أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 11 فبراير 2023

فلسفة التعييد الاحتفالي هي الأصل( 3) / د. عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 
فلسفة التعييد الاحتفالي هي الأصل 3

الأصل في هذه الاحتفالية هو أنها أفكار رمزية حية، وإذا كان هناك اليوم، ممن يقاسموننا حياة المسرح ومسرح الحياة، من يروها أشخاصا مشاغبين ومزعجين فقط، فهذا شغلهم وحدهم، ومن طبيعة هذه الأفكار الرمزية والشفافة، مثلها مثل كل الأجساد الحيوانية الحية، أن بإمكانها أن تحيا، وأن تعيش، وأن تتمدد في الجغرافيا، وأن تتجدد في التاريخ، إن كانت تتوفر فعلا على مقومات الوجود والحياة، وكان بداخلها محرك يحركها، وكان لهذا المحرك طاقة حيوية محركة ومتجددة

الجمعة، 10 فبراير 2023

وزير الثقافة والسياحة والاثار يزور مسرح الرشيد ويبحث سبل النهوض بالواقع المسرحي والسينمائي و يوجه مدير عام دائرة السينما والمسرح بالعمل على تطوير المسرح و تحقيق إنتاج مسرحي

مجلة الفنون المسرحية


وزير الثقافة والسياحة والاثار يزور مسرح الرشيد ويبحث سبل النهوض بالواقع المسرحي والسينمائي و يوجه مدير عام دائرة السينما والمسرح بالعمل على تطوير المسرح و تحقيق إنتاج مسرحي 

العرض الاداء الجسدي بين رؤية المخرج الإنكارية والحداثة المباشرية

مجلة الفنون المسرحية




العرض الاداء الجسدي بين رؤية المخرج الإنكارية والحداثة المباشرية  

    يوسف السياف


رغم المحاولات المتكررة والاحلام لتأصيل مسرحنا العربي وايجاد هوية له، الّا ان الحلم كان أشبه بخيال, بل على العكس فكرة التأصيل تحولت الى تعميم للنفور والتدمير لمفهوم الهوية والهروب من التاريخ واركيولوجية الحضارة العربية, لا سيما خطاب عروض المسرح العربي الطليعية, إذ ان الأمر بات مستحيلاً في وقتنا الحاضر, نتيجة لتوغل الحداثة السائلة وتدمير المفاهيم والارث الحضاري, والابتعاد عن الفضاءات الدينية واركيولوجيتها الاجتماعية, وانكار فلسفة الحق, والانقلابات الفلسفية, وموت الاصل, والنزوح نحو التكثيف, والانضغاط الزمكاني, وهيمنة النفائس الإلكترونية, وسطوة التكنولوجيا, وطغيان مكننة تكميم الايادي العاملة, ان كل هذا السرد المفاهيمي كان سبباً رئيساً في انعدام هوية المسرح العربي.


اذ ان هيمنة الفكر الاجنبي واعرابه التدميري, واعلان موت الثوابت, وتهديم الشواخص, وضياع الفلسفة النسقية, ومعادات الفكر السياقي, وتهميش ضروب الفلسفة الحججية, والتعالي على الأسالة اليوتوبية, ونسيان المغالطة السفسطائية, ومغادرة الميتافيزيقي وجوهر المثالية والبحث الماورائي, وتذبذب الافكار الوجودية في البحث عن الكينونة والعدم والحرية, واعادة بناء الفلسفة, واستحالة التحديد بعد ان غابت التجربة العلمية وابتعادها عن النظرية, واستفحال الافكار المدنية, وتوسع الدراسات الانثروبولوجيا والتفكيكية الما بعد بنيوية, والتوجه نحو المباشرة والحضور السائل للجمل السسيوثقافية والازاحة الاقتصادية والتفسخ الديني, واعلاء مفهوم الثانوية والانقطاع والجزئية والتفكير بالهامش واللا تمايزية, وهيمنة الفضاء السيبيري, كل هذه المفاهيم الفكرية لأبستيم ما بعد الحداثة وما بعدها والتي بدورها انتقلت عبر الفضاء الكوني والشعاع الكهرومغناطيسي الى عالمنا العربي الذي بات فيه الانسان - في ظل تكنولوجيا الاتصال الذي اختزل العالم بقتلها لمفهوم المسافة وانتفاء الزمان وبلاغة الثورة الرقمية الطوباوية خاضع لميتافيزيقيا الغياب, وسائر باتجاه مفهوم (الهابيتوس) ومستقبل للمعالجات والمقترحات التي تصدرها الجمجمة الاجنبي وتقاطع العظمتين تحتها ببوليفونية, ليدخل العقل العربي ضمن محيط (كايوسية الثقافات واناركية المجتمعات/ الاجنبية) و(اركيولوجيا الحضارة العربية), لتنصاب القوى الادراكية للعقل العربي بطي زمني اشبه بالحالة الذهنية, ليعمل من دون وعي على تهجين هويته والتخلي عن ثقافته, نتيجة قلة الكليات وزيادة الجزئيات لكهف العقل العربي, ونتيجة للوقوع في شباك التطبيع واستعارة طروحات تلك الجمجمة, يمكن القول ان الهوية الثقافية العربية المتماسفة في تناص وتعالق مع روبيك الثقافة الاجنبية, وهذا ما انعكس بدوره على مخرجات جمجمة العقل العربي وتأثيثه لمجتمع مؤسلب ومجرد من ثقافته, وعلى الرغم من استفحال موجة الما بعد بعديات  عاد الفكر الاجنبي للبدايات من اجل اعادة تأهيل الحضور الانساني, وهذا ما انعكس على تجارب اغلب مخرجي المسرح الطليعي لا سيما عودتهم للطقوس البدائية الشرقية, عكس ما نشخصه عن مسرحنا العربي المتناسي لعمق وتاريخ حضارته, والمكبل بدوامة الترجمة, والماسح الضوئي للتقليد والاستعارة, بحيث تصل نسبة التشابه والتطابق في الشكل أو المضمون الى حد السوبريالي. 


إذ ان بعض المخرجين العرب الرواد منهم والطليعيين ولا نستثني المعاصرين قد تعاملوا مع موجوداتهم الفكرية والجمالية وبصرياتهم التشكيلية تحت يافطة (خطاب العرض المسرحي), مخرجين اناركيين بلا هوية اخراجية, تلك التجارب المعدة وفق مفهوم الفوتوريالزم, والادها من ذلك تتوج هذه الجماجم المعطوبة بجوائز قيمة, وتلمز بأشرف الالقاب, ويتقمص  اصحابها دور (السي سيد) تلك الشخصية التي نحتها (نجيب محفوظ) في ثلاثيته, وهكذا دواليك الى ان نكتشف بقاء الناقل الحركي لحجلة المسرحية العربية على حرف الراء بالإنكليزي للرجوع بنا على متن الحجلة الى ملامح مسرحنا العربي شبه الدرامية (الاحتفالات المأساوية في الشرق الاوسط, الزار, عاشوراء, مجالس لوعظ, مجالس التهريج, خيال الظل, الحكواتي, صندوق الدنيا, القره قوز), ونبقى نترحم على الماضي. 

واقع مسرحنا العربي وما وصل اليه من ضياع  وتشتت واحباط, وغياب الجمهور, وهيمنة المهرجانات وربوبية اصحابها, واضمحلال الورش, وغياب المهنية, وانعدام الهوية, اسهاب بلا معنى لمجمل ما سردته, اجده قاسي رغم واقعيته, ومستفز رغم صراحته في بعض التجارب التي كانت مسروقة بقضها وقضيضها (شكلاً ومضمون) من تجارب اجنبية سبقتها, الا انني سأتجه في ما يلي نحو تسليط الضوء على احدى التجارب المسرحية العربية, اذ انني لم اعمم, فهناك تجارب حقيقية لابد من الركون اليها, والتعريف بها ونكرانها رغم قناعتي بانعدام هوة المسرح العربي الطليعي والمعاصر, الا انني اجد بان من المنصف تناول تجربة عربية وصلت الى العالمية كعينة قصدية من مجتمع بحث يصل الى عشرات التجارب الحقيقية محلياً والمئات منها عربياً.

وبذا نسلط الضوء على تجربة عربية ذات مرجعيات عراقية بعمق منشطر بين التأصيل والتهجين والبحث عن الهوية, ناغمت حركة المسرح العالمي رغم احتياجنا لسرعة حزمة غاما الضوئية لملاحقتها, الواضع لمصطلح (الرقص الدرامي) عربياً (تطبيقا وتنضيراً) كمحاولة لإيجاد صياغة عربية للرقص الحديث/ المعاصر, والمشتغل ببوليفونيا سمعبصرية على خمسة عناصر اساسية في تجاربه المختبرية, وهي: (لغة الضوء, لغة الكلمة, لغة الحركة, لغة الفضاء, لغة الموسيقا, لغة تكنلوجية/ فيديوية), والمؤسس لمجموعة (اكيتو) الدولية ومجموعة (الرقص الدرامي العراقية) تلك الاخيرة كأول مجموعة رسمية عربياً تبحث في هذا المضمار, والمؤسس لفرقة (مردوخ), استاذ الرقص الدرامي ومعلم البالية والجاز وفن اليوغا, صاحب مشروع (خطوة المستقبل) العربي, المخرج والكيروكراف (بابلي) الاصل (وعربي) التجربة (وعالمي) الشهرة والتجربة, (طلعت شاكر السماوي), فقد بحث عن علاقة اركيولوجية ثقافية لخطاب تجاربه المسرحية, محاولاً الخروج برؤية معاصرة بكر ومتفردة في مسرحنا العربي, لينتج عروضه الادائية الراقصة وفق لوحات غنية بفضاءات متعددة, وازمنة مختزلة, وامكنة متعالقة, بروحية سياقية تعتمد توظيف اللغة شريطة اختزالها, اذ يمكن ان تعد تجارب (السماوي) المسرحي هي تجارب خاضعة الى رؤى ما بعد حداثة مباشرية, وفق اداء جسدي متعالق مع تقنيات (شامانيا), اذ يكون المؤدي مرشدا للهيمنة التي تتجاوز القدرة الادائية المؤسلبة, وتنبي  الهرمنيوطيقية, واركلوجية جسد المؤدي وقدسيته, اذ نجد ان تقنية اجساد مؤديه قريبة من (الشامانية) المتعالقة مع الصوفية والقريبة من الكهنوتية ذات الفضاء السياسية, فقد استعاره الكثير من المخرجين والكيروكرافيين العرب المختصين بـ(الرقص الدرامي) لا سيما من تخرج من عباءة (السماوي) المختبرية, ولحنه الهوياتي, وعمقه الثقافي, اذ لا اريد التشخيص بقدر التنويه, كون اللحن المسرحي المحلي المعاصر لعروض (الرقص الدرامي) نجد اغلبها قد اقترب من اسلوب (السماوي), فلو سلطنا الضوء على مسرحية (فوق تحت تحت فوق) واستعرضنا ابعادها الجمالية والفكرية, ووصفها للثقافة الشرقية التي يحملها الجسد, سيتوجب عليه ترك القارة للسفر برحله فحصية ناقدة تفهرس تقنيات جسد المؤدين, لتكشف عن مدا التقارب/ التشابه ما بينها كتجربة بكر/ اصل وبين بعظ التجارب المسرحية الادائية الراقصة التي لحقتها, إذ ان هذه التجربة المهمة المقدمة باسم (مجموعة اكيتو الدولية) على خشبة (المسرح الوطني العراقي) في (بغداد) عام (2004م) من تأليف واخراج (السماوي). 


تبنى المتن الحكائي للعرض ثيمة موجودة داخل قصة مستلهمة من كتاب (كليلة ودمنة) ذات اصول هندية ترجم الى اللغة (الفهلوية), ومن ثم ترجمه (ابن المقفع) الى العربية, تلك الحكايات البشرية المنطوقة بلسان الحيوانات استفزت قريحة (السماوي) واشتغل عليها, لا سيما مفهوم (السلطة وقانون الغابة في عصر العولمة), وقد طرح ضمن خطابه المسرحي ديالكتيكية تطور الإنسان ضمن فضاء درامي أشبه بغابة تحاكي العصور البدائية, غابة صممت أشجارها من الحبال كـ(دال) يحمل مدلولات كثيرة منها: (حبال المشنقة) و(الحبال السرية التي تصل الاجنة ببطون امهاتهم) و(وسيلة للتسلق من اجل الوصول إلى كرسي السلطة) الموجود ضمن فضاء العرض, لتكون هذه الغابة بيئة خصبة متعددة الرفاءة ومساندة لمؤدي العرض. 

قدم لنا (السماوي) لوحة ادائية راقصة لمراحل تطور الإنسان, ومن ثم التأثيرات الايديولوجي على سلوكهم الفطرية, ليبث لنا كم هائل من العلامات والرموز الدلالية التي تترجم تمرحلات تطور الانسان مروراً بعصر العولمة وتشكيل البرلمانات الحكومية الفاسدة التي أطاحت بمفهوم الإنسانية حسب ما يطرحه العرض, ليتبدد مفهوم التشاركية الطافي في بداية العرض وتتفكك المجموعة وتتكتل الى ربايا عبثية, وتبدأ الصراعات فيما بينهم من أجل السلطة والهيمنة على عرش الرئاسة, مما أضطر سياق خطاب العرض الرجوع إلى البيئة المفترضة لتلك السلوكيات وعنوانها الحقيقي (غابة الحيوانات), العودة الى البدائية القديمة (محاكات الحيوان) بعد ان ابحر بنا العرض صوب التطور المعرفي ولتكنلوجي, العودة نتيجة الرجعية والعقل المتخلف المتعطش للدماء والهيمنة والسلطة ومحاربة الاناركية.

إذ يسرد الفضاء البصري للعرض بعداً مفاهيمي لتكوين علاقة تواشجية بين المحيط المكاني وتقنيات أجساد المؤدين الشامانية لتكوين الاندماج البصري، الأمر الذي يبرر استعاراه حالات (اثنوغرافية) من شأنها وصف عادات وتقاليد بعض افراد المجتمع، فالحضور الطاغي لهذه الامتدادات بين قديمها وحديثها هو الأساس السسيوثقافي  الذي اسس له (السماوي) ضمن ايقونة تحاكي التحولات المفاهيمية للمجتمعات العربية بعد سكونها, اذ ان تقنيات اداء الجسد - منذ الوهلة الأولى للحركة في العرض بعد سكونها الترقبي لكشف المكان في المشهد الاستهلالي - ساهم في وصف الحياة البدائية للإنسان, وذلك من خلال محاكات المؤدي لحركات الحيوان وعلاقة الانسان البدائي ببيئته, إذ أنَّ كل مؤدي على خشبة المسرح وفي أول حركة قام بها وصف طبيعة الانسان البدائي وتقنية جسده, لا سيما المشي على الاطراف العليا والسفلى معاً كالحيوانات, والتغوط برفع إحدى الأرجل, والحركة الارتدادية (البايو ميكانيكية) عند شعوره بالخوف. 

فما حركات المؤدين الوصفية لمحاكات الحيوان, إلّا تقنية أعطت جسد المؤدي بعداً (إثنوغرافياً) لاسيما بديالكتيكية اللوحة وتعالقها مع اللوحة التي تليها بتقليدهم لتقنية أجساد حيوانات مختلفة, كمد اليدين وتحريكهما كرقصة الامواج لمحاكاة حركة اجنحة الطيور, وانخفاض الصدر واليدين بتقديم أحداهما حتى ملامسة الجزء الأمامي للجسد الارض أثناء المشي أو التوقف على الأطراف الأربعة لمحاكاة حركة الحيوانات المفترسة, أو ارتفاع وبروز الصدر باستقامة الجذع وملامسة اليدين للأرض مع الجلوس في وضع القرفصاء وتكرار حركة القفز للإشارة كمحاكاة لحركة القردة, فما هذه المحاكات واستعارة تقنيات جسد الحيوانات إلّا معالجة اخراجية (اثنوغرافية), وقد أستمر هذا الاشتغال التقني الأدائي الراقص والمعالجة الاخراجية حتى بعد انفراد تلك الأجساد واتاحت الفرصة لأسلبه النمطية / التقليدية الحركة المباشرة, وتجريد الحرك التعبيرية وأسلبه تقنياتها, لاسيما بعد أن بدأت الأجساد بالانسلاخ عن تعددية الفعل المشترك, واعطاء مساحة لاحد المؤدين لتقديم لوحة تعبيرية راقصة يمتزج تقنية فيها (الجسد الإثنوغرافية) مع جسد المؤدي وثقافته المعاصرة لإنتاج هوية ثقافية حاملة لبعد (إثنوغرافي), إذ أن حركة اليد اليمنى لاحد المؤدين وهي مرفوعة إلى الأعلى مع تقديم الكف إلى الأمام ما هي الا حركة مستله من الرسوم الموجودة في الالواح الأشورية التي وصلتنا عن (حضارة وادي الرافدين), وتعني الثمر, فقد امتزجت اركليولوجية الحركة (الإثنوغرافية) وظيفيا للجسد مع الرقص الدرامي المعاصر لإنتاج جسد ثقافي بمحمولاته التقنية (الاثنوغرافية) يطوي ألاف السنين.

بالإضافة إلى التدفق العلاماتي من حيث الاشتغال على تقنيات (الجسد الإثنوغرافي) في المشاهد الانفرادية (الصول) الغنية بحركات الاكروبات واليوغا الشرقية وكمال الأجسام, والدوران على ساق واحدة, حركات زحف الأفعى, ورمي السهم, وقفزت الكنغر, ومشي القرد على اطرافه الاربعة, وتقليد انقلاب ذيل العقرب, وغضب الغوريلا بضرب الصدر بكفوف اليدين, ومجمل هذه التقنيات المستعارة  سعى (المخرج) إلى مزجها ضمن سياق درامي للخروج بأداء تعبيري راقص يعتمد تقنية الكولاج لعلامات (الأجساد الإثنوغرافية) الشرقية الحاضرة والمتحولة عبر الموروث الاجتماعية المتعالق مع الهوية الثقافية, اذ ان تلك (الأجساد الإثنوغرافية) كانت ترقص بحركات إيقاعية مدركة للعلاقة ما بين الانتماء الشرقي لأصل الحركة وما بين تقنية الجسد المعاصر, لإنتاج تعددية تقنية وظيفية (إثنوغرافية). 

فقد أنصب جسد المؤدين على الية انتاج الحركات والإيماءات المتعددة, التي تساهم الرسوم على الجسد والوجه انتاج رموز لها دلالات تساهم في انتاج فعل ادائي مقروء لتلك الأجساد, إذْ نجد أنَّ هنالك رسوم قد طلت بألوانها وجوه المؤدين لتحاكي لغة أجسادهم وتترجم سلوك بعضهم العدوانية, لاسيما أولئك الذين هيمنوا على المكان وفرضوا سلطتهم, فمن خلال علاقة تلك الرسوم المخيفة وتعابير الوجه والحركات العدوانية المفرطة أنتجت لغة درامية عبرت عن فكرة الصراع الذي نشب بين أبناء الجنس الواحد.

ادرك (السماوي) حجم المسؤولية في كشف عيوب المجتمع والتصدي لها ومعالجتها, لا سيما تبني مفهوم التشاركية بين الفرد والجماعة في تفاصيل العيش ضمن حدود البيئة الاجتماعية العربية والانتماء الحقيقي للآخر, فبعد أن أنسلخ أحد المؤدين وهو يحاول تفريق تلك المجموعة والهيمنة عليها وقيادة أفرادها, بدأت الأجساد بالنفور وعدم الاستقرار, رغم المحاولات المتكررة لإرجاعهم ضمن الاداء الجماعي, إلَّا أنَّ ذلك الجسد المنسلخ حصل على مساعد من جسد تابع, وبدأ بالرقص التعبيري ومحاكاة تقنية جسد الحيوان, ليتحول الجسد الانساني الى جسد هجين تشترك صفات الحيوان وحركاته مع سلوك الانسان, لاسيما حركة الأيادي والتواء الجسد وزحف الافعى للدلالة على احتقان الجسد بالسلوك العدوانية, وما سيميائية هذه الحركة كرمز أسطوري قديم الا تعبير عن (الشر والسحر) رغم اختلاف الثقافات, إذ يرى أخرون بأنها ترمز إلى الخصب, إلَّا أنَّ توظيف (السماوي) لهذه الرقصة, كان دليل واضح لتبني تلك (الأجساد الإثنوغرافية) وبقصدية واضحة لمفهوم الشر. 

إلَّا أنَّ بقية (الأجساد الإثنوغرافية) وحركاتها التي انبثقت من خلال التفاعل  (البروكسيمي), نتيجة أحساس تلك الاجساد بقدوم الشر المنسلخ من نفس المجموعة, وشعورهم بالخوف, مما أدى ذلك التفاعل إلى إنتاج أداء جسدي (إثنوغرافي) تقني منتج لحركة سريعة تعبر عن الشعور بالخوف والرهبة المفرطة من الآخر العدواني, مما ادى ذلك الى اكتسابهم بعض السلوك العدواني, فقد إنماز الأداء الجسدي التعبيري بطقسية التأمل والسكون الممزوج بذبذبات ميكانيكية مكتسبة في محاولة المؤدين للوصول إلى الكرسي المتدلي في وسط وسط المسرح, تلك المنطقة التي كانت مصدر قوي للضوء (العولمة) في بيئة توحي بالغابة وضبابية النظر, إذْ أنَّ (السماوي) قد كون تشكيل جسدي بعد طوافهم حول (الكرسي) وبأداء حركي (إثنوغرافي) مستعار من طقوس العبادة (الحج) في الديانة الاسلامية, متخذاً من الكرسي أله مقدس يعبدون, أذْ أنَّ حركة الجسد من خلال الجلوس على الأرجل, وانحناء منطقة الصدر مع مد الذراعين إلى الأمام لملامستهما والجسد للأرض, أعطت تقنية (إثنوغرافية) مرموزه للتقنية (السجود) وخضوع للإله كعبادة في اغلب الديانات, فبعد التقدم الحضاري ومغادرة الحياة البرية والدخول في زمن العولمة وهيمنة المكننة, حاول (السماوي) محاكاة الماضي والحاضر بديالكتيكية أحداثه المتعاقبة من خلال تقنية اجساد المؤدين المتعالقة ادائية ما بين  المحلية والشعبية والتراثية, وما بين العالمية المكتسبة عبر تلاقح الحضارات, اذ ان هذا التحول نتيجة سلوك بعض الجماعات البدائي المتبني لقانون الغابة الساعي نحو العودة إلى زمن العبودية والسجود للصنم,  رغم أكتسب الأداء طابعاً تأملياً, لا اللوحة ما بعد الاخيرة عندما بدا المؤدون ينسحبون من تلك البقعة الموجودة في وسط وسط المسرح, للعودة إلى موطنهم الأصل (الغابة), والرجوع إلى الرقص الجماعي الموحد, فقد ساهم الجسد في إنتاج إيقاع صوتي يساعد المجموعة على ضبط حركاتهم وتوحيدها, من خلال احتساب زمن افتراضي, وفي لحظة معينة متفق عليها تتحرك الأطراف لتضرب الكفوف بعضها ببعض, لإصدار صوت (تصفيق) يعد بمثابة أمر لتغيير الحركة, أو تغيير المكان وخلق إيقاع للرقص, وما هذه الرقصة التي يساهم الجسد في إنتاج أيقاع معين لها إلا طقوس جماعية أو فعاليات كرنفاليه نجدها موروثة من الثقافات القديمة, ولكن قدمها (السماوي) بتقنية جسدية معاصرة, وقد ساهم الجسد أثناء تقييد اليدين وتشابك الكفين خلف الضهر في وصف شواهد (السجن), وممارسات عملية سلب الحقوق بالقوة, وقمع معارضة الشر, كنظام سياسي في التعذيب له جذوره التاريخية الممتدة من الألفية الأولى قبل الميلاد في (بلاد وادي الرافدين) ويمارس الى الأن, وبنفس التقنية الجسدية, تقييد كفوف اليدين وانحناءة الضهر وتقارب الأرجل فيما بينها عند المشي, إذ أنَّ هذه الصيغ الأدائية التي دخلت الإيماءات الجسدية في ترسيمها تعد صيغ ادائية هوياتية.

ونتيجة لاكتساب الأجساد المؤدين صفات حيوانية عدوانية نتيجة التفاعل البروكسيمي لتلك الاجساد مع عناصر الشر, وبرغم الفوارق في التقنية الجسدية إلَّا أنَّ الإداء ينم عن تفاعل حميمي مشع, للهيمنة على الآخر وابقائه تحت رحمتهم؛ إذْ أنَّ الجوع البدني والفقر الفكري في ظل الحكومات العربية المستبدة, أرغم الأنسان على الهروب من واقعه, أو البقاء وانتظار الموت, من خلال رمزية (الأداء الجسدي الإثنوغرافي) لتلك الممارسات اليومية للإعدامات المتكررة في حق أبناء الشعوب العربية لا سيما الشعب العرق, إذ ساهم الجسد في وصف تلك الممارسات التي أصبحت ثيمة تميز طبيعة عيش أبناء الشعب العراقي عن غيرهم من شعوب العالم في ظل تعاقب حكومات القمعية, إذ لا خيار لديهم امام صوت الحق, إما الإعدام أو الانتماء لنظام جائر, أو الهروب نحو المجهول, فقد اتخذت صيغ (الأداء الجسدي الإثنوغرافي) للوحة الأخيرة وما قبلها مزاوجة ما بين المفهوم الشعبي للإعدام كثقافة محلية, وما بين الهروب أو الهجرة كثقافة عربية, ألَّا أنَّ اللوحة ما قبل الأخيرة, وبعد وصف الجسد تلك الممارسات اللا إنسانية بحق الشعب, إذ اتخذت صيغ (الأداء الجسدية الإثنوغرافي) طابعاً طقسياً شرقياً بامتياز, فقد حاول (المخرج) أن يقدم مشهد يحاكي تلك الفاجعة من خلال استحضار الموروث الشعبي لمراسيم العزاء, إذ تعد طقوس التعزية وتقنية اللطم وتعابير الحركة المرموز لاسيما اليد المسبلة كدلالة عن الصبر بل وانتظار الثورة, فقد سعى (السماوي) لتقديم تلك الطقوس كفوارز ثقافية, ولكن بتقنية أدائية مؤسلبة وبتكنيك ميكانيكي, من أجل اعطاء الحركة بعد اجتماعي وعمق ثقافي, إلاَّ أنَّ رمزية أداء الجسد لاسيما في اللوحة الأخيرة والدعوة نحو العودة للثقافة البدائية القديمة من خلال تقنية اجساد المؤدين وقدرتهم العالية على تسلق تلك الحبال هرباً من الم الحاضر وجبروت المسوخ والحيوانات الادمية التي حولت بلداننا العربية الى بيئة أشبه بالغابة, فما اشتغالات (السماوي) على الجسد إلًا مهاره ودربة ودراية يمتلكها صانع التكوين البصري ومنظم اللوحات الحركية وحرفته ومعرفته لإبعاد الجسد ومدركاته الحسية ودلالات الايماءة والحركية وفق مرجعياتها الثقافية, فقد حاول الكشف عن العلاقات ما بين (الأداء الجسدي الإثنوغرافي) وما بين ثقافة المؤدي المحلية الحياتية اليومية, رغم امتدادها التاريخي بالثقافة القديمة, كثقافة موروثة ومكتسبة انية, إذ تمكن الجسد من تلاقح ثقافة البلد بمترحلاتها عبر التاريخ, وانتاجه بتقنية مسرحية جمالية يغلب عليه تقنية الأسلبة وتجريد شكلها الظاهر بالاعتماد على طابع الكولاج في وصف الحركات والايماءات بلوحه مكتنزه بالرموز والعلامات, لا سيما عند تعددية توظيف مفهوم (الإثنوغرافية) لإداء الجسد. وبذا تعد هذه التجربة باكورة لأغلب تجارب المخرجين العربيين من بعدة.  

الخميس، 9 فبراير 2023

العشرين من الشهر الجارى أنطلاق الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي

مجلة الفنون المسرحية

العشرين من الشهر  الجارى أنطلاق الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي 

تتواصل التحضيرات لاستقبال الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، الذي ينظم برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الفترة من 20 إلى 27 فبراير/شباط المقبل، وفي هذا الإطار عقد أحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة، اجتماعاً مع ممثلي الفرق المسرحية المشارك.

الهيئة العربية للمسرح تطلق النسخة الثامنة 2023 من المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي (للباحثين الشباب حتى سن 40) “الخصوصيةا لفكرية والجمالية في التجربة المسرحية النسوية. نموذج تطبيقي على تجربة مسرحية معاصرة لواحدة من سيدات المسرح العربي”

مجلة الفنون المسرحية 


النسخة الثامنة 2023 من  المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي (للباحثين الشباب حتى سن 40)
“الخصوصيةالفكرية والجمالية في التجربة المسرحية النسوية. نموذج تطبيقي على تجربة مسرحية معاصرة لواحدة من سيدات المسرح العربي”

8 إصدارات في المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب بقنا

مجلة الفنون الميرحية 


8 إصدارات في المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب بقنا


تقدم إدارة المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب، والذى تنظمه مؤسسة “س” للثقافة والإبداع، دورة الراحل الدكتور مصطفى سليم، 8 إصدارات مسرحية دولية جديدة بالتعاون مع دار “حابى” للنشر، وذلك خلال فعاليات الدورة السابعة من المهرجان، والمقامة في محافظة قنا فى الفترة من 7 إلى 12 مارس

الأربعاء، 8 فبراير 2023

صمْت مُـريب بانتــهاء المــهـرَجان؟؟ (02) نـجيب طــلال

مجلة الفنون المسرحية



                                    صمْت مُـريب بانتــهاء المــهـرَجان؟؟ (02)



رابــط الصمت:


أساسا عـلينا أن نعـيد النظر في علائقنا من جديد، وقراءة تصوراتنا وممارستنا المسرحية ؛ بغـْية تصحيح المسارات والأنماط الفنية والتجارب الإبداعية . من أجل ذواتنا وقـُدراتنا ؛ ومن أجل ربح رهانات البقاء والاستمرارية ؛ ومواجهة الإعصار الذي يلاحق المسرح " العَـربي " بعلاقته بالتحولات الجْـيو إقليمية واقتصادية وسياسية وفكرية ( عَـولميا ) ومن أجْـل إعادة المكتسبات إلى نصابها وطريقها القويم لتحقيق غايات التمسرح والوجود الفاعل .

مسرحية للفتيان " الإعصار " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

الثلاثاء، 7 فبراير 2023

الاحتفالية حلال والاحتفالية حرام (2) / د. عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 

   
نحن قلنا الاحتفالية حلال، وهم قالوا الاحتفالية حرام، ونحن فعلنا واشتغلنا وفكرنا وكتبنا وأبدعنا وسألنا وتساءلنا، وهم فقط تكلموا، وكان كلامهم أصواتا غير موقعة، بلا وزن ولا قافية ولا َمعنى ولا مبنى، وكان كلامهم شعارات وصيحات في أكثر من واد، ولقد مارسوا، في غفلة من التاريخ، نوعا غريبا وعجيبا من من أنواع النميمة، وأطلقوا عليها اسم النقد المسرحي، ولقد بحثنا. نحن عباد الله، عن هذا النقد وما وجدناه، وسألنا عن مولانا المسرح فوجدناه، ولكن مع الغائبين والمغيبين ومع المقصيين والمنفيين ومع المدفونين في القبور المنسية، والذين هم اليوم أكثر حياة من كل الأحياء المشكوك في حياتهم.
   وبهذا يكون من واجبنا أن نسأل أنفسنا السؤال التالي:
   هل أخطانا حين فكرنا، وحين اجتهدنا، وحين آمنا بالعقل وبالعقلانية؟
 َ ممكن جدا، ولا شيء مستحيل في هذا العالم السوريالي الغريب والعجيب..
وفعلا، لقد ارتكبنا خطأ فادحا حين اعتقدنا بأن الإنسان حيوان عاقل، وحين أكدنا على حق هذا الإنسان المدني والحر، في أن يشغل عقله، وفي أن يصل بتفكيره إلى حدود (البدعة) والتي هي حرام في حرام في حرام.
   لقد وصل الاجتهاد الاحتفالي درجة متقدمة من الغلو، ومن المخاطرة، وعليه، فقد أصبح من غير المسموح به شرعا وقانونا، وأصبح الفكر الاحتفالي والإبداع الاحتفالي، لدى بعض الفقهاء المعاصرين، في درجة الخطيئة الدينية، وذلك في حق مولانا الجهل، وفي حق كل سدنة معبد الجهل ومعبد الأمية وَمعبد الكسل العقلي والفكري.
   إنهم يقولون اليوم، وفي كل منتدياتهم السرية والخفية والمهربة، بأن الذنب الأكبر والأخطر، لهذه الاحتفالية المارقة، يكمن أساسا في أنها وجدت وكانت، وذاك في الوقت الذي كان ينبغي عليها ألا تكون، وأنها قد قاومت كل عوامل الموت وعاشت، وأنها قد عمرت كل هذه العقود الطولية من الزمن، وأنها اليوم ترفض أن تموت، وأن تعود إلى العدم الذي أتت منه، مع أن هذا الموت حق، هكذا يقولون، وهذه هي حجتهم في سعيهم لقتل الاحتفالية، ولقتل كل الاحتفاليين أجمعين.
   وبالتأكيد فإن ما أقوله اليوم، في هذا التأمل الفكري الساخر، ليس جديدا، ولقد سبقتني إليه شخصياتي المسرحية في الإبداع المسرحي الاحتفالي، وتحديدا في مسرحية (فاوست والأميرة الصلعاء) والتي نشرتها مجلة (الأقلام) العراقية سنة 1980، والتي قدمت على خشبات كل المسارح العربية، يدور الحوار التالي، بين العالم فاوست والخادم المهرج الزيبق:
(- أريد علما حقيقيا، أريد أن اأرف، وأدرك كل الأشياء، أريد، أريد..
– ستشقى بعلمك يا فاوست، اسألني أنا المجرب..
– وكيف ذلك؟
– ستدرك وحدك، وتفكر وحدك، وتمشي وحدك.. ساعتها لن تجد أحدا يصدقك، سيعتبرونك مشعوذا أو مهرجا، سيحلون دمك، من يدري؟ أو ربما قالوا عنك كافر أو مجنون أو مدع.. سر كما يسير الناس..
– لست أستطيع..
– إن العبقرية أكبر جرم في عرف الناس التافهين، وما أكثرهم في هذا الوجود).
   هذا الكلام قلته وكتبته، منذ أكثر من أربعين سنة، وقاله معي كثير من كبار الممثلين في المغرب وفي كل العالم العربي، فهل كنت بذلك أتوقع، أو أتنبأ، بأن أصل في يوم َمن الأيام، إلى ما وصلت إليه الآن، وأن أصبح مبعدا ومقصيا ومنفيا في وطني، وبين أهلي، وأن يكون ذلك فقط، لأنني كنت وفيا لإنسانتي وحياتي وحيويتي ولمدنيتي، وأنني قد فكرت، بصوت مرتفع، وأنني تأملت، واجتهدت، وجربت، وتوقعت، واخترت، وأبدعت، وأنني في تفكيري لم أكن اشتغل لحسابي الخاص، لأنه لا حساب لي، ولقد اشتغلت دائما لحساب الإنسان والإنسانية، في كل زمان ومكان، ولحساب للحياة، ولحساب لجمال، ولحساب الحق والحقية، ولحساب هذا المسرح بعده العربي، في كل امتداداته الإنسانية والكونية.
   ومنذ البدايات الأولى، لمسار هذه الاحتفالية المفكرة والمعبرة، أدرك الاحتفاليون المؤسسون لعلمها وفننا وفكرها ولصناعاتها ااجمالية، أن الأصل فيهآ هو أنها مخاطرة وجودية قبل كل شىء، وأن طريقها لن يكون مفروشا بالورود، وأن فهمها لن يكون سهلا أبدا، وفي متناول كل الناس.
   لقد آمنت دائما، من داخل الفلسفة الاحتفالبة، أن الحياة، في معناها الحقيقي هي التحدي، وأن الموت هو نصيب كل من لا يتحدى، وكل من لا يقاوم وكل يقفز على عوامل الموت، وكل من لا يتجدد، وكل من لا يقاوم المرض والفقر والملل والسام والإحباط والفراغ والخواء واللامعنى، ولهذا كنت احتفاليا، عن قناعة، وراهنت على الاحتفالية، وارتضيتها فلسفة حياة، واخترتها نظام وجود، واخترتها منهجية في الإبداع الأدبي والمسرحي، والجمالي بشكل عام.
   وفي كتاب أصدرته في نهاية الثمانينات من القرن الماضي. وأعطيته عنوان (كتابات على هامش البيانات) قلت وكتبت ما يلي:
(إن جريمة الاحتفالية – إن كانت لها جريمة – تكمن في شيء واحد أوحد، لم يجرؤ أي واحد – لحد الآن – للإعلان عنه، وهذا الشيء هو (عبقريها) لقد اختارت أن تشق لها طريقاً مغايرا، وأن تفكر بشكل مختلف، وأن تصر على معرفة اللامعروف، والوصول إلى حدود اللامألوف، وهذا شىء لا يرضي سدنة الكسل العقلي، ولا حراس المعرفة المتحفية).
   ولقد تمسكت دائما بشعار (خالف تعرف) بكسر حرف الراء، وهذا ما جعلها جديدة ومجددة ومتجددة على امتدا عقود طويلة جدا
ولعل أخطر ما أكدت عليه هذه الاحتفالية هو الحرية، وذلك في كل أبعادها وتجلياتها الجميلة والنبيلة، وهو تحرير المسرح – مسرحنا – بالإنسان الحر، وتحرير كل الإنسان، المغربي والعربي والكوني، بالمسرح المتحرر والمفكر والمفسر والمغير.
   وفي الاحتفالية لا مقدسات إلا العقل الشاعر والمفكر، ولقد خاصت حروبا كثيرة ضد الوهم وضد الاصنام والأوثان، وأكدت على الإنسان المدني، وعلى كل حقوقه، والتي يأتي في مقدمتها الحق في الوجود والحق في الحياة والحق في الاختلاف والحق في التفكير والحق في التدبير والحق في الفرح، وأيضا، الحق في الخطأ، عندما يكون هذا الخطأ خطأ العاملين والفاعلين وخطأ المجدين والمجتهدين، وخطأ العلماء والفنانين المجربين.
   وَلهذه الاحتفالية موقفها النقدي الخلاق، وذلك من كل فعل، كيفما كان، ومن كل فكرة طائرة، ولو كانت صغيرة، ومن كل حالة، قد تبدو للعين المجردة عابرة، وهي تبدأ من الشك عادةً، لتدرك اليقين، أو لتقترب منه على الأقل.
   وفي زمن كان ومضى، والذي كان زمن اليقين الايديولوجي والسياسي، والذي اقترب فيه هذا اليقين الانتحاري من درجة العمى الإرادي، في ذلك الزمن السبعيني من القرن الماضي، ظلت هذه الاحتفالية مع الحقيقة الغائبة، أو المغيبة، وبقيت محافظة على حريتها، وعلى استقلاليتها، وعلى عقلها المفكر، وعلى اختياراتها الفكرية والجمالية والأخلاقية، وظلت دائما خارج الصفوف وخارج التخندقات الضيقة والمغلقة، وظلت خارج كل الشعارات الظرفية والموسمية.
   هذه الاحتفالية كانت دائما مع الحياة ضد الموت وضد القتل والاغتيال، وأين العيب في هذا؟ وأين هو الحرام ؟
وكانت إلى جانب الجمال، في الاجساد والنفوس، وفي العقول والأفكار، وفي الحالات والمواقف، وفي العلاقات والمؤسسات وفي الكتابات والإبداعات، ومتى كان الجمال محرما، وفي أية شريعة؟ وفي أي كوكب من كواكب المجموعة الشمسية؟
   فهذه الاحتفالية، في معناها ومبناها، ما هي حرية وتحرر، وهب دعوة لإيجاد الإنسان، وذلك في المجتمع الحر، وفي الزمن الحر ، ومن ذا الذي يمكن أن تخيفه وترعبه الحرية؟
   ولقد ساهمت هذه الاحتفالية، وعلى امتداد عقود طويلة جدا، في تحرير العقول والنفوس والأرواح من الغيبيات ومن المجردات ومن تداعيات الوثنيةالجديدة، ومن سدنة الجمود على الموجود.
   إن الأصل في هذه الاحتفالية هو أنها جسد من الأجساد، وهو جسد معنوي ورمزي حي، وأن هذا الجسد محكوم بأن ينمو ويكبر، يوما بعد يوم، وأن يتمدد ويتعدد ويتجدد، دخل المكان والزمان، وهذا القانون الطبيعى، والذي هو قانون النشوء والارتقاء، لسنا نحن من أوجده، وهو يسري على هذه الاحتفالية أيضا، والتي انتقلت من عمر إلى عمر، ومن حجم إلى حجم، ومن حال إلى أحوال، ومن درجة إلى درجات أخرى أعلى وابعد،
وفي البدء، اعتقد كثير من النقاد والباحثين ومن المهتمين بالمسرح، أنه لا مستقبل لهذا الجسد الذي يسمى المسرح الاحتفالي، وأنه فقط مجرد خطأ في التاريخ، أو أنه مجرد جملة اعتراضية في كتاب هذا التاريخ، ولقد ظلت كثير من الأقلام، وعلى امتداد كل أعمار الاحتفالية، لا تردد إلا جملتين اثنتين يتيمتين وهما:
   الاحتفالية ماتت
  والاحتفالية غدا سوف تموت
  وهناك من النقاد، ولحد هذا اليوم، من يصعب عليه أن يتصور – مجد تصور – كيف نجت هذه الاحتفالية من كل الضربات، والتي ظلت تأتيها من كل الجهات، وكيف تلونت بألوان الأزمان المتغيرة، وكيف صمدت امام الأحداث وامام المتعطفات والهزات التاريخية.
   ومع بداية هذه السنة الجديدة، وبعد أن ظن الجميع أن هذه الاحتفالية المزعجة والمشاغبة قد ماتت وانتهت، وأنها قد أصبحت في ذمة التاريخ، وفي بعض أوراقه الصفراء، طلعت عليهم الأخبار الجديدة بنبأ جديد، والذي هو صدور ثلاث بيانات للاحتفالية دفعة واحدة، والتي كان من رأي واقتراح الاحتفالي أن يكون اسمها:
   (بيانات كازابلانكا للاحتفالية المتجددة – بيانات لما بعد الجائحة).
   ولقد جاءت هذه البيانات متزامنة مع صدور الجزء الأول من الكتاب الموسوعي، التيار الاحتفالي في المسرح العربي الحديث، والذي صدر من الشارقة عن الهيئة العربية للمسرح.
   الاحتفالية إذن بألف خير، وهي تسلم على الجميع، وتتمنى أن يفهمها الجميع، وأن يدرك الجميع ان احتفالية اليوم ليست هي احتفالية الأمس، وأن يجرب من يعرف الاحتفالية القديمة ، ان يقرا الواحها الجديدة، وان يعرف بان الحذاء الحديدي الصيني لا يليق بالآقدام الاحتفالية، ولقد سبق للاحتفالي الذي اسكنه ويسكنني ان قال يوما، بمناسبة مرور عشرين سنة على صدور اول بيان احتفالي سنة 1976 لقد قال في كتاب (كتابات على هامش البيانات ) ما يلي:
(لعل اهم ما قام به التنظير الاحتفالي – عبر عقدين من الزمن- هو تمرده المشروع على الحذاء الصينى)
ولهذا فإننا نقول اليوم، ولكل من يهمه حياة الاحتفالية -أو موتها، لا يهم – بأن يكونوا واقعيين، وأن لا يدفنوا رؤوسهم في التراب، وأن يستعيدوا بصرهم المصادر والغائب والمغيب، وأن يحاولوا أن ينظروا إلى هذه الاحتفالية الجديدة والمتجددة، وذاك بعين أخرى، سليمة وجديدة ومتجددة ، وأن يعرفوها عن قرب، وكما هي، في حجمها الحقيقي، بكل ظلالها، وفي كل تنظيراتها وابداعاتها، وأيضا، كما هي كائنة، الآن هنا، في حقيقتها، وليس كما هي في مخيلاتهم وفي حساباتهم الصغيرة والضيقة والمحدودة.
   واصل أخيرا إلى السؤال الأخير في هذا البوح المشروع، َوافترض، بيني وبين نفسي، إن هذه الاحتفالية حلال، وأنها لايمكن أن تكون حراما أبدا، ولكن هذا لا يمنعني من أن أتساءل عن سر هذا العداء التاريخي لكل الاحتفاليبن، مع أنهم لم يفعلوا ولم بكتبوا. ولم يبدعوا إلا ما يرضي الله، ويرضي الجمال والكمال، ويرضى الحق والحقيقة، وبخصوص (ذنوب) الاحتفاليين الَفترصة والمتوهمة، فقز قلت وكتبت يوما ما يلي:
   (إن كل ذنبي – في احتفاليتنا العاشقة والمسالمة – يكمن في الصور التالية:
   -انه عندما بهتف الهتافون، ويصرخون في جنون، بالشعارات التي ليس لها معنى، لا أكون معهم.
وعندما يقرأون ويحفظون ويستظهرون ويرددون كلاما لا يعرفون معناه، ولا يتبينوه مغزاه ومرماه، لا أكون إلى جانبهم.
وعندما يقولون – بلهجة الواثقين – بأن اربعة زائد خمسة تساوي تسعة وتسعين، لا أكون من المتفقين والمهنئين، ولا من الذين يقولون آمين).
   إن الأصل في كل إنسان، وفي أي مجتمع كان، هو أنه كائن مختلف ومخالف، ولكن هذه المعادلة لا تستقيم إلا بوجود مجتمع مدنب متسامح، مجتمع يحترم الآخر ، وبقدر اجتهازه ويؤمن بثقافة التعدد والاختلاف، وذنب الاحتفالية الوحيد، هو إنها وجدت في مجتمع الفقهاء، وليس في مجتمع العلماء والحكماء والمؤرخين الصادقين، وأكثر الكتابات حول الاحتفالية، هي البوم مجرد كتابات فقهية، أكثر منها كتابات علمية أكاديمية كما يتوهم اصحابها.

الهيئة العربية للمسرح تطلق النسخة السادسة عشرة من مسابقتي التأليف المسرحي

مجلة الفنون المسرحية
الهيئة العربية للمسرح تطلق النسخة السادسة عشرة من مسابقتي التأليف

اسماعيل عبد الله: نسعى لرفد المكتبة المسرحية بنصوص مشتبكة مع اسئلة الراهن، والمسابقة مفتوحة أمام الكتاب بالعربية من كل أنحاء العالم

تعلن الهيئة العربية للمسرح عن إطلاق النسخة السادسة عشرة من مسابقتي تأليف النص المسرحي الموجهتين للكبار وللأطفال، داعية الكتّاب العرب في كل أنحاء العالم للمشاركة في هذا العام ضمن الثيمتين الموجهتين، وقد اختارت الهيئة ناظم (نصوص الأرض) لمسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار، فيما اختارت (نصوص تحتفي بأطفال يعتزون بذواتهم وبمحيطهم الأسري والأصدقاء) ناظما لمسابقة تأليف النص الموجه للأطفال.

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله صرح بقوله: تسعى الهيئة العربية للمسرح إلى رفد المكتبة المسرحية العربية بنصوص جديدة مشتبكة مع اسئلة الراهن الذي نعيشه، والمسابقة مفتوحة لكل من يكتب النص بالعربية في هذا العالم، وقد وضعنا مسوغات الاختيارين في هذا العام على النحو التالي:

منذ أسطورة الأرض الأولى، وحتى يومنا هذا، ما غادر الإنسان الأرض ولا هي غادرته، لكن الإنسان يعيش في عصرنا هجرات ونزوحاً وانسلاخاً عن الأرض وحروبا ضحيتها الأرض والإنسان معاً، يعيش مأساة الأرض التي تعني أكثر من بعد مهم في مصيره، فالأرض ليست تراباً فقط، الأرض مبتدأ وخبر، والحيرة الوجودية للإنسان ليست بعيدة عن الأرض وتجلياتها، وقد آن الأوان لكي نراها في الأدب المسرحي برؤى تستشرف المستقبل، كما تقرأ الراهن وتستقي من الماضي كل الإشارات والتحولات. وعليه جاءت هذه الثيمة الناظمة للنسخة السادسة عشرة من مسابقة تأليف النص الموجه للكبار (+18) (نصوص الأرض).

 أما مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال من سن (6 إلى 18) سنة فقدخصصت لنصوص كُتِبَتْ ضمن ثيمة ((نصوص تحتفي بأطفال يعتزون بذواتهم وبمحيطهم الأسري والأصدقاء))، نصوص تتفاعل مع حياة الطفل وتنمية إدراكه لأهمية امتلاكه شخصية مستقلة، شخصية تعرف معاني وأهمية الأسرة وأهمية الأصدقاء، شخصية تبتعد عن الأنا المؤدية إلى الأنانية.

ويمكن للراغبين بالمشاركة في المسابقتين الاطلاع على الشروط والضوابط الخاصة بالمسابقتين من خلال زيارة موقع الهيئة العربية للمسرح، حيث يفتح باب التقديم وقبول النصوص التي يرغب أصحابها بالتنافس من خلالها مطلع شهر مارس 2023، وتنتهي مهلة التقديم في 31 أغسطس 2023.

وأضاف اسماعيل عبد الله أن الهيئة تشكل في كل عام لجنتين وازنتين لتحكيم المسابقتين، وستعلن النتائج النهائية للمسابقة منتصف نوفمبر 2023، وتمنح الهيئة العربية للمسرح ثلاث جوائز  في كل مسابقة، الجائزة الأولى خمسة آلاف دولار،  الجائزة الثانية أربعة آلاف دولار، الجائزة الثالثة ثلاثة آلاف دولار،  إضافة للأيقونة الفضية للفائزين، وتحتفظ الهيئة بحقوق نشر الطبعة الأولى من النصوص الفائزة بالمسابقة ضمن منشوراتها لثلاث سنوات من إعلان النتائج.

الهيئة العربية للمسرح تطلق النسخة السادسة عشرة 2023 من مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار فوق سن 18 (نصوص الأرض)

مجلة الفنون المسرحية


النسخة السادسة عشرة 2023 من مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار فوق سن 18 (نصوص الأرض)


شروط المسابقة والتقديم

منذ أسطورة الأرض الأولى، وحتى يومنا هذا، ما غادر الإنسان الأرض ولا هي غادرته، لكن الإنسان يعيش في عصرنا هجرات ونزوحاً وانسلاخاً عن الأرض وحروبا ضحيتها الأرض والإنسان معاً، يعيش مأساة الأرض التي تعني أكثر من بعد مهم في مصيره، فالأرض ليست تراباً فقط، الأرض مبتدأ وخبر، والحيرة الوجودية للإنسان ليست بعيدة عن الأرض وتجلياتها، وقد آن الأوان لكي نراها في الأدب المسرحي برؤى تستشرف المستقبل، كما تقرأ الراهن وتستقي من الماضي كل الإشارات والتحولات. وعليه نضع هذه الثيمة الناظمة للنسخة السادسة عشرة من مسابقة تأليف النص الموجه للكبار (+18) التني تنظمها الهيئة العربية للمسرح في إطار البرنامج الثقافي والفني الذي وضعته في استراتيجياتها، وخصت هذه النسخة بناظم درامي (نصوص الأرض)؛ وذلك وفق الشروط التالية:

أن يكون النص المرشح للمسابقة مبنياً على الناظم الدرامي الذي اعتمدته الهيئة العربية للمسرح للعام 2023 و هي: (نصوص الأرض).
أن يكون النص المرشح عربي الروح، إنساني الأبعاد.
أن يكون النص المرشح للمسابقة جديداً ولم يسبق فوزه في مسابقة أخرى، ولم يسبق أن شارك في المسابقة نفسها ولم يسبق نشره بأية وسيلة نشر أو تقديمه في عرض مسرحي.
أن لا يكون النص مونودراما.
أن يكون النص مكتوباً باللغة العربية الفصحى، مراعياً سلامتها وإشارات ترقيمها، ولا يقل عن 3000 كلمة مطبوعة ببنط Arial 14 وبمسافات بينية لا تتجاوز 15.
أن يقدم النص المسرحي مطبوعاً بصيغة (Word) ويرسل بواسطة البريد الإلكتروني على العنوان المدون أدناه.
أن يقدم صاحب/ة النص المقدم للمسابقة إقرارا بملكيته للنص والتزامه بالشروط (حسب الصيغة المرفقة بهذا الإعلان).
أن يكون عمر الكاتب فوق الثامنة عشرة.
أن يرسل صاحب/ة النص المرشح/ة بواسطة البريد الإلكتروني صورة شخصية وصورة بطاقة إثبات هوية/ جواز السفر + سيرة ذاتية مختصرة + العنوان كاملاً بما في ذلك الهاتف النقال
أن يبعث النص والمرفقات إلى البريد الإلكتروني التالي:
Script@atitheatre.ae

برجاء كتابة اسم المؤلف/ة وعنوان النص في خانة (الموضوع) على سطح البريد الإلكتروني، وإرسال النص والوثائق المطلوبة في إرسالية واحدة.

تدابير وإجراءات المشاركة :

يتم الإعلان عن النسخة السادسة عشرة من المسابقة منتصف فبراير 2023.
يفتح باب التقديم وقبول النصوص التي يرغب أصحابها بالتنافس من خلالها مطلع شهر مارس 2023
تنتهي مهلة التقديم في 31 أغسطس 2023
تشكل الهيئة لجنة تحكيم وتكون قراراتها نهائية.
تعلن النتائج النهائية للمسابقة منتصف نوفمبر 2023.
تمنح الهيئة العربية للمسرح ثلاث جوائز على النحو التالي :
الجائزة الأولى          5000 $
الجائزة الثانية 4000 $
الجائزة الثالثة 3000 $
تمنح الهيئة العربية للمسرح الأيقونة الفضية للفائزين.
للهيئة حقوق نشر الطبعة الأولى من النصوص الفائزة بالمسابقة ضمن منشوراتها.
لا يجوز طباعة ونشر النصوص الفائزة من قبل أصحابها أو جهات غير الهيئة العربية للمسرح قبل مرور 3 سنوات على إعلان الفوز.
للمزيد من المعلومات، برجاء الاتصال مع سكرتاريا الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح- الشارقة – الإمارات العربية المتحدة:

0097165240800

 

صيغة الإقرار المطلوب من المشارك/ة:

أقر أنا (………..) من حملة الجنسية (…………..) ومقيم في (……….)، من مواليد عام (……..) بأن النص المسرحي (………) الموجه (للكبار فوق سن 18) والذي أتقدم به لمسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار التي تجريها الهيئة العربية للمسرح للعام 2023، ضمن الناظم الدرامي (نصوص الأرض)، فالأرض ليست تراباً فقط، الأرض مبتدأ وخبر، والحيرة الوجودية للإنسان ليست بعيدة عن الأرض وتجلياتها، وقد آن الأوان لكي نراها في الأدب المسرحي برؤى تستشرف المستقبل، كما تقرأ الراهن وتستقي من الماضي كل الإشارات والتحولات، وهو نص من تأليفي، غير مقتبس، ولم يسبق لي أن شاركت به في نفس المسابقة، ولم يسبق أن فاز في مسابقة أخرى، ولم يسبق نشره في أي وسيلة نشر أو عرضه على المسرح، كما أتعهد بأن لا أشارك به في مسابقة أخرى أو أقدمه على المسرح حتى إعلان النتائج النهائية للمسابقة، كما يحق للهيئة نشر الطبعة الأولى من النص ضمن وسائل نشرها في حال فوزه، وأتعهد في حالة فوز نصي المسرحي بإحدى المراكز الثلاثة للمسابقة بعدم نشره من قبلي أو من قبل أي جهة أخرى غير الهيئة قبل مرور ثلاث سنوات على إعلان الفوز.

 

التوقيع     …………………………… .

بريد إلكتروني …………………………….. .

تاريخ تقديم الطلب …………………….. .

الاثنين، 6 فبراير 2023

الهيئة العربية للمسرح تطلق النسخة السادسة عشرة – 2023 من مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للطفل من سن 6 إلى 18 (نصوص تحتفي بأطفال يعتزون بذواتهم وبمحيطهم الأسري والأصدقاء)

مجلة الفنون المسرحية 


النسخة السادسة عشرة – 2023 من مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للطفل من سن 6 إلى 18  
(نصوص تحتفي بأطفال يعتزون بذواتهم وبمحيطهم الأسري والأصدقاء)

شروط المسابقة والتقديم

تستمر الهيئة العربية للمسرح في برنامجها الثقافي والفني الاستراتيجي الذي وضعته للمساهمة في تنمية المسرح العربي ونصوصه وتحفيز الكتّاب المسرحيين العرب

السبت، 4 فبراير 2023

مؤسسة أيام المسرح... الحياة اليومية في غزة على الخشبة

مجلة الفنون المسرحية



مؤسسة أيام المسرح... الحياة اليومية في غزة على الخشبة

تصوّر العروض المقدمة على خشبة مسرح مؤسسة أيام المسرح، وسط مدينة غزة، ملامح الحياة اليومية والمشاكل والأزمات التي تعصف بمختلف الشرائح العمرية لأهل المدينة. يتنقل الشُبان والشابات بين زوايا مسرح المؤسسة منذ قُرابة ثلاثة عقود. وقد غدت محطة مهمة للمسرح والدراما للأطفال والشباب والنساء الفلسطينيين، إذ سعت منذ عام 1995 إلى إنتاج المسرحيات مع بالغين يُؤدونها أمام الأطفال، كما سعت إلى إنتاج مسرحيات مع أطفال يُؤدونها أمام أقرانهم.

"أيام المسرح" مؤسسة غير حكومية وغير ربحية، مسجلة في فلسطين، تتخذ من غزة بيتاً لها، وتمثل المؤسسة مركزاً تدريبياً للدراما، ومسرحاً على حد سواء، وتستمد اسمها من المؤسسة الأم التي أسستها عام 1995 في غزة، فيما ينبع الاسم من غاية المؤسسة في أن ينعم كل طفل بـ "يوم مسرحي" خلال العام الدراسي.

تقول ممثلة الدراما (مسرح وتلفزيون)، لينا الأسطل، إنها شاركت منذ عام 2016، في "أيام المسرح"، فدرست دبلوم مسرح، وشاركت في الحكواتي. وتبين الأسطل لـ "العربي الجديد" أنها شاركت في عروض ناقشت قضايا متنوعة، ومنها قضايا الشباب والمرأة والتمييز والطبقات في المجتمع، ولحظات التهجير الفلسطيني. وترى أن المسرح أداة قوية لإيصال أي فكرة لكل الفئات.

أما الممثل المسرحي ياسين سمرة الذي التحق بأيام المسرح عام 2014، عن طريق ورش الدراما في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، فقد انشغل إلى جانب عدد من زملائه وزميلاته بعرض مسرحي عنوانه "قصة مريضة"، يستهدف كافة فئات المجتمع. ويقول إنه تلقى في المؤسسة دروساُ بدأت بكتابة النص، وتعليم الدراما للأطفال في المدارس، والحركة، والرقص المُعاصر، والإخراج المسرحي، والأداء المسرحي، والتمثيل. ويشير سمرة الذي تلقى تدريبات في "أيام المسرح" ومن خارجها لـ "العربي الجديد"، إلى أنه اختار المسرح تحديداً لأنه أبو الفنون، إذ تلتقي فيه الموسيقى بالرسم، مرورا بالرقص والأداء.
تسعى "أيام المسرح" إلى إشراك فئتي البالغين والشباب من خلال إنتاج أعمال مسرحية من أجلهم، ما يُتيح لهم التفكير النقدي بحقوقهم، والاهتمام بشكل متعمق حيال مستقبلهم، كما ترى أنه من الضروري إشراك النساء والفتيات في جميع جوانب العمل الفني، وتؤمن بأن دورهن في العمل الثقافي والفنون الأدائية يحظى بالاعتراف والدعم، انطلاقاً من أنه عامل حيوي في التغيير في المجتمع الفلسطيني.

ويوضح نائب المُدير الفني لأيام المسرح، المُخرج محمد الهِسي، أن المؤسسة تعمل منذ عام 1995 في غزة والضفة الغربية، وتشمل العديد من البرامج التي تمت بلورتها نتيجة لاحتياجات المشهد الثقافي والمسرحي. ويبين الهِسي لـ "العربي الجديد"، أنه ومع بدايات عمل المؤسسة، كان عدد الجمهور قليلاً، لذلك بدأ التفكير بإيجاد برامج يمكنها استقطاب أكبر عدد من المواطنين والحضور، واستحدثت العديد من البرامج، بدأت ببرنامج الدبلوم لتعليم الممثلين والمدرسين للدراما، وتقديم العروض للكبار والصغار، ويعقبها نقاش ما بعد العرض للجمهور.

وتضم أيام المسرح، وفق الهِسي، برنامج الدراما، وهو جزء من البرامج المتعلقة بالتعبير الحُر، ويعمل مع مجموعة من طلاب المدارس أو مؤسسات المجتمع المحلي، وعددهم نحو 20 طفلاً الذين يجتمعون في مكان آمِن، يحولونه إلى قاعة مسرح، بهدف التعرف إلى أفكار الأطفال أو الشباب، والتعرف إلى همومهم وأفكارهم وأحلامهم وطموحاتهم وآمالهم، وفي نهاية الورشة ومدتها 18 يوما، يُعرض اسكيتش صغير لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة، ويُناقش قضايا الأطفال أو الشباب، من خلال عرضه أمام الجمهور، أو أقرانهم.

وتعمل المؤسسة مع مجموعة من الأطفال ضمن زاوية أفلام الرسوم المتحركة (أنيميشن)، لإنتاج فيلم يحمل قضية من قضاياهم، أو قصة من قصصهم، ويعرض ويناقش مع الجمهور، إلى جانب برنامج لتدريب المعلمين في المدارس، على الدراما والسرد القصصي، لمُساعدتهم في تجاوز زاوية التلقين، والاتجاه نحو المُشاركة بين الطالب والمُعلم باستخدام أدوات جديدة في التعليم.
وتُخَصِص كذلك المؤسسة برنامج الحكواتي للنساء، للتعبير عن قصصهن وقضاياهن على خشبة المسرح، فيما يضم حاضنة شبابية تنفذ فيها البرامج الخاصة بالشباب لمُناقشة أفكارهم وأحلامهم، كما تستضيف ورش العمل، وتهدف بالمجمل لتمكينهم داخل المجتمع.

--------------------------
المصدر : العربي الجديد 

اقتباس سوري لمسرحية "الراكبون إلى البحر" العالمية

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية " الطريق إلى دلمون " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption