوي , ومقالتنا الاخرى بعنوان ملاحظات حول مسرحية تشيخوف الخال فانيا ) والتي تناولنا فيهما الخصائص الرئيسية لتلك المسرحية وبعض ظروف كتابتها وكيف انها جاءت جوابا من قبل تولستوي على خصائص مسرح تشيخوف بالذات , والذي لا يوجد فيه احداث دراماتيكية من وجهة نظر تولستوي , وعدم اتفاقه ( اي تولستوي) مع طبيعة ذلك المسرح وبنيته , واود هنا ايضا ان اشير حتما الى مقالة الاستاذ ابراهيم العريض ( وان أشيد بها طبعا ) , وهي منشورة في جريدة الحياة اللندنية ( وفي مجلة الوسط ايضا ) وعنوانها – ( الجثة الحية لتولستوي – صورة مبكرة لانسان التردد الجديد ) بتاريخ 18/ 11/ 2009 , اذ انها دراسة علمية وموضوعية جدا حول هذه المسرحية وسماتها ( وكما تعودنا دائما في مقالات هذا الباحث الموسوعي الفذ والكبير ) , والذي وجد فيها فكرة جديدة فعلا وهي
شخصية الانسان المتردد في حسم الامور والنتائج الوخيمة لهذا التردد التي تؤدي اليها , و قد ربط الباحث هذه الفكرة الجديدة بالادب العالمي وبالذات مع كافكا في اواسط القرن العشرين , وعلى الرغم من ان هذه الفكرة تتطلب بلا شك من الباحث المذكور قبل كل شئ ان يدافع عنها امام الآخرين ويثبت صحتها طبعا , الا انها تبقى فكرة اصيلة و مبتكرة فعلا , علما اني لم اجد لها اشارة باي شكل من الاشكال في النقد الادبي الروسي حول هذه المسرحية , ومن المؤكد طبعا ان تكون هناك مصادر عربية اخرى تناولت هذا الموضوع بالذات ولا علم لي بها, ولكني اود ان اشير هنا الى ان مسرح تولستوي لا زال يثير الباحثين الروس انفسهم ولحد الان ( ونحن في نهاية عام 2014 ) , فقد تعرفت قبل ايام ليس الا على مضمون اطروحة روسية للحصول على شهادة دكتوراه علوم ( دكتور ناووك بالروسية ) في مجال الدراسات الادبية , وهي اعلى شهادة اكاديمية تمنحها الجامعات الروسية كما هو معروف , تقدم بها باحث عام 2004 الى جامعة (روستوف على نهر الدون ) حول ادب تولستوي المسرحي , وينطلق هذا الباحث من ان تولستوي حاول ان يعيد بنية الادب المسرحي ويحدد طريق تطورها اللاحق, مؤكدا ( اي تولستوي ) ان هذه البنية يجب ان ترتكز على الدراما الروحية للانسان والتشابك الدراماتيكي لحياته اليومية ويجب ان تكون شكلا من أشكال ( المحكمة ) ان صح هذا التعبير , والتي تنطلق من متطلبات ( علم الاخلاق ) بالذات , وبالتالي فان بنية المسرحية عند تولستوي ترتبط ارتباطا وثيقا بالادب المسرحي الكلاسيكي العالمي وقواعده وتقاليده ومسيرته , ولهذا فان دراسة تجربة تولستوي المسرحية وتحليلها من جديد تعني بشكل عام دراسة الارتباطات والتناغم بين الادب الروسي من جهة والادب العالمي من جهة اخرى وتأثير الادب العالمي عليه وانعكاس ذلك في مسرح تولستوي بالذات ,وهي ظاهرة جديرة بالتأمل والتفكير وتؤدي الى استنتاجات جديدة فعلا في الوعي الثقافي للقراء والمتابعين لقضايا الادب بشكل عام وحتى في وعيهم الاجتماعي . هذا وقد اثار انتباهي في خلاصة تلك الاطروحة ايضا عدد المصادر المثبتة
في نهايتها والتي اعتمدها الباحث , اذ بلغ عدد المصادر تلك 431 مصدرا , منها 394 مصدرا باللغة الروسية والبقية باللغات الانكليزية والالمانية وغيرها من اللغات , ومعظم هذه المصادر المذكورة اعلاه صادرة في النصف الثاني من القرن العشرين في روسيا واوربا الغربية , وهذا دليل آخر على حيوية هذا الموضوع بلا شك . وخلاصة هذه التأملات حول مسرح تولستوي تكمن في اننا بحاجة الى اعادة ترجمة مسرحيات تولستوي الى اللغة العربية من جديد كي ندرسها على وفق متطلبات عصرنا .

ضياء نافع
كتابات

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

شباب الدوحة يقدم مسرحية «سيف» بالمسرح الوطني

مدونة مجلة الفنون المسرحية
شباب الدوحة يقدم «سيف» الليلة بالمسرح الوطني
شباب الدوحة يقدم «سيف» بالمسرح الوطني


تتواصل ليلة اليوم الثلاثاء فعاليات مهرجان المسرح الشبابي الخامس الذي ينظم برعاية من وزارة الشباب والرياضة ويستمر حتى يوم السبت القادم، وسيكون الجمهور ليلة اليوم بمسرح قطر الوطني مع ثالث عروض المسابقة الرسمية، والذي يحمل عنوان «سيف» لمركز شباب الدوحة وهو من تأليف أحمد المفتاح وإخراج أحمد الفضالة وبطولة كل من: عبدالله الهاجري وعبدالحميد الشرشني وهبة لطفي وأحمد الملا ومحمد الملا وحسن صالح وإبراهيم الأحمد ومحمد القبيطي ومحمد الأحمد ويوسف الملا.
الدوحة - الحسن أيت بيهي
تصوير: أبو بكر

وحسب مؤلف النص المسرحي أحمد المفتاح، فإن نص مسرحية «سيف» يرتبط بالواقع أحداثاً درامية وقصة ومعالجة، كما أنه نص كلاسيكي مباشر في موضوعه وشخوصه يتعرض لذلك الصراع الأزلي بين القوة والضعف أو بين الخير والشر وبين الحب والكراهية في تصاعد درامي مقصود وواضح، ويحكي حكاية سيف الذي يخرج من القرية لما ألم به وبأبيه وهو في المقابل على علاقة حب عذري بينه وبين ابنة زعيم أو المتحكم في هذه القرية بالمال والأرزاق والسيطرة والقوة واستغلال النفوذ. وحينما يعود سيف للقرية مرة أخرى يعود وفي ذهنه أمور عديدة يحاول تحقيق بعضها والبعض الآخر تساعده الأحداث في استغلالها لصالحه من أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب والمغانم.
أما من الجانب الفني والتقني، فقال المفتاح إن المحاولة جارية من فريق العمل من أجل الخروج أو محاولة التململ من مباشرة النص وذلك بالاشتغال بالفضاء المسرحي أداء وديكوراً وإضاءة وإضافة بين العوامل التي قد تساعد للتغلب أو الانفكاك من الحدود التي وضعها النص من خلال القراءة أو الاطلاع عليه، حيث تم الدفع بأحد المخرجين الشباب والذين كانت لهم مشاركات من فترة بعيدة نوعا ما.. لكنه يعود الآن للتصدي لإخراج هذا النص الذي يعود تاريخ كتابته لعشرة أعوام مضت تقريبا- حسبما أفاد به المفتاح الذي ابتعد عن الإخراج هذا العام لكنه يشرف على العمل فنياً ليدفع بأحمد الفضالة كاسم يقدمه مركز شباب الدوحة هذه المرة، وحتى لا تقتصر مشاركات المركز على أسماء بعينها في هذا الصدد.
وأكد المفتاح بخصوص شخوص المسرحية أنه إلى جانب الأسماء التي اعتادت المشاركة من قبل مع المركز فهناك أسماء أخرى تشارك لأول مرة مع المركز وهناك البعض يقفون على خشبة المركز لأول مرة إلى جانب أمساء أخرى حيث يلعب الأدوار عدد منهم مثل عبدالله الهاجري وهو ممثل شاب أثبت وجوده في أعمال أخرى خلال الثلاث سنوات الماضية وعبدالحميد الشرشني الذي يقدم نفسه للجمهور بدور مغاير لما قدمه من قبل، أما أحمد الملا فهو يقدم بطاقة تعريف له كأول ظهور على خشبة المسرح. أما المحور الثاني في المسرحية «سارة» التي تقوم بدورها الفنانة هبة لطفي حيث كان لها العديد من التجارب التمثيلية في نطاق المسرح الشبابي أو المحترف هذا إلى جانب إبراهيم أحمد وحسن صالح ومحمد الملا وعبدالله الملا الذين سبق لهم المشاركة من قبل في أعمال أخرى قدمها المركز سابقاً، كما تضم المسرحية أسماء أخرى جديدة مثل محمد علي ومحمد شريف ويوسف الملا وعبدالله الشرشني، فيما يتكون الكادر الفني من علي غلوم في الديكور وعمر العتروس في الإضاءة وعادل الكواري للإدارة المسرحية وأحمد زكي كمساعد للمخرج ومصمم ومنفذ للموسيقى أيضاً. 
وكان مهرجان المسرح الشبابي قد تواصل أمس الاثنين من خلال ثاني عروضه والذي حمل عنوان «أيها الحي أنت ميت» لنادي قطر، والذي يضم نخبة من الكوادر القطرية الشابة الواعدة تضم ممثلة في كل: يوسف عبدالغني الحدا، زينب علي البلتاجي، يوسف سالم يوسف، منذر ثاني السابعي، محمد يوسف الملا، محمد مبارك المطاوعة، خالد جاسم المهندي بالإضافة إلى الكادر الفني والذي يضم عمار خالد العتروس ديكورا وإضاءة، إبراهيم عبدالرحيم مساعد مخرج وموسيقى ومحمد علي العمادي أزياء وإنتاجا والمخرجة حنان صادق تأليفا وإخراجا والإشراف العام لطلال المولوي.
وتناولت المسرحية مجموعة من الشخوص التي تعود بعد غياب طويل وهو غياب اختياري أو إجباري فهم لا يتذكرون شيئا، حيث استفاقوا بعد مدة طويلة لتبدأ رحلة السؤال والبحث عن الذاكرة المفقودة والبحث عن الهوية والذات، وعن الوطن ومن هم ومن أين أتوا وإلى أين المصير. حيث يساعدهم «طيف» في العودة ويحملهم إلى المكان الذي غادروا منه لتبدأ الذكريات تطفو على سطح الوعي وذكريات مليئة بالوجع والفقدان، وعند وعيهم بسبب الغياب يقررون الهروب مرة أخرى غير أن الأمل باق، والعمل صرخة صامتة ضد الحروب والظلم ودعوة صارخة للحياة. 
وقد أكد طلال المولوي مشرف عام المسرحية أن العرض يعد مفاجأة للجمهور من حيث الأداء والمضمون وسوف يتم ظهور مواهب قطرية شابة تظهر لأول مرة على خشبة المسرح تعد مكسبا كبيرا للحركة المسرحية.
وبدوره أكد محمد سلطان فخرو رئيس اللجنة الثقافية أن اللجنة الثقافية بنادي قطر الرياضي تسعى منذ تأسيس المهرجان الشبابي المسرحي نحو تقديم رؤية ورسالة واضحة لقطاع الشباب في مجال المسرح الشبابي، و «نؤكد دائما أن من سيحمل رسالة الفنون هم الشباب الواعد، الذي نتشرف بهم مستقبلاً، وبما أن رسالة المسرح هي رسالة تنوير المجتمعات، فإن المسرحيين يتسمون بالإبداع والنضوج، لذا وتكون العناصر المسرحية بأكملها هي التكامل الحقيقي بخروج رؤية مسرحية متكاملة ترتقي بنا مسرحيا ويعتبر النص المسرحي والحوار هو أهم الركائز التي تعبر عن مصداقية الفنان على خشبة المسرح، حيث إن الحوار هو رسالة وأمانة ولغة تعبر عما في داخلنا من صدق المشاعر لحبنا لرسالة المسرح، وبما أننا معكم أيها الشباب، في أيامكم المسرحية هذه، فإننا بالتأكيد نحملكم أمانة مصداقية الطرح المسرحي والارتقاء بالحوار والمحافظة على القيم المسرحية التي تعبر عن واقع مسرحنا، فأنتم أيها الشباب أملنا، وأنتم من تكملون مسيرة الرواد الذين أرسوا القيم المسرحية».

العرب القطرية 

ليلى محمد: أسعى لإنشاء مسرح نسوي فـي العراق

مدونة مجلة الفنون المسرحية
ليلى محمد

اعلنت الفنانة ليلى محمد عن تقديمها عملا مسرحيا، موندراما، من تأليفها واخراجها وتشاركها التمثيل الفنانة عواطف نعيم.
واضافت الفنانة في مقابلة صحفية ان فرقة مسرحية  (حرير) تقرر اعادة عرض المسرحية وهي من تأليفها واخراجها وبطولة فلاح إبراهيم عبر مهرجان في العام المقبل، مشيرة الى ان فكرة المسرحية انها تحكي قصص نساء عراقيات في زمن الحرب والحصار والفقر والعوز من خلال معاناة امرأه عراقية وبصور مختلفة.
واضافت الفنانة انها تسعى لإنشاء مسرح نسوي في العراق أو بالأحرى حركة مسرحية نسوية متخصصة بهموم وطموحات المرأة.
ولفتت ليلى الى قلة الأجور من الأسباب العويصة والطريقة الخاطئة في توزيع الأدوار ، والتي ادت الى قلة عملها التلفزيونيز
وتركت اعمال الفناة ليلى محمد بصمة واضحة، قدمت أعمالا مسرحية مهمة مثل “الشبكة والحوت” ،” الناي والقمر” ، “جذور الحب”، “المحطة” ، “الشريعة”، “عقدة حمار”، “سيدتي الجميلة” ،”دزدمونة العراق” و”نورا والساحر” . كما قدمت أكثر من 30 عملاً في الدراما التلفزيونية نذكر منها مسلسل “الأماني الضالة” ، كما قدمت 10 أفلام سينمائية نذكر منها أفلام “العاشق” و”فائق يتزوج” وستة على ستة” و”عريس ولكن” و”شيء من القوة” وغيرها الكثير.
كوثر الاسدي
قناة الفيحاء

نجمة الأوبرا رونيه فليمنج تقف لأول مرة على خشبة مسرح برود واى بنيويورك

مدونة مجلة الفنون المسرحية
رونيه فليمنج
رونية فليمنج


لأول مرة تقف المطربة الأوبرالية الأمريكية الشهيرة "رونيه فليمنج" على خشبة مسرح برودواى فى نيويورك لتقديم الكوميديا الموسيقية "عيشى فى الحب" التى كتبها "جو ديبيترو" ومن إخراج "كاتلن مارشال" وذلك فى ربيع 2015. ووافقت السوبرانو الأمريكية على أن تتخلى عن الأوبرا موطنها الأصلى وتقوم بدور البطولة فى هذه الكوميديا الموسيقية وقد صرحت بأنها سعيدة بتركها أدوار الدراما لتقوم بأدوار كوميدية تساعد على إضحاك المشاهدين فإن ذلك بالنسبة لها قمة السعادة. 


نيويورك - أ ش أ

د.يوسف عايدابي يلقي رسالة اليوم العربي للمسرح (بالرباط في العاشر من يناير 2015)

مدونة مجلة الفنون المسرحية

د.يوسف عايدابي يلقي رسالة اليوم العربي للمسرح (بالرباط في العاشر من يناير 2015)

((المسرح الذي نريد - د.يوسف عايدابي - السودان))
يوجه الدكتور يوسف عايدابي في اليوم العربي للمسرح الموافق العاشر من يناير / كانون ثاني 2015، رسالته من على منبر مسرح محمد الخامس في افتتاح الدورة السابعة من "مهرجان المسرح العربي" التي ستعقد في الرباط من 10 إلى 16 يناير 2015.
و قد بدأ العمل بهذا التقليد في هذه المناسبة منذ العاشر من يناير 2008 و الذي صادف الإعلان الرسمي عن ميلاد الهيئة العربية للمسرح و انعقاد مؤتمرها التأسيسي، حيث ألقى الرسالة في ذلك اليوم الفنان اللبناني دكتور يعقوب الشدراوي من على منبر قصر الثقافة في الشارقة، ثم ألقى رسالة العام 2009 في القاهرة الفنانة المصرية سميحة أيوب، فيما ألقى رسالة عام 2010 في تونس الكاتب التونسي عز الدين المدني، و تلاه في عام 2011 و من على منصة اليونسكو ببيروت الفنان العراقي يوسف العاني، و في عام 2012 في الأردن ألقت الفنانة الكويتية سعاد عبد الله الرسالة، أما في عام 2013 فكانت الفنانة المغربية ثريا جبران صاحبة الرسالة و ألقتها و هي على سرير الشفاء، و في عام 2014 و من على منصة الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي و التي عقدت في الشارقة، ألقى الرسالة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
و يعتبر صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح د. يوسف عايدابي  واحداً من علامات المسرح و الثقافة ليس في السودان فقط بل و في الوطن العربي عامة و منطقة الخليج خاصة، و هو الحاصل دكتوراه في تاريخ ونظرية المسرح (دراسات مقارنة)، جامعة بوخارست-رومانيا. متخصص في علوم المسرح والسينما
و يشغل الآن منصب المستشار الثقافي لصاحب السمو حاكم الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) و مستشار الهيئة العربية للمسرح
و عايدابي عميد سابق لمعهد الموسيقى والمسرح بالخرطوم، السودان. أستاذ جامعي حاضر ودرّس في جامعات السودان ورومانيا والإمارات العربية المتحدة، ومدير سابق لمركز الفولكلور والتراث الثقافي بالخرطوم بحري، السودان. مؤسس مشارك لتيار (الغابة والصحراء) في الثقافة السودانية
و هو مؤسس مسرح لعموم أهل السودان، في سبيل تعددية وتنوع ثقافي في بلاد السودان.
وله العديد من الإصدارات المسرحية والنقدية والأدبية مؤلفاً ومؤلفاً مشاركاً ومعداً ومحرراً ناشراً.
من مؤلفاته المسرحية: العصفورة والممثلون  – (شاركت في مهرجان الشباب العربي بالجزائر عام 1972م)،  حصان البياحة، –  المشوهون، - الممسوسون،   الفنار، الحلم،..  إلخ. 
خبير في إدارة المعارض والمؤتمرات والمنتديات، عمل منسقاً عاماً ومديراً لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بالشارقة، الإمارات العربية المتحدة.
المدير المسؤول لمنشورات القاسمي، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة.
و هذا نص رسالته :
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
((المسرح الذي نريد))
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
د. يوسف عايدابي / السودان.
يعاني وطني السودان، أكثر من غيره على صعدٍ كثيرةٍ، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، من انشطار الهوية؛ فشق منه عربي، وشقه الآخر إفريقي.  لسانه عربي، ورطاناته متعددة متنوعة.  سحناته عربية وإفريقية، وجذوره مختلفة عديدة؛ فهو جسر ثقافة العرب إلى إفريقيا، وهو محل تفاعل ثقافات إفريقيا مع العروبة.
      إشكالات أهل السودان بين خياراتهم وواقعهم وآفاقه؛ فمنذ استقلاله، يجهد السودان لإقامة مجتمع متماسك واحد، ولكن هيهات، فالشمال شمال، والشرق شرق، والغرب غرب والجنوب جنوب. 
      ولقد انشغل المثقفون بهموم الوطن وأناسه، وذهبوا في ذلك الانشغال مذاهب شتى، كان لنا نصيب منها في مطالع ستينيات القرن الماضي، عندما كنّا شباباً في جامعة الخرطوم، فتنادينا، نحن كوكبة من شعراء الوطن، لطرح حيّز إبداعي جديد للثقافة السودانية تمييزاً لها، تحت مسمى "الغابة والصحراء" – نحو تعددية إثنية وثقافية، ولتنوع لقوس قزح ثقافي للهوية المتمددة والوطن المتمدد ليلم أشتات الأعراق والثقافات المتباينة؛ وبحيث يكون للجهات وناسها أصواتهم وأثرها وفعلها في ثقافة المركز. 
ومشى الوطن ومشي الزمان، لأدعو، في مطالع السبعينيات، لمسرح لعموم أهل السودان، متخذاً من مجمل أشكال التلاقي والتجمعات الشعبية في الحل والترحال، وفي البر والنهر، وفي البادية والحضر، وفي الغابة والجبل، ملعباً ومسرحاً ومكاناً لمسرحة لصيقة بالناس لقضاياهم؛ وأسهبت في ذلك الشأن تفصيلاً لأشكال وصيغ المسرح الطقوسية والتراثية والتقليدية، تعداداً لها وابتعاداً بها عن الصيغ الأوروبية، عن المنصة الإيطالية، بل وعن المباني الدائمة المتعارفة للمسارح، خروجاً إلى أرض الله الواسعة، فكل مكان نظيف فيه شمس أو بدر تمام، وفيه متلقٍ ومؤدٍ، هناك يكون المسرح الذي نريد؛ وما المسرح الذي نريده؟  إنه ذلك الكشّاف المباشر لما يعتمل في النفس، وما يعتور المجتمع، وما يُطرح من سُبل ينصلح بها حال الذات والجماعة. 
لا نريد مسرحاً للنخبة أو لفئة قليلة في بلداننا التي ترزح تحت نير الحروب والجوع والفقر والمرض.  في مثل بلادي الكليلة العليلة الممزقة، المقطوع شطرها – الغابة جنوباً، والمنفصل شقها – الصحراء شمالاً، لا نريد للمسرح إلا أن يكون إداةً  إجتماعيةٍ ووسيلة للمقاومة والكفاح ضد التفرقةِ والاحتراب.  على المسرح أن يكون في مناطق النزاع والشقاق، وفي أماكن العلم والتنمية، فرصةً للتسامح والتعايش والحوار؛ بل ولتقريب شقة الخلاف والاختلاف. 
مسرح اليوم في بلداننا هو ذلك الحبل السري، فلا ينبغي أن يكون إلاّ عضوياً بسيطاً مباشراً، متحللاً من الزوائد، منطلقاً من الناسِ ومن وحيهم.  أن يكون المسرح وصلاً في كلِ مكان، فما جدوى مسرحٍ في المدينةِ لمن يسخّره لإلهاءٍ في غير مصلحة الناس، بينما ربوع البلادِ في غمٍ وهمٍ وظلمةِ ليلٍ؟ 
نريد المسرحَ بدراً في ليل الأوطانِ، ونوراً في دروبها، وصوتاً هادراً في ميادينها، ونفيراً في بواديها؛ بل وبوسع المسرحِ أن يكون وسيلة ماضية مستدامة لتنمية الإنسان الجديد والمجتمع العربيّ الجديد.
فما علينا كمسرحيين إلاّ أن نعيد النظرَ في فكرة المسرح ودوره وووظيفته المبتغاة، وأن نتأكد أننا لا نحاكي ونتبع الغرب سيراً في الركب المتعولم.. إن ظروفنا الراهنة إجمالاً مضطربة متقلبة، وأناسنا يتطلعون حقيقة إلى ثقافةٍ بديلةٍ مختلفةٍ تهديهم السبيلَ إلى وجودٍ مغايرٍ، وحياةٍ أكثر سلماً وعدالةً.  وعلى المسرح أن يكونَ في طليعةِ أدوات المستقبل، وإلاّ فهو لزوم ما لا يلزم، زبدٌ يذهب جفاءً، فيا أهل المسرح، استيقظوا.
د. يوسف عايدابي  -  (السودان)



تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption