أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 18 فبراير 2020

شاعرية التمرد أبرز مظاهر "المونودراما الدولي" بالقاهرة عروض مسرحية تكشف أقنعة الزيف الحضاري وتفضح التناقضات الاجتماعية.

الأحد، 16 فبراير 2020

الناقدة وفاء كمالو: أعمال موليير تتميز بالموضوع الواحد

مجلة الفنون المسرحية

الناقدة وفاء كمالو: أعمال موليير تتميز بالموضوع الواحد


قالت الناقدة المسرحية الدكتورة وفاء كمالو، إن مسرحيات موليير بشكل عام تأتي تفسيرا لمعنى الكوميديا، أي المقصود بها تربية الأحاسيس الجمالية والقدرات النقدية عند الجمهور، هذه الكوميديا تكشف عن فهمه العميق للضرورات الفنية التي تخلق الكوميديا مدرك لتطورها خلال عبر التاريخ، ومدرك إلى أهميتها للإنسان والمجتمع.

وأضافت "كمالو"، أن الكوميديا للفن تعتبر هدفا نبيلا، ولكن هناك وسائل علمية تؤدي إلى الدخل وتصنعه بشكل لا ينفصل لوسائل عريقة متعارف عليها في المسرح منذ أرسطو، وكتاب المسرح في الأغريق وصولا إلى العصر الحديث، وعندما يقدم المسرح العالمي مسرحيات موليير، يعطى خلالها درسا هاما في فن الكوميديا، والمسرح المصري عندما قدم موليير يعطي درسا هاما أيضا للكوميديا، مؤكدة أن هذا الدرس الذي قدم في مصر حقق نجاحا وترك بصمة كبيرة وهذا بشهادة الجمهور.

وأكدت كمالو، أن موليير يتميز بخصائصه الجوهرية لأعماله وهي الموضوع الواحد الجاد، الذي يتضمن تشريح المجتمع وكذلك النفس البشرية، والدعوة لمنظومة القيم والأخلاق الحميدة البعيدة كل البعض عن التزييف، مضيفة أن أعماله تظل مسكونة بالوهم وبحياة الإنسان، مشيرة إلى أن مسرح الشباب استطاع أن يخلق حالة لا بد من الوقوف أمامها، فقد دخل مخرج العرض خالد حسونة عالم موليير وتناول أشهر أعماله وهي "البخيل"، وأهدى الجميع كوميديا رفيعة المستوى التي ساعدت في الكشف عن موهبته الحقيقية تجاه العمل، بل خلق حالة من البهجة والسعادة على خشبة المسرح، محافظا على الكلاسيكية والجمال وكل أهداف موليير، من خلال لغة معاصرة وبسيطة، فنحن أمام عرض متميز مكتمل كل أركانه.

جاء ذلك خلال فعاليات الدراسة النقدية للعرض المسرحي "البخيل" من إنتاج فرقة الشباب التابعة للبيت الفني للمسرح، والمنعقدة الآن، بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، بحضور الناقدة الدكتورة وفاء كمالو، والفنان ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح، والناقد المسرحي عبدالرازق حسين، ولفيف من المسرحين، وأدرا الدراسة وليد الزرقاني.

يذكر أن عرض "البخيل" إنتاج فرقة مسرح الشباب، التابعة للبيت الفني للمسرح، تأليف الكاتب الفرنسي موليير، بطولة الفنانين "أشرف طلبة، محمود متولي، محيى الدين يحيى، سوزان مدحت، نشوي عبدالرحيم، هادي محيى، عصام أشرف، نوران عبدالحميد، محمد خلف، عبدالباري سعد، مجيب أحمد، عمرو وليد، ياسمين عسكر، فادي سمير، آلاء النادي"، الديكور لرانيا الدخاخني، ملابس ناردين عماد، أشعار حامد السحرتي، استعراضات شيرلي أحمد، موسيقي وألحان محمد حسني، إعداد وإخراج خالد حسونة.

وتتناول المسرحية الساخرة حياة البرجوازي الغني "هاربجون" الذي يتصف بالبخل الشديد وحبه للمال، من خلال نص كوميدي واستعراضات غنائية.

------------------------------
المصدر : اخبار نت 



السبت، 15 فبراير 2020

جو قديح «أمّ الكل»... حكايا الجدة في «زمن الثورة»

مجلة الفنون المسرحية

جو قديح «أمّ الكل»... حكايا الجدة في «زمن الثورة»

عبد الرحمن جاسم  - الأخبار

نضج جو قديح كثيراً منذ مسرحيته الأخيرة. أستاذ المسرح وتلميذ أحد عمالقة المسرح اللبناني الراحل جلال خوري، بات يعدّ العدة فعلياً ليقدّم مدرسته الخاصة في المسرح «الفردي». هذا النُضج نراه في مسرحيته الجديدة «أم الكل» التي تنطلق عروضها غداً في «مسرح الجميزة»، لتقارب «الثورة» اللبنانية بطريقة قديح الفردية الساخرة. للمرة الأولى ربما، يلعب قديح دوراً أنثوياً، مجسداً شخصية امرأة مسنّة يحلو له أن يسميها «أم الكل».

يعرف قديح من أين تؤكل الكتف مسرحياً، كيف يجذب جمهوره ويبقيه طيلة ساعةٍ كاملةٍ مسمّراً لحكايا تلك الجدّة التي ترى الثورة على طريقتها. يقول لنا: «بدأت الفكرة حين كنت أجلس مع زميلتي وصديقتي سولانج تراك وحدّثتني عن جدّتها وقلّدتها أمامي. من هنا كانت بدايات الشخصية، لاحقاً مزجتها مع شخصية من حياتي وهي هنرييت بستاني، زوجة إميل بستاني (قائد الجيش اللبناني بين عامَي 1965-1970)». ويضيف: «كتبت المسرحية على وقتٍ طويل. في البداية، كتبت نصاً، ثم تكاسلت بعض الشيء، لكنني عدتُ وتشجعت، فكتبت جزءاً ثانياً، ثم عدتُ وكتبت جزءاً آخر، وسرعان ما تركته. كتبت أكثر من 70 صفحة لم أستعمل منها أيّ كلمة في المسرحية». أوقف قديح العمل على مسرحيته، مع بدء الأحداث في لبنان، إذ شعر بأنه لن يقدّم أيّ عمل مسرحي خلال هذا العام، بعدما كان قد حجز «مسرح مونو» لتقديم عرض كعادته في شتاء كل عام. لم يحدث الأمر، «قلت السنة مش رح أعمل مسرح». لكن سرعان ما عاد للغوص في شخصية «أم الكل» بعد «شهرين ثورة» بحسب توصيفه، مضيفاً إلى الشخصية التي كتبها قبل «الثورة» أحداثاً أحسّ بها، شاهدها وعاينها خلال تلك الأيام التي نزل فيها إلى ساحات الاعتصام. يقول: ««أم الكل» لم تكن في البداية عملاً مونودرامياً، بل كانت هناك العديد من الشخصيات، لكنني سرعان ما ارتأيت أن يكون العمل فردياً». تحكي مسرحية «أم الكل»، بحسب ما شهدناه خلال التدريبات، حكاية مسنة، تعيش وحيدةً مع ذكرياتها، حتى لحظة اشتعال الاحتجاجات في لبنان. هنا تتغير حياتها، تصبح جزءاً من الحراك الشعبي، تنزل إلى الشارع، وتخوض غمار تجارب جديدة لم تكن قد عايشتها من قبل. هناك أبعادٌ تاريخية يقاربها قديح عبر هذه الشخصية التي يلعبها طيلة ساعةٍ تقريباً على الخشبة. لعبة الضوء والصوت يقاربها مع الشخصية، مع ديكور خفيف جداً يقارب المسرح الإغريقي أو البريشتي لا أكثر، إذ لا ديكورات مبهرجة، أو تفاصيل كثيرة. هنا الشخصية هي الحدث والحديث الرئيسيان. تكفي الكرسي الذي تجلس عليه البطلة، مع ضوء مسلط عليها، وطاولة بالقرب منها كي يكون الحدث كاملاً والعمل واضحاً للمشاهد. «هناك في المسرحية رسالة خفية، قد لا يتنبه لها البعض، هي رسالة حول ضمان الشيخوخة» يعلّق قديح، مضيفاً: «في الغرب، حين يبلغ الإنسان عامه الـ 64، يبدو كما لو أنه وُلد من جديد، إذ يذهب في رحلات حول العالم، يمارس طقوساً جديدة في حياته، هناك أنظمة وقوانين ودولة تحميه. أما في بلاد الشرق الحزين، فلا أحد يهتم بـ «الختيار». هنا أتحدّث عن سيدة مسنّة، لكنها في الوقت نفسه «أم الكل» حارسة الحكايا وراويتها». تقنياً يبدو العمل متناسقاً. كعادته، يضمّ قديح في فريقه «سلاحه السري» سولانج تراك، الممثلة والمساعدة والمتابعة لجميع تفاصيل العمل، «نعم سولا هي قلب العمل الحقيقي» يقول قديح. الممثلة اللبنانية التي عرفها الجمهور في أعمال تلفزيونية ومسرحية عدة (من بينها مسرحيتان مع قديح) هي كل العمل اللوجستي والتقني، فيما يساعدها في ذلك فريدريك أبي خليل ومحمد فرحات على الإضاءة والتقنيات. يكشف لنا قديح: «في البداية، كنت أريد أن أضع الجمهور معي على المسرح، لكن سولا منعتني لأسباب تقنية. لذلك قررت أن أقسم الصالة إلى قسمين، مثلما قسم البلد إلى قسمين»، مضيفاً أنه سيضع حائطاً من الكرتون أو الخشب وسيتم رسم العلم اللبناني عليه، «أنا مبسوط إنه عملنا شي، يمكن نعرض أسبوع، يمكن أسبوعين، حسب البلد، وحسب أديه في جمهور، لأنه الوضع بالبلد مش واضح، إحنا عايشين كل يوم بيومه». «أم الكل» عمل أراد قديح من ورائه، أن يقول رأيه بكلّ ما يحدث حالياً في لبنان، قد لا يوافق الجميع على آرائه السياسية، لكن ما لا خلاف عليه هو إصراره على إنجاز عمل بدون دعم ولا رعاة، انطلاقاً من قناعته بأنّ المسرح هو رئة لبنان الفنية الوحيدة التي لا تزال ذات مستوى عالٍ.

* «أم الكل»: ابتداءً من الغد ــ «مسرح الجميزة»، بيروت ـ للاستعلام: 76/409109

مسرح سياسي جديد بعد «17 تشرين»؟

مجلة الفنون المسرحية

مسرح سياسي جديد بعد «17 تشرين»؟

  خليل الحاج علي - الأخبار

في فترة الركود الثقافي والشح في الأعمال المسرحية اللبنانية، لم يكن مستغرباً أن يعود المخرج والممثل المسرحي جو قديح إلى الخشبة من زاوية سياسية. إذا عدنا في التاريخ إلى أعقاب انتهاء الحرب العالمية الأولى، نرى أنه خلال الأزمات تنشدّ الأنظار إلى المسرح. مثلاً، عام 1917 ابتدعت مجموعة من المسرحيين والصحافيين الروس فن «الأوتشرك» وهو ما يُعرف بالتحقيق الصحافي على شكل درامي، لترسيخ مفاهيم الثورة الماركسية. هذه النزعة السياسية في المسرح امتدت إلى دول عديدة منها ألمانيا، فتكونت حينها فرق الإثارة وجماعة القمصان الحمر ونادت ليكون المسرح وسيلة نضالية لتعبئة الجماهير. اليوم، ما الذي يدفع قديح ليقدّم مسرحيته في وقت عصيب، حيث تشغل اللبنانيين أزمات كثيرة؟ هل تنطبق سمات المسرح السياسي على مسرحية «أم الكل»؟ هل نحن أمام مسرح سياسي جديد قوامه ثورة 17 تشرين؟

على مدى الأيام السابقة، كثّف جو البروفات في «مسرح الجميزة» على عرضه الجديد الذي بدأ التحضير له قبل 17 تشرين 2019 بأشهر، وفق ما يؤكد لنا. غاص في كتابة النص مفتشاً عن الهواجس النفسية للفنان المسرحي في لبنان كـ «التقدم في العمر والوحدة، غياب الضمان الاجتماعي»... وصل في كتابة النص إلى العقم، إلى أن أطل تاريخ 17 تشرين وما حمله من تغييرات، فتقاطعت الأفكار الجديدة للثورة مع ما كان يبحث عنه كـ «الحرية، هدم الموروثات...».
إذاً، انتقل قديح من عواطفه البشرية وهواجسها، إلى طرح قضايا وإشكاليات الفرد في المجتمع اللبناني وعلاقته بالنظام السياسي المهترئ. وبانتقاله من الكتابة العاطفية للنفس الإنسانية في النص المسرحي، إلى طرح قضايا تخص هواجس الجماعة، تتحقق شرطية المسرح السياسي بحسب المسرحي الألماني إروين بيسكاتور، الذي يعتبر أن تجسيد عواطف الإنسان في المسرح هو من أهداف المسرح البرجوازي، وهذا ما ناهضه مؤسّسو المسرح السياسي. علاوةً على ذلك، سيقدم قديح عرضاً واحداً أسبوعياً على مدى شهر واحد وستتفاوت أسعار البطاقات بين عشرين ألفاً وثلاثين ألفاً و«ببلاش» لمن لا يستطيع إلى ذلك سبيلاً. لكن هل يكفي كل ذلك لتحقيق شرطية المسرح السياسي؟
على قرع الطناجر، تدخل «أم الكل»، تدق ثلاثاً معلنةً بدء المسرحية، في طقس عرفه المسرح منذ العصر اليوناني، لتنطلق بعدها سيمفونية قرع الطناجر التي شهدتها بيروت وشكلت مظهراً احتجاجياً في العاصمة على مدى الأشهر السابقة. تبدأ «أم الكل» بالحديث عن طرائفها وتجربتها مع ثورة 17 تشرين، يطرح المخرج الكثير من المعاني التي قربت المسافات بين أبناء الوطن الواحد حتى بات «ثوار كفررمان» مثلاً أقرب إلى قلبها من جاراتها. «أم الكل» التي يؤدي شخصيتها جو قديح نفسه، تعيش الوهم فتتحدث مع شخصيات ربما موجودة وربما عاشتها ورافقتها، وتطرح في مونولوجها مسار التظاهرات التي شهدها لبنان من حرق دواليب إلى قطع طرقات مروراً بمشاركة الطلاب في المسيرات وإقامة الحواجز البشرية وصولاً إلى رمي الحجارة... فتسجل امتعاضها ممن يستنكر هكذا أعمال: «فهمينا، كيف بتحبي نعملها للثورة؟». تستمر المواقف السياسية اللاذعة في العرض، ويتبنّى المخرج مواقف سياسية مناهضة للسلطة منذ ثلاثين سنة. تتميز «أم الكل» بأنها ذات طابع فكاهي طريف بدون فلسفة. البارز أيضاً أن الشخصية المسرحية الطاعنة في السن، يطرأ عليها تغيير في خط الفعل المتصل. فقبل 17 تشرين، لم يكن الأداء كما بعده، إذ شهدت الشخصية تحولاً على الصعيد الدرامي. يظهر ذلك جلياً من خلال استعمالها أحمر الشفاه وفلت شعرها بعد الحديث عن ثورة 17 تشرين وتقول: «حسيت حالي صبية بعد الثورة».
هذا على مستوى المضمون، أما على صعيد الشكل المسرحي، فقد اختار المخرج أسلوب المسرح الفقير الذي رسّخ معالمه المسرحي البولندي غروتفسكي. في هذا النوع، يتم الاعتماد على قدرات الممثل ومهاراته بعيداً عن الحشو في الديكور والإضاءة والموسيقى أو السينوغرافيا.
مع غياب التمويل الخارجي والدعم المحلي، كانت «الميزانية صفر» وفق ما يؤكد لنا قديح. هكذا، اقتصرت السينوغرافيا على كرسي يوحي بكراسي الرئاسة، ومصباح وطاولة صغيرة في مشهدية توحي بالوحدة والعجز مع قليل من نوستالجيا الحنين التي يبعثها الضوء في فضاء مسرحي ملؤه السواد، تخرقه خطوات متباطئة للممثل في حركة غروتيسك يقوم بها الممثل للتعبير عن هزلية الحياة والسخط الذي وصل إليه حال وواقع البلد.
«كل شيء تم تقديمه في المسرح، كيف لا، والإنسانية قدمت كل ما لديها؟» هكذا يقول قديح في حديثنا معه حول الجديد الذي تحمله المسرحية، ويضيف: «إلا أن المسرح لا يمكنه البقاء على ما هو عليه، ما يستدعي البحث في اتّجاهات جديدة على كافة المستويات المسرحية». لذا، حمل النص المسرحي هموم الناس وما يعيشونه من ظلم نتيجة أفعال السلطة السياسية الحاكمة.
جدير بالذكر، أنه في كل مرحلة مصيرية يمر بها أي بلد، يزداد الوعي السياسي لدى الناس. هذه المرحلة تستدعي بأن يقوم الفن على الاحتجاج والتحريض والإثارة بهدف زيادة هذا الوعي باتجاه حركة تصحيح في المجتمع وأيضاً لتوعية الناس بأسباب شقائهم ومعاناتهم. وفي هذا السياق، يستذكر قديح في مقابلتنا معه، ما قرأه عن المسرحي الألماني برتولد بريخت: «إن كل مسرح، هو مسرح سياسي بامتياز». فالمسرح يشكّل تهديداً للأنظمة ويحقن الجمهور، ما يولد إبداعات أو يفجر ثورات. لكن، ما تم تقديمه في هذا العرض المسرحي يعدّ جزءاً بسيطاً وحجرَ أساسٍ في مسيرة المسرح السياسي. لأن معالمه الحقيقية تقوم على طرح ومقاربة التغييرات السياسية الكبرى بهدف استبدال نظرية سياسية بأخرى، ما يولد مزيداً من التجييش، وزعزعة استقرار المتفرج وحثه على التغيير.
عندما تدخل إلى صالة المسرح، ستجد أن المخرج قديح شيد في وسطها جدار العزل أو ما أحبّ تسميته بـ «جدار العار»، ليستكمل رسائله السياسية من خلال توريط الجمهور في اللعبة المسرحية لبريخت الذي هدم الجدار الرابع بين الجمهور والممثل. وللقول أيضاً: بأنه لم يعد بإمكاننا أن نملأ مقاعد صالة المسرح بأكملها، فالتقشف يطالنا كمسرحيين. يثبت ذلك كلّه أن العمل في المسرح بات فعلاً مقاوماً للتحدّيات وللأنظمة على حد سواء.

تمديد موعد التسجيل لمهرجان الدن الدولي 2020 م للعروض المسرحية من مختلف دول العالم

مجلة الفنون المسرحية

تمديد موعد التسجيل لمهرجان الدن الدولي 2020 م للعروض المسرحية من مختلف دول العالم

اعلنت فرقة مسرح الدن عن تمديد موعد إغـلاق باب التسجيل لمهرجان الدن الدولي 2020 م للعروض المسرحية من مختلف دول العالم
من تـــاريخ: 20 / 02 / 2020 إلى تـــاريخ: 29 / 2 / 2020م
مهرجان الدن الدولي 2020م - المحبة والإخاء
تنظيم: فرقة مسرح الدن للثقافة والفن بــ سلطنة عمان.
يضم المهرجان أربع مسابقات مسرحية وهي:
1/ مسرح الطــفل
2/ مسرح الشباب
3/ مسرح الكــبار
4/ مسرح الشارع

كاكي زعيم المسرح الجزائري

مجلة الفنون المسرحية 
كاكي زعيم  المسرح الجزائري 

     علاوة وهبي

تجد في  الحي الشعبي الذي تفوح منه روائح الثقافة الشعبية والتراث بمدينة مستغانم التي تحتضن ومنذ الخمسين سنة اقدم مهرحانات المسرح في الوطن العربي .مهرجان مسرح الهواة .بهذاوالحي الشعبي كان ميلاد ولد عبد الرحمن عبد القادر والذي اشتهر فيما بعد باسم ولد عبد  كاكي .وبحيه السعبي ونمذ الصغر كان يخضر مع عمه حفلات المطرب الشعبي الشيخ حمادة ومن المدائح التي كان يؤديها الشيخ حمادة  نما حب الادب الشعبي في روح كاكي وعشق كل ما له صلة بالتقاليد والعادات السعبية وكذلك من الاسواقزالشعبية الاسبوعية تعرف علي القوال او الراوي او الحكواتي .والذي ما مان سوق بخلو منه ايام زمان ومن القصص التي يرويها القوال تعلم كاكي فن القول وفن الحكي   ..
ولد عبد الرمن كاكي سنة1934.. انضم الي الكشافة الاسلامية ومنها وفيها تعلم النظام وحب العمل والنضال سنة 1950 ينضم الي فرقة مصطفي بن عبد الله .مع المخرج الفرنسي هنري كوردان تعلم فن الاخراج وقبله الوقوف علي ركح المسرح .في سنة 1958يؤسس كاكي فرقته المسرحية الخاصة والتي اسماها القراقوز ومعها انتهج اسلوبا جديدا يخصه بالاشتغال علي التراث الشعبي ودمج العمل المسرحي بالواقع الثقافي 
لد عبد الرحمن كاكي الزعيم احب الكاتب برتولد بريخت واعجب  بمسرحه الملحمي وبمفهوم التغريب فيه  ومنه اخذ الكثير كما احب منهج ستانسلافكي في التكوين ومنهج ميرخولد في البيوميكانيك . ومن اروين بيسكاتور  اخذ مفهوم المسرح السياسي  ومن هولاء جميعا  ولد مسرحه واسلوبهوفي الكتابة المسرحية وعلي مناهجةهؤلاء جميعا درب من كانوا يعملون معهفي فرقته القراقوز.
ولد عبد الرحمن كاكي الذي اتكأ في اعمالهوالمسرحية بشكل ملفت علي التراث الشعبي المتشبعبه منذ الصغر فعمل علي توظيف القوال في اعماله. ويعد من اوائل المسرحيين في مطقة الشمال الافريقي الذي وظفوا هذه الشخصية مسرحية .لتاتي بعده اعمال اخري لمسرحيين اخرين وتجد فيه المستند الذي تستند اليه فيما تنتجه من مسرحيات وخاصة صنوهوعبد القادر علولة الذي كان هو الاخر متشبعا بالثقافة السعبية واشتغل علي شخصية القوال واسلوب الحلقة في مسرحه  سنة 1969 تعرض كاكي الي حادث مرور ابعده الي سنوات عن الحياة المسرحية .ولكنه عاد بعدان شفي جزأيا ...
كاكي ولد عبد الرحمن توفي  يوم الرابع فبراير1995.
هي اذن ذكري رحيله الخامسة والعشرون..
ترك ولد عبد الرحمن مجموعة من الاعمال المسرحية اهمها.
١. بني كلبون
٢..شعب الليل
٣  الشيوخ
٤..افريقيا قبل واحد
٥  القراب والصالحين.وهذه المسرحية ماخوذة عن مسرحية بريخت الانسان الطيب في ستشوان الا ان الذي لا يعرف مسرحية بريخت لا يمكنه ان يشك للحظة ان القراب والصالحين هي الانسان الطيب .وقد تحقق لكاكي ذلك كون مسرحية بريخت تستند الي اسطورة شعبية صينية ولان كاكي متشبع بالتراث الشعبي لبلده تمكن بسهولة من نقل احداث المسرحية من البيئة الصينية الي البيئة الجزائرية .
ه..كل واحد وحكمه .وهذا العمل دمج فيه كاكي عملين لكاتبين مختلفين ومن دولتين في عمل وحد اما الكاتبين فهما برتولد بريخت ولويجي بيرانديللو والاول من المانيا والثاني من ايطاليا واما العملين فهما لكل شيخ طريقة لبيرانديللو وبعل لبريخت .وتمكن كاكي من انتاج عمل مختلف منهما
٦..132 سنة 
هذه المسرحية تم عرضها في العيد الاول لاستقلال الجزائر وقد حضر عرضها العديد من الشخصيات السياسية التي جاءت تشارك الجزائر احتفاله باول عيد استقلال لها ومن بين من حضروا العرض المناضل الاميكولاتيني تشي غيفارا .والذي قال في تصريحشهير له بعد العرض.
( قيل لي انه لا يوجد مسرحوفي الجزائر ولكن ما شاهدته الليلة يفنذ ذلك اذ يوجد بالجزائر مسرح متطور ونضالي) 
ولد عبد الرحمن كاكي احرز عدة جوائز عن اعماله كما كرم مرات عديدة وهناك اليوم بمدينته مستغام  مسابقة لكتابة النص النص المسرحي تحمل اسمه ويشرف علي تنظيمه مهرجان مسرح الهواة بامدينة.

الجمعة، 14 فبراير 2020

العرض الإماراتي "أنا معك" يفتتح مهرجان دبا الحصن

الخميس، 13 فبراير 2020

مسرحية "Gin are the reason " تأليف هشام شبر

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب والفنان هشام شبر

مسرحية  "Gin are the reason " تأليف هشام شبر

5 عروض عربية في «دبا الحصن للمسرح الثنائي»

مجلة الفنون المسرحية

5 عروض عربية في «دبا الحصن للمسرح الثنائي»


البيان - وفاء السويدي

كشف المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، أمس، في قصر الثقافة بالشارقة، عن أهم العروض المسرحية في المهرجان الذي ينطلق غداً الخميس وتنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة.

وذلك برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

عروض وورش

«البيان» التقت مريم المعيني، رئيس اللجنة الإعلامية، التي تحدثت عن العروض والورش، وقالت: تم اختيار ورش تخص المشرفين على المسرح المدرسي بالمدارس، وهي تهتم بالأزياء المسرحية والأداء المسرحي.

«أنا معك»

وتحدثت عائشة الحوسني، المنسق العام للمهرجان، عن العروض، حيث يفتتح المهرجان بمسرحية «أنا معك» لفرقة مسرح كلباء، وفي اليوم الثاني المسرحية المغربية «عبث».

وفي الثالث تعرض المسرحية المصرية «مكان مع الخنازير»، وفي الرابع تقدم فرقة صلالة مسرحية «أحلام أبو سلامة»، ثم المسرحية الفلسطينية «بيدور والنقيب».

وتعقب هذه العروض ندوات نقدية تقرأ مزاياها الفنية وتوجهاتها، وينظم المهرجان ثلاث ورشات تدريبية موجهة لمنشطي المسرح في مدارس الشارقة، ويحفل البرنامج الموازي للمهرجان بالعديد من الأنشطة.

الأربعاء، 12 فبراير 2020

دراسة في " النزعة الشخصانية في النص المسرحي الأمريكي " في اطروحة دكتوراه

مهرجان البقعة الدولي للمسرح-الدورة 21 من الى 27 مارس الى 4 ابريل 2020

مجلة الفنون المسرحية 
بيان
المسرح الوطني -مسرح البقعة
مهرجان البقعة الدولي للمسرح-الدورة 21
27 مارس4 ابريل 2020


ظل مهرجان البقعة الدولي للمسرح منذ تأسييه في العام 1999 حريصا على اتصال دوراته دون إنقطاع ليصبح فضاء حرا وديمقراطيا يتيح للجميع فرص الحوار الايجابي عبر اعمالهم  الابداعية من مختلف انحاء الوطن وانفتح على فضاءات العالم ليبني جسور التواصل ويعزز مفاهيم تعدد الثقافات وتنوع اشكال الفنون المسرحية.
وفي إطار الاعداد والتحضير لقيام الدورة ال21 في مفتتح العقد الثالث للمهرجان اكملت الهيئة المديرة الاجراءات وفتحت ابواب المشاركة محليا واقليميا ودوليا و تمكنت لجنة الاختيار والجودة الدولية للمهرجان من استكمال المشاهدات في المسابقة التمهيدية في مدن القضارف وكسلا والدويم كما شاهدت عبر الاسطوانات المدمجة عدد من العروض من مختلف انحاء السودان و عروض من دول مصر وليبيا والحزائر والامارات والسعودية وتونس بالاضافة الى عرض مشترك لأول مرة من مصر والسعودية  وتونس.
عقدت الهيئة المديرة للمهرجان بحضور عدد من رواد الحركة المسرحية و تباحثت حول تقرير مدير المهرجان في شأن المسابقة الدولية للدورة 21 وقررت تأجيل موعد قيام المسابقة الدولية المقرر لها على مدى العشرون عاما الماضية في السابع والعشرين من مارس متزامنا مع اليوم العالمي للمسرح .
وتتقدم ادارة المهرجان بالشكر الجزيل للفرق المسرحية داخليا  وخارجيا وتعتذر عن تأجيل المسابقة الدولية .
مدير مهرجان البقعة الدولي للمسرح
عبد المنعم عثمان

الثلاثاء، 11 فبراير 2020

عرض "انتحار معلن" للمخرج مازن الغرباوى، في مهرجان ايام القاهرة الدولي للمونودراما

الأحد، 9 فبراير 2020

5 ورش مسرحية في الدورة الـ 5 لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

مجلة الفنون المسرحية


5 ورش مسرحية في الدورة الـخامسة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

الرقص المعاصر والسينوغرافيا والمسرح الغنائي وحرفية التمثيل والكتابة عناوين الورش المسرحية بقيادة خبراء في عالم المسرح من كل أنحاء العالم
يطلق مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى فى دورته الخامسة برئاسة المخرج مازن الغرباوى باب المشاركة فى الورش المسرحية للشباب من جميع محافظات مصر ويدير هذه الورش 5 خبراء فى فنون المسرح المختلفة.
فتقدم الفنانة تيلدا كيندسن ورشة في الرقص المعاصر ويقدم السينوغرافي العالمي جان جي لوكا ورشة السينوغرافيا أما ورشة المسرح الغنائي فيشرف عليها ستاس نامين ويقدم الدكتور فيصل القحطاني ورشة حرفية الكتابة المسرحية بينما يقدم الدكتور الفنان علاء قوقة ورشة حرفية الممثل .
يذكر أن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ينعقد في الفترة من 1 -7 إبريل 2020 ويهدي جائزة التأليف في دورته المقبلة لروح الأستاذ الدكتور والكاتب الراحل أحمد سخسوخ الذي أعطي للمسرح المصري والعربي الكثير من الكتابات المسرحية والنقدية .
مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي تنطلق دورته الخامسة بمدينة شرم الشيخ مدينة السلام في الفترة من ١ الي ٧ أبريل عام 2020 وتترأسه شرفيا الفنانة القديرة سميحة أيوب ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنان الكبير والنجم محمد صبحي ويديره الدكتورة انجي البستاوي ويديره تنفيذيا الفنان طارق صبري ويقام المهرجان تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة، واللواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة برئاسة المهندس احمد يوسف.

" رسالة اليوم العالمي للمسرح 2020 " كتبها الكاتب الباكستاني شهيد نديم

السبت، 8 فبراير 2020

صدور كتاب الأنقلاب الفرجوي مذابح ديونيزوس تأليف حاتم التليلي محمودي

مجلة الفنون المسرحية 

 صدور كتاب الأنقلاب الفرجوي مذابح ديونيزوس  تأليف حاتم التليلي محمودي 

صدر كتاب جديد للكاتب التونسي حاتم التليلي محمودي بعنوان " الأنقلاب الفرجوي مذابح ديونيزوس " وينتمي هذا الكتاب كما ذكر مؤلفه على صفحته في الفيسبوك  : إلى مذابح الثورات العربية المعاصرة، تلك التي مثّلت واقعة سياسية عنيفة أنتجت في بداياتها أشكالا تعبيرية وفرجوية وجدت اشتغالها من خلال التظاهرات والاعتصامات: كان ممكنا للفنّ المسرحي أن يجدّد تصوراته الجمالية وخلفياته الفكرية بالتفاعل معها.
ولكي ننتبه، لقد سقطت تلك الثورات في يد الرّجعيين وتحوّلت إلى ما يشبه المسالخ الآدمية، وهو ما كنس ذلك التوقيع الجمالي الذي أحدثته مشهدية الغضب في الشوارع والساحات العامّة: هكذا تحوّلت من سرديّة ثورية إلى مذبح لإراقة الدماء، وهكذا بدل تلك الفرجات التي من شأنها توقيع المستقبل، نشأت فرجات جديدة وقّعتها تلك التنظيمات الدموية التي ظهرت على السطح في سياق محافلها الجنونية، تلك التي غزت وقائعها الأوساط الافتراضية وغيرها من المواقع الأخرى.
منذ تلك اللحظة تحوّل المسرح إلى مجرّد تقنية  لمواجهة التطرّف، إنّه عاجز بشكل لا يطاق على صناعة الحدث ما دام بافلوفيا بهذا الشكل.
 يأتي هذا الكتاب ليرصد آثار الخطاب المسرحي في تلك الفرجات العنيفة، ومثلما يهدف إلى تفكيك عوامل نشأتها، يعقد في المقابل اطلالة على راهن الفنّ المسرحي وكيف حاد عن مهامّه الحقيقية.
كتاب يأتي في شكل نداء إلى المسرحيين، نداء نترجمه في صرخة عميقة: إنّ المستقبل لا يكمن في المواجهة بل في الاختراق، أمّا مهمّاتك أيّها المسرحي فليست تلك التي تفرض عليك حمل السلاح أو إعادة احتكار الله الاسلامي مثل عدوّك، بل تلك التي تجعل منك رسولا يأتي من الأزمنة المستقبلية: هذا الذي يكسر جلّ المعادلات القائمة ويشير إلى الضوء.

الجمعة، 7 فبراير 2020

المسرح و ذهْـنية التحْـــريم (02)

مجلة الفنون المسرحية

 المسرح  و ذهْـنية التحْـــريم (02)
  
      نـجـيـب طــلال

مُـنــعــرج التـَّحْـريم :

لنحَـوِّل منعَـرج السياق ونتساءل من أين جاءت فكرة تكفير المسرحي الجزائري كاتب ياسين ؟  نعم بسبب مسرحية «محمد خذ حقيبتك» حينما استنهضت همَّة  بعض الإسلاميين المتطرّفون  بتنظيم حملة شرسة ضدّه وضد حريات الإبداع . بحيث: ظهر اسم عبد اللطيف سلطاني (1902- 1984) وكان من المنتسبين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، ذا نزعة سلفية . ومن المتأثرين بسيد قطب(....). كرّس خطبه وكتاباته، في «الطعن» في النتاج الأدبي في البلد. واتخـَذ من كاتب ياسين (1929- 1989)، الذي كان يعتبر أيقونة الأدب الجزائري ـ آنذاك ـ خصماً له ، راح يوجه له انتقادات شخصية ، ويقلل من قيمته الأدبية، من منطلق أن كتاباته لا تلتزم بمناهج الإسلام.....(14) إذ عملية التأويل والتحوير (العنوان) وتوظيفيه كمنطلق معادي للدين وحجية دامغة ؛ ليـَتـِمَّ استغلال حملات التكفير ضد الإبداع . مادام التيار الديني رسَّخ مسألة التحـريم في ذهنية الغوغائيين والرعاع ... بحكم سلطة الفقيه التي تمارس الحرب المقدسة التي تظل ممتدة حتى بعد وفاة من تم [ تكفيره] بمعنى : فبعيد إعلان وفاة كاتب ياسين، سارع الشيخ محمد الغزالي (1917- 1996) الذي كان ـ آنذاك ـ يشغل منصب رئيس المجلس العلمي في الجامعة الإسلامية بقسنطينة، إلى كتابة مقال، صدر في مجلة «الإرشاد» يقول فيه أن «كاتب ياسين لا يستحق أن يُدفن في أرض الجزائر، وروايته «محمد خذ حقيبتك» كانت تدعو إلى التخلص من الإسلام، وطرد المسلمين من الجزائر إلى الجزيرة العربية» مع العلم أن «محمد خذ حقيبتك» هي مسرحية، ليست رواية، ولم تنشر قط في كتاب، ما يؤكد أن الشيخ الغزالي كان يقود حملة تكفير ضد كاتب ياسين ـ ومن ورائه كتاب آخرون ـ بدون أن يقرأ له (15) وبالتالي فبحكم الوضع الجغرافي لصاحب [ إقامة الدليل] موطنا ( طنجة) أو تحصيلا للعلم ( الأزهري) إقامة (مصر) فله أيادي في ذلك؛ لأنه: اشتهر بذلك بين علماء مصر بسبب مؤلفاته التي طبعها؛ فجعل العديد من العلماء يسألونه عن صحة أحاديث عديدة؛ وألقى عدة دروس حديثية ....وأخذ يعلن أفكاره وهي ترك التقليد الأعمى وإتباع المذاهب...لذلك فقد ألف العديد من مؤلفاته في الرد على فقهاء المغرب الذين عارضوه في أفكاره هذه ورأوا فيها هَـدما للمذهب المالكي (16) وبناء عليه نجد شهادة هي في الأصل رد على مؤلفاته و( إقامة الدليل) ليس خارج السياق بالقول:...لكي لا يغتر به مغتر ولا ينخدع به منخدع .... فإلى أذناب خافض...المحترقين بالتعصب له أهدي هذا الكتاب آملا أن يكون سببا في زوال تلك الغشاوة الغمارية التي حجبت أبصارهم  وصموا؛ فيعـودوا من غيهم ويؤوبوا من تعصبهم وغلوهم في شيْخِـهم ( 17) فهذا الرد / شهادة. كاشف لمدى حضوره في المشهد العام. ويذكي انوجاد معارضين له ومناصريه. حتى أن أحد العلماء من العائلة - الصديقية – [ أخوه الأصغر] يهاجم فرقة محمد حداد( طنجة / المنطقة الدولية ) أنذاك على خلفية عرضها لمسرحية ( أهل الكهف ) سنة 1925:  هناك رهط في طنجة - رهط تعطلوا من جميع الأعمال وتعلقوا بفارغ الآمال، ضعاف العقول، سفهاء الأحلام (...) فكر أولئك الرهط أن يقوموا برواية تمثيلية تدل على رقيهم وتقدمهم؛ ونسوا أنه ليس أدل على الرقي والتقدم من سمو الأخلاق وحصافة الرأي..... ومَـا دَروا أن إتقان اللعِـب والغناء على خشبة المسرح إن دل على شيء فإنما يدل على أن اللاعب على المسرح خلع الحياء والوقار؛ قبل أن يقف ذلك الموقف الشائن، وأنه خلع مع حيائه ووقاره ؛ إيمانه الذي به عزته وشرفه....(18) وهنا لنتذكر جيدا أن العلماء والفقهاء كانوا في المرتبة الثانية بعْـد – المخزن- مما كان لهم نفوذ قوي وسلطة على العامة وكـذا الخاصة من القوم ؛ لأنهم كانوا يتكلمون باسم الدين ويعبرون عن مشاعر عامة الناس وكم من فتاوي غيرت مجرى تفكير العامة وأثرت بشكل كبير في تغيير وتحويل رؤية المجتمع  عكس ما كان يراه. هنا لا ننسى بأن محمد الزمزمي بن الصديق الغماري  فقيه وداعية ؛ فكان له أتباع كثيرون بطنجة وغيرها حينما أسس جماعة " أنصار السنة" وبالتالي فـذهنية التحريم أساسا هي منهجية .  ليست ضد المسرح وحْـده؛ بل ضد كل أنواع الفنون الأدائية والإبداعية. متحاملة عليها ومتشددة  الغلو نحوها  حتى أنها  تنتهج هذه الذهنية واقعية الإرهاب الفكري مع المخالف؛ وهنا فأغلبية المسرحيين العرب لم ينتبهوا لوجود كتاب آخر بعد إقامة الدليل في حرمة التمثيل عنوانه [التنكيل أو التقتيل لمن أباح التمثيل ] (19) فالعنوان في حـَد ذاته  يحمل فتوى تشرعِـن الإرهاب: إما التنكيل ( أو) القتل ؟ تقابله فتوى أخرى غريبة جدا: فالحكم في هؤلاء أن يضربوا على قذالهم بالنعال، ويصفوا على أقفيتهم بأكف الرجال، ولا تأخذ أحد بهم رأفة ولا رحمة، حتى يكونوا نكالا لمن على شاكلتهم وموعظة للمتقين (20) وهذا في حد ذاته يكشف عن الهجمة الشرسة التي  انتهجها السلفيون أو القوى الظلامية ضد المسرح وممارسوه بحيث : تواصل قـوى الظلام جهادها ضد العقل والمدافعين عنه ؛ فتحرق الكتب وتعْـدم كل من كتب كتابا لا يعجبها؛ تبيح دَمَ كل مثقف عرف المسؤولية؛ تاركة الجهل يأخذ مداه الكامل(.....) لأن القوى الظلامية تنصب ذاتها وكيلا عن الله ، وتستثمر هذا التنصيب إلى حدوده العليا ؛ فتدمر العقل والثقافة والإنسان.إنها لا تدافع عن الله والتعاليم السماوية ، بل  تستثمر الله في بنوك الجهل من أجل الدفاع عن مواقعها الخاصة . وعن المصالح الإجتماعية التي ترى في استمرار الوهم والتفكك العقلي أساسا لبقائها (21) وبهذا المعنى يستخلص - محمد أركون - بالقول بأن ذهنية التحريم وظيفتها سياسية . هنا يثار سؤال حول تحريم التمثيل الذي جاهد في حقة ابن الصديق وأخويه وعديد من العلماء والفقهاء والشيوخ هل مصدره ديني أم سياسي بالأساس ؟
ذهــنِـيـــة التـحْــريــم:
بداهة فمسألة التحريم / التكـفير لا تقتصر على المسرح وحْـده وفي حد ذاته؛ بل سعينا أن نحصره فيه       ( فقط ) لأسباب منهجية ورؤيوية في نفس الوقت ، لأنه يعتبر من أهـم الوسائل المباشرة بالجماهيروأخطرها في نشر أي فكرة أو رسالة أو مفهوم كيفما كان نوعه ولونه.      
وتأسيا على ذلك ؛ فالتحريم كمفهوم عام شمل كل الفنون وكذا الفكر الخلاق والمبدع ؛ وهو ليس جـديدا ولا قـديمـا ؛ ولكنه موغـل في القـدم قبل بروز الدين كظاهرة اجتماعية ؛ وخاصة ديانات الوحي ، التي أعطت نكهة خاصة للدين كمعطى للتوحيد.  وبالتالي فالتحريم بشكل أو آخركان في العهد الوثني . مثل قضية – سقراط – التي هي نار على علم في رحاب الفكر الفلسفي والمسرحي والسياسي. والذي اتهمه – أنيتوس-  بإفساد أخلاق وعقلية ابنه ؛ فكانت مدخلا للقضاء عليه؛ نتيجة العداوة التي نشأت بينه وبين السياسيين وحكام اليونان وقتئذ. مما كان صك اتهامه في سنة (339، ق، م) "إن سقراط مذنب عام لأنه لا يعترف بالآلهة التي تعترف بها الدولة، بل يدخل فيها كائنات شيطانية"  "وأنه مذنب كذلك لأنه أفسد الشباب" وإن كانت الإثباتات التاريخية ؛ تذكي بأن سقراط لم يكتب شيئا، بينما كل ما كتبه أفلاطون نسبه إلى سقراط في المحاورات. أومثل محاكمة - بروتاغوراس- بالإعْـدام، بعدما اتهم بالإلحاد ؛ حينما أشار في كتابه ( الحقيقة) بأن : الإنسان مقياس كل الأشياء جميعا. وزكاها في محاورته مع أفلاطون.   لكنه هرب من أثينا . أليس طرد الشعراء / المسرحيين من المدينة الفاضلة ؛ باعتبارهم  خصوم  وأعداء لمشروع الجمهورية. ينم عن روح التحريم الضمني المبطن سياسيا في الفكر الأفلاطوني ؟ اتهم الفيلسوف – أنكساغـوراس – بالإلحاد؛ في القرن (5/ قبل الميلاد) حينما أنكر الطبيعة الألوهية للأجرام السماوية . وفي هذا السياق: ففي القرن السابع عشر أعلن جليلو انحيازه لنظرية كوبرنيكس..... فاتهم جاليليو بالخروج عن الدين لانحيازه لنظرية منافية للكتاب المقدس وحوكم من قبل محاكم التفتيش؛ أو بالأدق من قبل ملآك الحقيقة المطلقة (22) فالحقيقة المطلقة غير منوجدة أساسا ؛ بناء على النسبية . لكن الذي يعارضها أو بالأحرى يعارض المصالح المطلقة  الكامنة في - الدِّيـن- ويجادلها أو يؤجج القوم من خلال كشف حقائق معينة . تـُشهر في وجهه قضية التكفير/التحريم /الهرطقة / ونحن أمام تحريم شبيه بالذي حصل في القرن الرابع، بعد اعتناق الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، عندما أقدم آباء الكنيسة على إدانة [ المسرح الذي يعجّ بالفحش ويحتفل بآلهة وثنيّين] إدانة أسفرت عن منعه كلّياً.  وخاصة : أثناء حكـم تيودوس لروما علامة فارقة فى العلاقة الحدية بين الكنيسة والمسرح . و تم تحريم المسرح . وأصدرت الكنائس الغربية ومجامعها دعوات بحرمان الممثلين و الممثلات المسيحيين من مزاولة الطقوس الدينية .وطردهم من الكنيسة. وتحالف مع الكنيسة الملوك  والأباطرة فى تحريم مهنة التمثيل وظل هذا الوضع حتى القرن السادس( ....) إذا كان رجال الدين سبباً رئيسياً فى إقصاء المسرح من اﻟﻤﺠتمع . فإنهم كانوا فيما بعْـد أحد أسباب رجوع المسرح مرة أخرى إلى الحياة (23) وذلك بناء على الحاجة الملحة للتعبير عن قضايا وأفكار مستجدة في حياة المسيحيين؛ أعيد اكتشاف المسرح واسترجاعه من جديد كما رأته الكنيسة من منظورها الديني .هـُنا نجـد قوة الكاتدرائيات التي كانت المفسر الوحيد للاهوت؛ الذي يخضع له الجميع بما فيهم الأباطرة والملوك؛ رغم السلطة المطلقة التي  كانت لديهم  مثل القوطيين الذين كانوا: يستأثرون بمزايا الغلبة والسيادة، وينعمون بإحراز الإقطاعات والضياع الواسعة ؛ ومنهم وحدهم والحكام والسادة  والأشراف . يليهم طبقة رجال الدين ، حيث كانوا يتمتعون بأعظم  قسط من السلطان والنفوذ.... وقد تمتع الأحبار والرهبان بمركز مرموق لدى الحكام  . مما جعَـل لهم تأثيرا مكـَّنهم من توجيه القوانين والنظم ، وصياغة الحياة  العقلية والإجتماعية  . وفقا لاتجاه الكنيسة وغاياتها (24) فرغم تعاقب الأزمنة وتعدد الجغرافيات ، تبقى ذهنية التحريم قوة راسخة كمنظوم سياسي للتدين وصانعة الطقوسية الناظمة لعلاقة الانسان بإلهه . انطلاقا من  الحقيقة المطلقة. التي لها دور أساس حتى في تغييرأو تعْـديل الدين بما يشكله من تأثير على المجتمع يتداخل فيها الزمني بالروحي، دونما إحساس الجماعة بذلك تطبع علاقة الاجتماعي بالديني؛ وهذا كان حتى في العهد الإغريقي/ الروماني. الذي اتـُّخذ كتعلة ومنطلقا للعَـديد من الفقهاء المسلمين  لتحريم المسرح بقولهم: أن التمثيل تـَشبُّـه بالكفار. وتقليد لهم؛ وذلك أن التمثيل في نشأته عبادة وثنية يونانية . والتشبه بهم حرام لا يجوز(25) ولكن لماذا قفزوا عن القول المأثور: ناقل الكفر ليس بكافر؟ بكل بساطة ليتم ترسيخ التحريم / التكفير/ مطلقا للمسرح بحجية أن نواته من شعائر العبادات الوثنية لدى اليونان والرومان. رغم أن هنالك حقيقة لا مراء فيها أن المسرح خرج من عباءة الدين ومن حضن طقوسه اﻟﻤﺨتلفة وبالتالي:-- يشترك كل من الدين والمسرح فى غاية محددة ، وهى التوجه نحو اﻟﻤﺠتمع ورسم طريق للإنسان للحضور فى العالم. فإذا كان الدين يزود الإنسان بالمعرفة الدينية وما تحملها من أبعاد روحية وأخلاقية لتحقيق اﻟﻤﺠتمع المثالي. فإن المسرح يهتم بالكشف عن الابعاد الإنسانية فى اﻟﻤﺠتمع ومراجعة الأفكارالتى تدور فيه لتحقيق اﻟﻤﺠتمع. لذا فالدين والمسرح لهما هدف واحد هو تحديد مصائر الإنسان وإن اختلفت السبل والوسائل (26) فأمام هاته المقاربة التي تحتاج للكثير من التوضيح لتقديم نقاط التقاطع ؛ نكتفي بأن نشير بأن نشأة الدراما الإغريقية مرتبطة بأنواع الشعر الديني الغنائي الراقص الذي كان ينظمه الشعراء؛ وبالتالي جعلوا المسرح إطارا للصراع الذي يدور حول محور القضاء والقدر. والذي ينتهي بتحديد مصائر أبطال المسرحية ( بشَـراً ) بعْـد صراع  بين الآلهة الكبرى والصغرى. علما أن العرب وقتئذ كانوا يعيشون في شرنقة الوثنية ؛ ولكنها كانت وثنية بدائية من الصعب أن تنتج طقوسا ومراسم متطورة كَـوثنية اليونانيين أو الرومانيين المتمثلة في المعابد ودور العبادة . صحيح أن الإسلام سعى للقضاء على الوثنية. لتحقيق ماهية التوحيد؛ ولكن لم يقض على ما كانت عليه الأمم الأخرى من وثنية : وكانت المسيحية مليئة بالأمثال والحكايات التصويرية والأقرب إلى فن الدراما لذا وجدت الدراما مكانها المتقدم داخل الكنيسة فى العصور الوسطى حيث كانت تقدم مسرحيات الالام. وتحولت بعض الطقوس الكنسية إلى ما يشبه الدراما . ثم خرج المسرح مطرودا من الكنيسة وانتشرت فى كل اﻟﻤﺠتمعات متأثرا ومؤثرا ومتفاعلا مع كل التطورات والاكتشافات العلمية والأدبية والفلسفية والفنية ( 27) ففي هذا السياق فالقرآن الكريم مليء وزاخر بالقصص والأمثال والحكايات والتشبيهات والعِـبر ذات الطابع الدرامي. كقصة إبراهيم المناهض للوثنية وهـدم أربابها أوقصة موسي وفِـرعون أو قصة نوح وإنشاء السفينة ( مثلا ) ولاسيما أن الدين الإسلامي؛ دين يسر وسماحة. و ليس دين تشدٌّدٍ وعُـسر. رسالته صافية نقية ؛ هدفها  إخراج الناس من الظلمات إلى النور وهدايتهم للحق سبحانه ؛ في هذا السياق كانت أمم أخرى :في الفترة الزمنية التي كانت الحضارة الإسلامية تُكمل انتشارها، كان العمل جارياً في الهند لتحويل ملحمَتي «المهابراتا» و«الراميانا» إلى شكل من الرتب الموسيقية والكوريغرافية . فيما كان يُعمل في الصين، على تطوير رقص البلاطات الملكية (...) حتّى في الجنوب، على مساحة القارّة السوداء، كانت هناك مجتمعات وثنيّة توقّر الظواهر الطبيعية المعروفة بالمذاهب الحياتية Animistes فتؤبد طقوساً احتفالية تَضيع جذورها السحريّة في الزمن( 28) ولا ننسى في اليابان كان "النـٌّو" وإن كانت نشأته في (القرن 13) وكذا" الكابوكي" في ( القرن 16) وهذا الأخير تعرض للمنع سنة1629 اعتقادا أن الممثلات في هذا المسرح يمارسن الفواحش منحطات أخلاقيا. وتم منع ثاني في 1653 حينما اكتشفت الحكومة أن الصبيان الذين يمثلون الأدوار النسائية يمكن لهم هم أيضا أن تصيبهم عدوى الانحطاط الأخلاقي. فالمنع هنا بمثابة التحريم؛ إذا تمعنا بدقة أن للنوعين من المسرح  لمسات دينية  تخضع للديانة [ البوذية] وممارسة الوعظ بواسطتها.وبالتالي: كان الإسلام محاطاً، من كل جانب، بثقافات تمارس المشهدية كوسيلة مقاربة للواقع، وتطهير له ، ولم يكن ليجهل هذه الأنماط التعبيرية، بحكم الاتصالات والتبادلات (29) ولنا في الحديث: "اطلبوا العلم ولو في الصين" إثبات مادي .رغم أن  جمهور العلماء اعتبروه حديثا ضعيفا من جميع طرقه. واعتبره الحافظ ابن حبان صاحب الصحيح أنه باطل. فمن أين انزلقت مفردة ( الصين) حتى تكون في سياق حديث وإن كان ضعيفا؟  والقوافل التجارية إلى أين كانت تتجه هل للغرب أم للشرق أم للجنوب؟ ألم تظهر في المدينة طبقة من التجار المَكيين الكبار: منهم أبو بكر الصديق وولداه عبد الرحمن وعبد الله، وأبان بن سعيد بن العاص، وحاطب بن أبي بلتعة، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله التميمي، وعمر بن حريث، والمسور بن مخرمة بن نوفل، ولقيط أبو العاص ابن الربيع بن عبد شمس، وزيد بن حارثة، وعمر بن الخطاب وأولاده عبد الله وعبيد الله وعاصم، جميعهم عاشوا بين مطلع الهجرة وأواخر القرن الأول الهجري؟ ويكفي أن نشير بالقول: بأن موقع الحجاز الجغرافي القريب من بلاد الشام؛ حيث كانت هناك الإمبراطورية البيزنطية ذات التراث المادي المعْـروف في الشمال،  وَحيث كانت هناك الإمبراطورية الفارسية في الشمال الشرقي ذات التراث المادي والأخلاقي معا. كل هـذا مكن مكة (ق.س) من أن تتصل بهاتين الحضارتين وتتعلم منهما؛ وترتقي بالتجارة ارتقاء كبيرا( 30)لأننا لن ندخل في مناقشة هـذا الأمر؛ لسبب بسيط. مفاده  أنه سيجرنا لسياقات بعيدة عن السياق الذي نهدف إليه.                                          
وبناء على هَـذا فتحريم المسرح  يحمل طابعا عالميا / كـَونيا ؛ بحيث اخترق كل الثقافات والمعتقدات ؛ مساهما في توهج الجدل وازدياد لهيب  الصراع الفكري والعقائدي  بين الفرقاء والجماعات.....
                                                                                                    يتـــبع

الإحــــالات :
14) كرونولوجيا «تكـفير الأدب» في الجزائربقلم سعيد خطيبي في القدس العربي بتاريخ17/11/2017
15) نــفســـــــهــــــا
16) فقه الحافظ أحمد بن الصديق الغماري لأبو محمد الحسن الكتاني الأثري ص55 دار الكتب العلمية  ط2/2005 لبنان
17) تنبيه القارئ إلى فضائح أحمد بن الصديق الغماري : ص  9 ( المطبعة مجهولة)
18) إزالة الالتباس عما أخطا فيه كثير من الناس لأبي الفضل عبد الله محمد الصديق الغماري ص37/38  ط - 3/2004 الناشر مكتبة القاهرة - علي يوسف سليمان
19) التنكيل أو التقتيل لمن أباح التمثيل للحافظ أبي الفيض أحمد بن محمد بن الصديق الغماري دراسة 
      وتحقيق لأبي عبدالله محمد الأنجري  منشورات علي بيضون لنشركتب الجماعة والسنة
20) إزالة الالتباس عما أخطا فيه كثير من الناس – ص41
21) ذهنية التحريم لصادق جلال العظم ص301/302 - ط2/ 2004 دار المدى للثقافة والنشر
22) الأصولية والعلمانية لمراد وهبة  سلسلة قضايا العصر (1) – ص 17- دار الثقافة / ط 1 /1995
23) تاريخية العلاقة بين المسرح والكنيسة الغربية في العصور الوسطى- ص26
24) بين الإسلام والمسيحية لأبي عبيدة الخزرجي حققه وقدمه محمد  شامـة - ص 12- مكتبة وهبة 
     /القاهرة /1979
25) قول أهل التحريم مطلقا كالشيخ عبد العزيز بـن باز/ صالح الفوزان /عبد الله الغماري/ حمود    
      التويجري/ بكر أبو زيد/ أحمد الغماري /الألباني/..../
26) تاريخية العلاقة بين المسرح والكنيسة الغربية في العصور الوسطى : لمحمد سمير الخطيب – ص
       26  في مجلة مسرحنا ع 223 / بتاريخ  24/10/2011
27) المسرح الكنسي تجاوز الوعظ لفادي فوكيه – ص24 - في مجلة مسرحنا ع 223 / بتاريخ  
     24/10/2011
28) الإسلام والمسرح بين التحريم وسوق الفهم لجلال خوري- صحيفة الأخبار بتاريخ/ 05/ 01/  2013    
29) نــــفــســــهــا
30) المال والهلال الموانع والدوافع الاقتصادية لظهور الإسلام لشاكر النابلسي ص121 دار الساقي 
     /2002




حب رايح جاي .. كوميديا عائلية تحلم بلم الشمل العربي

مجلة الفنون المسرحية 

حب رايح جاي .. كوميديا عائلية تحلم بلم الشمل العربي..

ابراهيم الحسيني - مسرحنا

تجربة جديدة ومحاولة جادة في تقديمها للكوميديا من دون إسفاف أو إبتذال يقدمها العرض الكوميدي “حب رايح جاي” من إنتاج المسرح الكوميدي لمديره الفنان إيهاب فهمي ومن تأليف سامح عثمان وإخراج لياسر صادق،والذي يعرض يوميا علي المسرح العائم (فاطمة رشدي)  فالعرض يعتمد علي حدوته بسيطه عن علاقة حب بين شاب وفتاة يريدان الزواج لكن جد الفتاة واسمه “صادق القول” يشترط علي الشاب المتقدم للزواج شرطا غريبا وهو أن يقوم هذا الشاب بدعوة كل أبناء هذا الجد، وعددهم 22 ولد، لكن الشاب يجد هذا العدد كبيرا جدا لذا يسأل الجد أن يخفضه له فهو لا يستطيع أن يقوم بدعوة كل هؤلاء والتأكيد علي حضورهم جميعا، يستجيب الجد ويخفض عدد المدعوين من أبنائه لثلاثة فقط.

نماذج تتخطي نفسها لدلالة عامة:
وهنا تبدأ الرحلة يصطحب الشاب فتاته ويبحث عن أول الثلاثة داخل المدن المصرية، ويجده بالفعل، لكنه لا يستطيع دعوته لأن هذا الإبن متورط في العديد من قضايا النصب والتربح من الجميع، أي أنه ووفق التعبير الشعبي “فهلوي” ينصب علي الجميع في محاولة إبتزاز نقودهم بأي شكل وبأي طريقه، وبالتالي لا تهمه دعوة الشاب ولا دعوة الجد، وهو ما يصيب الشاب المتقدم للزواج بالإحباط لكن هذا الأمر لا يثنيه عن مواصلة رحلته، لذا يذهب للجنوب باحثا عن الأخ الثاني أسمر اللون، جنوبي اللكنه، يرتدي ملابس لها خصوصية بيئة الجنوب بعكس نموذج الأخ الأول العصري في لهجته وملابسه وشكل معيشته، وهناك داخل مجتمع الأخ الثاني نتعرف علي مفردة أساسية مقابلة “ للفهلوة “ تتميز بها عائلة الأخ الثاني وهي مفردة “الكسل”، فهذا الأخ وعائلته يتميزون بالكسل الشديد جدا مما يضيع معه كل الفرص التي من شأنها مساعدتهم علي العيش أو التحسين من مستواهم، لذا نجد أن رفض هذا الأخ لحضور مراسم العرس بسبب كسله الواضح هو النتيجه التي يحصل عليها الشاب وخطيبته.
أما الأخ الثالث فهو كاذب، مدع، متلون، نجده يمارس الكذب ليل نهار في قناته الفضائية الخاصة، ودائم السباب في كل إخوته من حوله، لا يوجد له ضمير مهني أو إعلامي وهو ما يجعل الشاب وخطيبته هما من يرفضان حضوره لمراسم زواجهما خاصة بعدما يشترط عليهما أن يكون هو المدعو الوحيد من بين كل إخوته وسيتكلف بكل أعباء الزواج بسبب ذلك.
إلي هنا تنتهي فكرة لم الشمل، وبالرغم من هذا يوافق الجد علي إتمام الزواج بدون حضور أحد من أولاده، وهذه الفكرة بشكل عام بكل تداعياتها نستطيع أن نلمح بسهوله ما ترمي إليه بسهولة، فالجد يمكنك أن تعرف أن الجد العربي الأول، وعدد أولاده 22 ولد تعني عدد الدول العربية، واقتراح الجد بدعوة هؤلاء جميعا ولم شملهم هو إقتراح دائم علي الأقل لدي الكتاب والفنانين بالرغم من صعوبة تحقيقه علي مستوي الواقع السياسي الذي يفرق أكثر مما يجمع .
وبالرغم من بساطة الطرح الفني والفكري الذي يعتمد عليه عرض “حب رايح جاي” إلا أنه يثير العديد من القضايا الهامة، لعل أولها يخص هذا الطموح الطوباوي للم الشمل العربي وإعادة إحياء القومية العربية كحلم مفارق للزمن وهو الأمر الذي لم يعد يقدم الآن فنيا إلا علي استحياء، وثانيها يخص شكل تجسيد مصر في رجل وليس كأنثي كما درجت عليه العادة في الكثير من أعمالنا السابقة، سواء كانت فنية أو تشكيلية أو غنائية، وثالثها اعتماد العرض علي نص مغاير لطبيعة نصوص سامح عثمان، وفكرة المغايرة هنا ليست حكم قيمة بالرفض أو بالقبول، ولكنها مجرد توصيف لشكل كتابة النص المسرحي المعتمد علي بنية تقليدية لها بداية ووسط ونهاية، وخطوط صراع واضحة ومنطلقة للأمام، وهو ما يعني إعتماد نوع كتابي مختلف عن طبيعة نصوصه السابقة.
تكامل:
أما ما يخص فكرة التكامل العربي فهناك سعي دائم لدي الكثير من الكتاب والفنانين لتضمين تلك الفكرة لأعمالهم كحلم من أحلامهم وكرغبة لأن يقوم الفن بعمل وحدة ما فشلت فيها السياسة، لكن الثابت تاريخيا أن كل محاولات هذه الوحدة لا تنجح دائما لأسباب كثيرة ـ ليس مجالها هنا ـ ربما تنجح ـ بنسب صغيرة ـ علي المستوي التجاري، الإقتصادي، الفني، أو علي مستوي محبة الشعوب لبعضها، لكن تخفق في تحقيق أية نتائج علي المستوي السياسي .
والمتأمل للنماذج الثلاثة التي أوردهم العرض يستطيع بسهولة التعرف علي أن الأخ الأول يجسد مصر، وأن الأخ الثاني يمثل دولة أفريقية مجاورة، أن الأخ الثالث يمثل دولة عربية أسيوية تنتهج سياسات معادية للكثيرين في الفترة الأخيرة، وقد أوضح العرض جانبا من بوقها الإعلامي الضخم الذي يروج لأفكار معينة دون غيرها، واكتفاء العرض بهذه النماذج الثلاثة دال جدا وكاف للتعبير عن استحالة هذا التجمع، وبقاء حلم الوحدة معلقا كما هو حاله دائما ..
مصر كرجل :
دأبت أعمالنا الفنية منذ بدايات القرن العشرين علي تصوير وتجسيد مصر في الأعمال الفنية علي أنها سيدة، ومر شكل هذا التجسيد بمراحل متعددة بدأت بتجسيد مصر علي أنها سيدة فلاحه، كما يصورها بعض أفلام الابيض والإسود في بدايات السينما المصرية، وكما جسدها تمثال محمود مختار “نهضة مصر”، ثم تطور شكل هذا التجسيد لتصبح مصر إمرأة مثقفة ومتعلمة ومسئولة عن تربية جيل، وهي رمانة الميزان في محيطها، وبالتالي تغيرت الملابس والوظيفة بالنسبة لهذة المرأة المعبرة عن مصر، كما ظهر في العالم منذ عدة سنوات كتابا مهما لروث بارون عنوانه “ مصر كسيدة “ Egypt as a woman وهو موجود ومتاح علي الشبكة العنكبوتية ونجد الكتاب يعتمد نفس طريقة التفكير التي تصور مصر كسيدة، هذا في حين خالف العرض كل هذه التصورات المسبقة وقام بتصوير مصر كرجل، وأظهر هذا الرجل بمواصفات عصرية، وبصفات تناسب مجتمع اليوم تقوم علي منطق “التكسب بالمحايلة” وتعتمد شخصية “اللص خفيف الظل” الذي ينصب علي الجميع ويتكسب قوت يومه بأي طريقة كي يستطيع العيش، وهي للأسف نظرة لها ما يقابلها داخل الواقع بشكل أو بآخر.
اختلاف :
وهذا النص الكوميدي الذي إعتمد عليه العرض المسرحي للكاتب سامح عثمان يتجه صوب منطقة مختلفة في الكتابة المسرحية تعتمد في طرحها لأفكارها علي نص كوميدي له بنيه درامية تقليدية بالمخالفة لطبيعة نصوصه المسرحية السابقة والتي كانت تعتمد في بنيتها علي وحدة المشهد، وعلي فكرة تجاور المشاهد إلي بعضها لتقديم حالة مسرحية تختلط فيها الكثير من المناهج الكتابية الجديدة التي تستفيد من تيارات مسرح الصورة، مسرح ما بعد الحداثه، ونوعية هذه الكتابة تعتمد هي الأخري في متنها علي حدوته ونص حكائي لكنه يعتمد فكرة سرد هذه الحدوته من خلال التقديم، التأخير، وكذا تداخل الأزمنة، وبالتالي لا توجد بنيه دراميه حاكمة، وغالبا ما ينتهي النص المسرحي بانتهاء ما يشغل بال الكاتب من أفكار ومشاكل اجتماعية، وفي “ حب رايح جاي” لم يتخل عثمان عن أفكاره لكنه تخلي عن البنيه المشهدية التي كان يعتمدها قبلا، وبهذا يضيف طريقه أخري إلي أشكال كتابته تعتمد السهولة في طرح معانيها.
عناصر متجاورة ومتكاملة :
والعرض بشكل عام يقف في منطقه وسط ما بين إتجاهين، يتوسط تيار عروض الشباب التي تميل في البحث عن المتلقي النخبوي، ولا تنساق من الجهة الأخري وراء إسفاف القطاع الخاص المعتمد علي توليفة : الغناء، الرقص، الإستعراض، فبالرغم من وجود الثلاثة عناصر هنا إلا أن المخرج يا سر صادق وظفها بشكل جاد وبهارمونيه وبساطه شديدة، ورسم خطوط حركة تتناسب وكل شخصية حسب متطلبات دورها، أما الديكورات لمحمد هاشم فكانت من أهم العناصر التشكيلية داخل العرض، كانت مبهجة ومعبرة، تنتقل بك بسلاسه ما بين مشهد وآخر، فمنزل الجد، له شخصية عربية تميل في بعض موتيفاتها للتراث العربي وخاصة الإسلامي، وهذا بخلاف المقهي ومنزل الأخ الأول، وهكذا فالتنوع أثري الشكل ومنحنا جمالية خاصة، إضاءة الفرن حاولت هي الأخري مواكبة سرد الحدوته من دون اللجوء للتشكيلات والتكوينات التي رأيناها قبلا في عروض إبراهيم الفرن،الملابس هي الأخري لدينا الهواري كانت بألوانها وبمناسبتها للشخصية جيده ومتناسقه ولعل أكثر الشخصيات التي أزعجتني ملابسها هي شخصية الشاب المتقدم للزواج ـ ميدو عادل ـ فمثلا في المشهد الأول أفسدت ملابسه ( الحذاء الضخم ذو اللون البني ـ البنطلون الجينز والذي دخلت أطرافه للحذاء ـ الجاكت القماشي المفتوح والمدلي لأسفل أكثر مما يجب ..) كل ذلك لم يكن مناسبا لملابس الراقصين ولا لملابس خطيبته ـ دنيا عبد العزيز ـ والغريب في الأمر أن جميع الممثلين إلتزموا بتغيير ملابسهم لأكثر من مرة داخل العرض بينما هو ظل بهذه الملابس طوال العرض مع بعض التغييرات البسيطه وغير المعبرة .
بقية العناصر من إستعراضات لعلاء أبو ليلة والأغاني لدعاء عبد الوهاب، والألحان لوليد الشهاوي منحتنا قدرا يسيرا من البهجة، فالكلمات عادية ومعلقة علي الحدث الدرامي معظم الوقت ولم تضف له بالرغم من جماليات الموسيقي، والإستعراضات كانت عاديه ولم يكن بها شيئا متجاوزا للعادة أو مختلفا.
التمثيل:
تناغمت مجموعة من العناصر التمثيلية الجيدة لعل أهمها الفنان أحمد صيام بأدواره الثلاثة التي أداها لنماذج الأخوة الثلاثة، فقد وفق إلي حد كبير في ذلك الفصل بين الشخصيات ومنح كل واحدة من الثلاثة طعما خاصا ومميزا، فمن الكوميديا الصارخة ككلمة وكحركة وموقف في نموذج الأخ الأول والحركات الرشيقه إلي نموذج الكوميديا الهادئه والمعتمدة علي الكلمة فقط في نموذج الأخ الثاني إلي الجدية التامة في نموذج الأخ الثالث والتخلي عن الكوميديا، ميسرة هي الأخري تجاوبت كثيرا مع الحالة الكوميدية للعرض وأضافت لها كثيرا بتلقائيتها الشديدة، دنيا عبد العزيز كانت متمنكه من أداء تفاصيل دورها بما يتناسب ووضعيتها كخطيبه، مرحه، شقيه، قادرة علي الإمساك ببعض اللحظات الكوميدية، أما ميدو عادل فبالرغم من كونه ممثلا حقيقيا وقادرا علي إمتلاك كل ما تمليه عليه الشخصية الدرامية أيا كانت إلا أنه لم يكن مهيأ بالقدر الكافي للتمثيل الكوميدي خاصة كوميديا أحمد صيام، أما الثلاثي فاطمة عادل، محمد حسني، محمود فتحي فكانوا بمثابة روح العرض الكوميدية بخفة ظلهم الكبيرة وخلقهم لكل هذا المرح المصاحب لوجودهم علي خشبة المسرح.
 وأخيرا فالعرض هو وجبة كوميدية حقيقية من دون تقديم أية تنازلات فنية من قبل مخرج يعرف ما يقدمه وكاتب لا يتخلي عن طموحه في كتابة أفكار كبيرة كـ “لم الشمل العربي، قيمة الحب في حياتنا” وما إلي ذلك، بالرغم من اعتماده علي متن حكائي سهل وبسيط ومفهوم لكل الناس.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption