“أوبرا الشحادين”.. تراجيكوميديا تمزج الضحكة والحزن على خشبة المسرح القومي باللاذقية
مجلة الفنون المسرحية
“أوبرا الشحادين”.. تراجيكوميديا تمزج الضحكة والحزن على خشبة المسرح القومي باللاذقية
“أوبرا الشحادين”.. تراجيكوميديا تمزج الضحكة والحزن على خشبة المسرح القومي باللاذقية
وسط حضور جماهيري لافت تستمر فرقة المسرح القومي باللاذقية بعرض عملها المسرحي “أوبرا الشحادين” للكاتب بدر محارب وسينوغرافيا وإخراج سلمان شريبة وذلك على خشبة المسرح القومي.
وتجتمع شخصيات العمل في مسرح مهجور وجد فيه الشحادون الملجأ لهم في ظل فقدانهم الملاذ الآمن ليكون مكانا لعرض أحلامهم البسيطة ومشاكلهم كانعكاس للأمراض الاجتماعية وهموم ومعاناة أناس أثرت فيهم الحرب ووقفت عائقا أمام تحقيق أحلامهم.
ويؤكد طاقم العمل الذي أداه كل من نضال عديرة ومجد يونس أحمد ووسام مهنا ونجاة محمد وعبدالله الشيخ خميس وحسين عباس أن المسرحية تتناول بطابع الكوميتراجيديا حكاية الناس المهمشين والمنسيين عبر التاريخ والزمان والمكان الذي يحرم الإنسان من إنسانيته ويمنعه حتى من مجرد التفكير بالأفضل والسعي لتحقيق الحلم الأجمل ويحرمه من الأمل.
وأشار المخرج شريبة في تصريح لـ سانا إلى أن المسرحية تمثل دعوة للحب والفرح والحياة عبر تراجيكوميديا مبالغ فيها فتأتي الدمعة من قلب الضحكة وتمتزج الضحكات الصارخة بالحزن والألم القاسي كما هي الحياة في ظل الأزمات عبر التاريخ وضمن عالم مليء بالتناقضات والهدم والدمار.
وبين أن العرض يطرح مجموعة أسئلة ورسائل ويترك للمشاهد التفكير في أجوبتها عقب العرض ليخلق “رسالة حوار بيننا وبين المتفرجين” معتبرا أنه في ظل الأزمات تظهر الأمراض الاجتماعية ويصبح كل شيء مهملا وتتحول “الأغلبية إلى الشحاذة..حيث البعض يشحذ المال والآخر رغيف الخبز وغيرهم الحب والأمان” مؤكدا أنه رغم كل ما يحيط بنا حاولنا إيصال رسالة بأن ثقافة الحياة لدى السوريين تواجه ثقافة الموت وأن ثقافة التنوير لديهم تقف في وجه التكفير.
ولفت الفنان نضال عديرة الذي أدى دور “المشرد التابع لآخر نتيجة خوفه من الوحدة” إلى أن المسرحية تحوي أكثر من خط فهي تحكي عن المشردين في المجتمع والناس الذين لا يقف إلى جانبهم أحد وأثرت فيهم الظروف.. وأحلام الناس البسطاء ومشاكلهم الكبيرة التي يبسطونها بطريقتهم.. كما تحمل إشارة إلى ضرورة التجديد في المسرح والاهتمام به مبينا أن كادر العمل تعامل مع النص بشكل يناسب الواقع وبطريقة الفريق الواحد ليخرج العمل بهذه “الجمالية” ولا سيما أن جميع المشاركين لديهم خبرات واسعة في المسرح.
وبعد سنوات من العمل في مجال المسرح كممثل ومخرج يجد الفنان /مجد يونس أحمد/ نفسه مشرداً يبحث عن مأوى ليستقر به الحال في المسرح المهجور ويقود مجموعة المشردين والشحادين في هذا المكان لتأدية مشهد مسرحي خوفاً من شرطي داخله بحثاً عن لص.
ورأى أحمد أن هذه الحالة فيها إسقاط بعيد على الواقع الذي يعيشه السوريون في ظل الحرب ونتائجها وانعكاساتها على الناس نفسيا واجتماعيا واقتصاديا.
واعتبر أن العمل فيه إشارة إلى عدم وجود الثقافة والأرضية التراكمية في المجتمع ليكون المسرح مكانا يرتاده الناس بالشغف المطلوب كغيره من الفنون دون أن يوجه أصابع الاتهام إلى الإهمال في حق المسرح من ناحية الإنتاج والشهرة معربا عن أمله في الوقت نفسه أن يكون هناك بوادر خير في ظل الاهتمام الذي توليه الوزارة حاليا بالمسرح.
من جهته لفت الفنان عبد الله شيخ خميس إلى أن المسرحية التي تتحدث عن شريحة منبوذة من الناس تلتقي في مسرح مهجور تحمل رسالة المسرح بشكل عام في إعادة الحياة والبسمة إلى الناس وتعليمهم المحبة والصدق والإخلاص كما يحمل الدعوة للعودة الى المسرح ومزاولة الحياة على طبيعتها.
واعتبر خميس أن اللاذقية تشهد بداية العودة إلى العصر الذهبي للمسرح من خلال مجموعة من المقومات في ظل تعاون العاملين في المسرح على اختيار نصوص مناسبة وقراءتها والتعاون مع لجان المشاهدة للخروج بعروض مسرحية لائقة.
وحده الفنان حسين عباس لم يؤد دور المشرد أو الشحاد فكان الشرطي الذي يدخل إلى المسرح المهجور بحثا عن لص إلا أنه شاركهم أداء مشهد مسرحي عند تظاهرهم بأنهم ليسوا مشردين خوفا منه معتبرا أن دوره يكمل “أوبرا الشحادين” وحكايتها في نقل هموم الناس ومعاناتهم وأحلامهم البسيطة بشيء من الطرافة وخفة الظل مع ما يحمله من فكرة عميقة ورسالة ليخرج المشاهد من المسرح حاملا معه المسرحية.
وكمدير للمسرح القومي في اللاذقية أشار عباس إلى وجود خطط لأقامة أكثر من عرض خلال العام الحالي بعد تقديم مسرحية تحية مع احتفالية المسرح العالمي وأوبرا الشحادين ومنها عرض للأطفال وقال.. “نحاول قدر الإمكان أن يكون النص أقرب للناس ويتسم بالبساطة والعمق ليلقى إعجاب الجمهور بعيدا عن النخبوية والتجارية”.
شارك في العمل كمخرج مساعد.. سوسن عطاف ومساعد مخرج.. إشراق صقر وتصميم وتنفيذ الإضاءة.. غزوان ابراهيم وهندسة الصوت.. كميت سلكان وماكياج.. غربة مريشة وإدارة منصة.. عايدة قزق وملابس وإكسسوار .. سماهر عدرة وتصوير فوتوغرافي.. خالد منير حمادة وتصميم ملصقات.. الفنان محمد بدر حمدان.
------------------------------------------------
المصدر : بسام الابراهيم - سانا
0 التعليقات:
إرسال تعليق