أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 25 أغسطس 2014

ستانسلافسكي ومنهجه المسرحي


 
ستانسلافسكي

ستانسلافسكي ومنهجه المسرحي 

مجلة الفنون المسرحية:


في ربيع سنة ١٩١١، قرأ ستانسلافسكي المخطط الأول لــ«المنهج»، على أسماع غوركي. وحدث بينهما الحوار التالي، الذي سجله تيخونوف (سيريبروفي):
غوركي : يبدو لي أنك ابتدعت عملا في غاية الأهمية، عملا ذا أهمية هائلة، علما عن الفن. قد يبدو للبعض أن الفن والعلم لا يجتمعان. علم وفن؟..لكن الأمر غير ذلك. فالفن هو مجهود انساني، قبل كل شيء آخر. وبعد ذلك، البقية الباقية. ولغرض جعل الجهد مثمرا، ينبغي تنظيمه علميا. هل فهمت فكرتك فهما صحيحا؟
ستانسلافسكي: بالضبط:
وهكذا، علم عن الفن. لقد بحث ستانسلافسكي لمدة خمسين عاما ما سماه غوركي «علما عن الفن». هذا الجهد المضني لفنان عبقري وعارف عظيم بكل مدارات العمل المسرحي المعقد، لم يكن له أن يذهب سدى. ونشأ العلم.
قبل كل شيء، كل علم يميزه أن لا تكون مكوناته مصطنعة، لا تكون مؤلفة، بل مكتشفة. انها موجودة قبل أن تكتشف، ووهي مؤثرة سواء أعرف الناس أو لم يعرفوا، أعجبت هذا الشخص أو ذاك أو لم تعجبه.
وهذا كله، بالدرجة ذاتها، ينطبق على منهج ستانسلافسكي. وهو مثل أي علم أصيل، غير مخترع، غير مصطنع، غير مؤلف، بل مكتشف في الممارسة الحية للابداع التمثيلي، ذلك الابداع الموجود قبل أن يكتشف ستانسلافسكي قوانينه، والتي تبقى موجودة بغض النظر عن معرفة الناس بها، وبأية درجة عرفوا هذه القوانين.
يقول ستانسلافسكي: «ان لطبيعتنا الفنية قوانينها الابداعية. وهذه القوانين الزامية لجميع الناس، لجميع البلدان، لجميع الأزمنة ولجميع الشعوب. وينبغي ادراك جوهر هذه القوانين»... «جميع الفنانين العظام ساروا في ابداعهم حسب هذه القوانين، من غير ان عرفوا بذلك، ساروا من غير أن يعوا ذلك».
ويقول في مكان آخر : « فن المعاناة، يضع في أساس نظريته، مبدأ الابداع الفطري للطبيعة ذاتها، حسب القوانين الطبيعية، التي وضعتها هي». ويقول في مكان آخر : «هناك منهج واحد، هو منهج الطبيعة الحية الخلاقة. ولا وجود لمنهج آخر» .. «قانون الطبيعة الخلاقة، لا يمكن تغييره».
وهكذا، فان السمة الأساسية لمنهج ستانسلافسكي كعلم، هي موضوعية القوانين، التي تكونها.
والسمة الفائقة الأهمية بالنسبة لنا: كل علم أصلي، يوجد لاشباع حاجات الممارسة الانسانية. وهذا كله كاملا ينطبق على منهج ستانسلافسكي. فهو قد ولد من احتياجات الممارسة في الفن المسرحي، وكان هدفه هو تحسين الممارسة. وقد جرب ستانسلافسكي منهجه في الممارسة الابداعية والتعليمية.
وكما في كل علم آخر، لا يمكن لمعايير الممارسة أن تؤكد أو ترفض بالمطلق، القوانين المكونة لمنهج ستانسلافسكي. لأن هذه القوانين هي «تصورات انسانية» ، هي انعكاس في رأس الانسان.
السمة الثالثة المهمة بالنسبة لنا: لا يمكن لأي علم ، بما انه «انعكاس في رأس الانسان» أن يتماهى مع الممارسة التي يخدمها.
كل ممارسة تحتاج الى معطيات طبيعية معينة، أما اذا فُقدت هذه المعطيات، فلن يُستطاع تحسين هذه الممارسة، ولن يُستطاع تطبيق العلم. تماما مثل استحالة الزراعة بصورة عامة، وبذلك استحالة التطبيق العملي المفيد للعلوم الزراعية، عند غياب التربة والماء والهواء.
حين يحاول أحدهم تطبيق العلم، متجاهلا غياب الشروط الضرورية لتطبيقه ، فيصادف الفشل، فان هذا لا يدحض العلم. ان ذلك يثبت فقط، ان الذي أصيب بالفشل لم يكن ملما بهذا العلم بدرجة كافية، وانه -جزئيا- لا يعرف الشروط اللازمة لتطبيقه.
وهذا كله ينطبق على منهج ستانسلافسكي. فلغرض تطبيقه تطبيقا مثمرا، يُحتاج الى شروط ملزمة. وعند غياب هذه الشروط، فان منهج ستانسلافسكي لا يمكن تطبيقه.
الشرط الأول والضروري بشكل مطلق، هو الموهبة، القدرات، الملَكة. ويستحيل بدون هذا الشرط تطبيق منهج ستانسلافسكي، كما تستحيل الزراعة بدون أرض. 
هناك شروط أخرى ضرورية، لغرض تطبيق علم فن التمثيل. وسنبحث تلك الشروط في الفصل الأخير.
السمة الرابعة والأخيرة في تعدادنا القصير، الذي لا يستنفد طبعا- كل قائمة السمات: «على النظرية العلمية الشرعية الحقيقية، أن لا تكتفي بشمول المادة الموجودة كلها فقط، بل وعليها أن تفتح امكانيات واسعة للدراسة المستقبلية، ويمكن القول، للتجريب بلا حدود» كما يقول بافلوف. 
كل علم أصيل لا يجيب على أسئلة الممارسة فقط، بل ويبحث - دائما - عن أجوبة جديدة، أكثر دقة: كل جواب مؤسس علميا، يفترض طرح سؤال جديد. ولهذا فان العلم لا يستطيع أن يراوح مكانه. فالعلم لا يحتوي على تلك القوانين وتلك الحقائق التي يمكن أن تستعمل في الممارسة بدون إبطاء، بل ويحتوي على تلك المطلوبة لتحقيقها في الحياة، ولاستمرار تدقيقها وتوضيحها وتفصيلها. وتبعا لذلك، لا يدخل في تركيبة أي علم من العلوم قوانين وحقائق مؤكدة فقط، بل وفرضيات وتخمينات. 
ولهذا فان التطبيق العملي لأي علم، هو سيرورة ابداعية: ولهذا بالتالي، مهما عرف انسان ما، هذا العلم أو ذاك ، فهناك امكانية لوجود انسان آخر، يعرف ذلك العلم أفضل منه.
وهذا يميز منهج ستانسلافسكي أيضا. فالعلم الذي أبدعه، يمكن معرفته بهذه الدرجة أو تلك، لكن يستحيل معرفته تماما، حتى النهاية. يقول ستانسلافسكي : « أنا ستانسلافسكي، أعرف المنهج، لكني لا أعرف تطبيقه، أو بالأصح، بدأت فقط، في معرفة كيفية تطبيقه. ولغرض احكام المنهج الذي تعهدته، ينبغي لي أن أولد مرة ثانية، وأن أبدأ التمثيل حين أبلغ السادسة عشرة من العمر».
لكن رؤية امكانية تطور علم من العلوم، لا يعني - بالطبع- رفض ما وصل اليه ذلك العلم. فنسبية الحقيقة -كما هو معلوم - لا يلغي موضوعيتها. والحقيقة الموضوعية يمكن معرفتها بشكل موثوق.
واذا اعترفنا أن منهج ستانسلافسكي يمتلك تلك السمات الأربع، التي جرى الحديث عنها، فيمكننا الانتقال الى استنتاج قاتل للمنهج ، للنظرة الأولى: كل موهبة تبدع على حسب قوانين المنهج في كل الحالات، ومن لا يمتلك الموهبة فلن يساعده المنهج بأي شيء... ترى ما فائدة هذا المنهج اذن؟
لو كانت الموهبة، شيئا معطى مرة واحدة والى الأبد، ولا يتغير أبدا، شيئا ما موجود في شكل نهائي معين، أو غير موجودة عند هذا الممثل أو ذاك، لكان منهج ستانسلافسكي بلا فائدة. لكن لا شيء في الطبيعة يراوح مكانه. والموهبة أيضا -تبعا لذلك- ومهما حددنا محتوى هذا المفهوم، وبأي درجة امتلكها هذا الانسان أو ذاك، تكون (الموهبة) لدى أي انسان محدد، في كل الحالات ودائما، في سيرورة النمو والتطور، أو في سيرورة الانحطاط والموت. 
واضافة الى ذلك، ليست المسألة في «وجود» أو «عدم وجود» الموهبة عند هذا الانسان أو ذاك، بل في تمظهرها في نشاطاته أو لا: ففي ذلك الأساس الوحيد لتأكيد وجود الموهبة.
الموهبة، مثل اي قدرة فطرية، تنمو وتتطور في سيرورة استعمالها الصحيح، وتخبو وتموت في حالة عدم استعمالها أو استعمالها بصورة مغلوطة، منافية للطبيعة، وقبيحة.
وهذا ينطبق على أية موهبة، من العظيمة الى الصغيرة. الفرق يكمن فقط في أن القوانين الفطرية في المواهب العظيمة تعمل بصورة أقوى، وبفعالية أكبر وتكشف عن نفسها بشكل أتم. ولهذا السبب فان ستانسلافسكي اكتشف قوانين الابداع الموضوعية في ممارسات الفنانين العظام والعباقرة.
وبما ان كل موهبة تتضمن البذور أو القدرات الفطرية، التي يستحيل اكتسابها، فالمسألة -عمليا - تنحصر في تنمية وتطوير الموهبة الموجودة، أو القدرات في الأقل. لقد تبين أن القدرات المتوسطة (من وجهة نظر عامة، اعتمادا على تمظهرها) يمكن تطويرها الى موهبة، وأن أكثر المواهب توهجا يمكن أن تموت ، ويمكن أن تصبح أبهى وأغنى. ويعتمد ذلك على هذه الدرجة أو تلك على كيفية استعمال هذه الموهبة في الممارسة.
ينبغي لك لاتقان منهج ستانسلافسكي، أن تريد حقا وبعمق، أن تتقن فنك اليوم بأفضل مما كنت البارحة. أما اذا كان الممثل او طالب الفن لامباليا، راضيا عن نفسه -في أعماقه- وعن موهبته وعن قدرته، فلا فائدة في دراسته لمنهج ستانسلافسكي، قبل أن يتهدم رضاه عن نفسه هذا.
ان هذا النوع من الطمأنينة، الذي يكون أحيانا مخفيا عميقا ومقنَّعّا غريزيا بمهارة، لا يشكل شيئا دخيلا على الموهبة، أو شيئا يمكن أن يوجد الى جانب الموهبة أو على الرغم منها، كلا، انه نقص في الموهبة، انه عيب في الموهبة ذاتها، ذلك أنه خلل في الارادة الابداعية.
يقول ستانسلافسكي : «كلما كان الفنان أكبر موهبة، كبر اهتمامه بالتقنية، وبالتقنية الباطنية بشكل خاص. لقد منحت الطبيعة الصحة ومكوناتها لشيبكين وليرمولفا ولدوزيه ولسالفيني ، لكن، وعلى الرغم من ذلك، كانوا يشتغلون على تقنياتهم»..« ومن باب اولى أن يشتغل عليها أصحاب المواهب المتواضعة».. « علما أنه لا ينبغي أن ننسى أن الموهوبين حسب، لن يصبحوا عباقرة أبدا، لكن بفضل دراسة طبيعتهم الابداعية الخاصة وقوانين الابداع والفن يرتفع أصحاب المواهب المتواضعة الى مستوى العباقرة، ويصبحون من صنفهم. ويحدث هذا التقارب من خلال المنهج، وبالأخص «الاشتغال على الذات».
تسمع أحيانا مثل هذه العبارة: «هذا الممثل يمثل بحسب منهج ستانسلافسكي» ثم تسمع أحيانا من يكمل قائلا: «ومع ذلك يمثل بصورة جيدة متوهجة وأخاذة». في هذه العبارات يتكشف الفهم السطحي للمنهج ونفي جوهره ذاته، ونفيه كعلم.
يمكن أن يكون التمثيل جيدا أو سيئا ويمكن أن يكون أحسن ويمكن أن يكون أسوأ. وكل من يمثل جيدا ( اي يكشف عن موهبته) فهو يمثل بناء على القوانين الموضوعية للابداع. ويمثل على حسب «المنهج» بتلك الدرجة، وبما انه يمثل جيدا. علما بأن المتفرج لا يهتم ابدا، أكان الممثل يفكر بالمنهج حين كان يشتغل على دوره أم لا. تماما كما أن كل من يمثل تمثيلا سيئا ( لا يكشف عن موهبة) فانه «لا يمثل حسب المنهج» حتى لو كان طيلة فترة عمله لم يفكر الا بتنفيذ تعليماته. وما دام قد مثل تمثيلا سيئا فانه لم يحسن أو لم يستطع استعمال المنهج.
ان الممثل المهموم في لحظة الابداع بهذا المنهج أو ذاك، يكون تمثيله سيئا، لهذا السبب وحده. فالمنهج موجود للمساعدة في سيرورة الابداع الطبيعي، لا ليحل محلها. والممثل يبدع على الخشبة كما يتطلبه المنهج، في الحالة التي لا يكون لديه في لحظة الابداع وقت ليفكر بأي منهج كان.
يقول ستانسلافسكي: «المنهج» ليس «كتابا للطبخ»: تحتاج الى طبخة معينة فتفتح الصفحة وتأخذ الوصفة. كلا، انه ثقافة كاملة، ينبغي النمو والنشأة فيها لسنين طويلة. المنهج لا يمكن حفظه عن ظهر قلب، بل يمكن تفهمه والتشبع به، ليدخل في دم ولحم الفنان ويصبح طبيعته الثانية ويمتزج به حيويا الى الأبد، ليعيد ولادته للخشبة. وتجب دراسة «المنهج» بأجزائه ، وبعد ذلك ادراكه في كليته وفهم بنيته العامة وتركيبته. وفي هذه الحالة سيفتح أمامكم مثل مروحة يابانية، وعند ذلك فقط، ستحصلون على تصور كامل عنه». 
وينشأ عن ذلك: ان منهج ستانسلافسكي علم متكامل، متحد، متساوق: ويتكون من أجزاء، كل جزء بدوره، كلُ معقدُ يتكون من أجزاء هو أيضا، ولهذا فعند دراسة منهج ستانسلافسكي كعلم، مهم جدا، النفاذ الى كل دقائقه، أي التمكن منه بالتفاصيل وبتفاصيل التفاصيل من جهة، ومعرفة مكان كل تفصيل ومهمته ودوره، كجزء في كل متساوق، بالضبط وبالتحديد، من جهة أخرى.
ان اساس المنهج في الحقيقة، هو ادراكه في كليته، في وحدته، أي دراسة العلاقات المتبادلة والاعتماد المتبادل لجميع أجزائه. ولغرض الشروع في دراسة المنهج دراسة تفصيلية، من الملائم استعراضه استعراضا عاما.
لو أردنا دراسة بنيان معماري متساوق في كل تفاصيله، لما بدأنا بدراسة التفاصيل هذه، بل من استعراض البنيان كله في كليته.
ولو اقتربنا من منهج ستانسلافسكي بطريقة مشابهة، لاستطعنا أن نكتشف فيه أجزاءه وأقسامه وأوجهه، المشابهة لواجهات البنيان المعماري. لكن بما ان المنهج ليس شيئا بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة، فان تقسيمه الى أجزاء وأقسام وأوجه، هو-بالطبع-تقسيم اصطلاحي، نظري، ضروري لتعريفه تعريفا عاما ابتدائيا. ان كل جزء من هذه الأجزاء، أو وجه من هذه الوجوه يتكاثر في أجزاء وأوجه أخرى، مرتبط بها حيويا، لذا لا يمكنه الانفصال عنها.
منهج ستانسلافسكي كعلم يتكشف، وكأنه يتكشف من ثلاث جهات. انه يتكشف بالتحديد. ويمكن النظر اليه من ثلاث جهات، لكن عند التعمق في كل جهة، أي الانطلاق من السطح الى اللب، سيتضح أن اللب عند الجهات الثلاث هو نفسه، وان هذه الجهات الثلاث تلتئم في اللب في كلٍ واحد. هذا الكلُ إذ يتفصل ويتطور في كل الاتجاهات، يعطي الجهات الثلاث التي مر ذكرها. انها تبدو فقط، وكأنها موجودة منفصلة، تتحدث عن مواضيع مختلفة، لكنها في الحقيقة، تتحدث عن موضوع واحد من جهات مختلفة، أي تعطي تصورا متعدد الجوانب عن موضوع واحد. 
هناك الكثير من اللبس في تفسيرات منهج ستانسلافسكي، يتأتى من هنا تحديدا: أحدهم ينظر اليه من جهة ويؤكد أنها هي المنهج، والثاني ينظر اليه من جهة ثانية ويقول انه شيء آخر، لأنه نظر اليه من جهة أخرى، أما الثالث فقد اهتم بجهة ثالثة، ولهذا يبدو له بصورة جلية أنه شيء ثالث. لكنه في الحقيقة شيئا ما أكبر من الأول والثاني والثالث، شيء يتكشف بأشكال مختلفة من جهات محتلفة.
مع العلم أن أيا من تلك الجهات في ذاتها لا يمكن أن تعطي تصورا دقيقا وكاملا عن هذا الشيء.
المنهج من وجهة نظر احدى الجهات هو علم عن: ما هو المسرح ولماذا يحتاجه المجتمع الانساني. ما الذي ينبغي تسميته فنا مسرحيا وما الذي يذكِّر بذلك الفن بشكله فقط ، لكنه لا يملك الأسس للتسمي باسمه. هذا كأنه جهة واحدة، جزء، قسم من أقسام علم فن التمثيل ـ الاسطيطيقا.
الجهة الثانية (جزء، قسم) لهذا العلم تتاخم الأولى مباشرة. انها علم عن كيف ينبغي أن يكون الممثل، لكي يمتلك الحق في ابداع العمل الذي يلبي الوظيفة الاجتماعية للفن ـ الأخلاق.
الجهة الثالثة (جزء ، قسم) يربط من جديد، الأولى بالثانية. انه علم عن كيفية تحقيق الممثل لامكاناته،بأسرع الطرق وبأكثر عقلانية وفعالية. كيفية الوصول الى الهدف وهو يمتلك الوسائل ويعرف الهدف، كيف يعمل عمليا لكي يبدع العمل الفني منسجما مع وظيفته ـ تقنيات التمثيل. 
ان ارتباط هذه الجهات الثلاث واضح للعيان بشكل مطلق: احداها تتحدث عن الهدف والثانية عن الوسائل والثالثة عن الطرق لاستعمال هذه الوسائل، وهي كلها: الاسطيطيقا والأخلاق والتقنيات تبحث في الموضوع الواحد نفسه : عن ابداع الممثل الأصيل. 
السمة الأولى التي ذكرناها عن علم المسرح، تؤكد وتنمّي تلك المبادئ ذاتها، التي تمسك بها العديد من السابقين على ستانسلافسكي، في الفن الروسي الواقعي وفي الفكر الاجتماعي التقدمي الروسي عامة. فقد أفصح عن هذه الأفكار أكثر من مرة، بوشكين وغوغول وشيبين وأستروفسكي وتورجينيف وتولستوي ولينسكي وتشيخوف.
وستانسلافسكي الذي تربى على تقاليد الفن الواقعي، كان يقف في مواقع مشتركة لكل القوى التقدمية في المجتمع والفلسفة والعلم والفن. ويمكن تحديد هذه المواقع باختصار: غنية المحتوى، مفهومة،صادقة. واخلاص ستانسلافسكي لهذه المعالم يعرفها الجميع. فقد كتب في سنة ١90١ «هل تعرفون لماذا تركت أعمالي الخاصة واشتغلت في المسرح؟ لأن المسرح أقوى المنابر، وأقوى في تأثيره من الكتاب والصحافة. لقد وقع هذا المنبر بأيدي أوباش البشرية فحولوه الى مكان للعهر. وواجبي أن أعمل على قدر استطاعتي، لتنظيف عائلة الفنانين من الجهلة وغير المتعلمين والمستغلين. واجبي أن أشرح- على قدر استطاعتي- للجيل المعاصر، أن الممثل مبشر بالجمال والحقيقة».
يقول ستانسلافسكي ، كما سجل كلماته غورجاكوف : «تذكروا، أن واجبي أن اعلمكم عمل الممثل والمخرج الشاق، لا تزجية الوقت الممتع على الخشبة. اذ توجد مسارح ومناهج أخرى ومعلمون آخرون لهذا. فعمل الممثل والمخرج كما نفهمه، سيرورة ممضة، وليس «سعادة الابداع» التجريدية، التي يتكلم عنها الدخلاء على الفن في بياناتهم الفارغة. ان مجهوداتنا تعطينا الفرح حين نبدأها. انه فرح الادراك أننا نملك الحق، ومسموح لنا بممارسة العمل الذي نحب، الذي نذرنا له كل حياتنا. ان جهدنا يعطينا السعادة حين نقوم به، إذ نخرج مسرحية أو نمثل دورا، نكون قد قدمنا منفعة للمتفرج وأوصلنا له شيئا ضروريا ومهمّا لحياته ولتطوره. وباختصار، أعود الى كلام غوغول وشيبكين عن المسرح، التي سمعتموها مني مرارا وستسمعونها لاحقا». وهكذا، فان على المسرح أن يحمل محتوى يساعد المتفرج على أن يعيش ويتطور روحيا. 
«ينبغي للفن أن يفتح العيون على المُثُل التي أبدعها الشعب نفسه. يأتي الكاتب، يأتي الفنان، ويرى هذه المثل فيخلصها من كل الشوائب فيلبسها شكلا فنيا ويقدمها الى ذلك الشعب الذي أبدعها، لكن في الشكل الذي، تصبح هذه المثل أفضل تمثلا،وأسهل فهما». وهكذا فان التوجه نحو اغناء المعني يُستكمَل بالتوجه نحو امكانية الفهم.
لكن «الشكل اليابس للموعظة أو المحاضرة ليست محبوبا. لن نقول أن المسرح مدرسة. كلا ، المسرح متعة. ولا يفيدنا أن نفقد هذا العنصر المهم. فليذهب الناس الى المسرح دائما طلبا للمتعة. لكنهم هاهم، قد أتوا، وأغلقنا عليهم الأبواب وأطفأنا المصابيح، وصار بامكاننا أن نصب في أرواحهم ما نشاء».
يقوم المسرح بمهمته الاجتماعية ـ التربوية فقط، حين يتمتع المتفرج بالمعرض المسرحي، وحين يحصل على المتعة الفنية في المسرح، وحين يستغل المسرح ذلك، فيقوم بالدعاية لتلك المثل التي «ابدعها الشعب نفسه». 
ان التوجه نحو المفهومية مرتبط ارتباطا وثيقا بالتوجه نحو الصدق والكشف عن جوهرالأحداث المعروضة في العمل الفني.
يقول سالتيكوف ـ شيدرين : « نلاحظ أن الأعمال الفنية التي تنتمي الى المدرسة الواقعية تعجبنا، وتثير فينا التعاطف، وتلامس مشاعرنا وتهزنا ، وهذا وحده يمكن أن يكون اثباتا كافيا أن في هذه الأعمال شيئا ما، أكثر من مجرد التقليد. وفعلا، يصعب على العقل الانساني أن يكتفي بالنقل العاري للعلامات الخارجية: انه يتوقف على العلامات الخارجية بالصدفة فقط، ولفترة قصيرة جدا. انه ينقب في كل مكان، وحتى في أتفه التفاصيل عن ذلك الفكر الحميمي، تلك الحياة الداخلية، التي تعطي -وحدها- للواقعة ، المعنى الحقيقية والقوة».
ان ما يسميه سالتيكوف ـ شيدرين «الفكر الحميمي» و«الحياة الداخلية» و«المعنى الحقيقي والقوة» هو نفس ما يسميه ستانسلافسكي -في الحقيقة- «حياة الروح الانسانية» ، الوظيفة الابداعية الرئيسة للفن». ان ستانسلافسكي وسالتيكوف ـ شيدرين يتكلمان عن جوهر الظاهرة التي ينبغي للكاتب والفنان ولكل مبدع أن يعبر عنها، ويحققها بحيث تصبح قابلة للرؤية وللسمع، وقابلة للاستقبال المباشر، لكي تكون مفهومة للقارئ والمتفرج والسامع.
ان الفنان اذ يستعيد ظاهرة الحياة الحقيقية لا «ببرود» أو بدون احساس، محاولا عرض جوهرها، يصبح معبرا عن فكرة معينة، معلما، مربيا للشعب. ان وجهة نظره وموقفه الاجتماعي وموقفه السياسي تتكشف في تأكيده جوهرا معينا - بالتحديد- في الظاهرة التي يصورها، وفي تأكيده ظاهرة معينة -بالتحديد- كظاهرة نمطية.
ان تقاليد العاملين في ثقافة ما قبل الثورة، كانت تتوجه نحو غنى المحتوى والمفهومية والصدق، التي أكدها ستانسلافسكي أيضا، مؤشرا وحدة اتجاهها، قادت (تقاليد العاملين) الى تكاملها الفني المتصل. 
«المسرح قوة جبارة للتأثير النفسي على جماهير الناس، الباحثين عن التواصل. المسرح مدعو لتصوير حياة الروح الانسانية، وهو يستطيع تطوير وتهذيب الشعور الجمالي». هذه الكلمات كتبها ستانسلافسكي في سنتي ١٩١٣ ـ ١٩١٤ . وقد طور وحدد -أثناء كل حياته- ذلك المفهوم للفن والمسرح الذي ورثه عن غوغول وشيبكين وأسترفسكي، ودافع عنه بصلابة لا تتزعزع : الفن المسرحي هو شكل خاص للنشاط الاجتماعي : الممثل هو شخصية اجتماعية وخادم لشعبه.
وهكذا، فان العلم الذي أبدعه ستانسلافسكي يجيب عن سؤال «تحديد الأهداف»: لماذا يحتاج الناسُ المسرح؟ اذا نظرنا الى المنهج كعلم، فان تابعيته لوظائف الفن عامة، واضحة للعيان. ولهذا تسمى هذه الآراء «اسطيطيقا منهج ستانسلافسكي».
ان «الجهة» الجمالية للمنهج،تتحول عفويا الى التالية: ان ادراك أهداف الفن المسرحي يولد متطلبات جمالية، من أولئك الذين يريدون ابداع هذا الفن.
ننظر الآن الى منهج ستانسلافسكي من جهة ثانية. ويسمون هذه الجهة في العادة، قواعد سلوك منهج ستانسلافسكي. انها تنير دائرة واسعة من الأسئلة: كيف يجب أن تكون وجهة نظر الممثل وثقافته العامة وتعليمه، وكيف يكون تبعا لذلك تصرفه في المسرح وفي الحياة العامة وفي الحياة اليومية، كيف تكون صورته الأخلاقية؟. كل هذا المركب من الأسئلة يقود في نهاية المطاف الى شيء واحد: كيف ينبغي أن يكون الممثل نفسه ليمتلك الحق والامكانية على الابداع في الفن، طبقا لوظيفته الاجتماعية؟.
يؤكد علم المسرح - على الضد من التحامل المثالي القديم - وجود اعتماد متبادل غاية في التعقيد مع أنه مخفي أحيانا، لكنه لا يقهر، بين ذلك الذي يشكله كل ممثل معين (من حيث وجهات النظر والثقافة والحياة اليومية وما الى ذلك) وذاك الذي يمكن أن يبدعه في الفن. هذا الاعتماد معقد جدا، ثم ان «سلوك منهج ستانسلافسكي» يشكل قسما كاملا من المنهج. 
يقول ستانسلافسكي : «أنا أحاول ادخال منهج معين في عملية تربية الممثل وعمله على نفسه، لكن ينبغي أن يُحدد منهج معين لآراء وأحاسيس أي مبدع يبحث في ابداعه عن الحقيقة، ويريد أن يكون مفيدا للمجتمع من خلال عمله». هذه «الآراء والأحاسيس» عبر عنها ستانسلافسكي بمعادلة مختصرة: «ينبغي أن تتمكنوا من محبة الفن في أنفسكم، لا أن تحبوا أنفسكم في الفن». لكن المعادلة تأخذ أهميتها الحقيقية حين يُفهم الفن كما فهمه ستانسلافسكي.
من هنا تنبع المتطلبات الواسعة من الممثل. فاذا كان المطلوب من الفن الكشف عن جوهر الظواهر، فان على الممثل أن يجد هذا الجوهر. فكيف سيستطيع ذلك ان لم يتقن وسيلة الادراك التقدمية لكل عصر، واذا لم يتمكن من ثقافة عصره التقدمية ويمتلك أفقا واسعا؟
اذا كان المطلوب من الفن خدمة الشعب، فان على الممثل أن يعرف حاجات ومصالح شعبه. فكيف سيعرفها ان لم يعش حياة شعبه ولم يشاركه همومه وتطلعاته؟
واذا كان الممثل يريد أن يقوم بواجبه الاجتماعي، فكيف يستطيع أن لا يثمن تقنيات فنه، أي أدواته الحرفية للقيام بهذا الواجب؟ كيف يمكن أن يسكت على نواقص صنعته؟ كيف يمكن أن يهمل أية فرصة لتكامل تقنياته الخارجية والداخلية؟
وتبعا لذلك، فان «حب الفن في نفسك» يعني السعي حقا، للتنفيذ الأمثل لواجباتك كفنان ـ مبدع ، كفنان ـ مواطن، والتخلص من أي زمان ومكان للاهتمام بمصالحك الأنانية الخاصة وما الى ذلك.
علم المسرح يدرس النظم الطبيعية لـ « عمل الممثل على نفسه» بالمعنى الأوسع لهذه الجملة. الكلام يدور ثانية هنا، حول القوانين العامة. ولهذا سيكون عن طرق واتجاهات عمل الممثل على نفسه، أكثر منه عن المتطلبات المعيارية. الطريق الذي يقترحه ستانسلافسكي لا نهائي، يسعى نحو المثال، لكنه ملموس في الآن ذاته. ويستطيع كل ممثل السير على هذا الطريق الى الأمام كل يوم - حرفيا- ما دام يمتلك الارادة الابداعية.
لقد شرح ستانسلافسكي هذا القسم من العلم على شكل دعوات وتمنيات وطلبات من الممثل بصفته محترفا ومتخصصا في حرفته.
تورجينيف كتب (وكان يمكن أن يقول ستانسلافسكي ذلك): «فيما يخص الجهد: فبدونه وبدون العمل الشاق سيبقى أي مبدع مجرد هوّي: ولا معنى هنا لانتظار ما يسمى بلحظات الالهام، فاذا جاءت فأهلا بها، وان لم تأت ..اعملوا على أي حال: ولا يكفي العمل على الشيء الذي تمارسوه فقط، لكي يعبر بالتحديد عن ما تريدون التعبير عنه بتلك الدرجة وذلك الشكل الذي تريدون، بل ينبغي لكم أن تقرأوا وتدرسوا بدون انقطاع والتعمق بكل ما يحيط بكم، وأن لا تكتفوا بمحاولة اقتناص الحياة في كل تمظهراتها، بل وينبغي أن تفهمونها وتدركوا تلك القوانين التي تحركها والتي لا تظهر على السطح دائما، وينبغي الوصول الى النماذج من خلال لعبة الصدف، والبقاء - مع ذلك- مخلصين للحقيقة، ويجب عدم الاكتفاء بالدراسة السطحية، وينبغي الابتعاد عن الزيف والمؤثرات الاستعراضية. الكاتب الموضوعي يحمل على عاتقه حملا ثقيلا، لذا يجب أن تكون عضلاته قوية».
لقد طبق ستانسلافسكي هذه المتطلبات العامة من كل مبدع موضوعي ، على الممثل، ونماها وفصلها. وبذلك أوضح ماذا تعني «محبة الفن في نفسك» بالنسبة للمثل، وماذا عليه أن يعمل، اذا كان فعلا يحب الفن في نفسه، لا نفسه في الفن.
ممتع أن نقارن معادلة ستانسلافسكي هذه مع كلمات ليوناردي دافينتشوا : « حقا ان الحب العظيم تولده المعرفة العظيمة لذلك الموضوع الذي تحب، وان لم تدرسه فلن تستطيع محبته أو ستحبه قليلا، وأما اذا أحببته بسبب الهبات التي تنتظرها منه، لا بسب صفاته الخاصة، فأنت تتصرف مثل الكلب الذي يهز ذيله أمام من يعطيه عظما».
العلم الذي أبدعه ستانسلافسكي يسلّح الممثل بـ «معرفة الموضوع»، ولهذا فهو يفترض «حبا عظيما»، يولده ويتطلبه.
لو تكوّن العلم عن المسرح من القسمين الذين تحدثنا عنهما، لسلّح -في هذه الحالة - الممثل بالتصورات عن النماذج من المسرح المثالي والممثل المثالي. ومع صحة هذه التصورات يصعب أن نسميها علما بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة. ذلك أن على العلم أن يرينا الطريق الملموس، المسبَّب موضوعيا، والتفصيلي الى الهدف.


يقول ستانسلافسكي: «ان صعوبة وتعقيد فننا تكمن في أننا نعرف ما هو الصحيح وما هو الضروري وما هي الفكرة التي ينبغي أن تنطلق من الخشبة. لكننا لا نعرف ولا نحسن كيف نكسوها في شخصية مسرحية وكيف نضعها ضمن موضوع، في فعل مسرحي، كيف نعبر عنها في طبع وتصرفات البطل».
«بين الفكرة ، القانون، الأساس الجديد -مهما كانت هذه كلها صحيحة- وتحقيقها، مسافة هائلة. ولتقريب هذه المسافة ينبغي العمل كثيرا وبجد على تقنيات فننا، التي لا تزال في مرحلة بدائية». 
عند مراجعتنا الجزءين أو الوجهين الأوليين من منهج ستانسلافسكي، رأينا التقاليد بوضوح. العلم الحديث في هذين الجزءين يعتمد على ارث غني. لكن الأمور في الجزء الثالث ليست على هذا المنوال. ذلك أن هذا القسم لم يبحث قبل ستانسلافسكي تقريبا. 
فقد ذكر : « على الرغم من جبال من المقالات المكتوبة والكتب والمحاضرات والملخصات عن الفن، وعلى الرغم من بحوث المجددين باستثناء بعض ملاحظات غوغول وبعض سطور رسائل شيبكين ، فليس لدينا شيء مكتوب يمكن أن يكون ضروريا ومفيدا -عمليا- بالنسبة للفنان في لحظة تحقيق ابداعه، أو يمكن أن يكون مرشدا للمدرس في لحظة لقائه مع الطلبة. فكل المكتوب عن المسرح، مجرد فلسفة، ممتعة أحيانا، تتكلم بشكل رائع عن النتائج التي ينبغي الوصول اليها في الفن، أو نقد يبحث جدارة أو عدم جدارة النتائج المحرزة.
كل هذه المجهودات قيمة وضرورية، لكن ليست للممارسة العملية المفيدة، لأنها تسكت عما ينبغي عمله في الأوان الأول والثاني والثالث مع الطالب المبتدئ الخالي من التجربة، أو -بالعكس- مع الممثل الذي أفسدته التجربة الفائقة. ما هي التمارين التي تشبه تمارين الصولفيج، الضرورية له؟ ما هي السلالم الموسيقية التي يحتاجها الفنان لتطوير مشاعر الابداع والمعاناة؟ اذ ينبغي تعدادها بالأرقام -بدقة- في كتيبات الوظائف اليومية لغرض التمارين المنهجية في المدرسة وفي البيت. لكن الأعمال والكتب التي تتحدث عن المسرح تسكت عن ذلك، وتخلو من الارشادات التطبيقية».
القسم الثالث للمنهج ، اي الجهة التي نراجعها الآن، قد أعاد ستانسلافسكي -في الحقيقة- بناءها من جديد. ويمكن تسمية هذا القسم: «علم عن التقنية، علم عن المهارات، أو تكنولوجيا فن التمثيل».
واذ ابدع ستانسلافسكي هذا العلم فقد سار الى الهدف مباشرة.
بداية البحث، والنتائج الأولى اختلفت عن المرحلة النهائية اختلافا دراماتيكيا. فمن تخمينات عبقرية ومحاولة تسويغها عن طريق السيكولوجيا، التي كانت هي نفسها تهوم في الظلام، الى علم متساوق يعتمد على العلم المادي التقدمي، مفسرا أكثر مسائل التقمص والمعاناة تعقيدا. هكذا كان درب تطور هذا القسم من المنهج. والآن فقط، بعد المرور بهذا الدرب، صار المنهج -في الحقيقة- علما. الآن صار موضوعه ، أي السيرورة الموضوعية لفن التمثيل، مُنارا من جميع الجهات، كسيرورة بالتحديد، كنشاط متخصص.
لقد ألقينا نظرة عجلى على البناية الجليلة لعلم المسرح، ووصّفنا أوجهها الثلاثة بملامحها العامة، لكننا لم نستعمل مطلقا، عبارات ستانسلافسكي المعروفة جيدا، «الهدف الأسمى» و« الفعل المتحكم» (الترجمة الحرفية هي الفعل المُختَرِق، لكني آثرت ترجمتها الى الفعل المتحكم..المترجم). ترى كيف كان ذلك ممكنا، ولماذا؟ وعند بحث أي من الوجوه، كان علينا أن نتوقف عند هذه المفاهيم؟
كان ستانسلافسكي يسمي «المركز الرئيس»، «العاصمة» ، «قلب المسرحية» ، «الهدف الرئيس الذي أبدع الشاعر من أجله عمله الفني ، والذي مثل الفنان من أجله أحد أدوار المسرحية»،يسمي ذلك كله «الهدف الأسمى».
«ترى أين علينا البحث عن هذا الهدف؟
ـ في روح الشاعر وفي روح الفنان، أي في الدور.
أو بكلمات أخرى، ليس في الدور فقط، بل في روح الفنان نفسه».
وكان ستانسلافسكي يسمي «السعي خلال المسرحية كلها» نحو الهدف الأسمى «الفعل المتحكم». وكتب : « ان خط الفعل المتحكم يوحد ويخترق، مثل خيط ينتظم قلادة،كل العناصر ويوجهها الى الهدف الأسمى العام، الذي يوضع كل شيء في خدمته».
هذه التعريفات الأكثرعمومية واختصارا للهدف الأسمى وللفعل المتحكم، تستطيع أن تعطي اجابات للأسئلة المطروحة في أعلاه. 
ان العلم عن الهدف الأسمى وعن الفعل المتحكم ليس جهة أو قسما أو فصلا من منهج ستانسلافسكي كعلم، انه جوهر ولب هذا العلم كله. انه كل ما يتفصل وما يتحدد ويتطور في كل قسم أو فصل من المنهج، في كل وضع من أوضاعه. انه ما يشع من المنهج عند تدقيق النظر من أية جهة كانت.
اذا نظرنا- بكل الخصوصيات والتفاصيل- الى مسألة ما هو المسرح وما هي ضرورته وبماذا يختلف المسرح الجيد عن المسرح السيئ، لوصلنا الى الدور الحاسم للهدف الأسمى والفعل المتحكم.
واذا درسنا بنزاهة مسألة كيف ينبغي للممثل أن يكون ليتمكن من أداء مهمته، سنصل ثانية الى الدور الحاسم للهدف الأسمى والفعل المتحكم.
واذا تعمقنا -أخيرا- في تعاليم ستانسلافسكي عن تقنية فن الممثل، فسنصل هنا أيضا، الى الهدف الأسمى والفعل المتحكم. ذلك أن كل التقنية وكل المهارة كما فهمها ستانسلافسكي هي تقنية ومهارة العثور على الهدف الأسمى والفعل المتحكم في المسرحية وفي داخل الممثل نفسه، وتحقيقهما.
ولهذا «فان كل ما موجود في «المنهج» ضروري بالدرجة الأولى، للهدف الأسمى وللفعل المتحكم». «الهدف الأسمى والفعل المتحكم، ذلك هو الأرأس في الفن». «في الهدف الأسمى والفعل المتحكم يكمن كل شيء».
لكن منهج ستانسلافسكي ما كان ليكون علما، لو انه أكد هذه الحقيقة واكتفى بذلك. ان منهج ستانسلافسكي علم، فقط لأنه يكشف عن النماذج الطبيعية الكثيرة والمعقدة، النابعة من هذا القانون العام والمتعلقة بمختلف الجهات لتلك الظاهرة التي يدرسها، المعقدة بأقصى ما يكون التعقيد، لكنها في جوهرها موحدة : ظاهرة ابداع الممثل.
العلم لا يكتفي بالاقرار بالوقائع: النار تدفئ، الماء يجري، الأجسام لها وزن، بدون الهدف الأسمى والفعل المتحكم، لا يمكن أن يوجد فن تمثيلي كامل القيمة. العلم يكشف النماذج الطبيعية المعينة، التي تنوجد -نتيحة لها- الظواهر المدروسة، ويعرض في ماذا، وأين، ومتى، ولماذا. وبأية درجة تتكشف هذه القوانين.
منهج ستانسلافسكي يسلِّح الممثل، لا لأنه يدعو الى الموافقة على المبدأ العام، المعروف -بالمناسبة- قبل ستانسلافسكي بمدة طويلة، مع أنهم كانوا يطلقون عليه كلمات أخرى، بل لأنه يكشف نماذج طبيعية عديدة مختلفة محددة، تحكم السيرورة الابداعية، التي تقود الى تحقيق الفعل المتحكم والهدف الأسمى. 
بعد كل ما قيل، ينبغي أن يكون قد أصبح واضحا ضعف السؤال المطروح حول أي أوجه المنهج أكثر أهمية: الأسس الفكرية أم قواعد السلوك أم النظريات حول التقنية والمهارة؟ 
هذا السؤال يشبه التالي: ما هو الأكثر أهمية للجسد الانساني: الدورة الدموية أم الجهاز الهضمي أم المنظومة العصبية؟ أو ما هو الأكثر أهمية: الفكرة أم تحقيقها؟
هذه الأسئلة -من ناحية المبدأ- عبثية بالدرجة ذاتها، لكن في التطبيق يحدث أن تكون عند الشخص المعين الدورة الدموية والجهاز الهضمي طبيعيين، في حين تكون المنظومة العصبية مختلة، أو ان الشخص المعين يحقق الفكرة من غير أن يفهمها فهما تاما. ما دامت هذه العيوب التفصيلية صغيرة فانها لا تدمر الكل. أما حين تتعدى حدودا معينة، فانها تصبح قاتلة.
الانسان الذي يحقق الفكرة تحقيقا أعمى يمكن أن يتوه بسهولة، وأن يرتكب الكثير من الأخطاء، ويمكن أن يبتعد عن الفكرة ويؤذيها من غير أن يقصد ذلك. والمنظومة العصبية المختلة ستقود لا محالة الى مرض الجسد كله، ومن ثم الى موته. 
وهذا ما يحدث مع منهج ستانسلافسكي. فكل من «الجهات» الثلاث التي أفردناها اصطلاحا، تغني وتكمل أي واحدة أخرى. وحرمان المنهج أيا من هذه الجهات، يعني تدميره كعلم. لكن في ممارسة هذا المسرح أو ذاك، هذا الممثل أو ذاك، يمكن أن يكون الوضع أفضل في هذه الجهة أو تلك، لكن حتى حد معلوم. فبعد هذا الحد، أي عيب في اي جهة يخرب الكل. وعندئذ لا يعود بالامكان القول ان هذا المسرح أو هذا الممثل يلتزم بمنهج ستانسلافسكي بأية درجة كانت.
ان أي اهمال لأية جهة أو عدم الالتزام بها، هو عدم التزام بالكل،هو تشويه واخلال بالمنهج، واستبدال للعلم بتصورات مغلوطة خاصة عنه.
فاذا كان المسرح أو الممثل الفرد مثلا، يؤكدان أنهما مخلصان لقواعد السلوك وللأفكارعند ستانسلافسكي، لكنهما يهملان نظرياته حول التقنية والمهارة، فان هذا يشكل برهانا ساطعا على أنهما يفهمان المبادئ التي يعترفان بها فهما سطحيا خاليا من الشعور بالمسؤولية، وفي النتيجة النهائية خاطئا، حتى لو كانا يحفظان كل هذه المبادئ عن ظهر قلب. واذا كان المسرح أو الممثل -على العكس من ذلك- يؤكدان أنهما يتبعان نظريات ستانسلافسكي عن التقنية والمهارة اتباعا دقيقا، لكنهما يهملان مبادئ السلوك والأفكار، فهذا يبرهن على انهما يفهمان التقنية لا كما فهمها ستانسلافسكي. وهذا يعني أنهما يمارسان تقنية ومهارة، لكنها ليست التقنية والمهارة اللتان اشترطهما العلم عن المسرح، حتى وان استعارا الاصطلاحات من هذا العلم.
وتبعا لذلك، ففي الممارسة تكون هذه الجهة بالنسبة لهذا الممثل أو المسرح أهم من تلك التي يهملها. أي ان قلة الاهتمام بأي جهة أو جزء من المنهج ، يعني في النهاية، عدم الاهتمام بالهدف الأسمى والفعل المتحكم، أو عدم فهم المعنى الدقيق لهذين المفهومين.
ولهذا مهم جدا عند الاقتراب من دراسة منهج ستانسلافسكي -قبل كل شيء- تبني وحدته وتعقده، أي الاقتراب منه بصفته علما، لا كقائمة من الوصايا، التي يمكن قبول بعضها ورفض الأخرى. 
.
.

الخميس، 21 أغسطس 2014

مسرحية " المفتش العام " ادخلت الأديب الروسي غوغول تاريخ المسرح العالمي من بابه العريض

مدونة مجلة الفنون المسرحية



ألف الأديب الروسي الكبيرر (نيقولاي غوغول) مسرحيته الشهيرة  "المفتش العام " في سنة 1835م.. وقد عرضت على المسرح الروسي للمرة الأولى في عام 1836، تقول الحكاية انه حين انتهى تقديم العرض الأول لمسرحية «المفتش العام» للكاتب الروسي غوغول، في سانت بطرسبرغ، ذات مساء من خريف العام 1836، كان في مقدمة الحضور الذين صفقوا للمسرحية طويلاً، القيصر نفسه، الذي ما إن وقف بعد انتهاء التصفيق، حتى التفت ضاحكاً إلى من حوله وقال: «لقد كان لكل واحد نصيبه في هذه المسرحية... بل يمكنني أن أقول إن نصيبي أنا كان اكبر من أنصبة الآخرين...» وكان من الواضح أن القيصر، يعني نصيباً من الانتقاد والإدانة. غير أن ذلك كله لم يترك أي أثر سلبي عليه، بل انه حيّا المسرحية وكاتبها ومقدميها، ما كان له منذ صباح اليوم التالي، رد فعل هائل في البلد، إذ اضافة إلى أن المتفرجين تدفقوا لمشاهدة هذا العمل الذي ينتقد السلطة وبيروقراطيتها، ومع هذا ينال إعجاب رأس البلاد، أسفر الأمر عن مزيد من الجرأة في انتقاد الممارسات البيروقراطية في الشارع العام. ومع هذا، من المعروف أن روسيا كانت في ذلك الحين تعيش، تحديداً، تحت هيمنة ديكتاتورية البيروقراطية والفساد. مسرحية الأديب الكبير غوغول  من روائع المسرح العالمي ولاتزال تعرض منذ ذلك الحين على خشبات المسارح في روسيا.
وبمسرحية " المفتش " دخل الأديب الروسي غوغول تاريخ المسرح العالمي من بابه العريض. فهذه المسرحية الفذة تصنف في عداد عيون المسرح العالمي، ولا تزال تعرض على خشبات المسارح في مختلف أنحاء العالم، بعد أن ترجمت إلى الكثير من لغات العالم، بما فيها اللغة العربية. ويمكن القول أنه ما من لغة عالمية إلا واستغاثت بهذه المسرحية وقامت بترجمتها بسبب العمق الكامن فيها وقدرتها على كشف الضعف الإنساني.

يقول غوغول مؤلف المسرحية عنها: " أردت أن أجمع فيها وفي كومة واحدة كل ما أعرفه عن روسيا من قباحة وكل ما يمارس فيها من جور وظلم ".
وتدور أحداث المسرحية حول كيفية استقبال كبار المسؤولين في بلدة روسية نائية لموظف صغير من العاصمة سانت بطرسبرغ بعد أن اعتقدوا أنه المفتش العام الذي كان من المقرر أن يزور البلدة. 
ومن خلال المسرحية فضح الكاتب جميع أنواع الفساد الحكومي والبيروقراطية الوظيفية وقام بتعرية النظام الإجتماعي القائم، واستطاع أن يكشف من خلالها عن الدونية التي يعاني منها الموظف الحكومي أمام رئيسه، وكشف عن الاحتيالات التي يمكن أن يقترفها هذا الموظف ليرضي المسؤول الأكبر. 
وبذكاء شديد استطاع غوغول أن يجعل من تلك البلدة الروسية الصغيرة إنموذجاً يمكن أن ينسحب على كامل الإمبراطورية الروسية فغدت نسخة مصغرة من هرم السلطة القيصرية ذاتها.
وقد ولد نيقولاي فاسيليفتش غوغول  في في 1 ابريل 1809 وتوفي في 4 مارس 1852..>> لم يعمر سوى 43 سنة  وكتب مسرحيته ( المفتش ) وهو في السادسة والعشرين من العمر. وهو صاحب القصة البديعة الشهيرة جداً ( المعطف ) وللأسف لم يكمل روايته ( النفوس الميتة ) التي نشر منها الجزء الأول وأحرق الجزء الثاني قبل موته بأيام قليلة فقط.

من أهم مسرحيات غوغول:
مسرحية المفتش العام  
مسرحية - خطوبة 
مسرحية - بعد عرض مسرحية جديدة 


محسن النصار

السبت، 16 أغسطس 2014

الفكر التجريبي في تاريخ المسرح الكوري الحديث

مدونة مجلة الفنون المسرحيةكان لدي النية لكتابة مقال سهل القراءة لمهرجان المسرح التجريبي، وعلى الرغم من ذلك فإن رغبتي لمناقشة المسرح التجريبي الكوري أخذت في الاتساع كما أخذت في التذبذب أثناء كتابتي لهذا المقال. لقد انجرف مقالي من المقال المقصود متدل بين مركب النقص للمسرح الغربي وعقدة النقص في المسرح الكوري. إن الكتب الدراسية الخاصة بالمرحلة الثانوية والجامعات التي تجعل المسرح الكوري مسرح قديم أصلي وتدرس نظرية وتاريخ المسرح والمسرحية الغربية فقط. لقد كنت أيضاً متسلحاً بفكرة المسرح الغربي لفترة طويلة بإحدى الجامعات في أوروبا. لقد جاء مركب الاستعلاء بعد حقيقة أن التاريخ وفكرة أن المسرح الغربي يقيس المسرح الكوري. بينما جاءت عقدة النقص من حقيقة أن المسرح الكوري يتبع المسرح الغربي. ولكي أصل الى راحة البال، فقد قررت أن أكتب هذا المقال الكوري. ثانياً، تقاليد المسرح الكوري الحديث ليست متوقفة بل هي مستمرة في الاختلاط مع الآخرين عن طريق التجريب مثل شعار "قبول التقاليد" أو شعار "تجديد التقاليد". وأخيراً، فإن الأوضاع الحالية للمسرح الكوري سيتم شرحها بهدف فهم المسرح التجريبي بشكل أوسع.

1 ـ طريق مغلق، صوت مفتوح.

2 ـ من التجريب الصوتي الى التجريب المرئي.

3 ـ Epigone المسرح هو حياته.

4 ـ المسرح الجديد والمسرح التجريبي.

5 ـ المسرح الكوري والمسرح التجريبي.

6 ـ التجريب: اللمس والرؤية بطريقة مختلفة

1 ـ طريق مغلق، صوت مفتوح:

بالرغم من أن تاريخ المسرح الكوري الحديث يزيد عمره عن المائة عام حتى الآن، فإنه يوجد نقص كبير في الأبحاث عن هذه القضية. كان آخر بحث عن تاريخ المسرح الكوري هو "بحث عن تاريخ المسرحية الكورية الجديدة" عام 1966 وقدمه "لي دو ـ هيون". إنه بحث تقديمي من وجهة النظر الإيجابية مبنية على الآداب والمواد، ولقد ركز البحث على النقاط التاريخية بالرغم من أنه ليس متكاملاً في هذه النقطة، مهملاً وجهات نظر المسرح الأصلية والفكرية، وعلى هذا يجب أن نقول إن أكبر مميزات هذا البحث هو ملء فترة زمنية تاريخية فارغة في تاريخ المسرح كأرشيف، بينما أكبر العيوب هو إهمال نماذج الأعمال المسرحية، والتحليلات المعاصرة عن الأعمال المقدمة، والترجمة الاجمالية المسرحية، وبالاضافة الى ذلك، فإن تاريخ المسرح الكوري المكتوب حديثاً يجب أن يبدأ من تأكيد أصل المسرح مبنياً على الشخصيات التاريخية. إنه بحاجة الى فهم المسرح وعروضه كناتج للتغيّر الاجتماعي وتوافق المسرح مع هذا التغيّر كما هو الحال مع التوتر بين هذين الاثنين.

إن لديّ النية أن أناقش في هذا المقال أصل المسرح الكوري عن طريق اختبار التجريب في تاريخ المسرح الكوري الحديث أو المسرح التجريبي.

ثم ماذ سيكون المعنى إذا أوقفنا مهرجان المسرح التجريبي هنا في كوريا عام 2006؟ ما هي العواقب في التجريب المسرحي؟ إن العالم يتغيّر. إن أوروبا تقوم الآن بإنشاء فرقة متعددة الجنسيات ـ كمجتمع لاحق للتغيّرات في شرق أوروبا عن طريق القومية، وكأمثلة لإنشاء أحد هذه المجتمعات المتكونة من كينونات مختلفة هو "نانفتا NAFTA" متضمنة الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك. ومثال آخر، "ميفتا MEFTA" متضمنة شمال أفريقيا، ودول الشرق الأوسط كعرب وإسرائيل. وبالرغم من ذلك، فإن الخطى المسرعة التي يخطوها الفلاحون الكوريون تجاه البرلمان منذ عام 1993 تتعارض مع السوق المفتوحة توافقاً مع دورة أوروجواي، سياسة السوق الممزوجة في العالم. ومثل هذا، في جزء من العالم تمتزج الدول لتصبح مجتمع واحد مثل الاتحاد الأوروبي، بينما الجزء الآخر يتطهر تماماً من التوحيد. هذا الكرب والعقبة تستمر منذ عام 1894. من أين أتى المسرح الكوري والى أين واصل؟ هل حوفظ على دماء المسرح الكوري أصلية وسليمة؟ أم هل يستطيع المسرح أن يولد من جديد إذا تم خلطه؟ هل التجريب المسرحي مقاومة ليصبح مختلطاً؟ على الرغم من كل ذلك، استمر المسرح كذا وكذا. إن تاريخ المسرح الكوري مليء بالمسارح التي ليست جيدة تماماً ولا السيئة تماماً التي لم تكن ضد العمر أو أظهرت انهياراً في الوقت ومن ثم، عندما نتحدث عن التجريب في المسرح يجب أن نتطرق للاستمرارية وليس عدمها. هذا المقال تحت عنوان "دراسة تجريبية عن تاريخ المسرح الكوري الحديث والمسرح التجريبي"، هو أيضاً تجريب للكشف عن حجاب مصطلح "تجريب". كما أنه يهدف للفوز على الانقسام وهو شيء منتشر في المسرح الكوري. كمثال، إنه يعكس التجريب والتجديد، المحافظة والتقدمية، الأعمال الأصلية والأعمال المترجمة، الأعمال الخارجية والأعمال المحلية، والنقد المسرحي الذي كان وما زال كثير التطرف والشعر.

قد لا يكون المسرح التجريبي صادماً أو جديداً، ولكن قد يكون واضحاً ومحتوماً؟ لقد صنفت مميزات المسرح التجريبي على أساس "واضحة ومحتومة". "صادم وجيد"، المرادف للمسرح التجريبي في المسرح الكوري الجديد مختلف عن تعريفي وهو "الواضح والمحتوم". "صادم وجديد" بالتأكيد شعارفكري وواعٍ من سياق الكلام للمسرح التجريب الكوري. ورغم أن المسرح التجريبي وصف بشيء جديد ومختلف إلا أنه لم يكشف ماذا وكيف ومن أين الصدمة والتجديد أتيا. هذا لأن الكلمات النقدية تأخذ بالتمهيد أكثر من المنتج المسرحي. "صادم وجديد" دائماً أتى وذهب مع المحادثات في تاريخ المسرح التجريبي. ومع ذلك"، جاء "الواضح والمحتوم" مع العيون. أليس المسرح التجريبي مرئي بالعيون وليس صوتي بالآذان؟ إن المسرح التجريبي ليس له بداية أو نهاية. ما يهم هو أنه لا نهائي ولكنه مستمر برغم أن التجريب في المسرح الكوري مجرد أصداء مثل تلاعب لفظي للمرادفات.

إن الكلمات التي تظهر صادمة وجديدة في الحقيقة هي مرادفات متكررة وكلها متشابهة، وهذا ما سأقوم بذكره لاحقاً في المقال. ألم يكن الوضع في المسرح التجريبي الكوري هو الاصرار أن نبقى كما نحن ولكن بأشياء مختلفة؟ إذا كانت مختلفة، فكيف وماذا وعن طريق من ستكون كذلك؟ سأناقش ذلك في مقالات أخرى. ما أريد أن أقوله هو أن في النهاية، كل ما يدعي تجريب في المسرح الكوري ما هو إلا تلاعب لفظي للكلمات ذاتها وأنه مقدر لهم أن يحصلوا على إرث علم الوراثة للوعي epigone. ان المسرح التجريبي في ذاته ليس صادماً أو جديداً ولكنه صادم وجديد تبعاً للتلاعب بالمرادفات.

ماذا سيكون التجريب للمسرح الكوري مع المجتمع المتجدد في عام 2006؟ الى أين سيذهب دون أن يبدأ أو أن ينتهي؟ عن طريق ومن وحتى أين؟ دون أي تغيير؟ نعم، التغيرات مسموعة هنا وهناك. هل تستطيع ان تسمعها؟ توجد اخبار تقول ان اشياء كثيرة قد تغيرت وتتغير، ولكن ما يبدو ان كل شيء تغير ويتغير من جهة الكلمات المسموعة فقط. ما الذي تغير في هذا المجتمع وهذا المسرح؟ إننا لا نرى أي جوهر للأشياء التي تغيرت ولكننا نسمع أحاديث مما يجعلنا نشعر بالدوار. تنتشر الكلمات تقول ان كوريا تغيرت من كوريا إلى كوريا الجديدة، من حكومة عسكرية الى حكومة مدنية، من المعروف الى نظام اجراء الاسم الحقيقي، ومن الأساس الأول للثاني في دولة. ان المحادثات ايقظتنا والتجديد يأتي ويذهب فقط عن طريق الكلام. إنه يردد صدى كطنين وليس كصوت نقي. لقد اتصل التجريب المسرحي والتجديد المسرحي بالضوء ذاته منذ وقت طويل حيث انه يحتوي على طنين وصوت. ان المسارح التجددية التي تعتبر تجريبية كانت تقدم متواصلة، بينما المسارح المحافظة كانت ضد التيار وفقا للانقسام بين التجديد والمحافظة، التقدم والمحافظة. وقد أدى الاتصال بالتجريب والتجديد بالمثل الى نتيجة ان التجريب المسرحي يعني التجديد المسرحي وأن المسرح التجريبي كان دائما مسرح التطرف مرسلا من حدود المركز. هل يعني ذلك أن المسرح التجريبي والجديد حديث، صادم وجديد، بينما المسرح المحافظ تجاري، وبرجوازي، وتقليدي؟ ان التجريب والتجديد في المسرح مختلفان ولا يوجد وجه شبه بينهما تماما. اننا مرتكبون في هذه النقطة حيث ان التجديد في المسرح متصل مثل التجريب فيه. يناقش هذا المقال المسرح التجريبي في كوريا ويوضح تماما الاختلاف بين هذين الاثنين المذكورين اكثر من اي شيء آخر. ان هناك تأملاً تجريبياً لتجنب الارتباك بين التجريب المسرحي والتجديد المسرحي، ولتجديد المعنى الاصلي للتجريب المسرحي. انه ايضا محاولة نقد لفهم وتقبل وضع المسرح الكوري الحديث المهجن مبنياً على الفهم للوضع الحالي. ولايجاز قصة طويلة، هذا المقال ما هو الا تجريب لكشف قناع التجريب المزيف في المسرح الكوري الحديث.

2 ـ من التجريب الصوتي إلى التجريب المرئي:

ان النقاش حول المسرح التجريبي الكوري يتأرجح بين الضوضاء السمعية والجوهر غير مرئي. هذا لأن التجريب غير مرئي موجود فقط في الضوضاء. ان التحدث عن التجريب في تاريخ المسرح الكوري كان ستارا للتجديد وليس التجريب الحقيقي. ان ضجة التجديد، التجريب الكاذب، قد اسميت الصدمة والجديد. دعونا الا نطلق العنان لاغراء الصدمة والجديد، انهما لا يمكن ان يكونا ابدا تجريبيين. ان التجريب في المسرح يكون غير مرئي وضوضاء التجديد فقط هي التي تسيطر على الاجواء. هذه الضوضاء نشأت من سلطة السياسات في المسرح. ان السلطة دائما ما تصرخ مطالبة بالتجديد. هكذا تبقى السلطة في المجتمع. انها تنتقل من سلطة مسرح الى أخرى على الرغم من انها ما زالت السلطة في المسرح. ان السلطة الاخيرة ليست مختلفة عن سابقتها ولكنها امتداد لها فحسب. وفقا لمصطلحات اعمال الفن، فان المسرح الأول والاخر الذي تبعه متطابقان ان في مستوى الضجة. انها لا شيء لكنها مسارح تكرارية، ان سلطة المسرح اخفت وجهها محدثة ضجة وقد ارتدت قناع التجريب في تاريخ المسرح الكوري. لقد تم التعامل مع مارد التجديد بعلو، الذين زيفوا التجريب مدعين انه تجريب حقيقي. ان التجريب الحقيقي في المسرح يظهر عندما يتكشف وجه السلطة وأن يكون هناك ثقة في المسرح نفسه وليس في السلطة. ان التجريب المسرحي الحقيقي يأتي عندما يكون في ثقة في سلطة المسرح، بينما التجديد المسرحي يأتي بالثقة في سلطة الحكومة.

ثم ما هو الفرق بين التجريب والتجديد في المسرح الكوري؟ إذا لم يكن للتجريب المسرحي، فكيف سيتواجد التجديد المسرحى؟ في تاريخ المسرح الكوري، يأتي التجديد دائماً ويذهب سريعاً ثم يختفي، ان التجديد يخدع، ويختبئ، ويناضل مع قبضة محكمة على الناس حتى الذين يرغبون في تجديد حقيقي، مثله في ذلك مثل البرلمان الكوري. لقد تسللت التجددية من الخلف مجبرة التجديد وقد ذهبت بالفعل. عندما تطرق الطاولة بقبضتك ثلاث مرات، فان التجديد قد اكتمل وانتهى بالفعل. ان التجديد ينتهي هكذا ولا يعود ابدا. انه فقط يستمر الى الامام. كل ما يتبقى هو الضجة المقترنة بالقبضة والفعل نفسه. بهذا تكون خاتمة كل شيء. وأكرر مرة أخرى ان هذا ليس بالتجريب. انه تجديد لوضع نهاية للماضي والتقدم للامام فقط عن طريق الانقطاع، برغم اننا نعتبر صوت التوقف تجريبا الذي اختفى سريعا. بينما التجريب تغير بطيء، فالتجديد هو لعبة كسر الروابط عن طريق الكفاح بدون التوقف لالتقاط الانفاس وبإسالة الدماء وجرح كل بعضنا البعض. بينما يتخلف التجريب مثلما يتقدم. ان التجريب يجب ان يكون شيئاً يربط بين الماضي والمستقبل معا مثلما يتمسك المسرح الكوري الحديث بقبول التقليد وتحديث مسرح التقليد، ان نيتزستشيس زاراثوشتا ممسكا بعصا في يديه. ان التجريب يجب ان يكون مرتبطا ومستمرا مثل صورة العصا حيث يلتف الثعبان على نفسه ويلتهم طرف ذيله. بينما ان التجديد هو عدم الاستمرارية الماضي والمستقبل، ولكن مجرد التقدم للامام. ان التجديد هو الهروب من بين الاضطراب والضجة تعتبر اكثر صدمة وأكثر حداثة، وبناء على ذلك، فان التجديد غير مرئي ولكنه مسموع فقط انه مثل الشائعات، يصنع ضجة صادمة لم يتلاشى فوراً.

ان التجريب المسرحي الحقيقي ليس تجديدا مثل الاشاعة، ولكنه تجريب حيث تغير المسرح مرئياً وملموساً. انه لا يبدو تجريبا للمشاهدين مستخدما حيث انهم لا يستطيعون العثور على الصدمة والتجديد. مشاهدي الاعزاء، الذين المعتادون الصدمة والتجديد، مقاوما قدرك المزيف. تفقدوا كم هو ماكر وعنيد هذا التجريب المسرحي. ان التجديد المسرحي يروض رغبة المشاهدين بالصدمة والتجديد، الذي هو رغبة سلطة المسرح.

3 ـ Epigone المسرح هو حياته:

إن قيمة الهدم نتيجة فقط للتجريب، يأتي ويذهب ببطء. يجب الا تكون الصدمة والتجديد، التي تأتي وتذهب بطريقة مفاجئة، كلمات تصف التجريب المسرحي. ان الشيئيين الأكثر أهمية في المسرح الكوري هما: التجريب المسرحي الخاص بقيمة الهدم، وتجديد الصدمة والجديد. سيكون موقف النقاد الكوريين مثال جيد على مهرجان المسرح التجريبي في مسرح "تشانجو" الذي يعني المستودع من الرابع والعشرون من شباط حتى الحادي عشر من آذار عام 1978 الذي قدمته فرقة "روب جيورن". الناقد المسرحي "مي سانج ـ ايل" عرض سحر مهرجان المسرح التجريبي؛ "الرغبة والوعي حادان وشجاعان"، "مهرجان الثورة"، و"معرض لقوة الارادة المسرحية المشوشة". ضمنيا في هذه المصطلحات كلمتا "صورة" و"اختلاط" ووهما مرادفان لكلمتي صدمة وجديد كما لو كان يجب ان يكون المسرح التجريبي هكذا. ان الحكم على المسرح التجريبي الكوري اظهر بوضوح في الجمل التالية: "لا يجب ان ينسى انه كان مرتد محاولاً الهرب من الافكار الجاهزة، كان العباقرة من الاتجاهات المسرحية هراطقة، ومخالفين، ومسببين للمشاكل، برغم انهم حولوا المسرح لفن. وبناء على ذلك، فان تطرفهم اصبح الارثوذكسية في الجيل التالي. يمثل الجيل الجديد مجيء العصر الجديد في شكل تصريح. ومن هذا المنطلق، فاننا نأمل ان نسمع عن انواع هذه التصاريخ نشاهد على حركة المسرح الجديدة".

على الأقل يمكن ان تضم هذا النوع من الجمل عقلانية في تارخ المسرح الغربي. بالنسبة للغربيين، من المفترض ان يكون التقليد المسرحي الجديد شيئاً يدمر ويعيد البناء مرة أخرى وليس ان يكمل على ما كان. هل كان هذا التجريب في المسرح الكوري ثورة تجريبية لفنانين المسرح وكانوا هراطقة ومتآمرين لا يمكن. ان ثورة المسرح ليست بالتجريب المسرحي. ان المسارح المزيفة او التي يطلق عليها تجريبية ما هي الا عرض للمنشئيين المصرين على ان يكونوا حقيقة. ما احاول ان اكشفه هو انه لا يوجد اختلاف بين الاصل والزيف الا اذا اوضح الاختلاف في الوضع حيث يتواجد الاثنان. ما احاول ان اجعله واضحا هو ان الاثنين ليسا منشئيين حقيقيين، وعلاوة على ذلك ان دماء المنشيء الحقيقي لم تتواجد ابدا في تاريخ المسرح الكوري.

بناء على ذلك، من خلال تأكيد غياب الاصل فان غياب الدم سيكون أكثر بروزاً، التغلب على عقدة النقص الخاصة بي تختبئ تحت توضيح واعادة غياب الاصل. ان التجريب في المسرح الكوري يجب ان يوجد من الاستمرارية ومزج الدماء في ظل غياب المنشيء. ويجب ان يسمع التجديد من شعارهم كمنشئيين او الاب الحقيقي في ظل غياب المنشيء.

ان التقليد في المسرح الغربي هو الرغبة والوعي حيث يقلل الاخير من شأن السابق ويقتله. ان التقليد لا يتبع، ولكنه يثور ويحرف مما تطلب ترجمة جديدة. وهكذا فان تطبيق الصفات المميزة للمسرح الغربي على المسرح الكوري شيء غير منصف وغير عقلي. في كوريا التقليد هو اتباع مثال مثلا، الطلاب يتبعون اساتذتهم، الاخ الاصغر يقلد الاخ الاكبر، الاطفال يقلدون اباءهم وهكذا. ويجب اتباع هذا المثال والحفاظ عليه حيا بما تحمله الكلمة من معان. مع ذلك التجريب في المسرح الغربي يعني ان توضع النظريات من واضعيها، المطالبة revendiquer، الحرمان كنسياً excomminier والنزاع والمقاتل.

إذا اعتبرنا ان التقليد هو الاحتذاء بمثال، فاننا نحتاج ان نوضح ماهبة هذا المثال في المسرح الكوري الحديث، وبالاخص في المسرح التجريبي. انك بحاجة ان توضح الفرق بين المصال الاصلي والجديد عندما تعرف التجريب بالبحث عن مثال جديد، لذلك، اذا كان نموذج المسرح هو مثال epigone وليس من الأصل، فان المسرح التجريبي ليس الا epigone من الى epigone وليس انعاشاً للتقليد. ولهذا السبب، من يدعون فنانين مسرح تجريبي في كوريا لم يكوننوا هراطقة او مختلفين، وما يطلقون عليه تجريب لم يكن مهرجان أو ثورة. هذه المسارح كانت في نفس التيار والارثوذكس، بينما لم يكونوا هم المنشئين، وليس مرتدين عن المسرح المتواجد، لقد كانوا مسارح بعد المسارح الأخرى كامتداد للمسارح المتواجدة، انه تدفق مستمر باستمرار الزمن. وعندما يتوقف هذا التدفق فان الصدمة والتجديد والثورة يتم مناقشتهم، برغم انه لوقت قصير فقط ثم يعيد الدخول والخروج. وبيما يجب ان يكون المسرح التجريبي الحقيقي مستمراً من خلال الجيل التالي، فان المسرح التجريبي الكوري يعيد الوميض الذي يظهر الدول والخروج. احد الأمثولة على ذلك هو مهرجان المسرح التجريبي عام 1978 الذي اتبع عام 2006. لقد اكد التجريب في المسرح الكوري الحديث على القفز عبر الزمن وليس المتابعة.
المسرح الجديد والمسرح التجريبي

إن التجريب المسرحي نوع من أنواع قتل أباها مثل تجريب الفنون الأخرى. وعلى الرغم من أن المسرح الكوري الجديد ليس لديه الأب ليقتله ويجب أن يبحث عن البديل، فإن فن قتل الأب مستحيل. وكان تاريخ المسرح الكوري من النوع الذي يبحث عن الأب البديل من الخارج. لقد بدأ تاريخ المسرح الكوري بدماء ملوثة. لقد امتزجت الدماء الخاصة والدماء الخارجية معاً. إن الموضوع المتعلق بالدماء الخارجية قد تم تثبيته كصورة حيث جسّدت سياسة العنف تحت قناع ثقافة جديدة، ناقلاً التاريخ الأول للاستعمار. هذا هو السبب خلف الخزي الذي لحق بالبحث المقدم عن المسرح الكوري الحديث عن التقليد المسرحي بسبب هذه الدماء الملوثة. في الحقيقة، فإن الدماء الداخلية تبقى كما هي مع الدماء الأخرى وليس من السهل تقسيم نفسها مع الآخرين. ثم لماذا علينا أن نعامل الدماء الخارجية بطريقة سيئة؟ إذا لم نسء التعامل مع الدماء الملوثة وتمييزها أكثر ستحيي دماءنا من جديد ويختفي عقدة النقص من المسرح الغربي. أرجو أن يلعب مقالي دوراً في هذه النقطة. إن المدعين بمخرجين ومنتجين تجريبيين في المسرح الكوري هم أوائل من بحث عن الأب البديل ليخدم من مكان آخر. أن يخدم ليس بتجريب. ومع ذلك، فقد حظوا باحترام عظيم كتجريبيين لفترة طويلة.

وقد أصبح تاريخ المسرح الكوري الحديث منهجاً بعد "لي إن ـ جيك"، متقبلاً الدماء الملوثة من دون تصنيف الدماء الخاصة والأخرى، وهو شيء مؤلم ولكن يجب تقبّله. عندما يتم التعبير عن الألم فإن ظواهر التجريب: الصدمة والتجديد يتم إنتاجها. وبحديث تقريبي، فإن التجريب الأول في المسرح الكوري الحديث قد تم تقديمه عن طريق ناس مثل "لي إن ـ جيك". لقد كان لديه أب لينكره، وكان أول شخص في تاريخ المسرح الكوري الحديث الذي يقرر أن يتقبّل دماءه ودماء الآخرين. ومنذ هذا الوقت، ورث تاريخ المسرح الكوري الحديث دماء فاسدة وأصبح تاريخ الـepigone. إن شعار الـepigone هو التجديد المسرحي مركزاً على الصدمة والتجدد. هذا التجديد هو الزيف الذي ألق عليه تجريب. إن التجريب هو تمييز الطفل الشرعي وليس تدمير الطفل غير الشرعي.

إن التجريب في المسرح الكوري الحديث مصراً على أن يكون نصيباً من الطفل غير الشرعي دائماً. عندما تناول المسرح الكوري التشدّد والتقدمية بالمناقشة، أعطى عبء التجريب لفنانين المسرح الصغار مصراً أن التقدمية هي "المسرح الصغير" وأن "روح التجريب هي قلب المسرح الصغير". في المسارح الكورية، تواجد المسرح الصغير ومسرح الجامعة الذي أُكره على أن يكون مجال للمسرح التجريبي مثله مثل المسرح نفسه. ويظهر التعليق التالي هذا المثال بشكل جيد. إن جوهر المسرح الصغير يكمن تحت روح التجريبي النشطة للمسرح الجديد التدريب المستمر غير المنقطع لفنانين المسرح. ويجب أن نبدأ بحقيقة أن المسارح الصغيرة لديها مساحة صغيرة، التي تحتاج لمسارح لتستولي على حيزها، إذا أردنا أن نحرر المسرح الصغير. لقد قيل أن المسرح يجب أن يتحلى بروح التخمة وليست تلك الخاصة بالحل الوسط، أو التقليد، أو الاتباع المذلّ. ولقد أكد أيضاً على أنه فيما بعد تستطيع الهروب من الجانب ونحت الجانب الظليل للمسرح الكوري. كان التجريب في المسرح الكوري الحديث عملية مهمة التي ما زالت epigone لـepigone آخر، منحدراً من epigone. ومع ذلك، هل يجب أن يكون هذا التجريب في فن المسرح أن ننقل الجانب من الوسط، مفككين ومنكرين الوسط؟ الى هذا شيء ممكن أن يكون epigone مثل هذا؟ أم أنها ليس بالمحاولة للتصنيف بين الـepigone والتيار الرئيسي؟ فيما أن التجديد المسرحي هو وجه سلطة التجريب من الجانب الى الوسط ومن الـepigone الى التيار الرئيسي، فالتجريب في المسرح من الممكن أن يكون تجريد من السلطة على خلافه. إن التجريب المسرحي هو جمال الكارثة في الجانب وسعادة أن تصبح epigone.

وإذا اعتبرنا التاريخ الكوري للمسرح الذي كان يبحث عن الأب ليخدم من الخارج، فإن تاريخ التجريب بالتأكيد هو التجديد. ألم يكون التجديد هو امتياز الطفل البديل أو الطفل غير الشرعي؟ لقد كان نصيب هؤلاء الأطفال البدلاء أو الأطفال غير الشرعيين، القلق من الحرمان من الحق الطبيعي نظراً لكونه غير شرعي والتجديد كما يعني تعويض. من ناحية أخرى، إذا كان التجريب هو الهجران الفاصل فما يمكن أن يستمتع به. إن الهجران عمل في غاية الصعوبة مثل هدم جدران صلبة مماثلة لتاريخ التجديد منكراً في المقدة. كلاً من التجديد والتجريب رحلات صعبة. كلاهما طرق لقهر الواقع، للخدمة والاعتماد على الأب البديل متوقعاً الجزء المجرد، أو لإنكار سلطة الأب والإصرار على الغياب. لقد تحرر فن المسرح من هذين الفعلين الخاصين بنكران حرمانية قتل الأب والاعتماد على الأب البديل تكرارياً. عندما يتم تطبيق هذا التصنيف، حينها سينتسب المسرح الكوري الحديث للأخير. لقد كان تاريخ للمحاكاة، والقوى، والمنافسة مع الأب البديل، وليس نكر الأب. وبهذا، لم يكن تاريخ المسرح التجريبي في المسرح الكوري الحديث ذلك التجريب الذي يصرّح بالتوقف بوضوح. هذا الأب البديل هو المسرح الجديد. لقد استعير مسرح الأب البديل من الخارج بدماء مختلطة. إذاً، التجريب المسرحي من المسرح الجديد لتقديم الأيام ليس بتاريخ اللاإستمرارية.

وبطريقة أخرى، لم تكن كل المسارح التجريبية في المسرح الكوري الحديث بالأمثلة المسرحية محاولة الهروب من محاكاة الغرب. إنها لم تكن سوى فرع من المسرح الجديد أو محاولة مزيّفة لإخفاء مظهرها. إنه لمن سوء الحظ أن التجريب المسرحي ما زال معروفاً بالمثال المسرحي لمحاولة الهرب من تقليد المسرح الجديد. على الرغم من أنها لم تكن سوى محاولة للتغلّب على المحاكاة الجديدة للمسرح الغربي متى اتضح التضاد البنائي في المسرح الكوري. كان هذا شرك لتجريب المسرح الكوري الحديث. لا يمكن أن يكون التجريب المسرحي الحقيقي. ألم يكن تاريخ المسرح الكوري والعديد من الـepigone منذ بداية منشأ المسرح الجديد مسمون بالمنشئيين؟ لم تقم بأي انعكاس مندفعة للسيطرة على المسرح، وتغيّر أشكالها المتماسكة. إن الموضوع الخاص بالنقل وعدم الاستمرارية قد ترك في تاريخ المسرح الكوري الحديث، بينما حاول الأدب الكوري الحديث حل الكرب. إننا يجب أن نجعل دماء المسرح الكوري موضوع أولي لمنهج البحث حول تاريخ المسرح الكوري. يحتوي تاريخ الدم على المنشئيين المزيفين في المسرح الكوري الحديث. كيف يمكن أن نتجاهل هذه الدماء؟ إن دماء المنشئيين المزيفيين هو حياة مسرحنا. دعونا نعتبر هذه الدماء كدماء قهر ووجود. يجب أن يخرج البحث حول تاريخ المسرح الكوري المعنى والدور الجديد للدماء وليس تقسيمها.

يصر أطفال المسرح فقط على نصيبهم في تاريخ خدمة الأب البديل من الخارج مثل المسرح الجديد. إن أسرع الطريق للحصول على نصيبهم بطريقة واضحة على قدر الإمكان هو التجديد. وبكلمة أخرى، هو أن نصنع ونرى ونقدم شيء مختلف. وبهذا نقول أن التظاهر بعدم كونه طفل بديل ضمن أطفال بدلاء آخرين بأن يكون مختلف. لهذا أنكر إصرارهم على كونهم تجريبيين. ليس لديهم أي وعي عن قتل أباهم. إن شيوع كون التجديد والتجريب مختلفين يخالف أن التجريب في المسرح الكوري يستمر في الامتزاج مع الآخرين ببطء، بينما أن التجديد كان سريعاً وتكرارياً. إن التجديد سريع للغاية كما أنه سهل الاختفاء. في الوقت الحاضر، لا نستطيع أن نجد مخرجين قد تلمسوا طريقهم للعثور على دليل آخر للمسرح الكوري عام 1970، منسوباً الى "يو مين ـ يونج". دعونا من الآن فصاعداً ألا نطلق عليهم فرق تجريبية للمسرح الكوري الحديث. لقد كانوا مجددين لكوريا الحديثة الذين رأوا عقدة الطفل ابديل مبكراً عن الآخرين وحاولوا قهرها التي تطورت مع المسرح الجديد المستورد كأب بديل. ما إذا كان تجديدهم هذا قد نجح أم لم ينجح، فهو موضوع آخر للمناقشة والذي لن أتطرق الى تفاصيله هنا. لقد تم التعبير عن تصرفاتهم في شكلين. الأول هو أن يحرف عدم الرضا على الواقع كما يرضيهم. والآخر هو أن يفقدوا أباهم. من المفترض أن يفقد الطفل البديل أباه الذي قد يكون حياً في مكان ما، بالأخص عندما ينكر الأب البديل دورة. إن تصرفات المخرجيين والمنتجين في المسرح الكوري الحديث ليس بالبعيد عن هذين التصرفين. أحد الأمثلة هو جعل هاملت في مسرحية شيكسبير مسرحياً كالأمير "هاميويل". وعن طريق الاستعارة، أصبح هاملت صورة الأب البديل والأمير "هاميويل" هو صورة فقدان الأب. يمكننا أن نرى المحاكاة من الصورة والمنافسة من الفصل المفقود. ولم يكن لديها القدرة على المساعدة سوى في الحكم على التجريب.

إن التجريب في المسرح الكوري هو تمثيل للتطلع للأب بدلاً من البحث عن الجذر. إنها موجودة هذه الظواهر للتطلع الى الأب المفقود في تاريخ المسرح الحديث منذ القدم. وكمثال لذلك، هو حقيقة كون العديد من الأعمال وكتاب المسرح الحديث يتبعون شكل المسرح الغربي رغم احتوائه على التاريخ الماضي. "رحلة حرمان السيدة "سا" كنيسيا الى الجنوب وقصة الأختين "جانجهوا" و"هونجريون" التان قدما على مسرح جاريانجدان القديم والجديد عام 1910. مسرحية "قصة الفتاة البنوية" "تشونهيانج" التي كتبها "تويلهو" عام 1920. مسرحية "قصة السارق الشهم" جيلدونج هونج كتبها "هيوبدونجسيبموديا"، مسرحية قصة رجل، "هيونجبو" كتبها "هيجيوكجو"، مسرحيتي "تشونهيانج ـ جون" و"أمير مصنوع من القنب" لـ "يو تشينجين"، مسرحيتي "الوجة" و"الزهرة البرية" لـ"يون باك ـ نام" عام 1930. مسرحية "الأمير أرانج"، مسرحية "ناكوام" وهو اسم مكان تاريخي في الجبل للمسرح الحديث، مسرحية "قصة هيوساينج و"حدث سعيد لشخص اجتاز أول اختباراته للعمل لـ"أوه يونج ـ جين"، مسرحية "أين وكماذا التقينا" لـ"تشيو إن ـ هون". خصيصة أخرى، أنهم قد يكون لديهم أب بديل مهذب وجيد للإظهار للآخرين إذا ما فشلوا في العثور على الأب حقيقي. وبهذا أقول أنهم يبحثون بمنافسة لأب بديل دون أطفال بدلاء مثلهم. إنه اختيار طفل بديل الذي لاحظ قيمة الندرة. إنه موقف أيضاً يؤيد التجديد والتفرد في زمن الاختلاط كما هو مقدم في "فرق التجديد" لـ"إم سانج ـ جو" و"فرق التفرد". كان قراراهم لاستيراد مسرح خارجي، ومحاكاته، وتقديم أب بديل جديد، واتباع أنفسهم ليكونوا راضين خلف الأب البديل. إنهم يبحثون عن شيء يعتمدون عليه ليتهربوا من التجربة الخاصة بناءً على الوعي بأنهم أطفال بدلاء. إنهم المسارح لتقديم المسارح المستعارة من الولايا المتحدة، واليابان، وأوروبا، مكييفين منبراً للتقدم. بناءً على ذلك، الذي يدعون تجريبيين المسرح الكوري الحديث ليسوا بمسرح، ولكن أكثر قريباً الى المحاربة من أجل الأطفال البلداء للمحاولة أن يصبحوا أكثر صدمة وأكثر تجدد.

المسرح الكوري والتجريب المسرحي:

تجريب المسرح الكوري الحديث بدأ من مجموعة المسرح التي تشكل زمرة. المثل الجيد هو (سيلهيوم جويكجانج)، من مجموعة مسرح الجامعة في 1960. يو ديوك ـ هيونج، جويكدان جايو، جويكدان دونجنانج تم تقيمهم على أنهم الأكثر حدية على المسرح. نظام الزمرة لا بد أن يكون العمل لعمل كتاب (مدرسي). هذا النظام يعني تشكيل مدرسة بصدمة واتجاه جديدة. ومن أجل ذلك يريدون عمل كتاب مدرسي لهم متين وعلى مستوى. إذا المسرح الكوري الحديث هو مسرح مثل الكتاب من نظام زمرة، هل لا يجب التجريب نكرانه؟ أو يجب عليه إتباع هذا التجريب مع الأخذ في عين الاعتبار بأنه والده؟ زمرة السارح هي قوة المسرح الكوري الحديث ليس التجريب. قسموا المسارح الى السيل الرئيسي وepigone، مصرين عليهم أن يكونوا الأسبق.

ومع ذلك، تجريب المسرح الكوري ليس مقال عارض يقسم السيل الرئيسي وepigone إن ويحاربون السيطرة على القيمة، ولا وسائل إنتاج المدارس، ولكن اختلاف المدارس. تعدد المدارس يجعله عديم القيمة لتفريق السيل الرئيسي من epigone وعلاوة على ذلك، فهو يزيل التفريق. مهرجان المسرح التجريبي لا بد أن يسمح بأن الـepigone هو السيل الرئيسي، الذي ليس هو عقدة النقص، ولكن الفرح بتنوعه. الآن، تجريب المسرح الكوري لم تكن حركة. لم تكن خصومة حدث ورد فعل ولا كلام أجوف وثورة معاصرة الغرب، كما وصفها روبرت هوجز في هذا التعليق "يجب علينا حرق جميع المكتبات بدون مودة". فهي تتخلل وتظل وتذهب فحسب. للتحدث بصراحة، لكمة تجريب قدرت مطلق التقدير. قوة كلمة، تجريب كانت قوية بما يكفي لتجعل الناقض يفقد عصبيته. ومع ذلك يجب أن ننكرها بأنها لم تكن تجربة لكن حركة تجدد. ناقشت ذلك عدة مرات من قبل. المسرح الحديث، المسرح (سخيف/مضحك)، والمسرح ما بعد المعاصرة اتبعوا نفس الطريق.

يجب أن يبدأ المسرح التجريبي الكوري بالهروب من وجهة النظر العليا. وبمعنى آخر، تدمير ذاتي لكل وجهات النظر هذه. لم يعد التجريب المسرحي همجياً. إن التجريب، أو ما يسمى هكذا، قديم وضعيف. كم من الأعمال التي تدهورت في الألم والظلم تحت catchphrase التجريب؟ وبالأخص، قد شعر مسرح التقليد بالذنب عندما تعلق الأمر بالتجريب المسرحي والتجريب المسرحي شديد الغرور للتحكم بنفسه. الآن، فإنه أصبح من المستحيل وجود الرجوع في مجال التجرزيب. ما الذي من الممكن أن يكمن بعد التجريب بدون التجريب السابق؟ إن التجريب الآن يعتبر كبري التقييم بمفرده متكئاً على عصى بيده. إنه يطوف بأرجاء الكبرى بدون أية إعاقة. إنه يمر بالكبرى ناظراً الى الأعلى، والأسفل، والأمام، والخلف. إنه يعيد النظر في التجريب السابق والمضاد للتجريب اللذان التقاهم في أحد المرات على هذا الكبري. أما الآن، فعلى الرغم من أنه حر ومبتهج، فهو يشعر بأنه غريب.

إذا كان التجريب هو انكار للتقليد والتيار الرئيسي، فإنه ليس ملائماً لتاريخ المسرح الكوري. لقد أسقطنا التيار الرئيسي من المسرح الكوري، والـepigone مضاد للتيار الرئيسي. إذا لم يكن المسرح التجريبي شيء حالي أساسي، أو epigone، هل نستطيع أن نفترض أن كل المسارح الكورية الحديثة سلسلة للتجريب ذاته؟ ثم، هل يجب على تجريب المسرح الكوري الحديث أن يوضح المسرح التجريبي الأكبر والأكثر قوة؟ وإذا كان المسرح التجريبي مستمر، أليس علينا تقبل المسرحية والمسرح الغربي بدون عقدة نقص؟ ماذا عن المسرح الكوري الحديث؟ هل هناك أي اختلاف في المسرح الكوري في عام 2006؟ لا يوجد دليل على ذلك حتى الآن. أم أنه لمجرد أنني لا أعرف عنه شيء؟ إذا كان يوجد مثل هذه التلميحات، من أين جاءت والى أين تذهب؟ إذا كان لا يوجد أي منها الآن، هل كانت هنا وقد ذهبت بالفعل؟ هل هو المثل أن المسرح "منظراً Godot" حيث إنه متوقع شيئاً أن يفشل لأتي؟ من يريد ا لتغير المسرحي؟ أي نع من أنواع التغيير للمسرح يريده المنتجون؟ هل سيكون مثل نوع ا لتغيير الذي يتوقعه المشاهدون؟ هل التغيير في المسرح الكوري ضروري بالفعل؟ هل يأتي التغيير من المسرح ذاته علاوة على كل شيء؟ هل هو أن المشاهدون لا يستطيعون الوقوف، ولكن المسرح لا يستطيع أن يقف ويفصل نفسه؟

يظهر التجريب المسرحي نفسه في هذه اللحظة. ولذلك، يحتاج التجريب المسرحي للحوار مع المسرح ذاته قبل المشاهدين. أشعر بالمسرح أولاً قبل أن يتغير المشاهدون. إن التجريب المسرحي يعذب المسرح بذاته. إنه نوع من عمليات ا لتجميل لكسر وإعادة إحياء المسرح. إن معمل التجريب المسرحي مكان لتعذيب المسرح. إنه يهدف الى بدء علاقة جديدة مع المشاهدين عن طريق بناء المسرح أولاً. عندها، يستطيع المشاهدون الذهاب الى المسرح. لا بد وأن المسرح الكوري كان لديه السببية والمعنى من قبل. وبرغم ذلك، فإن هذه السببية والمعنى يتحطم ا لى أجزاء. لم يعد المشاهدون يؤمنون بأنهم يمكن أن يحصلوا على شيء جيد من المسرح أو المسرحية. إن المسرح المؤقت الآن في حالة فراغ. دعونا نعذب المسرح لنسمح للمسرح الجديد بالنمو الذي يؤدي الى إعادة تجميع المشاهدين مرة أخرى. من الممكن أن يكون هذا هو شعار التجريب المسرحي.

التجريب: اللمس والرؤية بطريقة مختلفة:

مشاهدين المسرح لا بد أن يذهبوا الى المسرح. مثل هذا، معمل المسرح لا بد أن يكون مكان للمشاهدين ليشاهدوا المسرحية بدون تردد. المسرح ليس مكان محدد بعد حيث المشاهدين يتلاقون مسرحيات مختلفة وغير مقرر. التجريب المسرحي لا بد أن يدفع الى فضاء غير محدد في المسرح ويجب أن تهييء علاقة جديدة مع المشاهدين. أما المسرح التجريبي يجب أن يحرر الممثلين والمخرجين أو المخرجين أو الممثلين يحرروا المسرح أو المسرح التجريبي.

معمل المسرح لا بد أن يكون للمشاهدين ليلمسوا المسرح. اللمس يخلق فضاء مسرحي جديد على المسرح. اللمس يمكن أن يتغلب على حكم التخبة وروحانية ما يسمى بالمسرح التجريبي. فهو طبيعي أننا نريد أن نلمس وبعد ذلك نبيع في محلات السوق التجاري وفي الأسواق. للمس أشياء ملموسة هي طبيعتنا. ومع ذلك فنحن لا نستطيع لمس اللوحات في المعرض ولا لمس المسرح، الذي هي مغالطة كبيرة. فنحن مجبرون على مشاهدة على مشاهدتهم من على بعد. (فالمسرح تعليمي للغاية مثل هذا). ولكن المسرح التجريبي ليس تعليمي. مسرح التجريب يحتاج الى تعديل وتغير ومغامرة على المسرح وممثلين وتكنولوجيا المسرح ومخرجين والنص. المسرح التجريبي يمكن أن يغير نوع أي مكان في المسرح.

في تاريخ المسرح الغربي الحديث، دادايست كسر (التقليد/الأعراف) القديمة وأعاد تقاليد جديدة. مميزات التجريبات في المسرح الغربي هم: تعذيب أجساد الممثلين، إعداد علاقة جديدة بين المسرح والمشاهدين، وعمل معاني مختلفة تتم خلال المسرحية، أخذ نص غير متقن ومصلح ولكن غير منجز وHOLE - BEARING وفك الحدود الفاصلة بتغير جوهر المسرح، ومزج كل مختلف الثقافات وhierarchies بعد كسرهم أولاً. بالرغم من أن المسرح الكوري التجريبي لم يخوض هذا التاريخ أو الموقف، فهو قبل، (تقدير تزامني)، مقلد ومنافس في نفس الطريقة مثل المسرح الغربي. يجب أن نعكس هذا الآن. علينا أن نكشف ماذا كان التجريب غير الحقيقي وارسالهم الى اماكنهم الطبيعية/الأصلية.

في تاريخ المسرح الكوري، اختيار الأدوار والألحان ومسرحياتها أصبحت كثيرة الانتفاء وكلام صريح ومضون الموقف واختيار الكتّاب كانوا في قمة الارستقراطية. النتيجة كانت أن شأن مادة المسرح لا بد أن تلصق في تراث الماضي فق. (وعي/يقظة) مجموعة المسارح كان محصور للغاية، وكان معتمد فقط على المشاهدين المحصورين. الآن تغير مجتمعنا، وأسواق مسارحنا لا بد أن تعكس وتتغير أيضاً. هذا يعني أن المسرحية يجب أن تتمتع بتنوع أوسع في المشاهدين، وليس ع الكتب المحصورة أو نص المادة. لنسميها أمر جديد للمسرح وأمر جديد للمسرحية. أمر جديد للمسرح وأمر جديد للمسرحية كانوا لا بد أن يهيئوا سابقاً، ومع ذلك الآن فهو الوقت لقبول هذا التحدي الجديد.

التجريب المسرحي هو العمل الذي يظهر experiments لا يصدموا عندما أمر المسرح ينهار ساقطا، وينتشر في مختلف الأماكن. لا أحاول التفريق بين الدم الملوث ودمي، ولكن التحرك ببطء والاستمرارية في اسلوب ممتع. التغلب على الشدة من انقطاع المسرح التقليدي والمسرح الحديث في تاريخ المسرح الكوري، يجب أن يبدأ بسماح الوضع الحالي امامنا اولا؟ فبدأت بحثي من منطلق هذه النقطة. أنظر للخلف خطوة تلو الأخرى لتاريخ الانقطاع برمي مركب الاستعلاء وعقدة النقص. سأذهب أبعد عن المسرح في تاريخ المسرح الكوري الحديث، الذي يجب إعادة كتابته من الآن فصاعداً، في عام 2006.

دعونا نعود لموضوع المسرح التجريبي الكوري. من أين جاءت الصدمة والتجديد؟ هل هي تكرار للصدمة والتجديد من اسلافهم؟ إن التجديد المسرحي يمثل سرادق محاكاة في تاريخ المسرح الكوري الحديث. انه نوع من epigone حيث أن حياة المسرح الكوري باقية من خلال الـepigone. إن اعتماد المنشئين المزيفين على منشئي آخر مزيف والاخير يعتمد على السابق بما أن المنشئ الحقيقي قد مات أو أنه لم يتواجد من الاصل. وقد تم تعزيز هذه المحاكاة بناء على المبرر الذي يقول أن المحاكاة تتنافس مع بعضها البعض. إن دليلها هو أن الصدمة والتجدد هما الصورة الأولى في المسرح التجريبي الكوري. ولهذا، فان المسارح تحاول أن تكون صادمة ومتجددة، ومختلفة أكثر من المسارح الأولى. انه تكرار المسارح كما كان ارطو يقلق. وبمعنى آخر انه ظهور "ازدواجية المسرح" وليس المسرح ذاته. إن المسرح وازدواجيته هما الاختلاف بين الهوية والآخرية. بمعنى انه مسرح النفس الاخرى مثل "ميفيستوفليس" في مسرحية "فوستس". لقد حاول الرطو أن ينقش ذكرياته المؤلمة في جسده محاولاً أن يتجنب مسرح الآخرية كتصنيف بين العالم والعالم المقدم، أو الممثل والشخص المقدم، وان يوقف تكرار الـ epifone في المسرح. انه مسرح قاسي حيث نفس الشخص فقط هي التي تمثل. ومن ناحية اخرى كان الانتحار هو النهاية. عندما يضخم حق الجسد في التحدث، فان الجسد يقفز ليقوم بقرار صارم لانه عانى كثيراً من آلام ذهنية من قبل. إن الطريقة المثلى لتضخيم حق الجسد، الذي لا بد وأنه مات، هي عن طريق الامساك وتوقيف الجسد المتحرك وتجنب منتجات الآخرية، تماما مثل اعادة الجسد بالطريقة الاكثر قسوة دون اية اخطاء. في العالم حيث يصر المنشؤون الحقيقيون الا يقوم بأية اخطاء على الاطلاق.

على الرغم من أن الآخرية الخاصة بالمسرح تبدو مختلفة، فإنها تكرار للمعروف. إن الـ epigone لا يموت مثل ارطو في المسرح الغربي. الأحرى انه تاريخ المسرح الكوري عبارة عن رحلة شاقة حيث أن الاحياء لا يموتوا ويجب أن يستمروا في التقدم. اذا كان الما للذين يجب أن يكونوا أحياء أن يموتوا، إذاً فإنه الما اكبر للذين يجب أن يكونوا امواتاً أن الا يكون لديهم القدرة على الموت. انه الم تاريخ المسرح الكوري الذي يجب أن يسمح لحجم انتاج المنشؤون حيث انه لا يوجد ما يمكن أن يوقف أو اعادته. هذا هو الاختلاف في التجريب بين المسرح الغربي والمسرح الكوري. في كلمة أخرى، لمناقشة المسرح التجريبي يجب أن نأخذ مسرح الـepiofone كمثال. أي انه مسرح التهجين ومسرح الجمع.

ان التجريب المسرحي طريق دائرياً ويواكب صعوبة رحلة طويلة الى الوطن. إن العديد من المخرجين والمنتجين المسمين تجريبيين في المسرح الكوري قد توقفوا عن العمل واختفوا بالفعل. لذلك فانه تحديد لا تجريب، انه ضجة الماضي التي تخفي النفس في النهاية. لقد تداخلت ضجة الماضي مع خطأ السلطة. إن التجريب في الماضي كان صوتيا فقط ولم يكن مرئيا ابدا. وهذا لا يعني انه لا يوجد طريقة لانقاذهم. كل ما يجب عليك فعله هو أن تتخلص من كلمة "تجريب" منهم سيكون كل شيء صوابا اذا تقبلنا الصدمة والتجدد منهم كمسرح epigone وليس كمسرح تجريب. دعونا نجعلهم يشعرون بالراحة وان نسألهم تجديداً آخر. هل يحتاجهم المسرح الكوري الان حقيقة؟ عندما يخطو التجريب المسرحي الى الامام فان التجريب يثبته ببطء دون أي صوته أو تجديد.

شي وون آن كوريا
قدمت هذه الورقة في الندوة الفكرية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي. 

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption