أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 20 أبريل 2017

" بنت السيرك " عرض مسرحي استعراضي للاطفال من فاعليات مهرجان " الاقصر عاصمة للثقافة العربية بمصر

ابتداء من اليوم ٢٠ ابريل وحتي ٣٠ ابريل الحالي تنطلق فاعليات الدورة الخامسة عشر لمهرجان المسرح العربي بتنافس ١٤ عرضا مسرحيا دوليا علي مسرح ميامي بالقاهرة / مصر

مجلة الفنون المسرحية


ابتداء من اليوم  ٢٠ ابريل وحتي ٣٠ ابريل الحالي تنطلق فاعليات الدورة الخامسة عشر لمهرجان المسرح العربي بتنافس ١٤ عرضا مسرحيا دوليا علي مسرح ميامي بالقاهرة / مصر

علا احمد حلمي 

تحت  شعار " هوية عربية  وابداع بلا حدود  " تنطلق  فاعليات الدورة الخامسة عشر  لمهرجان المسرح  العربي اليوم   بحضور مائة فنان وناقد عربي   
اذ تنظمه سنويا  الجمعية  المصرية لهواه المسرح برعاية  وزارتي الشباب والرياضة والثقافة  بالتنسيق مع قطاع  الانتاج الثقافي   وتستمر فعليات المهرجان عشرة ايام من ٢٠ ابريل حتي ٣٠ ابريل الحالي  
وقد اختارت لجنة المشاهدة  ١٤  عرضا  دوليا  من بين ٧٤ عرضا  وتترأس الفنانة  مديحة حمدي  من (مصر ) لجنة التحكيم 
والتي تضم   د. عبد الكريم جواد ( سلطنة عمان )  وفاطمة الربيعي  ( العراق )  و د .  نور الدين  زيوال ( المغرب ) 
 وعائشة عبد الرحمن ( الامارات )  و د . محمد عبازة  ( تونس )  و الفنان  ايمن عزب  ( مصر )
ومن العروض المشاركة في المهرجان   " استنساخ " لفرقة  كلية الفنون الجميلة  بجامعة بابل العراقية 
" الصمت عار  " لفرقة المركز  الاعلامي اليمني  " حس الخيوط  " لفرقة المركز الوطني  لفن العرائس بتونس  
" ذاكرة الرصاص  " لفرقة اجراس المسرحية بالسودان.  " المسخ "  لفرقة الغد الليبية  وسيتم تكريم بعض الرموز المسرحية  ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر  رفيق علي احمد " لبنان " 
د . فوزية ايت الحاج  الجزائر  ود . سامي  الجمعان  ( المملكة السعودية )  و د. اكرم  اليوسف ( سوريا ) ومن مصر  كل من د. شاكر عبد اللطيف  ود. حمدي الجابري  وهادي الجيار  واسماعيل محمود  و احمد 
نبيل  و منير الوسيمي 
وسوف تنظم ندوتين  الاولي صباح  ٢٢ ابريل  ويديرها الناقد  محمد الروبي  حول ( الحفاظ علي الهوية 
العربية بالمسرح )  والندوة الاخري بعنوان ( ومواجهة الارهاب  ) وذلك بقاعة  الاجتماعات الكبري  بالمجلس الاعلي للثقافة  
ومن المقرر اصدار كتاب تذكاري  عن مهرجان المسرح العربي منذ نشأته حتي هذه الدورة 

الأربعاء، 19 أبريل 2017

المسرح الحديث وحالة المثاقفة

مجلة الفنون المسرحية

المسرح الحديث وحالة المثاقفة

د.علي محمد سليمان:

إن دراسة التبادل الثقافي عبر المسرح يقود إلى نقاش لطبيعة المسرح ذاته و لظاهرة العرض المسرحي.

وتعتبر استجابة المثقفين و المسرحيين في العالم الثالث للمسرح في شكله الغربي و محاولاتهم إدراج هذا الشكل المسرحي في سياق خصوصيتهم الثقافية قاعدة لخطاب نظري يخص الظاهرة المسرحية في القرن العشرين. وتنطوي محاولات هؤلاء المسرحيين و المثقفين لتأسيس هكذا خطاب على صراع مع الشكل المسرحي الغربي الكلاسيكي. و يعود ذلك إلى أن عملية إخضاع الشكل المسرحي الغربي لسياق ثقافي محلي تتضمن حرية كبيرة في توظيف أنماط التعبير الثقافي وأشكال الفرجة التي لا ينطبق عليها التعريف الغربي للمسرح. إلا أن عملية الصراع هذه مع النموذج الكلاسيكي لا تنحصر فقط في إطار المثاقفة خارج الحدود الجغرافية والسياسية لمراكز الحضارة الأوربية التي رسخت مؤسسة الشكل المسرحي. ذلك أن الحداثة المسرحية الأوربية ذاتها انطوت على عملية معقدة من المثاقفة كانت في جذورها تنزع نحو استعادة جوهر المسرح وديناميكية الظاهرة المسرحية من سيطرة تراث عريق من الأدبيات والأعراف التي رأى فيها حداثيو بداية القرن الماضي سجناً أفقد المسرح جوهره، لذلك لا بد من تحطيم هذا السجن والبحث خارجه عن آفاق ودماء جديدة.‏

وكانت عملية المثاقفة تلك التي حركت المسرحيين الأوربيين للبحث عن دماء جديدة تعيد الحياة إلى الجسد المتكلس لا تخلو في عمقها من رواسب نزعة استشراقية، كما أشار العديد من النقاد والدارسين للحركات والتجارب المسرحية في النصف الأول من القرن الماضي. فكل التجارب المسرحية من مايرخولد مروراً بغروتوفسكي وآرتو وغيرهم وصولاً إلى برتولد بريخت وبيتر بروك قد اتجهت إلى ثقافات الشرق لاستكشاف مواد وأدوات تعبيرية يمكن لها أن تزود المسرح الأوربي بدماء جديدة. وكانت استعادة الجسد والدهشة والاحتفالية والبدائية والشرطية إلى حدث العرض المسرحي كلها نوازع حركت كبار المسرحيين مخرجين وكتاباً باتجاه تدمير النموذج والمفهوم الكلاسيكي للعرض. وتعود النزعة الاستشراقية، حسب النقاد المسرحيين الذين درسوا تلك التجارب من وجهة نظر “ما بعد كولونيالية”، إلى أن المسرحيين الأوربيين قد استثمروا الظواهر المسرحية الشرقية واللا أوربية بدافع تقني-نفعي بحت، حيث أنهم وظفوا تعبيرات وتقنيات وجماليات من ثقافات مغايرة عبر اقتطاعها من سياقها وإعادة توظيفها وصياغتها في أنساق تعبيرية مختلفة دون الحفاظ على دلالاتها وخصوصياتها الثقافية الأصلية.‏

قد يصح الاختلاف مع هذه الرؤية إلى درجة أو أخرى باختلاف موقع النظر إلى التراث المسرحي الأوربي الحديث، ولكنه من المؤكد أن حالة المثاقفة تلك قد رفدت المسرح الأوربي فعلاً بدماء جديدة أعادت الحياة ليس فقط إلى المسرح، بل إلى الثقافة عموماً. ومع تطور حقل الدراسات المسرحية واستفادته من تطور الحقول المعرفية الأخرى خرج التراث المسرحي العالمي في العقدين الأخيرين من القرن الماضي من سيطرة الاتجاهات النقدية والنظرية الكلاسيكية التي قرأت تاريخ المسرح من وجهة نظر أحادية يسيطر عليها المفهوم الأوربي للمسرح. وبالإضافة إلى ذلك أدت التطورات الفكرية والمعرفية إلى نشوء أدوات جديدة لقراءة الظاهرة المسرحية كتعبير ثقافي يتسم بالتعددية ومستقل عن أحادية النموذج. وفي هذا السياق قرأت الدراسات المسرحية الجديدة لحظة مثاقفة حداثية ثانية باتجاهات معاكسة ومغايرة لتلك التي حدثت في مطلع القرن الماضي. كانت تجربة المثاقفة المسرحية الجديدة في النصف الثاني من القرن العشرين بعد انهيار الإمبراطوريات الاستعمارية القديمة وإنجاز الاستقلال الوطني ونهوض مشاريع الثقافة القومية في معظم المستعمرات السابقة. ومنذ عقد الستينات حصل ما يشبه النهضة المسرحية في معظم الدول المستقلة. لقد تحول المسرح هنا إلى مشروع ثقافي تحرري ينزع لإعادة صياغة الهوية القومية الثقافية للأمم.‏

في سياق تلك النهضة التي لم تدم طويلاً، استطاع العديد من المسرحيين في أنحاء مختلفة من العالم أن يطوروا هاجساً تجريبياً سعى إلى خلق شكل مسرحي مختلف عن كل من طرفي المعادلة الثقافية خلال التجربة الاستعمارية، أي أنه مختلف عن تراث الذات وعن تراث الآخر في آن معاً. إلا أن خصوبة هذه التجربة نبعت من أن تجارب هؤلاء المسرحيين فككت عناصر طرفي المعادلة وإعادت صياغتها في نموذج جديد يختلف عن مصادره ومكوناته الأصلية. وهكذا نشأ مسرح تحدى النموذج الأوربي وتجاوز منظوماته، لكنه وفي نفس الوقت لم يرفضه بالمطلق وسعى إلى مغايرة الماضي الثقافي للذات لا برفضه كلياً، بل بإعادة توظيف بعض عناصره في تجارب جديدة وفي أنساق جمالية وتعبيرية مختلفة. هذه التجارب كلها هي التي خلقت ما أصبح يعرف اليوم بالثقافة المسرحية الحديثة التي استقلت عن المراكز الأوربية التقليدية للثقافة المسرحية التقليدية. ولعل من أهم ملامح هذه الثقافة وأكبر إنجازاتها هو أنها استطاعت أن تحدث تأثيراً كبيراً في الثقافة المسرحية في أوربا القديمة ذاتها. وهكذا استطاع مسرحيون أفارقة وهنود وآسيويون وآخرون من ثقافات مختلفة أن يصبحوا شركاء في صناعة المشهد المسرحي العالمي في لندن ونيويورك وباريس.. ولم يعد بالإمكان الحديث عن ثقافة مسرحية نقية بالمعنى الثقافي في أي مكان في العالم، بل أصبح المسرح فضاء ثقافياً مفتوحاً في كل الاتجاهات.‏

إن تاريخ المسرح الحديث في هذا السياق هو بالفعل حالة من المثاقفة التي تطورت بشكل جعل المسرح ثقافة كونية. ولعل من مظاهر هذه الكونية هو ما ترصده الدراسات المسرحية المعاصرة من أن حتى مشاكل وأزمات المسرح أصبحت ظواهر عابرة للثقافات.‏

-----------------------------------------------------
المصدر : الثورة 

فرج قناو كاتبا مسرحيا

مجلة الفنون المسرحية

فرج قناو كاتبا مسرحيا

ليبيا المستقبل - ناصر سالم المقرحي:

 عند الساعة الخامسة والنصف من مساء الأثنين السابع والعشرون من الشهر الجاري انطلقت بدار حسن الفقيه حسن بطرابلس وفي حضور جمهور متنوع ضم إلى جانب الفنانين والكُتاب والمثقفين الأكاديميين، أعمال الندوة التي نظمتها الجمعية الليبية للآداب والفنون والتي تندرج في إطار الأحتفاء - في المقام الأول - بيوم المسرح العالمي الذي يصادف السابع والعشرون من مارس ومشاركة العالم في أحتفالاته بهذه المناسبة، وتقديم لمسة وفاء لأحد مبدعينا ورموزنا الذين أثروا حياتنا الثقافية وتركوا بصمة في المشهد المسرحي - في المقام الثاني. الندوة حملت عنوان "فرج قناو.. كاتبا مسرحيا" وقُرأت فيها أربع ورقات بحثية أحاطت تقريبا بكل جوانب هذه التجربة واستعرضت أهم محطاتها التي امتدت لسنوات زاخرة بالعطاء.
الأفتتاحية كانت مع الدكتور حسن قرفال الذي أدار الندوة باقتدار، ولكن قبل ذلك مهَّدّ للموضوع بنبذة تاريخية مختصرة أو بانوراما كما أطلق عليها، عن المسرح في ليبيا الذي تأسس في العام 1908 قبل كل من تونس والمغرب وهما البلدين اللذين تأخر فيهما تأسس المسرح إلى عامي 1909 و 1910، وهذا التأسيس في ليبيا يسبقه - بحسب الدكتور - إرهاصات وظواهر فنية كانت منتشرة بين سكان طرابلس، كان الدكتور قد فصّلها في محاضرة سابقة عن عناصر الفرجة في الموروث الطرابلسي وأحال إليها بعد أن أشار لها عابراً. ثم عرَّجَ عل مراحل تطور المسرح الليبي وأهم موضوعاته التي ركزت في الأعم على القضايا الأجتماعية، قبل أن يستقر على أن النضوج الفعلي للمسرح الوطني كان في عقدي ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم على يد بعض الكتاب المرموقين ممن تلقوا تعليما جيدا في الخارج.
أستلم الكلمة بعد ذلك الأستاذ والممثل القدير علي الخمسي ليتلو على مسامعنا بيان اليوم العالمي للمسرح الذي يُكلف أحد الفنانين العالميين من الممثلين والمخرجين المسرحيين والكُتاب بكتابته ليُترجم إلى أكثر من عشرون لغة ويُقرأ في كل المحافل المسرحية في هذا اليوم كما درجت العادة، وقد كتبت بيان هذا العام فنانة من فرنسا، وكان قد كتبه من العرب في إحدى الدورات السابقة الكاتب المسرحي سعدالله ونوس. وضمَّنت الفنانة بيانها، حبها وعشقها للمسرح وبينت أهميته في حياة الشعوب بكلمات فيها من الشعر والحب الشيء الكثير، وعبّرت بجُملتها التي تقول "المسرح غياب الكراهية وصداقة بين الشعوب" عن مفهومها للمسرح، هي التي تعتبر نفسها امرأة عالمية تنتمي للإنسانية قبل أن تنتمي لبلادها فرنسا.
ثم وفي عجالة استعرض مدير الندوة الدكتور حسن قرفال السيرة الذاتية للكاتب فرج قناو والتي عرفنا من خلالها أن للكاتب إثنى عشرة مسرحية تقريبا هي على التوالي مسرحية متزوج سبعة ومسرحية اللي اديره تلقاه ومسرحية الطير اللي يغني وهي عبارة عن أوبريت غنائي يتغنى بسيرة الفنان الليبي الراحل بشير فحيمة ومسرحية أخطا راسي وقص عام 1977 ومسرحية حوش العيلة التي أخرجها محمد القمودي ومسرحية هجالة ومية عريس ومسرحية البنت اللي قالت لا ومسرحية حدث ذات مرة التي كتبها بالفصحى على خلاف بقية المسرحيات التي كُتبت بالعامية أو باللهجة المحلية ومسرحية بُشرى ومسرحية راوح التي كتبها للأطفال مع مسرحية أنتصار زهرة.
وكان الكاتب قناو قد ولد بمدينة الخمس أربعينيات القرن الماضي قبل أن ينتقل للعيش بمدينة بنغازي ثم منها إلى طرابلس، واشتغل صحفيا ومدققا لغويا في صحيفة الشعب التي كان يرأس تحريرها الأستاذ علي مصطفى المصراتي في السبعينيات وكتب العديد من المسلسلات والمنوعات الرمضانية.
وبعد سرد هذه المعلومات المتعلقة بالفنان نصل إلى الورقات البحثية، الورقة الأولى الموقعة بأسم الناقد الفني أحمد عزيز والتي عنونها بـ "مصطفى الأمير وفرج قناو.. الأختلاف والأتفاق" عقد من خلالها مقارنة بين إنتاج كل من الكاتبين المسرحيين اللذين هما من أعمدة المسرح في بلادنا بيَّنّ فيها أوجه الأختلاف والأتفاق بين تجربة كل منهما. حيث اتفق الكاتبان على سبيل المثال في خطهما الذي خصصاه للموضوعات الأجتماعية وتلك التي تخص الأسرة الليبية تحديدا كما اعتمد كل منهما على شخصيات معينة وبأسماء معروفة ظلت تتكرر من مسرحية إلى أخرى وترافق الكاتب في مسرحياته، وكلاهما صنع أو فصَّلَ أدوارا على ممثلين معينين إذ رسم مصطفى الأمير شخصيات قام بتمثيلها الفنان محمد شرف الدين ورسم قناو شخصيات للفنان فتحي كحلول، وتتشابه تجربة كلا الكاتبين في أنهما أستثمرا وأفادا من التراث الطرابلسي لا سيما اللغوي الذي ينزع نحو الحكمة الشعبية البسيطة والمتداولة وهو الشيء الذي يمكن ملاحظته من عناوين المسرحيات، أيضا أنفتح الكاتبين على قضايا الوطن العربي بإلإضافة إلى القضايا المحلية ومارسا نوعا من الإسقاط والرمزية فالإيحاءات والإيماءات في بعض المسرحيات تذهب إلى تناول موضوعات قومية، فعنوان هجالة ومية عريس مثلا يحيل إلى فلسطين السليبة والمغتصبة بطريقة أو بأخرى، ويتشابه الكاتبان في كونهما متعددي المواهب فإلى جانب الكتابة زاولا أعمالاً أخرى فقد مارس قناو الصحافة والكتابة للإذاعتين المرئية والمسموعة والإخراج، وهذا تحديدا ما فعله مصطفى الأمير.
وتتمثل نقاط الأختلاف بين الكاتبين في أن الأمير أجاد اللغة الإيطالية الأمر الذي ساعده في بناء عالمه المسرحي مستفيدا مما قرأه بهذه اللغة في حين اكتفى قناو بالأطلاع على المسرح العربي والمترجم، وفي الوقت الذي كانت فيه شخوص الأمير مدينية تنتمي للمدينة ولا علاقة لها بعالم الريف، أستحضر قناو شخصيات بدوية، ومارس الأمير الإخراج بينما لم يمارس قناو الإخراج إلا في مناسبة وحيدة لم تكن ناجحة، وكتب قناو للطفل فيما لم يكتب الأمير ولم يخوض هذا المجال مطلقاً.
هذه وغيرها من المعلومات والتحليل الدقيق قربت أكثر إلى المتلقي تجربة الكاتب المُحتفى به، ففي مقارنته بغيره من الكُتاب يمكن أن نبلور فكرة عن الكاتب المقصود، وعن نفسي أعتبر أن الندوة أو المنشط قد حقق أهدافه أو بعضا منها حين قام بالتعريف بالكاتب الراحل لي شخصيا  وللمتلقين الشباب الذين لم يعاصروه والذين حضر منهم مجموعة داخل قاعة الندوة وأظهروا اهتماما لافتاً.
الأستاذ عبدالله الزروق المخرج القدير ورفيق قناو في رحلته في الحياة وفي المسرح أختار كما قال أن يتحدث عن فرج قناو شخصيا فأشار إلى أنه كان قارئا جيدا ومحبا لكتب التراث وعاشقا للأدب ويحفظ من أبيات الشعر الكثير وسرد العديد من الذكريات والمواقف التي جمعتهما، من بينها إشارته إلى مقهى زرياب الواقع بشارع الأستقلال والذي كان فرج قناو قد أطلق عليه هذا الأسم، وتحدث عن استسلامه لنوبة الحزن مرة وعن إجهاض الحلم بتحويل كتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي إلى مسلسل تلفزيوني، وحين سأله الزروق عن هذا المشروع رد الكاتب قناو بجملة الشاعر العراقي التي تقول " لمن تغني والأبواب أوصدت أبوابها " في إشارة إلى عجزه ربما من تحقيق هذا المشروع أو لعدم تماهيه مع الواقع السائد آنذاك، وأراد الزروق من خلال ورقته التي عنونها بـ "رحيل الجياد البرية" كما يبدو أن يرد بعضا من الجميل لصديقه وقول كلمة صدق في حقه ووضعه في مكانته التي يستحقها جنبا إلى جنب مع من أسهموا في بناء ليبيا الحديثة كلٌ في مجاله، والورقة في ذات الوقت وثيقة أو شهادة من رجل عاصر الكاتب وارتبط معه بصداقة عميقة توجت بالعديد من المشاريع المسرحية، حيثُ أن الزروق تقريبا تبنى جل مسرحيات الكاتب وأخرجها لهُ.
منصور أبو شناف الناقد والكاتب المسرحي كان ثالث المتداخلين بورقته التي حملت اسم "فرج قناو والمسرح الملتزم" وكعادته في التأصيل لموضوعاته أعطى نبذة مختصرة عن مراحل تطور المجتمع الليبي وتتبع خطواته في التحديث ورصد بقلمه التغييرات الأقتصادية  والأجتماعية التي مر بها متأثرا بعدة ظروف، لعل أبرزها بداية الطفرة النفطية التي انتقلت بليبيا من التخلف ووضعها على طريق الحداثة، ووصل في تحليله إلى افتتاح الإذاعة الليبية ثم ألحق ذلك بنبذة عن المسرح الليبي وتلمس بحسه النقدي العالي أهم سمات وخصائص المسرح الليبي وموقع فرج قناو في خارطته وخلص إلى أن مسرح قناو مسرح ملتزم بقضايا مجتمعه ووطنه، وبخلاف من ينادي بمقولة الفن للفن كان قناو يمتثل لمقولة الفن للحياة، ولهذا كانت مسرحياته عبارة عن رسائل فنية تحمل في طياتها النقد والتشخيص لمشاكل المجتمع في الوقت عينه الذي تقدم فيه الحلول والمقترحات وتسهم في بث الوعي وتحض على المضي في مسيرة التغيير للأحسن، وعلى هذا النسق تقريبا سارت كل الأعمال المسرحية التي أنتجها الكاتب. هكذا تجول بنا الكاتب منصور أبو شناف في رحاب عالم قناو المسرحي وأضاء لنا جانبا مهما من تجربته وحدد موقعه في الخارطة المسرحية والثقافية في ليبيا.
تقدم بعد ذلك الأستاذ الكاتب مفتاح قناو ليلقي علينا ورقته التي عنونها بـ "فرج قناو ناسك في محراب المسرح" حيث أرجع إبداعات الكاتب إلى القلق الذي كان يدفعه للإبداع، ذلك القلق الخلاق للوصول إلى المسرحية الحلم بحسب تعبير الأستاذ مفتاح، قبل أن يستعرض نتفا من سيرة المُحتفى به ويتتبع مراحل حياته وروافد ابداعاته التي كان من أهمها أرتياده صحبة المخرج عبدالله الزروق لصالون الحاج محمد حقيق الثقافي، وردنا إلى الأحتفالية التي أقيمت منذ عقود بمناسبة مرور سنة على وفاة الكاتب فرج قناو، بالقبة الفلكية بطرابلس، والتي دعا فيها الكاتب الراحل محمد الزوي إلى تجميع إنتاج قناو وطبعه في كتاب وهي الصرخة التي ذهبت أدراج الرياح، ورغم مرور عقود طويلة لا زالت أعمال الكاتب غير مطبوعة ومعرضة للضياع، نقاط عديدة طرحها الباحث وقام بتحليلها والتعمق فيها قبل أن يسرد علينا ملخصا لمسرحية "متزوج سبعة". وانتهى الباحث إلى أن الكاتب فرج قناو كان يعبر عن نفسه او بالأصح يكتب نفسه وتطرق إلى أعماله الغنائية، وتلى علينا أخيرا أبيات كان قد كتبها الشاعر الراحل أحمد الحريري في رثاء فرج قناو ووصفه فيها بـ "نجمة الصبح اللامعة". وهنا تحديدا فُتح المجال لطرح الأسئلة والتعقيب على الورقات المقدمة، فتحدث المسرحي والكاتب عبدالله البوصيري أول المتداخلين أو بالأصح جدد الدعوة للبحث عن تراث الكاتب الراحل قناو لطباعته وحفظه من الأندثار.
في حين تحدث صالح عقيل رفيق الكاتب الراحل قناو عن طباعه وسلوكه الشخصي مبينا حسن خلقه وطيبة سريرته وميله إلى التأمل والصمت وألمح إلى بعض الذكريات التي جمعتهما في أكثر من مكان والأحاديث التي خاضا غمارها  في الفن والحياة، وكان واضحا من خلال حديث الأستاذ صالح أنه يكن عاطفة حب قوية ومودة خالصة لصديقه الراحل ورفيق شبابه الذي بدا كما لو أنه يرثيه.
وبهذا القدر من التحليل والمناقشة أعلن الدكتور حسن قرفال عن انتهاء الندوة التي شهدت كعادة أنشطة الجمعية الليبية حضورا لافتا ونخبويا تزين هذه المرة بأهل الفن، حيث حضر كل من الفنان عيسى عبدالحفيظ والفنان عبدالله الشاوش والفنان مفتاح الفقيه والمسرحي عبدالله البوصيري وغيرهم من المهتمين بعالم المسرح الذي يتفق الجميع على أنه أستاذ الشعوب ومعلمها الأول أو ديوانها الحاوي على كل مآثرها وعاداتها وتراثها المادي والمعنوي والحافظ لتاريخها.



مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل ..عروض مُغايرة وجلسات نقدية واعية

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل ..عروض مُغايرة وجلسات نقدية واعية 

بشار عليوي

أزعم أنَ التوجهُ نحو الطفل بكافة الأنشطة الاجتماعية والثقافية على اختلافها , هوَ الأكثر جدوى وفائدة إذا ما كُنا بالفعل عازمين على «الاستثمار الثقافي» في أفضل حالاتهِ لناحية مُخرجات هذا الاستثمار اللامادي , فكيفَ الحال ونحنُ نتوجهُ للطفل عبرَ المُمارسة المسرحية المبنية على أُسس مُمنهجة تعي تماماً أهمية رأس مال التطوير المُجتمعي الذي يبدأ بالطفل أولاً وأخيراً , فنحنُ ننحازَ وبكلِ قوة الى العروض المسرحية الموجهة للأطفال , وننحاز أكثر لجميع الجهود النبيلة الرامية للنهوض أصلاً بمسرح الطفل في بلدنا الحبيب .
لقد أصبحتْ التنمية ليست حَكراً على القطاعات المادية المعروفة في المُجتمع , وإنما أصبحَ للثقافة ومنها المسرح , الحضور الطاغي في الحصول على مُخرجات تلك التنمية المُجتمعية , ولعلَ مسرح الطفل واحد من أهم تمثلات علاقة المسرح بالتنمية , وأحسب أن القائمين على فكرة إقامة مهرجان دولي لمسرح الطفل وأعني تحديداً قسم رعاية وتنمية الطفولة التابع للعتبة الحُسينية المُقدسة بوصفهم مُنظمي (مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل) الذي أُقيمت دورتهِ الثالثة مؤخراً على خشبة مسرح قصر الثقافة والفنون في مدينة كربلاء , يَعوّنَّ تماماً هذهِ الجُزيئة المهمة التي غابت عن أنظار الكثير ممن يتصدون للشأن الثقافي والتربوي العراقي , وبالتالي فأن السعي قُدماً لتنظيم دورتهِ الثالثة لعام 2017 ما كانَ ليُصار لولا وجود عوامل نجاح سابقة بوصفها مرجعيات العمل التنموي المُرتجي من العروض المسرحية التي تضمها يافطة المهرجان المُعلنة , وبالتالي فإن مُجمل العروض المُشاركة العراقية منها والعربية انفتحت على ثَيَمْ مُتعددة بحُكم الواقع الحياتي المُعاش آنياً , فبالإضافة الى أن تلك العروض تعمل على إبراز قيم الشهادة والتضحية والكرامة المُستمدة من ماهية المهرجان أصلاً وتقديمها في قالب درامي مُحبب للأطفال , نجد أن ثمةَ انفتاح على المُتغيرات الحالية التي عصفت بحياتنا وتقف في المُقدمةِ منها تعرية جرائم الإرهاب الأسود التي طالت الجميع دون استثناء وإبراز قيم البطولة والشهادة لأولئكَ الأبطال الذين يُرغمون المُستقبل على المجيء ويُرغمون الموت على الهروب , الذين اكتسبوا لون الشفق ومنهم تفوح رائحة الكرامة والشهامة والبطولة إخوتنا في مُختلف صنوف القوات الأمنية والحشد الشعبي الذين يُحاربون عصابات داعش الإرهابية , فضلاً عن التأكيد على حقوق الإنسان والمواطنة الصالحة وحُب الوطن , وكُلها قيم حَفِلتْ بها عروض المهرجان الذي يبغي أولاً وأخيراً تفعيل مسرح الطفل في العراق في الوقت الذي شهدنا ونشهد على شبه الغياب التام لهذا المسرح عن حياتنا الثقافية العراقية . لقد عرفت هذهِ الدورة من المهرجان , مُشاركة تسعة عروض عراقية وعربية بالإضافة الى حضور باقة من النُقاد والمسرحيين العراقيين والعرب منهم د.جواد الأسدي من العراق ود.عجاج سليم من سوريا ود.عبد الكريم جواد من سلطنة عُمان وحافظ خليفة من تونس .. وآخرين , فقد كانت الجلسات النقدية التي شارك فيها عدد من النُقاد المسرحيين العراقيين , العنوان الأبرز في المهرجان بفضل ما شهدتهُ من طروحات نقدية واعية أثرت المهرجان بشكل عام , فيما تنوعت العروض المسرحية لناحية اختلاف طرائق تقديمها ومَرد ذلكَ أن مُنتجوها لم يصلوا بعد الى ناحية النُضج الفني بُغية التفريق وبدقة بين مسرح الطفل ومسرح الفتيان , إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الفروقات الشاسعة بين كَلاهما لناحية الفئة العمرية المُستهدفة فضلاً عن طبيعة الموضوعات المُقدمة لكِلا الفئتين ويجد كاتب السطور أن الآراء التي قيلت في الجلسات النقدية من أن بعض العروض لتصلح للكِبار وليس للصغار , هي تجني واضح على جهود ذاتية بحتة استطاعت أن تُقدم لنا عروضاً مسرحية عراقية فيها الكثير من الاشتغال والطاقات الأدائية الواعدة .
• عرض(لبيب والعم حمدان) , تأليف: عدي المُختار ,إخراج: ميثم بطران , تمثيل(طلال هادي/احمد ابراهيم/محمد صالح/قحطان الشمري/صباح محمد/رجاء تركي/سيف العبيدي) إنتاج قسم رعاية وتنمية الطفولة_ محافظة كربلاء, استطاع المُخرج أن يُقدم حكاية المسرحية التي تتحدث عن طفل لا يمتثل لنصائح وتعاليم والدتهِ , في قالب درامي مُحبب للأطفال عبرَ استثمار مُجمل مُعطيات الفضاء المسرحي فضلاً عن القدرات الأدائية العالية للمُمثلين(طلال هادي ورجاء تركي) .
• عرض(الآن ..هُنا), تأليف وإخراج: صادق مرزوك , تمثيل(صبا حاتم/كرار الديواني/الأطفال احمد حبيب وحيدر سلمان وحسن قاسم) أنتاج: فرقة المسرح الكوني_الديوانية , أكدَ هذا العرض على مبدأ العمل بعيداً عن التعكز على الماضي والتسويف للمُستقبل فالماضي وفقاً للعارفين هوَ قيد والمُستقبل وهم إذا لم يدعما بالعمل واستلهام الدرس البليغ من وقائع الماضي .
• عرض(درس الحياة) تأليف واخراج: فكرت جاسم , تمثيل(الطفلين نبأ عواد وحسن حيدر) إنتاج: فرقة أنكيدو للفنون المسرحية_ذي قار , هذا عرض سيعلق في الذاكرة طويلاً لإعلانهِ عن ولادة مُمثلين صغار في العُمر وكُبار في الأداء والحضور هُما نبأ وحسن , اذ قدمَ لنا فكرت جاسم وفريقهِ وجبة جمالية غنية هي واحدة من عروض المهرجان المُهمة , وفعلاً كانت درساً لنا في الاجتهاد والتميز حينما استطاع كِلا المُمثلين التفوق على نفسيهما بشهادة الجميع .
• عرض(مدينة العجب) تأليف وإخراج: ايثار الفضلي, تمثيل(علي جلاب/زيد كرار/حسين الصيدواي/آيات المنذر/نبراس الجصاص/الطفلة فاطمة علي محمد ومنتظر علي محمد) إنتاج: فرقة ألوان العراق_ النجف . العرض رحلة عجائبية الى مدينة العاب حيث السحر والغرابة المُحببة للطفل في قالب درامي مُشوق .
• عرض(وعاد السندباد) تأليف: عدي المُختار ,اخراج: ليث محمد الغريب, تمثيل(سيف حسام جاسم/اسعد الاسدي/سام مجيد كاظم/غزوان كريم العربي) انتاج: محترف ميسان المسرحي . يتحدث العرض عن علاقة الماضي بالحاضر من جانب الظلم عبرَ رحلة السندباد .
• عرض(نمول حُر) تأليف: وليد الزين, تمثيل واخراج: وليد الزين ومروان صلعاوي ,إنتاج فرقة ميتوس للإنتاج الفني _تونس , ينتمي هذا العرض الى اتجاه مسرحي جديد هوَ «مسرح الأشياء» الذي يوظف جُملةً من المُفردات/الأشياء مسرحياً عبرَ أنسنتها , إذ يهدف العرض الى ترسيخ قيم إنسانية مثلَ الحُب والخير والتسامح والتضامن من خلال رحلة يقوم بها نمول بشكل تفاعلي بين المُمثلين والجمهور مُستخدماً أدوات الطبخ بوصفها الأشياء المُمسرحة وأدوات كشخصيات رئيسية في العرض .
• عرض(أرجوكم لا تستهزئوا بهِ) تأليف: علي الخبار اخراج: وسام الخزعلي , تمثيل(كرار الصافي/محمد هادي/محمد صدام/محمود هُشام) , إنتاج كشافة الكفيل المسرحية_ كربلاء.
• عرض(أُمنيات) تأليف: جاسم المنصوري اخراج: علي جميل, تمثيل(مهند الطائي/باقر عبد الله/مؤمن أديب/أحمد الزيادي/حسين باسم/حسن كامل),انتاج فرقة ميتا مسرح_ السماوة, ينتمي هذا العرض الى مسرح الفتيان وهوَ من العروض التي أفصحت عن طاقات أدائية واعدة .
• عرض(المُهرج) تأليف واخراج وتمثيل: حافظ خليفة , انتاج فرقة تأنيت المسرح /ايطاليا
كُل الاحترام والتقدير لكافة الجهود النبيلة التي تقف وراء فكرة إطلاق وتنظيم وتواصل هذا المهرجان لعدة دورات , ونأمل لهُ بمحبةً أن يحجز لهُ مُبكراً مكانة بارزة في خارطة المهرجانات المسرحية العربية والإقليمية.

-------------------------------------------

المصدر :  الصباح الجديد

كتاب "الجمهور بين المواجهة والمجابهة تاريخ العلاقة بين الجمهور والمسرح "

مائة فنان عربي بافتتاح "مهرجان المسرح العربي"

إزاحة التابوهات الدرامية في نصوص علي عبدالنبي الزيدي المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

إزاحة التابوهات الدرامية في نصوص علي عبدالنبي الزيدي المسرحية

فاتن حسين ناجي 

تارجحت إزاحة تابوهات المجتمعات مابين الدينية والسياسية والاجتماعية لكن ان تزيح تابو درامي مؤرخ لدى المتلقي المسرحي هذا يحيلنا الى ازاحة ثقافية الى اخرى مغايرة وان تراجعنا الى تاريخ المسرح القديم ومابعد القديم لوجدنا ان الكثير من الإزاحات قد تغلغلت داخل تلك المتغيرات مابين حقبة درامية واخرى وتخلخل معها ذوق المتلقي بين سلب وايجاب .ضمن اطار حرية الابداع والتلقي وفي النص المسرحي العراقي بصورة خاصة نجد ان حقبة كبيرة من الزمن الدرامي تشكلت ضمن اطار المحظور وعدم كسر شوكات المؤطر الدرامي والسلطة الرقابية التي لم تمارس اية سلطة فنية ثقافية سوى سلطة قمع الحريات لكن ومع هبوب رياح التغيير هبّت معها نسائم ازاحة تابوات درامية كان محرم ازاحتها وظهرت لنا اسماء مسرحية ضمن اسس العرض والنص المسرحي حاولت ان تكسر المألوف لدى الناظر الى الجديد من المتلقين وظهرت لنا عدة نصوص مسرحية عراقية تناولت مابين سطور الواقع. فمع الحروب ينتج مابعد الحرب ومع الموت والارهاب يظهر مابعد الارهاب وماوراء الموت هذا هو ماحاول الزيدي ان يتناوله من خلال كسره للتابو المألوف وتناوله لماهو خارج عن أطر العام والمتداول وكثيرة هي المسرحيات التي تناول بها كسر التابو المقدس او ازاحة الهالة القدسية ومن تلك المسرحيات مسرحية يارب عندما نزل نبي الله موسى الى الارض وخاطب المرأة التي ثكلت أبناءها الازاحة هنا تنوعت بين ازاحة للشخصية وازاحة للموقف العام او ازاحة التكوينات الجمالية المحكومة بالموروث والخوف. والزيدي امتلك الجرأة واخترقها وازاحها عن مركزها المعتاد ليس فقط في مجموعته المسرحية الالهيات، بل نجد انه قد بلغ مرحلة متطوّرة من التحرر الروحي والاجتماعي في مجموعته قيد النشر ( مابعد الالهيات ) تحرر من ان يجعل صورة المقدس خارجة عن الرسم والتصوير، بل انزلها الى ارض الواقع الدرامي تجسدت بشخصية الله في مسرحية (كيف تُصبح شريفا. .في خمسةِ أيام ؟)
افتتح الزيدي مقدمة المسرحية وقبل استعراض الشخصيات بجملة ( يُحرّم قراءة هذا النص إن لم يكن قلبك وروحك على وضوء ). محاولا بهذه الافتتاحية ان يعطي للآخر صفة الطهارة والابتعاد عن كل مامن شأنه ان يخرج عن سياق الايمان بالله. في الوهلة الاولى ينتاب المتلقي شعور بازاحة المألوف المقدس، بل المقدس الاعلى وكيف للزيدي ان يزيح ستار السماء وأن ينزل الله كشخصية الى ارض الواقع الدرامي ولكن ومع استمرار القراءة ندرك ان الزيدي اراد ان يقول ان الله اقرب الينا مما نتصوّر هي ليست فكرة اطاحة بالمطلق ،بل هي فكرة التاكيد على قرب الله من الانسان .بعدها يزيح الزيدي التابو الدرامي ويخاطب فاوست بشيطان فعلي ومتواجد دون ستار وينزل الشيطان في هذه المسرحية كشخصية متكاملة بحد ذاتها .
وفي مسرحية (بتول ) والحاصلة على جائزة افضل نص مسرحي عن الهيئة العربية للمسرح يقول الزيدي في مقدمتها ( أنا أكتبُ برأسِ مجنونٍ حتى أستطيع أن أستوعبَ ما يحدث .. فخذوني على قدر عقلي !) ازاحة التابو الجنسي الذي يخشى تناوله في الدراما العراقية وهو كيف للمرأة ان تتحول الى رجل .. امرأة بجسد رجل بملابس نوم امرأة تجلس بجانب رجل على السرير هذه الصورة بحد ذاتها هي ازاحة فعلية للتابو العرفي للدراما العراقية ربما وجدناها في مسرحية ورد جهنمي لدى طه سالم لكن ليس بالصورة المباشرة التي خلقها لنا الزيدي والتي وجدناها في عرض مصطفى الركابي انها لوحة عراقية تقشعر لها الابدان في ان الخوف من الاغتصاب يحول المرأة الى رجل .
وفي مسرحية (وجّهتُ وجهي) هنا الازاحة طالت الانبياء فنجد الشخصيات: 
مريم.. نبي.. مريم 2.. واحد
وهي العذراء مريم ذاتها تتحدث الى الله  تعالى في الكعبة وتقول ( أنما انأ في بيتك الحرام، أنا مريم .. جزء من كلِك يا رب) 
ليرد عليها النبي الذي انزله الله لها 
نبي: لقد .......... نزلت إليكِ مو الجنة مسرعا مسرعا مسرعا 
مريم: (بفرح) مسرعا؟ حقا؟ أنك نبي؟ نبي؟ صح؟
تتأرجح هنا القراءة الفعلية لهذه المسرحية مابين ان النساء العراقيات واجهن من العذاب مالم تواجهه مريم ومابين التشبيه بين المرأة العراقية وعذابها وبين عذاب السيدة مريم من يقرأ النص كاملا لا يجد ان الزيدي قد اطاح بالمقدس عندما تناول شخصية مريم او حتى عندما اوجد شخصية نبي جديد بعد النبي محمد صل الله عليه وسلم بكونه خاتم النبيين لان المتلقي سوف يزيح الموروث الجمعي في مخيلته ليخل الى عالم اخر جديد بمريمه بشخوصه لربما جديد حتى في الموروث المكاني هنا تتجرد المسرحية وشخصياتها من المقدس لتتفاعل النفس مع الواقع العراقي المؤلم والذي يستحق معه الزيدي ان يطيح بالتابوهات الدرامية بعيدا عن الاطاحة بالمقدس الدرامي او الديني على حدٍ سواء .

-----------------------------------------------
المصدر : المدى 

‘‘مسرح الفكر الجديد‘‘ ينهي نسخته المسرحية مع ‘‘الجندي مش مجهول‘‘

مجلة الفنون المسرحية

‘‘مسرح الفكر الجديد‘‘ ينهي نسخته المسرحية مع ‘‘الجندي مش مجهول‘‘

غيداء حمودة


عمان- لم تكن تعرف الطفلة أسيل رمان، التي تعاني من مرض ضغط العين الذي يجعلها لا ترى بوضوح، بأنها ستلتقي أستاذ الرسم سهيل بقاعين، الذي ساعدها على تحويل حلمها بأن تكون "رسامة مرموقة" إلى حقيقة، وأنه سيكون جنديا مجهولا في حياتها.
أسيل، التي كانت مؤخرا أحد المتحدثين في "مسرح الفكر الجديد" بنسخته المسرحية الأخيرة التي جاءت بعنوان "الجندي مش مجهول"، أجرت حتى الآن 10 عمليات منها 5 عمليات جراحية، ولديها قصر نظر مقداره 27 درجة، إلا أنها تحدت الصعوبات بدعم من أستاذها، وشاركت في معارض كثيرة وعرضت لوحاتها.
العرض المسرحي الأخير من مسرح الفكر الجديد "الجندي مش مجهول" عقد في قصر الثقافة وسلط الضوء على قصص أشخاص يكونون جنودا مجهولين في حياة آخرين، يقدمون لهم الدعم ويساندوهم بدون التفكير بالمقابل.
وفي العرض المسرحي الأخير، تم الإعلان أن "مسرح الفكر الجديد" سيتحول إلى برنامج سيتمكن الناس من متابعة حلقاته على "يوتيوب".
ومن القصص اللافتة التي قدمها مسرح الفكر الجديد، الذي جاء بتنظيم من شركة الجود وشراكة استراتيجية مع شركة زين، قصة سيدتين من السلط هما سامية وعائشة، قررتا العمل في مجال السباكة ومواجهة أي تحد يتعرضان له، من كلام أهل الحي عنهما إلى مقاطعة الأهل وغيرها من المواقف. عائشة توفي زوجها وهي في عمر السابعة والعشرين ووجدت نفسها مسؤولة عن عائلة.
العرض، الذي سيعرض كاملا على شاشة قناة رؤيا (الشريك الإعلامي المميز) عند الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم السبت المقبل، جاء هذه المرة بإخراج بصري مختلف ومتطور، فقد كان هناك مقعد في زاوية المسرح للمتحدثين، وأدار الفقرات المختلفة الممثل والإعلامي رشيد ملحس.
الناشط الاجتماعي ومؤسس "فكر جديد"، ماهر قدورة، قال "إن مصائب الشخص تهون عليه عندما يرى مصائب غيره". 
وشكر قدورة "الجنود المجهولين" في حياته، وقال إنهم "كثر" مؤكدا أهمية توصيل الشكر لهؤلاء الناس.
ومن غور الصافي، قدمت أم صخر قصتها، وهي أم لخمسة أولاد وبنت، وقامت باستصلاح أراض زراعية وعملت فيها لإعالة عائلتها، إلا أن الأرض تمت مصادرتها.
لم تقف أم صخر مكتوفة اليدين أمام ما حصل وتوجهت لمكتب الآثار في الأغوار الجنوبية وعملت بمهنة "طابعة" مدة سبع سنوات وكانت تحصل في اليوم دينارين ونصف. وبعد هذه المدة طلبت زيادة على الراتب، إلا أن جواب المدير كان "لو لديك شهادة لاستطعت مساعدتك". من هذه النقطة قررت أم صخر دراسة التوجيهي، ومع أنها لم تنجح مرتين نجحت في المرة الثالثة وكانت الأولى على محافظة الكرك، وواصلت مسيرتها المهنية إلى أن حصلت على شهادة الدكتوراه، وهي الآن مديرة مكتب "أخفض نقطة على وجه الأرض"، وتذهب بعد انتهاء عملها لزراعة أرضها. 
من جهته، علق الرئيس التنفيذي لشركة "زين"، أحمد الهناندة، قائلا "نعتز في شركة زين بشراكتنا الاستراتيجية مع مؤسسة جود للرعاية العلمية المنظمة لفعاليات الفكر الجديد؛ حيث تعكس هذه الشراكة التزام زين بتعزيز قدرات الشباب الأردني، والمساهمة في تطوير مهاراتهم ومواهبهم وشحذهم بطاقة إيجابية"، مضيفاً: "يعد دعم زين لمسرح الفكر الجديد الذي يحمل هذا العام عنوان "الجندي مش مجهول"، كجزء من مبادرات الشركة التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الابتكار والتفكير الإيجابي وتطوير الإبداع لدى فئة الشباب، من خلال مشاركة تجاربهم مع الآخرين والاستفادة من التجارب الشخصية والعملية للمتحدثين".
الناشط الاجتماعي بلال الحياري والموسيقي طارق الجندي، كانا جنديين مجهولين في حياة أعضاء جوقة وأوركسترا البلقاء التي ضمت شبابا وشابات وأطفالا من السلطة ووفرت لهم فرصة لتعلم الموسيقى والغناء في رواق الأردن للثقافة والفنون، حتى باتت الموسيقى جزءا أساسيا من حياتهم وحياة أهالي السلط، يسمعها المارون من البيت خلال التدريبات، وتقدم الجوقة والأوركسترا عروضا مختلفة.
ناديا المصري شابة من السلط، قالت إنها قبل ثلاث سنوات كانت "إنسانة عادية"، إلا أنها وبعد عملها مع الجوقة حصلت على فرصة الصعود على المسرح، وتنظيم الأمسيات، ورأت الفرح والفخر في عيون والديها.
القصة التالية في "الجندي مش مجهول" الذي جاء بشراكة إعلامية مع إذاعتي مزاج وplay، كانت لنبيل الشيخ الذي أطلق مبادرة "حارتنا" التي عملت على تحسين بيئة الحارة، وأوجدت تكافلا اجتماعيا وحبا أكبر بين أفرادها وتضافروا معا لحل مشكلاتهم.
الشهيد "يزن عرنكي"، الذي استشهد في تحطم طائرة شراعية في العام 2008، كان يضرب فيه المثل بأخلاقه وشهامته وكرمه ورجولته، وكان جنديا مجهولا في حياة والدته وحياة آخرين.
الختام كان مع حسن المطلق من وادي رم، أحد الممثلين في فيلم "ذيب" الذي ترشح للأوسكار الذي حيا عمان من وادي رم.. من الجبال الشامخة. المطلق قال عن فيلم ذيب "ترك في داخلنا شيئا كبيرا وصار في وصل بين البادية والمدينة وصرنا نتواصل مع ناس من بريطانيا ولوس انجلوس".
المطلق ذكر أن الجندي المجهول في فيلم "ذيب" كان المخرج ناجي أبو نوار. اليوم المطلق يقدم دورات للأطفال في وادي رم عن السينما، ويقول "أحب عيال بلدي يطلعوا زيي وأحسن مني".

------------------------------------------
المصدر :: جريدة الغد 

الثلاثاء، 18 أبريل 2017

عرض مسرحي جديد " نرقص ع الدُم " لفرقة أجيال للمسرح

جائزة الابداع العراقي ازدانت بالفائزين بفروعها التسعة وبرعاية وزير الثقافة

مجلة الفنون المسرحية

جائزة الابداع العراقي ازدانت بالفائزين بفروعها التسعة وبرعاية وزير الثقافة 

عبد العليم البناء 

مع الاستعداد لاطلاق الدورة الثالثة  احتفالية مبهرة وانيقة لجائزة الابداع العراقي ازدانت بالفائزين بفروعها التسعة ورعاية وزير الثقافة سهى سالم تحصد جائزة التمثيل المسرحي ورعد مشتت جائزة الإخراج السينمائي ومحمد أمين عزت جائزة التأليف الموسيقي ووارد بدر السالم جائزة الرواية ومرتضى حداد جائزة النحت ومحمد غازي الاخرس جائزة تاريخ الحضارة والميثولوجيا وكامل عويد العاميري جائزة الترجمة واكرم جرجيس جائزة الفوتوغراف
المسرح الوطني الذي ارتدى حلة بهيجة من الالق والتوهج الموشى بالالوان والصور الإبداعية الخلابة ،كان على موعد مع احتفالية وزارة الثقافة والسياحة والاثار المبهرة والجميلة والانيقة والرصينة شكلا ومضمونا ،الساعة الخامسة عصر يوم السبت الماضي ،للإعلان عن نتائج جائزة الابداع العراقي للعام 2016 بدورتها الثانية ،التي شملت تسعة مجالات ثقافية وفنية وهي "السرد والشعر والإخراج السينمائي والتمثيل والتأليف الموسيقي والنحت والترجمة وتاريخ الحضارة والمثيولوجيا العراقية والتصوير الفوتوغرافي."، بشكل اوسع مما كانت عليه الدورة الاولى لعام 2015 التي شملت فقط خمس مجالات..

ووسط حضور حاشد من رموز واعلام الثقافة والفنون والمعنيين من مختلف الاختصاصات ،افتتح السد وزير الثقافة المعرض الفوتوغرافي للفنان والمصور الصحفي علي عيسى ،الذي نظمته دائرة السينما والمسرح باشراف الدكتورة اقبال نعيم مدير عام دائرة السينما والمسرح وكالة ،والذي شمل عشرات من صور البورتريه لعمالقة المسرح العراقي من الفنانين والفنانات الرواد والاجيال الأخرى ،التي التقطها بعدسته هذا الفنان الأصيل والمثابر الذي واكب حركة المسرح العراقي على مدى أربعة عقود ،لينتقل السيد الوزير مصحوبا بكبار المسؤولين في الوزارة وأعضاء اللجنة العليا للجائزة واللجان الفرعية ،الى الحفل المركزي الذي أداره وقدمه بشكل جميل ومتناغم وبعبارات وكلمات اطراء تليق بقامات الابداع العراقي ،كل من الشاعر مروان عادل والاعلامية مروة المظفر، حيث شهد الحفل تقديم عدد من الفعاليات الموسيقية، كما تخلله عرض فيلم وثائقي فكرة واهداف ورسالة الجائزة، ، والعمل الدؤوب على مدى شهور من لدن اللجان المنظمة واللجنة العليا، وقد ابتدأ الفيلم بكلمة السيد وزير الثقافة فرياد راوندزي " إن جوائز الابداع ظاهرة جديدة في العراق، إذا لم تكن للعراق جوائز دولة فنحن قمنا بخلق هذا النوع من الجوائز، لمنع التشظي الذي كان موجوداً في جوائز بعض مؤسسات الوزارة وتوحيدها واعطائها قيمة معنوية وثقافية ومادية اكبر." وأكد راوندزي " أن هذا العام تم اختيار تسعة اعمال في الدورة الثانية من الجائزة، في الوقت الذي تم اختيار خمسة اعمال فقط خلال الدورة الاولى، ولكننا سنوسع نطاق المشاركة في الدورات المقبلة."

والقى فنان العراق الكبير وشيخ مخرجي المسرح العراقي وأحد اعضاء اللجنة العليا لجائزة الابداع الاستاذ الدكتور سامي عبد الحميد كلمة اللجنة العليا للجائزة قال في مفتتحها : "كلمتي تجيء نيابة عن السيد رئيس اللجنة العليا لجائزة الابداع، والسادة اعضاء اللجنة، نحن نحتفل اليوم بتوزيع جوائز الابداع العراقي لعام 2016 ولتسعة حقول من الحقول الثقافية، وما يميز جائزة هذه الدورة الثانية هو توجيه السيد الوزير بضرورة تشريع النظام الداخلي لعمل اللجنة العليا والتعليمات الخاصة بمنح الجائزة التي أرسلت مسودته إلى مجلس شورى الدولة ما يمنح الجائزة قيمة معنوية رسمية اضافة الى قيمتها المادية المالية."وأكد عبد الحميد قائلاً " ان الهدف من هذه الجائزة هو منح المثقف العراقي في الداخل او الخارج فرصة جديدة لإبراز نتاجه الابداعي واعترافاً من وزارة الثقافة بالعطاء الثرّ للمثقف العراقي في مختلف التخصصات." مشيراً أن "برغم الصعوبات التي يمر بها بلدانا بذلت اللجنة العليا جهد اكبيرا استمر عاماً كاملا في اجتماعات مكثفة ونقاشات مفتوحة برئاسة السيد الوزير من اجل الوصول الى نتائج افضل، واختارت اللجنة بدقة بالغة اعضاء لجان التحكيم الفرعية التي عهد إليهم تقييم النتاج الابداعي للمتقدمين للمنافسة لنيل الجائزة على وفق معايير معينة وبدون تدخل بأي شكل من الاشكال من اعضاء اللجنة العليا." وبين عبد الحميد " أن فوز المبدعين اليوم بجائزة الابداع لا يعني اطلاقا ان المتقدمين الاخرين او المثقفين الذين تقدموا او الذين لم يتقدموا بطلباتهم لم يكونوا مبدعين أو ان يكونوا اقل ابداعا ممن فازوا بالجوائز، ولكن معايير التقييم هي من تحكمت بمنح الجائزة. "كما أكد في ختام كلمته قائلا "سيظهر الاعلان عن انطلاق جائزة الابداع بدورتها الثالثة 2017 عما قريب بعد تشكيل لجنة عليا جديدة واختيار اعضاء لجان فرعية جدد وستخصص الجائزة لتخصصات اخرى غير التي تم اختيارها في الدورتين الاولى والثانية."
وتم بعد ذلك تقديم ثلاث فقرات موسيقية انفرادية متنوعة لعدد من أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية شنفت اسماع الحاضرين بلغة الحب والسلام والجمال المسكون في نفوس العراقيين عامة والمبدعين خاصة .
تم بعدها الاعلان عن اسماء الفائزين بالجائزة التي وزعها عليهم السيد فرياد رواندزي وزير الثقافة حيث حصد الروائي العراقي وارد بدر السالم جائزة السرد، كما حصد الشاعر عمر السراي جائزته عن فرع الشعر عن قصيدة وطنية قدمها، أما جائزة الاخراج السينمائي فقد حصدها المخرج رعد مشتت عن فيلم (صمت الراعي)، وجائزة التأليف الموسيقي كانت من نصيب المايسترو محمد أمين عزت، وعن دورها في مسرحية (يارب) حصدت الفنانة الدكتورة سهى سالم جائزة التمثيل، وحصد النحات العراقي مرتضى حداد جائزته عن فرع النحت، وعن ترجمة النصوص حصل المترجم كامل عويد العامري جائزة فرع الترجمة عن ترجمته رواية (الرقة)، أما جائزة تاريخ الحضارة والميثيولوجيا العراقية فقد كانت من نصيب كتاب (قصخون الغرام) للكاتب محمد غازي الاخرس، وحصد المصور الفوتوغرافي اكرم جرجيس جائزته عن فرع الفوتوغراف.
وعبر الفائزون عن سعادتهم بالفوز بعد الانتهاء من استلام الجائزة، التي كانت عبارة عن نحت برونزي معبر مع شهادة الفوز والشيك الخاص بالجائزة ،وقدره ستة ملايين ونصف المليون دينار أي مايعادل الخمسة الاف دولار لكل فائز ،من خلال كلمات خاصة مفعمة بالفرحة والبهجة ،فذكرت الفنانة سهى سالم فشكرت وزارة الثقافة لاهتمامها بهذه الجائزة ، وبالمثقف العراقي بشكل عام، معلنة : أما في ما يخص فوزي بجائزة افضل ممثلة عراقية عن مسرحية يارب فأهدي فوزي هذا لفريق العمل الذي لولاهم لما وقفت اليوم على هذه المنصة ولما تسلمت هذه الجائزة."

واعرب المايسترو محمد امين عزت عن بهجته بطبيعة وشكل الاحتفالية والمسرح الوطني، بالقول " ان التجهيز الحرفي لمهرجان اليوم واضح جداً من خلال التحضيرات التي نراها اليوم، والتنظيم العالي، لهذا يجب ان نهدي شكرنا اولاً لوزارة الثقافة التي عملت من اجل تحفيز المثقف العراقي والفنان العراقي رغم الظرف الصعب الذي نمر به اليوم."
فيما اهدى المخرج السينمائي رعد مشتت جائزته ،التي عدها تكريما لكل طاقم الفيلم داخل وخارج العراق ،الى شقيقته التي وقفت الى جانبه في كل خطواته الإبداعية .واختتم الحفل ، بالتقاط الصور الجماعية للفائزين وللجنة العليا لجائزة الابداع واللجان الفرعية مع السيد وزير الثقافة والسياحة والاثار فرياد رواندزي .على أمل الإعلان قريبا عن اطلاق الدورة الثالثة من الجائزة لعام 2017 وتشكيل لجنة عليا جديدة ، وترشيح عدد من المجالات الثقافية الجديدة والدخول للمنافسة، ومنح المثقفين والمبدعين استحقاقهم.
الجدير بالذكر أن اللجنة العليا للجائزة تشكلت برئاسة وزير الثقافة فرياد راوندزي، ومقرر اللجنة المستشار الثقافي للوزير حامد الراوي، وتألفت اللجنة من اسماء كبيرة لها باع كبير في الثقافة العراقية، وضمت :الفنان القديرسامي عبد الحميد كأكاديمي ومخرج مسرحي، والدكتور صالح الصحن المختص بالمجال السينمائي، والفنان بلاسم محمد المختص بمجال الفنون التشكيلية، ورئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الباحث والناقد ناجح المعموري عن فرع الادب والنقد، اضافة الى د. نادية العزاوي في مجال النقد.

حضور فاعل للمسرح العراقي بالدورة ال15 لمهرجان المسرح العربي بالقاهرة

مجلة الفنون المسرحية

حضور فاعل للمسرح العراقي بالدورة ال15 لمهرجان المسرح العربي بالقاهرة 
فاطمة الربيعي عضوا في لجنة التحكيم وتكريم جواد الاسدي ومشاركة  مسرحية (استنساخ) البابلية 

عبد العليم البناء

يواصل المسرح العراقي حضوره الفاعل في المشهد المسرحي العربي دون انقطاع ،سواء عبر المهرجانات أم الملتقيات أم المؤتمرات وحلقات النقد والبحث والدرس هنا وهناك . وهاهي الفنانة القديرة فاطمة الربيعي يتم اختيارها عضوا في ،لجنة تحكيم الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح العربي في القاهرة ،مع تكريم الفنان القدير جواد الاسدي ، ،و ستشارك مسرحية (استنساخ) لكلية الفنون الجميلة في جامعة بابل ،تأليف علي رافع واخراج نور الدين مازن ، وتمثيل الفنانين : ازهر باسم وعبد الله احمد ومؤيد صاحب ومهند حسين، حيث ستعرض ضمن فعاليات هذا المهرجان الذي تنطلق فعالياته بعد غد الخميس الموافق 20 نيسان ( أبريل ) الحالي ،وفي تمام الساعة الثامنة مساء في مسرح ميامي بالقاهرة ،تحت شعار (هوية عربية ...وابداع بلا حدود) ،وبحضور مائة فنان عربي، وهو المهرجان الذي أسسته وتنظمه سنويا “الجمعية المصرية لهواة المسرح” برعاية كل من وزارتي: الثقافة والشباب والرياضة المصريتين، وبالتنسيق مع قطاع الإنتاج الثقافي، وتستمر فعاليات هذه الدورة حتى يوم الأحد الموافق 30 من الشهر ذاته . تتضمن مراسم الإفتتاح والذي يقوم بإخراجه الفنان أحمد فؤاد تقديم كلمات لكل من الفنان عصام عبد الله أمين عام المهرجان، الفنان المبدع د.عمرو دوارة مؤسس ومدير المهرجان، الفنان القدير خالد جلال رئيس اللجنة العليا للمهرجان، والفنانة القديرة سهير المرشدي الرئيس الشرف للمهرجان، ويعقب ذلك تقديم تقرير لجنة المشاهدة التي قامت باختيار العروض المصرية الأربعة عشر المشاركة بالمسابقة الرسمية، وقد تشكلت اللجنة من الأساتذة: د.عمرو دوارة، د.وفاء كمالو، حسن سعد، د.حسام أبو العلا، ناصر العزبي (وقد تم إختيار العروض المشاركة من خلال أربعة وسبعين عرضا تقدموا للمشاركة)، وبعد ذلك يتم التعريف بأعضاء لجنة التحكيم العربية برئاسة الفنانة القديرة مديحة حمدي وتضم كل من الأساتذة: د.عبد الكريم جواد (سلطنة عمان)، فاطمة الربيعي (العراق)، د.نور الدين زيوال (المغرب)، عائشة عبد الرحمن (الإمارات)، د.محمد عبازة (تونس)، والنجم أيمن عزب (مصر). وكذلك الترحيب بالفرق المشاركة والتقاط بعض الصور التذكارية مع الفرق المسرحية العربية التي وصلت حتى موعد الإفتتاح وهي الفرق التي تشارك بعروض: “استنساخ” لفرقة كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل العراقية، “الصمت عار” لفرقة المركز الإعلامي اليمني، “حس الخيوط” لفرقة المركز الوطني لفن العرائس بتونس، “ذاكرة الرصاص” لفرقة أجراس المسرحية بالسودان، وعرض “المسخ” لفرقة الغد بالبيضاء الليبية. وأخيرا يتم تكريم بعض رموز المسرح العربي والمصري وتضم قائمة التكريم بحفل الافتتاح أسماء الفنانين: رفيق علي أحمد (لبنان)، د.فوزية آيت الحاج (الجزائر)، د.سامي الجمعان (المملكة السعودية)، د.أكرم اليوسف (سوريا)، ومن المكرمين المصريين كل من الأساتذة: د.شاكر عبد اللطيف، د.حمدي الجابري، هادي الجيار، إسماعيل محمود، أحمد نبيل، منير الوسيمي، على أن يتم تكريم باقي المكرمين المصرييين والعرب في حفل الختام وجدير بالذكر أن فعاليات هذه الدورة تشهد أيضا تنظيم ندوتين الأولى صباح السبت الموافق 22 نيسان أبريل يديرها الناقد محمد الروبي حول الحفاظ على الهوية العربية بالمسرح، والثانية صباح الخميس الموافق 27 نيسان أبريل تديرها د.سامية حبيب حول المسرح ومواجهة الإرهاب، وذلك بقاعة الاجتماعات الكبرى بالمجلس الأعلى للثقافة، ومن المقرر إصدار كتاب تذكاري عن “مهرجان المسرح العربي” منذ نشأته وحتى الدورة الحالية.


انطلاق فعاليات ليالي المسرح الحر الدولي لترسيخ مفهوم جودة المنتج

مجلة الفنون المسرحية

بمشاركة 9 دول عربية وأجنبية بعروض متميزة وجديدة
انطلاق فعاليات ليالي المسرح الحر الدولي لترسيخ مفهوم جودة المنتج

تنطلق في العاصمة الأردنية عمان، فعاليات مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي، في 13 ايار /مايو المقبل، تحت رعاية وزير الثقافة نبيه شقم على مسارح المركز الثقافي الملكي، بمشاركة 9 دول عربية وأجنبية، بعروض مسرحية متميزة ومنتقاة بعناية شديدة، لترسيخ مفهوم جودة المنتج المسرحي، بعيدًا عن المجاملات ومواسم السياحة المسرحية، لدى العديد من المهرجانات وذلك عبر مشاركة فرق مسرحية عربية من تونس والكويت ومصر، وسلطنة عمان ومن العروض الأجنبية، عروض من المكسيك وتشيلي وبولندا وفرنسا.

 وسيحل ضيوف مسرحيين من العالم العربي، كمشاركين في الندوة الفكرية الرئيسية تحت عنوان ( المسرح والموسيقى )، والتي يتفرع عنها محاور متعددة، ويشارك فيها الدكتور سامح مهران من مصر وشادية زيتون من لبنان، والدكتور سعيد كريمي من المغرب، وستحل الفنانة حياة الفهد لتكون شخصية المهرجان، وايضا الفنان سامح الصريطي، والذي سيكرم ايضا إلى جانب الفنانة نادرة عمران، والفنان زياد أبو سويلم، والفنان رامي شفيق، كمكرمين، إضافة إلى لجنة التحكيم العربية، والتي ستكون من الأسماء المسرحية الكبيرة والمعروفة في العالم العربي، والورشة الموجهة للشباب المبتدئ والناشئ.

وستحل الفنانة الكويتية حياة الفهد، لتكون شخصية المهرجان وايضا الفنان سامح الصريطي، ليكون ضيف شرف المهرجان. والورشة المسرحية المصاحبة ستكون للسنة الثالثة على التوالي ورشة عملية وفاعلة للشباب المبتدئ والهاوي سيقوم بالتدريب عليها المخرج التونسي معز القديري لمدة عشرة أيام، حيث تبدأ قبل المهرجان بأيام، وسيقدم نتاجها في حفلة الختام الرئيسي، ليرى الجميع النتاج الفعلي والعملي لمصطلح إقامة الورشات، وقد تم الإعلان عن الورشة مبكرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد بلغ عدد المسجلين في هذه الورشة ما يقارب 120 شخصًا وسيقوم المدرب بعمل أودشن خاص لانتقاء الموهوبين، لإشراكهم في هذه الورشة .

وكان المهرجان تنظمه جمعية فرقة المسرح الحر وبدعم من وزارة الثقافة وأمانة عمان والبنك الأردني الكويتي والتلفزيون الأردني، والأسواق الحرة الأردنية، ونقابة الفنانين الأردنيين، وشركة جت، وبشراكة استراتيجية مع المركز الثقافي الملكي، ويذكر بأنه يترأس اللجنة العليا للمهرجان الفنانة أمل الدباس وبعضوية رئيس المسرح الحر الفنان محمد المراشدة والفنان ماهر خماش، والفنان بكر قباني والمهندس سامر خير عن أمانة عمان والمخرج مهند الصفدي مدير البرامج في التلفزيون الأردني، وحنان السيوف عن المركز الثقافي الملكي، والمنتج زكريا الغساني، وتتكون الإدارة التنفيذية، إضافة لمدير المهرجان من المدير التنفيذي المخرج أياد شطناوي والمنسق العام المخرج سمير خوالدة، والمنسق الإداري رناد ثلجي ويزن أبو سليم والعديد من الفنانين الفاعلين في العمل الاجتماعي التطوعي.

وسيكون هناك برنامج للعروض المسرحية الموازية، والتي ستكون موجهة للطفل، وستقدم هذه العروض في المناطق الشعبية وخارج العاصمة عمان وذلك في سعينا لترسيخ مفهوم ودور

المسرح في بناء الإنسان، منذ الطفولة وترسيخ دور المسرح، في محاربة كافة أشكال التطرف الفكري والذهاب بهذا الجيل نحو التفكير الإيجابي، ليكون ذو عقلية فاعلة ومنفتحا على الاخر.

----------------------------------------------------
المصدر : ايمان يوسف - لايف ستايل

الاثنين، 17 أبريل 2017

“أوبرا الشحادين”.. تراجيكوميديا تمزج الضحكة والحزن على خشبة المسرح القومي باللاذقية

مجلة الفنون المسرحية


“أوبرا الشحادين”.. تراجيكوميديا تمزج الضحكة والحزن على خشبة المسرح القومي باللاذقية


وسط حضور جماهيري لافت تستمر فرقة المسرح القومي باللاذقية بعرض عملها المسرحي “أوبرا الشحادين” للكاتب بدر محارب وسينوغرافيا وإخراج سلمان شريبة وذلك على خشبة المسرح القومي.

وتجتمع شخصيات العمل في مسرح مهجور وجد فيه الشحادون الملجأ لهم في ظل فقدانهم الملاذ الآمن ليكون مكانا لعرض أحلامهم البسيطة ومشاكلهم كانعكاس للأمراض الاجتماعية وهموم ومعاناة أناس أثرت فيهم الحرب ووقفت عائقا أمام تحقيق أحلامهم.

ويؤكد طاقم العمل الذي أداه كل من نضال عديرة ومجد يونس أحمد ووسام مهنا ونجاة محمد وعبدالله الشيخ خميس وحسين عباس أن المسرحية تتناول بطابع الكوميتراجيديا حكاية الناس المهمشين والمنسيين عبر التاريخ والزمان والمكان الذي يحرم الإنسان من إنسانيته ويمنعه حتى من مجرد التفكير بالأفضل والسعي لتحقيق الحلم الأجمل ويحرمه من الأمل.

وأشار المخرج شريبة في تصريح لـ سانا إلى أن المسرحية تمثل دعوة للحب والفرح والحياة عبر تراجيكوميديا مبالغ فيها فتأتي الدمعة من قلب الضحكة وتمتزج الضحكات الصارخة بالحزن والألم القاسي كما هي الحياة في ظل الأزمات عبر التاريخ وضمن عالم مليء بالتناقضات والهدم والدمار.

وبين أن العرض يطرح مجموعة أسئلة ورسائل ويترك للمشاهد التفكير في أجوبتها عقب العرض ليخلق “رسالة حوار بيننا وبين المتفرجين” معتبرا أنه في ظل الأزمات تظهر الأمراض الاجتماعية ويصبح كل شيء مهملا وتتحول “الأغلبية إلى الشحاذة..حيث البعض يشحذ المال والآخر رغيف الخبز وغيرهم الحب والأمان” مؤكدا أنه رغم كل ما يحيط بنا حاولنا إيصال رسالة بأن ثقافة الحياة لدى السوريين تواجه ثقافة الموت وأن ثقافة التنوير لديهم تقف في وجه التكفير.

ولفت الفنان نضال عديرة الذي أدى دور “المشرد التابع لآخر نتيجة خوفه من الوحدة” إلى أن المسرحية تحوي أكثر من خط فهي تحكي عن المشردين في المجتمع والناس الذين لا يقف إلى جانبهم أحد وأثرت فيهم الظروف.. وأحلام الناس البسطاء ومشاكلهم الكبيرة التي يبسطونها بطريقتهم.. كما تحمل إشارة إلى ضرورة التجديد في المسرح والاهتمام به مبينا أن كادر العمل تعامل مع النص بشكل يناسب الواقع وبطريقة الفريق الواحد ليخرج العمل بهذه “الجمالية” ولا سيما أن جميع المشاركين لديهم خبرات واسعة في المسرح.

وبعد سنوات من العمل في مجال المسرح كممثل ومخرج يجد الفنان /مجد يونس أحمد/ نفسه مشرداً يبحث عن مأوى ليستقر به الحال في المسرح المهجور ويقود مجموعة المشردين والشحادين في هذا المكان لتأدية مشهد مسرحي خوفاً من شرطي داخله بحثاً عن لص.

ورأى أحمد أن هذه الحالة فيها إسقاط بعيد على الواقع الذي يعيشه السوريون في ظل الحرب ونتائجها وانعكاساتها على الناس نفسيا واجتماعيا واقتصاديا.

واعتبر أن العمل فيه إشارة إلى عدم وجود الثقافة والأرضية التراكمية في المجتمع ليكون المسرح مكانا يرتاده الناس بالشغف المطلوب كغيره من الفنون دون أن يوجه أصابع الاتهام إلى الإهمال في حق المسرح من ناحية الإنتاج والشهرة معربا عن أمله في الوقت نفسه أن يكون هناك بوادر خير في ظل الاهتمام الذي توليه الوزارة حاليا بالمسرح.

من جهته لفت الفنان عبد الله شيخ خميس إلى أن المسرحية التي تتحدث عن شريحة منبوذة من الناس تلتقي في مسرح مهجور تحمل رسالة المسرح بشكل عام في إعادة الحياة والبسمة إلى الناس وتعليمهم المحبة والصدق والإخلاص كما يحمل الدعوة للعودة الى المسرح ومزاولة الحياة على طبيعتها.

واعتبر خميس أن اللاذقية تشهد بداية العودة إلى العصر الذهبي للمسرح من خلال مجموعة من المقومات في ظل تعاون العاملين في المسرح على اختيار نصوص مناسبة وقراءتها والتعاون مع لجان المشاهدة للخروج بعروض مسرحية لائقة.

وحده الفنان حسين عباس لم يؤد دور المشرد أو الشحاد فكان الشرطي الذي يدخل إلى المسرح المهجور بحثا عن لص إلا أنه شاركهم أداء مشهد مسرحي عند تظاهرهم بأنهم ليسوا مشردين خوفا منه معتبرا أن دوره يكمل “أوبرا الشحادين” وحكايتها في نقل هموم الناس ومعاناتهم وأحلامهم البسيطة بشيء من الطرافة وخفة الظل مع ما يحمله من فكرة عميقة ورسالة ليخرج المشاهد من المسرح حاملا معه المسرحية.

وكمدير للمسرح القومي في اللاذقية أشار عباس إلى وجود خطط لأقامة أكثر من عرض خلال العام الحالي بعد تقديم مسرحية تحية مع احتفالية المسرح العالمي وأوبرا الشحادين ومنها عرض للأطفال وقال.. “نحاول قدر الإمكان أن يكون النص أقرب للناس ويتسم بالبساطة والعمق ليلقى إعجاب الجمهور بعيدا عن النخبوية والتجارية”.

شارك في العمل كمخرج مساعد.. سوسن عطاف ومساعد مخرج.. إشراق صقر وتصميم وتنفيذ الإضاءة.. غزوان ابراهيم وهندسة الصوت.. كميت سلكان وماكياج.. غربة مريشة وإدارة منصة.. عايدة قزق وملابس وإكسسوار .. سماهر عدرة وتصوير فوتوغرافي.. خالد منير حمادة وتصميم ملصقات.. الفنان محمد بدر حمدان.

------------------------------------------------
المصدر : بسام الابراهيم - سانا 

"أيام المسرح الوطني": تظاهرة لثلاثة مواسم

«ماكبث» بأسلوب تفاعلي على المسرح الوطني

مجلة الفنون المسرحية

«ماكبث» بأسلوب تفاعلي على المسرح الوطني


عبر أسلوب تفاعلي مبتكر، ووسط حضور جماهيري لافت، شهد المسرح الوطني في أبوظبي، مساء أول من أمس، عرضاً لمسرحية «ماكبث»، أحد أشهر أعمال الأديب العالمي شكسبير.

جاء العرض ضمن برنامج التعاون الثقافي بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، الذي يمتد على مدى العام الجاري، وينظمه المجلس الثقافي البريطاني بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة.

بين التراجيديا والمتعة

استخدم فريق العمل المسرحي كامل مساحة مبنى المسرح الوطني، وصولاً إلى الحركات التفاعلية مع الجمهور، عبر التنقل بين جنبات المبنى، وتوظيف التأثيرات الصوتية المبهرة وتصاميم الأزياء المبتكرة، لتقديم عرض فني مسرحي متكامل، جمع عناصر لغة شكسبير بعناصر وتقنيات مستحدثة، في إطار متوازن بين التراجيديا والمتعة.

أتي العرض بأسلوب المسرح التفاعلي، الذي استخدم جميع جنبات مبنى المسرح الوطني وخارجه، بشكل أتاح الفرصة للجمهور التفاعل مع مضامين المسرحية ومشاهدها المختلفة، ومناقشة القضايا والأفكار التي تطرحها المسرحية من خلال رؤية جديدة لمسرحية شكسبير، عبر عمل للمخرجة، ليز هاداواي، التي مزجت بين النص الكلاسيكي والشكل المعاصر للأحداث والفنانين والديكور.

من جانبه، قال مدير إدارة الفعاليات بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ياسر القرقاوي، إن «عرض مسرحية ماكبث، الذي ضم ما يزيد على 27 فناناً من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، وعرض بالمسرح الوطني في أبوظبي، والمركز الثقافي في عجمان، برعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، جاء باكورة لبرنامج التعاون الثقافي الإماراتي - البريطاني في دعم المبدعين، من خلال أنشطة وفعاليات تسهم في عرض المواهب البريطانية والإماراتية، واطلاع الجمهور في جميع أنحاء دولة الإمارات على ثقافة الدولتين، وهو أحد أهم مرتكزات برنامج التعاون، الذي رأت الوزارة الثقافة أن يكون في مقدمة أولياتها في تنفيذ برنامج التعاون، وسيتبع العرض عدد من وورش العمل المتخصصة في جميع فروع الثقافة».

وأضاف القرقاوي أن الوزارة تسعى دوماً لتقديم كل أشكال الدعم والرعاية للمبدعين الشباب في كل المجالات الثقافية بهدف تشجيع الشباب الإماراتي على الإبداع، في إطار استثمار الجهود والطاقات الواعدة، وإتاحة المجال أمام المبدعين للتعبير عن رؤيتهم وتصوراتهم، كما أن الوزارة حريصة على توعية الجمهور من خلال تقديم عروض مسرحية عالمية تهدف إلى التنمية الثقافية، وإحياء التراث الأدبي العالمي بين نفوس أبناء الإمارات».

وقال القرقاوي إن «المسرح التفاعلي الذي قدمت به (ماكبث)، هدفه تحقيق التواصل مع الجمهور، ورغم أنه مازال في بدايته بالوطن العربي، ونتائجه أقل من المتوقع نتيجة لصعوبات عدة تواجهه، إلا أن عرض (ماكبث) حقق نجاحاً».

----------------------------------------------
المصدر : الأمارات اليوم 

مسرحية "طرشاقة " تعود هذا الأسبوع لمسرح بشطارزي

فوز الفنانة سهى سالم بجائزة الابداع العراقي بدورتها الثانية لسنة 2016 في حقل التمثيل

مجلة الفنون المسرحية

فازت الفنانة سهى سالم بجائزة الابداع العراقي بدورتها الثانية لسنة 2016 في حقل التمثيل وذلك عن دورها في مسرحية ( يا رب ) تأليف علي عبد النبي الزيدي واخراج مصطفى الركابي .

وكانت قد اعلنت في بغداد عن جوائز الابداع العراقي لعام 2016 في حفل اقيم في المسرح الوطني بحضور وزير الثقافة والسياحة واﻻثار فرياد راندوزي ، فيما كانت هنالك تحفظات من البعض بينما عدّ مثقفون توسيع الجائزة إلى تسعة حقول معرفية، خطوة مهمة لتعزيز دور  المثقف العراقي والارتقاء بمنجزه الثقافي و الإبداعي .
ووزعت وزارة الثقافة جوائزها للابداع الثقافي السنوي بنسختها الثانية لعام 2016 والتي شملت تسعة فروعاً هي: السرد, والشعر, والإخراج السينمائي, والتمثيل, والتأليف الموسيقي, والنحت, والترجمة, وتاريخ الحضارة و المثيولوجيا العراقية, والتصوير الفوتوغرافي، باشراف اعضاء اللجنة العليا للجائزة المكونة من وزير الثقافة رئيسا والفنان سامي عبد الحميد والدكتور صالح الصحن والدكتورة نادية العزاوي وناجح المعموري والدكتور بلاسم محمد والشاعر والمترجم نصير فليح ومقرر اللجنة الدكتور حامد الراوي.

والفائزون بجائزة الابداع العراقي بدورتها الثانية لسنة 2016

1. في حقل الرواية : الروائي وارد بدر السالم ،عن روايته عذراء سنجار
2. في حقل التمثيل : الفنانة سهى سالم ،وذلك عن دورها في مسرحية ( يا رب ) تأليف علي عبد النبي الزيدي واخراج مصطفى الركابي .
3. في حقل الاخراج السينمائي: المخرج رعد مشتت ،عن فيلمه صمت الراعي
4. في حقل الترجمة : الكاتب والمترجم كامل العامري ،عن ترجمته لرواية الرقة للكاتب الفرنسي دافيد فونكينوس
5. في حقل الشعر : الشاعر عمر السراي ،عن مجموعة وجه السماء نافذة الى الارض
6. في حقل تاريخ الحضارة والميثولوجيا العراقية ،الكاتب محمد الاخرس ،عن كتابه قصخون الغرام في تخيل العشاق
7. في حقل التأليف الموسيقي :المايسترو محمد امين عزت، عن معزوفته صدى الانين
8. في حقل النحت : الفنان الدكتور مرتضى حداد، عن منحوتته أحلام في ليلة صيف
9. في حقل التصوير الفوتوغرافي : الدكتور أكرم جرجيس ، عن عمله المرأة والعمل

فوز العراق بالجائزة الكبرى "جائزة افضل عرض مسرحي متكامل " في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس - تونس

الاتجار بالنساء في بيروت قصة حقيقية في عمل مسرحي

مجلة الفنون المسرحية

الاتجار بالنساء في بيروت قصة حقيقية في عمل مسرحي

على مسرح واقعي كان يُسمى “شي موريس” في قلب مدينة جونية بشمال بيروت حدثت قبل عام واحد قصة 75 امرأة غالبيتهن سوريات، استدرجن إلى قفص جنسي واحتجزن في أكبر فضيحة هزت لبنان، وأدرجت ضمن قضايا الاتجار بالبشر.

وقد تحولت هذه القضية إلى المسرح الدرامي في عرض وثائقي قدم أخيرا على مسرح الجامعة الأميركية في بيروت بعنوان “لا طلب لا عرض” للكاتبة والمخرجة اللبنانية سحر عساف.

وينضم ستة ممثلين، خمس نساء ورجل واحد، إلى سحر التي ابتدعت فكرة العرض الوثائقي مستندة إلى مقابلات مسجلة مع لاجئات سوريات، ناجيات من شبكة لتجارة الجنس، بالإضافة إلى الصحافية الاستقصائية ساندي عيسى، التي كشفت القضية والضابط مصطفى بدران الذي أمر بمداهمة بيوت الدعارة حيث تُحتجز النساء وغادة جبور مسؤولة قسم الاتجار بالنساء في “منظمة كفى” اللبنانية المعنية بدعم النساء المعنّفات.

تكشف المخرجة سحر عساف عن هذه التجربة قائلة إن هناك أطرافاً كثيرة استفادت من شبكة الدعارة، وهذا ما يبرر السماح لها بالعمل عشر سنوات متواصلة في بلد صغير.

وقالت “لا أعرف إذا كان الجمهور جاهزا أو لا لتقبل هذه الحكاية، لكنني أعرف مدى أهمية الكلام في هذا الموضوع، رغم أنني لا أدري إلى أين يمكن أن يصل هذا العرض، وما إذا كان سيساعد هؤلاء النساء”.

واستعانت المخرجة في عرضها بنص الاتهام الصادر في 28 نوفمبر 2016 وبالدراسة التي أعدتها غادة جبور من “منظمة كفى” بعنوان “استكشاف الطلب على الدعارة.. ما يقوله مشترو الجنس حول دوافعهم وممارساتهم وتصوراتهم”.

ويلعب رافي فغالي دور المقدم مصطفى بدران على المسرح. وتؤدي الممثلة سيرينا شامي دور إحدى الناجيات على المسرح، فنسمع حوارات مبنية على أحداث حقيقية حول كيفية إجبار النساء على العمل في الدعارة، واحتجازهن وتهديدهن وإرغامهن على ذلك.

ولدى إثارة قضية شبكة الدعارة الجنسية في لبنان تحركت مجموعات كثيرة من المجتمع المدني وبينها “منظمة كفى”.

وعلى المسرح تقول إحدى الممثلات التي تتقمص دور واحدة من الضحايا “مشترو الجنس هم فئة من الناس من الصعب الوصول إليهم، لأنهم لا يملكون ‘بروفايل‘ معينا”.

وكانت فضيحة شي موريس قد عرفت العام الماضي في بيروت باسم “غوانتانامو الدعارة”، وأبطالها عصابة اتجار بالنساء السوريات، حيث كانوا يخطفون النسوة ويحتجزونهن في شاليهات وفنادق في جونية والبوار ويجبرونهن على ممارسة الدعارة ويضربونهن بطرق وحشية، كما يعرضونهن للإجهاض بعد الحمل.

وقد عاشت نحو خمس وسبعين امرأة في ما يشبه القفص الجنسي بإدارة رجل سوري وشريك لبناني، لكن القوى الأمنية أوقفت العصابة بعد أن ذاع صيتها في وسائل إعلام محلية.

وقال بيان قوى الأمن الداخلي في حينه إن النساء تعرضن للضرب وأجبرن على ممارسة الفحشاء تحت التهديد بنشر صورهن عاريات، وغير ذلك من الأساليب.

ولعبت الممثلة سيرينا الشامي دور واحدة من النساء المرغمات على ممارسة الدعارة.

وقالت إنها غير محظوظة لوجودها في بلد تحصل فيه مثل هذه الأحداث، لكنها تعتبر نفسها محظوظة لكونها قادرة على الحديث عن الموضوع والمساهمة شخصيًا بدعم القضية.

بدورها علّقت غادة جبور من “منظمة كفى” على عمل “لا طلب لا عرض” بالقول إن “هذا العمل يناقش وجهة نظر مشتري الجنس. إن عدت إلى جميع الأعمال التي غطت مسألة شي موريس، لن تجد من تطرّق إلى هذا المعيار. أما هذا العمل فقد ركز على هذا الجانب تحديدًا. لأنه ما كان للدعارة والاتجار بالبشر الذي يليها أن يكونا لولا وجود مشتري الجنس”.

وشاهد الممثل والمخرج اللبناني كارلوس شاهين العمل في الجامعة الأميركية وعلّق عليه قائلا “إن مثل هذه الأعمال مهمة جدا، لكن يجب أن تنطلق إلى خارج المؤسسات الأكاديمية لكي يعلم اللبنانيون ماذا يحصل قربهم لا بل أمامهم”.

---------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption