أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 27 نوفمبر 2014

صدور كتاب "الدراماتورجيا الجديدة"

مدونة مجلة الفنون المسرحية




صدر عن المركز الدولي لدراسات الفرجة كتاب جماعي بعنوان الدراماتورجيا الجديدة الأشكال الخاصة بطلائع الألفية الثلاثة  تحت إشراف الدكتور خالد أمين وسعيد كريمي . وقد  بنشرت بحوث عن الدراماتورجيا بعنوان :"تطور مفهوم الدراماتورجيا ووظائفها في المسرح الأوروبي ".

إلى جانب أبحاث باتريس بافيس ،كريستل فايلر، حسن المنيعي، سعيد كريمي، مصطفى رمضاني، عبد المجيد شكير. . وأساتذة آخرين

صدور كتاب “المسرح في الإمارات ـ أصداء الواقع.. أصوات المستقبل”

مدونة مجلة الفنون المسرحية


صدر عن الهيئة العربية للمسرح كتاب (المسرح في الإمارات ـ أصداء الواقع.. أصوات المستقبل) و الذي يحتوي بين دفتيه أبحاثا قدمت في الندوة التي كانت ضمن برنامج المؤتمر الفكري لمهرجان المسرح العربي في دورته السادسة و التي عقدت في الشارقة يناير- كانون الثاني ٢٠١٤.
الكتاب الذي أشرف على تحريره د. يوسف عايدابي وغنام غنام جاء في مئتين و خمسين صفحة.
أبحاث الندوة شملت التجارب الفنية و الهيكلية في الإمارات، كما شارك في كتابة هذه الأبحاث ثلة من الباحثين و جاءت على النحو التالي :
• النص المسرحي في تجارب الكتابة المسرحية في الإمارات للدكتور عبد الرحمن بن زيدان.
• مسرح الطفل في الإمارات-ـ ملامح البدايات للفنان مرعي الحليان.
• تجربة مسرح الناشئة في الإمارات للفنان محمود أبو العباس.
• مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي للكاتب أحمد الماجد.
• تجربة مسرح الشباب في الإمارات للأستاذ ياسر القرقاوي.
• تجربة التمثيل في الإمارات للفنان يحيى الحاج.
إضافة للكلمة التي افتتح بها الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله المؤتمر والقراءة التركيبية التي قدمها غنام غنام في ختام ذلك المؤتمر. 
و عن هذا الإصدار الجديد و الندوة التي تم عقدها في عدة دول عربية منها المغرب و تونس و الأردن و قطر و السودان ، تحدث اسماعيل عبد الله فقال:
تسعى الهيئة لترسيخ منهجية علمية و عملية للتفاعل مع المسرح العربي، من هنا جاء مشروع ندوات (نقد التجربة ـ همزة وصل ) التي تعمل على القراءة و التحليل و الاستنباط لعدد المبدعين المسرحيين في كل قطر عربي، تخضع تجاربهم للنقد و التقعيد برؤية شمولية ، يتم النظر فيها من ناحية تأثيرها المحلي و العربي و العالمي واكتشاف همزة الوصل بين هذه التجارب و الحراك المسرحي الذي يدور الآن؛ وخلاصة البحث هي “همزة الوصل” لفتح باب القراءات المستقبلية.
تشكل هذه الندوة محطة مهمة للمراجعة العلمية و النقدية في المسرح في الإمارات و قد حرصنا على أن تتناول الهياكل الفنية و الإدارية لكي نحدد المكان الذي نقف فيه استعدادا للمضي قدما ً في مشرع حاديه رجل المسرح و الإبداع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي.
“نقد التجربة – همزة وصل” تهدف أولا إلى وضع الخلاصات بين يدي الأجيال التي تتوارث راية الإبداع، و نقل نقد التجارب من الارتجال إلى البحث الذي يمكث في الأرض.. فينفع الناس.

اختتام الدورة 21 لمهرجان المسرح الأردني

مدونة مجلة الفنون المسرحية
اختتام الدورة 21 لمهرجان المسرح الأردني


اختتمت في العاصمة الأردنية عمان، فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمهرجان المسرح الأردني بمشاركة عربية ومحلية، حيث عرضت خلال المهرجان الذي استمر عشرة أيام مسرحيات:"الحصالة" من الإمارات، "بين بين" من المغرب، "ليلة الإعدام" من الجزائر، "أحلام كرتون" من العراق، "خيل تايهة" من فلسطين، "امرأة لا تريد أن تموت" من الكويت، "زهرة الحكايا" من عُمان، ، بالاضافة الى ستة عروض أردنية هي: "ونحن نسامح" ، و"أعراس آمنة"، و"بيت بلا شرفات"، و"عصابة دليلة والزيبق"، و"حرير آدم"، و"ذات الرداء الأحمر".

وفي تصريح خاص لـ إرم يقول المسرحي غنام غنام إن هذه الدورة تميزت بتنوع العروض و أساليبها. وشاهدنا عروضا جميلة مشغولة بجدية. معتبرا أن العروض قدمت مواهب جديدة في التمثيل. و حققت مجايلة في الممثلين و المؤدين.




وتابع غنام أنه كان يكفي أن يكون المعلم "محمد القباني" على المسرح يتحدى السرطان بلعب دور جميل، لافتا إلى أن عروض فلسطين و الجزائر و العراق كانت جميلة و شكلت رافعة.

وقال إن حضور اﻹمارات بـ مسرحية "الحصالة" كان جيدا. و كان ظهور خزانة ذاكرة مهرجان المسرح اﻷردني بالجزائر الثلاثة علامة فارقة في هذا المهرجان و نموذج تعاون مثمر بين الهيئة العربية للمسرح و وزارة الثقافة و نقابة الفنانين.



وكان الدكتور عبد الواحد ياسر من المغرب قدم باسم الوفود المشاركة في المهرجان؛ حيث أشار إلى أن مهرجان المسرح الأردني تميز بوجود النقاشات والعروض واللقاءات بين المبدعين بروح مختلفة تعكس أجواء الاستقرار التي تتمتع بها المملكة برغم التحديات التي تواجه الاقليم.

وكرم مندوب وزيرة الثقافة الاردنية مأمون التلهوني رؤساء الوفود والفرق المسرحية العربية والمحلية المشاركة، بينما قامت فرقة "مسرح بني ياس" الإماراتيه بتكريم مدير المهرجان المخرج محمد الضمور وقدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة فقرة فنية تراثية.



عمان – ابراهيم العامري
أرم

آل باشينو : نادم على فترة الثمانينات وأحن الى المسرح

مدونة مجلة الفنون المسرحية

 يبلغ آل باشينو 74 عاما، ولكن كلما أقابله أشعر بأنه لا يكبر بل يصغر جيلا، اذ دخل غرفة المقابلة في فندق «الفور سيزينس» في «بيفرلي هيلز» رشيق القامة ومفعما بالحيوية ووجهه يشع بالمرح. يصافحني بحرارة ويسأل بصوته العميق المعروف «هل أنت بخير؟».
ما يميز باشينو عن غيره من الممثلين الكاريزما التي يتحلى بها. أنت تدرك بأنك جالس مع عملاق سينمائي ومسرحي وأكبر نجم عالمي، ولكنه يشعرك بالراحة ويطربك بروح الدعابة التي يبثها. صوته يعلو ويخفض كأمواج بحر هائج عندما يحكي ذكرياته او يجيب على سؤال. ويسبغ كلامه بالفكاهه والضحك، ويذكرك أنه ليس إلا ممثلا يسعى للقمة العيش كغيره من البشر.
رغم جيله المتقدم ما زال باشينو يعمل بلا كلل، مؤكدا ان الجيل ليس عاملا مؤثرا على شغله كممثل اذ ان الشغف والشهية لمهنته لم يتغيرا منذ بداية مسيرته في الستينيات. ولكنه يعترف أنه يمر في مراحل وتجارب تختلف من جيل الى جيل.
في هذا الجيل هو يمر بمرحلة جديدة وهي اختيار أدوار تجد صدى عاطفيا وحسيا عنده. «الآن أقوم بتقدير وتقييم الأمور وقت قراءتها. على القصة أن تكون مختلفة وأصلية. أما في الماضي كنت فقط أنظر الى الدور، ولا أقيّمه أو أفكر فيه. الأهم لي كان أن الدور مكتوب بشكل جيد وكان يلائمني. قريبا سوف أقوم بمسرحية مع دافيد ماميث وهي جديدة لم تنتج من قبل وهذا مثير. أنا ما زلت استمتع بالتحديات». يقول باشينو.
ربما هذا ما يفسر لماذا خفت نجمه في السنوات الاخير واختفى وراء أفلام رديئة المستوى فنيا وتجاريا. فمنذ دوره الرائع الذي أدلاه في فيلم كريستوفر نولان «الارق» (1998) غرق في أفلام مثل «قتل صائب» (2008) ، «ابن لا أحد» (2011). و «جاك وجيل» (2011). وهذا ما حاول أن يتفاداه مؤخرا، واختار مشروعين حس بشخصيتيهما وفهمهما، وهما «مانغلهورن» و«الاذلال». كلا الفيلمين عُرضا مؤخرا في مهرجاني «فينسيا» و»تورنتو».
في «الاذلال»، المقتبس عن وراية فيليب روث ويخرجه باري ليفينسون، يجسد باشينو شخصية ممثل البالغ 67 عاما، سايمون، وهو نجم مسرحي، يعتزل التمثيل عندما شعر أنه فقد موهبته ولا يستطيع أن يقوم بأدواره. ثم يغرق في حب فتاة مثلية تصغره بعدة عقود.
هذا الفيلم هو فرصة لمشاهدة باشينو، رغم أنه يجسد ممثلا آخر، يمارس سحره على المسرح، اذ نراه يتقن حواراته وينخرط في شخصية المسرحية قبل صعوده الى المنصة، ويحاور نفسه من خلال المرآة ويتساءل ان كان مقنعا عاطفيا. وبعد ذلك نشاهده يتفاعل مع الجمهور ويهوسهم ببراعته. طبعا نحن نعرف أن باشينو شغف بالمسرح، وخاصة الشكسبيري، منذ بداية مسيرته المهنية قبل أن يدخل عالم السينما، وفاز بجوائز طوني القيمة عدة مرات عن أداءات في مسرحيات كثيرة.
ما يميز المسرح عن الفيلم، حسب باشينو، هو الترابط الذي يحصل بين الجمهور والفنان، وكأن الجمهور كان شخصية اخرى في المسرحية وعلى الممثل ان يتفاعل معها. «أنت تحكي لهم قصة وهم يردون الفعل. في حالة صعودك على المسرح، تبدأ بفهم علاقتك مع المسرحية حسب رد فعل الجمهور. أنت تكد في التدريب وفجأة تقف أمام الجمهور وتسمع الضحكة الاولى وتقول لم أدرك أن هذا كان مضحكا. وهنا تدرك أنهم يوعونك بأمور كثيرة لم تفكر بها بنفسك. فهناك تبلور علاقة شخصية بيني وبين الجمهور وكأنهم كانوا الشخصية الرابعة في القصة. أنا أعطيهم الشخصية وهم يردون علي، ولكن علي أن اذوب في تجسيد الشخصية وأبث أحاسيسها اذا أردت أن يتفاعل معي الجمهور».
بعكس التمثيل في الأفلام، حيث يدلي الممثل حواره عدة مرات حتى يتقنه، المسرح لا يمنح هذه الإمكانية، فهناك فرصة وحيدة لاداء الحوار أمام الجمهور ولا يوجد مجال للخطأ او تصحيحه، وهذا ما يرعب باشينو، الممثل المخضرم حتى هذا اليوم وكثيرا ما يعاني من كوابيس. «انت تصعد على عتبة المسرح والكل يتوقع منك أن تعرف حواراتك غيبا، ولكن أحيانا تنسى وتتلخبط،» يضحك باشينو. ويمضي بحديثه عن تجربة مر بها، حيث قرأ حوارات من مسرحية شكسبيرية تختلف عن المسرحية الشكسبيرية التي كان يقوم بها. «بعد أن قرأت عدة حوارات، أدركت أنني كنت أحاور هاملت، ولكن أنا كنت في مسرحية «جوليوس سيزر». فما حدث هو أنني نسيت حواراتي وشرعت بقراءت حوارات اخرى دون وعي. صدقني هذا مرعب جدا، لا تحاول أن تجرب ذلك.» يقول ضاحكا.
وهذا ما يحدث لسايمون في «الاذلال». عندما يصعد الى المنصة في بداية الفيلم، ينهار ويقع على وجهه أمام الجمهور، فاقدا وعيه. هذه التجربة تدفعه الى ترك التمثيل والاعتزال في بيته، مقتنعا انه فقد موهبته. «أظن انه فقد رغبته بالتمثيل بسبب جيله وخصوصا بسبب فقدان حواراته. هذا محطم نفسيا. العمل في المسرح مرهق جدا، فعليك كممثل مسرحي أن تؤدي ادوارا صعبة وعليك أن تمضي بها حتى النهاية. وليس هناك مجال لإعادة وتحسين الحوار في لقطة أخرى كما نفعل في الافلام».
رغم الترابط الذي يشعره باشينو مع قصة «الإذلال» إلا أنه لا يوافق مع افتراضها الأساسي، إذ انه لا يأمن أن الممثل يتوقف عن العمل لانه فقد شهيته. «وظيفة الممثل هي أن يقوم بالاكشن، تماما مثل المصارع. في حالة ما دخل حلبة الصراع لا يمكنه أن يغير رأيه. عليه أن يواجه خصمه». يقول باشينو.
المشكلة هي أن كاتب الرواية، روث، طرح هذا الموضوع من منظور كاتب وليس ممثل. اذ أن الكتاب كثيرا ما يعانون من محنة «حاجز الكاتب»، التي يبتلى بها الكاتب عندما يجف نهر أفكاره وأبداعه ويصبح كسيارة معطلة لا يمكنها السير. «روث ليس بممثل ويفكر مثل كاتب. فلهذا حاولنا أن نجد سببا لسايمون ليترك التمثيل من خلال الإرهاق». يعلق باشينو، الذي يؤكد أن شهيته وشغفه لعمله لم تتركه وسيستمر بالتمثيل حتى النهاية.
الطريف هو أن باشينو يصر على ان أسوَد فترة في حياته كانت بداية السبعينيات عندما انفجرت مسيرته المهنية وتحول من ممثل مسرحي الى نجم سينما عالمي بفضل أداء دور زعيم المافيا مايكل كورليوني في فيلم «العراب» عام 1972. الشهرة هطلت بشكل مفاجئ وبكثافة مذهلة على الممثل النيويوركي الذي ترعرع في عائلة فقيرة وربّاه جده بعد أن تركه ابوه عندما كان في الثانية من عمره. فشهرته وثراه سنحا له الفرصة ليعوّض عن ما حُرم منه في جيله الصغير، فأسرف المال بشكل عشوائي واستسلم لإغراءات الحياة وانغمس في ملذاتها.
ولكن أهم انجاز حققه هذا الممثل الاسطوري ليس بطولاته في أفلام مهمة بل أطفاله الثلاثة: جولي ماري (25 عاما) والتوأميين انطون جيمس واوليفيا روس (13 عاما)، وهذا ما يجعله يشعر بالفعل أنه محظوظ في حياته. «إنهم يساعدونك على التقدم الى الامام في الحياة وينعشونك عندما تشعر بالاحباط، وطبعا يساعدونك في نسيان السبعينيات»، يضحك باشينو.
من حسام عاصي
القدس العربي


سوسن دروزة: الحياة بتصرّف

مدونة مجلة الفنون المسرحية
سوسن دروزة: الحياة بتصرّف
يقف مسرح المخرجة الأردنية سوسن دروزة (1962) على أرضية الظواهر اليومية، يتأمل في تصرّف الناس بالحياة، فالواقع هو الكتاب الذي تقرأ منه، وهو الورشة التي تجمع فيها ملاحظاتها، وتسجّلها لتصنع منها عملاً جديداً.

من هذا الباب يمكن تلقي وفهم مسرحيتها الجديدة، "ونحن نسامح"، التي يختتم بها مهرجان المسرح الأردني عروض دورته الحادية والعشرين اليوم.
تطرح دروزة في المسرحية، وهي من صياغة وتمثيل أحمد العمري والحاكم مسعود، مجموعة من أسئلة الراهن العربي: "محاولة لتفكيك فكرة التطرف، والعنصرية، وخطاب الكراهية، وغيرها من المفردات التي باتت تهدّد بنية المجتمع العربي"، تقول دروزة لـ "العربي الجديد". وتعتبر أن المسرحية "قراءة للحراك الاجتماعي، والظواهر الأكثر حضوراً في الوجدان الجمعي، يصار إلى صهرها في نص جديد، وبعد عصفٍ ذهني في ما يشبه ورشة مفتوحة، يتولد عمل جديد".
من خلال قصة واقعية لشخصية تتعرض لحادثة مؤلمة، بسبب اختلافها، تدفعها إلى الانتقام "تسعى المسرحية إلى الاقتراب من فكرة "مسرح العنف" بدايةً، وتفكيكه تالياً"، بتعبير دروزة.
"
في واقع سوريالي ينزف دماً، أن نسامح؟ هل يعني ذلك شيئاً؟
"
اقتُبست "ونحن نسامح" من نص للكاتب الأسترالي توم هولواي، الذي وقع عليه اختيار المخرجة لأنه "يشتبك مع ما يمرّ به المجتمع العربي في الراهن، من حيث الشروخ الاجتماعية وفكرتي الانتقام والتطرف".
وتشير دروزة إلى أنها قامت تالياً "بتضمين المسرحية قصصاً واقعية من حياة الممثلين". وتصف العمل بأنّه "رجل واحد/ شخصيتان. مذبح وطقوس انتقام، في واقع سوريالي ينزف دماً. محاولات لرتق منظومة أخلاقية تنشطر.. وتأرجح في عالم من شظايا.. أن نسامح؟ هل يعني ذلك شيئاً؟".
يفصل دروزة عن عملها الأول ربع قرن تقريباً، إذ كانت أول مسرحية لها كمخرجة، بالتشارك مع هاني صنوبر، "مدينة بلا قلب" عام 1986. قدّمت بعدها مجموعة من الأعمال المسرحية، مثل "لا على الترتيب أو الخبز اليومي" و"ذاكرة صناديق ثلاثة" و"تراب وأرجوان"، إضافة إلى رصيد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية. أكثر من عقدين مع المسرح، تقلّب أبو الفنون خلالها بين أحداث وتغيرات كثيرة، لعلّ أبرزها دخول وسائل بصرية جديدة، أو ما يعرف بالميديا (فيديو وصور فوتوغرافية)، التي كانت المخرجة نفسها استخدمتها في "مصابة بالوضوح"، واحدة من مسرحياتها السابقة (2004).
عن هذه التجربة، تؤكد دروزة على ضرورة وجود شروط فنية لذلك الاستخدام: "أصبحت الميديا في المسرح الجديد مجرد موضة، على اعتبار أنها تعكس نوعاً من الحداثة".
وتضيف صاحبة "أضواء أريحا" أن هناك "استسهالاً في استخدام هذه الوسائل، من دون أن يكون لها علاقة فعلية بفكرة وروح المسرحية، غير أن للمسرح، قبل الميديا وبعدها، سحره الخاص".
وفي بحثها عن تفعيل أثر هذا السحر، أسست دروزة "المعمل 612 للأفكار"، متطلعةً إلى "عمل منظم ومحترف، ذي ديمومة، ويستطيع مخاطبة قاعدة عريضة من الجمهور". يتوجه "المعمل"، وفق دروزة، نحو المشاريع الجماعية ذات الطبيعة الملحّة فنياً واجتماعياً وسياسياً، ويستقطب مسرحيين من المنطقة العربية والعالم، لتطوير نواة مشاريع، بهدف الإسهام في رسم صورة جديدة إيجابية عن الإنسان العربي وعقله".
في السياق ذاته، نظّمت مخرجة مسرحية "الحادثة" - التي تناولت فيها أحداث الربيع العربي (2011) - "مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان" قبل خمسة أعوام بالتعاون مع فنانين آخرين. وبحسب دروزة، فإنه "المهرجان السينمائي الدولي الأول لأفلام حقوق الإنسان، الذي نتطلع من خلاله إلى إحداث التغيير الاجتماعي والسياسي عبر إلقاء الضوء على انتهاكات الحقوق، وعلى نضال الإنسان من أجل كرامته".

الاخبار اليوم 

الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

ملاحظات حول المونودراما التعاقبية

مدونة مجلة الفنون المسرحية




نشر الفنان المسرحي فاروق صبري تنظيرا عن مشروعه الذي اختار له اسم (المونو دراما التعاقبية) وهو يراه مشروعا جديدا و "ابتكاريا وغيرمسبوق عمليا" ويطالب بان يمنحه المختصون حق الامتياز!  مشروع الفنان فاروق صبري قائم على ثلاث نقاط يرى أنها الطرق التي يفترض اعتمادها لتقديم " مونودراماه التعاقبية ."
الطريقة الاولى : " يروي لنا الممثل ( الأول ) حكاية العرض فإن فرغ من عرضها يبدأ الممثل ( الثاني ) بسرد نفس الحكاية ولكن من وجهة نظر مختلفة ، وربما متعارضة عن الممثل (الاول)".
ملاحظتي: انا وضعت القوسين للممثل الأول والثاني وهما فقط خارج الاقتباس من المقال المنشور في جريدة المدى.
بداية دعونا نثبت التعريف المعتمد عالميا للمونودراما وكل ما تذكره المصادر بهذا الشأن لا يخرج عن ان المونودراما هي " مسرحية او قطعة درامية كتبت لممثل ، مؤد ، مغني ، شخص واحد."
• ملاحظتي : ما ذكره الفنان فاروق صبري بخصوص رواية الحادثة الواحدة من وجهتي نظر مختلفة ... اعتقد هذا يندرج ضمن مفهوم او اصطلاح Vantage Point وبالمناسبة استغل المخرج الأميركي "بيت ترافز" هذا الاصطلاح كعنوان لفلم كتبه "باري ليفي" والفلم مبني أساسا على رواية حادثة ارهابية من وجهة نظر ثماني شخصيات شاركت وكانت شاهدا على الحادثة ،فلم ظريف ! حيث قدم الحادثة من خلال وجهة نظر ثمانية شخصيات شاركت وشاهدت الحادثة. وهنا بودي ان اؤكد ان هذا لا يعني مطلقا ان صبري اخذ الفكرة من الفلم لاني اعتقد جازما انه لم يشاهد هذا الفلم المنتج عام الفين وثمانية ولكني انطلق من الاصطلاح ذاته الذي استخدمه الفلم كعنوان وهو يتماشى تماما مع الطريقة الاولى التي يقترحها الفنان فاروق صبري والتي أرى انها لا تخرج عن اطار المعالجة الأسلوبية " الاخراجية " لفكرة الانا والاخر وهي أساس لكل نص مونودرامي واعتقد بان اغلب المعالجات الاسلوبية لا ترقى الى مستوى النظرية خصوصا وان صاحب المشروع يحصر نفسه في مفهوم الثنائيات فيما يمكن ان تصبح هذه الثنائيات ثلاثيات ورباعيات وخماسيات حسبما يقتضيه النص المونو درامي والجميع يعرف ان الكثير من هذه النصوص خصوصا العربية منها تتشاطر في التشظي من اجل إرضاء رغبة الممثل في التشخيص وتنويعاته فتراه يمثل في العرض الواحد شخصيات قد تتجاوز احيانا عدد أصابع اليد . ايضا اجزم ان هذه المعالجة التي تقترح ان يؤدي اكثر من ممثل هذا الشخصيات وكل يروي وجهة نظره تتقاطع تماما مع التعريف المعتمد للمونودراما والذي ثبتناه أعلاه وهو تعريف يفترض الواحدية في النص والعرض شئنا ام أبينا.
الطريقة الثانية : " ممثل واحد يروي حكايته والحكاية تفرش أمامنا أحداثا وشخصيات وما ان ينتهي او على وشك الانتهاء من روايته ، يحدث عبر تغيير بعض تفصيلات الخشبة : الإنارة والأزياء والإكسسوار و..و..و.. يظهر الممثل نفسه بملامح مختلفة بشخص او شخصية رئيسية ثانية من الحكاية ليرويها ولكن لبعض مفاصلها التي تبدو مختلفة و ربما متعارضة عن الحكاية الشخصية الاولى".
• ملاحظتي : اجد بان هذا الاقتراح ايضا لم يغادر حدود المعالجة الاخراجية لاي نص مونو درامي مع امكانية ان تروى ايضا هذه الحكاية بأكثر من وجهتي نظر ليصبح التنويع اكثر حيوية مع تثبيت ان هذه الطريقة لم تخرج من مفهوم المونو دراما المتعارف عليه وبالتالي لا يصح بان يكون نظرية او اختراعا ينبغي ان يحصل صاحبه على براءة اختراع او امتياز من نوع ما ولكنه قد يسجل للفنان فاروق صبري كمعالجة اذا ما اعتمده في احد عروضه وتبقى هذه القضية مرهونة ايضا بالنقاد والمختصين الذي سيحضرون العرض.
الطريقة الثالثة: " حكاية ما يرويها ممثل وما أن يصل نصفها نفاجأ بممثل أخر مختلف شكلا واداءً في الجسم يكمل الحكاية والنفس وفي بعض سياقات البنية المضمونة والجمالية للحكاية ".
• ملاحظتي: ان يؤدي الحكاية ممثلان ليقتسما روايتها او لعبها هذا ايضا اقتراح يضرب مفهوم المونو دراما في الصميم اذ اننا سنخرج منها الى فضاء عرض مسرحي اخر بممثلين اثنين ومتى ما تعدد الممثلون في العرض خرج من كونه مونو دراما حتما مع اني ارى ان الاختلاف في الشكل والأداء المقترح في الطريقة الثالثة سيكون افضل لو جرى على يد ممثل واحد يمتلك القدرة الجسدية والصوتية على تشخيص هذا الاختلاف في الرواية بل ان المونودراما نفسها هي الاقتراح الأفضل والنمط الأكثر فرصا لمنح الممثل مساحة كبيرة في التنويع الادائي واي استعانة بممثل اخر سيحجّم هذا التنويع او سينتقل به من فضاء المونودراما الى فضاء العرض المسرحي المتعارف عليه.
هذه الملاحظات أراها تنطبق ايضا على مشروع الفنان المسرحي ميثم السعدي الذي يتبنى مشروع اسماه "المونودراما المزدوجة " وقد استمعت عبر موقع يوتيوب لما تحدث به السعدي بخصوص مشروعه ولم اره يبتعد كثيرا "على ضعف حججه التنظيرية " عن الطريقة الاولى او الثالثة التي يقترحها الفنان فاروق صبري وبالتالي فان ملاحظاتي بشأنهما تنطبق على مشروعه الذي ايضا شاهدت تطبيقا له وكان عبارة عن عرضين مونودراميين عاديين تقليديين ولكن قدمها منفصلين على خشبة واحدة وبممثلين كل منهما قدم مقطوعته على جانبي المسرح ثم عمد الى الانتقال بينهما لينتهي العرض بتداخل المقطوعتين زمانا ومكانا لتنتهي المونودراما المزودوجة المقترحة الى عرض مسرحي بممثلين ولا ادري لم الإصرار على تسميته بالمونودراما؟ ولو مثلا اقترحت مثلا عرضا بثلاثة او اربعة ممثلين كل يلقي منولوجه في مكان ما على خشبة المسرح وجمعتهم في اطار عرض واحد هل يصح ان اسمي ذلك مونودراما ثلاثية او رباعية او خماسية وأطالب مثلا بحق اختراع نظري في المسرح ؟
بالمناسبة عرض الفنان ميثم السعدي شاهدت شبيها له في اميركا ايضا قبل عشر سنوات تقريبا للأسف الشديد لا اذكر اسمه مع الفارق الكبير طبعا في التقنيات الاخراجية وفي ذلك العرض ايضا قدمت الممثلة مقطوعتها لتؤدي دور زوجة مدمنة في جانب المسرح الأيسر فيما يؤدي الزوج او العشيق دوره في جانب المسرح الأيمن لينتهي العرض ايضا بتداخل عالميهما في النهاية...وهو عرض أثار جدلا في حينه وأتذكر جيدا ان شبكة CNN الأميركية غطت جزء منه والتقت ممثلته ومع هذا لم يتقدم مخرج العرض او أصحابه للقول بانه مونودراما مزدوجة مع انه بتقديري الشخصي افضل تطبيق لها اذا ما تبنينا تفسير الفنان السعدي وآمنا به وبمن نظّر له.
آمل ان تكون هذه الملاحظات البسيطة مدخلا للنقاش والجدل في هم المسرح العراقي الذي يعاني من مشاكل كبيرة إنتاجيا وإخراجيا وأدائيا ولنا فيها حديث طويل اخر.

ناصر النعيمي
المدى

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

الأردن يكرّم الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

مدونة مجلة الفنون المسرحية
    • مامكغ تكرّم إسماعيل عبدالله. من المصدر

    1. مامكغ تكرّم إسماعيل عبدالله. من المصدر
      استقبلت وزيرة الثقافة الأردنية، الدكتورة لانا مامكغ، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله، من الإمارات، بحضور رؤساء الوفود العربية المشاركة في مهرجان المسرح الأردني، من سلطنة عمان والكويت والجزائر والمغرب والعراق، وكذلك الباحثون العرب المشاركون في الندوة الفكرية.
      وأكدت مامكغ أهمية الفعل الثقافي وضرورة إعلاء شأنه في مواجهة موجات الكره والتعصب والظلامية، وفي مواجهة الدمار الذي يحدث في أرجاء عديدة من الوطن العربي، مشيرة إلى أننا نقاوم كل ذلك بسلاحنا القوي، الثقافة، كما رحبت وزيرة الثقافة بالتعاون المثمر الذي يتم مع الهيئة العربية للمسرح، الذي آتى أكله بصدور «خزانة ذاكرة مهرجان المسرح الأردني 1991 إلى 2012» لما تمثله من حفظ لهذا الإرث، وقد كان الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله، قد سلم الوزيرة أول نسخة ورقية من الخزانة ضمن فعاليات افتتاح مهرجان المسرح الأردني، إضافة إلى نسخة إلكترونية منها.
      كما أعربت وزيرة الثقافة الأردنية عن تقديرها للجهود التي تبذلها الشارقة خدمة للمسرح، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وأكدت أهمية هذا المنجز الذي يحمي ذاكرة المهرجان من الاندثار، إذا إن مجلداته الثلاثة قد احتوت 3600 وثيقة مصورة، توفر بنكاً من المعلومات لأي باحث أو دارس. كما تحدث الأمين العام للهيئة عن توجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الهيئة لإنجاز خزانات ذاكرة لكل المسرح العربي، وفي ختام اللقاء سلمت مامكغ درع المهرجان للأمين العام للهيئة العربية للمسرح تقديراً لجهودها في خدمة المسرحين الأردني والعربي.
      الأمارات اليوم 

      المسرح الموريتاني وأزمة التأسيس

      مدونة مجلة الفنون المسرحية
      المسرح الموريتاني وأزمة التأسيس 
      Immagine
      << ما أظننا نغلو في القول إننا اليوم أشد منا في أي يوم آخر حاجة إلي العناية بالمسرح ... ولعلنا كذالك لا نغالي إذ قلنا أن الأدب التمثيلى هو أكثر آدابنا حاجة إلي الرعاية وبذل الجهد والتماس النضج والأصالة والتطلع للنهوض نهضة تكفل لشعبنا العربي
      ما هو أهل له وعلي الأخص في هذا الوقت الذي نخطط فيه لمستقبلنا وندعم فيه لبناء غد آمن مستقر >> (1)
      يمر المجتمع الموريتاني بتحولات إجتماعية  سياسية  ثقافية كبيرة وكغيره من الشعوب عرف الموريتانييون المسرح كغيره من الفنون مع بداية تأسيس الدولة الوطنية . وقد مر بمراحل ومعوقات سنحاول التطرق لها في هذه الإطلالة سنرفع الستار عن تأسيس المسرح في موريتانيا وازمة وجوده في مجتمع يحمل ثقافة شفوية ظل وفيا لها وليست له تقاليد راسخة مع فن التشخيص والفرجة

      بداية التأسيس:

      عرف الموريتانيون قبل الإستقلال نمط واحد من فنون الفرجة وهو الرقص على إيقاع الطبول في المناسبات التي تتطلب الترفيه وهي أيام استثنائية ترتبط بالأعياد الدينية ( العيد الكبير ، الفطر، المولد ) والمناسبات الإجتماعية ...... مع وجود ثقافة موسيقية متأصة وانتشار المديح النبوي الشريف واشتهر مداحون على مر العصور والمداح يشبه في أداءه طريقة الحكواة المعروف في المشرق العربي
      وفي أواخر الخمسينات من القرن العشرين ( 1958م) قبل الإستقلال بعامين ظهرت اول فرقة مسرحية موريتانية ( الكيكوطية) برئاسة الملك همام افال ويمكن اعتباره الأب المؤسس للمسرح الموريتاني ، وكانت فرقة الكيكوطية فرقة ترفيهية تقدم اسكتشات كوميدية لترفيه كبار الموظفين انذاك وكانت بداية لفن التشخيص في البلاد ، وظهر بعد ذالك مجموعة متمسرحين يمكن أن يطلق عليهم جيل الرواد من امثال: محمد ولد ممين ، والكاتب محمد فال ولد عبد الرحمن ومحمد ولد مسعود ،،
      وقد كانت هده البدايات تعتمد أساسا علي تمثيل النص دون مراعاة للحركة وهذا أمر يعزي الي عدم وجود متخصصين حينها مع ان البلاد في فترة السبعينات كانت تعيش طفرة فنية تكللت بإنشاء الفرقة الوطنية للفنون وقد كانت تتركز أنشطتها علي الموسيقي والرقص ، رغم مشاركتها في مهرجانات دولية لم يكن الفن المسرحي من أولوياتها حيث لم تفد الدولة الموريتانية طلابا للخارج لتلقي دورات تكوينية والإستزادة من هذا الفن ،،
      وإذا كان الجيل الأول من المسرحين الموريتانيين قد اعتمد علي تشخيص النصوص دون ترجمتها ميزانسينيا وحركيا ، علي الرغم من أن الحركة المسرحية كانت منتشرة لدي الفرنسيين في البلاد قبل الإستقلال إلا أن جيل الرواد لم يستفد من ذالك بأي حال من الأحوال بل اكتفوا بقراءة نصوص ادرامية وتمثيلها لغويا وحواريا وذالك دون تحويلها الي عروض ركحية أو سنوغرافية(2)
      ويأتي الجيل الثاني من المسرحيين الموريتانيين مع بداية الثمانينيات من القرن العشرين في فترة الحكم العسكري للبلاد وكان العمل المسرحي يخضع للرقابة كغيره من الفنون , ولقد قدم هذا الجيل أعمالا مسرحية تميل إلي الأسس المتعارف عليها فنيا من خلال تشخيص النصوص المسرحية وترجمتها إلي حركات ولوحات فنية فوق الخشبة . و جيل الثمانينيات أو ما اصطلح عليه بالجيل الثاني للمسرح كان بقيادة : محمد الأمين ولد عداه . وقد امتازت فترة هذا الجيل بإعتماد النصوص المسرحية الوطنية لأول مرة وقد كان من أبرز كتاب المسرح في تلك الحقبة الكاتب / محمد فال ولد عبد الرحمن وقد تميزت كذالك بتقديم النص المسرحي علي أسس علمية علي عكس ما كان سائدا في السابق ( حركات محسوبة ، ديكور ، أكسسوار ، إضاءة ، موسيقي....) ومن أبرز الجمعيات والروابط والفرق المسرحية في تلك الفترة جمعيات( غرناطة، المرابطون ، الرسالة ، شنقيط ، وهي إحدي كبريات الجمعيات المسرحية الموريتانية وأكثرها صيتا وعطاءا بالإضافة إلي فرق الخلاص والمسرح الطلائعي والأصالة والأصابع والمرأة ,,.....)
      وفي منتصف الثمانينيات شكلت هذه المجموعة ما عرف بالإتحاد الوطني لمسرح الهواة وقد مثل هذا الإتحاد الحقبة المضيئة في تاريخ المسرح الوطني أنذاك وذالك لكثرة أعماله في داخل البلاد وامتداد عطاءه إلي خارج البلاد بمشاركته في مهرجانات دولية وإقليمية ( كمهرجان قرطاج ، ومهرجان مونستير ، ومهرجان أبي رقراق ومهرجان المسرح لفرنك افوني في أبدجان ومهرجان يوم الطالب الليبي...)                                                                                               لكن هذا الإتحاد عصفت به عوائق وعراقيل عدة أدت إلي أن يسدل الستار علي إبداعاته المسرحية مما أدي إلي تفكيك الإتحاد الوطني لمسرح الهواة رسميا سنة 1988م .
      وأدي هذا التفكك إلي ظهور بعض الفرق المسرحية التي حاولت سد الفراغ الذي تركه غياب الإتحاد الوطني لمسرح الهواة وقد كان أبرز هذه الفرق المجموعة التي نشطت البرنامج التلفزيوني الناجح (ش الوح افش) حيث كان أبرز ممثليه عطاءا أعضاءا في الإتحاد الوطني لمسرح الهواة وقد برعوا في أداء أدوارهم التي كانت نقدا لاذعا للواقع الأجتماعي والسياسي للبلاد بطريقة فكاهية ونذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر عبد الباقي  ولد محمد وعبد الرحمن و لد أحمد سالم (أحمد طوطو) حيث ربط هذا البرنامج الموريتانيين بالتلفزيون الوطني لكن حماسهم وجماهيرية برنامجهم (  ش الوح افش ) جعلتهم يجتازون حاجز الحرية المتاحة من حكام البلاد أنذاك فأدي إلي وقف البرنامج التلفزيوني الشهير .
      عرفت الساحة المسرحية الموريتانية ظهور فرقة المسرح الشعبي في بداية التسعينات من القرن العشرين سنة 1990م
      التي أسسها وأدارها المخرج : أحمد ولد محمد الأمين وهو نفسه مخرج البرنامج التلفزيوني ش الوح افش
      ولقد اعتمدت فرقة المسرح الشعبي في  أداءها علي كوميديا الموقف وقدرة ممثليها علي التقليد والمحاكاة دون التقيد بالضوابط الفنية المتعارف عليها , ومع ذالك كان لظهور فرقة المسرح الشعبي دورا بارزا وهاما في ربط الموريتانيين بالمسرح وبفن التمثيل بصفة عامة حيث سدت فرقة المسرح الشعبي الفراغ , ورغم شعبيتها الطاغية فإن المسرح الموريتاني أنذاك كان يفتقد الإحترافية والقدرة الأكاديمية
      غير أن منتصف التسعينات 1996م من القرن العشرين ستعرف موريتانيا طاقات مسرحية ابداعية واعدة جديدة ستقود المسرح الموريتاني نحو مناحى التأسيس والهوية والتميز والإبداع فظهر ما يسمي بالمسرح الإحترافي وممارسة فن المسرح علي أسس الدراسة والعلم .
      بالإضافة إلي ظهور جمعيات وروابط وأندية شبابية ساهمت في إنعاش خشبة المسرح الوطني ومن أهم هذه الجمعيات التي حملت مشعل الإبداع المسرحي: المخضرمون ،، النجوم ،، التضامن ،، الآفاق ،، الإبداع،، التحدي الثقافي،، رابطة المواهب ،، رابطة تواصل ، التي كان لها السبق والتخصص والتميز في المسرح من بين هذه الجمعيات والروابط والأندية الشبابية ويكفي رابطة تواصل فخرا أنها حافظت وحضنت بيضة المسرح الوطني وكانت النواة لفرقة المسرح الجديد الذي قاده وأطره المخرجان: باب ولد ميني والتقي ولد عبد الحي وتميزت هذه الحقبة بإبداعات الفنان المسرحي المتميز بونه ولد اميده ورفاقه(3)
      مع وجود حركة مسرحية في مقاطعات العاصمة انواكشوط  يأطرها شباب آمنوا برسالة المسرح الخالدة وهنا تجدر الإشارة إلي الفنان المخرج محمد سالم ولد أخليه الذي عرفته عاشقا ومريدا لخشبات أبو الفنون متنقلا بين مقاطعات العاصمة مبشرا بمسرح موريتاني جديد,
      وفي بعض ولايات الوطن وخصوصا في ولاية داخلت انواذيبو حيث تميزت رابطة القدس التي كانت لها صولات وجولات علي خشبة المسرح البلدي بالمدينة ونذكر من رواد المسرح في ولاية داخلت انواذيب الذين أسهموا في إثراء العمل المسرحي هناك علي سبيل المثال لا الحصر : سيد محمد ولد اوداعه ’ يحي ولد الدده ...الخ
      وفي السنوات الأخيرة عرف المسرح الوطني طفرة نوعية مع إنطلاقة المهرجان الوطني للمسرح المدرسي سنة 2011م وكانت الإنطلاقة الحقيقية لإخراج المسرح من أزمة التأسيس التي ظل يتخبط فيها حيث كانت دائما معضلة الإستمرارية والتواصل بين الأجيال تقف حجر عثرة أمام تطويره
      ومنذ انطلاقة هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية المسرحيين الموريتانيين وبدعم من الهيئة العربية للمسرح عرف الفن الرابع في موريتانيا انتشارا منقطع النظير واهتماما من الشباب ومع ذالك فأن هذه التجربة مهددة بالتوقف لإنقطاع الدعم الخارجي عنها وعدم تحمل الوزارة الوصية لدورها في استمراره
      ورغم كل هذه النشاطات المذكورة سلفا ما زال المسرح الموريتاني في طورالتأسيس ويعاني من عدة صعوبات وعراقيل تواجه مسيرته الإبداعية
      عوائق وعراقيل التأسيس:
      يعاني المسرح الموريتاني من عوائق عدة تقف حجر عثرة أمام تقدمه وتأسيسه علي أسس صلبة تضمن له الإستمرارية والتميز ، ويمكن أن نجمل هذه العوائق والعراقيل في :
      العوائق الإدارية: حيث لا توجد مصلحة أو إدارة خاصة في وزارة الثقافة ،غياب فرقة وطنية للمسرح ، غياب الدعم المادي والمعنوي من الوزارة  للأعمال المسرحية ، غياب المهرجانات والتظاهرات الوطنية للمسرح التي ترعاها الجهات الرسمية ، انعدام الكادر الفني الموظف المتفرغ للعمل المسرحي كما أن غياب الفرق المحترفة للعمل المسرحي يعد عائقا إداريا مع إنعدام وجود اتحاد وطني للمسرح يجمع الناشطين في المجال يمكن من خلاله تلقي الدعم المالي والتنسيق مع الوزارة الوصية .
      العوائق الفنية :
      ـ انعدام وقلة وجود المختصين في الوزارة كما أن الأخصائيين في المسرح (الدارسين) يعدون بالأصابع في البلاد وانعدام التكوين الدائم للهواة أو إيفاد المهتمين في بعثات للخارج للتكوين والدراسة العلمية مما سيمكن من انتشار العمل المسرحي مع أن الدولة بإمكانها ذالك بأقل التكاليف
      ـ غياب البني التحتية ، ويتمثل في انعدام وجود أماكن للعرض المسرحي إذ لا تتوفر البلاد علي مسرحي وطني يستجيب للمواصفات الدولية (توفر الصوت ، الإضاءة ، غرف إعداد الممثلين...ألخ ) حيث لا توجد في العاصمة غير دارين للشباب طاقتهم الإستيعابية محدودة (850 دار الشباب القديمة التي تحولت إلي المعهد الوطني لتكوين أطر الشباب والرياضة 400 مقعد في دار الشباب الجديدة التي تحولت إلي معهد للموسيقي )
      عوائق اجتماعية :
      كما أسلفنا يعتبر الفن المسرحي رغم عراقته ومكانته في العالم المتمدن فن وافد علي المجتمع الموريتاني الذي ما زال حديث عهد بالبداوة وبطبيعته لا يتقبل كل جديد بسهولة. حيث يرى معظم العامة أن المسرح فن التهريج والتنكيت وبالتالي يعتبرونه من الأعمال الهزلية الغير مفيدة ولا يليق الإنشغال بها . وهنا يبرز دور وسائل الإعلام في التحسيس والتوعية بأهمية المسرح كفن راق وضروري لتنمية المجتمع
      العوائق المالية:
      غياب الدعم المالي للفرق والجمعيات المهتمة بالمسرح مما ينعكس علي العمل المسرحي الوطني حيث أن الأعمال المسرحية تنجز بأقل القليل من الموارد المالية مع غياب تام لشركات الإنتاج الخصوصية في مجال المسرح مما يجعل المسرح الموريتاني مسرحا فقيرا ماديا والمنشغلون في الميدان يصرفون علي أعمالهم من جيوبهم وهذا ينعكس سلبا علي القيمة الفنية للعمل المسرحي ومع ذالك ما زال للخشبة مريدوها وللمسرح الموريتاني جنوده المجهولون الذين عشقوا المسرح ويرجون أن ينهض من سباته ليحقق طموحات محبيه ويمكننا أن نوجز طموحات المسرحيين الموريتانيين في يلي:
      التطلعات والطموحات:
      علي المستوي الإداري : أن تخصص وزارة الثقافة إدارة عامة لترقية الفنون وإيجاد مصلحة خاصة للمسرح مع ضرورة إنشاء فرقة وطنية للمسرح القومي
      ـ خلق مهرجانات وطنية للمسرح
      ـ دعم المشاركات الخارجية للفرق المسرحية الوطنية في التظاهرات الإقليمية والدولية
      ـ ضرورة دعم واستمرار المهرجان الوطني للمسرح المدرسي
      ـ تكريم رواد المسرح الوطني في التظاهرات الوطنية
      في مجال البنى التحتية:
      ـ بناء مسرح وطني بالواصفات الفنية الدولية
      وفي مجال التكوين المستمر للكوادر المسرحية:
      ضرورة افتتاح كلية للفنون الجميلة في جامعة انواكشوط أو معهد للفنون الجميلة يتوفر علي قسم للمسرح والفنون ادرامية
      ـ الاهتمام بالأنماط المسرحية الأخرى مثل المسرح التجريبي ومسرح الدمي والعرائس وخيال الظل
      وللإشارة فإن نشر الثقافة الفنية عموما والمسرحية خصوصا يتطلب تجهيز وبناء دور للشباب في جميع عواصم الولايات تتوفر علي قاعات للتدريب مع تكوين المنعشين علي ابجديات الإخراج المسرحي. من أجل أن يتجاوز المسرح الموريتاني أزمة التأسيس ويقف علي أرضية صلبة لكي يسهم في توعية الشعب الموريتاني العظيم وتقوية لحمته الوطنية إنطلاقا من مقولة اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا .

      المخرج المسرحي  الموريتاني
      ابراهيم ولد سمير


      هوامش

      (1) محمد زكي العشماوي مسرح بدون تاريخ دار النهضة العربية - بيروت
      (2) المسرح الموريتاني وفضاء الميزاسيني (جميل حمداوي)
      (3) المسرح الموريتاني بين حاء تهوي التميز وباء تطمح للتخصص بونه ولد اميده



      ألان بليسون قرأ "رسائل حب" فتحرّكت حميّة ابن الخامسة والثمانين على "مسرح مونتان" سيتساقى الحبيبان ما منعتهما الحياة من ارتشافه

      مدونة مجلة الفنون المسرحية

      هو المسرح الذي دمغه ألان بليسون منذ قرابة نصف قرن بحسه المرهف للكلمة التي تصنع من الحوار ناساً، نادراً ما نصادفهم في واقعنا اليومي. إبن الخامسة والثمانين لم يتعب، ولم يملّ من البحث عن تلك النوادر التي تضع في تذكرة الدخول إلى مسرحه القيمة الأدبية والمتعة.


      أكثر من ستين عملاً مسرحيا تشهد لسيرة رجل جعل من عشقه للمسرح حالة من العطف بين الممثل والجمهور. فما من مسرحية اقدم عليها، اقتباساً وإخراجاً، إلاّ وكنا نتلهّف إليها، متشوّقين لمسرح فرنكوفوني، هو الوحيد الساهر على ديمومته، يراجع قروناً من المسرح وكتّابه، ويستعير من الدراما والكوميديا الغربية ما تتعطش إليه ثقافتنا الشرقية من ثقافات مما وراء بحرنا المتوسط.
      عمله الأخير "رسائل حب" للدراماتورجي الأميركي أ. ر. غورني، كما نقلتها إلى الفرنسية أليكسيا بيريموني، سيكون تحت أضواء "مسرح مونتان"، مع ممثلين، ليلى نحّاس وميشال موبير، بعد "الباب المقفل" لجان بول سارتر و"فولبوني أو الثعلب" لبن جونسون و"منطق الطير" لفريد الدين العطار و"المريض بالوهم" لموليير و"عشر عبيد زغار" لأغاتا كريستي و"حكاية غشاش" لساشا غيتري و"مهاجر بريسبان" لجورج شحادة و"القبّرة" لجان أنوي، وغيرها من الفرائد المسرحية مع ممثلين لبنانيين احترفوا المسرح من ولعهم به.
      "في بالي دوما أن اقدّم على الخشبة مواضيع حميمة يتقبلّها جمهور المسرح برحابة صدر ومتعة وتلقى النجاح الكبير ذاته الذي شهدته مسرحية "الباب المقفل". "رسائل حب" مسرحية قديمة كتبها الدراماتورجي الأميركي أب. غورني في الثمانينات ولم يشح وهجها حتى اليوم، ستضاء لها الإنارة، في آن واحد، على "مسرح مونتان"، وعلى "مسرح برودواي" في نيويورك، مع هذا الفرق في سعر البطاقة حيث تباع هناك بمئة دولار بينما هنا في بيروت بعشرين دولاراً.
      "رسائل حب سافرت مع الزمن، والعام الماضي شاهدها ذوّاقة المسرح في باريس بأداء الثنائي الباهر أنوك إيميه وجيرار دوبارديو. هذه الرسائل حياة بكاملها بين حبيبين فرّقت بينهما الحياة منذ الصغر وبقيا من حيث وجودهما يتراسلان، دونما اقطاع، ويواصلان قصة حبهما بالكلمات المكتوبة، والعمر ماضٍ لا يجفّ حبره، لتبقى القصة تروى من هنا وهناك بحذافير مشاعر الحب ولوعة الفراق".
      ¶ هل عثرت للخشبة على هذين العصفورين اللذين سيغردان كلمات حب مكتوبة بأجمل كلمات الحب؟
      - ميشال موبار الموجود حاليا في باريس، هو في سن التقاعد، السن المتناسبة مع كاتب الرسائل، أحب المشاركة في هذا العمل وهو في خلوته الباريسية يدرس نصّه ويتآلف مع هذا العاشق الدائم الذي سيكون على مساحة واحدة عند العرض مع ليلى نحاس. النص مغرٍ، أكان بقلم امرأة أم بقلم رجل. فالرسالة تختصر بكلمة: الكتابة فن.
      ¶ كيف تكيّفت مع النص، وهل غيّرت في إخراجه شيئاً؟
      - المؤلّف فرض على كل من يريد اقتباس هذا العمل أن يأتي الإخراج مبسّطاً، حميماً، وأن تكون القراءة غير سردية، بل نابعة من المشاعر. الإضاءة هي عنصر أساسي في إخراج الرسالة من ظرفها وإعطائها المدى الشاعري، المؤثر.
      ¶ كيف تصف هذا النوع من المسرح؟
      - إنه أسلوب أدبي مسرحي فريد من نوعه لأنه قائم على تمارين نطقية أكثر منها جسدية، ما دام الممثلان جالسين في حزمة الضوء يقرأان. الممثل يعبّر بصوته لا بالحركة. الجسدان يفرزان مشاعر جوّانية، قوية من دون حركة. النص جميل ومؤثر.
      ¶ هل ثمة رسالة نستمدها من حب لا يزال حياً على رغم المسافات الزمنية والجغرافية بين الحبيبين؟
      - أحبا أحدهما الآخر منذ الصغر والحب كبر معهما إلى أن فرّقت الحياة بينهما ولم تقتل الحب الذي عاكسته ظروف قسرية. واظبا على إشعاله بالرسائل، وأيضا بالبوح الآتي بين الأسطر يروي الخيبات والمشاعر الإنسانية.
      ¶ كأن الحب لا يرقى إلى العلى بسوى الكتابة؟
      - لنقل إن هذه هي حقيقة الحياة.

      مي منسي 
      النهار

      أصدار عدد جديد من مجلة “المسرح”

      مدونة مجلة الفنون المسرحية
      غلاف المجلة

      صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، العدد الأول من الإصدار الخامس من مجلة المسرح، ويتضمن العدد العديد من الملفات الثقافية المتنوعة، حيث يبحث ملف الإصدارات الحديثة فى "المسرح الأردنى" للناقد الأردنى منصور العمايرة، ويتضمن ثلاث دراسات عن بدايات المسرح الأردنى وجماليات مسرح الطفل والعلاقة المسرحية، كما يحتوى الملف على سيميولوجيا الممثل لأحمد شرجى من بغداد ويتضمن الكتاب ثلاثة فصول مقدمة فى السيميولوجيا وسيميولوجيا المسرح، والممثل. ومن ملف الكتب إلى إضاءات وكتبت فيه فاطمة المعدول عن مسرح الأطفال ونشأة المسرح المدرسى، ومسرح العرائس، حيث إن مسرح الطفل يعد ضرورة فنية وتربوية للأطفال، كما أنه ضرورة حتمية لازدهار مسرح الكبار. أما ملف تحقيقات يبحث فى مسرحية الصعيد، ومشاكل الإنتاج بعد حكم مرسى، حيث سعوا لأخونة مسارح الأقاليم، وأندية الأدب فقد استغلوا الأخطاء الإدارية والتعقيدات البيروقراطية. وأما باب فضاءات فيقدم عروض مسرحية مختلفة مثل "رئيس جمهورية نفسه" فى مهمته لإنقاذ المسرح المصرى لرشا عبد المنعم "طقوس الموت والحياة"، و"رؤية تعبيرية تحاول ملامسة الواقع بقلم محمد مسعد، إلى جانب ملفات الحوار وبروفايل ودراسات اكاديمية والمقعد الساخن ومساحات اختلاف. 


      الاثنين، 24 نوفمبر 2014

      الطيب الصديقي: الصور المؤلمة لأسد المسرح المغربي

      مدونة مجلة الفنون المسرحية

      Capture d’écran 2014-11-22 à 11.06.51

      صديقي فارس الخشبة، وعنوان مراحل بأكملها من حياة مسرح المغرب في حالة صحية صعبة، وبحاجة إلى دعوات الناس وإلى اهتمام إضافي أكبر به. المغاربة اكتشفوا صورا لكبير المسرح المغربي وضعتها المخرجة نعيمة زيطان أثناء زيارتها له في منزله رفقة ثريا جبران، والألم كان حقيقيا لفعل الزمن في الناس كبارا كانوا أم صغارا

      1661943_10205293966608470_7163057622238918269_n

      احداث . أنفو 

      انطلاق فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان مراكش الدولي للمسرح

      مدونة مجلة الفنون المسرحية
      TM-Aljadba

      انطلقت مساء  السبت بمسرح دار الثقافة بمراكش فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان مراكش الدولي للمسرح بمشاركة فرق مسرحية محترفة من فرنسا وإيطاليا وتونس والعراق والمغرب.

      وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة، الذي ينظمها الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بمراكش إلى غاية الثالث عشر من الشهر الجاري، بتقديم عروض فنية من توقيع الفنان يوسف آيت منصور تابعها جمهور عريض من الفنانين والمسرحيين والمهتمين بالمسرح.

      وأبرز المدير الفني للمهرجان السيد عبد الواحد ابن ياسر، في كلمة بالمناسبة، أن مهرجان مراكش الدولي للمسرح يعد حدثا ثقافيا ومسرحيا يتصدر أجندة التظاهرات الثقافية بالمدينة الحمراء وعلى الصعيد الوطني منذ عقد من الزمن.

      وأضاف أن المهرجان ورغم الصعوبات التي تواجهه ” سيظل منارة فنية وثقافية استوطنت ذاكرة مراكش على الدوام، ويسير في طريقه المزدان بالعروض من الشرق والغرب وندواته الفكرية وضيوفه المتميزين وإصداراته التي صارت مراجع فكرية وعلمية يعتمدها الباحثون والمثقفون والمبدعون في بحوثهم وإنتاجاتهم المعرفية”.

      واعتبر أن لحظة التكريم تعد من أقوى لحظات المهرجان من أجل نبذ الجحود والنكران والإسهام في ترسيخ ثقافة الاعتراف وإعادة الاعتبار والتقدير لمن خدموا أب الفنون منذ عقود من الزمن.

      من جانبه، قال عمر الجدلي المنسق العام للمهرجان، إن هذا الموعد الفني يعتبر مناسبة للإبداع والجمال والاحتفال، مبرزا أن النسخة العاشرة للمهرجان تعد دورة الاحتفاء والإيمان بالغد المنصف والعرفان بالجميل إزاء رواد أب الفنون ، والتأمل ومراجعة الذات والتطلع إلى مهرجان يسع كل فناني المدينة الحمراء ومثقفيها وجمهورها.

      وأبرزت باقي الكلمات أن دورة هذه السنة تأتي في وقت أصبح فيه القرار السياسي والاقتصادي يتوجه نحو فهم عميق لدور الثقافة والفنون في المجتمع المعاصر، وهو ما تعكسه المبادرات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تشييد المسارح ، وكذا التوجه نحو تأسيس مفاهيم اقتصادية تقوم على الرأسمال اللامادي.

      وقد ارتأت إدارة المهرجان أن تحتفل بالذكرى الفضية لهذه التظاهرة الدولية الهامة من خلال تكريم رائدين من رواد المسرح المغربي في حفل خاص، ويتعلق الأمر بالفنان المحجوب الراجي والفنان أحمد الشحيمة.

      ويتضمن برنامج الدورة العاشرة إطلاق العدد الثالث من منشورات المهرجان تحت عنوان ” عاشق المسرح: من الممارسة إلى التنظير” وذلك استمرارا في المساهمة في إغناء الخزانة المسرحية المغربية والعربية، بمشاركة كتاب وجامعيين وفنانين، فضلا عن ندوة فكرية موضوع ” الحق في فضاء الفرجة والإبداع .. تأملات في الراهن ومقترحات للمستقبل”.

      واحتفاء بالإصدارات المسرحية والثقافية الجديدة، ستشهد هذه التظاهرة توقيع مسرحية “دارها البوعزيزي ” للكاتب المسرحي محمد بن إدريس الكاتي، ومسرحية ” امرأة متسربلة بالأبيض” للكاتب والقاص محمد زهير، ثم الإصدار الجديد للكاتب والباحث عبد الحكيم قرمان والذي يحمل عنوان ” حقوق المؤلف والحقوق المجاورة بالمغرب”.

      وتتنوع العروض الرسمية للدورة بين أربع فرق مسرحية محترفة تمثل كل من فرنسا وإيطاليا وتونس والعراق وسبع فرق وطنية بارزة، وذلك حسب برنامج متنوع تتوزع فقراته بين قاعة العروض والقاعة الصغرى بالمركز الثقافي الداوديات، والمسرح الملكي وسينما بلاص ومركز اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان.

      وتقام هذه الدورة بدعم من وزارة الثقافة، وولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز ومجلس الجهة والمجلس الجماعي للمدينة والمسرح الوطني محمد الخامس، بالإضافة إلى مؤسسات ومساهمين وشركاء.

      احداث . انفو 

      «عصابة دليلة والزئبق».. رسالة مسرحية لنبذ العنف والإرهاب

      مدونة مجلة الفنون المسرحية
      «عصابة دليلة والزئبق».. رسالة مسرحية لنبذ العنف والإرهاب

      أخذ المخرج حكيم حرب حكاية دليلة والرئبق المستوحاة من قصص الف ليلة وليلة، نصا لمسرحيته «عصابة دليلة والزئبق « التي عرضت مساء أمس الأول على المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي ، ليعكس ما يجري فيها من مغامرات على الوضع المعاصر المليء بالقتل والغدر والخداع ليصل الى مرحلة الإرهاب.
      وتجمع المسرحية التي أدى أدوارها: محمد القباني وأسماء مصطفى وحكيم حرب وابراهيم مدحي وأحمد أبو صيام وإياد الريموني ومحمد المغاريز، بين الأصالة والمعاصرة، موجهة رسالة فحواها نبذ العنف والارهاب من المسرح.


      يقول الفنان حرب، ان فكرة المسرحية جاءت على اساس مقاربة درامية بين دليلة في التراث العربي، وبين شخصية ميديا في الاسطورة الاغريقية، من خلال التقاطعات الكبيرة بين الشخصيتين وتؤكد ان جوهر الانسانية واحد، وجذر معرفتها ومرجعيتها قد يكون مشتركا، فتلتقي ثقافة الشرق بثقافة الغرب بهدف التعبير عن أزمة الانسان وعن الصراع الأزلي بين واقعه واحلامه، وهو صراع ينتهي بخسارة لكل حاقد.
      ويرى ان المسرحية تشير الى عصابات القتل التي ظهرت في المنطقة مؤخراً، والى الصراع الدموي العبثي، والذي اختلطت فيه الأمور بشكل ضبابي.
      المسرحية تحررت من الديكور التقليدي ولعبت فيها التقنيات البصرية واالسينوغرافيا دورا في اضفاء تكاملية على النص الذي ظهر بشكل متناسق حتى مع الموسيقى والاغاني التي رافقت العرض حيث كانت الموسيقى لعبد الحليم ابو حلتم، والتقنيات البصرية لنضال جاموس، والديكور والأزياء صممها تيسير محمد علي، والمادة الفيلمية والتصميم علي موافي، والإضاءة خالد الخلايلة، والمكياج: وفاء الزعبي، وإدارة خشبة المسرح عبدالله جريان ومحمد عشا، ومساعد مخرج قيس حكيم. 

      (بترا)

      يختتم مهرجان المسرح الأردني الحادي والعشرون اليوم

      مدونة مجلة الفنون المسرحية
      ختام مهرجان المسرح الأردني الحادي والعشرين.. غدا












      يخختم مهرجان المسرح الأردني فعالياته اليوم ، عبر حفل للفرقة الوطنية للفنون الشعبية، فيما تختتم عروضه المسرحية بالعرض الجزائري «ليلة الإعدام» للمخرج سفيان عطية، الساعة الثامنة من مساء اليوم، على المسرح الرئيس، في حين تعرض الساعة السابعة مساء اليوم المسرحية الأردنية «ونحن نسامح»، من إخراج سوسن دروزة، على المسرح الدائري.

      وكان المهرجان عرض يوم أمس المسرحية الأردنية «عصابة دليلة والزيبق»، للمخرج حكيم حرب، وتمثيل: محمد القباني وأسماء مصطفى وإبراهيم مدحي وأحمد أبو صيام وإياد الريموني ومحمد المغاريز وقيس حكيم وحكيم حرب، وتتضمن مقاربة درامية بين شخصية «دليلة» من التراث العربي وشخصية «ميديا» من التراث الإغريقي، حيث تلتقي ثقافة الشرق بثقافة الغرب بهدف التعبير عن أزمة الإنسان وعن الصراع الأزلي بين واقعه وأحلامه التي لا تحدها حدود.
      في حين عرض المهرجان يوم أمس الأول مسرحية «امرأة لا تريد أن تموت»، من الكويت، وهي من إخراج ناصر الدوب، وتمثيل: إبراهيم الشيخلي، عبد العزيز بهباني، ناصر الدور، أرزة حنا، عبد الله البصيري.
      في مسرحية «ونحن نسامح»، وهي من صياغة وتمثيل: أحمد العمري، والحاكم مسعود، تطرح المخرجة سوسن دروزة مجموعة من أسئلة الراهن العربي، من أجل تفكيك فكرة التطرف، والعنصرية، وخطاب الكراهية، وغيرها من المفردات التي باتت تهدد بنية المجتمع العربي. وقد استندت المسرحية إلى نص للكاتب الأسترالي توم هولواي، يشتبك مع المجتمع العربي في الراهن، من حيث الشروخ الاجتماعية وفكرتي: الانتقام والتطرف.
      في المسرحية نفسها نتعرف على رجل كان تعرض لإصابة في ساقه اليسرى، تسبب له ألما شديدا في الليل، وفي إحدى الليالي يسطو على بيته أحد أبناء الجيران، وعندما يحاول أن ينهره عن فعلته يمطره الشاب بأسئلة عن هويته وأصله وفصله، وعن نقوده كذلك، حيث يعتقد أنه صاحب ثروة، ومن ثم يطيحه أرضا ويضربه، ما يسبب عقدة نفسية عميقة ومؤلمة. ومن ثم يضع ذلك الرجل المتقاعد/ المصاب في ساقه اليسرى، خطة للتخلص من الخوف الذي راح يملأ حياته بسبب ذلك الشاب، ويقرر قتله، وهو ما يكون. ومن ثم نعرف حكاية ذلك الرجل، حيث كان يعيش في أستراليا، مع زوجته وولديه، ومن ثم تهجره زوجته، ويعود بولديه إلى الوطن حماية لهم، بيد أنه يفقدهما، حيث لم يتحمل مسؤوليتهما كما ينبغي، ما يعزز ألمه على الصعيد الوجودي، وبعد أن يتواجه الرجل، وحيدا، مع ذلك الكم الهائل من الألم، هل يسامح؟ ذلك هو سؤال المسرحية ومحورها الرئيس.
      وقد قدمت الشخصية الرئيسة في المسرحية من خلال شخصيتين رئيستين، وثالثة ثانوية: الأولى الرجل نفسه، والثانية صوت ذاته العميقة، والثالثة عازف البيانو، وقد عكست السينوغرافيا ذات الشخصية الرئيسة وما ينتابها من مشاعر الخوف بداية، والرغبة في الانتقام تاليا.
      وكانت شاركت في المهرجان المسرحيات الأردنية: (ونحن نسامح) للمخرجة سوسن دروزة، و(أعراس آمنة) للمخرج د. يحيى البشتاوي، و(بيت بلا شرفات) للمخرج فراس المصري، و(عصابة دليلة والزيبق) للمخرج حكيم حرب، و(حرير آدم) للمخرج إياد شطناوي، و(ذات الرداء الأحمر) للمخرج محمد بني هاني. أما المشاركات العربية فكانت: (بين بين) من المغرب، و(ليلة الإعدام) من الجزائر، و(أحلام كرتون) من العراق، و(خيل تايهة) من فلسطين، و(امرأة لا تريد أن تموت) من الكويت، (زهرة الحكايا) من عُمان، و(الحصالة) من الإمارات. كما عقدت على هامش المهرجان ندوة فكرية بعنوان (الشباب صنّاع مسرح المستقبل) وشارك فيها عدد من المتخصصين في مجال المسرح من دول عربية شقيقة.
      المهرجان نفسه مهرجان ثقافي فني عربي تقيمه وزارة الثقافة سنوياً، ويتم فيه تقديم أعمال مسرحية محلية وعربية وقد عقدت دورته الأولى عام 1991، وأخذ المهرجان صبغته العربية منذ دورته التاسعة (2001) بحيث أصبحت العروض العربية المشاركة تدخل ضمن المسابقة الرسمية على جوائز المهرجان، وتقام على هامشه عروض مسرحية موازية وندوة فكرية رئيسية وندوات نقدية لكل العروض المسرحية المشاركة. ويهدف إلى خلق حالة من التواصل بين المسرحيين الأردنيين وأقرانهم العرب للنهوض بالحركة المسرحية الأردنية والعربية.


       عمان - الدستور - نضال برقان

      يشهد مسرحية لهنريك إبسن.. افتتاح الدورة السادسة من مهرجان "مسرح بلا إنتاج" الدولي بالإسكندرية

      مدونة مجلة الفنون المسرحية


      انطلقت فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي "مسرح بلا إنتاج" بالإسكندرية اليوم الأحد على مسرح بيرم التونسى بعرضين مصريين هما (نزهة على الجبهة) تأليف فرناندواريال ،وإخراج محمد عبد المولى، و(الحريق من الأشباح) لهنريك إبسن. 
      وشهد الافتتاح مشاركة العشرات من المهتمين بالمسرح وطلبة الجامعة ، حيث تشارك كل من الهيئة العامة لقصور الثقافة والبيت الفنى للمسرح ومكتبة الإسكندرية ومركز الجيزويت الثقافى وكريشين جروب في تنظيم المهرجان. 
      وتقام العروض بمسارح: بيرم التونسي ومكتبة الإسكندرية ومركز الجزويت الثقافي، بمشاركة فرق مسرحية بثماني دول عربية وأجنبية وهي مصر ، السعودية ، الكويت ، فرنسا، لبنان ، تونس،الجزائر والمغرب لمدة سبعة أيام. 
      وتستأنف العروض في اليوم الثاني بعرض تونسي (مارا مارا) تأليف وإخراج سيف الدين الفرشيشى، وعرض كويتي (راديكاليا) تأليف وإخراج على البلوشى ، وآخر مغربي (هو وهى ـ المغرب) ، تأليف منير العمارى وإخراج إسماعيل الفلاحى. 
      وفي اليوم الثالث , يعرض المسرح السعودي عرض (هاملت، اخرج من رأسى) تأليف فهد الحوشانى وإخراج صبحى يوسف، وعرض مصري (أقنعة الملائكة) تأليف نوتيس برياليس وإخراج رفعت عبد العليم ، وأخيرا عرض لبناني (الرائعون) تأليف أحمد عزت وإخراج سارة الموسوى. 
      وتستكمل العروض في رابع أيام المهرجان (انتظار ـ السعودية ، بلا رسم ، مصر) ، وفي خامس الأيام عروض (مايا ، الجزائر، روج نسكافية ، مصر، حنظلكم واحد ،الكويت)، وتتبعها عروض اليوم قبل الأخير (قص أمنيات نجيب سرور ،مصر، فى كل قلب حكاية ، مصر،رسالة إلى الكويت). 
      ويختتم المهرجان أيامه بعرض فرنسي وآخر كويتي ومصري، فيما يقام حفل الختام في الثلاثين من شهر نوفمبر الجاري علي مسرح بيرم التونسي.


      أ ش أ

      السوداني علي مهدي أميناً للهيئة الدولية للمسرح

      مدونة مجلة الفنون المسرحية
       السوداني علي مهدي أميناً للهيئة الدولية للمسرح

      تولى الفنان المسرحي السودانى علي مهدي منصب الأمين العام للهيئة الدولية للمسرح (ITI) بعد ما كان يشغل منصب نائب الرئيس. ويعد هذا المنصب من المناصب المهمة لأي مسرحي عربي، وقد هنأ جميع المسرحيين العرب مهدي هذا المنصب.
      وأعرب المسرحيون العرب عن أمنياتهم للفنان المسرحي مهدي بالنجاح وخدمة المسرح العربي ونهضته.
      يذكر أن الفنان علي مهدي اسمه الحقيقي علي مهدي نوري السيد عبد الكريم، وهو ممثل ومدير مسرح أسس عام 2004 فرقة البقعة التي تتنقل في مناطق الحرب في السودان، وتقدم مسرحيات يؤديها أولاد جنود أو أيتام حرب.
      وتستخدم أعماله المستوحاة من التراث الثقافي السوداني تقنيات سرد مختلفة، فضلاً عن الفولكلور وفن التمثيل الإيمائي.
      كُرِّم مهدي من قبل عن مجمل أعماله وإسهاماته المسرحية وبشكل خاص مشروع (المسرح في مناطق الصراع) ودوره في تعزيز السلام، ونهجه في استخدام الفنون الأدائية من أجل السلام.
      ومن قبل ذلك، عرفته الأوساط الفنية والمسرحية في (عرس الزين) و(هو وهي) وكانت النقلة الكبيرة نشاطه في الاتحادات العربية والعالمية للمسرح والتمثيل، فشغل وظائف رفيعة في اتحاد الممثلين العرب منها منصب الأمين العام للاتحاد العام للفنانين العرب، بجانب منصبه في الاتحاد الدولي للمسرح.

      ونال مهدي العديد من الجوائز العالمية من بينها جائزة اليونسكو- الشارقة للثقافة العربية للعام 2011.

      شبكة الشروق

      نيوتن يكتب: عد أيها المسرح أولادك في انتظارك

      مدونة مجلة الفنون المسرحية



      كان ياما كان، فى سالف العصر والزمان، كان فيه مسارح كتيرة فى بر مصر المحروسة. ياما أضحكتنا. وياما أبكتنا. وياما سهرتنا. وياما رفهت عنا. وياما ثقفتنا. وفى الآخر تركت لنا رصيدا كبيرا من هذا الفن. التليفزيون أصبح يتحفنا به بين الحين والآخر. إلا أنه لم يعد هناك إنتاج جديد. اختفى المسرح كما اختفى كل شىء جميل من حياتنا. لم يحاول أحد البحث عنه. لم يحاول أحد استعادته. للعلم هو كان يرتدى شورت أخضر. وتى شيرت أصفر. ومشاية حمراء. آخر مرة شوهد فيها كان قبل أربع سنوات. فى وسط البلد. من يوم الناس ما نزلت ميدان التحرير فى ٢٥ يناير ٢٠١١ اختفى المسرح. لا ندرى أين ذهب. ولماذا ذهب إلى غير رجعة؟ عد أيها المسرح، بابا وماما يحبانك.
      من مسارح إسماعيل ياسين وعادل خيرى ومارى منيب وفؤاد المهندس وشويكار، إلى عادل إمام ومحمد صبحى وسمير غانم ويونس شلبى وسهير البابلى. من مسارح وسط العاصمة إلى عروض المحافظات. ومن الماتينيه إلى السواريه. ومن العروض الخاصة إلى الحفلات الشعبية. ومن الكوميديا إلى الدراما. ومن السياسة إلى الاقتصاد. ومن قصص الواقع إلى الخيال. ومن الإسقاطات إلى النقد المباشر. ومن مشاكل القرية إلى أزمات الحارة والزقاق. ومن البرجوازية والأرستقراط إلى البروليتاريا وطبقة النص نص. ناقشت مسارحنا كل القضايا بلا استثناء. كان المشاهد العربى من خلال العروض المسرحية يرى مصر التى لم يعرفها من قبل. العرب جميعا عرفوا مصر من خلال فن المسرح والسينما معا. حتى المواطن المصرى غاص فى أعماق بلاده من خلالهما.
      بالفعل كان المسرح هو أداة الجذب السياحى العربى طوال فترة الصيف على الأقل. كان هو قلب القاهرة النابض على امتداد لياليها الساحرة. القاهرة الآن حزينة ليلا ونهارا. أصبحت قاهرة المظاهرات والاحتجاجات. قاهرة التحرش. قاهرة الشوارع المغلقة. مطاردة الباعة الجائلين. القمامة. الزحام. التلوث. الضوضاء. الإرهاب. التفجيرات. الخوف. لم تعد قاهرة الجذب السياحى. كما لم تعد قاهرة السهر مع نجوم الكوميديا والفن الراقى. الكآبة تخيم على القاهرة نهارا. كما الحزن يخيم عليها ليلا. المسارح مغلقة بالضبة والمفتاح. كما معظم دور السينما. الفنون بصفة عامة تتراجع. كما الحالة النفسية للمواطنين تتأزم.
      الغريب أن أحدا لم يفكر فى إعادة البهجة للقاهرة. للمواطن المصرى بصفة عامة. لا المسؤولون عن الثقافة فكروا. ولا المسؤولون عن السياسة حاولوا. ولا المسؤولون عن الأمن يمكن أن تذهب عقولهم إلى هذا المنحى. على الرغم من أن الأمر يرتبط ارتباطا وثيقا بالعملية الأمنية. كما هو حال مباريات كرة القدم تماما. فكلما عادت الحياة الثقافية والرياضية إلى طبيعتها، بالحضور الجماهيرى، كانت عودة الأمن أسهل وأيسر. بذلك نبعث رسالة واضحة إلى العالم أن الأمن قد عاد. للأسف إغلاق المسارح هو أشبه بمنع جماهير كرة القدم من مشاهدة المباريات. الرسالة واضحة. هذا البلد غير آمن. هذا البلد يعيش حالة طوارئ.
      أضف إلى هذا وذاك أننا نحرم جيلا أو أكثر من هذا الفن الثقافى بالدرجة الأولى. نحرم مصر كلها من أرقى أنواع الفنون. نحرم الأرشيف المصرى من مزيد من الثراء فى هذا المجال. نحرم السياحة العربية من الانتعاش. نحرم الآلاف من العمالة الفنية والحرفية فى هذا المجال من أداء عملها. لم يفكر أحد فيهم طوال السنوات الأربع الماضية. كيف اقتات هؤلاء.. كيف يعيشون؟ الأمر جد خطير. ليس رفاهية كما قد يعتقد البعض. ليس فى ذيل الأولويات كما قد يرى البعض. هو تاريخ مصر الذى لا يجب أن يتوقف. بل يجب أن نعوض ما فات. الأمر يحتاج إلى إرادة. جابر عصفور قبل أن يكون وزيرا، بل قبل أن يكون كاتبا مرموقا، هو يمثل ثقافة مصر. نأمل ألا ننتظر طويلا.
      الموجز

      ذهب إفرنجي في قالب شرقي: المسرح العربي فكرة وأحوالا

      مدونة مجلة الفنون المسرحية
      كل التجارب المسرحية وكذلك تاريخ المسرح تؤكد أن العرض، لا النص، هو الأساس في العملية المسرحية وأن المتفرج، لا غيره، هو مفتاح العرض المسرحي.

      لم يثبت المسرح الأجنبي، المثال للمسرح العربي، والنموذج، على حال واحدة منذ ولادته في بلاد الإغريق، فقد شهد عبر تاريخه الطويل تبدّلات وتحولات كثيرة، ويُعد كسر وليم شكسبير قوالب الوحدات الأرسطية؛ من زمان ومكان وموضوع، وذلك قبل حوالي أربعة قرون تقريباً، أول تمرد جديّ من نوعه على قواعد هذا الفن، ثم جاء النرويجي هنريك أبسن مع بداية القرن الفائت ليكرَّس تمرد شكسبير على فصل الأنواع ويمزج الكوميديا والتراجيديا في النص الواحد في نوع إبداعي عُرف باسم الدراما، وليكرَّس ما هو أكثر جرأة في هذا المجال، في كتابة الحوار نثراً لا شعراً كما كان متعارفاً ومفروضاً حتى أيامه، وذلك في تكريس لتجربة مسرحية سابقة تحمل اسم “تاجر لندن” لجورج ليللو، ناهيك عن تناول أبسن في مسرحياته لمواضيع جريئة، مثل قضية النسل والوراثة وحرية المرأة، الموضوع الجريء الذي عالجه في مسرحيته الأشهر “الدمية”.
      مسارح لا مسرح
      وفي القرن التاسع عشر بدأت تجديدات وثورات مسرحية من نوع مختلف، كانت هذه المرة بقيادة المخرج لا الكاتب، السيد الجديد للمسرح، فعرف المسرح تجربة ميرخولد، ومسرحه الشرطي في هذا المجال، ثم تجربة المسرحي الألماني برتولد بريخت، ومسرحه التغريبي، ومسرح القسوة والمسرح الفقير وتجارب أخرى مختلفة، تشترك جميعها، وبخلاف ما سبقها، في هدف واحد هو الصالة، أو الجمهور، شريك العرض، والتي اتخذت، شكلها الأكثر وضوحاً وبلورة في تجربة مسرح المقهورين والمسرح الحي ومسرح الجريدة والواقعة وغيرهم، ومن طريف ما ذهبت إليه بعض التجارب المسرحية المتمردة لتحقيق هذا الهدف، أن وضعت نوعاً من البودرة المثيرة للحكة على كراسي الصالة في مسعى منها لمنع المتفرج الجالس على الكرسي من الاسترخاء والدخول في حالة الاندماج، هذا عدا عن دعوة بعض هذه التجارب لمشاركة المتفرج في الحدث المسرحي. وبشكل فاعل. وكل ذلك من أجل تقريب المسرح من المتفرج وعدم قطع حبل السرة الذي يربط بين المسرح وشريكه الجمهور.
      إذا كان المسرح الغربي بكل تاريخه وإرثه، فنياً وجماهيرياً، قد ثار على ذلك الإرث من أجل تجديد علاقته بشريكه الجمهور، فهل انتهج المسرح العربي هذا الطريق الذي سار عليه نموذجه؟
      مسرح عربي
      منذ أن دخل المسرح الديار العربية مع المحتل الأجنبي، وقدم الرائد مارون النقاش(1817-1855) “بخيله” في بيروت سنة 1848 داعياً في كلمة مشهورة له الجمهور إلى صياغة هذا الذهب الإفرنجي في قالب عربي، وذلك بقصد تقريبه من الذائقة العربية التي تستهويها الأغاني، والرقصات، والحكايات الشعبية، منذ ذلك الحين، و”صاغة الفن” العرب من مخرجين وكتاب في عمل دؤوب لتطويع هذا الذهب في القالب العربي، وسبك قلائد وأساور وخلاخيل تناسب الذوق العربي.
      وإذا كانت تجربة مارون النقاش هي الرائدة في تطويع هذا الفن لأسباب حضارية، تلبية لرغبة شريحة اجتماعية ميسورة، فإن الأمر بدأ ينحى باتجاه آخر مع الرائد السوري “أبو خليل القباني” (1833 -1903) الذي أولى القالب العربي عنايته من خلال العودة إلى الحكايات الشعبية والشخصيات التاريخية واستخدام التقنيات المسرحية الشعبية القريبة من أفهام الناس وأذواقهم؛ الأمر الذي لم يرق للرجعية العربية، التي لم تكتف بتحريض الباب العالي للسلطنة العثمانية عليه وإيقاف مشروعه، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، إمعاناً منها في الإساءة له، فأحرقت مسرحه، وأطلقت الأطفال خلفه أنّى ذهب وهم يرددون هازئين ساخرين:
      أبو خليل النشواتي يا مزيف البنات
      ارجع لكارك أحسن لك ارجع لكارك نشواتي
      أبو خليل من قال لك عالكوميضه من دلك
      ……
      أبو خليل يا مرقص الصبيان..
      ارجع لكارك أحسن لك أبو خليل القباني.
      ورغم تبدل الأحوال والظروف في المنطقة والانفتاح على الغرب والعالم، لم يستطع قالب توفيق الحكيم ولا سامر يوسف إدريس ولا حتى بساط وحلقة المسرح في المغرب العربي، رغم ما حققه هذا القالب بالذات من نجاحات، أو حكواتي روجيه عساف في لبنان ومسرح الشوك والتسييس في سوريا.. لم تستطع سبك الذهب الإفرنجي في قالب مسرحي عربي، وتقديمه حلياً مسرحياً للمتلقي العربي.
      القرن التاسع عشر شهد تجديدات وثورات مسرحية من نوع مختلف
      مفتاح العرض
      تؤكد كل التجارب المسرحية، وكذلك تاريخ المسرح، أن العرض، لا النص، هو الأساس في العملية المسرحية، وأن المتفرج، لا غيره، هو مفتاح العرض المسرحي، فبوجوده يبدأ العرض، وُيفتتح، ولا يمكن لعرض مسرحي أن يبدأ، ويحقق شروطه، دون المتفرج. وتكاد كل التجارب والتيارات المسرحية بعد القرن العشرين تكون تجسيداً لهذه القاعدة المسرحية الذهبية، وإجابة لها، وإن من منطلقات مختلفة؛ فهل استوعب المسرحيون العرب هذه القاعدة أو القانون حين نهلوا من نبع الغرب المسرحي، قديماً وحديثاً؟ وهل كان الإقبال على مسرح بريخت بهذا الزخم، تأليفاً وإخراجاً، أو على تجربة غيره من مبدعي الفن المسرحي في الغرب، عن وعي؛ وعي بخصوصية المنقول وطبيعة المنقول إليه؟
      أعتقد أن المسرح أيضاً، مثل باقي المجالات في شرق المتوسط، اكتفى باستيراد هذا الفن وعرضه في دور مسبقة الصنع إبداعياً، دور العلب الإيطالية القمعية شكلاً، والمنفذة بإشراف السلطات العربية، التي أضفت على قمع البناء الإيطالي حيوية وروحاً، ليصبح ما يفعله هذا المسرح مع شريكه المتفرج أشبه بما كان يمارسه بروكروست على كل من يصادفه في الجبل، وذلك في مسرح لا يشبه سوى نفسه.
      محاكمة مسرحية
      منذ زمن ، وفي تقليد مشوّه لما يحدث في الحقل المسرحي الغربي، علت صيحات تبادل الاتهامات بين صناع العمل المسرحي، وعن سبب الأزمة التي يعيشها المسرح العربي، وكالعادة، كان لا بد من اختيار الضحية، أو الكبش، فكان الكاتب، صاحب الكلمة التي حفظت المسرح قروناً، أول القرابين، إذ سرعان ما علت أصوات من داخل جدران المسرح تدعو إلى موت هذا المستبد العجوز، في ترديد مغلوط لصدى دعوة غربية جاءت على لسان رولان بارت، وكان من الطبيعي أن يحتل المخرج مكانه، ليمارس هو الآخر دوراً استبدادياً، سرعان ما ظهر بعد زمن ليس بطويل من يدعو إلى استبعاده هو الآخر ممثلاً هذه المرة بالسينوغرافي.
      وفي اتهام الصالة لضيق أفق الخشبة، واستخدام لغة مسرحية غير مفهومة، غريبة ومتعالية ومشوشة، كال أهلُ المسرح اتهامهم للجمهورَ بالكسل الفكري والتخلف وعدم الجدية.
      أعتقد أن كل تلك الاتهامات، رغم صحة بعضها، بهذا القدر أو ذاك، يعود مصدرها إلى طبيعة بلاد شرق المتوسط التي دجنت المسرح في حظيرة مؤسساتها، فعزلت المسرح عن توأمه وشريكه، وحوّلت الفنان إلى موظف، والعرض إلى نشاط، والمهرجانات إلى استعراضات، والنصوص إلى ثرثرة تدور حول مواضيع عامة لا تعني أحداً، أو حالات فردية صرفة، كما هو الحال مؤخراً في المسرح التجريبي.
      يطول الحديث عن أسباب تخلف علاقة المسرح بجمهوره ومسبباته، والتي كانت وراء كل تلك النظريات المسرحية الغربية التي تمردت على ما سبقها من مدارس ومناهج. بيد أن ما يمكن الجزم به، والـتأكيد عليه، وكما فعلت الاتجاهات الجديدة، هو إعادة الاعتبار للمتفرج، ليس كوجود مادي في الصالة، أو معنوي يشاهد معاناته مجسدة على الخشبة وحسب، بل كسيد للعرض، سيد يبدأ العرض به، وينتهي لحظة غيابه.
      قد لا نغالي في القول حين نؤكد أن هذا النوع من العلاقة لا يمكن له أن يتم ويتحقق إلا في بلد الطفل فيه هو محور العملية التربوية لا المعلم أو المنهاج أو الحزب الحاكم، والمواطن سيد لا رعية لراع اسمه الزعيم والقائد. بلد لا يشبه في شيء بلاد شرق المتوسط.. الآن وهنا.

      أحمد إسماعيل إسماعيل
      كاتب ومسرحي سوري مقيم في تركيا

      العرب

      تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption