أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 27 مايو 2015

ورقة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في مؤتمر الرقابة و المسرح بالقاهرة.

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

   ورقة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في مؤتمر الرقابة و المسرح بالقاهرة.
ورقة مقدمة ضمن أعمال مؤتمر الرقابة و المسرح  23  إلى 27 مايو 2015 القاهرة
اسماعيل عبد الله / الأمين العام للهيئة العربية للمسرح
توطئة :
الرقابة موجودة و أزلية.
*  قال تعالى في محكم كتابه العزيز :
(( و لقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس به نفسه و نحن أقرب إليه من حبل الوريد (16) إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد (17)ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (18) )) سورة ق
* و قد جاء في المعجم :
رقب بمعنى انتظر و ذلك كما جاء في الآية الكريمة (( و لم ترقب قولي )) أي لم تنتظر أمري و يقال: يا رب ارقب فلانا في أهله أي احفظه فيهم .
رقب بمعنى رصد ، أو لاحظ .
رقب بمعنى خشي مثل (( راقب الله في ضميره ))
أما الرقابة بالنسبة للفعل الثقافي وبمعناها الحديث فهي عمل من يراقب الكتب أو الصحف أو يراقب الفعل الإبداعي.
إذن فالرقابة فعل يرصد فعلاً، و لم تخل حياة البشر أو حياة أي مخلوق في هذا الكون من الرقابة.
ولكل رقابة مرجعيتها و أسبابها، و لنا في الآية الكريمة التي ذكرت أمثلة و أسبابا.
الرقيب قديما
على اعتبار أن الإبداع  هنا مشمول في كل جوانبه و نحن  في حضرة  المسرح , فإن نظرة  سريعة  للموروث الإبداعي سواء من الأساطير و الحكايات الشعبية  و صنوف الأدب من حكاية و رواية  و قصة و شعر و منذ بدء الخليقة و عبر الحضارات الإنسانية الأولى و مرورا  بالحضارات التي بنيت  على أرضية  الديانات السماوية تشير إلى ان الإنسان  المبدع كان أكثر حرية في التعبير عن نفسه  و غيره  و همه  و هم  العصر الذي يعيش و اكثر حرية في التعبير عن ذائقة ذلك العصر الجمالية.
فالمنطوق في متون  النصوص كان أجرأ  فكريا  و أدبيا , و لا  أدل على ذلك  من متون  نصوص  مثل ملحمة جلجامش و الحكايات الشعبية كألف ليلة و ليلة، و الجرأة  التي أتحدث عنها تجلت في جرأة في خطاب المحكوم للحاكم و الإنسان للإله، و جرأة في تصوير الصراعات و دمويتها و تصوير الغرام و الحب و جرأته، حتى أن ذلك المنطوق  يشكل أمراً  ربما يضيق به الرقيب الحالي المعاصر ليس في حال إن أبدعنا شيئا  بمستواه , لكن حتى إن  استشهدنا به  في متون  أعمالنا  على لسان قائليه الأصليين.
و إذا انتقلنا  إلى جانب آخر وهو الرسم و التصوير  فإن ما كان يعتبر مباحا  و محاطا  بالقدسية  من جسد الإنسان و حالات خصبه و حبه أصبح  فيما بعد  محرما و ممنوعا، و إذا كان ذلك يعني تقربا للآلهة في زمن الفراعنة  والآشوريين والبابليين والفينيقيين فإنه أصبح بعد ذلك زندقة، و وصل في بعض الأحيان إلى الكفر خاصة فيما يتعلق  بالنحت و الزخرفة .
من نافل القول بأن الأساطير كانت أجرأ في الواقعية , تماما كما كانت أجرأ في الخيال, بسبب ذلك الحيز المفتوح من حرية التعبير الذي يخدم حالة الإيمان بتلك الأفكار الواردة  في الأساطير التي صاغها الإنسان لتتجاوز السرد الحكائي إلى كونها مادة تربوية و أخلاقية و جمالية.
في عصرنا.. الرقابة أشكال.
في الولايات المتحدة هناك رقابة منتجين، لذا فإن هذه الرقابة تجنح لمصلحة الكسب و تسيطر على مجرياتها قوتان، الدوائر الأمنية في الولايات المتحدة و هي مرتبطة بشركات صناعة الميديا، و مافيات الجريمة و الجنس.
في معظم دول اوروبا خاصة الاسكندنافية توكل مهمة الرقابة لمؤسسات المجتمع المدني، و هي رقابات تعمل ضمن مفاهيم المجتمع و النظام السياسي، و لديها حساسيات تعتبر عالية تجاه بعض الأمور، فإن كانت تتسامح في موضوع المقدسات الدينية، و النيل من الشخصيات السياسية، و تستوعب حالات الشذوذ إلا أنها لا تتوانى عن إدانة و عقاب و منع من يتعرض للمحرقة النازية ليهود أوروبا، فإن كان من الطبيعي أن يعاقب في ألمانيا من ينكر الهولوكوست بالسجن لخمس سنوات، فإن النمسا جرمته قانوناً،
لكن هذه المؤسسات المجتمعية ليست بريئة، فمجلة ماركوبولو يابانية عام 1995 نشرت مقالاً من هذا القبيل فقاضتها شركتا فولزفاجن و ميتسوبيشي، و قوطعت حتى أغلقت!!
بينما في بريطانيا هناك قانون يمنع التعرض للأديان، لكنه يطبق بروح الأعراف السائدة، لذا فإنه يقتصر على حماية دين دون الآخر، إذن المشكلة ليست مع القوانين بل مع روح الأعراف و روح تطبيقها وتعتمد في تفسيرها و تطبيقها  على الموظف / الرقيب / المراقب  تبعا كما أشرنا لموقعه و موقفه  من الثقافة  و الحضارة, ورغم أن القوانين في بلادنا قريبة جدا لما تتضمنه القوانين البريطانية ( و في بعض الأحيان منسوجة على منواله فهل يمكننا القول بأن تطبيقنا لها قريب من تطبيق القوانين البريطانية وأورد السؤال من باب الإشارة إلى أهمية وجود الرؤية و الروح الإيجابية  في تطبيق هذه القوانين، و من باب الإشارة إلى أهمية وجود قوانين و لوائح معنية بفنون العرض و خاصة المسرح، و هنا لا أعني بذلك دعوة  لوضع قوانين  تشدد الرقابة على المسرح و الإبداع, بل أطالب هنا  بقوانين:
ـ تحفظ حقوق حرية المبدع فكرياً و فنياً.
ـ تراقب عدم الهبوط في المستوى الفني و الأخلاقي.
و بما  أن الرقابة قائمة و تشكل مطلباً في كياناتنا الرسمية التي نشأ معظمها على قاعدة غير سوية، فعلى الأقل نريد أن تكون الرقابة  ضمانة  عدم الانحدار لما هو دون المواصفات  المسموح  بها  فكريا و فنيا و أخلاقيا، لأن الانحدار أخطر من تجاوز السقف إن وجد, لأن الإبداع سيظل أعلى سقفا من أي رقابة , و مدى خيال المبدع و معرفته  أرحب من خيال و معرفته  أي رقيب.
ـ أطالب الرقيب أن يرى في المديح الساذج إساءة, و أن يرى في التدين السطحي و المنغلق إساءة, و أن يرى في العروض المبتذلة إساءة و الموسيقى الرديئة اساءة.
ـ أطالب بتطوير أدوات الرقيب ليكون لديه قدرة على محاكمة العمل فنيا و تقنيا, ليميز الضعف عن التميز و القوة , وليميز محاولات التجريب و التحديث عن محاولات التخريب.
الإمارات مثالاً
أسوق مثالاً إيجابياً يحدث في الإمارات مثلاً وهو وجود رقابة على النص المسرحي، لكن هذه الجهة الرقابية و هي وزارة الثقافة  تعمل على رقابة النص فنياً ، و لم يسجل في الإمارات أن منع نص مسرحي، و لم يسجل على أي  جهة رقابية منعها لعمل مسرحي واحد، بل إن العديد من المسرحيين العرب تساءلوا بعد مشاهدتهم لأكثر من عرض إماراتي (كيف أجيز هذا النص) ، و ربما يعود هذا المناخ الإيجابي لثلاثة أسباب رئيسية:
1/  أن القوانين الموجودة لا تتجاوز كونها إشارات عامة لأخلاقيات متفق عليها في المجتمع و بنيته و نشأته، و هي ذاتها الموجودة في كل أنحاء الدنيا من شروط عدم التعرض لما يثير النعرات و الفرقة و البغضاء الإجتماعية، عدم التعرض للأديان، و عدم التعرض لراس السلطة.
2/  أن الفنان المسرحي ابن بيئته و مجتمعه، و يساهم من خلال المنظومة الرسمية و المجتمعية في تطوير و تنمية مجتمعه، و لا يجد انفصاماً بينه و بينها.
3/ أن الرقيب الذي ليس لديه لوائح أو قوانين خاصة بالمسرح هو فنان في الأصل لذا فهو يطبق رؤاه الفنية.
و لو نظرنا للأمر في القوانين الأردنية مثلاً سنجد نفس الأمر بالنسبة للمحظورات، مع تسجيل الأردن ألغت إجازة النص و العرض المسرحي من قبل دوائر الرقابة، و يمكن للجهات الرسمية و المجتمعية التقدم بشكوى للمحكمة ضد العرض الذي تجد فيه ضرراً أو اساءة.
نعم نحتاج  قوانين ,, و لكن ..
نحتاج قوانين تحمي الحقوق لا  قوانين رقابة
خلاصة القول توجد قوانين غير واضحة و غير مدروسة في معظم الدول، هناك كما أشرت قوانين تحظر التعرض لثالوث المحرمات، و يترك للرقيب أن يحكم إذا كان في ذلك إساءة أو تعرض فيبتدع كل رقيب القانون الخاص بالمنع و الإجازة تبعا لثقافته  و موقعه من الحياة و حراكها.
بالمقابل هناك غياب للقوانين التي تضمن حقوق الإبداع و برأيي و كما أسلفت هي الأهم، لأن حقوق الإبداع هي أمر يتسق مع حقوق حرية التعبير التي تجدها في كافة الدساتير، لكنها حرية عامة، و مرماها سياسي أكثر من كونه ثقافي، لكنها ليست محددة بذلك نصاً، فإذا كانت الدساتير قد كفلت حرية التعبير و حقوق الفرد بالعمل و التعليم و الصحة و المسكن، إلا أن القوانين لم تذهب بتفاصيل تخص الإبداع و حقوق المبدع و هو الأمر الذي يجب الالتفات إليه و قد التفتت له الهيئة العربية في استراتيجيتها التي سأتناولها لاحقاً.
هل تجدي رقابة في عصر الانفتاح المعلوماتي؟
لقد كنا نتحدث قبل قليل عن الرقابة بمفهومها و واقعها التقليديين، لكن وبناء على القاعدة التي تقول بأن الشيء يحمل ضده و أن التناقض ديدن الأمور، فقد خرج من رحم أعتى الرقابات نظام الشبكة العنكبوتية الذي بدا عند انطلاقه تطبيقاً فريداً لما بنى عليه جورج أورويل روايته (1984) التي كتبها عام 1949 و كان الأخ الأكبر رقيب لا يغفو و لا يغفل.
جاءت الشبكة العنكبوتبة من ذلك المنطلق لتحقق المنجز الذي يشكل سمة العصر، ففتحت آفاق التطور التكنولوجي و انفتحت حلقات التواصل و تبادل المعلومة و الصورة و الفيديو في ثوانٍ معدودة، و باتت الكتب و الأفكار حرة سابحة في الفضاء و الغيوم الإلكترونية رهن إشارة من يريد، في هذا الوقت راحت أجهزة الرقابة تلهث خلف هذا الفيض المتوفر في الفضاء الافتراضي بدون طائل وهنا يبرز السؤال الذي لا يحتاج إجابة: هل يجدي عمل الرقيب الآن؟ هل يجدي منع كتاب تستطيع الحصول عليه رغم أنف كل الرقابات؟ هل يجدي منع عرض يمكن لصاحبه أن يحمله مسجلاً على الشبكة و لا يجدي حظر في الموقع لأن المشاركة بنشره لا تستوجب سوى نقرة على فأرة الكمبيوتر أو لمسة على جهاز محمول؟
الشفافية و مصداقية الأنظمة الرقابية في ظل المتغيرات العالمية
في زمن التواصل الاجتماعي و توفر هذه الإمكانات من الاتصال، صارت الشفافية أمراً محتوماً، و صار الانغلاق أمراً غير مضمون النتائج، و هذه فرصة تاريخية لكل مؤسسة ادعت الشفافية وأنها تطبقها.
فإذا أضفنا لكل ذلك ما جلبته تحركات الربيع الشعبي في العالم ككل، فإن أجهزة الرقابة يجب أن تكف عن الذعر من تحرك فرد أو جماعة و من ثم تلجأ لمحاولة لجمه، بل يجب عليها أن تضع الآليات السابقة جانباً و تلجأ لاستثمار الشفافية و الديمقراطية و تحمل الفرد لمسؤولياته تجاه مجتمعه و وطنه و شعبه و البشرية، خاصة و أن الكل قد صار بإمكانه أن يعلن رأيه و أن ينافح مدافعاً عنه، و يمكن لأجهزة الرقابة حينها أن تلعب دوراً في ضمان حرية التعبير و عدم تغول جهة متنفذة على أصحاب الرأي فتنتقل الرقابة من عامل ضد الديمقراطية إلى عامل معاضد و ضامن لها.
مستقبل العلاقة بين المسرح والرقابة
تجربة الهيئة العربية للمسرح نموذجاً
سوف أنحو في هذا الجزء منحى عملانياً ينبع من التجربة المعاشة للمؤسسة العربية الأكبر في المسرح العربي ألا وهي الهيئة العربية للمسرح، لكن قبل ذلك أعرج على تصور خاص بي كمسرحي عن المسرح و عن دوره الإيجابي في صيرورة المجتمع.
المسرح حالة استئناف.
لا يحتاج المرء إلى مرافعة طويلة ليثبت فيها أن المسرح بريء من أمراض الهدم، و أنه ابن للحياة، و أداة استئناف إيجابية من أجل صنع الجمال ، خاصة و أنه يقوم على نظام محكم ديمقراطي البنية من دستور العمل إلى نصه و تراتبيته و حرية الإبداع و انضباط للأهداف و النتائج، و إخلاص للرسالة و التأثير، و هو الفعل الذي يعيد ترتيب الزمان و الأولويات لإنجاز التواصل الأبلغ، و له في المجتمع أثر الكلمة و اللون و الحركة و الإيقاع في كل مفرداته.
من هنا فإن المسرح انحياز للحياة و المعاني النبيلة، المسرح جمال ضد القبح، و حوار ضد التطرف، و حياة ضد تجارة الموت، و قد قلت ذات كلمة في افتتاح مهرجان المسرح العربي عام 2013 في الدوحة ما يلي :
“في هذا الساحر المسرح، عالم لا يعرف الحدود إلا بفعلها الدرامي، و لا يعرف الألوان إلا ببعدها الدرامي، في هذا السيد المسرح ولدت شخصيات من الخيال لكنها أصبحت أكثر واقعية من شخصيات واقعية طواها الغيب فذهبت أدراج الرياح، من هذا السيد المسرح ولدت شخصيات لم تخض حروباً و لم تهدر قطرة دم واحدة بالفعل لترسخ رأيها و ترفع رايتها و تقيم دولتها.. إنه المسرح … إنه أنتم ..و إنكم خالقوه و أبطاله و ضحاياه الذين تمجدهم أعمالهم رغم أنها ما تجاوزت بضع عشرات من الصفحات أو بضع أمتار هي هذا الركح البسيط الذي يصبح بكم و برؤاكم عالماً أكثر رحابة و أكثر جمالاً و أملاً و حبا.”
إذا كان هذا هو المسرح فماذا يريد منه رقيب؟!
الهيئة العربية للمسرح
ولادة في قلب الاشتباك.
التجربة
عندما أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح مبادرته بإنشاء الهيئة العربية للمسرح لتكون بيتاً للمسرحيين العرب جميعاً، و منذ انطلاقة هذه الهيئة في العاشر من يناير عام 2008، كانت الهيئة في مواجهة موضوع الرقابة بكل أشكالها على امتداد الأرض العربية، خاصة و أن فعالياتها تمتد على امتداد الأرض العربية، و تواجه أكثر مما تواجه أي مؤسسة مسرحية عربية، فالمسرحي فرداً أو مؤسسة يكون في مواجهة مع الرقابة في بلده، لكنه لا يكون في مواجهة مع اثنين وعشرين رقابة في الوقت نفسه كما يحدث في الكثير من الأحيان مع الهيئة، فهل هذه الصورة قاتمة إلى الحد الذي يعيق عملنا؟ هل هي وردية بحيث نتمكن من تنفيذ كل مشاريعنا دون وجل؟ تعالوا لنقرأ الواقع و المشهد و من ثم نخلص إلى النتائج.
يشكل نشاط الهيئة العربية للمسرح مثالاً حيوياً للتعامل مع مفاهيم الرقابة، و يمكن لنا أن نضعه مثالاً لمستقبل هذه العلاقة مع الرقابة، و سأذكر بضعة أمثلة من تفاصيل هذا النشاط لكنني سأتوقف عن محطتين مهمتين فيه لناحية موضوع الرقابة، فالهيئة تقوم بهذه الفعاليات:
–       تنظيم مهرجان المسرح العربي وقد تم إنجاز سبع دورات.
–       تنظيم مسابقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي وقد تم إنجاز أربع دورات.
–       مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار.
–       مسابقة تأليف النص الموجه للأطفال.
–       ورش التأهيل المسرحي.
–       منشورات ورقية من كتب دراسات و نصوص و توثيق و مجلات.
–       منشورات رقمية على اقراص مدمجة.
–       منشورات على الشبكة تتمثل بثلاثة مواقع الكترونية و صفحات تواصل اجتماعي.
“الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية
تشخيص دقيق للعلاقة مع الحرية و الرقابة
لا تشكل الأستراتيجية العربية للتنمية المسرحية مرجعية للبرمجة و لوائح الدعم فقط، بل تشكل روح منهج و فكر جاءت خلاصة اشتغال حوالي 300 مسرحي عربي من مختلف البلاد و المشارب و الاتجاهات الفكرية و الفنية، عمل هؤلاء في أربع ملتقيات، كان موضوع حرية الإبداع و المبدع مسألة حاضرة.
” و لا بد للفكر و للمجتمع و للحياة السياسية مواكبة ما استقر من مبادئ حرية الفكر و حرية التعبير و الديمقراطية و الاحتفاء بالتنوع الثقافي و احترام حقوق الإنسان بشكل عام و حقوق المبدعين بشكل خاص
إن ما نتلمسه اليوم من وجود معوقات للنهوض بالإبداع العربي الحديث إلى المستوى المنشود ليكون حاضراً في المشهد الثقافي و الاجتماعي العربي، يعود فيما يعود إلى قصور مجتمعاتنا العربية عن تحقيق الالتزام بتلك المبادئ ووضعها الموضع المستحق في السياسات العربية المعنية.
لعل المسرح كان من أكثر التجليات الثقافية و الأدبية و الفنية تاثراً بجو الكبت و الانغلاق الذي ساد الحياة العربية في العقدين الأخيرين بالأخص، ذلك أن المسرح هو الفن الذي تنصهر فيه الفنون جميعاً.. و هو إلى ذلك فن جماهيري.. إن الانفتاح و التنوير و حرية التعبير، ينمو بنماء أجوائها و يذوي بتراجعها” ص13 من كتاب الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية.
“إن وجود قوانين تحمي الإبداع و المبدعين و تصون حقوقهم هو حجر الأساس للنهوض بالحياة الثقافية و الإبداع في المجتمع، و هذا يقتضي وعي أصحاب الحقوق بحقوقهم و تطبيق تلك القوانين الحمائية في بيئة تحترم الإنسان و حقوقه” ص 17 من كتاب الاستراتيجية العربية للتمية المسرحية.
” لا بد من توفير اجواء الحرية الفكرية و الفنية و الثقافية لتفعيل القوانين و سيادة الإنسان لتحترم حقوقه” ص 17 من كتاب الأستراتيجية العربية للتنمية المسرحية.
يلاحظ المتصفح لهذه الاستراتيجية أنها ركزت على توفير أجواء الحرية الفكرية و الفنية و الثقافية و ربطتها بحقوق الإنسان عامة، ونالت الاستراتيجية قرار تبني مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي عقد في الرياض في 12 يناير 2015، إذن يمكننا القول و من حيث المبدأ أن لا تناقض أو تعارض بين ما طالب به الفنانون و بين ما تسعى إليه المؤسسات المعنية من وزارات ثقافة، مما يؤكد ما ذهبت إليه في ما تقدم من هذه الورقة.
إن المؤسسات الرسمية في وطننا العربي تقف أمام مسؤولية تاريخية لإنقاذ المشروع الوطني من الانهيار، هذا المشروع الذي لم تفلح القبضات الحديدية في تصليبه، بل كانت من مقومات ضعفه و رفض الشارع له، و من أهم أسباب ضعف هذه المشاريع هو غياب االإبداع و المبدعين عنه، و إن حضروا ففي مساحة ضيقة، و على الأغلب مناسباتية خارج مزاج الشارع، لذا لا بد لهذه المؤسسات من الالتفات بقوة للفعل الثقافي و للفنون خاصة و المسرح بالتحديد و إعادة الاعتبار لهذه القوى في بعدها التربوي و التنموي، و ضمن مناخ حرية الإبداع و انخراط شرائح واسعة من المجتمع فيها لإعادة تربية الذائقة و روح المشاركة و التعايش و الحوار، فالفنون أهم مضاد حيوي لمرض العصر ألا و هو التطرف، و المقصود هنا بالفنون على انفتاحها، فكثير من الأفكار العصبوية لها فنون عصبوية و مغلقة تخدمها، اما الحرية و الإنسانية فتحتاج فنوناً منفتحة في مناخ منفتح حر، و لذا فإننا في الاستراتيجية نركز تركيزاً كبيراً على مسرح الطفل و الناشئة و المسرح المدرسي، و نقف اليوم على بعد بضعة أيام من إطلاق (استراتيجية تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي) و التي تتضمن خطة عشرية للتنمية و تتضمن دليلاً عاماً للمسرح في المراحل الأربع (ماقبل المدرسة و الابتدائية و المتوسطة و الثانوية)، هذه الاستراتيجية التي نتجت عن عمل عام كامل شارك فيه مسؤولوا المسرح المدرسي في وزارات التربية و التعليم العربية و ثله من خبراء المسرح المدرسي، و ستعمل كل الأطراف بالتعاون مع الأليكسو و مؤسسات المجتمع المدني على امتداد الوطن العربي على النهوض بهذه الاستراتيجية.
إذن من خلال انجاز الاستراتيجيتين السابقتي الذكر، لا بد و أن المسرح في وطننا العربي سيشهد نهوضاً و نفعيلاً مجتمعياً تنمويا، و هذا يدعونا إلى الدعوة العالية الواضحة بايجاد التشريعات المُمَكِنة للفعل المسرحي و التي ترفع كل العوائق أمام لعبه الدور المتوخى، و قد اوصت “الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية بذلك و جاءت التوصية على النحو التالي :
“العمل من أجل سن تشريعات ترسيخ الحريات العامة.
تفعيل المؤسسات المجتمعية المتمثلة بالنقابات و الجمعيات و الاتحادات الفنية المتخصصة.
استثمار مناخ التحولات التي يعيشها الشارع العربي من أجل رفع سقف حريات التعبير أمام المبدعين.” ص 23 من كتاب الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية – توصيات ملتقى المرأة)
و تسجل “الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية” إصابة في الصميم من خلال “المشروع الوطني للنهوض المسرحي” و الذي تضعه ليكون منصة النهوض بالمسرح في كل بلد عربي و يورد هذا المشروع مسائل الرقابة و خلافها مما يعني الإبداع و المبدع و يضع “الحل اليوطوبي” لذلك، و هنا أورد بعض ما جاء في هذا المشروع:
ما يحتاجه المسرح هو يوطوبيا / مدينة فاضلة
….. المدينة الفاضلة المسرحية مكونة من
الإنسان
المكان/ البنى .
النظام الاجتماعي.
النظام الاجتماعي
لكي يكون هذا النظام الاجتماعي قادراً على خلق و احتضان مقومات المسرح لا بد أن تتوفر له :
تشريعات ضامنة لقيام الفعل المسرحي و حريته.
آليات انتاج و دعم للعمل المسرحي.
توفير المناخات الحيوية للتفاعل الاجتماعي الثقافي انطلاقاً من مفهوم : المجتمع هو الحاضنة الآمنة و الحيوية لفنون المسرح.
……..
التشريعات:
القوانين و الأنظمة المنظمة للمهنة.
القوانين و الأنظمة الضامنة لحرية التفكير و التعبير.
القوانين و الأنظمة التي تشجع الاستثمار المسرحي.
القوانين و الأنظمة التي تنظم التعليم و التأهيل.
………………………..
المناخات الحيوية الاجتماعية الثقافية
تشجيع قيام الجمعيات المهتمة بالمسرح و مشتغليه.
تشجيع قيام الجمعيات المعنية بالتثقيف الفني الجماهيري.
…………………
هكذا رأت “الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية” الأمر… فهل كنا كهيئة و كمسرحيين عرب حالمين؟ إن تجربتنا في عملنا تعطينا الإجابة.
مهرجان المسرح العربي
تلاشي الرقابة
معلومات سريعة عن مهرجان المسرح العربي :
ـ تنظمه الهيئة العربية للمسرح في العاشر من يناير من كل عام (اليوم العربي للمسرح).
ـ تنظم كل دورة في دولة عربية مختلفة.
ـ تم تنظيم 7 دورات في (القاهرة، تونس، بيروت، عمّان، الدوحة، الشارقة، الرباط)
ـ عرضت في هذه الدورات حوالي 90 مسرحية.
ـ عقدت فيها 7 مؤتمرات فكرية.
ـ عقد فيها حوالي 150 مؤتمراً صحفياً.
ـ القيت فيها 7 رسائل باليوم العربي للمسرح.
ـ وزعت فيها آلاف النسخ من الكتب و المنشورات الورقية.
ـ بثت فيها مئات الساعات من العروض و الندوات على الشبكة العنكبوتية.
ـ توزيع آلاف الأقراص المدمجة الحاملة للمنشورات و المطبوعات.
لم تخضع هذه الأفعال إلى أي نوع من الرقابة المسبقة، لم يرفض عرض، لم تمنع ندوة و لا مؤتمر، لم يرفض دخول كتاب و لم يراقب أصلاً، و لم يتعرض قرص للمنع و لا بث للحظر،  و لم يمنع أي فنان لأي دولة رغم تطبيق هذا المنع على فئات أخرى في ظل الظروف التي يعيشها العالم، و سرى ذلك على المشاركين من جنسيات غير عربية في عروض المهرجان أو في ندواته و مؤتمراته.
وقبل ذلك.. إذا كانت هذه العروض الـ 90 قد وصلت المهرجان فإنها قد مرت عبر مشاهدة مئات من العروض مسرحية أمام لجان اختيار و مفاضلة، و هي لجان رقابة من زاوية المستوى الفني و خدمة أهداف المهرجان، و لم يسجل طوال هذه السنوات أن رفضت هذه اللجان عملاً بسبب وجهة نظره أو أفكاره، فهل كانت كل هذه الأعمال مطابقة لمواصفات الرقابة و المنع، بالطبع لا، لقد كانت في أغلبها تحمل سمات حرية التعبير بالقول و الفعل، و في مناخ العمل بالهيئة لم يكن هناك ما يحد حرية التعبير، كان الفيصل دوماً هو المستوى الفني و سعي العمل للتقدم و نشر الجمال و الثقاة و كرامة الإنسان و العدالة.
ضمن هذه  العروض تنافست عروض على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في نسخها الأربع، و تمتعت العروض بمناخ حرية تعبير لا حد لها، و لاحظوا من هي الأعمال التي فازت بهذه الجائزة:
ـ زهايمر لفرقة المسرح الوطني التونسي من تأليف و إخراج مريم بوسالمي و هي مسرحية صوبت سهام النقد اللاذع للبنى السياسية و المجتمعية في ظل تحرك الشارع العربي، عرضت في الأردن، و قد عرضت في الشارقة أيضاً.
ـ الديكتاتور : لفرقة بيروت 8 و نص تأليف عصام محفوظ و إخراج لينا أبيض، و هو عمل يعري خواء الديكتاتورية و البنى التي تخلقها، عرضت في قطر ضمن المهرجان و عرضت في الشارقة.
ـ ريتشارد الثالث : لفرقة إنتراكت التونسية تأليف محفوظ غزال و إخراج جعفر القاسمي ، وفيها تفكيك و فضح للمجتمعات و الحواضن التي تفرز ديكتاتوراً مثل ريتشارد، عرضت في الشارقة في مهرجان المسرح العربي و في أيام الشارقة المسرحية.
ـ خيل تايهة : لفرقة نعم من فلسطين، تأليف عدنان العودة و إخراج إيهاب زاهدة، فازت في دورة المهرجان في المغرب و عرضت في الشارقة، تتناول المسرحية في إطار الحكاية الشعبية بعداً إنسانياً للقضية الفلسطينية.
هذه أمثلة على 4 مسرحيات تنبع في بلد و تفوز في بلد عربي آخر و تعرض في الشارقة جميعها، تحمل معها محمولاتها الفكرية و تدافع عن نفسها بمحمولاتها الفنية و الجمالية و تفوز، و لم تتعرض لرقابة فكرية أو لمنع بالمعنى الذي يمكن يؤثر أو يحد من حرية تعبيرها عن مكنوناتها.
لماذا تتلاشى الرقابات أمام هذه العروض و المنشورات و المؤتمرات و المشاركين فيها؟
إنها المسؤولية و الثقة و الالتزام.
وأجزم أن المبدعين تمتعوا بها، و أن الهيئة شكلت ضمانة لهم في الانتقال إلى دول استضافة المهرجان دون خضوعهم للرقابة، و أن العروض أكدت رفعة المنتج المسرحي الذي يقدمون لينال الاحترام و التكريم من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، الذي يشكل برئاسته للهيئة مصدر ثقة بها من قبل كل الهيئات الرسمية و الشعبية على حد سواء، و لم يكن ذلك ليستمر لولا أنها حققت ثلاثية (المسؤولية و الثقة و الالتزام) و هي الثلاثية التي ينتزع بها المبدع حقه في الاحترام، و هي ذاتها التي يجب أن تلتزم بها الجهة الرسمية تجاه المبدع و الإبداع.
قبل الختام و الاستخلاص لا بد من التوقف عند مسألة مهمة، إذ ما نفتأ نسمع هنا و هناك شكاوٍ حول رفض هنا و منع هناك لبعض الأعمال المسرحية، فإذا دققنا نجد ذلك يحدث أحياناً و غالبية هذه الحالات تحدث حين تكون إحدى الجهات الرسمية هي المنتجة، سواءً في مهرجان تقيمه وزارة الثقافة، أو إحدى مؤسسات الدولة، أو في موسم لدعم المسرح في البلد الفلاني، و القاسم المشترك هنا كون جهة المنع أو الرفض هو انها كجهة منتجة، و هي بذلك لا تخالف قواعد لعبة المنتج (رب العمل) و (العامل) و (المستهلك) المعروفة في أي تجارة أو صناعة، و هي حالة لا بد من وجودها، لكن خطورة الأمر حين تتحول إلى المصدر الوحيد، فيرتهن المبدع و مشاريع الإبداع لها.
لكن لا بد من التحذير من أمر حدث و يحدث، إذ أن بعض المبدعين و فرقهم و مؤسساتهم و في سبيل الاستقلال عن المؤسسة الرسمية ارتموا في أحضان مؤسسات التمويل الأجنبي، و هم بذلك قد نجوا من سلطة المؤسسة المحلية ليقعوا تحت سلطة (متعددة الجنسيات) ناعمة المظهر، منافحة عن حقوق الإنسان، لكنها في المحصلة تنفذ أجندات خاصة قد تتقاطع أحياناً مع مصالح مجتمعاتنا و شعوبنا، لكنها على الأغلب تتبع إجندات لا مصلحة لنا بها، إن لم تكن ضد مصلحتنا مباشرة، و أهم ما تحققه هذه الحالة هي عزل هذه القوى الإبداعية عن واقعها و عن مؤسساتها فلا تعود مهتمة بمقارعتها و تطويرها بدعوى تخلفها، و تشعر هذه القوى الإبداعية بأنها صارت محمية بقوى الرأي العام العالمي.. و هو وهم أخطر من ما يتخيله البعض.
و من أجل تحقيق هذا الاستقلال بشكل يضمن هذا التكامل بين طرفي المعادلة يجب العمل على :
استقلال المبدع عن المؤسسة حتى يملك حرية ما يبدع و ما يقدم.
التزام المؤسسة بتوفير المناخ الملائم ليتم تسويق المادة التي ينتجها المبدع و بأفضل الشروط.
حماية المبدع و منتجه من تغول بعض قوى الشد العكسي في المجتمع و تمكينه من الصمود
لذا تتلخص أشكال مقاومة الرقابة في كل ما تقدم و ما خلصت إليه بالتالي  :
أولاً : القوانين و التشريعات، أهمية العمل على إيجادها وترسيخها و تفعيلها من خلال:
ـ ضبط قوانين و لوائح واضحة لمهمات الرقابة في حماية الإبداع.
ـ وجود قوانين تضمن حقوق حرية الإبداع و المبدع و تدعيمه.
ـ انسجام هذه القوانين و اللوائح مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ثانياً : المجتمع و مؤسساته الرسمية و المدنية، بحيث تشكل الحاضنة الآمنة و المناخ الإيجابي من خلال:
ـ تحقيق المبدع و الجهات الرسمية ثلاثية “المسؤولية و الثقة و الالتزام” بالاتجاهين.
ـ تثقيف المجتمع بحقوقه و حقوق حرية الرأي و التعبير، و تحويل مفاهيم الرقابة إلى فعل خلاف في الرأي تفصل فيه جهات الحقوق المدنية.
ـ تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني من اتحادات و نقابات و جمعيات و منتديات و فرق لخدمة الإبداع و حماية المبدع.
ـ تكليف عناصر مثقفة للقيام بالدور الوظيفي المناط بتطبيق قوانين الرقابة أو الحكم في شأنها.
ثالثاُ : تدعيم و تمكين المبدعين من خلال:
ـ تثقيف المبدع بحقوقه.
ـ استقلال المبدع و الجهات المنتجة للإبداع اقتصادياً للتخفف من التبعية الكاملة للمؤسسة الرسمية و ذلك في سبيل تحقيق التكامل بين كل الأطراف في تحقيق التنمية المجتمعية.
هي أشكال و آليات مدنية تعتمد على توفر مناخ من التفاهم و الشراكة كسبيل للتغيير، فالمسرح يصنع حياة من العدم، و لا يذهب بالحياة إلى العدم، من هنا فهو واقعي بكل ما يحمله من خيال، و هكذا تكون وسائله و أشكاله في الفعل، هي سمته كفعل مقاومة، للرقابة إن كانت متخلفة، للعادات و السلوك إن كانت متخلفة، لأنماط التفكير إن كانت متخلفة، للحرب و الموت، فالإنسان ابن للحياة و المسرح كذلك.

اتفاق شراكة بين "المسرح" و"Arab Stages"

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني



وقعت مجلة المسرح، الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، بروتوكول تعاون واتفاق شراكة، بين دورية اراب ستيدجز Arab Stages (خشبات المسرح العربية) وهي دورية علمية محكمة، تعنى بمتابعة المشهد المسرحي العربي، وتصدر الكترونيا عن جامعة مدينة نيويورك، ومركز مارتن سيجال للفنون، ويرأس تحرير اراب ستيدجز البروفيسور كارلسون، كما تضم هيئة تحريرها نخبة من أبرز الباحثين المتخصصين في المسرح العربي ومسرح الثقافات (العرب-إسلامية). 
وبمقتضى هذا الاتفاق ستتبادل الدوريتان الدراسات والمواد المتميزة المنشورة في كل منهما، وبخاصة المحكم منها علميا، بحيث تنشر مواد اراب ستيجز في مجلة المسرح بعد ترجمتها إلى العربية، وتنشر المواد المنتخبة من مجلة المسرح في دورية اراب ستيدجز بعد أن يتم ترجمتها إلى الانجليزية، على أن يتولى مؤلف المادة المنشورة عربيا تدبير الترجمة المطلوبة إلى اللغة الانجليزية بغرض النشر عالميا. يبدأ العمل بموجب هذا الاتفاق بداية من العدد القادم من مجلة المسرح، والمنتظر صدوره في يوليو المقبل.

محمد حافظ - البوابة نيوز 

مبدعون: ضرورة تطوير آليات الرقابة على المسرح لحمايته من الانحدار

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر


تتواصل فعاليات مؤتمر القاهرة الثقافى الفنى الدولى لليوم الثالث على التوالى بالمجلس الأعلى للثقافة، حيث أقيم اليوم الثلاثاء جلسة "أشكال مقاومة الرقابة" والتى أدارتها الدكتورة نهاد صليحة. وافتتحت الدكتورة نهاد صليحة الجلسة بالترحيب بالحضور، وأعلنت اعتذار إسماعيل عبد الله، أمين الهيئة العربية للمسرح بدولة الإمارات وحضور د. غنام غنام بالنيابة عنه. وألقى د. غنام غنام ورقة البحث التى أعدها إسماعيل عبد الله والتى حملت عنوان "أشكال مقاومة الرقابة تجربة الهيئة العامة للمسرح"، وأكد خلال الجلسة على أن مشكلة المسرح والرقابة تتلخص فى الطريقة التى يطبق بها الرقباء بنود القانون التى من المفترض أن توفر حماية للفن وأهله، وأن تضمن عدم الانحدار لما دون المواصفات الأخلاقية والفنية، وليس أن تكون أداة باطشة للسلطة وكبت الحرية، وأشار إلى ضرورة أن يتم تطوير آليات الرقباء ليكونوا قادرين على التمييز بين الفن القوى والضعيف، واختتم بقوله إن الإبداع والفن والمسرح أعلى من سقف أى رقيب. وقالت المخرجة والممثلة المسرحية نضال الأشقر، مؤسسة ومديرة مسرح المدينة فى لبنان خلال القاء ورقتها البحثية التى تحمل عنوان "فى المسرح ورقابة المسرح" إن بلداننا العربية لا تولى اهتماما حقيقيا بالديمقراطية وحرية التعبير، حتى وإن ادعت غير ذلك، مشيرة إلى أن الدول تحتال على مواطنيها بعدة طرق لمنع الفن من انتقادها، أو مناقشة موضوعات تمسها، وأكدت أن لبنان تعانى من التطاول إسرائيلى عليها ولكن مبدعى لبنان سوف يظلون يمضون قدما، ويكافحون هذا التدخل حتى النفس الأخير ولن يسمحوا أبدا بالتطبيع الثقافى مع إسرائيل، واختتمت بأن الرقابة يجب ألا تكون مؤسسة ولكن يجب أن يكون كل فرد رقيبا على نفسه وعلى أفعاله وعلى أقواله. وحضر الجلسة أيضا د. مارفن كارلسون، أستاذ فى دراسات الشرق الأوسط والأدب المقارن فى الولايات المتحدة الأمريكية وألقى ورقة بحثية بعنوان "جليلة بكار والرقابة فى تونس"، وكذلك د. هادية عبد الفتاح، مدرس بقسم علوم المسرح بكلية آداب جامعة حلوان وألقت ورقة بحثية بعنوان "الممارسات الإخراجية للتحايل على الرقابة الإدارية". 


اسماء مأمون 
اليوم السابع 

الثلاثاء، 26 مايو 2015

مسرحية "سفينة آدم، وحياة العراقيين" / د.عقيل مهدي يوسف

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
مسرحية "سفينة آدم، وحياة العراقيين"
حين تتجمع صفوة من الفنانين التربويين المسرحيين في مقاربة موضوعة الحرب، بأستعارة قصة الطوفان، فأنهم يحفزون المتلقي على المشاركة في الحدث الدرامي، بما يمتلكون من مهارة متقنة، ولياقة احترافية لصنع خطاب العرض الذي ينشط مسارات " التأويل" في الصالة ويعزز التداعيات التي يختزنها المتفرج في ذاكرته من مضمرات العنف المتراكمة في العراق .
ظهر المشهد المرئي في سينوغرافية العرض،وهو من تصميم ضرغام البياتي، غارقاً بصقيع الكفن، الذي يغلف بياضه كل قسمات المنظور وزواياه، المتصلة تكويناتها، بخطوط الانابيب والمواسير المتناثرة على السقوف والجدران، وتنفتح فوهة دائرية، كناية عن السفينة التي يقودها " ادم" الذي يرهص حضوره بقيام ساعة الهلع الاعظم، وتدفق الطوفان على البشر في بقعة ترمز الى العراق، الذي استهدفته الكوارث ، والحروب، لتزيل من اديمه اخر اثنين عاشقين، حبيب، وحبيبته، التي نراها تتقلب في دوامة وحدتها، حاملة حقيبتها، باحثة عن عشيقها الغائب ، الذي يناديها بمسميات مثل : الحياة، الدنيا، او بشذى العطور ، واصناف الورود، كما ترسم هي تلك الصورة، مرتدية السواد ، بعباءة عراقية، تتخبط بخطاها وحواراتها الذاتية مع نفسها، مثلت الشخصية المبدعة " شذى سالم" التي عرفت بجديتها ، وهي تؤطر دورها بتكوينات حركية " ميزانسينات" ، واشارات ملازمة لتشكيلات العباءة، بتنويعات ايقاعية مدروسة ، واداء صوتي مقترن بصدى المؤشرات المتصادية، المرافقة ، او التابعة ، بتموجات مسموعة، وصوتيات محرفة، مضخمة، تستجلب معها اطياف من الغرابة والرعب، والوحشة، متفاعلة مع وضعيات تثري ايحاءات الحوار، وتجسم انفعالات الشخصية اللاهثة المعذبة بوحدانيتها، والمفتقدة لصنوها الروحي ، الذي ينبثق من ظلمة الكون، حين تناديه، ليظهر من سديم الموت "مخموراً" مترنحاً، متهالكهاً، فاقداً لكينونته الشخصية،( مثل الدور، بروعة ادائية نادرة " خالد احمد مصطفى"، الذي لعب ادواراً متميزة في عروض و تجارب كاتب هذهِ المقالة ) .
في تطابق تغريبي مذهل، بين شخصية الممثل ، وشخصية الدور، الذي تحقق في " نقاهة" ممثل يقوم من سرير المرض، المميت، وهو ينجو منه بمعجزة ، بأداء دور ينبع من مورد تراجيدي واحد، هذا التماهي مع شبح " الموت" ، دفع بالعرض الى حافة الهاوية، الذي انتاب عملية التلقي، وكأن الجمهور تورط مع الممثلين ، شذى ، وخالد، بما يتهددهما من خطر الطوفان الداهم والمرتقب.
حفّز تناغم التداول التمثيلي بينهما المنظور الفني ، وقاد الى ولادة فضاء جمالي مبهر، والعجب ان قيامة جسد الممثل خالد، جاء صاخباً تارة ، ومموسقا ، ايمائياً راقصاً ، في " نشوة" تارة اخرى، تبررها دوافع الدور ، ويحمل جنباتها، جسد خالد، الذي تدارك انهياره ، ببناء معماري، انبثقت من تلويناته ، خطوط روحية موحية، ودالة على عمق الشخصية الوطني، وذوبانه في حب معشوقته، كان للطابع الساخر ، والموقف ( الجروتسكي) الذي تعمقت اطواره، بالظهور المتواتر ، لشخصية " الميت" الذي ينشر " حيا" اداء " سرمد احمد" ، ويعتمد على تحريك اعضاء جسده الميت، بما اوتي من قوة الموتى المدخرة بالمقابر التي انبثت في عظامه ، واطرافه، ليدخل في حوارية مع العاشقين ، وهو يخبرهم بأستشهاده، ليترك وراءه بيته الجميل ، حالماً بالطيران ، ليستضيف الزائرين في مضجعه الارضي ، وهو يتسامى في اجواز السماوات ومما يعمق هذا الجانب الاسطوري ، المرعب، ما يقوم به ممثل دور " ادم" – (بسمان مخلص) ، الذي يظهر بملابس بيضاء من اعلى وسط المسرح ، مؤطراً بمسافة ابدية دائرية، يطلق تحذيراته للبشر، بالصعود الى السفينة وركوب البحر قبل مباغتة الطوفان لهم .
السفينة ينقصها " اثنان" ليستكمل العدد " اثناعشر" كما يخبرنا ادم، وسرعان ما يعقد الحبيبان قرانهما ، بمباركة الميت! تتعمق السخرية الجروتسكية هذه، حين تخبرنا الشخصيات عن المغدورين بالمفخخات، والرصاصات القاتلة، والعبوات الناسفة، والدخان الخانق، وعن مقاهي النازحين في عراء الفقر والخوف وعن قاتل يقتل جيرانه، والجيران يقتلونه ، وهكذا يتساقط الشهداء، ازواجاً وفرداناً ، كل منهم ذئب لاخيه، ببلاهة طائفية، وعرقية، ودينية، وبقوة تدميرية ماحقة، يتخذ فيها العنف ابعاداً ثقافية خاصة، متحولة الى سلاح سياسي مميت، حيث تحتقن الازمات الفكرية، برموزمرضية صادمة، عاجزة عن تقبل الاخر ، تبتلعها الشمولية، بأحاديتها القطبية المغيبة لحقوق الاخرين، وتعدديتها ، لانها جعلت من العنف ضرباً مقدساً مزعوما، يرتد الى ماترسب في قعر التاريخ من خرافات ، واهواء مسمومة، تقلب القيم الى الحضيض، متنكرة بأزياء التقوى ، كما يمثلها ممثل دور ادم ، في ظهوره الاخر، وهو يحمل مبخرته، التي تنفث دخانها بيد همجية ، يحل فيها سفك دماء من يتصدى مخالفاً لقطعان فصيله الدموي ! فيصبح عرضة للموت تحت شعار ( الموت الزؤام، ان لم يسعفه النصر التام !! )
كما يرفع دعاة العنف من مثل هذه الشعارات الخائبة ، الفاقدة لمعيار الشرف ، والمندفعة في تيار الانتقام العارم والقامع للحريات .
لذا تنفر بعيدا الشخصيات المتحابة ( المرأة والرجل ) من دعوات ادم المتكررة، وهو يحول بياض اهابه المقدس ، الى بياض ( لأجنبي) معاصر ، مدنس، يحمل صفات محتل معربد مخمور .
لا يمكن العبور على ما حققته الموسيقى والمؤثرات التي ( صممها واعدها د.صالح الفهداوي ) من بعد جمالي ليجتذب الجمهور بسحر اللغة السمعية، بدراية احترافية، وقدرة على الاختيار القصدي، الذي وسع دوائر العرض المبهرة الساحرة، التي انصهرت فيها المسارات اللحنيةـ والانغام الغربية والعراقية المحلية، وتضافرت بلاغتها التدليلية لاظهار ما توارى بعيداً في اعماق العراقيين من شرور هذا الزمان، وترديات من ابتلع الوطن كأفعوان ، ويودى بأمثال :
( الحبيب ، وحبيبته، والميت ) ، الذي يتلاعب بعقول الناس بثلاثية اقنعته، (ادم، الداعية، الاجنبي العربيد) الذي يفجر مصائر الناس ، بمثل ما يفعل الحبيب وهو يستخرج " بالوناته" من " الحقيبة" ويفرقعها ، متلاشية في الهواء، كما اندثرت الاحلام، والامال ، تحت سرفات الموت، وما يتركه القتلة من نكبات، وندوب في الروح.
تدلنا هذه التجربة الاخراجية المضيئة في تجربة المخرج "د.ياسين اسماعيل" على وعيه المسرحي الذي ارتقى مراقيه، درجة درجة، ليتوفر على مثل العرض، الاكثر صدقاً في احصاء ذبذبات الروح الوطنية، وسبكها في وسام يليق بصدور العراقيين، والعراقيات في زمن التراجيديات القاتلة, على الرغم من بعض الزوائد غير الضرورية المحومة حول جوهر العرض , وصورته الملموسة .
حتى الاضاءة بمصابيح متواضعة قد تألقت في فضاءات ، تنفتح على افاق متنوعة، افق يلف الحبيبة في ركوب السفينة، وأفق اخر يجعل من الحبيب، والميت الشهيد، رهن احتمال جديد يخص مستقبل الوطن .. العراق .
وهذه المعالجات تأتي متناغمة مع نص ( علي عبد النبي) الذي استقصى المقدس ، الالهي، واشتبك مع خطوط التابو الحمراء , تتطلب احترازا اكثر , وتكريسا مواتيا في الكتابة الدرامية الموحية , بعيدا عن الصخب والمباشرة .
يدرك المخرج " ياسين اسماعيل" الضرورة الانسانية للحب، وعشق الحياة، وللممثل "خالد احمد" الذي بدا وكأنه زوربا الفرح المسرحي العراقي ،أهدى باقة حياة مزدهرة الى زوجته، التي رافقته في محنة موته، وهي كما يسميها فضاء عمره الجديد .
كلية الفنون الجميلة : سفينة ادم
تأليف : علي عبد النبي
اخراج : د.ياسين اسماعيل
تمثيل : د.شذى سالم – خالد احمد – بسمان مخلص- سرمد احمد
موسيقى : د.صالح الفهداوي.
سينوغرافيا: ضرغام البياتي.


المدى

مسرح أم القيوين الوطني أثرى الخشبة المحلية بالعديد من الأعمال المميزة.

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
                                             مسرح أم القيوين الوطني أثرى الخشبة المحلية بالعديد من الأعمال المميزة.
قال رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين الوطني الفنان سعيد سالم، إنه لم يتمكن من إرجاع الدروع وشهادات التقدير والإكسسوارات وأيضاً نصوص مسرحية وصور واكسسوارات تمثل في مجموعها الذاكرة الحقيقية لمسرح أم القيوين الوطني، منذ أن تم بيع مقتنيات المسرح في مزاد علني بحكم قضائي.
إسماعيل عبدالله: نجدة محمودة
http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/315588.JPG
قال رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين إسماعيل عبدالله، إنه على الرغم من العنوان السيئ للأزمة المادية الطاحنة التي تعرض لها، وجعلته بلا مقر، وبيعت محتوياته في المزاد العلني، إلا أن الإيجابي هو هذه النجدة وهذا الاهتمام الكبير الذي تلا ذلك، خصوصاً على الصعيد الرسمي، حيث تكفل صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم أم القيوين، بسداد مديونيات المسرح، وإنهاء أزمة المقر.
وتابع: «كانت هناك متابعة حثيثة من مختلف المسارح العاملة بالدولة لمأزق مسرح أم القيوين، لكن محدودية موارد مختلف المسارح وقفت حائلاً دون المساعدة المادية، في حين أن مسرح رأس الخيمة بادر بالإعلان عن توأمة مع نظيره مسرح أم القيوين الوطني، على الرغم من الظروف التي يمر بها الأخير».

سعيد سالم: كل الدروع غالية
http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/05/315566.jpg
قال رئيس مجلس إدارة مسرح أم القيوين الوطني الفنان سعيد سالم رداً على سؤال حول أغلى الدروع وشهادات التقدير التي فقدت نتيجة بيع محتويات المسرح في المزاد العلني، بأن «كل الدروع وشهادات التقدير، وحتى الصور والاكسسوارات التي توثق لمسيرة المسرح الذي تأسس منذ عام 1978، هي مقتنيات غالية ولا تقدر بثمن».
وعما إذا كان يشعر بالمسؤولية كونه رئيس مجلس الإدارة الذي فقدت في عهده هذه المحتويات، قال سالم: «ما قدمه مسرح أم القيوين من إبداع محفور في ذاكرة الناس وغير قابل للضياع، وبالنسبة لي فأنا لم أدخر جهداً للحيلولة دون وقوع ذلك، وما يشغلني الآن تخصيص مقر للفرقة، وحينها سنتمكن من مواصلة مسيرتنا».
وقال سالم إن أعضاء مجلس إدارة مسرح أم القيوين يسعون إلى عدم توقيف النشاط وتم إبرام اتفاقية مع الهيئة العربية للمسرح من أجل عقد ورشة فنية للأعضاء، جارٍ تدبير مكان عقدها، كما أننا نأمل في انتاج عمل شبابي للمشاركة في الدورة التاسعة لمهرجان دبي لمسرح الشباب في أكتوبر المقبل.
وقال سالم إن القيمة الزهيدة التي بيعت بها مقتنيات لا تقدر بثمن، وهي مبلغ 6000 درهم، توضح المأساة الحقيقية التي تعيشها هذه الفرقة محدودة الموارد خصوصاً، والمسرح الإماراتي عموماً.
وتابع: «النصف المملوء من الكوب يتمثل في أمر صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم أم القيوين، بتوفير مقر بديل للمسرح، وهو القرار الذي سينتشل أعضاء المسرح من التفكك، حيث لم تستوعب اجتماعاتنا الآن سوى بعض المقاهي، في الوقت الذي يبقى تكوين مجموعة على (الواتس آب) هي محل اجتماعاتنا اليومية الافتراضية».
وقال سالم: «منذ أن تم غلق المقر التقليدي لمسرح أم القيوين الوطني، وشباب المسرح في حال عدم تمكن من مزاولة أي من أنشطتهم المسرحية، لا سيما أن الفرقة المسرحية معتادة المشاركة الفعالة في مختلف الفعاليات التي تقام داخل الدولة، وهي مشاركات غالباً ما تكلل بجوائز قيمة».
وقال سالم إن هناك حالة تشتت حقيقية يعيشها أعضاء الفرقة الذين ارتبطوا بخشبة مسرح أم القيوين، وحققوا من خلالها حضورهم على مختلف المنصات المسرحية في الدولة، منذ تنفيذ الحكم القضائي بفسخ عقد ايجار المقر التقليدي للمسرح، وبيع محتوياته في المزاد العلني، ورغم ذلك تم انتخاب مجلس إدارة جديد يترقب بشغف مقراً مناسباً يعود من خلاله المسرح إلى ممارسة ألقه في ساحة الفعل الثقافي والفني في إمارة أم القيوين خصوصاً، والإمارات عموماً.
وتابع: «محدودية موارد المسرح أوقعتنا في عجز دفع القيمة الإيجارية المستحقة، وتراكمت مديونية جراء ذلك وهي قيمة الإيجار السنوي االمتراكمة، التي لم نستطع سدادها، ما جعل المقر يخضع للغلق القضائي بالشمع الأحمر، قبل أن نتمكن من إخراج المحتويات المهمة التي تشكل ذاكرة مسرح (أم القيوين)، لذلك جاء قرار فسخ العقد وتمكين المالك من الفيلا المستأجرة، وبيع محتويات المسرح بالكامل في المزاد العلني».
وأضاف: «لم يكن لأي من أعضاء مجلس الإدارة السابق سلطة على تلك المحتويات، التي بيعت اصلاً في غيابهم، وعلمنا بعد ذلك أن تلك المحتويات ربما تكون فنيت أو فقدت، لأنها لم تكن تمثل قيمة حقيقية لتاجر الأثاث الذي رسي عليه المزاد، لذلك كانت القيمة الإجمالية لهذه المزايدة 6000 درهم فقط».
وأشار سالم إلى أن مكرمة من صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم أم القيوين، الذي أمر أيضاً بتوفير مقر مناسب للفرقة، سُدد على أثرها متأخرات الإيجار، في حين أن جمعية المسرحيين قامت بسداد ما يزيد على 3000 درهم هي قيمة متأخرات فاتورة استهلاك الماء والكهرباء التي تراكمت هي الأخرى لشهور عدة، بسبب عدم القدرة على السداد.
وقال بطل مسرحية «مجاريح» بنسختها الإماراتية إن مسرح أم القيوين منذ تأسيسه عام 1978، وعلى مدار نحو 38 عاماً، لم يتعرض لأزمة مماثلة، مشيراً إلى أن معظم الأعمال التي يقوم بإنتاجها المسرح، يتم تدبيرها من ميزانية شحيحة جداً، قوامها 80 ألف درهم تعتمدها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وهي الميزانية التي كان يتم اقتطاع أكثر من نصفها للإيجار، لذلك فإن أي عمل يشارك فيه أعضاء من الفرقة لا يتم تقاضي أجر عنه إلا في حدود 500 درهم، من أجل ادخار الميزانية لسائر الممثلين والفنيين الذين يتم استدعاؤهم من خارج مسرح أم القيوين.
وأكد أنه على الرغم من ذلك يحرص مسرح أم القيوين على الوجود القوي (فنياً» على نحو يبقيه فعالاً وإيجابياً على الساحة المسرحية المحلية عبر أعمال أصبحت بمثابة محطات مهمة في مسيرة أبوالفنون محلياً، مثل «مولاي يا مولاي»، «فراش الوزير»، «يا ويلي من تاليها»،«شمبريش»، «الياسوم»، «يا ويلي من تاليها»، «الطماعين»، «غصيت بك يا ماي»، وهي من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج ناجي الحاي، وشاركت باسم الدولة في مهرجان المسرح الخليجي، وحصلت على ثلاث جوائز مختلفة، في حين أن آخر أعمال الفرقة كانت مسرحية «خلطة ورطة» من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري، وكانت من بطولتي مع الفنانين إبراهيم سالم وجاسم الخراز وموسى البقيشي ومحمد سالم، في أيام الشارقة المسرحية، فيما شارك المسرح بمسرحية «زلة عمر»، في مهرجان دبي لمسرح الشباب عام 2010، بالإضافة إلى المشاركات في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، ومنها مسرحية «آي باد» التي حققت ست جوائز مكتملة في دورة واحدة.
المصدر: محمد عبدالمقصود ـــ دبي
الأمارات اليوم 

مهرجان مسرح جلجامش: ديودراما في الدورة الأولى

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

مهرجان مسرح جلجامش: ديودراما في الدورة الأولى
من عروض المهرجان 


"أيام الديودراما" هو العنوان الذي انطلقت به أول أمس النسخة الأولى من "مهرجان مسرح جلجامش" في المنامة، ويستمر حتى 31 أيار/ مايو الجاري، في "صالة البحرين الثقافية".
المهرجان الذي صرّحت إدارته أن "النهوض بالحركة المسرحية وتشجيع المسرح الشاب في البحرين" من أهم أهدافه؛ يستضيف في هذه الدورة مجموعة من العروض المسرحية "الديودرامية" (أداء ممثِّلَيْن)، من بلدان عربية وأجنبية مختلفة.
من العروض المشارك في التظاهرة: "السيكوباتي" لفرقة "مسرح جلجامش" من البحرين، تأليف عبد الله السعداوي، وتمثيل خالد الكبيسي ومحمد بهلول. و"أعراس آمنة" من الأردن، عن قصة للكاتب إبراهيم نصر الله، إخراج يحيى البشتاوي وتمثيل زيد مصطفى ونهى سمارة، و"ضجة في منزل باردي" من عُمان، كتابة عبد الرزاق الربيعي، إخراج سعيد عامر، وتمثيل درويش المسيلي ونادية عقيل.
تتنافس جميع العروض على جوائز المهرجان الأربعة: جائزة "التمثيل الثنائي" و"أفضل إخراج"، و"السينوغرافيا"، إضافة إلى جائزة "أفضل عرض مسرحي" سيمنحها الجمهور من خلال التصويت على العروض المقدّمة.
كما يتضمن برنامج الفعاليات مجموعة من الأنشطة الموازية منها ورشة مسرحية تقدمها الباحثة والأكاديمية الفلسطينية دلال المقاري بعنوان "السيكودراما وعلاج الحالات النفسية والتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة"، تسلط الضوء على أهمية المسرح والدراما في العلاج النفسي. ومناقشة ورقة بحث بعنوان "الديودراما العربية" يقدمها المخرج الأردني محمود الجراح.

المنامة ـ العربي الجديد



عبد الكريم برشيد:النقّاد خانوا جوهر المسرح

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

الكاتب والناقد عبد الكريم برشيد 
أتى إلى المسرح من عالم المسرح كما يقول، فلا وجود في الوجود إلا لهذا المسرح، والذي يمكن أن يضيق في نظر الكاتب والناقد المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد (1943)، ليكون جنساً أدبياً أو فنياً أو فرجةً فقط، كما يمكن أن يتّسعَ حتى يصبح كل الدنيا، وذلك في كل أبعادها وامتداداتها اللامحدودة. منظرا الفرجة الاحتفالية في العالم العربي، والمحارب المسرحي الذي مازال يحفر في أرض هذه الاحتفالية ويواصل كتاباته الإبداعية والنقدية دون كلل جعل من المسرح موضوع اشتغالاته وهمومه الثقافية، وارتقى عبره بصور الحياة اليومية العادية إلى درجة الفكر، دافعاً بها إلى درجة العلم والفن والشعر والسحر والإبداع والخيال والاحتفال.

كتب صاحب «عطيل والخيل والبارود» في التنظير المسرحي: «حدود الكائن والممكن في المسرح الاحتفالي» (1983)، و«الاحتفالية في أفق التسعينيات» (1993)، ومن مسرحياته المؤلفة «سالف لونجة» (1976)، «امرؤ القيس في باريس»(1982)، «اسمع يا عبد السميع» (1985).

يعتبر برشيد نفسه من خُدَّامِ المسرح الأوفياء، ويرى أن المطلوب من هذه المسرحيات أن تكون جميلة، ومعبرة، ومثيرة ومدهشة، وأن تكون ساحرة ومغيّرة، وأن تكون مفيدة وممتعة، وأن تكون صادقة وحقيقية. في هذا الحوار  نسائل برشيد عن راهن المسرح العربي وانتظاراته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 مارس من كل سنة.

§ ما تقييمك للوضع المسرحي العربي الراهن؟

ــ من المؤكد أن المسرح العربي هو وجه هذا الواقع العربي، وطبيعي أن يكون هذا الواقع اليوم غامضاً وملتبساً، وأن تكون له آلاف الأقنعة، وكذلك هو حال مسرحنا العربي اليوم، فهو يظهر شيئاً، ويخفي أشياء كثيرة جداً، وهو يعكس بؤساً اجتماعياً وسياسياً وفكرياً في المجتمع العربي، فهناك نقص كبير في التربية الديموقراطية، وهناك جفاف في منابع الحرية، وهناك ضبابية في الرؤية الفكرية، وهناك بؤس في الاجتهاد، وهناك شح في التصوّر والخيال، وهناك فقر في المؤسسات، وهناك خلل في العلاقات، وهناك تهيب من ركوب المخاطرة العلمية والجمالية، وهناك إصرار على التبعيّة الببغائية، وعلى الاقتباس والاختلاس وعلى التزييف والانتحال، وعلى الالتزام بما لا يلزم.

إن أهم وأخطر ما ينقص هذا المسرح هو أن يكون مسرحاً أولاً، وأن يكون عربياً ثانياً، وأن يكون معاصراً ثالثاً، وأن يكون جزءاً أساسياً وحيوياً من ثقافته ومن حضارته رابعاً، وأن يكون قريباً من نبض الحياة ومن هموم الناس خامساً، ونعرف أن المسرح أخطر من أن يكون مجرد كتابة أدبية، أو مجرد فرجة بصرية، أو مجرد التقاء يعقبه فراق. إن الأساس في هذا المسرح أن يؤرخ لما أهمله التاريخ، وأن يهتم بجغرافيا النفوس والعقول والوجدان والأرواح، وأن يرسم للحياة اليومية خرائطها، وبهذا نكون اليوم في حاجة إلى إنسان مسرحي شامل ومتكامل، أي إلى المسرحي المؤرخ وإلى المسرحي الجغرافي وإلى المسرحي العرّاف وإلى المسرحي العالم وإلى المسرحي الساحر وإلى المسرحي الحكيم وإلى المسرحي المهندس، والذي يمكن أن يعيد صياغة العقل العربي، ويعيد بناء نفسيته وخياله وذوقه الجمالي بشكل مختلف.

§ وماذا عن وضعية النقد المسرحي الآن؟

ــ النقد شريك أساسي في الحركة المسرحية، ويمكنه أن يلعب أحد الدورين التاليين أو هما معاً، أي أن يكون عامل دفع إلى الأمام، أو أن يكون عامل جذب إلى الخلف، وأرى أن بعض النقد المسرحي العربي لم يساهم في تطوير وتجديد المؤسسة المسرحية ككل، وأرى أن كثيراً من المسرحيين لم يفهموا طبيعة الشراكة المسرحية، وفهموا بأن الأمر يتعلّق بصراع وحشي بين سلطتين متنافرتين ومتنافيتين، سلطة الإبداع وسلطة النقد، وبهذا فقد خان كثير من نقاد المسرح روح وجوهر هذا المسرح.

لقد كان على هذا النقد أن يُساهم في تطوير الحركة المسرحية، وأن يعمل على تثقيف الجمهور، وعلى إعادة صياغة ذوقه، أو على حماية هذا الذوق من الميوعة والإسفاف، كما كان عليه أن يحرّض على الخلق والإبداع، وعلى أن يفضح الاختلاس الذي يتم تحت اسم الاقتباس، وأن يحتفي بالعبقرية الإبداعية، وأن يصحح الأخطاء أيضاً، وأن يوثِّق، وأن يؤرّخ، وأن يكون شاهداً على هذا العصر المسرحي، وأرى أن كل هذه الأشياء لها وجود لدى كبار النقاد المسرحيين العرب، ولكنها تبقى في حكم الاستثناء الجميل والنبيل، والذي تمثله أقلام جادة في النقد المسرحي العربي.

§ تجربتك من بين أبرز التجارب المسرحية التي تعمد إلى قراءة التراث التاريخي العربي، ماذا تعني بهذه العودة إلى الأصول؟ وما هي أرضيتها السوسيو ثقافية؟ 

ــ الأساس في التراث أنه حدٌ من حدود الذات، تماماً كما هي الطبيعة وكما هو الواقع وكما هو التاريخ، ونعرف أن هذه الذات محكومة بأن تمشي إلى الأمام، ولكن بمعرفة مكتسبة من الماضي، وبتربية تمت في الماضي، وبلغة تأسست في الماضي، وبهذا يكون التراث عاملاً من عوامل غنى هذه الذات، ويكون عنواناً على صدقها ومصداقيتها.

إن التراث في المنظور الاحتفالي هو ذاكرة الجماعات والمجتمعات والشعوب والأمم الحيّة، وفي هذه الذاكرة يخبئ الإنسان تجاربه دائماً، ويخبئ حكمته وعبقريته، ويخبئ علومه وفنونه، ويخبئ أحلامه وأوهامه وأساطيره ومعتقداته المختلفة، وإنني أحاول دائماً، في كل كتاباتي المسرحية، أن أقرأ روح هذا التراث سواء في بعده المغربي والعربي أم في مستواه الكوني.. إنني أقرأه قراءة خالية من التقديس والتبجيل، قراءة نقدية تنطلق من النحن ومن الآن ومن الهنا.

§ متى تصبح المسرحية واسعة الانتشار كالشريط السينمائي؟

ــ من حسن حظ المسرحية أنها لا يمكن أن تكون إلّا مسرحية، وعبقريتها تكمن أساساً في هذه الخصوصية، والتي تجعل منها لقاء حيّاً مفتوحاً على الجمهور وعلى المكان وعلى اللحظة وعلى الآتي وعلى كل الممكنات، وتجعل منها احتفالاً جماعياً يقوم على المشاركة وعلى الحوار وعلى التفاعل، وهي بهذا مختلفة عن الشريط السينمائي في كل شيء ، فهي ليست صوراً متحركة ترى بالعين فقط، ولكنها احتفال يخاطب في الإنسان كل حواسه، فهي أساساً حوار فكري، أو هي مأدبة فكرية باذخة، كما يمكن أن تكون حلقة من حلقات الوجدان المتحرّر، أو من حلقات الروح، والتي قد تشبه حلقات الذكر الصوفي، وهذا ما يبرر أن تكون المسرحية أقلّ انتشاراً من الشريط السينمائي، ولكن مفعولها، في النفوس والعقول والأرواح، أشد وأقوى بكل تأكيد، وهي بهذا منذورة للبقاء والخلود.

§ كيف استقبلتم قرار إلغاء مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي بعد 22 سنة من الاستمرارية؟

ــ هذا المهرجان بدأ بداية رائعة وواعدة، ولكنه أخلف وعده في السنوات الأخيرة من عمره، وأصبح مستواه في النزول، وأخذ يُقدّم أي شيء باسم التجريب، وأصبحت الرداءة تجريباً، وأصبحت الأمية المسرحية تجريباً، وأصبح الاعتداء على المسرح تجريباً، وأصبح تشويه إبداع أعلام الكتابة الدرامية العالمية تجريباً، وأعتقد أن الأمر كان يحتاج إلى وقفة، ويحتاج إلى إعادة طرح الأسئلة الأساسية التالية: ما هو التجريب المسرحي؟ وما هي حدوده؟ وما هي مرتكزاته العلمية والفكرية؟ وما هي النتائج التي حققها التجريب المسرحي من خلال هذا المهرجان؟ وهل أضاف شيئاً للحركة المسرحية؟

ولأن هذا المهرجان لم يستطعْ أن يُجدّد أسئلته، فقد انتهى إلى الموت، وهكذا هو حال كل تجربة فنية لا تتجدّد بالأسئلة المُتجدّدة، ولا تُمارِس النقد الذاتي.

حوار: عبد الله المتقي - الدوحة 


الاثنين، 25 مايو 2015

الفنان المسرحي الرائد محمود ابو العباس يفوز بجائزة العويس للابداع بدورتها الثانية والعشرين

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
الفنان محمود ابو العباس 
 فاز الفنان المسرحي العراقي  محمود ابو العباس يفوز  بجائزة العويس للابداع بدورتها الثانية والعشرين وذلك لجهوده المتميزة في مجال المسرح  كاتبا ومخرجا وممثلا   وكانت له بصمات ابداعية واضحة في مسيرة المسرح وتطوره .

ولد الفنان محمود أبو العباس في أحد الأحياء الشعبية بمدينة البصرة عام 1956 ، ومثل العديد من الاعمال الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون . بعد أن أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في البصرة دفعه حبه للتمثيل للانتقال إلى العاصمة بغداد والالتحاق بكلية الفنون الجميلة قسم المسرح ليصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية وينال شهادة البكالوريوس بدرجة جيد جداً ويتخرج الأول على مجموعته في الإخراج المسرحي .

مهرجان المسرح المحترف في الجزائر... من ينصفه؟

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


باتت العروض التي ستشارك بها الجمعيات المسرحية المستقلة في الدورة الجديدة من "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" الذي ينطلق الأحد 24 مايو/أيار الجاري في الجزائر العاصمة معروفة، في ظل مطالبة نخبة من المسرحيين، بأن تخضع العروض التي تتقدم بها المسارح الحكومية للتصفيات أيضاً.
أفرزت تصفيات "المهرجان المحلي للمسرح" بمدينة سيدي بلعباس في الغرب الجزائري، و"المهرجان المحلي للمسرح" بمدينة قالمة في الشرق، المسرحيات الست التي تشارك في الدورة العاشرة من "المهرجان الوطني للمسرح المحترف"، والتي تنطلق الأحد 24 مايو/ أيار الجاري بالجزائر العاصمة. 
وهذه المسرحيات هي: "درب التبانة" لتعاونية "أصدقاء الفن" لمدينة الشلف، ومسرحية "أنا والماريشال" لتعاونية "ورشة الباهية" من وهران، ومسرحية "بسيكوز 90" لتعاونية "الإشارة" من مستغانم، ومسرحية "ثامن أيام الأسبوع" لتعاونية "ميلاف 86 للمسرح الحر" من مدينة ميلة، ومسرحية "النصف الضائع" لجمعية الفنانين الأحرار من سكيكدة، ومسرحية "الحقيبة" لتعاونية "الفضاء الأزرق" من مدينة باتنة.  
تنتمي العروض الستة الفائزة إلى التعاونيات المستقلة، وستتبارى ما بين 24 مايو/ أيار – 3 يونيو/حزيران، مع العروض التي تنتمي إلى المسارح الحكومية الأربعة عشرة بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين باشتارزي في الجزائر العاصمة، والتي لا يُلزمها قانون المهرجان بأية تصفيات، وهو الأمر الذي لازال يثير كثيراً من النقاش في الأوساط المسرحية الجزائرية. 
هواجس ملحة 
رئيسا لجنتي التحكيم في المهرجانين المحليين الفنانان جمال بن صابر، وأحميدة عياشي برّرا هذه الاختيارات لـ "الشارقة 24"بكون العروض الستة، قدّمت الجديد على مستوى الرؤية الإخراجية والسينوغرافية، وذهبت النصوص التي اشتغلت عليها إلى طرح الأسئلة الملحة التي تشغل الشارع الجزائري اليوم، رغم أن بعضها مقتبس من نصوص غربية. 
مسرحية "درب التبانة" المؤهلة الأولى على مستوى الجهة الغربية، والتي اقتبس نصَّها مخرجُها نفسه ميسوم العروسي عن نص "هل تعرف درب التبانة؟" للألماني كارل فيتلنجر، وأنتجتها تعاونية "أصدقاء الفن" من مدينة الشلف، تطرقت إلى ثقافة التنكر لمن خدموا الوطن، إلى درجة فقدان الرغبة في بقائهم، من خلال قصة علي بوعظمة الذي اختفى أثناء المأساة الوطنية في تسعينات القرن العشرين. 
مأساة بوعظمة 
يعود بوعظمة إلى قريته، بعد أن يسترجع ذاكرته، فيجد أن القوم وطّنوا أنفسهم على أنه مات، ولا مجال لقبوله بينهم من جديد، رغم كونه قدّم للعباد والبلاد ما ساهم في انتشالهم من الفناء. هنا يتحول العرض إلى محاكمة للذوات التي تقتات على استبعاد المناضلين الحقيقيين، قبل أن يؤول المقام ببوعظمة إلى مستشفى المجانين، فالصدمة أكبر من أن يتحمّلها إنسان حساس. 
ينسجم ميسوم العروسي مع الخراب الذي ينتج عن روح التنكر للجميل، حين تسود مجتمعاً معيناً، وترك الخشبة خالية من أي ديكور، عدا الإضاءة التي باتت من شخوص العرض، وخرجاتٍ كوليغرافية صممها الفنان عيسى شواط، خصيصاً لتعويض النص/اللغة في اللحظات التي يصبح فيها الكلام صعباً على الإنسان المصدوم. 
مقبرة الأحياء 
من جهتها تطرقت مسرحية "ثامن أيام الأسبوع" المؤهلة الأولى على مستوى الجهة الشرقية، وأنتجتها تعاونية "ميلاف 86 للمسرح الحر" من مدينة ميلة، إلى الاستقالة المعنوية التي يُقدمها الإنسان المهزوم نفسياً، بحيث ينساق طوعياً، وهو على قيد الحياة لدفّانه، فيحفر قبره بيده، وينزل إليه دونما أي اعتراض. 
العرض الذي كتب نصه العراقي علي عبد النبي الزيدي، وأخرجه زرّوق نكاع ينتمي إلى مسرح العبث، واضعاً النفس البشرية في مواجهة حيرتها، وهي تفقد بوصلة الأمل، مستعيناً بتقنيات الإضاءة، في رصد مظاهر هذه الحيرة، وما تفرزه من أسئلة تبقى مطروحة رغم نهاية العرض الذي دام ساعة وعشرين دقيقة.   
تصفيات مثيرة للجدل 
عن رأيه في طبيعة التصفيات التي تحدد الأعمال المشاركة في المهرجان، قال الكاتب والمخرج المسرحي علي عبدون مؤسس "تعاونية العفسة" في تلمسان لـ "الشارقة 24": "إن التصفيات يجب أن تشمل جميع العروض الراغبة في المشاركة، بما في ذلك العروض التي تتقدم بها المسارح الحكومية، خاصة في ظل دخول مسارح جديدة في الخدمة، وانتظار أن تفتح مسارح أخرى، وهو عدد لا يمكن استيعابه". 
وأضاف عبدون: "يجب أن ندخل إلى مرحلة لا تعلو فيها جهة من الجهات على التصفيات وفق المعايير الفنية المتعارف عليها". 
من جهته، قال فيصل معطاوي المكلف بالإعلام في الهيئة المسيرة للمهرجان لـ "الشارقة 24": "إن المسارح الحكومية معفاة من المشاركة في التصفيات، لأنها عكس التعاونيات الحرة، تملك لجان قراءة ومديريات فنية، تفرض مسبقاً معايير جمالية صارمة على العروض التي يتم إنتاجها، بغض النظر عن ترشيحها أو عدمه". 
غير أن معطاوي، لم يستبعد أن تخضع للتصفيات، حين تدخل جميع المسارح الحكومية في الخدمة، حتى يتم الاستقرار على عدد من العروض بما يتماشى مع الأيام المحدودة للمهرجان. 
جوائز وتتويجات 
الجوائز التي يقترحها المهرجان هي: جائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل سينوغرافيا، وجائزة أفضل موسيقى، وجائزة أفضل نص أصلي، وجائزة أفضل تمثيل رجالي، وجائزة أفضل تمثيل نسائي، وجائزة أفضل ممثل واعد، وجائزة أفضل ممثلة واعدة، وجائزة أفضل عرض متكامل، وجائزة لجنة التحكيم.

الشارقة 24 ـ الجزائر: عبد الرزاق بوكبة

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption