أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 21 أكتوبر 2022

استمرار الاستعدادات لتنظيم الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي في الدار البيضاء 2023

مجلة الفنون المسرحية 

استمرار الاستعدادات لتنظيم الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي في الدار البيضاء 2023

محمد مهدي بنسعيد:

نمضي يدًا بيد واثقين لننظم دورة فارقة تليق بالمغرب والهيئة العربية للمسرح والمبدعين العرب.

إسماعيل عبد الله:

أفضل العروض العربية وأهم المبدعين والمفكرين يعمرون فضاءات الدار البيضاء.

التقى معالي الأستاذ محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية سعادة الأستاذ إسماعيل عبد الله أمين عام الهيئة العربية للمسرح، وذلك في إطار استمرار الاستعدادات التي يقوم بها الطرفان لتنظيم الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي في مدينة الدار البيضاء خلال الفترة من العاشر إلى السادس عشر من يناير 2023.

وأكد معالي الأستاذ محمد مهدي بنسعيد جاهزية وزارة الثقافة وكوادرها بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والأهلية والفرق المسرحية لإنجاز الدورة الثالثة عشرة من المهرجان على أكمل وجه وبأفضل ما يكون، حيث تمضي الوزارة والهيئة يداً بيد واثقين لتنظيم دورة فارقة تليق بالمغرب والمسرح العربين وتليق بطموحات المسرحيين للارتقاء بالمنتوج المسرحي وحراكه الفكري والفني إلى مديات أجمل وأفضل، وأن الوزارة بالتعاون كافة المؤسسات المعنية والولائية والمديريات الجهوية  تعمل بكل طاقتها لتعطي للدورة ألقاً خاصاً في وطن يقف الإبداع في صفوفه المتقدمة ليرسم صورة الغد الأفضل.

وأكد معالي الوزير على أهمية برامج التدريب التي سينظمها المهرجان لصالح فئات الشباب المسرحي، وبأن الوزارة ستفعل المسرح المغربي على امتداد التراب الوطني في إطار انعقاد المهرجان، احتفاء وتقديراً وتأكيدا على الارتباط الوثيق بين المسرح المغربي وعمقه العربي.

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله ثمن الروح العالية والإيجابية التي تسود العمل المشترك مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ممثلة بوزيرها وكوادرها ذات الخبرات الكبيرة والهمة العالية، والتي تبشر ما يزيد على خمسمئة مسرحي من المغرب وباقي الدول العربية، أن الدار البيضاء عروس المدن المغربية ستكون حاضنة تمنحهم إبداعً على إبداعهم، وأضاف بأن هذه الدورة ستشهد مستوى رفيعاً من التنافس بين العروض التي ستقوم لجنة عربية بانتقائها، إضافة إلى مستوى غير مسبوق فكرياً حيث يعتبر المؤتمر الفكري في الدورة 13 أكبر مؤتمر يخصص لمسرح البلد المضيف، وذلك تقديراً من الهيئة لموقع ومستوى المسرح المغربي ومفكريه.

كما أكد الأمين العام اسماعيل عبد الله أن الهيئة العربية للمسرح والتي ستكرم عشرة مبدعين من قامات المسرح المغربي، تنتظر من الوزارة تحديد اسماء المكرمين والذين سيكونون نجوماً تسطع في سماء المهرجان.

هذا وسيشهد المهرجان اصدار اثني عشر كتابا حول المسرح المغربي، وهو رقم لم تصل إليه إصدارات أي دورة سابقة، وأكد اسماعيل عبد الله أن هذه الكتب هي هدية لإثراء المكتبة المسرحية المغربية والعربية.

وستشهد الدورة ندوة محكمة للمرحلة النهائية من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي المخصصة للشباب حتى سن الأربعين والتي ستنظم في رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك.

حضر اللقاء مدير الإدارة العامة في الهيئة ناصر آل علي، محمد بنيعقوب مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل ومحمد بنحساين مدير المسرح الوطني محمد الخامس.

وزير الثقافة يفتتح مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة بتكريم نخبة من الفنانين

مجلة الفنون المسرحية 

وزير الثقافة يفتتح  مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة بتكريم نخبة من الفنانين   

 افتتحت  فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح بمشاركة 20 دولة أجنبية وعربيةوعراقية  وتستمر لمدة 8 أيام، تحت شعار "المسرح يضيء الحياة".

وألقى نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي كلمة في بداية المهرجان، تبعها كلمة لوزير الثقافة كاظم حسن، رحبا خلالها بالحضور وأشادوا بدور المسرح وأهميته ودوره في بناء القيم والثقافات لدى الشعوب.

كما شهد حفل افتتاح المهرجان في نسخته الثالثة، تكريم كبار الفنانين العراقيين والعرب  الذين أثروا الحركة الفنية والمسرحية  وسط احتفاء كبير من قبل الحضور.

وأكد د.علي السوداني، مدير مهرجان بغداد الدولي، في تصريحات لـه أن "العراق كان ولا زال مهبط الجمال والوعي والثقافة لذا فليس من الغريب أن تحتضن عاصمته هكذا كرنفالاً مهماً وفعالاً تجتمع عنده مختلف التجارب الدولية والأجنبية".

وأضاف أن "المهرجان في نسخته الحالية يشهد تميزاً على مستوى الحضور والمنافسة والتنظيم والتحضير، حيث يشهد مشاركة 5 دول أجنبية بينها أوكرانيا وفرنسا وروسيا إضافة إلى 15 دولة عربية، تقدم 21 عرضا مسرحياً على خشبات العاصمة بغداد".

وتابع: "لن يقتصر المهرجان عن العروض المسرحية فقط وإنما هناك ورش تدريبية وتشاركية لاكتساب الخبرات من فنانين عرب وأجانب كبار حضورا المهرجان مع فنانين عراقيين".

ويقدم المهرجان، جوائز عديدة لأفضل ممثل وممثلة وسيناريو ومخرج، وأفضل أداء وكذلك أفضل نص وعرض مسرحي متكامل.

وأعلنت إدارة مهرجان بغداد الدولي للمسرح، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنها استقبلت 215 عرضاً للمشاركة في دورته الثالثة، بينها 21 عرضاً أجنبياً، و155 عرضاً عربياً، و39 عرضاً عراقياً.

ونظم المهرجان مسابقة للنص المسرحي للمؤلفين العراقيين، تقدم لها 32 نصاً، تم قامت لجنة الحكم  بأختيار  11 منها للقائمة القصيرة، بينما ستذهب الجائزة إلى أفضل 3 نصوص متنافسة.


سندباد ..العالم لا ينهار أمام التفاهات والخيال ينسج الحكاية / داليا همام

مجلة الفنون المسرحية 
سندباد ..العالم لا ينهار أمام التفاهات والخيال ينسج الحكاية 
               
يقف الخيال وراء قدرة الانسان على الإبداع، وهو أيضاً الوسيلة الأساسية التي يعتمد عليها كل الإبداع الفني والحكايات الشعبية، وتعد حكاية السندباد من أشهر الحكايات الشعبية عند الفرس والعرب، ويدور محورها الرئيسي عن الرحلات والأسفار، السندباد من الحكايات التي يمكنها جذب الأطفال والكبار وهي دائمة التقديم سواء في المسرح أو السينما.
قدم البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية فرقة تحت 18 مسرحية سندباد إخراج شادي الدالي، وتأليف إسلام إمام على مسرح البالون وضمن فاعليات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته 15، المسرحية تتخذ من شخصية السندباد محوراً لأحداثها وبنائها الدرامي، والشخصية في عمومها هي مزيج محدد وخاص من نماذج العاطفة  وأنماط السلوك للفرد، وبذلك فإن شخصية السندباد لها طبيعتها الخاصة التي تمتزج فيها العديد من المكونات النفسية والعقلية فهي تجمع بين الإقدام على المغامرة والخوف والشجاعة، والحلم والضعف والقوة بما يعنى أن شخصية السندباد تجمع بين الأضداد في تكوينها، وبذلك فهي من الشخصيات الثرية على المستوى الدرامي.
أما عرض سندباد فيبدأ زمنياً من اللحظة الآنية والتي نجد فيها سندباد صاحب قصر ومن الأغنياء، وهو الذى يقدم للمتلقي حكايته من خلال سردها على عابر سبيل جاء يقطف من حديقته تفاحة، فيدور العرض في سياق حكاية سندباد التي يسردها بشكل مرئي فالحكاية تقدم تمثيلاً من خلال  شخصية السندباد والشخصيات الأخرى في المسرحية، ومن اللافت للنظر أنه لا توجد اشارة لاحقاً داخل احداث العرض إلى  أن السندباد مازال يحكي حكايته بل يتم الاستغراق في الحكاية من قبل الممثلين ويتم اهمال الإشارة لما كان يسرده سندباد، الا أن متابعة الحكاية تمثيلاً تستطيع جذب المتلقي وتثير اهتمامه، ونحن اذاً نرى رحلة السندباد بعينيه ومن خلاله، ونعرف ما كان بداخله من شعور انساني  لحظة  القيام بأي فعل، فتارة يكون خائف وأخرى يشعر بالسعادة  فشخصية السندباد تعبر طوال العرض عن مشاعرها الداخلية لفظاً وأداءاً فقد اختار المخرج أن تكون تلك الشخصية أقرب للشخصيات التي يمتزج فيها الخيال بالواقع، وسرعة رد الفعل  عنوانها، والتردد والخوف هما رد فعلها الأول على أي موقف يواجهها، ومن  خلال الاسترجاع  تمثيلاً يعود بنا العرض إلى الماضي حيث سندباد المعتاد على التبزير واهمال المال، ومن خلال مكاشفة بينه وبين والدته نعرف أنه أصبح لا يملك شيئاً فقد ازدادت الديون نتيجة عم الاكتراث، ولا سبيل للسداد سوى العمل واذاً عليه خوض غمار رحلته عبر البحر كما  كان والده البحار يفعل، وذلك حتى يعمل في التجارة وينقذ نفسه واسرته من الفقر المنتظر نتيجة اسرافه واقتراضه.
 بداية الرحلة :      
يخوض سندباد تلك الرحلة التي تغير كل شيء حتى شخصيته الاعتمادية وخوفه الزائد، وتستطيع تهذيب سلوكه المتردد والمعتاد على التبزير، فعلى الرغم من أن الرحلة تعتمد على الخيال في نسجها للمواقف والأحداث - خصوصاً حين يحمله طائر الرخ ذلك الطائر الأسطوري، أو حين يهبط على جزيرة البلهاء أو حين يجد الكنوز من الجواهر، ويعود محملاً بها إلى وطنه - الا ان العلاقة بين نطاق الزمن الخيالي داخل المسرحية ونطاق الزمن الفعلي مثل العلاقة بين المكان الخيالي والبيئة الخيالية الحقيقية ملائم للنوايا المتضمنة في النص، فالفكرة أن يعرف المتلقي حجم الأخطاء التي وقع فيها السندباد فيتجنبها وأن يستمتع بتلك الرحلة الخيالية حتى وإن كان المكان غير قابل للتحقق سوى في الخيال، فالتنوع في اختيار الأماكن التي يذهب اليها سندباد في العرض يأتي ضمن اطار الأماكن الفانتازية والتي يمكنها أن تضيف الجو العام على الحكاية ولكنها غير قابلة للتحقق الفعلي على الأرض، وزمن حدوثها بالضرورة يتجاوز أي زمن فعلى أو حقيقي، لذلك فإن اختيار الأماكن التي يذهب اليها سندباد نابع من أماكن الحكاية الأساسية في التراث عن السندباد كشخصية تراثية ضمن حكايات ألف ليلة وليلة، وقد أضاف  هذا الاختيار للأماكن ثراء على النص الذى قدمه اسلام امام وجعل المتلقي يشعر بالألفة مع الأماكن على غرابتها في الحقيقة، ولكنها تتفق مع طبيعة الحكاية الخيالية ذاتها، واستخدامات الديكور التي قدمها المخرج شادي الدالي كوسائل تعبر عن المكان وموحية به، فمثلاً الايهام بوجود البحر إلى جوار الشاشة في الخلفية أضفى تنوع وكان متسق مع فانتازيا الحكاية.

  الكوميديا وسيلة لإيصال الرسائل :
وقد اعتمد المخرج في توجيه ممثليه على اتخاذ الكوميديا وسيلة يُضَمن من خلالها إيصال جميع الرسائل لمتلقيه، ذلك أن الكوميديا تصل بشكل مباشر إلى عقل المتلقي وتخاطبه ففي لحظة استجابة المتلقي للضحك يكون على صلة بعقول الآخرين فشعورنا بالعزلة لا ينتج  ضحكاً، ومهما افترضنا أن المضحك واضحاً للكل الا أنه يخفي في داخله فكرة تآمر مع ضاحكين أخرين، وكلما كان المسرح يحتوى على عدد كبير من الحضور كلما كان الضحك أكثر. ومن الضروري التأكيد على أن الكوميديا تجنح إلى التصوير الواقعي للوسط الاجتماعي، فهي تشير دائما إلى حوادث من الزمن الراهن وتفضح الممارسات الاجتماعية المضحكة والسيئة ،ولذلك فإن الاضحاك فيها يكون وسيلة نقد ،وقد تمكن عرض سندباد من أن ينتقد الواقع الاجتماعي من خلال سلوك الشخصيات في المسرحية، هذا إلى جوار انتقاد الواقع الفني من خلال الإشارة إلى بعض الأفلام المبتذلة والممثلين المعتمدين على نمط معين في تقديم الأفلام لتحقيق ما يمكن أن نطلق عليه نجم أو نجمة شباك، تحديداً في فترة التسعينيات في مصر.

آليات الإضحاك في عرض سندباد:
إن السخرية والاضحاك في الكوميديا يتوقفان عند فكرة أنه لا مضحك الا فيما هو انساني، فنحن نضحك في عرض سندباد من خلال المواقف التي يتعرض لها سندباد وغيره من الشخصيات التي تقدم أدائها على خشبة المسرح، وقد اعتمد المخرج على آليات الإضحاك في صياغة عرضه المسرحي، ومن المؤكد أن آليات الاضحاك يتم الاعتماد عليها من خلال الممثل على خشبة المسرح،  فالتكرار يتم الاعتماد عليه في العديد من المواقف داخل العرض، والتكرار في الكوميديا له سمات مختلفة عن التراجيديا وعن الحياة العادية ذلك أن التكرار في الكوميديا يعتمد على عنصر الآلية وهو الباعث الحقيقي على الضحك، ونجد استخدام عنصر الآلية من خلال شخصية قبطان السفينة، والذى يبدو نطقه لبعض الجمل وحركته كالألة مما يثير الضحك، وشخصية الدائن لسندباد واعتماده المظهر الألى أحياناً في الحركة والكلمات يثير الضحك، هذا إلى جوار شخصية ملك الجان واعتماده الألية أيضاَ وهذه الشخصية تحديدا  قد تبدو مثيرة للجدل كونها تعتمد على تكنيك قلب الأدوار فهي في الحقيقة ممثلة / فتاة وتقوم بدور ملك الجان فيبدو الصوت أنثوي في لحظات يفترض فيها شدة وخشونة الصوت بينما ما نسمعه هو صوت الفتاة مما يثير الضحك لدي المتلقي، وأيضاً قلب الأدوار في الكوميديا لا يكون في المظهر فقط وانما قد يكون في الجوهر أيضاً فقد يثير ضحكنا أن يتكلم السندباد على قوته وشجاعته وهو في موقف نسمع فيه دقات قلبه من خوفه من الشخصية المقابلة له، أيضاً حينما يتحدث الدائن غريب المظهر عن الأخلاق وأفعاله تناقض ذلك ،ويستخدم أيضاً المخرج آلية الاضحاك» الالتباس» وهى آلية تثير الكثير من الضحك ،ً ففي جزيرة البلهاء حينما يتحدث  سندباد إلى سكانها  غير مدرك أنهم لا يعرفون ما هو مكتوب على جزيرتهم ويعتقد هو أنهم يدركون فيصنع الكثير من الارتباكات والمداخلات المثيرة للضحك وما يسمى تداخل السلاسل، إلى أن يفض هذا الالتباس فيعود الحال كما كان وتسير الأحداث نحو التصاعد الذى يؤدى في النهاية كحال المسرحيات الكوميدية إلى النهاية السعيدة بأن يثاب الخير وهو هنا سندباد وحبيبته ويعاقب الشرير وهو الدائن والبحار وملك الجان أيضاً.
وبداخل المسرحية يوجد ما يمكن أن نطلق عليه التنكر، ولكنه تنكر من نوع خاص فملك الجان قادر على إعمال السحر في جميع من يخالف أوامره، فتارة يحول من أحبها ورفضته إلى كرسي وتارة أخرى يحول حبيبين إلى زرافة للزوجة وأحد الماشية للزوج، أما عن حبيبة سندباد والتي تم بيعها حينما بدأ هو رحلته فقد حولها ملك الجان إلى طائر، ومن الجدير بالذكر أن حبيبة سندباد هي بالأساس جارية كان سيشتريها سندباد ويحررها من العبودية ثم يتزوجها، وهو مالم يحدث في بداية المسرحية لذلك كان هذا أحد الدوافع لدى سندباد إلى البدء في رحلته، بل والعودة لخوض غمار رحلة جديدة يستعيد فيها حبيبته ويتحدى ملك الجان.
في نهاية الكوميديا السعيدة تعود الشخصيات إلى طبيعتها فالعائق الذى أدى إلى أن المتلقي يضحك على هذه الشخصية يزول وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح، وتكمن النهاية السعيدة في الكوميديا في التأكيد على أن العالم  لا ينهار امام التفاهات والتصرفات الشاذة بل لا بد من استعادة الحياة من جديد.
عرض السندباد من اخراج” شادي الدالي”، “كتابة اسلام امام”، أشعار” محمد زناتي “وهي أشعار تخدم الحكاية الأساسية للسندباد وتؤكد على رحلته،  ومن الجدير بالذكر التأكيد كون هذه الأشعار أضفت الكثير من البهجة على العرض المسرحي واختزلت بعض من الزمن في اللحظات التي كان السندباد ينتقل فيها من بلد لأخر ضمن سياق الحكاية.
الاستعراضات ل “كريمة بدير” تميزت بالسلاسة القادرة على التعبير عن المعنى إلى جوار أنها أسهمت في استكمال الصورة الجمالية للعرض المسرحي.
تصميم الأزياء ل “مروة عودة”  ساهمت في تأكيد الحالة الخيالية التي تستمد جذورها من التراث، وتوافقت الملابس مع طبيعة كل شخصية.
تصميم الديكور والاضاءة ل “عمرو الأشرف” و استطاع الديكور أن يعبر عن المكان والزمان بشكل مختصر غير مبالغ فيه، وتميز بسهولة الاستخدام والتحريك فمشهد المركب الشراعي وحركتها السلسة صنع إضافة واضحة لرحلة السندباد، أما الإضاءة فكانت مناسبة للاستعراضات وتخللها الألوان المبهجة، وتناسبت الإضاءة  بشكل عام مع العرض وطبيعته.
الماكيير ل “وفاء داوود” استطاع التأكيد على عدد من الشخصيات خصوصاً شخصية ملك الجان فهذه الشخصية اعتمدت على المكياج بشكل أساسي لإمكانية التنكر من أنثي لرجل هو شخصية ملك الجان، فكانت المبالغة في شكل العين والفم إلى جوار الباروكة التي يتم ارتدائها، وقد استطاعت “وفاء داود” ضبط المكياج الخاص بكل شخصية مما ساعد في ضبط التصور الذهني عن كل شخصية لدى المتلقي .
الممثلين أدوا أدوارهم بما يتوافق مع كل شخصية وطبيعتها وعلاقاتها بالشخصيات المحيطة بها، وقد قام بدور السندباد “ضياء زكريا” والذى قدم الدور بحس كوميدي وباعتماد على المبالغة في رد الفعل أحيانا ولكن دون اللجوء إلى التزيد، أما شخصية حبيبة السندباد فأدتها “هند الشافعي” واستطاعت ان تقدم الضحك بشكل مناسب للشخصية، أما عن ملك الجان “يسرا كرم” و الدائن لسندباد” محمد يوسف/ أوز” فقد اعتمدا على تقديم الشخصيات ذات الطبيعة الكارتونية أي التي تكون المبالغة في الشكل والحركة والصوت والأداء وسيلتها في إضفاء الكوميديا وتكوين ملامح خاصة للشخصية، وقد نجحت يسرا في صياغة شخصيتها بشكل موفق، وكذلك استطاع محمد يوسف إضفاء البهجة على الشخصية وانتزاع الضحكات العالية من الجمهور، أما شخصية البحار والتي قدمها “أحمد أوسكار” بشكل كاريكاتوري مثير للضحك واستطاع من خلالها استلاب الضحكة من المتلقي إلى جوار أنه قدم بعض العزف الموفق على ألة الهارمونيكا.
  السندباد من العروض التي تقدم الكوميديا دون اللجوء إلى الافتعال لإثارة الضحك.
_______________________
المصدر: جريدة  مسرحنا 

الخميس، 20 أكتوبر 2022

الفنانة المبدعة عبير عيسى : شكرا لمهرجان بغداد الدولي للمسرح وللقائمين علية

مجلة الفنون المسرحية 

 الفنانة المبدعة عبير عيسى  : شكرا لمهرجان بغداد الدولي للمسرح  وللقائمين علية

Abeer Issa

قالت الفنانة المبدعة عبير عيسى الوفية لفنها ...

تكريم افتخر به من بغداد ومن المسرح العراقي ومع هذه النخبة من المبدعين .

شكرا لمهرجان بغداد الدولي للمسرح  وللقائمين علية

شكرا للعراق العظيم

الروبوتات فيكس والأردوينو تبوح بأسرارها لمنتسبي "مؤسسة ربع قرن"

مجلة الفنون المسرحية 

الأربعاء، 19 أكتوبر 2022

بمناسبة مهرجان بغداد الدولي للمسرح، احتفل باستاذي وبمعلمي الكبير قاسم محمد حوار افتراضي مع الفنان" قاسم محمد"، من خلال رسائل تبادلناها معا، على بعد مسافات / محمد سيف /باريس

مجلة الفنون المسرحية 

بغداد تحتضن الجمال / سمير خليل

مجلة الفنون المسرحية 
بغداد تحتضن الجمال

هاهي مدينة بغداد..حاضنة التاريخ والمحبة والجمال.. تستقبل ضيوفها..احباءها على بساط السحر والالق والابداع..على بساط المسرح العراقي الزاهي الالوان..كعادتها تنبض هذه المدينة الطيبة بنبضات المسرح..مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة الذي تنظمه وتشرف عليه خلية الابداع والجمال..دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار..عرس ملون بطعم الفرح والتلاقي والمحبة..روض للجمال تتراقص فيه الاجساد وتتلون الكلمات والافعال لتنثر الوعي والمتعة والخيال..ضيوف اعزاء لبوا دعوتنا الصافية..حملوا احجارهم الكريمة وحلو بيننا اخوة وخلان ..تحتضنهم الاعين والقلوب والارواح ..يعرضون جواهرهم على مدى ايام في مدينة الف ليلة وليلة..ضيوف من مختلف البلدان والامصارقدموا الى العراق يسبقهم الشوق والشغف لمعانقة هذا االبلد الامين واهله ومبدعيه الطيبين.. 
مهرجان بغداد الدولي للمسرح والذي دأبت دائرة السينما والمسرح على تنظيمه وادارته وايصاله لمرحلة الابهارتحت شعار" لان المسرح يضيء الحياة" ..هاهي تعاود التحدي والاصرارلاقامة الدورة الثالثة..متحدية كل الصعاب من اجل رسم صورة زاهية بهية لعراقنا وبغدادنا ومسرحنا..وبالتأكيد فان لمحافظاتنا العزيزة مساهمة فاعلة في هذا العرس المسرحي البهي..
دائرة السينما والمسرح بادارتها ومبدعيها الشباب الذين امتشقوا حسام الثقة والشجاعة من اجل هذا الكرنفال الملون بالوان السحروالجمال..واصلوا الليل بالنهارلتهيئة الاجواء والارضية الرصينة لاحتضان هذا المهرجان الذي كان وسيكون قبلة الابداع وسحر المسرح الاخاذ..
حللتم اهلا ووطأتم سهلا ضيوفنا الاعزاء..اخواننا واحباءنا واصدقاؤنا من الشرق والغرب..هاهي بغداد تستقبلكم بورود المحبة..هاهي مسارحنا الثلاث باضواءها الملونة بالوان الالق المسرحي جاهزة لترسموا عليها لوحات انسانية وجدانية ملونة .. 
من هنا ..من هذه المدينة الاصيلة نفتح قلوبنا لنقول لكم : اهلا وسهلا ومرحبا اغاتي..

بطلقة الرحمة.. تفتتح فعاليات مهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح

مجلة الفنون المسرحية 
بطلقة الرحمة.. تفتتح فعاليات مهرجان بغداد الدولي  الثالث للمسرح 

تنطلق فعاليات مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الثالثة بالعرض المسرحي العراقي الكبير.. طلقة الرحمة.. للمؤلف والمخرج العراقي محمد مؤيد التي ستكون ايذانا بانطلاق المهرجان يوم الخميس القادم  للفترة من 20 ولغاية 28 من شهر تشرين الاول في تمام الساعة السادسة مساءا وعلى خشبة المسرح الوطني.. طلقة الرحمة... رؤيا اخراجية متمردة اعتمدت على حركة الجسد والضوء  اخذت لطريقها مسارا مختلفا ، متخذة لغة الجسد أساسا في التعبير لتحقيق ما يصبو اليه المخرج من دلالات ورؤى وأفكار  مكنونة. طلقة الرحمة..جدلية بين الحياة والموت ، وبين الخير والشر وهي دعوة للتمسك بالحياة والابتعاد عن التفكير بالموت ،  انها دعوة للحب والسلام ونبذ العنف  بكل اشكاله وضعها محمد مؤيد ليثبت من خلالها ان الانسان محبا بطبعه للحياة قادرا على التحدي والمواجهة لنيل الحرية وصولا الى ما يريده في العيش بكرامة بعيدا عن العنف والقتل والدمار

وسن العبدلي  
العلاقات والاعلام

لان المسرح يضيء الحياة...مهرجان بغداد الدولي الثالث.. للمسرح .. يكرم عددا من المسرحيين العراقين والعرب

مجلة الفنون المسرحية 
لان المسرح يضيء الحياة..
.مهرجان بغداد الدولي الثالث.. للمسرح .. يكرم عددا من المسرحيين العراقين والعرب

ضمن منهاج فعاليات ونشاطات مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة والذي سيقام على مسارح بغداد وعلى خشبة المسرح الوطني للفترة من 20 ولغاية 28 من شهر تشرين الاول، سيتم تكريم نخبة من المع نجوم المسرح العربي والعراقي ممن شكلوا بصمة وتاريخا مسرحيا تفخر بها الاجيال ،  وتعد هذه الفقرة في المهرجان مبادرة والتفاتة كريمة من لدن الادارة العليا للمهرجان والمتمثلة بالدكتور حسن ناظم وزير الثقافة رئيس اللجنة العليا للمهرجان،  والدكتور احمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح رئيس المهرجان.. تثمينا وتكريما لعطاءهم الذي لا ينضب. والمكرمين هم كل من *
 الفنانة سهير المرشدي/مصر،  الفنانة دليلة مفتاحي/تونس،  الفنانة سليمة خضير/ العراق،  الفنانة خالدة مجيد/العراق،  الفنانة عبير عيسى/ الاردن،  الفنان سامي قفطان/ العراق،  الفنانة ميديا رؤوف/ العراق،  الفنانة فوزية عارف/ العراق،  المخرج مخلد راسم الجميلي/ العراق،  الكانب علي عبد النبي الزيدي / العراق * مبارك لكل من زرع وحصد نتائج ابداعه المسرحي ،  مبارك لمن افنى حياته لاسعاد غيره ،  مبارك لكل من وجه رسالة حب وسلام على خشبة المسرح العربي والعراقي من صناع الجمال
وسن العبدلي
العلاقات والاعلام

الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022

لأن المسرح يضئ الحياة ..المكرمون في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة

مجلة الفنون المسرحية 
لأن المسرح يضئ الحياة ..المكرمون في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة

أعلنت  ادارة مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته الثالثة، تكريم مجموعة من الفنانين العرب والعراقيين، وذلك تقديرا لمشوارهم الفني، وحضورهم الكبير في المشهد الدرامي ، ومساهماتهم في الارتقاء بالذائقة الفنية، واختياراتهم المنحازة الى قيم الجمال، والفن الراقي والمتميز فنيا وفكريا.
وسيتم تكريم الفنانة"عبير عيسى" من الاردن، والفنانة "سهير المرشدي" من مصر،والفنانة"دليلة مفتاحي" من تونس، ومن العراق الفنان " سامي قفطان"،والفنانة" سليمة خضير"، والكاتب"علي عبدالنبي الزيدي"،والفنانة"فوزية عارف"، والفنانة"خالدة مجيد"،والفنانة"ميديا معروف"،والمخرج" مخلد راسم الجميلي".
مهرجان  بغداد الدولي للمسرح،يقام تحت شعار " لان المسرح يضيء الحياة" خلال الفترة"من 20- 28 تشرين اول 2022، وبمشاركة خمسة عروض اجنبية من دول " فرنسا, اوكرانيا, بلجيكا, روسيا, ايران " ، وثلاثة عشر عرضا من الدول العربية " الكويت , الاردن, البحرين, فلسطين, المغرب, الجزائر, سلطنة عمان, سوريا , السعودية, مصر, ليبيا, تونس " ، وسبعة عروض مسرحية من العراق البلد المضيف
 

الاثنين، 17 أكتوبر 2022

حضور التراث على المسرح-مقدمة في إزاحة الأوهام

مجلة الفنون المسرحية


حضور التراث على المسرح-مقدمة في إزاحة الأوهام

إبراهيم عبدالله غلوم
كاتب وناقد من البحرين

تقليب الأوهام

لن يكون دقيقاً أن أعبر عن حضور التراث في النص المسرحي بأنه من قبيل الاستدعاء أو التوظيف ، أو نحو ذلك مما يدل على هامشية أدلة حضور التراث ، سواء في النص أو في العرض. وقد ساد النظر إلى حضور التراث في المسرح على أنه لا يعدو أن يكون تقنية عابرة، أو طريقة، أو أسلوباً يلجأ له الكاتب، أو المخرج حينما يشاء ذلك.. وحقيقة الأمر بخلاف ذلك كما سأبين من خلال العمل على تنحية الأوهام السائدة حول علاقة المسرح بالتراث، أو بأنساق الثقافة الشعبية بصورة كاملة.

أولاً : التراث ليس ماضياً

وأول ما يقلب ذلك النظر السائد إلى حضور التراث هو أن أحداً يصعب عليه الحفر في معنى المسرح دون أن يتمثَّل تلك الخصوصية الغامضة المتصلة بعلاقة المسرح بالتراث.. أو بالماضي. وربما كان هذا الحضور من الهيمنة، ومن التناقض، وربما من اللامحدودية بحيث أنه يشكل الجانب اللامتجانس في معنى المسرح  ودلالته، ويحضر خطاب الماضي، أو التراث على المسرح لا كمرجع، ولا كوظيفة، ولا كزخرف، ولا كخلفية، وإنما كحركة يتشكل النص في سياقها، ومن خلال فضائها بأكمله، سواء من خلال الكتابة المباشرة أو التجريب المباشر على مفردات الماضي / التراث.. أو من خلال سلسلة من التقابلات والمشاكلات بين ما نرده إلى المفاهيم والظواهر التي يتيحها لنا الاستنباط من التراث، أو ما نرده إلى الاستعارات البلاغية التي يمنحها لنا استعمال التراث بوصفه خطاباً متماهياً أو متناصاً في خطاب النص (المسرحي).

ومن أجل توضيح هذه الصورة التي ربما بدت معقدة سأعود إلى مقاربة خطيطة وضعتها من أجل التعرّف على اختراقات حضور مستويات الزمن في المسرح، وتوضح لنا هذه الخطيطة أن أي منغمس انغماساً حقيقياً في المسرح يدرك أن لهذا المسرح حدّين قاطعين : أحدهما يغوص في الماضي، والآخر يغوص في الواقع، وأن الحراك المتبادل بينهما هو المؤسس الحقيقي للمعنى الجوهري في المسرح. ولم يكن المسرح في يوم من الأيام حتى مع المسرحيات التاريخية التي تتخذ من التاريخ مجرد خلفية زاهية، أو قطعة زمنية منفصلة، يغوص بأحد الحدين دون الآخر. فإمّا أن يكون بهما ويكون مسرحاً، وإمّا ألاّ يكون بهما فلا يكون مسرحاً.

والسؤال الذي يُطرح في هذا السياق: هل المعنى أو الدلالة والرؤية تتجرَّد لأحد الحدَّين، وتنحاز له وحده ماضياً أو واقعاً؟.. أم أنها تعيد صياغة العالم بمنظور رؤية قوامها تشابك الأزمنة–الماضي والحاضر والمستقبل فوق أرضية مشتركة، ومنطقة متأججة بالصراع والتناقض وعدم التجانس؟.. وإذا كانت هذه الأرضية أو المنطقة التي تشكل مساحة النص (المسرحي) فإننا في هذه الحالة نستطيع اختزال حدِّ الماضي، وإن كان تاريخاً.. أو حكاية أو أسطورة بعيدة مع حدّ الواقع، فبنية النص المتناقضة اللامتجانسة هي قوام هذا الاختزال، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الماضي يقع في بؤرة منظور صاحب ذلك النص المكتوب (المؤلف)، وتبئير هذا المؤلف للماضي ظاهر وخفيّ، مفصح عنه أو مكنون ومعميّ. ولا يتموضع هذا التبئير إلاّ في الواقع الذي يحقق وجود المؤلف. مما يعني أن المسرح في أي عصر من العصور مهما غاب بعيداً مع الماضي، فإن ما ينجزه ليس للماضي وإنما للحاضر / الواقع (الزمن الذي ينجز النص).

إن هذا المعنى يقلب مفهوم الماضي بمعناه التراتبي، ويجعله مقترناً بالواقع في عمود واحد، لأنه في أبسط معانيه على المسرح أحداث وشخصيات تعكس زمنها التاريخي كما تعكس زمن السارد الواقعي (المؤلف/ المتلقي) إما بواسطة قانون الاستدعاء، أو الاستلهام أو قانون التوظيف، أو قانون الإسقاط الطبيعي أو العكسي.. وهكذا فإنه على المسرح يصاغ الماضي–وقد كان واقعاً قبل التشكّل على المسرح–ليكون تشكيلاً للواقع الذي يحدث الآن، أو المستقبل الذي سيحدث في زمن السارد (المؤلف / المتلقي). وفي كل الأحوال فإن هناك بؤرة ثابتة لا تميل عنها الحساسية المسرحية وهي الواقع. وإذا افترضنا هنا الخطيطة المرسومة لمادة المسرح كبوصلة تضم العديد من مستويات الزمن المتماهية بين ثلاثة فواصل رئيسية هي الماضي والواقع والمستقبل، فإننا سنرى مؤشر هذه البوصلة يتحرك أنَّى كان المصدر الأساسي للمادة الخام المكوّنة لشكل المسرحية ومادتها فقط، لكنه سيثبت دائماً أمام مفصل الواقع، كما يبينه الشكل التالي :

إن المكوّن الأساسي لحساسية النظر إلى الواقع لا يمكن افتراضه فوق حدّ منفصل عن الماضي.. فالزمن مسرح مطلق لتكوين هذه الحساسية دون قيود، أو شروط مسبقة، وهذا يعني أن الماضي لن يكون هامشياً على الإطلاق على خشبة المسرح، ولن يكون مجرد استدعاء أو توظيف، وهو ليس خلفية يتمُّ بها تطريز النظر إلى عالم الواقع، وإنما هو سيرورة، وحركة في التاريخ، وهو بهذا المعنى مكوّن جوهري لسلسلة من الأسباب والعلل والصور والأفكار سواء اتخذناها في نص الرواية، أو نص القصيدة، أو نص المسرحية.. وسواء نظرنا إليها فوق خشبة العرض المسرحي.. أو فوق حركة التاريخ.

ثانياً : التراث ليس أقنعة

يتوهَّم كثيرون بأن التراث من حيث كونه أحداثاً وشخصيات وثيمات ومفردات  يشكِّل سلسلة من الأقنعة، يوظفها الكاتب من أجل مراوغة الرقابات المكنونة في المجتمع حول الأفكار وحريات التعبير، وهم لذلك يفسرون انهماك عدد من الكتّاب بموضوعات التراث والتاريخ والأساطير بأنه مؤشر على أزمة الحريات في المجتمعات العربية، وهو مظهر لحضور رقابات السلطة والدين والتقاليد..

وأعتقد أن التفسير السابق لا يرتكز على فهم جوهري للمسرح ولا للتراث، وإنما يعتمد على فهم المسرح بوصفه موضوعات تتقاطع مع المحرمات السائدة في المجتمع.. وقد ساد اعتقاد لفترة طويلة من تاريخ المسرح العربي بأن المسرح هو معالجة موضوعات السياسة والسلطة والمحرَّمات بوجه خاص، سواء اتصلت بالدين أو بالجنس أو بغيرها. وتوسّع هذا الاعتقاد إلى الحدِّ الذي وصل فيه فهم البعض للمسرح بأنه معالجة كل مشاكل المجتمع في آن واحد.

مثل هذه النظرة وضعت المسرح في مواجهة بدون شك أمام المجتمع والسلطة والقوانين والتقاليد، فتحوَّل إلى صفوف السياسة والايديولوجيا، ووقفت منه السياسات الثقافية الرسمية مواقف مضادة، وأصبح–أي المسرح–وسيلة انتهازية في يد المصفوفات السياسية جميعها، ومن ثم قلَّ الإبداع فيه، وكثر الخطاب الايديولوجي المتكىء على التراث.. والمتستر بأقنعته المختلفة من شخصيات وأحداث ورموز اقترنت باستمرار بمعنى السطلة والسلاطين، وما ينضوي في ذلك من دلالات نمطية سائدة ومعروفة في الثقافة العربية.

مثل هذه النظرة «النفعية» «الانتهازية» خلقت أوهاماً مضلّلة حول معنى المسرح أولاً.. وحول كيفية علاقته بالتراث ثانياً.. فالمسرح في سياق هذا الوهم هو المنبر الأوسع للايديولوجيا وللسياسة.. والتراث هو مستودع الأقنعة، وهو المعادل الموضوعي لكل ما يجري بين ظهراني السياسة والسلطة والمواطن والمجتمع من قضايا الاستغلال والظلم وغياب الحريات الخ..

وسط هذا الاعتقاد وتلك الأوهام شاعت مصطلحات «الإسقاط السياسي» و«التوظيف» و«الاستدعاء» و«التثوير» ونحوها مما اقترن باستخدام التراث على المسرح من مصطلحات استهلكها النقد الأدبي لعقود من الزمن.. وهي كلها تشير إلى أن شروط التراث تفرض هيمنتها على كيفية انبناء الخطاب في النص المسرحي.. إنَّ خطاباً بأكمله هو خطاب التراث والثقافة الشعبية وشخصياتها وأقنعتها يراد لها الحضور بشكل مسبق على حضور خطاب أكثر منه تعقيداً ودقة وإشكالية وهو خطاب النص.. وهناك مساحات كبيرة تعمل في خطاب النص المسرحي لم يَنْظُر لها النفعيون السابقون بعين الاعتبار وهي مساحات اللاشعور، والاستيهام، واختراقات العادة والمألوف، واشتغالات اللامنطق في خلق المنطق، واشتراطات أخرى معقدة وغير متجانسة لا حصر لها، تعمل جميعها كمرجع في تكوين خطاب النص بعيداً عن الاستباقات التراثية الجاهزة.

ثالثاً : التراث ليس هوية منغلقة

ارتبط مفهوم المسرح خلال مايزيد عن ثلاثة عقود، وحتى الآن بشعار العودة إلى التراث من أجل خلق مسرح عربي أصيل، أو دراما ذات هوية عربية أو ذات طبيعة درامية عربية. وبينما كان الأوربيون يستلهمون من التراث الشرقي/ والعربي ما يصقل إحساسهم بالمعنى العميق والإنساني للمسرح ومن ثمَّ للحياة، وما يجعلهم أكثر قدرة على امتلاك أدوات وتقنيات ومناهج تجريبية جديدة من أجل تأسيس مفهوم إنساني شامل للمسرح.. أقول بينما ذلك يحدث نجد العكس في المسرح العربي. وما شعار «ربط التراث بخلق مسرح عربي» إلا الصيغة المباشرة المعبرة عن النكوص بالمعنى الإنساني في فن المسرح.. ومن ثمَّ في فهم طبيعة حضور التراث في الحياة العربية.

لقد أصبحت مشكلة المسرح العربي خلال سنوات عديدة تتلخص في الذهاب إلى التراث دون مصاحبات عقلانية، واعتقد الجميع في ذلك نوعاً من التجريبية الجديدة، خاصة أنها توافقت مع إشكالية الأصالة والمعاصرة في الثقافة العربية، وتداعياتها في الفن، والفكر والسياسة والمجتمع والتنمية، وقد كرّست العقود الثلاثة الأخيرة مقولة التراث على المسرح بوصف التراث ممثلاً للأصالة في مقابل القالب المسرحي الأوروبي بوصفه ممثلاً للحداثة أو المعاصرة، وبذا جرى استلهام التراث على هذا النحو التصنيفي المتعسِّف، ووضعت حلقات التراث ومساحاته في سياقات تقابلية مع قوالب مسرحية أوروبية هي في الأصل ذات سياقات تراثية في الثقافة التي تنتمي إليها.. إذ من يستطيع أن يفكّ علاقة المسرح اليوناني بالتراث، أو المسرح الروماني بالتراث، ومن يستطيع أن يجرّد مسرح شكسبير من التراث والتاريخ، أو مسرح أبسن وسترندبيرغ وبرتولد بريخت وموليير وراسين وكورني.. وهل يستطيع أحد أن يفصل اشتغالات المخرجين المسرحيين العظام أمثال ستانسلافسكي ومايرخولد وغيرهم عن تراثهم الثقافي الذي قضوا عمرهم يحفرون فيه، وينقبّون في خلاياه.

ومرة أخرى ينحرف النظر إلى التراث لأسباب غير عقلانية فوق خشبة المسرح، فوسط الخطاب المنغلق على الايديولوجيا القومية الذي سيطر على الثقافة العربية منذ الستينات انهمكت التطبيقات العملية في هذه الثقافة مع مقولة التراث.. فالمشروع القومي لم ينتقل إلى حيّز الواقع في أية تجربة عملية (عقلانية وديمقراطية) وإنما بدأت سلسلة إخفاقاته تتوالى.. وبدأت سلسلة من دعاوى الاشتراكية تتحوَّل إلى سلسلة من دعاوى الليبرالية، وفي هذا السياق وجدت مقولة التراث تربتها بحثاً في الماضي التقليدي، وإثباتاً لإمكانيات الذات القومية والايديولوجية المتراجعة.إن المسرح العربي–إذن–لا يذهب إلى التراث مبرءاً من الاستباقات التاريخية المندمجة في سياقات الظروف الطارئة التي مرت بها الأمة العربية، وإنما انغمست فكرة التراث في هذه الظروف وأصبحت إحدى شروطه.. بينما هي على المسرح تخترقها شروط مغايرة، ومختلفة تماماً عن شروط كونها ظرفاً تاريخياً طارئاً..

أما مسألة الشغف بإثبات الهوية العربية عبر التراث على المسرح فهي تتناقض مع عقلانية التجريب الذي خرجت في أوساطه أولاً.. وهي لا تنسجم مع خطاب النص الذي يتأسس عبر شروط متسقة ومتعارضة، منسجمة وغير منسجمة، وذلك لأن الهوية فعلٌ نشحذ به قراءتنا للنص، إنها شحنة ثقافية نملأ بها ما يسميه رولان بارت بالمساحة الفارغة الموجودة في النص. وهي لذلك طارئة.. ومتداخلة مع نشاط التأويل والقراءة المعاكسة–ربما–للنص. ومن ناحية ثانية فإن شعارات الهوية المطروحة تتعارض مع عقل التجريب الذي يفترض إلغاء حواجز الهوية، وحواجز المصفوفات الاجتماعية التي تصنعها رواسب وأنساق المجتمع الثقافية. ومن أجل ذلك أستطيع القول أن الكمّ الكبير من نصوص المسرح العربي التي ذهبت إلى التراث لم تؤصل مسرحاً عربياً، وإنما استعادت تقنيات أصَّلتها كشوف المسرح الأوروبي الحديث، وخاصة عند بريخت وغيره، والجانب الذي أصَّلته حقاً لا يتمثل في ابتكار تقنيات ووسائل وصور وأشكال، وإنما يتمثل في وضع كمٍّ مسرحي عُني بتفسير وقراءة التراث لا غير. ينطبق ذلك على مسرح توفيق الحكيم وسعد الله ونوس وألفريد فرج ومحفوظ عبدالرحمن وعزالدين المدني وصلاح عبدالصبور وغيرهم.

رابعاً : التراث ليس إسقاطاً

حين نقلِّب أكثر في تلك الأوهام السائدة، ونعيد النظر في تجاربنا المسرحية، بعيداً عن سلطتها ستبدو فكرة المسرح نقية، من النقاء بحيث لا توصف.. عميقة من العمق بحيث لن تدرك.. معقدة وغير منسجمة من التعقيد وعدم الانسجام بحيث أنها لن تجعلنا نفرغ تماماً من قراءتها وتأويلها.. بل إنها لن تتسع لها نصوص تجربة مسرحية محددة في مجتمع مّا، أو محيط مّا.. أما التراث في النص المسرحي فلا يمكن أن أنظر إليه إلاّ بوصفه حركة في نسيج ذلك النقاء والعمق والتعقيد، وهو حركة في نسيج الفضاء الذي يسرده النص. وسواء كان هذا التراث موجوداً أو متناصّاً أو متخيّلاً فإنه عرضة للتناقض والتعارض مع تشكيلات نسيجية موازية لا حصر لها.

سيخضع التراث–إذن–إلى عمليات تحويلية صعبة، وشائكة، استعارات، وتمثلات، وتعارضات لا حصر لها، ستجعله يقوم بالتمثيل.. تماماً كما ستقوم أية مادة مستعارة بمثل هذا التمثيل، سواء جاءت على لسان هذه الشخصية أو تلك.. فالتراث لحمة داخلية من صور وأفكار، وليس شحنة خارجية من إسقاطات التأويل والقراءة، كما افترضت ذلك الكثير من النصوص المسرحية الايديولوجية.. ولذا لا أتمثله إلاّ بوصفه حركة ذهنية تجري داخل النص، وتكوِّن بنيته مع جملة حركات ذهنية أخرى لا حصر لها، لكنَّه لن يكون حركة هامشية، إنه حركة تتصف بالحضور المركزي، والحضور الذي أعنيه أعمق وأشمل من مصطلحات الاستدعاء والتوظيف والإسقاط والتأثير ونحوها.. الحضور هنا يعبر عن هيمنة نسقية لها من القوة بحيث لا يمكن وصفها بأي مصطلح يُقصي درجات حضورها ولو بشكل جزئي، أو يختزلها في سياقات وتجليات هامشية.. إن الحضور الذي أعنيه طاقة متخفّية، وقوة مهيمنة وموجّهة للمفاهيم والتصوّرات. والقوة أو الهيمنة أو الطاقة.. تقرِّب مفهوم الحضور الذي أعنيه من الصيغة النسقية التي تتحوّل فيها مادة التراث إلى أفعال ومواقف وأفكار نفسّر بها الواقع وكأننا ابتعدنا عن التراث، بينما النسقية تنخرط بنا في الحضور الشامل للتراث. وأرى بأن تصوّر علاقة «الحضور» بين التراث والمسرح هذه ستُعين على إعادة تقييم أدبية نصوص المسرح، كما أنها ستُنحِّي الكثير من التصورات أو الأوهام غير الدقيقة في علاقة التراث بالمسرح.

لقد خلّفت تلك الأوهام التي حاولنا إزاحتها–عبر الشكوك، وأسئلة النفي العقلاني–سلسلة من التناقضات المهيمنة في النقد للمسرح من جهة، وفي التنظير للتراث على المسرح من جهة أخرى، فقد ساد النظر إلى التراث بأسلوب توظيفي، أو استدعائي أو استلهامي، أو إسقاطي، وهذه أدوات تنظير لا قبل لها بتشخيص حالة الحضور النسقي للتراث على المسرح، لأنها–في اعتقادي–تتشابك جميعها في تشخيص حالة الحضور «النسقي للتراث».

إن مصطلح «الحضور» يصف لنا بشكل بنيوي/ أفقي ظاهرة العلاقة بين المسرح والتراث، وفي نفس الوقت يهيىء لهذا المصطلح الاستجابة النقدية والفكرية لمحايثة الحضور العمودي للتراث أيضاً، خاصة عندما تصطنع المئات من النصوص المسرحية حضوراً بازغاً (مباشراً) أو تتقنّع بحضور خفي يعيد إنتاج مفاهيم التراث وثيماته، دونما حاجة إلى استخدام حكاياته ومفرداته المباشرة.. وفي كلتا الحالتين فإنّ الذهاب إلى كشف التجليات العميقة لبنية الحضور لابدّ أن يراود نصوصاً عملية بالتحليل والنقد وهو ما أرجو أن أفسح له مقالة أخرى.

---------------------------------
المصدر : الثقافة الشعبية 

الأحد، 16 أكتوبر 2022

(جي بي أس) تحفة بصرية تضيءمهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح /عبد العليم البناء

مجلة الفنون المسرحية 
(جي بي أس) تحفة بصرية تضيء مهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح 

مع بدء العد التنازلي لإنطلاق العرس المسرحي الكبير المتمثل بمهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح، الذي تقيمه دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار تحت شعار(لأن المسرح يضيء الحياة) بين العشرين والثامن والعشرين من تشرين الأول أكتوبر 2022، سيكون الجمهور المسرحي العراقي على موعد مع العرض المسرحي الباذخ (جي بي أس - GPS) للمسرح الوطني في الجزائر، ومن تصميم وإخراج المبدع محمد شرشال، لتدخل مضمار المنافسة مع ثلاثة وعشرين عملاً مسرحياً عراقياً وعربياً وأجنبياً، لاقتناص جوائز المهرجان، الذي سيشهد برنامجه وفعالياته المصاحبة، تنظيم ندوة فكرية دولية بعنوان (إشكالية التمسرح وممكنات التلقي) تضم ثلاثة محاور: (مرجعيات التمسرح)، و(راهن التمسرح)، و(آفاق التمسرح)، بالإضافة إلى إنعقاد الاجتماع الثاني لشبكة المهرجانات المسرحية العربية الذي يجيء استكمالاً للاجتماع الأول الذي انعقد على هامش الدورة التاسعة والعشرين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في أيلول 2022، فضلاً عن تنظيم مسابقة في التأليف المسرحي موجهة للمؤلفين العراقيين، فضلاً عن ورش مسرحية متنوعة. 
العرض المسرحي (جي بي أس) سبق له أن فاز بالنسخة التاسعة لجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عمل مسرحي في مهرجان المسرح العربي بدورته الثانية عشرة التي انعقدت في العاصمة الأردنية عمان، وأقامته الهيئة العربية للمسرح عام 2019، وكان لي شرف حضور فعالياته مع نخبة من أبرز الفنانين والكتاب والنقاد المسرحيين العراقيين، وجاء هذا الفوز الحاسم بقرار من لجنة التحكيم التي رأسها د. خالد جلال من مصر وضمت في عضويتها: د. شذى سالم من العراق، ولينا خوري من لبنان، وعادل حربي من السودان، وإيهاب زاهدة من فلسطين، حيث يعد مهرجان المسرح العربي الذي تأسس بالإمارات في 2009 من قبل الهيئة العربية للمسرح أحد أهم مهرجانات الفن الرابع بالبلدان العربية، ودأبت الهيئة العربية للمسرح برئاسة عاشق وسلطان المسرح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، على إقامته دورياً في إحدى العواصم العربية مطلع كانون الثاني يناير من كل عام، وستقام الدورة الثالثة عشرة منه في العاشر من شهر كانون الثاني 2023 في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية.
وبالتناغم مع آراء ورؤية وقراءة ثلة من فناني ونقاد المسرح المرموقين من العراقيين والعرب، فإن العرض المسرحي الجزائري (جي بي أس) بقيمه الجمالية، والفنية ،والإبداعية، نجد أنه قد "عالج ثيمة ضياع الإنسان المعاصر بين الأفكار والمبادئ وموقفه من الوقت وإدمانه الانتظار دون الوصول إلى أي هدف، بل ويقدم صورة للإنسان المسخ الذي يتحول ويفقد حتى حقيقته، سواء بفعل فاعل أم بإرادته، فالأبطال ينتظرون منذ مولدهم الخلاص دون جدوى، والقطار الذي هو رمز الخلاص يمر في كل مرة دون أن يستقله أحد، فبينما هم ينتظرون ينشغلون ببعضهم البعض، لا ينتبهون إلى الوقت ولا إلى عبور القطار حتى بلوغهم الشيخوخة..".
ينجح المخرج المبدع محمد شرشال في صياغة رؤيته ومعالجته عبر لوحات تكاد تكون منفصلة بطريقة تجعله أقرب إلى الفرجة والفكاهة، معتمداً على قدرات الممثلين في الحركة والتعامل بأجسادهم لا بأصواتهم، من خلال بعض الرقصات المنضبطة مع اكتفاء الممثلين، فقط، بالإيماءات والحركات، مع اعتماد ديكور متحرك في البداية، ثمّ منظر نهائي في محطة القطار، برمزية عالية وبكتابة إخراجية من نوع آخر، تؤدي الى إمكانية إسقاطها على أي إنسان في أي مكان على وجه البسيطة، بما تنطوي عليه من إرهاصات متباينة لكنها متفقة ومتسقة في أبعادها وأهدافها وتجلياتها هنا وهناك..
لقد نجح الممثلون: محمد لحواس، وعديلة سوالم، وصبرينة بوقرعة، وسارة غربي، وعبدالنور يسعد، ومراد مجرام ،ومحمود بوحموم، وياسين براهمي، في تجسيد شخصيات العرض بشكل متقن ومدهش وفق أسلوب المسرح الصامت (البانتومايم)، بدلالاته وسيميائيته المكثّفة بالعلامات والأيقونات التي تحمل المتلقي على التفكر والتأمل، وصراع المبادئ والحريات والزمن والوقت والمكان، وسط تقنيات مزجت بين السينما والمسرح، وإيقاعات الموسيقى، مما أدى الى اتفاق شبه تام على قرار لجنة التحكيم بمنح رائعة (جي بي أس) باعتبارها "تحفة بصرية أخاذة الى أبعد الحدود"، جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، التي من ضمن مزاياها، إضافة الى قيمتها المادية المجزية، عرضها في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية الثلاثين في التاسع والعشرين من شباط فبراير 2020، لتنال ذات الإنبهار والإعجاب والدهشة الممتعة والفاعلة، التي قدم فيها مبدعها المسرحي الجزائري محمد شرشال وفريقه الإبداعي المتناغم جرأة جمالية باذخة واختيارات إخراجية مثيرة للجدل، تواصلت بدءاً من عمان وصولاً الى الشارقة وقرطاج، لتحط الرحال على خشبة المسرح الوطني في النسخة الثالثة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح..

السبت، 15 أكتوبر 2022

"الخروج إلى المسرح".. تظاهرة تحتفي بتجارب مسرحية تونسية

مجلة الفنون المسرحية

مؤشرات احصائية عن العروض المسرحية المختارة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة / حيدر عبدالله الشطري

مجلة الفنون المسرحية 
مؤشرات احصائية عن العروض المسرحية المختارة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة 

تقوم الدراسات الإحصائية بإلقاء الضوء على الكثير من الحقائق التي يعمل الباحث على الاشتغال عليها وهي مهمة وضرورية في دراسة البيانات وجمعها وتحليلها وبالتالي الوصول الى قراءة الكثير من الجوانب الخفية التي تحتاج الى ابرازها والتأشير عليها ومن ثم تفسيرها وتوضيح نتائجها .
وبعد القاء نظرة على العروض المسرحية التي قامت ادارة المهرجان باختيارها  ، والتي  تبين الكثير من الحقائق الإحصائية التي تساعد الباحثين في دراسة هذه العروض دراسة أولية فاحصة والتي ابينها وفق التصنيف المقترح
اولا :
عدد العروض
وبعد معرفة العروض التي ستشارك في مهرجان بغداد المسرحي الدولي الثالث تبين ان هناك خمسة عروض اجنبية من دول ( فرنسا, اوكرانيا, بلجيكا, روسيا, ايران ) وهو ما يمثل نسبة 21% من نسبة العروض المقدمة  وان عدد العروض العربية والتي بلغت ثلاثة عشر عرضا من دول 
( الكويت , الاردن, البحرين, فلسطين, المغرب, الجزائر, سلطنة عمان, سوريا , السعودية, مصر, ليبيا, تونس ) وبواقع عرض واحد لكل دولة ماعدا تونس التي ستشترك بعرضين مسرحيين وهو ما يمثل نسبة 54% اي اكثر من نصف العروض المقدمة في المهرجان .
وكان عدد العروض المحلية  هو سبعة عروض مسرحية وهو ما يمثل نسبة 25% من عدد العروض المقدمة في المهرجان .

ثانيا :
كتاب النصوص
تبين بعد دراسة العروض المسرحية والتعرف على مؤلفيها ومخرجيها ان هناك خمسة عروض تراوحت ما بين العالمية والعربية والمحلية قد استعانت بنصوص كلاسيكية او اجنبية مترجمة من غير لغة العرض ,وهذا يؤشر انحسار توافر النصوص المحلية التي يبحث عنها المخرجون والتي تتوافق مع طروحاتهم الفكرية والجمالية في تقديم عروضهم المسرحية وكانت النصوص كالاتي :
1- العرض الاوكراني ...تأليف الكاتب الفرنسي البير كامو
2- العرض الكويتي تأليف الكاتب اليوناني الكلاسيكي يوربيدس
3- العرض الاردني تأليف الكاتب الامريكي ارثر ميلر
4- العرض المصري تأليف الكاتب الكوبي خوسيه ترييانا 
5- العرض العراقي 4.48 تأليف الكاتبة الانكليزية ساره كين .
ملاحظة / هناك عرضين عربيين لكتابين عراقيين
1- العرض الليبي تأليف سلام صكر
2- العرض الفلسطيني تأليف علي عبدالنبي الزيدي

ثـالـثاً : 
المؤلف المخرج 
وقد ظهر بعد دراسة العروض التي ستقدم في المهرجان ان هناك عددا كبيرا من هذه العروض قد قام مؤلفيها بإخراجها وتقديمها او بالإمكان النظر اليه من زاوية اخرى بحيث نستطيع ان نقول ان مخرجي هذه العروض هم من قاموا بكتابة نصوصهم التي قدموها وذلك يحيلنا الى ظاهرة المخرج المؤلف او المؤلف المخرج ففي الاولى يكتفي المخرج بنصوص يعمل على كتابتها وتقديمها متجاوزا الكثير من النصوص الاخرى  لكتّاب غيره وفي الثانية يقوم المؤلف بتقديم نصه الذي كتبه ولم يقم بالاعتماد على مخرج يقوم بتقديمه , وتلك من الظواهر المسرحية المنتشرة في كل المسارح المحلية والعربية والعالمية.
وكانت العروض التالية :
1- العرض البلجيكي فكرة واعداد واخراج ساره ديب
2- العرض الروسي فكرة واعداد واخراج ليديا كوبينا
3- العرض الايراني  تأليف واخراج عبدالهادي جرف
4- العرض البحريني تاليف واخراج حسين عبدعلي
5- العرض الجزاىري فكرة واخراج محمد شرشال
6- العرض التونسي تأليف واخراج وفاء الطبوبي
7- العرض السوري فكرة واخراج بسام حمدي
8- العرض المصري اعداد واخراج صبحي يوسف
9- العرض العراقي خلاف تأليف واخراج مهند هادي
10- العرض العراقي طلقة الرحمة فكرة واخراج محمد مؤيد
11- العرض العراقي انا وجهي تأليف واخراج عواطف نعيم
12- العرض العراقي 25 رختر تأليف واخراج علاء قحطان
13- العرض العراقي امل تأليف واخراج جواد الاسدي
14- العرض العراقي ميت مات تأليف ودراماتورج علي عبدالنبي الزيدي
وقد تبين بعد فحص العروض وتبيان اسباب قيام المخرجين بكتابة نصوصهم او اعداد نصوص اخرى لغيرهم او ابتكار فكرة لهم  لان اغلب تلك العروض صامتة  لا تعتمد لغة الحوار المسرحي او انها عروض رقص تعبيري تعتمد لغة الجسد والتعبير الايمائي .

رابعاً :
مواضيع العروض:
تناولت اغلب مواضيع هذه العروض مشكلة الانسان المعاصر وما يعانيه في مجتمعاته التي يعيش فيها والتي يتعرض فيها للقهر والظلم والعبودية وقد حاولت الكثير من هذه العروض ان تتعرض لهذه (الثيمة) الفكرية الكبيرة والتي يعمل المسرح على تناولها دائما .
انها مواضيع تعالج فكرة الانتظار والغربة والتيه التي يعيشها الانسان في كل مكان والتي لم يكن غير خشبة المسرح لتقوم بتسليط الضوء عليها ومعالجتها ومناقشتها من خلال المسرح بتعدد طرائقه واساليبه ومذاهبه .
واخيرا أود التركيز على الجهود الكبيرة التي تحملتها دائرة السينما والمسرح  وإدارة المهرجان ولجنة مشاهدة العروض في إنجاز المرحلة الأولى والمهمة من مراحل إقامة مهرجاننا الدولي المسرحي الثالث والذي ننتظر ان نتلمس أسباب نجاحه بجهود الخيرين والمخلصين.

-العرض المسرحي ” جي بي أس ” يفتتح الطبعة الثالثة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح / عباسية مدوني / الجزائـر

مجلة الفنون المسرحية


-العرض المسرحي ” جي بي أس ” يفتتح الطبعة الثالثة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح -
العرض المسرحي جي بي أس  ( GPS)يمثّل الجزائر ضمن فعاليات مهرجان بغداد الدولي في دورته الثالثة ، والمزمع بعث فعالياته خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 26 نوفمبر 2022 .

مسرحية جي بي أس من تصميم وإخراج ” محمد شرشال” تمّ إنتاجها سنة 2019 ،  ومن يومها شاركت بعدّة تظاهرات ومحافل عربية ودولية ، كما توّج العمل المسرحي سنة 2020 ، بجائزة أحسن عرض عربي ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي الذي أقيم آنذاك بدولة عمان الأردن .

العرض المسرحي الذي هو من إنتاج المسرح الوطني وضمن فعاليات مهرجان بغداد الدولي سيدخل مضمار المنافسة مع ثلاث وعشرين عملا مسرحيا من مختلف دول العالم  ، على غرار العراق ، تونس ، ليبيا ، المغرب ، مصر ، إيطاليا ، ألمانيا ، روسيا ،  فرنسا وغيرها .

تجدر الإشارة إلى أنه تم ّ إختيار عرض ” جي بي أس” من الجزائر ضمن ستة وثمانون عرضا مسرحيا ترشّح للمنافسة الرسمية ، وبعد التدقيق والتمحيص والغربلة وفق المعايير والأسس الفنية المعتمدة من لدنّ لجنة مشاهدة العروض تمّ إختيار ” جي بي أس” ممثلّا للجزائر ضمن هته المنافسة العريقة والهامّة ، ليكون مجموع العروض المتنافسة ثلاثة وعشرون عرضا كما أسلفنا الذكر .

تجدر الإشارة إلى أن العرض المسرحي ” جي بي أس” ينتمي إلى المسرح الصامت ، وهو ذا زخم دلالي وسيميائي مكثّف بالعلامات والأيقونات التي تحمل المتلقي على التفكّر والتأمل ، وإعادة طرح الأسئلة ، وسط تقنيات اعتمدها المخرج تمزج ما بين السينما والمسرح ، بإيماءات وحركات وإيقاعات مدروسة بدقّة ، ليكون  ” البونتومايم” حاضرا مع دلالات الجسد والأصوات وإيقاعات الموسيقى .

جي بي أس تجسيد لصراع الأفكار ، صراع العلاقات ، صراع المبادئ وصراع الحريات ، صراع الزمن والوقت ، صراع المكان ، وصراع الغايات ، صراع الانتظار المضني دونما ملاحقة المحطة الأخيرة من عمر ضاع بين ، بين ، وهو عرض يجسّد كتابة إخراجية من نوع آخر .

هذا ، ومهرجان بغداد الدولي وعلى هامش برنامجه وفعالياته سيعرف تنظيم ندوة دولية تحمل عنوان ” إشكالية التمسرح وممكنات التلقي ” متّكئين فيها على ثلاثة محاور أهمها      ” مرجعيات التمسرح” ، ” راهن التمسرح ” و” آفاق التمسرح ” ، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة في التأليف المسرحي موجهة للمؤلفين العراقيين .

وعليه ، تعتبر مشاركة عرض ” جي بي أس ” إضافة مثمرة وإيجابية للمسرح بالجزائر ، والعرض بقيمه الجمالية ، الفنية والإبداعية يستحق المشاركة والمنافسة ضمن هذا المحفل المسرحي الدولي العريق ببغداد الشقيقة .

 

الخميس، 13 أكتوبر 2022

المسرح يضيء العراق

مجلة الفنون المسرحية 


 المسرح يضيء العراق 

بقلم - عدي المختار 



نستعد جميعاً لاستقبال حدث مسرحي عراقي عربي بالغ الاهمية ، ولا تأتي اهميته كونه مهرجانمسرحي فقط فالمهرجانات المسرحية كثر في العراق وعالمنا العربي بل ان اهميته الكبرى تكمن فياقامة مهرجان عراقي عربي بهذا النضج والمسؤولية العالية في اختيار العروض والورش ومشروعتبادل الخبرات وبحضور فني كبير لاسماء مهمة في المسرح بشتى تخصصاته لا بل المهم فيهكمهرجان انه يقام في بلد كالعراق مازالت غيومه السياسية المضطربة لم تنجلي .


ان الجهد المدروس الذي عملت على التأسيس له ادارة السينما والمسرح في وزارة الثقافة وتحديداًالخطوات المهمة التي ارسى دعائمها الدكتور احمد حسن موسى مدير عام الدائرة ومن خلفه الدكتور علي محمود السوداني وباقة الورد الشباب الذين بمعيتهم تعد خطوات مهمة في النهوض بالمسرح العراقي واعادة وهجه مجدداً ضمن خارطة الدول العربية التي تبث الجمالالمسرحي وتصنع معنى اخر للحياة عبر المسرح .


ان من يتابع برنامج المهرجان المتخم بالفائدة الجمالية والمعرفية للمشتغلين في المسرح يكتشفتماماً مستوى التخطيط المنهجي المثالي لهذا المهرجان والذي جادت به بناة افكار هذه العقولالمتطورة في ادارة المهرجان ،كما يجعلك كمسرحي عراقي تفخر ان في بلدك باتت تقاليد مسرحيةرصينة اسوة بما يقام عربياً .


ان ادارة المهرجان ومن خلفها ادارة السينما والمسرح اثبتت انها في المحل المناسب لقيادة هذاالمجال بحرفية عالية ووجب ليس فقط المشاركة بهذا العرس بل بالاحتفاء ايضاً بهذه الجهود.


تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption