أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 19 مايو 2020

قراءة في كتاب "المسرح والهوية : جمالية التعالي والمحايثة " للدكتورة فوزية البيض

مجلة الفنون المسرحية

الأحد، 17 مايو 2020

مسرحية " الصلصال " تأليف محمد الكامل بن زيد

مجلة الفنون المسرحية 

المسرح جنحة و الحضارة في فسحة

مجلة الفنون المسرحية

المسرح جنحة و الحضارة في فسحة

منصف الإدريسي الخمليشي :

سمي مسرحا, يعتبر جنحة من الجنح التي تتسبب في تنمية ذات الإنسان, قالوا عنه حرام بداعي الاختلاط, ألم يروا أنه فن من الفنون التي خلقت الحياة العامة, و مختلف العلوم انبثقت منه نذكر على سبيل المثال, " علم النفس" في كل الأسبوع الثاني من كل شهر ماي يحتفل المغاربة باليوم الوطني للمسرح, تلك الجنحة التي يعتبرها القاضي ذلك الشيخ الواعد في ظلمات من أهل بني عرف (بضم العين و تشديد الراء و كسرها)

إن المسرح باعتباره جائحة أصابت النخبة في جل أقطار المعمور, لم يجدوا لها لقاحا نهائيا, لا لسبب سوى أنها هي لقاح الفيروسات, يحكى في زمن من الأزمنة أنه رجل لسعته حشرة خطيرة فجهل مصيره, حتى التقى أحد الرقاة الذي يوظف المسرح في التداوي, فكان منذ الأزل هو المعافي, فكان أول مشهد على مر التاريخ, هو الذي وقع مع قابيل و الغراب.

إنا نحن نعيش غرباء في أوطاننا, حرمت علينا الميتة و لحم الخنزير و ما أكل السبع و لم يحرم عنا المسرح لا في الحديث و لا في القرآن, هذا النبيل الذي أهانه البعض.

دول عديدة دافعت و ناضلت من أجل الحفاظ على هذا المسرح إلا في مغربنا الجميل الذي كان و مازال يقصي شبابه من ممارسته بحجة أنه لا يجلب المادة ألم يفهموا أن المعنى و هرمون السعادة يرتفع حينها, فالمال يعتبر ضرورية من ضروريات الحياة, إلا أن الانسان يجب عليه العمل عليه من أجل حصده.

المسرح جنحة في زمن الحريات و المؤسسات و الحق و القانون الذي يوهموننا به, فمنذ الأزل و نحن نعيش على أمل غد أفضل إلى حين هذا الاشعار الذي أصبح لا يعي من نحن و نحن لا نعرف نحن, فالغربة التي تحدث عنها الشعراء و البكاء على الأطلال و ما قاله المفكرين و الفلاسفة ها هو ذا يقع و كأنهم كانوا يتمنجرون, (نسبة لمهدي المنجرة)

إن أظلم عباد الله هم من يتعنون بالسلطة, تلك التي جاءت بنصف لتر من اللبن و قطعة جبنة في بادية, يحكموننا (الجهلة) الذين لا يعرفون ما هو الفن و في أي قطاع يا ترى "إنها الثقافة"

الثقافة من اختصاص مثقف كاتب فنان, لكي يعي بمعاناة أخاه كما وقع في مجموعة من الدول و الأوطان و الأوطان و الأوطان.

حان موعد صناعة آذان صاغية حسب توقيت المغرب العربي و ما جاوره, إن التكتلات الإقليمية هي التي تجعل هذا المجال غني, لماذا يتم تقدير مهن أخرى على حساب المسرح, الآن فهمت, ربما لأن الممثل أداته جسده و صوته و إحساسه في حين النجار أداته المنشار و البناء أداته المطرقة, احتقروا أداتنا لأنها أسمى الأدوات, بل فطرية و تم العمل عليها و جعلها حقيقية و تولد أحاسيس بل و تنقل العدوى لآخرين كثر.

المسرح جناية, حكمت عليه هذه الولاية, بالخلاص, حين تتدخل الساسة في الفن فاعلم أن الأمة في خبر كان, و ما نحن إلا زوار الخشبة, نطلب بركتها, لا بالشمع و لا بالهدي, و لكن بالتعبير و التشخيص الذي يتطلب أدوات كبيرة من أجل إتمام العملية.

المسرح جنحة و جناية, قتل المسرح و دفن بأرض خالية, رحمك الله يا مسرح لكن نحن سنظل دائما في تواصل معك لأنك أنت منا و نحن منك و كلنا واحد, هذا ما جعل شعبنا و أمتنا العربية لا تستوعب و تعرف كيانها الضائع الهارب منها, فتقدم الأمم يكون بتقدم مسرحها, مسرح جنحة الآن هو في فسحة.

السبت، 16 مايو 2020

ختتام مهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما اونلاين 2020

مجلة الفنون المسرحية

ختتام مهرجان محترف م يسان المسرحي الدولي للمونودراما اونلاين 2020

تحت شعار ( اجعل من بيتك مسرحا ومرحا) اختتم  مهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما اونلاين 2020 دورة عميد المسرح العراقي الدكتور سامي عبد الحميد فعالياته والذي انطلق للفترة من 8-5-2020 ولغاية 13-5-2020 بمشاركة دول ( العراق – السعودية – مصر – تونس – المغرب- سوريا – الجزائر ).

وتألفت اللجنة التحضيرية العليا من  :

- الكاتب والمخرج عدي المختار – رئيس المهرجان

- السينوغرف علي محمود السوداني – المدير التنفيذي

- الفنان والاعلامي ماجد لفتة العابد – مسؤول العلاقات والاعلام

وكانت العروض هي :

- مسرحية ( المفوض عبد) تأليف واخراج حسين مالتوس – العراق .

- مسرحية ( حب الفن ) اداء كريني نور الدين - الجزائر

- مسرحية ( الشحاذ هارفي ) اداء علي جيمي - مصر

- مسرحية (اغنية البجع) اداء امير بنجو - تونس

- مسرحية ( سكر مر) اداء وفا غزال - سوريا

- مسرحية ( انكسار ) اداء عبد الرحمن بن دحو - المغرب

- مسرحية (كوكو ورونا ) اداء حسين السعد - العراق

- مسرحية (قديس الموت) اداء حسين المسرحي - العراق

- مسرحية (حاويات بلا وطن) اداء جورج تلبه - سوريا

- مسرحية (حاوية) اداء ابراهيم الشذر - العراق

- مسرحية (حلمه) اداء ايوب نخزين – المغرب

- مسرحية ( النفخ في رئة الذنوب ) اداء يزن حلاق – سوريا

- مسرحية ( حاويات بلا وطن ) اداء احمد الحسن – السعودية

فيما كانت عروض الهامش :

- مسرحية ( غربة ) – اعداد جمال الشاطي واخراج كريم خنجر – اداء الدكتور سامي عبد الحميد

- مسرحية ( اش سماك لله ) اداء واخراج عبد الحق الزروالي

- مسرحية ( ياطيور ) تاليف واخراج الدكتورة عواطف نعيم – اداء الفنان محمود ابو العباس

- مسرحية ( لصوص بغداد ) اداء توفيق الجبالي

والقيت محاضرات مباشرة لاساتذة ومختصين هم :

- الدكتور حسين علي هارف - ( المونودراما فلسفة واصطلاحا )

- الدكتور جبار خماط - ( البعد العلاجي في الاداء المونودرامي )

- الفنان الكبير محمود ابو العباس - ( تقنيات الممثل المونودرامي مابين النص والاخراج)

- الدكتور كريم عبود المبارك - ( جماليات الاداء المونودرامي بين ارسل والتلقي )

- نقيب الفنانيين العراقيين الدكتور جبار جودي - ( تقنيات السينوغرافي في مسرحيات الممثل الواحد ) .

وتالفت لجنة التحكيم من :

- الدكتور حسين علي هارف - العراق

- الكاتبة صفاء البيلي - مصر

- الدكتور جبار خماط – العراق

- الدكتور مهند العميدي- العراق

- المخرج عبد العزيز اشنوك - المغرب

- المخرج هاشم غزال - سوريا

- المخرج والكاتب منير راضي العبودي- العراق

فيما تالفت لجنة النقد من :

- حيدر الشطري - العراق

- الدكتورة ايمان الكبيسي – العراق

- الدكتورة خلود جبار الشطري – العراق

- الناقد صادق مرزوق – العراق

- الناقد ذو الفقار البلداوي – العراق

واستهل حفل الختام بالنشيد الوطني العراقي ومن ثم قراءة ايات من الذكر الحكيم ترحما على شهداء العراق والعالم العربي للقاريء ميثم التمار تلاه كلمة رئيس المهرجان  الكاتب والمخرج عدي المختار وكلمة المدير التنفيذي  السينوغراف علي محمود السوداني والتعريف باللجان كافة, اعقب ذلك  تكريم كل من( ادارة المهرجان - المحاضرين - لجنة التحكيم - لجنة النقد - العروض - وسائل الاعلام والمتعاونين ) واعلن في المهرجان الحائز على لقب جائزة طائر القصب السنوية لعام 2020 السينوغراف علي محمود السوداني لماقدمه في مجال المسرح العراقي .

ومن ثم تم اعلان النتائج وهي :

الجوائز الكبرى :

1-      اول افضل عرض مناصفة :

-           حاويات بلا وطن / نص قاسم مطرود – اداء جورج تلبه – سوريا

-          عرض اغنية البجع / نص تيشخوف – اداء امير بنجدوا – تونس

2-      ثاني افضل عمل سكر مر /  نص واداء وفا غزال – سوريا

3-      ثالث افضل عمل  – حاوية /اعداد مدينةعلى واداء ابراهيم الذر

الجوائز الفردية :

1-      افضل نص – النفخ في رئة الذنوب / نص اثير الهاشمي – اداء يزن حلاق من سوريا

2-      افضل ممثل مناصفة :

-           امير بنجدوا – تونس 

-          ابراهيم الشذر-  العراق

3-      افضل تقنيات – حاويات بلا وطن /  جورج تلبه-  سوريا

جائزة لجنة التحكيم  مناصفة :

-          عرض مفوض عبد /  اداء حسين مالتوس -  العراق

-          عرض كوو ورنا /  حسين السعد -  العراق

جائزة لجنة النقاد :

-          عرض سكر مر / نص واداء وفا غزال - سوريا

 

جائزة افضل عرض لاقى رواجا في المهرجان مناصفة  :

-          عرض انكسار/  اداء عبد الرحمن بن دحو - المغرب

-          الشحاذ هارفي / اداء علي جيمي -  مصر

جائزة افضل جمهور عائلي :

-           قديس الموت /  نص غادة الكفري واداء حسين المسرحي - العراق 

حاور نـَفسَك أيها المسرحي في يومـك الوطني

مجلة الفنون المسرحية

الصوزة من عرض مسرحية عيش يومك

 حاور نـَفسَك أيها المسرحي  في يومـك الوطني
                
   نجيب طــلال


سألتُ نفسي  قبل تناول فطورالصيام ؛ لما ذا يانفسي لا تستكيني ؛ لنبضات الحروف الرشيقة والكلمات المائزة ؛ التي تفوح بين عطر أمهات الكتب ؛ وتستغيلين ما فرضه الوقت عليك من حجر صحي . حتى لاتصابي بفيروس طائش من هنا أو هنالك. عاودت السؤال بعد الإفطار؟ إفطار ذو نكهة باردة ؛ جافة من حلاوة الشهر، إنه الإستثناء : طيب لنقتنع بأنه شهر استثنائي؛ ولكن لماذا تترنحين يانفـْسي  بين أنامل اليد ورعشة الأصابع على أزرارالحاسوب اللعين ؟ حاسوب يحاول أوحاول قتل القلم وايقاف حبره . حـبر يتعثرويتبختر بين سطور الأوراق ؛ وتضيع العبارة ؛ ليتم تمزيق الورقة؛ هنا نكهة الكتابة ؛ ليعود القلم بسيلان حبره من جديد ؛ ويبدأ من حيث بدأت  العبارة ؛ في مفتاح قولها. قبل صياغة معناها ؛ ولكن  شيطانك وقرينك لن يطاوعك ان تبلغ لتحقيقها؛ لأنه مسجون بين الحبر والقلم ؛ هكذا قالوا صناع الخرافة ؛ ودهاقنة الميتافيزيقيا؛ ولكن لماذا ياترى قريني ضغط على نفسي ؟ تلك النفس التي لا يَشملها  اليوم الوطني للمسرح ؟ لآن صاحبها ليس محترفا؛ ويوم ((14 مايو)) خصص للمسرح (الإحترافي) ولا ينبغي له أن يكون محترفا: كقناعة إيمانية ؛ ثقافية ؛ إبداعية ؛ والحاسِـم في سفسطة الكلام ؛ الآية الكريمة [[ ولئنِ اتبعت أهواءهَـم ؛ بعْـد الذي جاءك من العِلمِ مالك من الله من ْوليٍّ ولانصير]] كشعار أسْمى؛ بعيدا ومجانبا عما سبق ذكره في الآية 120 من سورة البقرة.
ولكن ربَّ عالم في زيادة عِـلم "التحقيقات " و"التساؤلات" وصناعة "التأويلات " والتفنن في حياكة "النميمات" ستدفعه نـَفْسُه الآمارة بقول السُّوء؛ في هذاالشهر الفضيل؛ والإحتراز المكين من فيروس (( كورونا)) الرجيم. وما دخل هَـذاالكائن فيما ليس له؛ ربما يكون مأجورا ؟ مدفوعا ؟ عميلا؟ لإنه يحاول أن يشوش على احتفالنا وبيوم مسرحنا ؟ 
عجبي لذانِك أو تانِك أو لتلك أولهاته النفس التي أوحَتْ له بذلك !  وعن أي احتفال يتحدث ذاك المخلوق؟ وسماسرة الفن استوطنوا المشهد قـُوة وعلانية ! وعن أي احتفال يتكلمُ ذاك البشرُ ؟ وزمرة من الحربائيين  طمسوا ماهيته ؛ هتكوا عِفَّتـه وسِـتْــره ! وبتوالي السنوات اغتلوا روحانيته ؛ عن سبق إصرار. ياذاك المخلوق الذي تتساءل ؟ لقد انمحت حقيقة نزوله ؛ نزول اليوم الوطني (كان) من أجل الفنان المحترف/ المتفرغ ؛ لكي يفكر بصوت جهوري عن حصيلة مساره ووضعه المهني؛ وجلد ذاته؛ ومحاورة نفسه ، والوقوف وقفة تأمل في حاله وحال ومآل المسرح المغربي.
وياذاك البشرُالذي تتساءل ؛ عن أي مسرح تتساءل؟ ومصاصو الأموال والدماء حولوه إلى زريبة ؛ تفوح منها روائح عفنَـة؛ أبعَـدت نُكهته وسحره وقيَّمه ونقاءه ؛ فنشروا روائح تخنق الأنفاس؛ أنفاس تحتاج لهواء اصطناعي ؛ أما الطبيعي: ملوث. كما لـَوَّث (كوفيد19) حياتنا ومزاجنا وبلادنا؛ ولم نعُـد نبحث إلا على الخلاص ؛ والعودة الطبيعية للطبيعة  بأي ثمن. وكيف يمكن أن يعود المسرح لعُـذريته ؟ ياذاك الذي تتهمنا في الكواليس بالنوستالجية ؟ أو ياذاك الذي سولتْ لك نفـْسك ؛ بأن نفـْسي؛ التي لاتـُشبه نفسكَ :مأجورا ؟ مدفوعا ؟ عميلا؟ فمن لطَّـخ المسرح بالتفاهة والبلاهة ؟ أليس النـَّزقون، المُزقزقونَ نحو [الإحتراف ]؟ من سفـَك شرايين الإبداع المشاغب والفعال أليس المهَـرولون ، المتسللون نحو[ الدعْـم ] ؟ أين هو الدعم الآن في زمن ( كورونا )؟؟ من رسمَ هشاشته وخطَّ ألوان الفسَادِ وَ الإِفْـساد ؟ أليست تلك اللجن التي( كانت) تختار وتناور وتتبجح طبقا لمعيار؛مصنوع في صاغة محتسبها مجهول.
من  فـَعـَّـل وأنتج المقايضات بين الملفات والدعْـم ؛ في عـُلب مظلمة ؛ أليس بعض أعضاء اللجن المدسوسين في المسرح خطأ ؟ 
فأي احتفال وأي يوم وقاعات المسرح  شبه فارغة ؛ وحْدهم الممثلون فوق الركح يتحركون؛  والإنارة تتحرك يمينا وشمالا . فمن أنتج هاته الوضعية العجيبة الغريبة ؛ رغم مجانية الحضور؟  أليس المسرحييون أنفسهم ؟ ويوم قالها- الوزير- انهالت عليه الحجارة الزرقاء( الفايس بوك) من موسكو وبرلين وعطارد؛ ونسينا جميعا صنيعة الوزير السابق؛ في جماعة معينة ؛ منشقة عن جماعة من زمرته. ونسوا الذي قبله ؛ وتلك الإحتجاجات التي كانت باستمرار أمام مكتبه ! ونسوا الذي قبله الذي هجَّرأو هَـرب المهرجان من مكناس لتطوان ؟ وهكذا دواليك، فمن اغتال مسرح الإشراقات والتضحيات مسرح ( الهواة ) ربما هاته الصفة قدحية ؛ حاول الرفاق والزملاء استبدالها بالتجريبي؛ رفضت ( جامعة مسرح الهواة ) تم نطت  كما نط أغلب المسرحيين ، نحو شق الإحتراف ؛ وانخرطوا في النقابة الوطنية للمسرح الإحترافي؛ ليحتفلوا باليوم الوطني للمسرح الإحترافي ؛ في مثـل هَـذااليوم السعيد ( 14 مايو( الموافق) 20 رمضان ) الملازم ل 60 يوما من الحجر الصحي ببلادنا ( تحـديدا) وما احتفلت قطُّ يوما؛ لأن الدعم طمس المباديء؛ والجري وراء المناصب النقابية أتلفتِ الخطوات . فانهار كل شيء من مهرجان الهواة / ملتقيات/ أيام/ مسرحية / علائق إنسانية/ حميمية الذكريات/ وأمسى الملح فاسدا ؛ رغم أن الملح لايفسد ؛ لطبيعة تكوينه وتاريخه المقدس.
معْـذورة تلك النفس الآمارة بالسوء ؛ والجهر به ؛ لأن الغشاوة بادية على فهْم ذاك الذي سوَّلت له نفسه أن صاحب هـذا المَكْتوب؛  كُـتِبَ عليه. أن يكون عميلا أو مأجورا أو مدفوعا ؟ لأنه لا يدرك أننا ندون ما يحز في النفس لما آلت إليه الأوضاع الفنية/ المسرحية ( تحديدا) في كل سنة ؛ وهذا ليس ادعاء بل ممارسة تاريخية ؛ تبرر بخطابها صدق الإختيار؛ ونزاهة المبدأ؛ بدل تعـذيب الذات والإقتتال الدينكيشوتي ؛ النتيجة الآن واضحة؛ تعـدد الجبهات والنقابات؛ وأغلبية الفنانين أضحوا عاطلين ومعوزين؛ أمام ((الجائحة الكورونيانية)) هنا فمادور النقابات ؟ الأمرأساسا يتجاوز ما هو مسطر في القانون الأساسي والداخلي؛ وتجاوز الإختلافات التي هي اصلا شكلية وليست جوهرية بين ( النقابات) بل لامناص أن يحضر( الآن) القانون الإنساني؛ والبحث عن صيغ عملية ؛ تتسم بالحكامة  وقيم التآخي والتآزر والتضامن ونكران الذات ، لكي يتجاوزأغلب الأصدقاء والزملاء الفنانين هذه المحنة ؛ بهَـذا الإهتمام والـدفع نحو التآخي : يكمن الإحتفال الحقيقي –
 أليس هناك فنانين أغنياء ؛ اغتنوا من المسرح / السينما ؟ فما دورهم ؛ وما أهميته غناهم ؛ إن لم يساعدوا زملاءهم ؛ طبعا كانت هنالك بعض البوادر من بعض الفنانين ولكن في شق  الموسيقيين ؛ وليس المسرحيين ! 
فليكن المرء شفافا ؛ وصادقا مع نفسه ؛ بأن الوضع المسرحي ؛ أمسى كارثيا وكشفت هاته الجائحة الوبائية أن الأغلب الأعم من المسرحيين لا يمتلكون سلوكا سياسيا وأخلاقيا واستراتيجيا. وهاته ليست سُـبَّة أو نقيصة ؛ بل استنتاجا لما لوحظ من صمت مريب للفنانين ؛ أمام بعض التصريحات و الأقاويل والردود من بعض الفنانين/ الفنانات أحـداهن ( فنانة ) اتهمت الناس أو نعتتهم بالغباء ؛ على إثر( أن ) أحدهم نشر ( فيديو) يدين ( الفنانين) على إثر (الذين) طلبوا إعانة ومساعدة من ( صندوق تدبير كورونا ) (1) واشتد حبل التدوينات بين الساخطين والناقمين وبين المدافعين؛ وكل ( الفنانين) صامتين حتى ( النقابات) إلا واحدا يحلم أكثر من الحلم  وليس فنانا متفرغا ! قـدم درسا لمواطني( الفايس بوك) يعرف بين الفنان والنجم ومعاناة الفنان وجنود الخفاء... إنه الهٌـراء ؛ فبدل أن تفكر ( النقابات) في البحث عن خطط جديدة واستراتيجيات فعالة في إطار ما ألم بنا  فجأة من اكتساح الفيروس الوبائي على فضائنا؛ والذي فرض قوته وحضوره ؛ كما اتضحت معالم تموقعاته  في عدة دول ومناطق؛ مما فرض وسيفرض هذا الوباء إعادة ترتيب الأولويات واستبدال أليات وتصورات وتفعيل مقاربات اجتماعية واقتصادية . فلامناص أن يعيد الفنان المسرحي؛ ترتيب أوراقه ؛ وإعادة الثقة لإبداعه وطاقته وجمهوره .إيمانا بأن الإبداع الحقيقي والخلاق؛ ينمـو في ظل الأزمات والأوضاع السيئة جـدا والكارثية لحـد ما؛ باعتبار أن الأزمات تفرض دينامية مختلفة عما اعتاده الإنسان في حياته الخاصة ؛ والمواطن في حياته العامة وعلائقه بالوضع العام . لكن المطب الخطير الذي سقطت في نقابة المسرحيين ؛ وربما ستكون له تبعات مستقبلية بين الفرقاء والفنانين: ما أقـدمت عليه الكونفدرالية المغربية للمنظمات الفنية والثقافية المحترفة من رفع شكاية حسب بلاغها الذي يقول: أن اعتقال الحزين جاء بعد شكاية تقدمت بها ضده بتاريخ 7 أبريل الجاري، مباشرة بعد نشره لفيديو بتاريخ 5 أبريل يهاجم من خلال عموم الفنانين المغاربة بمجموعة من الشتائم والألفاظ المهينة في حق المبدعين والفنانين(2) وانضافت إليها شكاية :النقابة المغربية لمهن الفنون الدرامية ؛ بحيث: وفي هذا الصدد كتب مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمهن الفنون الدرامية على حسابه بفيسبوك قائلا: “لأن الموضوع وصل إلى حـد السب والقذف والتكفير والتحريض على كراهية الفنانين…فقد ثم وضع شكاية إلكترونية في الموضوع لدى النيابة العامة بعْـد زوال اليوم بعد التشاور مع مجموعة من الهيئات الفنية” (3) بداهة أن القضاء قام بواجبه ؛ من زاوية ما رآه مساسا بحق الأشخاص؛ طبقا للمسطرة الجنائية. وحوكم المشتكي به.
 ولكن ما لم تنتبه إليه النقابتين؛ أنها أعطت للمدعي عليه إشعاعا إضافيا؛ لأن السجن تعَـود عليه ؛ بشكل اعتيادي. بحيث شخصيا لم أكن أعرف ذاك الإسم ولم استمع قـَط لأي فيديو ينجزه . وثانيا : أثارت هذه القضية عددا من ردود الفعل وسط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بأولاد تايمة وعددا من الفعاليات الجمعوية والحقوقية بالمنطقة معتبرين أن هذا الأخير قد عبر عن موقفه الرافض لدعم الفنانين من صندوق كورونا، مؤكدين أنه وجَّـه خطابه للفن الساقط وليس للفن الراقي(4) وثالثا : مسألة حرية التعبير التي تدافع عنها النقابات .
وعموما  أيها  المسرحي  في يومك الوطني هـذا؛ وفي ظرفية الحجر الصحي؛ احتفل  في دواخلك؛ واترك نـَفـْسك تحاور نـَفـْسها ؛ واطلق لها تجليات البوح الصادق ؛ لتبوح ماذا قدمتْ لك أنـْت ذاتـُها؛ وذاتـُك لذاتِ النفس من إشراقات واحباطات ؛ وأين يكمن الإحباط وأين يتجلى الإشراق.


   
                                                                                          فــاس/ صبيحة 14/05/2020

ملحوظة:

1/  موجة انتقادات تنهال على منتجي الأفلام المغربية : في صحيفة / موقع هسبريس من الرباط بتاريخ 05/ أبريل/2020 على الساعة 04:27
2/ شكاية نقابات الفنانين ترسل الهواري " حمزة الحزين" للسجن – عن  صحيفة نون بوست في 16/أبريل/2020
3/ نـــفســــه وفي العـديد من المواقع الكترونية
4/ اعتقال الناشط الفايسبوكي" حمزة الحزين " بقلم  ادريس لكبيش في موقع حقائق 24 بتاريخ 16/04/2020

الجمعة، 15 مايو 2020

جوائز مهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما اونلاين 2020 دورة عميد المسرح العراقي الدكتور سامي عبد الحميد

مجلة الفنون المسرحية 

اجعل من بيتك مسرحا ومرحا 
مهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما اونلاين 2020 
دورة عميد المسرح العراقي الدكتور سامي عبد الحميد  
الجوائز الكبرى :
1- اول افضل عرض مناصفة :
- حاويات بلا وطن / نص قاسم مطرود – اداء جورج تلبه – سوريا 
- عرض اغنية البجع / نص تيشخوف – اداء امير بنجدوا – تونس 
2- ثاني افضل عمل سكر مر /  نص واداء وفا غزال – سوريا 
3- ثالث افضل عمل  – حاوية /اعداد مدينةعلى واداء ابراهيم الذر 
الجوائز الفردية :
1- افضل نص – النفخ في رئة الذنوب / نص اثير الهاشمي – اداء يزن حلاق من سوريا 
2- افضل ممثل مناصفة :
- امير بنجدوا – تونس  
- ابراهيم الشذر-  العراق 
3- افضل تقنيات – حاويات بلا وطن /  جورج تلبه-  سوريا 
جائزة لجنة التحكيم  مناصفة :
- عرض مفوض عبد /  اداء حسين مالتوس -  العراق 
- عرض كوو ورنا /  حسين السعد -  العراق 
جائزة لجنة النقاد :
- عرض سكر مر / نص واداء وفا غزال - سوريا 

جائزة افضل عرض لاقى رواجا في المهرجان مناصفة  : 
- عرض انكسار/  اداء عبد الرحمن بن دحو - المغرب
- الشحاذ هارفي / اداء علي جيمي -  مصر 
جائزة افضل جمهور عائلي :
- قديس الموت /  نص غادة الكفري واداء حسين المسرحي - العراق

الخميس، 14 مايو 2020

صدور مسرحية «الجنوب» للكاتب الفرنسى جوليان جرين فى ثلاثة فصول

مجلة الفنون المسرحية

 صدور مسرحية «الجنوب» للكاتب  الفرنسى جوليان جرين فى ثلاثة فصول 


صدر حديثاً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة روائع المسرح العالمى مسرحية «الجنوب» كتبها الفرنسى جوليان جرين فى ثلاثة فصول عام 1953، ترجمها عبد الفتاح الديدى.. أحداث المسرحية وقعت فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1861، وقدمت لأول مرة بمسرح الاثنيوم لويس جوفيت بباريس فى 6 مارس عام 1953، ثم أعيد إحياؤها بمسرح الثلستين بمدينة ليون بعدها بعامين. جوليان أمريكى الأبوين، لكنه ولد فى باريس سنة 1900. وقد ألف أولى مسرحياته وهى مسرحية الجنوب.. قال فى يومياته عن مسرحية الجنوب هذه: «لقد كتبت هذه المسرحية بطريقة غريبة، إذ اكتشفت موضوعها الحقيقى عند نهايتها، كما حدث لى مراراً مع كثير من مؤلفاتى. إن أشخاص رواياتى كثيراً ما تتجاوزنى، ذلك أنهم مراؤون ماكرون» الإطار التاريخى هو عشية حرب الانفصال. ولهذا كانت مشاكل الحرب، وتحرير العبيد، والمطامع فى الثروة والاستغلال، والنزعة الإنسانية التى تطالب بتحرير الإنسان، وترى فى استعباده – مهما كانت صور هذا الاستبعاد – مصدر الشر الأكبر والشقاء الذى تعانيه الإنسانية، صوت العدالة الإنسانية، والتشوف إلى تحقيقها، ذلك الصوت الأبدى الذى لن يخفت أبداً، لأن ظلم الإنسان للإنسان لن يتوقف أبداً.

---------------------------
المصدر : المصري اليوم 

الأحد، 10 مايو 2020

مسرحية انفزبول (اللامرئي) تأليف : ناصر بن محمد العُمري

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب ناصر العمري

مسرحية  انفزبول (اللامرئي)  تأليف : ناصر بن محمد العُمري 

مشاهد من مسرحية لم تكتمل


المنظر : خلفية صفراء تحيل إلى صحراء
 مع صوت ريح

يظهرممثل  فوق الخشبة يأخذ وضع القرفصاء لثوان ...

قبل أن يروح ويجيء بطول المسرح  ثم يروح ويجيء بعرض المسرح مرات عدة

يتأفف أثناء الجيئة والذهاب ،، 

يظهر شعوراّ بالقلق يتوقف على : ((صوت ُدوي ))

الممثل : ماكان للإنسان أن يستمتع 

باكتشاف مسرات الكون كلها ولو حتى في الجنة إذا لم يكن له شريك يتقاسم معه مباهجه

يتحرك فوق الخشبة وينثر حديثه 

((مونولوج )):

تحت إملاءات اللامرئي  نجد أنفسنا 

معزولين بعيداُ عما تعودناه ،
 من الصعوبة على النفس قبول أوضاع
جديدة وغير طبيعية ،

فلا الأبناءيستعدون للذهاب للمدارس 
ولا الموظف يتهيأ لعمله ،  ولاحتى البقّال يستعد لفتح محلّه. 

صوت  : ينتظر الكون ماهو أنكى وأمرّ.

يجثو الممثل على ركبتيه مذهولاّ

ينسحب الضوء تدريجياّ مع صوت مؤثر 

(أنين )

(إظلام ))

خلفية سوداء تتوسطها شاشة عرض

سبوت لايت على شاب يجلس على 

طاولة وأمامه حاسب ألي  يكتب على جهازه : 
الخامس من نوفمبر

أنباء عن حشود هائلة من كائن غريب 

يغزو الأرض ويحصد أرواح البشر

((تظهر الكتابة على الشاشة الخلفية ))

يفتح كتاباً على الطاولة:  

((الديكاميرون )) يقرأ فيه  بصوت عالي:

كم من الرجال والشباب 

والفتيات والكهول  تناولوا فطورهم 


الصباحي مع أسرهم وإصدقائهم ، ليتعشوا في الليلة التالية

مع أسلافهم في العالم الآخر .

الممثل يغادر الطاولة
بذهول :  هل التاريخ يعيد نفسه ؟!
أم نحن على موعد مع النهاية والفناء؟!

يجثو على ركبته  ويبكي ،،
ينسحب الضوء

(إظلام ))

من يمين المسرح يدخل مريض على كرسي طبي يدفعه ممرض

المريض بصوت مُتعب :استجمعت كل قواي من أجل الإنتصار على مرض السرطان ،، 

كنت سأحتفل بانتصاري عليه

لكن هذا  لن يحدث

لن يحدث

لن يحدث 

((يبكي بحرقة))

ممرض يحاول تهدئته :

سيحدث هذا بمزيد من الصبر والعزيمة

المريض : الوحش القادم سيؤجل الإحتفال بالشفاء إلى الأبد
ينزل عن كرسيه ((يدفع الممرض بعيداً))
يجمع المعقمات ،، الملاءات الطبية ، علب الأدوية
يرسم على العلب عيون  وفم وأنف
يصنع من الملاءات دمية ليدإنسان 

يضع العلب  والدمية على الطاولة والكرسي
يتصرف كالمجنون ((يحادثها )
يتقمص دور الطبيب :
الزموا بيوتكم
لاتصافحوا بعضكم
إعلموا أن إيديكم  هي عدوكم
الأصابع العشرة أخطر من أصابع المتفجرات
وأفتك من الرصاص
أقطعوا علاقتكم مع هذا الوحش ..
وحش ..... وحش,,,, وحش
من الأعلى تسقط كف كبيرة
تستقر في وسط المسرح
بقعة ضوء 
ثم إظلام تام .

ضوء خافت : الفضاء مختبر علمي 
ممثل يرتدي ملاءة عالم  
كمن يبحث عن شيء 
قبل أن يسأل : أين تقف ؟؟
..لم لا تجيب ؟؟
أنا أختلف عنهم ؟؟ سأساعدك

قامة بلباس أسود ..تنتعل حذاءاً أبيض لاتتضح معالم القامة ذكراّ أم أنثى 
تمشي بتؤده من يسار المسرح ... 
كمن يتحسس الطريق .. 
تلتفت يمنة ويسره كمن  يبحث عن فريسة 
تنحني وترتفع .. تنبطح وتزحف مع تدوير رأسها يميناّ ويساراّ .. تقف تتجول في الأرجاء 
تمسك بالأسطح والجدران 
تقهقه ثم  تتجه نحو العالم المنهمك في معاينة عينة في محلول 

تقف أمامه تحذره 

لو فكرت أن تؤذيني .. أن تقترب مني... أن تكتشف مصلاّ ستكون ضحيتي 
تضرب بيدها على طاولته المجاورة  صوت دوي 

إظلام تام  لثواني  ... ثم إضاءة 
صوت ساعة ... تك ..... تك ... تك 
العالم : يرتجف يا لقسوة الثالثة 
لم يتبق سوى ساعة واحدة 
سأذهب لقضاء ما أحتاجه  على عجل ، ثم سأعود لعزلتي 
يغادر المسرح 
ينسحب الضوء تدريجياَ
اظلام لثواني 

ثم سبوت لايت على أحد جانبي المسرح 
ممثل يحمل باقة من الورد 
مؤثر: (أغنية أنا معي ورد لكن ما
معي موعد ... من يشتري الورد مني لجل ميعاده )
يقف في منتصف المسرح فور انتهاء الأغنية 
يناجي الممثل باقته  ويتجول فوق الخشبة 
((وحيدان يافل في المعتزل 
وحيدان صرنا نخاف المساء 
كما ينقضي الليل من دون أن نتربع فوق عروش الصبايا 
وقد كنت يافلّ أخشى الصبايا 
وأصبحت يافل أخشى من الساعة الثالثة ))

ضوء خفيف على أرجاء المسرح 

تدخل القامة السوداء خفية 
يلتفت الممثل لوجودها 
يرتعد  ... تسقط منه الباقة يخرج مسرعا 
تتجه القامة نحو باقة الفل 
تلتقطها : سأجعل روائح الجثث تتحتل أجزاءك 
تقهقه ... ترمي باقة الفل 
ينسحب الضوء تدريجياّ 
تختبيء القامة في جانب من جوانب المسرح وتتمدد 

((إظلام ))
بقعة ضوء 
ممثلان يتدافعان ويتعاركان على بقعة الضوء ، كل ممثل يحاول احتلالها بالكامل 
كلما حاول أحدهما إخراج الآخر عاد بقوة ودفعه 
يستمر العراك لمدة دقيقتين 
يزداد العنف بينهما 
ثم تضاء المساحة كلياّ
شاشة في الخلفية العلوية 

عليها عبارة الرحلات القادمة 

على يسار المسرح مشاجب عليها 

أزياء ملونة –أغطية للرأس -ماسكات – قفازات – خراطيم تعقيم  
يدخل الممثلون تباعاّ

يمر كل ممثل على المشجب  يرتدي الزي  كاملاّ: 
(بدلة /غطاء رأس / قفازين / كمام /ماسك )ويمسك بخرطوم تعقيم 
صوت جرس الإعلان في المطار عن إعلان مواعيد الرحلات 
ممثل 1: الإفصاح  عن جهة القدوم مهم للغاية 
: حدد جهة قدومك 
ممثل 2: من ممرات الإعتراف بالآخر 
ممثل 1 : موعد الوصول 
ممثل 2: عند اقتراب الفايروس من الانتشار 
ممثل 1 : بوابة المغادرة 
ممثل 2 : المؤدية إلى الفرج 
يرشه الممثل 1 بالخرطوم ويسمح له بالدخول إلى منتصف المسرح 


يتقدم الممثل 3 
الممثل 1 : إفصاح  (( جهة القدوم ))
الممثل 3: من أعالي الشكوك في وجود مؤامرة 
الممثل 1 : موعد الوصول : ستعرفون بمجرد اكتشافها  والتيقن منها 
الممثل 1 : بوابة الوصول 
الممثل 3: بوابة من سيأتون دون تأشيرة سفر 
يرشه بالخرطوم ويسمح له بالتوجه نحو منتصف المسرح 
يتقدم الممثل 4 
الممثل 1 (إفصاح ) .. رحلة القدوم 
الممثل 4: من شفاه المكلومين بوجع المرض ومن آهات المسنين 
الممثل 1 : ليس مسموحاّ لك بأكثر من جهة 
الممثل 4 :  الرحلة ترانزيت ياسيدي
الممثل 1 : أخترالمحطة الآخيرة
الممثل 4 : من آهات المسنين الذين يحتفل برحيلهم من أجل فرصة عمل 
الممثل 1  : موعد الوصول ؟
ممثل 4:  في كل حين 
ممثل 1 : البوابة
ممثل4:  المفتوحة على الدوام وطوال الأزمنة 
يسمح له بالدخول بعد الرش والتعقيم 

ممثل 5  يتقدم دون اتداء الزي 
ممثل 1 يعيده للمشجب 
يرتدي الممثل 5الزي كاملاّ ثم يتقدم 
الممثل 1 : إفصاح 
الممثل 5 : من روائح الجثث 
الممثل 1 موعد الوصول ؟
الممثل 5 : عند الرمي بالشهوات على مؤخرتها 
الممثل 1 : والبوابة ؟
ممثل 5 : بوابة لايخرج منها من ولجها 
 تنسحب الإضاءة تدريجياّ

تُسلّط الإضاءة  على القامة في أقصى يمين المسرح 

ترمي القامة قفازاّ 
مؤثر :  صوت دوي 

صوت من الخارج : المكان موبوء ..
مؤثرصوتي :  رعب 
يقترب أحد الممثلين من القفاز 
صوت:  أنتبه  ... لاتقترب منه ..
لا تلمسه .. لا تشم رائحته 
 يختبيء فيه  فيروس الوباء الغامض 
يتراجع الممثلون 
يرتبكون قليلاّ 
يتحركون عشوائياّ 
الممثل 1: 
تعالوا : نواجه القفاز ... 
ممثل 3 : كيف ؟
نشكل جبهة 

ممثل 2 : أوضح لنا كيف نتصرف بسرعة .
نستدعي الممثلين الاحتياط 
نقف في طوابير 
نعقم المكان 
يدخل 5 ممثلين من الخارج 
يبدأون في عمل  تشكيلات بالجسد
دائرة 
ثم مربع 
وأخيراّ
يشكلون على إيقاع مؤثر مناسب صفين متقابلين 
من يسار المسرح يمشون مشية عسكرية 
يقتربون من بعضهم أكثر كتفاّ بكتف 
حين يصلون إلى يسارالمسرح
تخرج القامة من يمين المسرح 
يتوجهون نحوها  يوجهون خراطيم التعقيم نحو الأرضية 
في منتصف المسرح يتباعدون  ويسمحون بمروها دون أن تلمسهم 
تتكرر اللعبة عدة مرات تترنح القامة وتسقط 
قبل وقوعها تلامس أحد الممثلين 
يسقطان معاّ
الصوت :  تصفيق 
نجحتم في القضاء عليها مع 
وجود ضحية 

إحذروا من آخريات

مسيرة جنائزية 

توابيت تعبر المسرح سريعاّ
يتبعها الممثلون 
مع مؤثر جنائزي 
تنسحب الإضاءة تدريجياّ
قبل أن تعود على 
راعي في منصف المسرح 
يعزف الناي 

وفي الخلفية : براري وقطيع من الخراف 
تتبدل الخلفية إلى مذيع تلفزيوني 
أهم الأنباء: 
تعلن منظمة الحكايا المرعبة  عن انحسار الوباء الغامض واللامرئي
بعد أن خلف وراءه 30 مليون قتيل 
وخسائر اقتصادية فادحة أعادت العالم إلى القرون الوسطى 
وتود المنظمة( أن تحذر من احتمالية ظهور وباء فتاك ينتقل بطريقة أكثر غرابة )
ينصرف الممثلين نحو مشهد حركي 

مصافحة بالأرجل على النحو التالي : من وضع الوقوف  
تلامس باطن القدم اليمني لكل  ممثل القدم اليمني لزميله 
ثم تلامس بالقدم اليسري   
قفزة مع استدارة  بحيث يعطي كل ممثل ظهره للآخر   
مصافحة بالمرفق الإيمن 
ثم مصافحة المرفق الأيسر   
يكرران المشهد عدة مرات 

تحت مؤثر نهاية الأخبار التلفزيونية

إظلام تام 

ستار

السبت، 9 مايو 2020

فتتاح مهرجان المونودراما – اون لاين – بغربة الراحل سامي عبد الحميد

مجلة الفنون المسرحية
الفنان سامي عبد الحميد 

فتتاح مهرجان المونودراما – اون لاين – بغربة الراحل سامي عبد الحميد

العراق / ميسان- خاص

افتتح مساء الجمعة مهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما – اون لاين – 2020 دورة عميد المسرخح العراقي الدكتور سامي عبد الحميد .

واستهل حفل الافتتاح بكلمة رئيس المهرجان الكاتب والمخرج عدي المختار الذي تحدث عن فكرة المهرجان والدول المشاركة فيه والعروض التي ستقدم , ومن ثم عرض فلماً وثائقيا عن الدكتور سامي عبد الحميد ومن ثم تم التعريف باللجنة التحضيرية ولجنة التحكيم .

قدم في حفل الافتتاح مسرحية ( غربه ) عن قصة للدكتورحسن السوداني وإعداد جمال الشاطىء واخراج الدكتور كريم خنجر , ومن ثم بدءت عروض المهرجان بمسرحية ( المفوض عبد) تأليف واخراج حسين مالتوس من محافظة بابل .

سيعرض على مدى ( 6) ايام بعروض مسائية اعمال من دول (العراق – مصر – تونس- الجزائر – المغرب- السعودية – سوريا ) وهي كل من (اغنية البجع) للفنان امير بن جدو من تونس و( سكر مر) للفنانة وفاء غزال من سوريا و( انكسار ) للفنان عبد الرحمن بن دحو من المغرب و(كوكو ورونا ) للفنان حسين السعد من العراق و(قديس الموت) للفنان حسين المسرحي من العراق و(حاويات بلا وطن) للفنان جورج تلبه من سوريا و(الشحاذ هارفي) للفنان علي جيمي من مصر و (حاوية) للفنان ابراهيم الشذر من العراق و(حلمه) للفنان ايوب نخزين من المغرب و( النفخ في رئة الذنوب ) للفنان يزن حلاق من سوريا و( حب الفن ) للفنان كريني نورالدين الجزائر و( حاويات بلا وطن ) للفنان احمد الحسن من السعودية .

يذكر ان مهرجان محترف ميسان المسرحي الدولي للمونودراما – اون لاين – 2020 يرأسه الكاتب والمخرج عدي المختار والمدير الفني السينوغراف علي السوداني والعلاقات والاعلام الفنان والاعلامي ماجد لفتة العابد , فيما تألفت لجنة التحكيم من ( الدكتور حسين علي هارف) من العراق و( الدكتور جبار خماط ) من العراق و(الدكتور مهند العميدي) من العراق و(المخرج عبد العزيز اشنوك) من المغرب و(المخرج هاشم غزال) من سوريا و(الكاتبة صفاء البيلي) من مصر و(المخرج والكاتب منير راضي العبودي) من العراق و( الممثل ميثم الرزق ) من السعودية , كما سيتخلل منهاج المهرجان محاضرات في المونودراما لكل من الدكتور حسين علي هارف والدكتور جبار خماط والفنان محمود ابو العباس فضلا عن الاحتفاء بشخصيات مونودرامية و عروض مسرحية على الهامش .






الجمعة، 8 مايو 2020

مسرحية " لعبة تفوت " تأليف مجدى مرعى

شكاليات دراما الطفل

مجلة الفنون المسرحية

شكاليات دراما  الطفل  

مجدى مرعى

تعد قضية دراما الطفل قضية حيوية ينبغى عدم التهاون فيها أو التغاضى عنها لأنها الرافد الأساسى الذى سيغذى المسرح مستقبلاًبجمهوره الواعى وفنانيه القادرين على حمل عبئه ودفع تطوره فى خطى ثابتة وانه لايجب الاهتمام بدراما الكبار وإغفال دراما الأطفال وإلا كنا كمن يحرث فى أرض بوار نهتم بسطحها ونترك أعماقها التى تضم الجذور وترعاها لتخرجها فيما بعد ثمراً وتكون النتيجة جدباً لاينتج ولايثمر ثم أن دراما الطفل  الاّن صارت جزء اً من العملية التعليمية والتربوية التى يقوم بها المجتمع لتقويم صغاره وتنشئتهم وفق قيم  ومبادىء محدودة ومتفق عليها  وهو فى النهاية وسيلة هامة تساعد على تطور المجتمع 
والأمر هنا يقودنا إلى كيف نقيم على أسس علمية مسرحاً للطفل ..نقول أن 
ذلك يتحدد  بأربع خطوات  هى :
*   أولا /التخطيط : ويقصد بها وضع الخطوط العريضة التى  يسير عليها المسرح والتى لابد من توافقها مع القيم التربوية المتفق عليها مسبقاً فمن المعروف أن المثلث الإنسانى  يتكون من : العقل والبدن والوجدان ، لذلك يجب أن  يضع المخططون  فى حسبانهم تنمية العقل  ليكون سليماً وتنشئة البدن القوى بتشجيع الأطفال على الحركة ونبذ الكسل والخمول ثم ترقية المشاعر والوجدان عن طريق الترفيه والتسلية ويمكنا فى هذا الصدد أن نعتبر الترفيه هدفاً وليس كما يتصوره البعض مضيعة للوقت والتخطيط ومن هنا يجب أن يتولاه التربويون وعلماء النفس والمتخصصين فى المسرح ولانترك للمبادرات الفردية لها الفرصة فى ذلك ، فمهما حسنت النوايا فهى معرضة للخطأ الذى يؤدى إلى اّثار سلبية 
*ثانيا /  التنفيذ:ويقصد به الخطوات  العلمية التى تترجم الخطوط العريضة للخطة والتى تشمل تفاصيل تتضمنها العروض المسرحية المقدمة للطفل وإذا لم يشد الحدث انتباه الأطفال فإنهم سينشغلون فيما بينهم إما بالحوارات الجانبية  او بتبادل الأيدى وبالتالى يصبح صعب السيطرة عليهم .. ومن يجب الإشارة إلى الشكل والمضمون  وهما وجهى العملة للعملية الدرامية 
*الشكل : فبعد تنفيذ الخطة  ومسرحتها نأتى إلى الشكل ، فيجب أن يراعى فيه مايأتى 
ــ بالنسبة للغة المستخدمة لابد وأن تحمل جرساً محبباً للطفل وتصاغ ببساطة بعيدة عن التغريب وبعيدة عن المفردات التى أدخلت حديثاً إلى عالمنا وبلغة يفهمها بدون ضجر
ــ ان يمتزج الحوار بالحركة، فالحوار بمفرده يبعث على الملل إذا استغرق فترة زمنية طويلة ويبقى الخيار الأفضل هو أن  يمتزج الاثنان معاً ويتوافقا
ــ  أن تزيد الأحداث ويقل الحوار حتى تصبح الحركة مبررة وليست مفرغة من المعنى فكلما كانت الحركة مرتبطة بحدث  قلت أوتنعدم نسبة الملل التى يمكن أن يتسلل إلى الصغير وذلك حتى ينشغل طوال الوقت فى متابعة الحدث ومساره حتى يصل إلى نهايته 
* ومن الأمور التى تلعب دورا بارزاً فى دراما الطفل التى  تترجم إلى عمل مسرحى هى:
 أــ الأداء..فالأداء السليم المؤدى فى سلاسة وتلقائية  يلقى استحسانا من الأطفال وينال على إعجابهم ، وقد لوحظ ان المبالغة الكوميدية فى حركة الممثل تفجر طاقة الضحك لديهم
ب ــ الديكور ...كلما كان بسيطا فى تكويناته وغير معقد ومشوق بألوانه الجذابة ويتحقق فيه عنصر الإبهار ويشيع فى الطفل جو من البهجة  ويحمله على الشعور بالسعادة طيلة فترة العرض ،  ويجب أن يتحقق نفس الشىء بالنسبة للملابس بألوانها وتناسقها وتناغمها مع الديكور ، وإضافة لذلك فإن الألوان الداكنة إن لم يكن لها مبرر درامى ستحمل الطفل إلى عدم الراحة 
ج ــ ا لإضاءة ... وهى تلعب دوراً رئيسياً فى إبراز جماليات  الديكور والملابس ويجب التقليل بقدر الإمكان من مشاهد الإظلام الكامل التى يلجأ إليها المخرجون كحيلة لتغيير الديكور فالظلام الدامس بالنسبة للطفل يثير بداخله الرعب لذلك يفضل استخدام وسائل أخرى  كدخول الديكور من الكواليس او من أعلى أو صعودها من أسفل  الأمر الذى يجعل الطفل يشعر بالإنبهار|
* المضمون :تظل قواعد الدراما المعروفة هى القاسم المشترك بين دراما الكبار ودراما الطفل وإن اختلفت عند دراما الطفل التى نجدها تتميز ببساطة الحبكة وعدم اللجوء إلى التعقيد  كالإفراط فى مشاهد flash back أو الخطوط الدرامية المتقاطعة والتى تحتاج إلى تركيز شديد وهى أمور أكبر من أن يستوعبها الطفل، فإذا تسلسلت  الأحداث فى سرد رتيب فقدت  جاذبيتها للطفل وإذا تحولت الأحداث إلى صراع يجعله أكثر إثارة وتشوقاً وهنا تلعب اللغة مع الحركة والأداء أكبر الأثر فى إنحياز الأطفال إلى إحدى جانبى الصراع  ،شريطة أن لا يقدم الشر فى صورة محببة تدعو الأطفال إلى تقليدها وعلى ذلك يكون هو هذا  المضمون الذى نحرص عليه فمسرح الطفل هو خلق الأحداث التى تربط بين مفهوم التربية  ومفهوم القدوة دون مواعظ مباشرة والابتعاد عن المباشرة  ،والتبسيط هنا لايعنى السذاجة فى عرض الأحداث وتشابكها..الأمر الذى يجعلها غير منطقية ولن تثير فى الطفل سوى الاستخفاف وعدم الاقتناع بما يقدم وهذا خطأ يقع فيه كتاب دراما الطفل حين يتصورون إنه بتبسيط الدراما يمكن أن يصل بالطفل سريعا الى عقل ووجدان الطفل
• ثالثاً / المتابعة:   وهى عملية تتم طوال مراحل التنفيذ الى ان يكتمل ويصبح عرضا مسرحيا يشاهده الاطفال  ، والمتابعة يقصد بها مطابقة الخطة مع مايجرى تنفيذه ورصد العقبات الطارئة والبحث عن حلول لها  والسلبيات التى ظهرت والتى ربما تحتاج الى تعديلات فى الخطة  وتقسيم العمل  الى مراحل وخطوات لايعنى ذلك الجمود بل هى من المرونة بما يسمح لها بالنظر فيها على ضوء معطيات الواقع 
• رابعا / التقييم :   ويتم ذلك بقياس رأى المشاهدين لتحديد مدى استجابتهم للعمل وما اذا كانت القيم المستهدفة فى الخطة قد تحققت أم لا  وهنا الأمر يختلف تماما  ففى  مسرح الكبار يحرص المشاهدون  للعمل الفنى على الإعتبارات الإنسانية من مجاملة للعاملين فيه خشية إحباطهم وتاثر علاقاتهم بهم ، أما جمهور المشاهدين من الاطفال فالامر يختلف تماما لانهم مازالوا فى سن التطهر الذى لم يلوث بعد
ولتقييم  مسرحية الطفل هناك عدة أساليب منها
• تسجيل رد فعل الاطفال اثناء العرض

الخميس، 7 مايو 2020

قراءة وبــائية في رمزية الوباء

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب نجيب طلال 

  قراءة وبــائية في رمزية الوباء 


 نـجـيب طــلال
إشـــــارة مكـــشــوفــــة :                                 
مبدئيا تنطلق هاته المقاربة النقدية للنص المسرحي– الوباء- للشاعر والمبدع عبدالكريم العامري؛ من الوضعية الحالية التي تمر منها البشرية الآن ؛ شرقا وغربا ، دولا وقارات الكل يقاوم شيئا غيرُ مرئي ؛ كل الأجهزة تسابق الزمن لمحو آثـر- فيروس - وبائي: لا شكل له ولا لون له ؛ كأنه شبح أوشئ  من هذا القبيل؛ إنه ينتشر ويتفشى ؛ بشكل مثير للغاية ، مخلفا وراءه عشرات الآلاف من الوفيات والضحايا؛ غربا وجنوبا . نتيجة صعوبة مقاومته وعـدم معرفة علاجه ؛ وأي لُقــاح يناسبه ، وكـذا عَـدم الاستعداد لمواجهة  لفيروس ( كورونا ) الذي يعتبر من مصاف الأوبئة الفتاكة ( حاليا ) .
وبناء عليه، كما أشرت بأن هاته القراءة مرتبطة جدليا بالوضع الكارثي/ الوبائي، الذي صنعه وباء فيروس كورونا ؛ مما أشرت في العنوان-  قراءة وبــائية في رمزية الوباء- لأسباب ترتبط بالمظهر النفسي الذي نعيشه في ظل الحجر الصحي ؛ وإن كان مقبولا كشرط  احترازي؛ منطقي. ولكن كفعل له استيهامات مثيرة جدا؛ في عقلية ونفسية أغلب المواطنين ؛ وخاصة أمام الأخبار التي تذيع وتنشر أرقاما مهولة للمصابين ولسقوط ضحايا هنا وهناك ؛ علاوة على الأحداث الأسرية والعائلية  في معاناتها ومشاكلها وصراعاتها بين الأفراد ولقمة عيش. و التي ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي؛ تقريبها للجميع.
قـــراءة وبــائـية:
فهل نص [- الوباء- L'épidémie-] له علاقة بذلك ؟ طبعا لا علاقة له بناء على تاريخية الإنجاز(2018)وانتشار الوباء الكوروني(2020) ولكن هل له علاقة بإحدى نصوصنا التي تحمل نفس العنوان والمؤرخ في(2015) أم بنص الكاتب الإنجليزي - أوكتاف ميربو- والذي يحمل نفس العنوان ( الوباء) والمؤرخ في(1904) إطلاقا ؛ المسألة سوى تشابه العناوين؛ ليس إلا. ولكن وبالعَـودة للنص نجد في مدخله أوفي الإرشاد العام يشير:
[ زقاق قديم في مدينة ابتليت بالعمى وتكاد ان تكون مهجورة.. اظلام في العمق.. رجل 1 ورجل2 يمسكان ببعضهما ويمشيان حتى يصلا الى منتصف الزقاق] ومن خلال هذا الحوار:
رجل2: لست وحدك في هذا البلاء، كل الناس في المدينة اصيبوا بالعمى يقولون انه وباء.. رجل1: (مستغربا) وباء اصاب الجميع..؟ كيف..؟                                         
 رجل2: لا تسألني عن ذلك هو وباء وكفى.. هذا ما سمعته ممن بقي في المدينة..
يتضح لنا أن هناك فعلا (وباء ) والمتمثل في (العَـمى ) الذي أصيبت به مدينة ( مجهولة الاسم  ) مدينة  مجردة/ متخيلـة. ولكن ملامح المدينة شبه معلومة في ذهنية الكاتب؛ مادامت هنالك إشارة ( لزقاق قديم ) وإن كانت أغلب المدن تتوفرعليها .وبالتالي فمن خلال وباء العمى الذي يحمله نص الشاعر – عبدالكريم العامري- يفرض علينا أن نتساءل مرة أخرى : هل النص يحايث أو يتقاطع أو يتقابس ورواية ( العمى) لجوزيه ساراماغو؟ بحيث هاته الرواية تتحدث عن وباء غامض يُصيب تقريباً كل السكان في مدينة مجهولة الاسم، وذلك بشكل مفاجئ ! بحيث أول من أصبح أعمى طبيب العيون عقب معالجته لإحدى مرضاه بالوباء الذي سيُسمى فيما بعد " المرض الأبيض "باستثناء زوجة الطبيب فهي الشخصية الوحيدة التي لم تفقد بصرها. وإن تظاهرت بالعمى كذبا على الأطباء؛ لكي لا تفارق زوجها ولو أنه في الحجر الصحي ، مع بقية المصابين بالوباء. ونلامس بعضا منه تقريبا في الحوار التالي:
رجل1: لم أكن أشكو من أي مرض ولدي مناعة كافية كيف أصابني الوباء..؟ 
رجل2: يقولون ان هذا الوباء لن تمنعه اي مناعة ولن تستطيع ان تتفاديه حتى وان كنت 
في صندوق مغلق..     
رجل1: البارحة قبل أن أنام كنت أبصر..
فهاته الحوارات لا تعني إطلاقا أن هنالك تحويلا أو مقابسة لبعض ماورد في الرواية  لصالح نص (الوباء- L'épidémie) فحتى وإن مارسنا التعَـسف على النص  ؛ ومحاولة إقحامه فيما لا يقحم . تجاه الرواية الأولى( العمى) أو رواية [ بلد العميان ] لـهربرت جورج ويلز. بحيث انتشر نوع غامض من التهاب العيون اجتاح سُكان وَادٍ مَعزول بَين الجبال مما، يَتسبَّب في فقدان أبصارهم ؛ ليعيشوا على إيقاع العمى ؛ بحيث لا توجد كلمة اسمها أرى أو أبصر أبدًا . والتي يحاول ( نيونز ) أن يدافع عنها باعتباره الشخصية الوحيدة التي ترى. وكان أهل الجبال  يفسرون ذلك الوباء نتيجة انتشار الخطايا بينهم. بمعنى أن مرض العمى قدري ولعنة ربانية ؛ نفس الرؤية منوجدة في نص (الوباء ) للمسرحي والإعلامي- ع الكريم العامري:
رجل2: انا مثلك تماما.. ما أصابك أصابني واصاب كل الناس..
الطبال: حقا..؟ كل الناس عميان..! هل هي لعنة نزلت بنا..
رجل2: ليست لعـنة.. هذا وباء..
وكما أشرت إن قمنا بنوع من التعـسف اللآنقدي/ اللاقرائي ؛ بين النص والروايتين ؛ سنحسم أن هنالك تقاطعا أو مقابسة بمنظور تركيبي/ تحايلي . لكن أثناء التمعـن في عمق  الروايتين معا نستشف تلقائيا بأنهما أساسا مركّبين ومتعددي الأصوات والدلالات. حتى ولو تمت عملية الإختزال (العمى/ بلد العميان  إلى الوباء) وبالتالي ما يمكن أن نستنتجه أن هناك تشبع قرائي للمبدع – العامري- وهذا التشبع له ارتباط بتعدد مساراته الإبداعية من شعر/ رواية/ مسرح/ وهذا التشبع يلغي أي تأويل بأن النص له مرجعيته الإحالية التي تكمن في الروايتين؛ بالعكس فالمرجعية الإحالية تكمن في الواقع كما يراه الكاتب المائز- ع الكريم-
رمـزية الـــوباء : 
كاتب النص – عراقي – الأصل والنسب؛ ويعلم كل واحد منا ؛ ما آلت إليه الحياة العراقية  سياسيا / ثقافيا / اجتماعيا / في براثين المأساة ؛والتطاحن على السلطة ؛ ناهينا عن الخراب والانفجارات اليومية. مما تحول آمل وحلم كل العراقيين بما فيهم المبدعين والأدباء ؛ إلى سراب ومعايشة تراجيديا السقوط ؛ بدل أن يرفلوا في الأمل المشرق بمعالم الحرية والديمقراطية وتعدد الأصوات بدون خلفيات سياسية أو طائفية أو عشائرية. لكن واقع الحال العراقي، المأساوي ولا خلاف ولا مزايدات حول حياته السياسية  والاقتصادية ؛ و أغلب هاته وأكثر  تـتجسد الآن في عدة نصوص قصصية / روائية/ مسرحية/ شعرية / كرد فعل مجتمعي نفسي ـ ثقافي من أجل غد افضل إشراقة؛ وبالتالي فأغلبية ما اطلعت عليه من أعمال الإخوة والأساتذة والمبدعين العراقيين تميل وتنحو نحو الرمزية والتجريد كمنطلقات تعبيرية عن أفكار وإيديولوجيات ورؤى سياسية،  قد يتعذر عليهم التصريح بها حاليا. لأسباب ليس مجالها هاهنا ونص الوباء ينتهج ذلك : 
الطبال: انا أطبل للجميع.. الفن من أجل الجميع..
رجل2: ان لم يحدث الفن تغييرا فلا خير به..
الطبال: تقصد اننا معشر الطبالين سبب هذا البلاء..
رجل2: كلنا نشترك فيه.. كل ذي صاحب لسان ولم ينطق الحق مشترك في هذه البلوى..
يبدو ان هذا المقطع تجريدي ؛ ينعكس على أي محيط ؛ ولاسيما أن شخصية الطبال يرمز لها تحديدا ( فنان) وهاته الصفة تشمل كل ممارس للفن ؛ ولكن هل الفنان هو المسؤول المباشر عن سبب هذا        ( البلاء/ الوباء ) ؟ ولكن في أي مدينة/ محيط يوجد ذاك الطبال ؟ 
 فمن خلال استحضار ملحمة جلجامش و اختراقها – النص- بشكل ذكي؛ كإشارة دالة ميثولوجيا لبلاد الرافدين ( العراق) القديمة ؛ ونحن أمام نص ليس بقديم ؛ جدليا نحن أمام محيط عراقي والطبال كذلك 
رجل2: (ضاحكا) جميل جدا، سنعود الى أصولنا.. ربما ستكون أنت أنكيدو وأنا جلجامش..(يضحك)                                                                               رجل1: انت تسخر مني..                                                                                            رجل2: بل قل يضحكني تفكيرك.. انا اتحدث مع رجل متعلم، انت مدرس تاريخ وكنت تحدثنا في جلساتنا عن عشبة الخلود التي ضيعها جلجامش وكنا نصدقك.. بربك، هل هناك عشبة في العالم تجعلك خالدا..؟                                                                     
 رجل1: هذا ما يقوله التاريخ وليس انا..
إذن فتوظيف ثلاث شخصيات (رجل 1- ( مدرس تاريخ)/  رجل2 – ( عادي)/ الطبال( فنان) أعطوا نكهة للعـب ذي العلاقة بالعمى ؛ وهذا يمكن تلمسه في العملية التداولية التي  فرضها الخطابي (النصي) كمحاولة  فنية / لغوية ؛ للانزياح من الخروج من الدلالة الرمزية التي حصر نص- الوباء-  نفسه فيها. باعتبار أن المعاني الرمزية، تكون لها مدلولات متعددة ومتضاربة في آن واحد. ووعيا من الكاتب بهذا الأمر؛ فإنه وظف أغلب الدلالات ، للإحاطة  بالسياق العام للوباء ؛ إذ اعتبر أن الوباء مؤامرة ؛ كحجية لما يتداول أمام أي معضلة داخلية:
رجل1: هذا ليس وباء.. هذه مؤامرة ..!
رجل2: (يضحك) دخلنا في العميق.. مؤامرة؟ اتقول مؤامرة..؟ لمصلحة من تلك المؤامرة..؟
رجل1: تعرفهم جيدا.. اولئك الذين لم يصبهم الوباء.. في بروجهم العالية يراقبوننا يتجسسون على افعالنا يحبسون عنا الهواء ويحاولون ان يقتادوننا حيثما شاؤوا..
فالذي يصرح أنها مؤامرة ( رجل1: هويته الواقعية = رجل متعلم و مدرس تاريخ) ولا يمكن لأستاذ التاريخ أن يجازف بالقول: أن الوباء /المرض= مؤامرة ؛ ولكن إشارة قبلية لتأطير رمزية الوباء . تلك الرمزية  التي تتحدد في الآخر/الآخرون المشار إليهم ب
( اولئك الذين لم يصبهم الوباء.. في بروجهم العالية...) 
إذن الجحيم هو الآخرون ؛ حسب منطق  سارتر.  وهـنا فالكاتب استعار الجحيم  باعتباره صنيعة (مؤامرة ) خارجية ( الإمبريالية)وهذا معروف دوليا؛ ولكن قراءته تختلف. من هنا فكاتبنا قرأ الجحيم بمثابة (الوباء) الذي تعـيشه المدينة (العراق ) اليوم.
إذ الجميل في النص؛ أنه سعى أن ينبش في شتى مجالات تحيط بالوباء؛ ثقافيا / سياسيا / فنيا / دينيا / ونلاحظ عيانيا كيف حاولت سلطة الفقيه أن تؤطر وباء كورونا من الجانب العقائدي؛ ومن خلال النص إن حاولنا صياغة الجحيم بالمفهوم الديني ( الوباء / العمى)= الجحيم/ العـذاب/ مما تكون الصلاة والدعاء هي المخرج الوحيد للخلاص من (العذاب):
رجل2: ادعو ربك أن يبصرك.. ربما ينفعك الدعاء..
رجل1: وهل يصل الدعاء في مدينة كهذه..؟
رجل2: لم لا يصل..؟ ما بها هذه المدينة كل شوارعها نظيفة..
رجل1: وماذا عن النفوس الوسخة.. هل ينفع معها الدعاء..؟
هنا تنطرح إشكالية ( النفوس الوسخة) من هي ؟ التي تلغي منظور المؤامرة ( الخارجية) ليصبح  الوباء/ الجحيم مؤامرة ( داخلية) وطبيعي أن أي ممارسة تأمريه تكون لديها أطراف خارجية بإيعاز من أطراف داخلية ؛ والعكس صائب كذلك. ونهاية المطاف تصبح الاطراف الداخلية / تابعة / ذيلية وهذا واقع سياسي / عربي؛ لكن المعضلة  التي يعاني منها المجتمع العربي ؛ أن المواطن يصبح ضحية ؛ لسياسة أهواء الطرف الداخلي الذي يخضع لقرارات وتعليمات الطرف الخارجي( المتحكم في اللعبة )وبالتالي يتحول لديكتاتور ومستبد والتي رمز له النص ب(الجزار) هنا من صنع الجزار؟ النص يُحّمل الأمر والمسؤولية المباشرة للمواطن؛ ربما يقصد عملية  الاختيار إبان الاقتراع  الانتخابي؛ سواء الرئاسي/ البرلماني ؛ هو الذي يحدد مصير الإنسان والوطن . أومن خلاله يتشكل الوباء/ الجحيم للوطن و الإنسان . وهذا ليس ببعيد؛ ومادام الوضع الوبائي جاثما على المدينة . فالاختيار الذي وقع عدة مرات  لرجالات السلطة؛ اختيار  خطأ وخاطئ من أساسه. والحوار التالي  يوضح هذا الأمر؛ ولكن قبل أشير إليه؛ نجد في النص حوارا عميق الدلالة  يتكلم به :
 (رجل2): سمعت أن هناك رجلا في المدينة يحاول أن يخلصنا من هذا الوباء..
فهذا الحوار صورة للكلام العادي والمتداول في المجتمع بجميع أبعاده، و يشمل كذلك البعد الشاعري الذي يتحكم ديناميكيا في العلاقات الإنسانية. والمحددة في فعل( سمعتُ) (فعل/ ماض) والذي يتكرر عدة مرات والتي يحسمها كذلك
 (رجل2): سمعتُ أيضا أنه صنع جهازا يعيدنا الى ما قبل الوباء.. 
هنا إشارة قوية  لما وراء الحوار بأن المدينة  عمليا تغرق في نفق مظلم وقاتم ؛ وما يروج حول ذاك ( الشخص) اختياره سيعيد المدينة لأفظع من الجحيم الذي هي فيه ؛ والحوار التالي يكشف ولو رمزيا هاته الحقيقة؛ أي العودة للمدينة البوليسية/ الديكتاتورية :
رجل2: هو يعمل في دائرة الابحاث وعنده مفاتيح كل شيء..
وهذا ناتج عن فعل ( سمعتُ) كمركب من ( السماع/ المتكلم) فرأسيا يفرض تعدد المعاني والدلالات التي يمكن أن نؤطرها  في خانة ( الإشاعة / الدعاية/ الكذب/ التضليل/...) لأنه ناتج عن فعل لخطاب متكلمين كثر في الواقع والمحيط الإجتماعي. ومن ثمة فهو يُعبر عن خفايا النفس الإنسانية والكاتب – ع الكريم العامري- بدوره لا يخرج عن الأعراف الخطابية والإجتماعية للغة  المتداولة ؛ والتي بشكل أو أخر مساهمة في كتابة النص ؛ اعتبارا أن المسرح  في عموميته تجسيد حقيقي لما يحتويه الواقع من مظاهر إما خطابية وطبيعية واجتماعية و نفسية. وهذا يحيلنا للحوار صادق ومجسد للواقع ، كيف يراه الكاتب 
رجل2: مميزون بكل شيء.. بالكذب والنفاق والعمى أيضا..
الطبال: نحن لا نكذب ولا ننافق..
رجل2: لكنكم تطبلون لهذا وذاك...تطبلون لكل جزار..
الطبال: اللحوم الحمراء تغرينا.. لم لا نطبل للجزار وهو يشبعنا..
رجل2: يشبعكم ذلا وقهرا..
هنا نستنتج بأن الوباء ارتبط بالعمى، والعمى  بالكذب والنفاق؛ كتخريجات عن هشاشة الأخلاق والمبادئ الإنسانية . مظهريا ؛ ولكن عمليا هي  تخريجة عن هشاشة سياسية صرفة ؛ تلك الهشاشة هي سبب الجحيم الذي نعيشه ؛ طبعا ناتج عن العمى/  الضلال/ الجهل  في الاختيار. اختيار جزارين لديهم استعداد لممارسة الاستبداد والقتل والخيانة وارتكاب كافة الجرائم في حق الشعب من أجل البقاء؛ ورغم ذلك نطبل لهم ونبارك لهم؛ هنا النص سقط في شوفينية غير متوقعة؛ بحيث العمى أصاب الكل باستثناء ذاك (الرجل)الذي يعمل في دائرة الابحاث وعنده مفاتيح كل شيء. وهـذا الاستثناء تم عن طريق ( السماع ) فـلماذا حمَّل الكاتب سبب الوباء للطبال: الذي يؤشر عليه النص كما قلت سابقا ونضيف أنه :(شخصية عامة) و(مطرب)و(مبدع )و( كاتب) و(...) 
رجل1: يبدو أنك أيها الطبال سبب بلائنا..
الطبال: (مستفزا) كنت صامتا طيلة الوقت وعندما نطقت تتهمني بالبلوى. انا مثلكما اصبت بالعمى ..
رجل1: ومن لم يصب به.. يبدو ان هذا الوباء لا يعرف الا الفقراء..
هنا ينتقل النص من الشوفينية إلى التخصيص والتفيء ؛ بأن الوباء/ الجحيم لا يشمل أو يصيب إلا الفقراء؛ فهل القصد بالفقراء من الزاوية المادية أو الفكرية أو السياسية ؟
بما أن النص في كليته يحمل بعْـدا فكري/ إيديولوجيا؛ وإن أغفل الجانب الجمالي؛ نتيجة البعد المضمر في ذهنية الكاتب والمتمثل في القلق الوجودي؛ حتى أنه أدخـل (الطبال) عن طريق (رجل1/ أستاذ التاريخ) في قلق وجودي؛ الذي يعيشه :
رجل1: اي جمال تتحدث عنه..؟ لا أرى جمالا ولن أراه أبدا..
هـذا وإن كانت أغلب حوارات (الطبال) تنم عن قلق حاد من العمى؟ وفي ظلها فالإشارة واضحة للفـقـراء ( سياسيا ) كفاعل في [ الوباء = ( العمى) =  الجحيم ]: 
رغم محاولة إقحام الدين مرة أخرى؛ في تركيب دلالي رهيب الدين/ السياسة وهـذا ما عشناه في بداية اجتياح وباء ( كورونا) أن الدين وسلطة الفقيه تدخلت في الوباء؛ واعتبرته بلاء إلهيا بحكم أن الفيروس جُند من جنود الله ولقد أرسله الله تعالى عقابا للدول ( الكافرة / الفاجرة ) لما ألت إليه الأمور من فساد وتسلط وابتعاد عن الطريق السوي ؛ فهذا التصور حاضر في النص كما يشير: (ربما ينفعك الدعاء../ هذا القدر! / هل هي لعـنة نزلت بنا../....) وإن كان هذا مطروحا فالنص يخالف هاته المنطلقات ؛ محددا نفسه في سياق بعده سياسي صرف؛ وليس مسرحا سياسيا كما سيفهم
رجل2: حين يرى الرب ان لا فائدة من تلك الاعين يطمسها.. كنا نرى كل ما يغضبه ونرضى جلبنا لأنفسنا البلوى بأيدينا وصرنا نندب حظنا.. تركيب دلالي رهيب الدين/ السياسة
رجل1: الرب لا يطمس ما صنعه ما قلته ليس صحيحا..
فمعارضة ( رجل1/ مدرس تاريخ)  أمالت الكفة نـحو السبب المباشر لاستفحال الوباء الذي  تحول لجحيم قاتل ومدمر . وبالتالي فصرخات (رجل2 ( محاولة توعوية/ نضالية ؛ للخروج من دائرة الجحيم الذي يعيشون فيه ، وكذا إيمانا منه أن رؤية القلب بديل عن رؤية العين. ومن خلال هاته الرؤية ؛ تجعل الإنسان حرا . والفقراء أحرار كذلك وبإمكانهم  كسر الجحيم . فعَـبر هـذا الطرح . أين يكمن  صوت الكاتب هل يتجسد في (الطبال )أم في( رجل)1 أم في ( رجل2)
رجل2: جهلكم هذا جعل كل من هب ودب ان يسيطر على مصائركم..
الطبال: تقصد الحكومة..؟ ها.. الحكومة.. قلها ولا تستحي.. تريدني ان اشترك في تغيير الحكومة.. انقلاب يعني.. نذيع به البيان رقم 1 (يصمت قليلا) لماذا هو البيان رقم 1 لم لا يكون البيان رقم 5 لأننا شهدنا اربعة انقلابات من قبل ..؟
رجل2: لم تعد الانقلابات تنفع.. الرؤوس كثيرة ومن الصعب جمعها في سلة واحدة..
الطبال: بدأت اشك فيك أنت لست اعمى، انت مبصر وتريد ان تزحلقني للمعتقل..
رجل2: قبل ان ترى في عينيك أبصر في قلبك.. اجعله مجسا تستطيع ان ترى ما ينفع الناس..
فمن خلال التأمل في هاته الحوارات يمكن لقارئ لهاته القراءة المتواضعة أن يستشف أين يكمن صوت كاتبنا – ع الكريم العامري – 
        
فـــاس 02 - 05 - 2020

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption