أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 21 مارس 2020

خالدة سعيد...الاستعارة الكبرى في شعرية المسرحة

مجلة الفنون المسرحية
الناقدة خالدة سعيد 

خالدة سعيد...الاستعارة الكبرى في شعرية المسرحة

د. ضياء الكعبي - موقع 24:

من أجمل المفاصل في هذا الكتاب وقوف خالدة سعيد عند الريادة المسرحية بوصفها رؤية نهضوية، وخاصة وقوفها عند خطبة مارون نقّاش رائد المسرح في الوطن العربيّ

في حكم القلة هي المقاربات النقدية المسرحيّة العربيّة التي تتنظم في سياق منهجيّة ثقافية تحاول التعرّف إلى أبرز المؤثرات الكبرى الحاكمة في سياق تاريخ المسرح العربيّ المعاصر منذ نشوئه في منتصف القرن التاسع عشر وصولاً إلى عصرنا الحاضر.
 ويمثل كتاب "الاستعارة الكبرى في شعرية المسرحة" للناقدة خالدة سعيد واحدًا من هذه الاستثناءات البحثية المتميّزة. لقد أرادت خالدة سعيد أن تسلط الأضواء على مداخل نظرية وتاريخيّة للقضية المسرحية العربيّة التي انطلقت منذ أواسط الستينيات حتى أواسط الثمانينيات من القرن العشرين، وشكّلت ما يمكن اعتباره "ثورة" على المسرح العربيّ الذي وسمته تلك "الثورة" "بالنقل". ولذلك بدا لها أنَّ الكلام على تلك "الثورة" لا يكون كاشفًا ولا عادلاً ودقيقًا ما لم تبدأ بإلقاء الضوء على منطلقات الحركة المسرحية التي تناولها "الثائرون" بالنقد، أي تلك التي بدأت في منتصف القرن التاسع عشر بظروفها وطموحاتها والدور الذي نهضت به؛ وبالأخص مشاركتها السبّاقة في الريادة النهضوية. وهي مشاركة سبقت الشعر نفسه، وسبقت الرواية بالطبع لكنها لم تنل الاعتراف اللائق بها.

نكاد نصل الآن إلى قرابة القرنين منذ ظهور المسرح العربيّ الحديث، وخلال هذه الحقبة التاريخيّة المفصليّة كانت هناك الكثير من التطوّرات والتحولات التي تحدث عنها الناقدة.

 من أجمل المفاصل في هذا الكتاب وقوف خالدة سعيد عند الريادة المسرحية بوصفها رؤية نهضوية، وخاصة وقوفها عند خطبة مارون نقّاش رائد المسرح في الوطن العربيّ الذي لم يكتب مقالات تعرض أفكاره عرضًا نظريًا مباشرًا ومفصلاً، وإنمّا اكتفى بخطبته التدشينيّة لأول مسرحية قدّمها. لقد اطلع هذا التاجر اللبنانيّ في أربعينيات القرن التاسع عشر الميلاديّ على المسارح ودور الأوبرا في أوروبا. ولذلك جاءت سيرته في كتاب "أرزة لبنان" بأنه قدَّم بتاريخ 9 فبراير (شباط) 1848 رواية موسيقية معروفة برواية البخيل". وكان مكان العرض بيته في حي الجميزة ببيروت. وقد دعا لحضورها أصدقاءه كما دعا "كامل قناصل البلدة وأكابرها". وكانت مسرحيته هي أول مسرحيّة عربيّة بالمعنى التقنيّ للمسرح في صيغته المقتبسة عن الغرب.

لقد توجّه مارون نقّاش في خطبته الافتتاحية التاريخيّة إلى جماعة تشترك في مميزات خاصة، هي جماعة من ذوي "المعرفة الفائقة" أهل الجدّ والتفرّد والاتزان، جماعة يختار التوجّه إليها إذ يتوسّم فيها الكفاءة وكذلك الرغبة في الانضمام إلى مشروعه التنويري الجديد. تشكّل خطبة مارون نقّاش، كما ترى خالدة سعيد، تمثيلاً للمسار النهضوي العربيّ من حيث الانتماء، ومن خلال رؤيته للتاريخ العربيّ بوصفه مجدًا مفقودًا لأنَّه شمس غابت عنا لتشرق عند الإفرنج "وكان الأولى أن نكون نحن المالكين هذا الامتياز لأنّنا نحن الأصول وأولئك الفروع". ومن ثمَّ فقد فهم النهضة على أنَّها استعادة، عن طريق العلم، لذلك المجد الغارب. وهي الأفكار والتصوّرات التي عبّرت عنها مبادئ النهوض والإصلاح ومبادئ الأحزاب القوميّة على اختلافها.

لقد شكّلت محاولات تأصيل المسرح العربيّ المعاصر هاجسًا مؤرِّقًا لدى عدد كبير من المبدعين العرب ومنهم توفيق الحكيم ويوسف إدريس وسعدالله ونوس وعزالدين المدنيّ وغيرهم. وهم على اختلاف مقارباتهم الخاصة بالتأصيل واختلاف منهجياتهم كانوا مسكونين بذلك الهاجس فمن "قالبنا المسرحيّ" لتوفيق الحكيم الذي اقترح فيه قالب الراوي "الحكواتي" المستمد من تقاليد الريف المصريّ كي يكون قالبًا يصلح لأية مسرحيّة عربيّة كانت أو عالميّة إلى "فرفور" يوسف إدريس و"بيانات لمسرح عربيّ جديد" للراحل سعدالله ونوس وصولاً إلى تفكيك التاريخ عند التونسيّ عزالدين المدنيّ. إذن هي عقود طويلة من التحولات الثقافيّة الكبرى والمفصلية التي مرَّ بها المسرح العربيّ الحديث والمعاصر، وهذه التحولات جميعها تكشف عن أنساق المسرح العربيّ الثقافيّة في مثاقفته الحضارية مع الآخر، وفي تلك الإشكاليات المرحلية الكبرى في "سؤال التأصيل" والبحث عن الذات الثقافيّة العربيّة وعن خصوصيتها، ولا شكَّ أنَّ هذا السؤال سيستمر في إشكالاته الكبرى في مرحلة ما بعد الحداثة والعولمة الثقافيّة في جدلية التأصيل والقوالب العالميّة الثقافيّة التي تتخذ نسقًا واحدًا!

الجمعة، 20 مارس 2020

قراءة في نص مسرحي..(ليلة ضياع الشمر) للكاتب عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية

قراءة في نص مسرحي..(ليلة ضياع الشمر) للكاتب عدي المختار

*علي حسين الخباز

(هو أحد النصوص الفائزة في مسابقة المسرح الحسيني العالمي لعام 2014م الذي اقامته العتبة العباسية المقدسة) 
 تشكل واقعة الطف الحسيني المبارك مادة غنية للأدب كتاريخ له مساحة وجدانية واسعة في ذات التلقي، ولها يقظة شعورية محفزة للتعالق الوجداني، وواقع مليء بالأحداث الفاعلة من رموز السلب والإيجاب، وهذه بحد ذاتها مؤثرات تترك مساحات واسعة لاشتغالات الخيال، وخلق المعادل الموضوعي، ومن ثم اسقاطات الواقع الضميري على الواقعة، لوجود الصراع الذروة في معناه، ليصوغ من الأدب ما يشاء من اثارة ومتعة، ويستخلص منها دروس الحكمة والتصابر، وبالمقابل ما يعاني المجتمع البشري من فوضى الجشع لصياغتها أثراً أدبياً يبتعد عن سرديات العرض المباشر للوصول الى ذهنية التلقي، ومسرحة الواقعة لها جانب فكري مرتبطا بقيم النهوض الحضاري الانساني، ولها رسالة فكر سامية، تحظي بالشعور الجمعي.
 الكاتب المسرحي ليس مؤرخاً، وإنما يعتمد على الحدث التاريخي، ولهذا نجد ان لكل كاتب اسلوبه الخاص بالتعامل مع حيثيات الواقعة التأريخية، والكاتب عدي المختار في (مسرحية ليلة ضياع الشمر) سعى لاستخدام العديد من الاساليب التي تظهر قدرته الابداعية مثل استخدامه للزمن المفتوح، والزمن في الدراما المسرحية يرتبط بمؤهلات الحراك النصي الذي اختاره الكاتب عدي المختار خروجاً من أسر الحدود الزمكانية وهذا ايمان بأن زمنية الطف كواقعة غير محددة بزمن، فهي ما زالت قائمة وعناصرها ممتدة كأطياف تابعة لرموز الحدث الأساسي والزمان من المحاور الاساسية في النص المسرحي، وعدم تحديده يعني اظهار الأبعاد الجمالية والايحائية لبلورة الدلالات.
 ومن مميزات الزمن النص المفتوح، لتجاوزه على القولبة الجاهزة في نمطية المسرحة، فتتوهج شعرية النص المسرحي عبر مساحات التخييل والتكثيف والانزياحات المكتنزة بدلاليات اللازمان، ولذلك نجده ارتكز في مسرحيته على التضاد (الدلول × الشمر) والمعادلة الصوت الحسيني وحز الرؤوس، كفعل مسرحي لا يعني قص الرؤوس الفصل عن الاجساد بل حز الفكر عن الفعل الحياتي، وهذا سيظهر الخطأ الذي سقط فيه الشمريون عندما ظنوا أن حز الرؤوس سيميت الفكر.
 بعض المسرحيين ما زالوا يتخوفون من استثمار وتوظيف الطاقة الشعرية داخل النص المسرحي، بينما ممكن للمسرحي امتلاكها لتقوية التصاعد الدرامي، دون ان يترك مجالاً للشعر يجعله قادرا على امتصاص الفعل الدرامي، وانما اتصلت شعرية النص بالنسق الداخلي، فأصبح بوح الشمر يعري موقفه الذليل اثر نفسين، اولهما: الجهل فالشمر لا يعرف معنى ان يكون هناك في الآخرة حساب، والشمر الثاني: يجهل سبب العذاب الأخروي.
 وأما النفس الثاني يتمحور حول مفهوم الانا المريضة، ومن هنا تأتي صياغة الدلالة الشعرية في عمق المسرح بارتكازه على دوران الناعور والذي كان تسخيرا ذكيا لتعالقات الزمانية تتمتع بالثراء الدلالي، ويشكل فضاء معنوياً، فالناعور دوار وللاستقرار يظهر نوعية التحولات الفكرية لكل (أنا) فردية، كانت او جمعية المفهوم الجوهري لمعنى التكوين: كالتفكير السلبي للشمر على مقولتي (نحن لم نخذل الحسين) أي نحن لم نبعث خلفه رسائلنا أن تعال، ولم نخدعه بالرفض والقبول، وإنما كنا صريحين بالعداء، والمقولة الثانية (القلوب معك والسيوف عليك)، فكان الناعور يرسم تكوينات الزمن الشعري، والزمن النفسي وتحولات هذه الازمنة الى الزمن الخاص في النص المسرحي: (الحاضر، الماضي، المستقبل) مزيج من تحولات فكرية.
 الناعور اعادة احلام السلب ليتغنى بخنوعه وانتقاصه المستمر للنساء، فهناك مفهومان للحر المفهوم الاول عندنا هو رجل شجاع وثائر انقلب على واقعه وخلد نفسه حراً أبياً، أما المفهوم الثاني الذي عندهم فهو رجل جبُنَ فخان، بهذا يصبح الناعور الدليل على ان الحر منصور وان عقله نصره.
 وأسلوبية الحوار الشعري في النص المسرحي فتح آفاقاً رحبة للمتلقي لتكوين ومضات ابداعية تؤثر في وجدان المتلقي وعقله ورؤاه، واعتبره النقاد من الأساليب المهمة للمواقف الدرامية التي تسمو في الموقف الدرامي ليثير التعبير الاحساسي والشعوري والتلوين الادائي.
 شعرية النص في المسرح تكشف عن الرغبات والصراع من اجل خلخلة القناعات، من اجل خلق فكرة مقنعة، يرى بعض النقاد أن شعرية النص المسرحي وضعت لخلق ثيمة فكرية في عقلية المتلقي، ومن ضمن تلك الجمل الوامضة التي بثت في روح النص (غيري معالم الصمت) فلقد وجهت الومضات الشعرية داخل النص المسرحي، يعني خلق لحظة او مشهد أو موقف أو احساس شعري، خاطف يزيد رصانة النص، ويولج المتلقي الى عمق الحدث.
 جاء في نص (ليلة ضياع الشمر): (كل زمان يخذله فحولته..) ويظهر السعي الاقتصادي انتماء الى عوالم الومضة لتتواشج مكونات النص الاساسية، كومضة (ينحر خيوط الوحي) للومضة الشعرية القدرة على خلق روح جمالية ودلالات تأخذنا الى ما ورائية النص، فمثلاً جملة (ممتعا لحد الثمالة) عندما تصدر من الشمر والناعور يدور فهي تبين خفايا انتماءاته العبثية، واعتبرت الومضات الشعرية تؤثر تأثيراً مباشراً في المتلقي، وتكون بمثابة تلطيف الجو (انين الخيام ارتجازات مظلوم).
 البعض يرى أن بعض تلك الومضات في المسرح تعمل على شمولية التلقي (قلب يختصر كل القلوب)؛ كونها تصبح قضية انسانية لقلب يختصر كل القلوب، مهما كانت هوية هذا القلب فهي مؤثرة، وهناك الكثير من الومضات الشعرية التي سعى الكاتب لاثارتها، مثل: (عش كدلاء الناعور فملؤه اللعنة وتفرغه الخيبات)، وهناك الكثير من المسرحيات العربية والعراقية كان سبب نجاحها هي شعرية لغتها وما يسميها النقد بفوضى الحواس الذي هو اساسا تجاوز السائد والمبتذل والممكن الى فضاء اوسع، وهناك الكثير من هذه الومضات الشعرية (نخرت حروفي بابا/ عقول صماء/ تعثرت بأنفاسك) وبهذا الشعرية خلقت المسرحية عمقها الدلالي وحققت الدهشة.

*كاتب وناقد عراقي 

الخميس، 19 مارس 2020

" مريم و البهلوان " مسرحية للأطفال تأليف : محمد الكامل بن زيد

مسرحية " الجميلة لونا ...في ضيافة كروونا" تأليف – عدي المختار

تأجيل فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى

مجلة الفنون المسرحية

بيان من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى 

تأجيل فعاليات الدورة الخامسة لحين إشعار آخر حفاظا علي السلامة

انطلاقا من قرار فخامة السيد رئيس جمهورية مصر العربية بتعليق الدراسة بكافة المدارس والجامعات، وتماشيا مع سياسة الحكومة المصرية وطبقا لتعليمات دولة مجلس الوزراء في إتخاذ كافة التدابير والإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المتجدد والتي جاء في مقدمتها تعليق جميع الفعاليات التى تتضمن أى تجمعات كبيرة من المواطنين، أو تلك التى تتضمن انتقال المواطنين بين المحافظات بتجمعات كبيرة يعلن مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي Sitfy برئاسة الفنان مازن الغرباوي عن تأجيل الدورة الخامسة لحين إشعار آخر وذلك حرصا على السلامة والأمان.

جاء ذلك القرار بعد مشاورات مع كافة الجهات المعنية وتواصل مستمر مع معالي وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء واللذان أكدا علي اهتمامهما بصحة وأمن وسلامة ضيوف مصر الأعزاء

وقال رئيس المهرجان مازن الغرباوي : حاولنا تقديم الدورة الخامسة وكنا قد انتهينا من كل التجهيزات وتواصلنا مع كل الفرق التي كانت ستشارك في المهرجان ولكن انتشار الفيروس في العالم كله صعب إقامة الدورة الخامسة ولذلك نشكر تفهمكم ونتمنى أن نعود قريبا لاستكمال تعاوناتنا المبرمة مع الفرق المسرحية والنجوم الذين كانوا يستعدون للمهرجان وتتقدم إدارة المهرجان ببالغ الشكر والتقدير لكل أصحاب الجهود المخلصة من الشباب وأصحاب الخبرات والذين أنجزوا مهامهم على أكمل وجه.

مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي تحمل دورته المقبلة اسم الفنانة الكبيرة الراحلة سناء جميل وكان سيهدي جائزة التأليف لروح الكاتب الراحل أحمد سخسوخ الذي أعطي للمسرح المصري والعربي الكثير من الكتابات المسرحية والنقدية وتترأسه شرفيا الفنانة القديرة سميحة أيوب ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنان الكبير والنجم محمد صبحي ويديره الدكتورة انجي البستاوي ويديره تنفيذيا الفنان طارق صبري والفنان محسن منصور المشرف العام علي ورش المهرجان.

يقام المهرجان تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، واللواء أركان حرب خالد فودة محافظ جنوب سيناء والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة برئاسة المهندس احمد يوسف والهيئة الدولية للمسرح ITI UNESCO برئاسة المهندس محمد سيف الافخم .

التّشفير الصّوري للرؤية الإخراجية في مسرح ما بعد الحداثة في رسالة ماجستير

مجلة الفنون المسرحية

التّشفير الصّوري للرؤية الإخراجية في مسرح ما بعد الحداثة في رسالة ماجستير

كلية الفنون الجميلة -  بغداد

ناقش قسم الفنون المسرحية رسالة ماجستير عن التّشفير الصّوري للرؤية الإخراجية في مسرح ما بعد الحداثة للباحث أرشد حسين علي كاظم التكمه چي
يرى الباحث ان عملية التشفير الصوري للرؤية الإخراجية ملتقى أغلب الفنون الجميلة وجوهر وجودها البصري والسمعي والحركي والفكري والحسي والجمالي ، إذ شهدت الصورة المسرحية تحولات فنية عدة ، أثرت بشكل كبير في إنتاج مفاهيم جديدة حول أسلوب تشفير بنائها وتشكيلها الإخراجي ، إذ شهد تغيرها الأسلوبي من الهامش إلى المركز ، ومن الحضور الجزئي إلى الاستحواذ الكلي على المتلقي ؛ منعرجاً حساساً في خلق عملية تواصل واتصال وفك التشفير يكتنفها ديمومة التجريب
وتضمن الاطار النظري ثلاثة مباحث تناولالمبحث الأول : مفهوم التشفير الصوري وتطوره، اما المبحث الثاني أصل عملية التشفير الصوري ونشأته البدائيــــــة اما المبحث الثالث الأسس العلمية والنظرية لمفهوم التشفير الصوري .
وتوصل الباحث الى مجموعة كبيرة من النتائج من اهمها تعتمد الرؤية الإخراجية للتشفير الصوري كبنية إبداعية تواكب متطلبات العصر وفقاً لمسرح ما بعد الحداثة، بالاضافة الى  يكون التشفير الصوري العامل الأهم في تأسيس الرؤية الإخراجية بنية إحلال تفرد أسلوبي للمخرج العراقي.
واستنتج الباحث الى ان التشفير الصوري يعد  مقترحاً جمالياً للخطاب المسرحي عبر إشراك المتلقي في فك الشفرات ، وتأسيس المتعة الجمالية والحسية للمتلقي و يكون التطور العلمي والتكنولوجي إضافة مهمه إلى مساحة الرؤية الإخراجية عبر تشفيرها للصورة المسرحية لدى المخرجين العراقيين .

الأربعاء، 18 مارس 2020

التأسيس الظاهراتي في أداء الممثل المسرحي في اطروحة دكتوراه

مجلة الفنون المسرحية


التأسيس الظاهراتي في أداء الممثل المسرحي في اطروحة دكتوراه

كلية الفنون الجميلة -  بغداد

ناقش قسم الفنون المسرحية في كلية الفنون الجميلة اطروحة دكتوراه عن التأسيس الظاهراتي في أداء الممثل المسرحي للباحث وئــام وافــي علـي
    يهتم هذا البحث بدراسة الفلسفة الظاهراتية التي انطلقت في مطلع القرن العشرين, رداً على تجاهل العلوم لدور الذات المدركة وتأثيرها في معرفتنا بالعالم، بصياغة أشكال مميزة من طرائق التفكير في ظروف التجارب المعيشة عن طريق تحرير التفكير من الإفتراضات السابقة للظاهرة، والعودة الى الأشياء ذاتها في لحظة تجريبية معاشة (هنا والآن), بين الذات العارفة والموضوعات المعرفة, عن آليات إدراكية تكمن في الوعي الإنساني للوصول الى ماهيات الأشياء وإدراكها
و تضمن الإطار النظري, الذي تناول فيه الباحث ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: الظاهراتية، المفهوم والإشتغال, وتم تقسيمه على ثلاث محاور، الجذور الفلسفية للظاهراتية، والمفاهيم الظاهراتية في فلسفة (هوسرل) وطرق إشتغالها، ومن ثم التأثيرات الفلسفية الظاهراتية على من سار على نهجها من الفلاسفة.
المبحث الثاني: الأداء التمثيلي وظاهراتية الأداء, واستعرضنا فيه العصور المسرحية وطرق الأداء فيها ظاهراتياً, وصولاً إلى الحداثة، فضلاً عن المناهج والأساليب التمثيلية.
المبحث الثالث: التأطير الظاهراتي للأداء في المسرح المعاصر, وتم فيه تطبيق آليات الظاهراتية  في أداء الممثل المسرحي المعاصر.
وتوصل الباحث الى مجموعة من النتائج من اهمها :يتأسس أداء الممثل ظاهراتياً في تحقيق حضوره (هنا والآن), بحالة (الوجود في الموجود), التي تتم عبر آلية تراتبية تبدأ بـ(التصفير), الذي يسعى فيه الممثل بتصفير ذاته (الممثل), والتخلي عنها لحظة الأداء, لما تشكل في وعيه بمغادرة الإفتراضات السابقة للدخول في عمق الظاهرة عبر (الشخصية).
    وعلى ذلك استنتج الباحث ان : التأسيس الظاهراتي في أداء الممثل قائم على إنتاج اللحظة الشعورية الإدراكية للفعل, والتي لا تقوم على تصور إفتراضي مسبق خارج حدود الظاهرة المتجلية الآن ولا تنظر لما بعد الآن.


التأقرد وعبثية العلاقة

مجلة الفنون المسرحية

التأقرد وعبثية العلاقة

علاوة وهبي :

البداية في نص سعد هدابي هذا تكون من العتبات الاولية فيه  وصولا الي المفاتيح التي بها تفتح ابواب الدخول الي احوائه.
العتبة الاولي في النص هي قصة بمعني اننا امام حكاية .العتبة الثانية هي حب بمعني ان  الحكاية هي حكاية حب والحب يحتاج الي طرفين محب ومحبوب وقد لا يبادل المحبوب حب المحب له فيكون حبا من طرف واحد وهو اكثر قساوة من الحب المتبادل بين طرفين. العتبة الثالثلة  هي الوثنية يعني ان الحكاية التي نحن بصددها والحب الذي فيها زمنه هو الوثنية اي قبل ان يعرف الانسان الله  يعني ان وقاىعها في زمن عبادة الاوثان.. وصل الي الاهداء تحت العنوان مباشرة ليقول لنا الكاتب ان قصته مهداة الي ادم ابو البشرية هذا الادم المخبوء في اوردتنا اي ان في داخل كل منا ادم  لاننا كلنا ننحدم من صلبه لكن ادم الذي نخباه في اوردتنا الدموية هو اشبه بقصيدة شعر  صوفية .والصوفية هي الوفاء للمعبود والموت فيه حبا.ليكون المعني الذي يهدف اليه سعد هدابي صاحب النص هو العلاقة بين اثنين سواء بين عاشق ومعشوق او بين خالق ومخلوق انها الوجد  اللا متبادل  هكذا اجدني ادخل عالم هدابي في نصه الديودرامي هذا  ديودرام لانه بشخصين حتي وان كانت الشخصية الثانية صامتة خرساء وهي الانثي  وفيها خرسها رمز ربما اراد بها عبودية المراة .استعبادها من طرف الرجل وتلك قصة تاريخ طويل لصمت المراة  واذا ما اردنا قراءة اسماء اشخاص الديودرام وجدنا شبه توافق فيها او في جوهرها فالرجل اسمه صفوان وقد يرمز به الي الصفاء والنقاء واما المراة في ياقوت  اي انها جوهرة وفي لقاء الصفاء والجوهر  يكون ناتجهما القحية الخالصة وكاني بسعد يريدالقول ان لقاء صفوان وياقوت  سيكون ناتجه الثورة علي سلطة التأقرد التي يراها السمسار في صفوان ومن ثمة في شريكته ياقوت  .ياقوت التي يطمح صفوان في ان يصنع لها ساق او يمنحهاولدا ولكنه متردد لانه خائف من انجاب ولد تكون حياته  ملك للاخر .السلطة القهرية التي تستعبد المخلوقات في وثنية قهرية  وترغمها علي عبادتها ولا تري فيها الا قرودا .نص سعد هذا يختلف كثيرا عن نصوصه الاخري علي الاقل ما قراته انا له من نصوص سابقة .اختلاف في الطرح واختلاف علي مستوي لغة الكتابة  .النص شاعري  للغاية لغة راقية   في اسلوب  فلسفي ورؤية استفزازية..رؤية استفزازية لان النص المسرحي الذي لا يستفزك لا يستحق منك التصفيق له.
فالنص المسرحي الذي لايستفز المخرج مثلا لا يقدم المخرج علي اخراجه كما تلدور الذي لا يستفز الممثل لا يؤديه الممثل  وان اداه مكرها لا يجيد فيه. وهكذا يكون النص الذي لا يدفعك الي التساؤل عند نهاية مشاهدتك له علي الركح اوانتهائك من قراءته يكون نصا فاشلا..ثم ان ظهور العجوزوفي نهاية الديودرام  وقد يكون هو صفوان نفسه وحاولة خياطته ساق ليقوت الدمية هو الرمز الذي اراده سعد او اراد ان يرمز به للثورة الثورة علي الوثنية وتخلص المراة من عبوديتها بعد ان تصبح لها ساق تمكنها من الهروب من  عبوديتها 
الحقيقة ان نص سعد سهداب هذا يمكن قراءته من عدة جوانب وقراءات مختلفة وهو ما يجعله نصا مختلفا ومتعدد الفهم والرمز الي جانبوما فيه من عبثية عميقة هي من  عبث الوجود الذي اوجد او وجدت الشخصيات او وجدت نفسها فيه رغما عنها لانها في زمن وثني ولاتملك حريتها الا بعد ما الت اليه مصائرها . الاحتراق وخياطة ساق للدمية ياقوت   والخروج من الوثنية الي نور معرفة الوجود واختيار  مصيرها والتمتع بحريتها .اليس في هذا الكثير من الاشارات الي الحال  التي عليها الانسان العربي في اوطانه وعبودية الزعيم الاوحد الوحيد  ثم الثورة التي تعيشها الان الاقطار العربية والتمرد علي التوحيد.في السلطة..باختصار هكذا قرات نص سعد هدابي قصة حب وثنية وقد يقراها غيري بشكل اخر ومن زاوية اخري وفق رؤية غير رؤيتي ويجد فيها غير الذي وجدته انا .

حوار الموقف في نص ( نساء في برزخ ) مع الكاتب عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية

حوار الموقف في نص ( نساء في برزخ ) مع الكاتب عدي المختار:

- نص ( نساء في برزخ ) هو توثيق لمواجع عذرية اللواتي استبيحن تحت يافطة جهاد النكاح 

-الشعر روح النص  المسرحي وعشبة خلوده والمرأة اصدق انباءاً بالبوح من الرجل

-الوعي الفكري والوعي الفني كلاهما طوق نجاة لكل نص مسرحي 
-الكاتب الذكي هو القادر على ان يشظي الافكار ويقودها في النهاية نحو فكرته المركزية ومضمونها

حاوره – علي حسين الخباز

اللقاء بكاتب مسرحي يؤدي بنا الى  احترام التجربة الابداعية التي يمتلكها فكل منجز من منجزات تجربه لها مداليلها الخاصة والعامة  , لكن في هذا اللقاء نريد ان نتحاور حول منجز محدد من منجزاته الا وهو نص مسرحية ( نساء في برزخ ) لما يحمل من عمق اجرائي لا يمكن انجازه الا من قبل خبرة كتابية لها مستواها المرموق ليس مديحا وانما اسعي لايجاد مدخل يؤهلني لمحاورة المبدع عدي المختار  ، نص استوقفنا كثيرا فاستوقفنا مبدعه.
البعض يبحث عن المتعة في الكتابة انت عن ماذا كنت تبحث في مسرحية نساء في برزخ؟
- ابحث عن الحقيقة المغيبة , ابحث عن توثيق المواجع ,الملم شتات الاهات وابرقها رسالة احتجاج لكل العالم الذي سمع بالمسخ المسمى ( داعش ) دون ان يقتفي اثر المواجع التي خلفها في عذرية اللواتي استبيحن تحت يافطة دولة اسلامية مزعومة ,لذا فنص نساء في برزخ بالرغم من شعريته العالية الا انه وثيقة مهمة لماجرى للنساء في غياهب (داعش) .

هل تطمح الى التوثيق باسلوب فني لاحداث الجرح العراقي ام كان طموحك ابعد؟ 
- ارى ان المسرح بمجله هو عملية تعرية للواقع السائد وكل النصوص العالمية منها والعربية على طول سنوات المسرح هي عملية توثيق لحالة او تعرية لواقع ما, ولهذا حاولت ان اكون السارد العليم لمواجع شعبي المسكوت عنها لكن بسلوب فني , والغريب ان هذه المواجع لاقت صدى في فلسطين وتشابهت لحظات النساء ومواجعهن مابين ممارسات ( داعش) و( اسرئيل ) ضد النساء , فقدمت في مهرجان يوم المرأة العالمي في فلسطين من قبل محترف فلسطين المسرحي وبرؤيا اخراجية للمخرج انيس قصاص ولاقت صدى واسع هناك ,اذن الوجع متشابه سواء في العراق او سوريا او ليبيا او مصر او كل مكان فيه ظلم للمرأة .

جميع شخوصك في هذا النص هن نساء باختلاف مكوناتهن الفكرية يوحدهن الهم والنزف؟
- هي محاولة في كتابة النص النسائي فضلا عن ان موضوعة النص التي تتحدث عن جهاد النكاح هو من فرض عليه ان تكون شخوص العمل نساء , ولان المرأة اصدق انباءاً بالبوح من الرجل فكان الراي ان اسرد الحقاق لمرحلة مرة ومهمة من تاريخ العراق على السنتهن .

استثمار خصوبة الشعر في النص المسرحي فيه خطورة الخشية من ان تأخذ جمالية الشعر المتلقي وتبعده عن العمق النصي الدرامي؟
- الشعرية الذكية في النص تمنح النص عمقا وتاثيرا ,لذلك من يقرأ نصوصي لا يجد انحيازا للشعرية على حساب المضمون او الرؤيا او المسرح ككل , بالعكس سيجد ان الشعرية وضعت في مكانها المفترض ان توضع فيه وانها ساهمت في تعميق الفكرة والرؤيا ومنحتها عشبة خلود في مخيلة المتلقي , وهذا ماكنت  المسه بعد كل عرض وانا اسمعهم يرددون كلمات من النص وهنا تحققت المعادلة الا وهي فهم المضمون عبر السرد الشعري المعبر , لذلك اجد ان الكاتب المسرحي لابد ان يمتلك ادوات الشعرية الذكية في كتابة النص المسرحي .

ممكن تسمية النص نساء في برزخ بمسرح الموقف؟
- نعم من الممكن ان نسميه مسرح الموقف او مسرح الوثيقة لانه يؤكد موقف ويفضح وثيقة للتاريخ , لانني مؤمن ان ثمة يوم سيستقي المؤرخون واقع التاريخ من ماكتب في المسرح لان المسرح صرخة الكاتب ازاء المشاع او السائد في زمنه .

لماذا استخدمت البرواز في المشهد الاول الاستهلالي؟
- البراويز هي ايقونة الذاكرة فكل ذكرياتنا محكمومة ببراويز معلقة على الجدران تحكي زمنها ولحظة التقاطها وتبقى شاخصة تسجل تلك اللحظة حتى النهاية , فالبرواز ذاكرة , والبرواز قيد , والبرواز قد يكون رحم تلملم فيه شتاتك .

هل انت منتبه لقوة التوازن بين الوعي الفكري والوعي الفني ام ان المضمونية اهم؟
- كل كاتب ناجح لابد ان يكون في مخيلته الابداعية توازن تام مابين وعيه الفكري ووعيه الفني كي يستطيع ان يمسك العصا من الوسط مابين كلاهما وبالتالي يقدم خطابا مسرحيا يحمل الوعي الفكري والوعي الفني بشكل احترافي شريطة ان لا ياكل اي طرف منهما من جرف الاخر ,والمضمون لا يكتب له الوصول للاخر دون وعي فكري وفني لان كلاهما طوق نجاة لكل مضمون ان توزانت الكفتين بينهما .

استخدام شعرية الحوار في النص المسرحي مالغاية منه؟
- شعرية الحوار يافطات او عناوين تخترق ذاكرة المتلقي لتستفز مخيلته هذا اهم هدف من شعرية الحوار , فالحوار الشعري الذكي يصلح الى ان يكون يافطات تستفز المتلقي وتحول مخيلته الى ثورة ضد ماراد الكاتب ان ينتقده في العمل , الشعر روح النص وعشبة خلوده .

تعدد الشخوص يعني تعدد الاراء يعني تضارب وجهات النظر او الرؤية بمنظار كل واحد كيف تنال رؤيتك انت؟
- تعدد الشخوص يعني ثمة غاية لدى الكاتب لتشظي فكرته ومضمون عمله الا ان لذكاء الكتابي هنا يلعب لعبته ليقود الكاتب المسرحي جميع هذه الشخصيات والتشظي نحو فكرته المركزية ومضمونه فيكون تماما كالذرة التي يحوم الجميع في فلكها , انك كمن تضرب الالوان مع بعضها لتخلق لك لون خاص بك ,هكذا هي غايتي بالنهاية .

في نصك وجدنا : علامات الاستفهام؟
- هي اسئلة الروح التي لا اجوبة لها , استفهامات الاتي الذي لا افق له .

التحذيرات؟
- الحذر من العبث بالتاريخ غدا , الخوف من القناعات المغلوطة غدا .

الجرأة؟
- عنوان كبير للبوح , طريق اكيد للقناعة ,دروب تؤدي الى الايمان بك .

الدين؟
- الممنوع من الصرف والمستباح تحت وطأة الظرف ,المترجم وفق الاهواء والمطبق دون فهم , وقارب النجاة للبعض .

1700 ؟
- هم 1700 جرح لازال يرتل الظليمة مابين الطف وسبايكر , هم الخيط الفضي الذي قفز من مخيلة التاريخ الى مخيلة اليوم وهو يحمل 1700 خيط من خيوط خيمة الامام العباس وعلي الاكبر ( عليهما السلام) عام 61 للهجرة الى عام 2014 ميلادي. 

الرسالة؟
- تعرية الدعاة الجدد لدولة اسلامية مزعومة , ودعوة حقيقية لفهم الدين جيدا , وصرخة رفض, ومساقط ضوء نحو الجريمة وتداعياتها .

الانتظار؟
- كل المواجع في كل نصوصي التي كتبتها كانت تنتظر المخلص او المنقذ , الروح الجديدة والحياة التي الجديدة التي تستحق الانتظار لذلك دائما ما احافظ على التذكر بيه ولعل المطلع على كل نصوصي سيجد فيها بطل غائب تنتظر الامهات الثكلى والنساء اللواتي قطعت قلوبهن الحروب والحياة والاطفال اليتامى والمسنين المفجوعين , هي مواجع مؤجلة تنتظر المنتظر.
* الخلاصة ؟
الكتابة من اجل اهداف سامية بعمق الانسانية المفترضة والتي باتت الشعوب تنشدها دون ان تنالها تحت سطوة النار والحديد والمتغيرات الاجتماعية السريعة ويبقى المسرح حلم افتراضي ينشد للخلاص  .

الثلاثاء، 17 مارس 2020

مسرحية " إنتروبيا " إيمائية صامتة : تأليف علي العبادي

مجلة الفنون المسرحية 
الكاتب غلي العبادي

الاثنين، 16 مارس 2020

مسرحية “حنين حار”: ذاكرة حاضرة ومستقبل ملتبس !

مجلة الفنون المسرحية 

مسرحية “حنين حار”:  ذاكرة حاضرة  ومستقبل ملتبس ! 

صميم حسب الله 

ينتمي فعل الذاكرة إلى ذلك السياق المعرفي الذي لم يزل الفرد الإجتماعي غير قادر على مغادرته وإيجاد البديل الآني الذي ينتمي إلى لحظة الحاضر أو المستقبل  من اجل صياغة حياة إجتماعية لاتركن إلى ذاكرة يتم إعادة إنتاجها بوصفها حضور مستمر ، ويعود ذلك أن المجتمعات التي تسيطر الذاكرة على بنيتها المعرفية غير قادرة على المضي قدماً دون النظر إلى ذلك الماضي المتشكل على وفق أحداث ومرجعيات ، ومرتبط على نحو أساس بلحظة زمنية قارة، الأمر الذي أسهم بتكوين ثقافة ( نستولوجية) تتبنى النظر إلى الماضي (بحنين حار) ، وبالرغم من كل التناقضات التي تسيطر عليه ، وهي نظرة تبدو مغايرة لما ذهب إليه ( جون اوزبورن) الذي سعى إلى الإطاحة بفكرة الماضي (والنظر إليه بغضب)، ولم تكن فكرة المخرج والمؤلف (جواد الأسدي) في مسرحيته الأخيرة ( حنين حار) تمثيل (مناضل داود ، الاء نجم ، امين مقداد) إضاءة (عباس قاسم) ، ديكور (محمد النقاش) والتي قدمت على خشبة (مسرح الرافدين) في بغداد مؤخراً ، بعيدة عن قراءة (اوزبورن) وإن إختلف (الاسدي ) في طريقة التصدي لتلك الذاكرة التي تعود به إلى ماض موجع لمدينة ساحرة  وقاسية في الوقت نفسه ، سكنت مخيلته ودفعت به إلى النظر إليها بعيون حارة حد الحرقة ، وحنين  ملتبس بالتناقضات والآلام والمسرات.
ذاكرة النص وذاكرة المدينة
بدا واضحاً أن الإحالة الاولى للذاكرة التي اراد المؤلف مقاربتها مع ماذهب إليه لاحقاً من افكار داخل المتن النصي جاءت عبر العنوان (حنين حار) والذي تشكلت معانيه المحايثة لمفهوم (النستولوجيا ) بوصفها(حنين مرضي إلى الماضي) ، وهو إختيار بدا ملائما لمضامين النص من جهة ، ومغامر في سياق تشكيل تلك الذاكرة من جهة اخرى ، ويعود ذلك إلى أن المؤلف دفع بالنص إلى تلك المنطقة التي تحتكم إلى ثنائية المعنى/ الذاكرة ، ذلك ان حضور الماضي في المتن النصي لم يكن يقتصر على تداعيات لذاكرة تستحضر جمال المدينة (بغداد) في ذلك الزمن الغابر، بل ذهب المؤلف إلى ماهو أبعد من حياة المدينة التي كانت حاضرة في شوارعها وسحر مقاهيها وعمق النقاشات المعرفية بين مثقفيها وصولا إلى قسوة جلاديها وحفلات تعذيبهم لكل من يختلف عنهم في التفكير والسلوك ، الأمر الذي بدت فيه المدينة/ الذاكرة ، أشبه بثنائية العيش داخل  حلم يتحول في عمق الليل الغاطس في الظلمة إلى كابوس شرس لايترك للحلم مدينة يركن إليها.
وقد عمل المؤلف لتحقيق تلك الثنائية على صياغة النص الدرامي  على نحو بدا فيه أقرب إلى تقنيات المسرح البرختي الذي كان المشهد فيه مستقل من ناحية الموضوع والبناء  لتكّون المشاهد مجتمعة صورة مكتملة لذاكرة المدينة ، ولم يقتصر ذلك على البناء المشهدي فحسب ، بل إنسحب على بناء الشخصيات الدرامية بحسب مرجعياتها داخل المدينة والتي تنوعت علاقة كل منها على نحو مغاير عن الأخرى ، فالزوجة (شفيقة) المطربة الموهوبة التي تكسرت موهبتها على أرصفة المدينة ، وفي لحظات إستعادتها لتلك الذاكرة التي تشكلت بحضور (الأب) الذي  كان يدفع بها للنظر إلى الجانب المضيء من المدينة مع روح الموسيقى والغناء العريق ، راسماً لها مستقبل مليء بالآمال  والمسرات ، إلا أن المدينة لم تكن مضيئة دائماً في عيون وذاكرة (شفيقة )، فالقسوة التي مارستها السلطة وهي تقتحم حياتها وتنتزع ألق البيت /الأب ،وتحوله إلى خراب دفعت بها إلى النظر إلى المدينة بعيون لابهجة فيها ، الأمر الذي صارت معه (شفيقة) تخشى من المستقبل ، فهي تنتمي إلى ذلك الماضي الملطخ بالقسوة ، وتعيش حاضراً غير مستقر تسوده الفوضى ، فكيف يمكن لها ان تنظر إلى المستقبل ، كل ذلك دفع بالمؤلف إلى رفض المستقبل وإجهاض الحلم / الجنين ، فالأبنة / شفيقة ( الماضي / الذاكرة ) ، شهدت بطش السلطة بأبيها الذي كان صورة للمدينة الضاجة بالحياة وقد تحول إلى عاجز تهاجمه الأمراض من كل صوب ، والزوجة /شفيقة (الحاضر / المستقبل)، تخشى على طفلها (جنينها الذي لم يولد بعد) من مستقبل مخيف يحكمه قتلة يجوبون شوارع المدينة ، كل ذلك الماضي المفجع والحاضر الملتبس دفع بالمؤلف إلى إختيار (الخلاص من الجنين قبل أن يولد وتطاله يد القتلة) ، قد تبدو هذه الفكرة صادمة وقريبة من الأفكار المستحيلة التي أنتجتها التراجيديا الإغريقية  كما في( اوديب الملك ، أنتيجون ..و غيرها) ، إلا أن إختيار المؤلف  هذا ، يدفع بنا إلى النظر إلى  أن نتخيل المستقبل الذي يمكن أن يتشكل من واقع مؤلم تتخلص فيه الأم من جنينها حرصاً عليه من القتلة الذين يملئون شوارع (المدينة / الذاكرة / الحلم ) .
ولم تكن شخصية (جبار/ الزوج) الفنان التشكيلي المشهور بعيدة عن شخصية (شفيقة) من ناحية ، علاقته بالماضي وذاكرة المدينة التي شكلت عبر فعل نقيض يتنوع بين ألق المدينة وظلامها ، إلا أن محاولة المؤلف إيجاد علاقة بين ذاكرة اللون (الحار) في حياة المدينة الضاجة بالحياة ، وذاكرة اللون (البارد) الذي صار حاضاً وملازماً لرسومات الفنان  بعد ان أطاحت السلطة بأخيه (عبد الله) ، هذه الثنائية المشهدية التي إختار المؤلف التفاعل معها في بناء شخصية (جبار) المليء بالتناقضات والتقاطعات  حتى صار شخصية  تشبه الحاضر الذي نعيش فيه ، الأمر الذي بدا معه مستسلماً لفكرة (  خلاص الزوجة من جنينها)، وكأن المؤلف أراد الإشارة إلى أن أفراد المجتمع الذين ينتمون إلى المدينة المضيئة صاروا أشباح تختبئ في مدينة الظلام ، لم تعد شخصيات الأسدي تنظر إلى المستقبل ، بل صارت تحاول نقل صورة عن ذاكرة مدينة كانت بعضُ حياةٍ وموتٌ كثير، لعل الأجيال القادمة تستعيد حياة المدينة وترفض موتها.
وقد بدا ذلك التنبؤ حاضراً في شخصية (عامر) العازف الموسيقي الذي  تعلم من ثقافة المدينة وضوءها الذي تشكل في ذاكرة  خالته (شفيقة) ، إلا ان الحاضر لم يكن يحمل له أملاً في مستقبل مضيء فقد ذهب به المؤلف إلى منطقة معتمة تكسرت روحه فيها مثلما تكسرت (آلاته الموسيقية) على أيدي المتطرفين .. هذه الشخصية جسدت على نحو واضح فكرة الحاضر الملتبس الذي من أجله قتلت (شفيقة) ( جنينها) ولم يعد فيه  (حنين حار) إلى المستقبل.  
ذاكرة الفضاء وذاكرة اللون والضوء
عمل المخرج المؤلف على تأسيس فضاء العرض على نحو منسجم مع المضامين الدرامية التي توافرت في المتن النصي ، لذلك عمل على تقسيم الفضاء الى مستويين   ، شكل المستوى الأول فيه طاولة قريبة من الملتقي وكأن المخرج اراد يقترب من ذاكرة المتلقي الغارقة في الحزن على مدينة خفتت أضواؤها، وفي هذا المستوى إعتمد المخرج على منصة البوح اللفظي وتداعيات الشخصيات وصراعها مع المدينة وذكريات النور والتمدن وعتمة السلطة وظلاميتها، اما المستوى الثاني الذي شكل عوالم خفية عن شخصيات كانت حاضرة وفاعلة في زمن ما ولم يبقى في فضاءها سوى العزلة والإنكسار ، وثمة علامات دالة كثيرة على تلك العزلة يقف في مقدمتها  إختيار المخرج للأرضية البيضاء والخلفية البيضاء من دون ان يكون عليها أي علامة لونية دالة على مقترح للوحة غير مكتملة على الرغم من ان فضاء العرض بهذا المستوى يحيلنا في بعض مقارباته البصرية بوصفه (مكان للرسم) إلاأن عدم وجود اللون  وحرارته في فضاء مقترح للرسم جعل منه فضاء بارد موحش تحول بمرور الزمن إلى مايشبه الكفن الكبير داخل مقبرة موحشة ، فالفنان صار عاجزاً عن الرسم في عالم موحش وحاضر مجهول، تتوزع  في أركانه (قناني المشروبات الكحولية) ذلك الفضاء الذي ينتمي إلى ذاكرة المدينة الحارة والمفعمة بالألوان والنساء الجميلات المفعمات بالحياة اللاتي تحولن إلى أشباح باردة تجرحها الفرشاة  التي لم تذق طعم اللون وحرارته .
إن فكرة المواجهة مع الفعل النقيض التي عمل ( المخرج ) إلى إنتاجها داخل الفضاء البصري سمحت للمتلقي بإعادة القراءة ، ففي الوقت الذي بدا فيه فضاء العرض بارداً موحشاً وكانت به حاجة إلى الكثير من عتمة الضوء من اجل تحقيق العزلة التي كانت حاضرة في طبيعة الشخصيات ، إلا ان فعل المواجهة مع النقيض دفعت بالمخرج إلى الذهاب بعيداً إلى فضح العزلة ومواجهتها بإضاءة مكشوفة وألوان صفراء حارة بدت مناقضة لحالة الشخصيات النفسية إلا انها في الوقت نفسه شكلت فعل النقيض ،في محاولة لتعرية الحاضر وعدم الركون إلى العزلة .
 وقد عمل المخرج في الوقت ذاته على إنتاج صراع بصري بين الفضاء وازياء شخصية (الرسام) في حالة تبادلية بين عدم قدرته على ضرب الوان فرشاته في ذلك البياض العظيم من جهة وبين الألوان التي كانت تغلف جسده من مشهد إلى آخر من جهة اخرى، وكأن المخرج أراد بذلك أن يشير إلى حالة (العجز) والحلم في الوقت نفسه والتي تجسدت في المشهد الاخير الذي إختاره المخرج ليكون ذاكرة حلمية لمستقبل تكون الألوان فيه حاضرة رغم وجود القتلة برصاصهم ودخانهم الذي يعيد المدينة إلى صورتها الموحشة وذاكرتها المؤلمة ، تلك المدينة التي تشكلت ذاكرته المعرفية والجمالية على وجودها حيث المسارح التي يتسابق الجمهور إليها وهو يأمل بالحصول على تذاكر هذا العرض أو ذاك ، تلك المدينة الحلم التي يريدها أن تتحقق فتعيد الأمل إلى روحه المكسورة .
لم تكن العزلة تقتصر على الجانب البصري فحسب ، بل إن المخرج عمل على تحقيق العزلة المعرفية عن طريق توافر فضاء العرض على كومة كبيرة من الكتب شكلت ذاكرة معرفية وثقافية كانت حاضرة في زمن المدينة/الحلم ، إلا أن حضور الكتب على شكل أكوام غير منتظمة ، وخارج سياقها البصري المنظم  ، كشف عن حالة الإنهيار التي أطاحت بالذاكرة المعرفية التي تأسست عليها الطبقة الثقافية التي كانت حاضرة في مجتمع المدينة والمقاهي المثيرة للجدل والمعرفة ، لتنتهي اليوم إلى كومة مبعثرة في فضاء العرض.
 ذاكرة الاداء بين حضور السرد وغياب الصمت
 إعتمد المخرج المؤلف في منظومة العرض على تأسيس بنية مشهدية يكون  للعب على تحولات الزمن دور فاعل في اداء الممثل ، وقد بدا ذلك حاضراً في جميع شخصيات العرض ، وبحسب تركيب كل شخصية من الناحية النفسية والسلوكية ، إلا ان جميع الشخصيات كانت تعتمد السرد بوصفه ملفوظاً تراكمياً إختاره المخرج وسيلة للتعبير عن حالة التنوع بين الأزمنة التي إقترنت بحضور الزمن الماضي وكيفية التعبير عن ذلك الماضي ومدى إقترانه بالزمن الراهن المزدحم بذاكرة متناقضة عن المدينة أو ماتبقى منها، ولتحقيق ذلك كان المخرج بحاجة إلى حضور ادائي وازن لممثل يمتلك من الخبرة والقدرة على التعاطي مع هذا النوع من الشخصيات ، وقد تمثل ذلك في الفنان (مناضل داود) الذي جسد شخصية (جبار)، ذلك الرسام الذي كسرت العزلة فرشاته وماعد قادراً على الرسم ، لتتحول حياته الضاجة بالمتعة والشهرة إلى عزلة قاتمة موحشة ، لم تعد حرارة الألون تثيره ، ولم تعد الحركة تغري خطواته ، الأمر الذي دفع بالممثل إلى توظيف الملفوظ النصي والإشتغال على تقديمه بحسب الحالة النفسية للشخصية على نحو متدفق من دون أن يكون للصمت حضور يشكل فعلاً ادائياً ثنائياً يرافق فعل العزلة  الذي تأسست عليه الشخصية ، إلا ان فعل التدفق اللفظي ذهب بإتجاه تحقيق إنفجارات هستيرية تدفع بالشخصية إلى الإنهيار في مواضع مختلفة من العرض أسهمت بدورها في الكشف عن حجم الخراب داخل شخصية ( الرسام جبار) وطبيعة علاقته بالفن والحياة والذاكرة من دون ان يكون للمستقبل حضور في شخصية تنتمي إلى الماضي وتنظر إلى المستقبل بوجع.
ولم تكن الفنانة ( الآء نجم) التي جسدت شخصية ( شفيقة) بمعزل عن نظام الاداء المباشر والمتدفق الذي إنسجم مع طبيعة الشخصية ، إلا في بعض الحالات التي ذهب فيه الأداء إلى التعبيرات والإنفعالات والصرخات التي لم تكن منسجمة مع شخصية مهزومة ومكسوره تنتمي إلى الماضي ترفض المستقبل عن طريق (الخلاص من الجنين) بحاجة إلى ذلك النوع من الإنفعال ، خاصة وأن المخرج عمل على إنتاج فرضية التباين الواضح بين (مناضل داود ، والآء نجم) من ناحية الفارق الزمني، الأمر الذي أسهم في التعبير عن السبب الحقيقي الذي دفع بشخصية  (شفيقة) إلى الإرتباط برجل يكبرها عمراً ويحتكم على مزاج لايشبه طبيعة مزاجها،  إلا انها قررت الإرتباط به لأنه صورة قريبة من (الأب) الذي فقدت حضوره ، وقد بدا ذلك واضحاً في المشهد الذي أراد فيه ( جبار) الخلاص منها ، ودفع بها الى الإنهيار والتوسل لكي يبقى معها فهي لاتمتلك (صورة اخرى للأب )، وبذلك تكون العلاقة نفسها تنتمي إلى الماضي ،ولا حضور للمستقبل فيها.
أختار المخرج الذهاب بعيداً مع الممثل ( امين مقداد) الذي جسّد شخصية ( عامر) عازف الموسيقى الذي لاتفارق الالة الموسيقية أصابعه حتى صارت جزءاً كبيراً من حضوره الأدائي ، وقد إستطاع (أمين مقداد ) انتاج موسيقى مثيرة للعرض المسرحي شكلت عنصراً يضاف إلى جماليات العرض، إلا ان فكرة الضبط بين الإيقاع الموسيقي وإيقاع التمثيل لم تكن حاضرة في مواضع مختلفة على الرغم من صدق التعبير الذي رافق بعض المشاهد التي جسّدها (أمين) ، فضلا عن ذلك فإن فكرة المزاوجة بين اللغة الفصحى واللهجة المحلية ( البغدادية ، و الموصلية) لم تكن موفقة مع ممثل يتلمس خطواته الأولى على خشبة المسرح .

المسرح في الإمارات - الدليل الشامل إصدار جديد للهيئة العربية للمسرح وجمعية المسرحيين في الامارات

مجلة الفنون المسرحية 
المسرح في الإمارات - الدليل الشامل
إصدار جديد للهيئة العربية للمسرح وجمعية المسرحيين في الامارات

     صدر في (912 صفحة) من القطع المتوسط كتاب مهم، عبارة عن دليل مسرحي شامل يوثق للمسرح في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان "المسرح في الإمارات - الدليل الشامل" – الطبعة الأولى 2020م.
موسوعة علمية موثقة، حاوية لتاريخ وأحوال ومراحل وفترات نمو وتطور الحركة المسرحية في الإمارات. ستساهم حتما في إثراء المكتبة المسرحية العربية، لما تحتويه من مادة زاخرة بالمعلومات وغنية بالوثائق والملصقات والصور.
     تم تعزيز الدليل - بعد تصدير فريق العمل وكلمة "شكر وعرفان" للمشرف العام أ.اسماعيل عبد الله - بتقديم هو بمثابة ثلاثة مداخل: الأول موسوم "البدايات المسرحية" بقلم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والثاني "المسرح في الإمارات" وكتبه الدكتور حبيب غلوم العطار، والثالث للأستاذ مرعي الحليان وعنوانه "المسرح في الإمارات، أصداء الواقع.. أصوات المستقبل".
     جهد قيم ذاك الذي نشرته بين دفتي "الدليل الشامل"، الهيئة العربية للمسرح وجمعية المسرحيين في الإمارات، والذي قام به فريق عمل جمع خيرة من أسماء المسرحيين والباحثين والأكاديميين والفنانين:
الجمع الميداني للمادة العلمية والصور التوثيقية: أ.علي خميس - أ.أحمد الماجد - أ.عبد الله صالح الرميثي - د.يوسف عيدابي - أ.ظافر جلود / التنضيد الإلكتروني: أ.ناصر عبد السلام - أ.مهند أبو سعيدة / التدقيق اللغوي: أ.عبد الفتاح محمد - د.يوسف عيدابي / المراجعة والتوثيق: أ.عبد الله صالح الرميثي - أ.ظافر جلود - أ.مهند أبو سعيدة - د.يوسف عيدابي / التصميم والإخراج الفني: عاصم النجار / الإعداد والتحرير: د.يوسف عيدابي - أ.مهند أبو سعيدة / الإشراف العام: أ.اسماعيل عبد الله / الإنتاج والنشر: الهيئة العربية للمسرح
جمعية المسرحيين في الإمارات.
     تتجمع المعلومات، وتتراكم البيانات، وتتزاحم التواريخ وشخوص المسرحيات على بساط الجمع الميداني وصفحات الكتب الميسرة من هنا وهناك تتناثر من الفرق المسرحية تفاصيل نصوص وفرق وممثلين ومنتجين، ونتعرف على أوائل الممثلين ورواد المسرح... 
ومما جاء في تصدير فريق منجزي "الدليل الشامل":
"في غياب التوثيق والأرشفة والتدوين الممنهج للحياة المسرحية في الإمارات، فإنه من السعل أن تنجز موسوعة علمية موثقة مضبوطة شاملة كاملة حاوية لتاريخ وأحوال ومراحل وفترات نمو وتطور أو تميز الحركة المسرحية المحلية، حتى أنه بات في حكم المعلوم للعموم قبل أهل المسرح أن كتابة تاريخ المسرح المحلي مهمة شبه مستحيلة ووعرة مسالكها، متشابكة حظوظها وأوائلها أو نصوصها وانتاجاتها.
بعد أكثر من نصف قرن من انتظام العروض المسرحية، رغما عن موسميتها وربما انقطاعها وازدهارها أو خفوتها، تبدو الحالة أشبه بالغرق في شبه ماء..
توثيق وتأريخ المسرح في إمارات سبع قبل "الإتحاد"، وفي دولة اتحادية من1 العام 1971م، مسلك صعب سلمه، يوشك أن يسقط حامله التعب، ولكنهم شرف المحاولة هو ديدن الذي به شغف المسرح وجنون الفن الذي لا يترك مجالا لهدوء أو راحة المشتغل بخدمة مجتمعية بفنون راقية عالية لها قيمة شقها للمتعة والترويج وشقها الآخر للتفكير والتأمل.
ونحن على ثقة أن (الهيئة العربية للمسرح) و(جمعية المسرحيين في الإمارات) هما الهادي إلى إنجاز المهام المتبقية في الأرشيف المحلي، وهما العون والسند والراعي لهذا الإصدار المهم."
       وليسهل التعامل مع هذا الدليل المرشد إلى المسرح في الإمارات، فقد اجتهد فريق العمل في تقسيمه إلى أجزاء، والأجزاء إلى أقسام، فجاء الدليل كما يأتي في عمل مقسم، كالتالي:
كشاف (1) العروض المسرحية في الإمارات: وينقسم إلى خمسة أقسام:
1 – القسم الأول: دليل المسرحيات الإماراتية.
2 – القسم الثاني: دليل المسرحيات العربية.
3 – القسم الثالث: دليل مسرحيات الطفل.
4 – القسم الرابع: دليل مسرحيات: "مسرح العائلة"/1995م – 2018م.
5 – القسم الخامس: دليل المسرحيات الأجنبية.
كشاف (2) المؤلفون المسرحيون في الإمارات: ينقسم إلى خمسة أقسام:
1 – القسم الأول: دليل مؤلفي المسرحيات الإماراتية.
2 – القسم الثاني: دليل مؤلفي المسرحيات العربية.
3 – القسم الثالث: دليل مؤلفي مسرحيات الطفل.
4 – القسم الرابع: دليل مؤلفي مسرحيات: "مسرح العائلة"/1995م – 2018م.
5 – القسم الخامس: دليل مؤلفي المسرحيات الأجنبية.
كشاف (2) المخرجون المسرحيون في الإمارات: ينقسم إلى خمسة أقسام:
1 – القسم الأول: دليل مخرجي المسرحيات الإماراتية.
2 – القسم الثاني: دليل مخرجي المسرحيات العربية.
3 – القسم الثالث: دليل مخرجي مسرحيات الطفل.
4 – القسم الرابع: دليل مخرجي مسرحيات: "مسرح العائلة"/1995م – 2018م.
5 – القسم الخامس: دليل مخرجي المسرحيات الأجنبية.
كشاف (2) الفرق المسرحية في الإمارات: ينقسم إلى خمسة أقسام:
1 – القسم الأول: دليل الفرق منتجة المسرحيات الإماراتية.
2 – القسم الثاني: دليل الفرق منتجة المسرحيات العربية.  
3 – القسم الثالث: دليل الفرق منتجة مسرحيات الطفل.
4 – القسم الرابع: دليل الفرق منتجة مسرحيات "مسرح العائلة"/1995م – 2018م.
5 – القسم الخامس: دليل الفرق منتجة المسرحيات الأجنبية.
كشاف (2) الإنتاج السنوي للعروض المسرحية في الإمارات: ينقسم إلى خمسة أقسام:
1 – القسم الأول: دليل إنتاج الفرق السنوي للمسرحيات الإماراتية.
2 – القسم الثاني: دليل إنتاج الفرق السنوي للمسرحيات العربية.  
3 – القسم الثالث: دليل إنتاج الفرق السنوي لمسرحيات الطفل.
4 – القسم الرابع: دليل إنتاج الفرق السنوي لمسرحيات "مسرح العائلة"/1995م – 2018م.
5 – القسم الخامس: دليل إنتاج الفرق السنوي للمسرحيات الأجنبية.

-----------------------------------------------
المصدر :  إعلام الهيئة العربية للمسرح

كتب وأعمال فنية و«نظريات مؤامرة» تنبأت بـ«كورونا»

مجلة الفنون المسرحية

كتب وأعمال فنية و«نظريات مؤامرة» تنبأت بـ«كورونا»

محمد علي - القبس  

 لا صوت يعلو الآن فوق صوت «كورونا»، ذلك الفيروس الغامض الذي شغل الرأي العام العالمي، والقى بظلاله على كل نواحي الحياة، وتصدر محركات البحث في جميع أرجاء المعمورة، دفع البعض للنبش بين ثنايا أعمال أدبية وأفلام عالمية ومسرحيات ومسلسلات محلية لتتبع من سبق وتنبأ بانتشاره، لا شك ان فكرة تفشي فيروس قاتل سبق ان تم تناولها في العديد من الأعمال على اختلاف اجناسها الفنية، ولكن قلة من اقتربوا من واقعنا الحالي، القبس من خلال هذا التقرير ترصد أبرز المسلسلات والأفلام والمسرحيات والإصدارات الأدبية التي تنبأت بـ«كورونا» وأشباهه. على المستوى المحلي، وهو من المفارقات الغريبة، قدم الفنان عبدالعزيز المسلم للجمهور عام 2015 مسرحية الرعب «2021» التي تصدى لصياغة فكرتها، ودارت أحداث المسرحية حول انتشار وباء غريب في المجتمع، أطلق عليه وباء الموت، ليسلط الضوء على خطر انتشار فيروس غامض يصيب المواطنين، وكان لافتا أن المسلم اختتم المسرحية بجملة جاءت على لسان بطلها، وهو ضابط شرطة كان منوطا به البحث عن أسباب تفشي المرض، حيث طلب الضابط من الطبيبة ان تمنح الناس الأمل لأنهم في أشد الحاجة إليه. عين الظلام يستمر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ مطلع العام الجاري وللآن، بتداول فقرات من كتاب نشر عام 1981 تحدث فيه الكاتب عن نظرية مؤامرة بنشر فيروس في الكرة الأرضية «للحد من عدد سكان الأرض». الكتاب الذي يتداوله النشطاء اسمه «عين الظلام»، للكاتب دين كونتيز، ويتحدث في مضمونه عن فيروس يطور بمنطقة «ووهان» في الصين (التي تعتبر الموقع الذي انتشر منه فيروس كورونا الجديد الذي بات يُعرف باسم كوفيد-19). ويقول الكاتب في كتابه عن عالم صيني يدعى لي تشين «انشق إلى الولايات المتحدة الأميركية حاملا سجلات سرية عن أكثر وأخطر وأهم الأسلحة البيولوجية في الصين على مدى عقد من الزمن، يسمونه (ووهان-400) لأنه طور في مختبراتهم خارج مدينة ووهان..». والقى الكاتب الضوء في كتابه على هذا الفيروس (ووهان-400) الذي يعتبر «سلاحا مثاليا، فهو يصيب البشر ويؤثر فيهم فقط، ولا يمكن لأي مخلوقات أخرى حمله». شربة الحاج داود عام 2014 طرح الروائي المصري الراحل د.أحمد خالد توفيق كتاب «شربة الحاج داود» وهو عبارة عن مجموعة من المقالات طبية وعلمية بصياغة روائية، وتناول حينها الكاتب المصري تأثير فيروس كورونا (المتلازمة التنفسية الخاصة بالشرق الأوسط الناجمة عن كورونا) في صورته الأولية التي ظهرت قبل 8 سنوات تقريبا، وقال عن إمكانية وصول الفيروس إلى مصر«لا أشعر أن مشكلة فيروس (كورونا) خطيرة لهذا الحد إذا وصل إلى مصر والسبب سأشرحه حالًا: هناك درجة معينة من سوء الأحوال الاقتصادية قد تحميك من الأخطار، الأطفال الأفارقة تخزن أجسامهم (الافلاتوكسين) سم الفطريات، في صورة غير سامة في البداية، تحتاج هذه المادة إلى بروتين كي تعطينا السمية الكاملة، هذا لا يحدث بسبب سوء التغذية وقلة البروتين، عندما تتحسن الأمور نوعًا ما يأكل الصبي اللحم، ينشط الافلانوكسين، ويحدث سرطان الكبد! هكذا تجد أن الجوع يحمي الأطفال السود من سرطان الكبد، فهل يحمينا جو مصر من الفيروس؟». أفلام عالمية رصدت العديد من الأفلام العالمية قصة تفشي الأمراض الغريبة والوبائية، من دون وجود حلول لها ونرصد هنا مجموعة من أشهر الأفلام التي تناولت تلك الظواهر. عام 2007 طرح فيلم I Am Legend من بطولة الممثل العالمي ويل سميث، ودارت أحداثه حول انتشار وباء قاتل بسرعة رهيبة فى العالم، حيث أوشك الجنس البشري على الفناء في ظل العجز عن العثور على علاج يوقف انتشاره. ويدور العمل فى مدينة نيويورك، حيث يعيش العالم روبرت نيفيل وحيدا مع كلبه، بعدما تسببت مناعته في جعله الناجي الوحيد بالمدينة وربما في العالم بأكمله، روبرت ليس وحيدا تماما، فهناك البشر الذين حولهم الفيروس إلى كائنات متوحشة، والذين يترقبون وقوفهم على أي خطأ ليتمكنوا منه. ولثلاثة أعوام كاملة يستمر روبرت في بث رسائل إذاعية، يوميا، بحثا عن أي ناجين آخرين، مع إجرائه تجارب علمية يحاول من خلالها الوصول لعلاج للمرض المخيف. أما فيلم The Crazies، الذي طرح عام 2010، فدار حول سمّ بدأ في تحويل سكان أوجدين مارش، إلى مختلين يتصرفون بطريقة غير مفهومة، وبالتالي يحاول شريف داتون فهم الموقف، بينما يجتمع هو وزوجته واثنان من سكان البلدة الآخرين غير المتأثرين في معركة من أجل البقاء على قيد الحياة. وفي عام 2011 طرح فيلم Contagion ودارت أحداثه مع ظهور فيروس قاتل ينتشر ويتطور ليصرع ضحاياه خلال أيام قليلة من الإصابة به، ينتشر الوباء في جميع أنحاء العالم بشكل مخيف، ويحاول المجتمع الطبي البحث عن طريقة لإيقافه، وإيجاد العلاج والسيطرة على الهلع الذي أصاب العالم، وبعيداً عن الأبحاث الطبية هناك البشر العاديون الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة، وإنقاذ أحبائهم في المجتمع الذي ينهار ويتفكك. والفيلم بطولة مات دايمون، ماريون كوتيلارد، كيت وينسلت، لورانس فيشبورن، جود لو، جوانيث بالترو، وإخراج ستيفن سودربيرغ. فيلم Pandemic، الذي طرح في خلال عام 2016، ودار في المستقبل القريب، حيث تفوق فيروس ذو أبعاد ملحمية على الكوكب، ولا يوجد كثير من الأشخاص الأصحاء، ولكن هناك طبيبة تدعى لورين، كل أملها إيجاد علاج والحفاظ على المصابين، وذلك بعد سقوط نيويورك، تذهب إلى لوس أنجلوس لقيادة فريق للبحث عن ناجين غير مصابين وإنقاذهم. وأخيرا فيلم Bird Box، الذي طرح خلال عام 2018، ودار حول رحلة الأم مالوري، التى تقوم بدورها ساندرا بولوك، وطفليها الذين يجبرون على وضع عصبة على أعينهم أثناء بحثهم عن ملجأ آمن في عالم مدمر تجتاحه الوحوش التي يمكن أن تقودهم إلى الانتحار في لحظة بمجرد النظر إليهم. ‏عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.(‏رمز الخطأ: 101102) درامياً على صعيد الدراما، اقترب المسلسل الكوري «الطبيب المعجزة» بشكل كبير مما يحدث في الصين، حيث تدور أحداثه حول إصابة بلد كامل بفيروس قاتل، ويصاب أحد الأطباء المعالجين للمرضى بهذا الفيرس هو الآخر، وربما هذا العمل هو الأقرب لما يحدث في الصين، حيث إن الطبيب الذي اكتشف فيروس كورونا أصيب وتوفي بسببه. «الطبيب المعجزة» إعادة لتقديم المسلسل الشهير الذي عرض بنسختين تركية وأميركية على مدى السنوات القليلة الماضية، والذي حمل عنوانThe Good Doctor، المسلسل من بطولة أونور تونا، رحا أوزكان، وحقق المسلسل نسب مشاهدة عالية جدا في تركيا، حيث نال إعجاب الجمهور الكارتون كان لمسلسلات الكارتون نصيب من التنبؤ بفيروس كورونا أيضا، حيث رصد مسلسل «ذا سيمبسونز» الكارتوني الكوميدي الشهير المثير للجدل، انتشار الفيروس قبل 27 عاما، في ظاهرة غريبة أخرى مرتبطة بالمسلسل حظيت باهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشر مغردون على موقع «تويتر» صورا ومقاطع فيديو، تقارن بين الفيروس الذي تحدثت عنه الحلقة، وفيروس «كورونا» الذي يزداد عدد ضحاياه يومياً. وكان نجوم المسلسل في ذلك الوقت يتحدثون عن تفشي فيروس اسمه «أوسكا فلو» في بلدة أميركية، بعد أن قدم إليها من اليابان. وتظهر إحدى الصور موظف مصنع في اليابان وهو يسعل داخل بضائع معبأة في صندوق قبل إرسالها إلى الولايات المتحدة، حيث عانى أميركيون أعراضا شبيهة بما يسببه الفيروس الحالي. وكتب مغرد «عائلة سمبسون في 1993، توقعت هذه السلسلة الملتوية فيروس كورونا. أنا مدهش بشدة». وكان المسلسل الذي أتم 30 عاما من العروض المتتالية على شاشات التلفزيون الأميركية قد تنبأ بالعديد من الأحداث بشكل مريب، مثل فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية، وهجمات 11 سبتمبر الإرهابية.

التعدد في التجارب يغني الساحة الفنية ويستقطب الجمهور ..الممثلة المغربية رشيدة كرعان: علاقتي بالمسرح جمالية ووجودية

مجلة الفنون المسرحية

التعدد في التجارب يغني الساحة الفنية ويستقطب الجمهور

الممثلة المغربية رشيدة كرعان: علاقتي بالمسرح جمالية ووجودية


محمد الحمامصي - العرب

يعتبر الممثل ركيزة أساسية للعمل المسرحي، حيث يعطي من طاقته وأدائه ما يحول الأفكار إلى صور، كما يتجاوز غالبا تصورات المخرج إلى نحت أبعاد أخرى للمشاهد ولتشكلها السمعي البصري. لذا يهتم المسرحيون كثيرا بالممثل كصانع للعرض. “العرب” كان لها هذا الحوار مع الممثلة المغربية رشيدة كرعان في إطلالة على عالم التمثيل والتكوين.

تتمتع الممثلة المغربية رشيدة كرعان أو رشيدة بصمات نسبة إلى فرقة بصمات الفن المسرحية، بحضور طاغ وفريد على خشبة المسرح، فعلى الرغم من اشتغالها بالسينما والدراما التلفزيونية وتدريسها للموسيقى بالمعهد الموسيقي بأكادير، إلا أنها تعد ابنة المسرح بامتياز.

وترى أنها تربطها به علاقة عشق، هذه العلاقة التي بدأت أطوارها منذ الثمانينات بمسقط رأسها بالدار البيضاء، لتنتقل بعدها إلى مدينة الجديدة وهي مستمرة في عشقها وحبها للمسرح، لتشد الرحال إلى مدينة أكادير حيث كان الاستقرار.

وهنا ستكون لها تجربة أخرى مع المخرج المسرحي إبراهيم ارويبعة، وموعد آخر مع جمهور عريض، سواء داخل المغرب أو خارجه، قدمت 11 عرضا مسرحيا حظيت باحتفاء واسع ونالت العديد من الجوائز منها العربية والدولية، من بينها “أنا وجولييت”، “تقاطعات”، “باب البحر”، “ليلة صعلوك”، “اسمع يا عبدالسميع”، “أيام التبوريدة”، “عرس الديب”، ومونودرام “راوية نار”، و“طاح راح”، و“بورتري”. ومن أفلامها فيلم “فنيدة”، وغيرها. ومن المسلسلات التي شاركت فيها “الغريب”.

العمل الجماعي
تقول رشيدة كرعان عن تأسيس فرقة بصمات الفن “ﺑﻌد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﺧراج واﻟﺗﻣﺛﯾل داﺧل ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم واﻵداب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺄﻛﺎدﯾر، وﻛذﻟك اﻻﺷﺗﻐﺎل مع ﻣﺧرﺟﯾن ﻣﻐﺎرﺑﺔ وأﺟﺎﻧب ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻗدﻣت ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺎت اﻟﻣﺳرحية ﻓﻲﻋدة ﻣدن ﻣﻐرﺑﯾﺔ، وﻛذلك ببعض اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ، ﻛﺎن ﻻ ﺑد ﻣن خلق فضاء وﻣﺧﺗﺑر قصد اﻟﺗﺟرﯾب والبحث في آليات العمل اﻟﻣﺳرﺣﻲ ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ من اﻟﻔﻧﺎﻧﯾن، ﻣﻣﺛﻠﯾن، سينوﻏراف وﻣﺧرجين”.

وتضيف “ﻣن هنا ﺗﺑﻠورت ﻓﻛرة ﺗﺄﺳﯾس ﻓرﻗﺔ ﺑﺻﻣﺎت اﻟﻔن بالتعاون بيني وبين اﻟﻣؤﻟف واﻟﻣﺧرج إﺑراهيم ارويبعة ﻟﺗﻧطﻠق اﻟﺗﺟرﺑﺔ في 25 يناير 2002 بمدينة أكادير، وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻔرغ اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﺗدريب واﻟﺑﺣث ﻓﻲ آﻓﺎق إﻧﺗﺎج ﻋﻣل ﻣﺳرﺣﻲ. وﺑﻌد أشهرﻣن اﻟﻌﻣل ﺗم إﻧﺗﺎج أول ﻋﻣل ﻣﺳرﺣﻲ ﻟلفرقة ﻣﺳرﺣﯾﺔ ‘اﻧﻛﺳﺎر‘، اﻟﺗﻲ تم إﻧﺗﺎجها ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣن طرفي ومن طرف اﻟﻣﺧرج إﺑراهيم اروﯾﺑﻌﺔ”.

وتلفت كرعان إلى أنها اشتغلت بالمعهد الموسيقي بمدينة أكادير ومدينة تزنيت لمدة 14 سنة كأستاذة لمادة الصولفيج وآلة البيانو وهي معاهد موسيقية تابعة لوزارة الثقافة المغربية. وبالنسبة إلى ميلها للموسيقى، فهو ينبني بالدرجة الأولى على التلقين والتدريس ونشر ثقافة موسيقية بين الشباب.

المغرب العربي اليوم يعرف عدة تحديات اقتصادية، اجتماعية وسياسية، والمسرح بدوره يعيش داخل هاته التحديات

أما بالنسبة إلى التصميم الموسيقي للأعمال المسرحية بفرقة بصمات الفن، فهو لا يشغلها كثيرا، كما تقول، إذ تساهم في تطوير التصور الموسيقي بجانب المخرج والمؤلف الموسيقي.

وتشير رشيدة إلى أن الفرقة تشتغل في كل عمل مسرحي بطاقم فني وتقني يمكن أن يكون مغايرا، معتمدة على طبيعة العمل المسرحي وما يفرضه التصور الإخراجي سواء بالنسبة إلى الممثلين أو باقي الفريق، مع الاعتماد على بعض الأطر القارة في الفرقة كالفنان إبراهيم غليل، عبدالواحد أمزيلن، رشيدة كرعان، إبراهيم ارويبعة.

وترى أن هناك مشتركات في الرؤى والأفكار بينها وبين زوجها المؤلف والمخرج المسرحي إبراهيم ارويبعة، وتضيف “نتقاسم العديد من الأفكار والتوجهات الفنية والجمالية، نحمل نفس الهم الإبداعي، لكن أحيانا من زوايا مختلفة، ففي فرقة بصمات الفن ومنذ بدايتها، نحاول دائما أن نطورها بالحوار والإنصات وتبادل الأفكار. هذا من الجانب الفكري العام للفرقة، أما بالنسبة إلى إنتاج أي عمل مسرحي أو مشروع فني، فنحن نشتغل بشكل تكاملي واحترافي كل واحد منا يقوم بعمله”.

أهمية الممثل
توضح رشيدة أنه منذ تأسيس فرقة بصمات الفن سنة 2002 إلى اليوم 2020، أنتجت الفرقة 11 عملا مسرحيا احترافيا مدعما من طرف وزارة الثقافة المغربية. من بينها “أنا وجولييت”، “تقاطعات”، “باب البحر”، ” ليلة صعلوك”، و“عبث”. وهذه المسرحيات شاركت في عدة مهرجانات أبرزها مهرجان الهيئة العربية بالقاهرة بالمسابقة الرسمية، ومهرجان قرطاج المسابقة الرسمية. كما حصلت على العديد من الجوائز.

وتقول الفنانة “نشتغل في أعمال الفرقة على مواضيع مختلفة ذات بعد فكري ودلالي تنتصر للإنسان والجمال، كل عمل مسرحي له تيمته الخاصة مرتكزين على الممثل وكيفية الاشتغال معه من أجل تسخير جميع إمكانياته الفكرية والجسدية حتى يسمو ويترجم الأفكار إلى أفعال. بالإضافة إلى التركيز على الفضاء المسرحي بجميع مكوناته من أجل خلق صور دلالية وجمالية في العمل المسرحي تساهم في إيصال المعنى للمتلقي، وتلائم همومه في العصر الحالي وذلك من خلال المعمل المختبري.

وتؤكد رشيدة كرعان على أن المسرح المغربي يعرف تطورا كبيرا وذلك من خلال الاهتمام الجدي والمسؤول لوزارة الثقافة المغربية، من خلال بناء مجموعة من المراكز الثقافية التي أصبحت تغطي حتى المدن الصغيرة والهامشية بالإضافة الى دعم أب الفنون. هناك أيضا ترسيم قانون الفنان وقوانين أخرى، تهيكل وتؤسس للممارسة المسرحية بالإضافة الى التكوين والتأطير الأكاديمي بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي وببعض الجامعات.

وتتابع “كل هذا بالطبع لعب دورا كبيرا في تأهيل الإبداع المسرحي وإغناء الفرجة المسرحية المغربية بالتنوع، لا من حيث القضايا والتيمات المطروحة أو من حيث التصور الفكري والجمالي. وبالتالي أصبح التعدد في التجارب المسرحية يغني الساحة الفنية ويساهم في استقطاب جمهور واسع ومتعدد. كما أصبح المسرح المغربي ومن خلال عدة تجارب متألقا عربيا ودوليا في عدة تظاهرات ومهرجانات مسرحية، يجمع من حوله عدة نقاد ومنظرين، جعلوا من المادة المسرحية المغربية أرضا خصبة للدراسة والتحليل من أجل مسرح عربي جديد ومتجدد”.

وتضيف أن “المغرب العربي اليوم يعرف عدة تحديات اقتصادية، اجتماعية وسياسية، ودون شك فالمسرح بدوره يعيش داخل هاته التحديات، منخرطا في البحث والتجديد من أجل إرساء ممارسة مسرحية مبنية على فكر فلسفي وجمالي ومن أجل الوصول الى طرق جديدة وبديلة تكون أكثر اتصالا مع الجمهور والواقع. وبالتالي يبقى التجريب في المسرح عند بعض المسرحيين هو المختبر القادر على تفكيك الأفكار وصياغتها من جديد فوق خشبة المسرح. فهاته الحساسيات المعاصرة أعطت عدة تجارب مسرحية بالمغرب الكبير واستطاعت أن تجد لها جمهورا وازنا والعديد من المنظرين والنقاد يسايرون ويتابعون هاته التجارب التي أصبحت تغني الساحة الفنية”.

وحول علاقتها بالسينما والتلفزيون وتأثيرهما على علاقتها وعملها بالمسرح، تؤكد رشيدة كرعان “علاقتي بالمسرح، هي علاقة جد وطيدة، تمتد في الزمان والمكان. المسرح يمنحني عدة مساحات للاشتغال والتعبير. في المسرح يمكنني أن أحكي كل شيء وعن كل شيء، هويمنحني الالتقاء المباشر مع الإنسان من أجل خلق لحظة فريدة ومتميزة، لحظة مليئة بالأحاسيس الصادقة تساهم في الارتقاء بالبشر”.

وأضافت “أما بالنسبة إلى السنيما فعلاقتي بها تبقى جد محدودة من خلال مشاركتي في أفلام مغربية ودولية بالإضافة إلى بعض الأفلام التلفزيونية. لتبقى هاته المشاركة مهمة في تجربتي الفنية والعملية كممثلة، بدون أن يكون لها أي تأثير على التزاماتي الأولى بالمسرح والتي هي من الأولويات”.

عادل البطوسى يرصد بعض الشواهد على المشهد

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب عادل البطوسي

عادل البطوسى يرصد بعض الشواهد على المشهد

ـ بالله عليكم هل هناك مأرب على الأرض يستحق كل هذه الصراعات الضغائنيَّة؟ وإطلاق السهام المسمومة، والمكائد والأحقاد والكراهية والعنصرية والتآمر في سبيل إقصاء مبدعين حقيقيين لا لشيء سوى أنهم بتميُّزهم وتفوُّقهم كشفوا ضحالة أولئك فكريًا وأخلاقيا فيسعون سعيًا ملغومًا لإحباطهم وتحطيمهم وإقصائهم عمدًا عن المشهد بنشر فرياتٍ كاذباتٍ وشائعاتٍ وافتراءاتٍ لتشويه صورتهم وإطفاء بريقهم وتألقهم ووقف مسيرتهم المتفرِّدة ..؟! 
ـ لا شيء يستحق مطلقا، لأن كل ما سوف يحصلون عليه بمؤامراتهم ودسائسهم ونفاقهم سراب وباطل ولا قيمة له في المحصلة النهائية حين يقف كل واحد ـ وواحدة ـ من أولئك أمام المرآة وينظر لنفسه بلا احترام، ولا أود أن أذكر أسماء ولا وقائع ـ على كثرتها ـ ويكفي أنهم خسروا أنفسهم وآخرتهم، وستكون نهايتهم أبشع من كل المآسي ..! 
ـ لقد أبتلينا ـ واقع الأمر ـ بالسيد المكفراتي مذهبيًا، والسيد المتنمِّر عنصريًا، والسيد الإرهابي فكريًا، والسيد الكورونا فيروسيًا، والسيد التنين أفعوانيا، والسيد البلطجي تطرُّفيًا، والسيد القبح الذي يشوِّه كل ما هو جميل، وهناك أكثر من سيد وسيدة من أولئك الذين ينضحون بكل ما هو آسن شرًا وعُهرًا ويرمون به الأبرياء جورًا وزورًا ..! 
ـ هذه أيها الأحباء هي بعض الشواهد التي تدعو للإحباط حقًا، إلا أن الأمل معقودٌ على الأنقياء في هذا المشهد القاتم ممن يتمسَّكون بالقيم الأخلاقيَّة، ورقي رسالتهم الإبداعيَّة التنويريَّة، وهؤلاء الشرفاء بإمكانهم رد اعتبار المبدعين الحقيقيين، وإضاءة هذا الظلام المدلهم بإذن الله .. والله المُوفق ..
عادل البطوسى



إيمان الكبيسي تضمين التأكيد..المسرح فرجة .. والفرجة متعتان..متعة عين ومتعة اذن

مجلة الفنون المسرحية

إيمان الكبيسي تضمين التأكيد..المسرح فرجة .. والفرجة متعتان..متعة عين ومتعة اذن


 علاوة وهبي :

قليلات  هن كاتبات النص المسرحي في  الوطن العربي  .ولا اعرف السبب الذي من اجله لا تغامر الكثيرات من كاتباتنا الدخول الي عالم فن المسرح والكتابة له علي عكس دخول عالمه ممثلات او مخرجات وحتي ناقدات. واظن الامر يحتاج الي وقفات بحثية .
فعلي كثرة ما قراته من النصوص المسرحية لم اجد من كاتباته في الوطن العربي الا اسماء لا يتعدي عددها اصابع اليد  الا قليلا ومن اللواتي قرات لهن نصوصا مسرحية .اذركر اوالهن الدكتورة نوال السعداوي ثم فتحية العسال فجليلة بكار  والدكتورة عواطف وصفاء البيلي واخيرا الدكتورة ايمان الكبيسي .التي عندما قرات لها اول نص صادفته في احد المواقع اعتقدت انه من عائلة الصديق  الناقد الذي ربطتني به منذ منتصف السبعينات علاقة صدقة اقصد طراد الكبيسي . ثم قلت ان ذلك لا شان له وتركت الامر ومؤخرا اقف عند ايمان الكبيسي لأقرأ لها مجموعتين من النصوص المسرحية  هي التي جربت الكتابة للكبار وللصغار   كما كتبت المونودرام  والديودرام .وهي خريجة كلية الفنون ببغداد ولها دراسات  وكتابات في مجالات اخري .
مجموعتي ايمان التي تمكنت من قراءتهما هما  ايوب .وقالت لي العرافة والتي كان عنوانها في البداية هو ترانزيت
تضم مجموعة ايوب خمسة نصوص هي.
رصيف77 ونشاز والمصباح المنير وروليت ثم  ايوب اوتغريدة صفراء اما مجموعة قالت لي العرافة فتضم خمسة نصوص هي.
رياح شرقية وقالت لي العرافة وتويتر نسائ فالرجل الذي عادليرفض واخيرا ترانزيت
وتتراوح نصوص ايمان بين اشكال مختلفة من الكتابة المسرحية بحيث كما سبق القول  هي كاتبة تجرب  ولا تكتفي بشكل واحد من اشكال الكتابة كماوفي موضوعاتها كذلك اذ تنتقل ما بن السياسي والاجتماعي والموقف مستندة في اغلبهاوعلي الوجع العراقي اقصد الذي عرفه العراق منذ الحرب الاولي مع ايران وصولا الي الغزو الامريكي وسقوط نظام صدام   وظهورفصائل الارهاب
والفتن الطائفية .وكل ما نجم عن ذلك من تصدع في المجتمع العراقي وتدمير وتخريب الخ..وفي اغلب نصوص ايمان الكبيسي تكون المرأة هي المحور الاساسي   فالكبيسي لا تتردد في تناول قضايا المراة  ومناصرتها  والمطالبة بحريتها .تقف مدافعة عنها   وتلجأ في ذلك الي الكثير من الاستشهادات بالشعر وبالقصص والاساطير وحتي الخرافة لتدلل علي الضيم الذي عاشته وتعيشه المرأة العربية في مجتمع ذكوري بامتياز مجتمع  يعتبر المراة عورة  وجارية .مجتمع يقوم بوادة الانثي   ويري فيها علامة شؤم .كل هذا تتناوله ايمان  من الجانب الانساني مركزة علي الصراع في الغالب بين الخير الشر وبجراة وحداثة في الرؤية .جراة تكون احيانا صادمة .كما تلجأفي بعض النصوص الي استخدام اسلوب الفنتازيا كما في رياحوشرقية مثلا واستخدام الرمزية الدالة  مثل الدمي التي تتمرد علي علي اللاعب لتوأنسن او ادانة القمع والاستبداد  كماوفي تويتر نسأئ الي الكتابة عن الصراع بين المراة والرجل الخ
وما يميز في اعتقادي الخاص وانا اتحدث عن نصوص ايمان بشكل عام اذ لم اعتمد اسلوب وطريقة تحليل النصوص  واحدا واحدا لان التيمة عندها في اغلبها متشابهة وان اختلفت في معالجتها من  نص الي اخر قلت ما يميز نصوصها متنها الشعري  النابض  سواء في المونودرامات او في غيرها ضف الي ذلك درايتها بالركح واستخداماته في كل ابعاده الهندسية  ووصفها الدقيق لاستخدامات السينوغرافيا وتاثيث الركح مما لا يعطي مجالا لمن يتعامل مع نصوصها اخراجا اضافة او حذفوالا فيما ندر وانت تقرا نصوصايمان الكبيسي تشعر وكانك تشاهدها مجسدة فوق الركح. الامر الذي يعطيها تفردا بين زميلاتها من الكاتبات باستثناء جليلة بكار الي تستخدم هي كذلك الوصف الدقيق والمحكم لما يؤثث الركح لانها تمارس الاخراح احيانا الي جانب زوجها  فاضل الجعايبي. وتلك ميزة تمتاز بها دارسات الفنون  المسرحية 
مثل جليلة وايمان علي عكس الاخريات 
والقول ان نصوص ايمان الكبيسي التي كان لي حظ قراءتها في مجموعتيها ايوب وقالت لي العرافة جعلتني اكتشف كاتبة كبيرة متمكن من ادواتها .تقول رايها بجراة  قد تصدمك بها احيانا لاول وهلة ولكنك لا تفتأ ان تراجع نفسك لتقف الي جانبها لا ن ما تقوله رغم قسوته  حقيقة . والحقيقة في الغالب جارحة كما يقول المثل .لا شيئ يجرح مثل الحقيقة.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption