أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 9 أكتوبر 2016

مسرح الشرق الأوسط في مهرجان أفينيون السبعين

مجلة الفنون المسرحية


مسرح الشرق الأوسط في مهرجان أفينيون السبعين

د. صبري حافظ

شكلت العروض المسرحية في مهرجان أفينيون نوعًا من إخراج أفضل ما في جعبة الفن المسرحي المعاصر من مفردات مشهدية وحركية ساهمت في إثراء لغة العرض المسرحي، وفي تعزيز الاتجاه المتنامي الذي يستوعب فيها الكثير من مفردات لغة السينما، وإمكانيات الكاميرا والفيديو، والتصوير اللحظي لما يدور على الخشبة وتكبيره على شاشات ضخمة في خلفية المسرح. وقد مكنت هذه اللغة المسرحية الجديدة المخرج من بلورة لغته الخاصة التي تساعده على طرح تأويلات متعددة للنص المسرحي الذي يعرضه على الجمهور من ناحية؛ كما ذللت الكثير من العقبات التي كانت تحول دون اشتغال المسرح على النصوص الروائية الكبيرة. 

لذلك لاحظت أن عددًا من أعمال مهرجان هذا العام الكبيرة التي انشغل بها كبار المخرجين اعتمدت على روايات كبيرة، كان أبرزها بالقطع رائعة دوستويفسكي العملاقة (الاخوة كرامازوف Karamazov) التي أخرجها جان بيلوريني Jean Bellorini واستغرق عرضها خمس ساعات ونصف في محجر بولبون Carriere de Boulbon بفضائه المتميز، فقد نصب المخرج على الخشبة قضبان سكة حديدية تماثل تلك التي كانت تستخدم في المحجر لنقل الحجارة، ولكنها تُستخدم هنا في تحريك أجزاء المشهد، وعليها أدواته وممثلوه، لتجسد لنا جدلية البعد والقرب بين حيوات الإخوة الثلاثة (ديمتري وإيفان وإليكسي/ أليوشا) حيث أبقت الأخ الرابع غير الشرعي غائبًا عن المشهد، لأكثر من نصف زمن العرض. ورواية (2666) للكاتب التشيلي الذي رحل مبكرا روبرتو بولانو (Roberto Bolano (1953 – 2003 ويعده الكثيرون أهم كتاب جيله في أميركا اللاتينية، وهي روايته الأخيرة، ويزيد عدد صفحاتها في ترجمتها الإنكليزية عن ثمانمئة صفحة. وقد استغرق عرض المسرحية المأخوذة عن هذه الرواية الشهيرة 12 ساعة، وكأنها تعود بالمسرح إلى مهده الأول حينما كان يستغرق عرض ثلاثيات المسرح الأغريقي الكبيرة لأسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس يومًا بأكمله. 

كما استمد عرض (من يخطئون لا يكونون على خطأ Ceux qui Errant Ne Se Trompent Pas) من رواية (وضوح Lucidite) لخوزيه ساراماغو. وعرض (ميدان الأبطال Place Des Heros) الذي استمر لأربع ساعات ونصف وأخرجه المخرج الشهير كريستيان لوبا Krystian Lupa فقد أُخذ عن رواية توماس برنار Thomas Bernhard المعروفة بهذا الاسم. لكن أحد أبرز عروض مهرجان هذا العام وأكثرها إثارة للدهشة والمتعة معا، والذي يعد إضافة إلى الإبداع المسرحي المعاصر، كان عرض (الملعونون Les Damnes) المأخوذ عن سنياريو فيلم لوتشيانو فيسكونتي Luchino Visconti، الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، وأخرجه المخرج الهولندي إيفو فان هوفاIvo Van Hove لفرقة "الكوميدي فرانسيز" الكبيرة في باريس، ولكنه إخراج مصمم خصيصًا للعرض في أكبر فضاءات المهرجان وأشدها مهابة، ألا وهو فضاء ساحة الشرف في القصر البابوي Cour D’Honneur du Palais des Papes ومسرحها الضخم الذي يمتد طوله لأربعين مترًا، ويزيد عمقه عن العشرين. وقد استخدم العرض بمهارة إبداعية ملحوظة رحابة تلك الخشبة، ومهابة المبنى الذي يشكل ظهارا لها لإضفاء أبعاد جديدة على تأويله المعاصر لنص فيسكونتي، ودخل بعرضه في نوع من الحوار، أو المباراة البصرية مع هذا الفيلم المتميز ومع لغة فيسكونتي البصرية المتقدمة. 


الشرق الأوسط في أفينيون 

حظي الشرق الأوسط بمحور النظرة الخاصة، أو المحور الجغرافي، لمهرجان هذا العام فاستضاف المهرجان مجموعة من العروض تحت هذا العنوان، كان أولها المسرحية السورية (بينما كنت أنتظر Alors Que J’Attandais ) لمحمد العطار التي عرضت ست مرات، ثم العرض القادم من دولة الاستيطان الصهيوني في فلسطين بعنوان (إسحق رابين: وقائع اغتيالYitzhak Rabib: Chronique d’un Assassinat) لعاموس غيتاي، الذي عرض لليلة واحدة، ولكن في أكبر فضاءات المهرجان، وهي قاعة الشرف بالقصر البابوي. ثم العرض الراقص (فاطمة Fatmah) لعلي شحروري من لبنان وعرض لثلاث ليالٍ في فضاء دير السليستين الجميل، ثم العرض الإيراني (شنيدن أو بالسمع Hearing) الذي عرض لخمس مرات في مسرح بنوا الثاني عشر، ثم عرض راقص آخر لعلي شحرور بعنوان (موت ليلى Laila Se Meurt) وعرض لأربع ليالٍ في نفس الدير، وأخيرًا عرض بعنوان (99) لمارك نمور Marc Nammour عُرض لليلة واحدة ويوصف بأنه عرض من باريس والقاهرة ونيويورك وبيروت. 

تجيء المسرحية الإيرانية "شنيدن" في رتبة متقدمة من حيث قوة الموضوع وجماليات العرض المسرحي معًا. وإن كنا هنا بإزاء مسرحية من نوع النص الذي يتبلور على الركح – كما يقول التوانسة – لأن مخرج العرض أمير رضا كوهستاني Amir Reza Koohestani هو كاتبه أيضًا، وقد طور صيغته النهائية مع الممثلات على الخشبة. فهو مخرج مهتم بالجانب الوثائقي في المسرح . وكان قد قدم عددًا من المسرحيات التي تهتم بتوثيق جوانب بسيطة من الحياة اليومية في إيران، كما يفعل كثير من مخرجي السينما الإيرانية الجديدة التي تميزت بجماليات البساطة والتقشف والقدرة على خلق عوالم استعارية شفيفة تواجه بها سطوة الموانع والمحرمات. 

ويوشك العنوان الفارسي "شنيدن" الذي ترجمه المخرج إلى العنوان الإنكليزي سمع أو بالسماع، أن يثير مجموعة من أطياف السمع؛ من الهمسات والإشاعات والأقاويل والتكهنات وغيرها مما ينجم عن خبرة سماعية غير واضحة وغير نزيهة في الآن نفسه، ولكنها قادرة على اقتناص الشخصيات في شبكتها المدوّخة والمتشابكة بكل ما يدور في الواقع المحيط. ومع أن المسرحية ليست بأي حال من الأحوال مسرحية سياسية، فإنها تعكس ثقل المناخ السياسي المغلق في إيران، ومدى قدرته على تسميم العلاقات الإنسانية، وتدمير الكائنات الهشة التي لا تبغي غير الاستمتاع بالحياة البسيطة. وقد كانت البساطة والتقشف الجمالي هي العلامة المميزة لهذا العرض، فقد جرى على خشبة فارغة كلية من أي أثاث أو إكسسوارات، ليس عليها أي شيء سوى الممثلات الثلاث اللواتي يتوافدن إليها واحدة بعد الأخرى، ونادرا ما تجتمع عليها أكثر من واحدة. وكان في خلفية تلك الخشبة الفارغة شاشة عريضة تنعكس عليها بعض الصور التي تلتقطها في بعض المشاهد كاميرا مثبتة على رأس إحدى الممثلات. 

الواقع الإيراني ملهِمًا 

ويخبرنا المخرج أنه استمد إلهامه في عمله على هذه المسرحية من الحياة اليومية، وخاصة مما روته له خطيبته عن حياتها في المدرسة الداخلية، ومن فيلم وثائقي معروف للمخرج الإيراني الأشهر عباس كياروستامي، هو (الواجب المدرسي Homework: مشق شب) عام 1989عن اتجاه التلاميذ إزاء الواجب المدرسي، وكيف كان كثير من التلاميذ يشعرون بالخوف من مجرد سؤالهم عن حياتهم المدرسية الصارمة، وعن رعب بعضهم من مجرد السؤال عن واجباتهم المدرسية، وتحديق بعضهم في الكاميرا أو في سقف الغرفة، وكيف أن مراهقي هذه الفترة ملأهم الرعب من أسئلة المخرج الوثائقي البسيطة. وقد أخبرته خطيبته أن المدرسة الداخلية مثل السجن في مدى تأثيرها على حياة المقيمات بها. لأننا هنا بإزاء ثلاث بنات في مدرسة ثانوية داخلية سممت الهمسات والأقاويل حياتهن، حتى دفعت إحداهن إلى الهرب من البلاد إلى السويد ثم الانتحار حينما لم يُقبل طلبها للجوء السياسي. 

وتوشك المسرحية أن تكون استعادة لما جرى في إحدى مدارس البنات الداخلية في إيران بعد عدة سنوات من وقوعه، وبعد أن تفاقمت نتائج ما جرى واتضحت هشاشة القواعد التي ينهض عليها اتهام شخص ما وتدمير حياته. فبرهافة مشهدية محسوبة تكشف الأصوات عن نفسها من خلال استجواب بنتين، في لحظة يعود فيها الحاضر إلى الماضي. حين بقيت حفنة صغيرة من التلميذات في المدرسة الداخلية التي تقيم بها عادة ستون طالبة، بعدما غادرتها معظم التلميذات لقضاء عيد السنة الجديدة مع أسرهن. ومن بين البنات اللواتي بقين صديقتين حميمتين هما ندى وسامينة، وقد شاءت سامينة في ليلة رأس السنة أن تذهب إلى غرفة صديقتها كي لا تتركها وحيدة، أو كي تهرب هي نفسها من ثقل وحدتها؛ ولكنها حينما اقتربت من الغرفة سمعت صوتا رجاليا فيها، وسمعت ضحكات ندى مع من اعتقدت أنه رجل في غرفتها، وكانت تعرف أن لندى صديقاً ملتحياً. فتراجعت ولم تدق باب الغرفة، وكُتب بعدها تقريراً عما جرى، يتهم ندى بأنها أدخلت رجلا إلى المدرسة الداخلية، وقد تخفى داخل "شادور" أي العباءة النسوية الإيرانية حتى يمر على الغرف الستين دون أن يكتشفه أحد. وبدأ التحقيق مع البنتين. خاصة أننا سرعان ما نعرف أن أمر المدرسة الداخلية قد أوكل أثناء تلك العطلة، لواحدة من أكبر التلميذات سنا وأكثرهن تقدما في مرحلتها الدراسية. وأن هذه الطالبة نفسها قد تركت المدرسة في الليلة المقصودة، وباتت خارجها خلافا لما تتطلبه قواعد المدرسة من ناحية، وما تمليه عليها واجباتها تجاه الأخريات من ناحية أخرى. 

وتأخذ المسرحية بجمالياتها البسيطة التي توشك أن تكون مستقاة من جماليات السينما الإيرانية الجديدة، شكل التحقيق البسيط أو النيء في تصور كلود ليفي ستراوس لجدل النيء والمطبوخ. ولكنه تحقيق تأتي فيه الأسئلة من مصدر غير معروف أولا، ولكننا ومع النصف الثاني من المسرحية نكتشف أنه يأتي من ممثلة تجلس في الصف الأول للجمهور، حيث جلست المستجوبة التي لا نكتشفها إلا بعد ما يقرب من نصف زمن المسرحية، بيننا. وكأنها تقوم بهذا الاستجواب نيابة عن الجمهور أو باعتبارها ممثلة له. بصورة تريد المسرحية توريط الجمهور في المسؤولية عما يدور أمامه، وهذا من أهم أبعاد المستوى السياسي فيها. حيث يشارك الجمهور في تلك الطبخة المسمومة التي تتخلق أمامه أثناء المشاهدة. 

وينهض التحقيق على أن ندى استطاعت تمكين صديقها من الدخول بطريقة ما إلى غرفتها واستمتعا بالضحك، بينما كانا يشاهدان فيلمًا ما. في حين أن بناية البنات الداخلية بغرفها الستين توشك أن تكون قلعة لا يمكن اختراقها. وحينما جاءت سامينه لتكون مع صديقتها في ليلة رأس السنة، سمعت صوت رجل في غرفتها، وغبطتها على نجاحها في ذلك، ولم تدق على الباب، ومع ذلك فقد كُتب تقرير، وكانت مشرفة المدرسة الداخلية في هذه الليلة غائبة، وهي من معها المفتاح. فكيف دخل هذا الرجل؟ وكيف استطاع المرور في الممشى الطويل المفضي إلى غرفة ندى دون أن يلحظه أحد؟ وبدأت عملية استجواب كل من ندى، وسامينة. فأنكرت ندى أنها أدخلت رجلًا لغرفتها، وأنها كانت تشاهد فيلمًا وتضحك استجابة لمواقفه المرحة. وهو ما يلقي الشك على أقوال من كتب التقرير بناء على سماع صوت، قد يكون صادرًا عن الفيلم الذي كانت تشاهده. وعلى شهادة سامينه التي تشعر بالندم لما تصورته أو قالته. كما أن سامينه تعرف أن صديق ندى ملتحٍ فكيف أمكن إدخاله للمدرسة متنكرًا في "شادور"؟ لا نعرف حقًا ما جرى ولكن هذا الأمر غيّر حياة البنتين جوهريًا وإلى غير رجعة. فقد نُفيت ندى إلى السويد أو هاجرت إليها، وتعلمت ركوب الدراجة هناك بما ينطوي عليه الأمر من استعارة لحرية الحركة. أما سامينه فقد تزوجت الشخص نفسه الذي كان صديقا لندى، الذي اتُهمت بتهريبه إلى غرفتها في المدرسة الداخلية، وأنجبت منه طفلاً، والثاني على الطريق. 

وما يعزز الدلالات المتعددة لعملية التحقيق الذي يدور أمامنا مع ندى وسامينه، وأحيانًا مع الطالبة التي كان عليها تولى الإشراف على المدرسة في العطلة، ولكنها خرجت هي الأخرى وباتت في الخارج في خرق واضح لكل القواعد؛ وهي تخفي هذا الأمر وتحذفه من التحقيق والوقائع معًا، لأنها تستخدم السلطة التي أوكلت لها. أقول إن ما يعزز قدرة هذا التحقيق الدرامي البسيط على بلورة تلك الطبخة المسمومة والإيحاء بالدلالات المتعددة لما جرى، هو استخدام الكاميرا التي تمكننا من مراقبة تعبيرات الوجوه على الشاشة في لقطات وجهية قريبة من ناحية، واستدارتها وتوجيهها للجمهور الذي تنعكس صورته على الشاشة أيضًا من ناحية أخرى في نوع من جدل المسؤولية والحقيقة معًا. لأن المسرحية تدور في مستوى من مستوياتها حول معرفة من الذي يقول الحقيقة، فخلال هذا الاستجواب نكتشف مدى تعددية الحقيقة. فقد سمعت سامينه صوتًا، ولكنها ربما قد تكون سمعت وهمًا. وربما يكون الصوت صادرًا عن الفيلم الذي كانت تشاهده ندى. 

ثمة التساؤل الذي تطرحه المسرحية حول وضعية هذا الصوت، وحول حقيقة ما نسمع، ودور الخيال أو تعليقه. فقد طوعت سامينه خيالها لما سمعته أو استخدمته في تطويره، وتحويله إلى قصة كاملة أو مخالفة فاضحة للتعليمات. لأن المحرك الأساس للمسرحية هو إحساس سامينه بالذنب الذي استحال كابوسًا، خاصة بعدما دمرت حياة صديقتها. 

إننا في واقع الأمر بإزاء مسرح سياسي بالغ الذكاء وله جمالياته الممتعة؛ مسرح قوي قادر على طرح أسئلته حيث كل شيء محسوب؛ مسرح يستخدم جماليات التقشف، ولكنه مترع بالنقد الاجتماعي والسياسي الذي لا يخضع للكليشيهات. يجعلنا مشاركين في شعور الطالبتين بالرعب طوال عملية الاستجواب. ومن علامات الرعب عملية تعديل حجابهن باستمرار، وبطريقة شبه عفوية؛ لكنها كاشفة عن الرعب الداخلي. إن القوة الدرامية للمسرحية ليست فقط فيما هو غائب أو محذوف، وإنما في قدرة الصوت الواحد على أن يخبرنا بقصص متعددة. وما يمكن أن يحدث إذا ما سمعت طالبة صوت رجل في غرفة فتاة أخرى في هذا المناخ الصارم، مع أن المخرج يقدم عمله تحت عيون الرقابة الإيرانية، ولذلك فإن ما يقوله عن المجتمع الإيراني المعاصر يستحق منا التأمل والتفكير.

-----------------------------------------------
المصدر : العربي الجديد 

مصر تشارك بمسرحيتي «زي الناس وباسم» في مهرجان المسرح العربي بصفاقس

مجلة الفنون المسرحية

تشارك مصر بمسرحيتين في مهرجان المسرح العربي الذي تستضيفه مدينة صفاقس التونسية، يوم 12 من نوفمبر المقبل، ضمن 10 دول عربية و20 عملا مسرحيًا.

وقال منسق مهرجان المسرح العربي بصفاقس، محمد طاهر العجرودي : "إن مصر ستشارك بمسرحيتين هما (زي الناس، وباسم) كما ستشارك دول (الإمارات العربية المتحدة، والعراق، ولبنان، وسوريا، والأردن، وفلسطين، والمغرب، والكويت)".

وأوضح أن تونس ستشارك في المهرجان بخمسة أعمال مسرحية هي (رادو، والمجنون، والعنف، وكم من بحار من بيننا، نساء في الحب والمقاومة).

وقال العجرودي إن استضافة هذا المهرجان، الذي يستمر أسبوعين، تأتي استكمالا للاحتفال بصفاقس عاصمة الثقافة العربية لعام 2016.

---------------------------------------------
المصدر : وكالات 

الممثل والسينوغرافيا في العرض المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

الممثل والسينوغرافيا في العرض المسرحي

عبد العليم البناء 

لم تثر (السينوغرافيا) عبر مسارها الطويل، ما تثيره اليوم من اهتمام، محليا، وعربيا ودوليا، لأهميتها النابعة من أهمية المحرك الأساس لكل عناصر السينوغرافيا، (الممثل) والعلاقة التكاملية بينهما، التي توقف عندها بالدرس والتحليل، الفنان جواد الحسب، الذي عرفه المشهد المسرحي العراقي، مخرجا مسرحيا متميزاً، بأعماله التجريبية والحداثوية، التي مازالت راسخة في ذاكرة المعنيين بالمسرح، منذ ولوجه هذا العالم، وتتلمذه على أيدي عمالقته.
المكتبة المسرحية

استثمر الحسب منجزه الإبداعي هذا، ليرفد المكتبة المسرحية العراقية، بكتابه الموسوم (الممثل والسينوغرافيا في العرض المسرحي)، الصادر– مؤخرا - عن دار الروسم للصحافة والنشر والتوزيع في بغداد، وجاء في (346) صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وفاخرة.توشح الكتاب بمقدمة تحليلية مهمة، بعنوان (  السينوغرافيا.. أنساق يحققها الممثل) لمخرجنا القدير الدكتور فاضل خليل، المعروف بسعة علمه ومعرفته الأكاديمية بفنون المسرح، فضلا عن تنوع وتميز منجزه المسرحي، أكد فيها أن « أهمية التصدي لموضوع مهم كالذي اختاره مؤلف الكتاب، إنما هو الدليل على أهمية السينوغرافيا، وبالذات أهمية المحرك الأساس لها: الممثل «. ولكي يؤكد مذهبه هذا– كما يقول خليل- اكتفى بأنموذج حي واحد، وهو الممثل في مسرحية ماكبث، في عروض مختلفة لتجارب حيوية لمخرجين أكفاء. إذ استطاع من خلال أنموذجه تأكيد التعامل الرشيد مع كل المكونات التي تحقق العرض، ومنها التكنولوجيا التي تحقق بواسطتها العرض، أملا في تحقيق التكامل الفني في العرض المسرحي، مستعرضا – خليل - الفهم المتوارث والخروج على المألوف هنا، منذ ستانسلافسكي والى اليوم.

دعمائم العرض

يرى المؤلف الحسب «أن من أهم دعائم العرض المسرحي الممثل والسينوغرافيا والعلاقة التي تتمخض من ارتباطهما معا، مولدة ما يسمى بـ (المفهوم البصري) الذي نجده قد تطور تطورا ملحوظا في عصرنا الحالي، وذلك نتيجة تسارع ظهور الثورة التقنية مقرونا بكل وسائلها». فالمسرح – حسب المؤلف– يمتلك مهارات إنسانية متعددة: المؤلف بنصه، والمخرج برؤيته، والممثل بأدائه الصوتي والحركي، السينوغرافيا بتصاميمها واشتغالها في خلق صورة العرض المسرحي، بوصفه نصا ورؤية وتشكيلا وتكوينا وتصميما، والممثل لديه القدرة على أن يتكيف مع كل مايحيط به، سواء مع  الفضاء أم الشخصيات الدرامية، من خلال تحفيز الجو المسرحي والفعل العام للمسرحية.

الترابط العضوي 

المؤلف قسم كتابه إلى فصول عدة، لكي يوصلنا إلى هذا الترابط العضوي بين الممثل والسينوغرافيا في العرض المسرحي، في وقت بات فيه العرض المسرحي الراهن يهتم بل ويركز، بشكل كبير، على ما ينتجه الجسد، من دلالات، عبر الأداء والتجسيد، مما يزيح لغة الكلام، أو يقلل من شأنها في الإبداع الصوري .. ولهذا يجد المؤلف، وفقا لذلك، تضاعف دور السينوغرافيا، وزيادة اهتمام المتخصصين بالشأن الفني المسرحي، حيث انتهى عصر الديكور وأصبح جزءا منها، وبرزت هي بأنساقها وتشكيلاتها وعناصرها التي تتآلف وتنسجم، لتعمل مع بعضها من أجل هدف واحد هو تكامل العرض.في الفصل الأول توقف عند (ديناميكية جسد الممثل في العرض المسرحي)، بكل ما تنطوي عليه هذه الديناميكية من فعل إبداعي، انطلاقا من حقيقة أن جسد الممثل، هو أيقونة لجسده الآخر، الذي ينتمي إلى الواقع وإلى الحياة الطبيعية، وفقا للعبة الدرامية التي تحكمها قوانين خاصة، مستعرضا تلك العلاقة بكل تمظهراتها الزمانية، والمكانية، والعضوية، والعلاقاتية.وهكذا نجده في الفصل الثاني، يعرج إلى ( عناصر السينوغرافيا في العرض المسرحي)، ليستعرض نشوءها، وحداثة التعامل مع مصطلحها، واستخدامها في المسرح تحت إشراف (السينوغراف)، ويأتي دورها بعد المخرج، الذي غالبا ما يكون هو (السينوغراف)،لأنها تشكل العنصر الأكثر نضوجا لصناعة الصورة والمشهد.

عناصر السينوغرافيا

أما الفصل الثالث فكان عن (علاقة الممثل بعناصر السينوغرافيا في العرض المسرحي)، وهي علاقات، كما يبدو، متعددة للممثل في العرض المسرحي، كالإضاءة، والديكور، وصولا إلى المتفرج، الذي هو المتأثر والمؤثر في العرض، بشكل مباشر وغير مباشر، والعرض هو المؤثر في كل الاحيان.وينتقل المؤلف في الفصل الرابع إلى الجوانب التطبيقية، والفنية، والإبداعية، ليتوقف عند بعض الأعمال المسرحية، عن (ماكبث) لشكسبير، هذا النص الذي اهتم به مخرجون كثر، لأنه نص- كما يرى المؤلف- ينطوي على مضامين سياسية ونفسية معا، ويجدون في قراءتها ما يحقق اهدافهم برؤى مختلفة، وقد قدموه كما هو، أو مجتزءاً، أو معداً، ومنها:( المجنزرة الأميركية ماكبث) لجواد الأسدي، و( طقوس النوم والدم ) لسامي عبد الحميد، و( ماكبث) لصلاح القصب، ليصبح الكتاب محطة فكرية ونظرية مهمة، لا تخلو من رؤية تطبيقية، تنفع الهاوي والمحترف معا.


---------------------------------------------
المصدر : الصباح 




السبت، 8 أكتوبر 2016

“دوشكا” جديد المسرح السوري في بيروت

مجلة الفنون المسرحية
“دوشكا” جديد المسرح السوري في بيروت


في مدينة بيروت، وبمكان شبه مهجور -يشبه بيتًا كبيرًا على العظم- سيتم تقديم العرض المسرحي الرابع للمخرج السوري عمر الجباعي “دوشكا”.

وقد صرح المخرج قائلا : أنه يجري تدريبات مكثفة على عرضه المسرحي الحركي الجديد “الذي يعتمد رسم لوحات بصرية تشكيلية بأجساد الممثلين، تبدأ انطلاقًا من قصائد للشاعر المصري أمل دنقل، لينتقل بعدها إلى حالات وأشكال تعبيرية متنوعة يتم تجسدها.”

مكان العرض: ستيشن، بيروت، جسر الواطي، قرب مركز بيروت للفنون.

Station, Beirut, Jesr elwati, next to Beirut Art Centre

الزمان: من 13 إلى 18 تشرين الأول أكتوبر 2016. الساعة 8:30 مساء

مهمة التجسيد أوكلت إلى خمس فتيات: ساندي طعمة، لارا إيلو، مروى المصري، هديل سهلي، هنادي الشبطة. أما فريق العمل، فهو كل من:

ينال منصور: مخرج مساعد

بشار فرحات: بحث

ساري مصطفى: إضاءة

فيديو: شادي جابر

وتصميم البوستر: إيمان نوايا

الجدير بالذكر أن عمر الجباعي: خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، قسم الدراسات المسرحية في دمشق: وهو مدرب مسرح تفاعلي، وكاتب، ودراماتورج، وقد سبق أن أخرج ثلاثة عروض مسرحية هي على التوالي: “الآن/هنا” دمشق 2012، “تفصيل صغير” بيروت 2014، “أوكنو” بيروت 2015.

---------------------------------------------------------
المصدر : جيرون 

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

مجلة الاديب العراقي .. عدد جديد ..و دراسة بعنوان "النقاد المسرحيون الشباب ومسارات النقد"

المسرح ومشكلاته.. محاضرة في اتحاد الأدباء

مجلة الفنون المسرحية

المسرح ومشكلاته.. محاضرة في اتحاد الأدباء

المسرح ومشكلاته، هذه القضية التي مازالت قيد النقاش في جميع المجالس الثقافية وضمن البيئات الثقافية العراقية، ففي بلدٍ يفتقر للحريات ويعاني من سيطرة الجهل والفقر، وتعاقب الحكومات الجاهلة، مؤكد أن هذا البلد يفتقر للمسارح، ذلك أن المسرح خالقٌ للشعوب.
إلا أن الوسط الثقافي العراقي، والذي يخشى بالفعل على الغد من فقدان المسرح وغيابه التام، ما يزال يناقش تلك القضية بصدد وضع حلول جلية لها، ومن ضمن هذه المحاولات، أقام الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق جلسة ناقش من خلالها مشكلات المسرح ضمن الواقع العراقي ما بعد 2003، وذلك صباح يوم الاربعاء الماضي في مقر الاتحاد.
الجلسة التي أدارها الاستاذ رياض موسى ،الأكاديمي في مجال المسرح، قال فيها "إن المسرح ولّاد لشعوب حية، شعوب ترفض الطغيان، والمهانة، شعوب قادرة على خلق أرض حية، قادرة على الانتاج والبناء."
وأضاف " نحن لا نُقلل من قيمة الثقافات الاخرى فهي بالفعل مهمة ولا غنى عنها، ولكن جميع الفنون والثقافات في كفة والمسرح في كفة أخرى، فالمسرح هو حضارة وتاريخ البلدان، وبلد يفتقر لمسرح فهو بلا شعب ولا تاريخ، ولا حضارة." وأكد موسى " أن العراق سليل الحضارات، والذي يُعد من أغنى البلدان ثقافياً وعلمياً ، أمر مؤلم أن يفتقر هذا البلد اليوم لأهم عنصر فني وهو المسرح، وإن امتلكنا عروضاً مسرحية فهي إما هابطة وتجارية، أو محاولات فردية بسيطة قد لا تكاد تكون معروفة وملموسة."
وأكد خماط قائلاً " أن المسرح صناعة المدينة، وأن احد اسباب غياب المسرح هو انحسار المزاج العام وحركة المدينة وتفاعلات المتلقي العراقي مع المسرح، فنحن لا نمتلك ستراتيجية صناعة جمهور عضوي."
وأشار قائلاً " أيضاً يعاني المسرح من افتقار إلى لغة الحوار والتواصل بين جيل الشباب وجيل الرواد، وذلك لاحتكار جيل الرواد على الفكر المسرحي، في حين يعلن جيل الشباب عن أن افكار الرواد لا تتناسب مع الافكار الحديثة للمسرح، وهنا نجد تقاطعا واضحا بين الجيلين."
وختم خماط حديثة قائلاً " في الوقت الذي نمتلك فيه نصا مسرحيا عضويا وفعالا،سيكون لدينا جمهور متفاعل مع العروض المسرحية، وبذلك سيكون لدينا مسرح حقيقي." مؤكداً " أن العرض المسرحي العراقي رُفض في الاونة الاخيرة وللمرة الاولى للاسف في مهرجان القاهرة التجريبي للمسرح، وهذه اول مرة يرفض عرض عراقي، بعد أن كانت العروض المسرحية العراقية تتابع بتمعن وتركيز وتدرس من قبل العرب ."
من جانبه، ذكر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ناجح المعموري "أن اسباب تراجع المسرح في العراق تعود إلى التلكؤ في اكتمال مؤسسات الدولة، وهذا لا يعني أن النخبة الواعية من المثقفين العراقيين راضين ببقاء الحال على ما هو عليه ولكنهم يقومون بمساعٍ حثيثة من أجل تغيير ذلك إلا أن هذا وحده لا يكاد يكون كافياً للاسف."

--------------------------------------------------------------
المصدر : متابعة المدى 

الخميس، 6 أكتوبر 2016

«ظل» على مسرح الفنون البصرية: الرقص في الأسوَد!

مجلة الفنون المسرحية

«ظل» على مسرح الفنون البصرية: الرقص في الأسوَد!

سامر محمد اسماعيل

تجربة لافتة على مستوى «الريبرتوار السوري» أعلنت عنها كل من «الفرقة الوطنية للموسيقى العربية» وفرقة «Anima» للرقص المعاصر؛ حيث تآلفت جهود الفرقتين بقيادة المايسترو عدنان فتح الله والكوريغراف محمد شباط في العرض الموسيقي الراقص «ظل» (مسرح المركز الوطني للفنون البصرية 3- 5 تشرين الأول) لتكون هذه المغامرة الأولى من نوعها في البلاد على صعيد تقديم (shadow theater) حرص القائمون عليه أن يكون سورياً بامتياز، سواء من حيث المؤلفات الموسيقية المكتوبة له، أو حتى من خلال محاكاة الجسد الراقص للحرب الدائرة دون توقف منذ سنوات، وتبعات هذه الحرب على الكائن الإنساني من تشوّهات عميقة في النفس والجسد.

الحدث الراهن
ساعة من الزمن كانت كفيلة بأن تضع الجمهور في قلب الحدث الراهن، دون الذهاب نحو الفجائعي والدرامي المباشر، بل بالتركيز على حساسية تصويرية للجمل اللحنية الكثيفة والمشبعة بمقامات اشتقّها مؤلفوها من المدوّنة الآرامية والمشرقية للبلاد، فكتبها وأعدّها كل من الفنانين عدنان فتح الله وكمال سكيكر وناريك عبجيان، كمساحة للرقص خلف شاشة وضوء الفنان «أدهم سفر» معوّلين في ذلك على إنتاج ما يشبه ثيمات حركية لراقصي (Anima) الذين حاولوا بدورهم تقديم «مسرح ظل راقص» عبر ثلاث ثنائيات لرجل وامرأة؛ تجسّدت عبرها بذور حداثة بصرية يكون للمسرح الجسدي فيها الحضور الأكثر سطوةً على مُشاهد اليوم.
من هنا لم يكن على الرقص أن يتّبع الموسيقى، بل ستقترح الأخيرة للاول فسحةً للتفكير عبر الجسد، فالحضور المباشر لعازفي «الوطنية للموسيقى العربية» جعل من الفُرجة مقطعاً بصرياً سمعياً متناهياً في دلالاته وإشاراته، فلأول مرة يكون هذا الجناس بين الحركة والمقطوعة الموسيقية، بدون اللجوء إلى الاستعارة من المؤلفات الغربية الجاهزة، حيث يدل هذا التناغم على ساعات طويلة من التدريبات الشاقة للوصول إلى مفاتيح هذا الحوار، وإيجاد حلول فنيّة معقولة للتوليف والمزاوجة بين العزف الإفرادي لكل من الناي والعود والكمان مع متتاليات جسدية مضطرمة وخاطفة، اعتمدت أسلوبية الرقص الحديث والمعاصر كمعادل مشهدي لمقامات الشرق وتنويعاته الطربية.
جدة هذه التجربة ليست من تطويع الطربيّ والآرامي القديم لأحدث قوالب الرقص في العالم وحسب، بل من قدرة كل من فتح الله وشباط على توحيد إيقاعهما في ذرى درامية بلغ معها الراقصون الستة مفازات تشكيلية على شاشة خيمة الظل السورية المعاصرة. مجازفة فنية وضعت كلاً من لوحات «ملاك»، «لحظات»، «الموءودة» (أداء ليندا بيطار)، «سحر الشرق»، «أهكذا كانت»؟ في بنيّة متماسكة ومرنة لعبت بين الأسود والأبيض، بين الجسد وأخيلته المتراكمة وفق تصعيد درامي ساندته الموسيقى باستمرار، جاعلةً منه لعبة خصبة ولانهائية لإنتاج صور متحرّكة وسلسلة ومطواعة لفضاء دائم التحوّل والتمرد على صيغ المسرح التقليدي.
تبقى بعض اللعثمات والهِنَات البسيطة التي ظهرت هنا أو هناك في «ظِل» نتيجة طبيعية لغياب مخرج يدير هذه التجربة بين الشاشة والخشبة، ولاختبار وتمرين مهارات غير مسبوقة في تصميم «المسرح الأسود» أو ما يُعرَف بـ «مسرح الظلال»، والذي كان قد شهد تجربة يتيمة في هذا المجال عام 2007، عندما أوقفت الرقابة عرض «ملحمة المعرّي» لكلٍ من مخرجه زكي كورديللو ومؤلفه الشاعر الأرمني أفيديك إسحاقيان، وذلك بعد تقديمه لمرة واحدة وإلى الأبد على مسرح الحمراء الدمشقي!

----------------------------------------------
المصدر : السفير 

«ترشيد».. عرض موسيقي راقص بمضامين توعوية

مجلة الفنون المسرحية

خالدة مجيد: عمل مستلهم من مسرح الفرجة الشعبية

ضمن فعاليات مهرجان مسرح العائلة في دورته الأولى، والذي يعقد برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والذي ينظمه المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس، شهد عدد كبير من الطلاب والطالبات صباح أمس على مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية العرض المسرحي «ترشيد»، الذي يهدف إلى الترويج لمفهوم ترشيد استهلاك الكهرباء والماء، عبر تناول مسرحي مبتكر كشكل مختلف عن الحملات التقليدية السائدة في التوعية، عبر استخدام القوالب الإبداعية، ومنها المسرح في مخاطبة الجمهور.

وهدف العرض الذي جاء بمشاركة 40 طالباً إلى مخاطبة الجمهور برسالة تحمل مضامين توعوية بضرورة الترشيد وأهميته في حياتنا، برع فيه الطلاب المشاركون في تقديم عرض لقي تجاوباً من الجمهور الكثيف وقوامه من طلاب وطالبات المدارس، وتنوع العرض المسرحي الذي استخدمت فيه الرقصات والموسيقى والاستعراض، ليعلن مسرح الطفل أنه قادر على أن يكون أداة فعالة في إيصال رسائل التوعية والإرشاد بأهمية الاستخدام الأمثل للطاقة والمياه، وظهر ذلك من خلال الأدائية العالية ل 40 ممثلا في خشبة المسرح، والذين عملوا في تناغم كبير، وتفاعل واضح مع مضمون الرسالة التي حملها العرض.

تقول مخرجة العمل خالدة مجيد من المكتب الثقافي في المجلس الأعلى للأسرة «إن أهمية هذه المسرحية تكمن في أنها تسعى إلى إيصال رسالة للشباب والعائلة ككل، يحفل مضمونها بأهمية الترشيد في استهلاك الطاقة، وذلك لأن الطاقة الآن على مستوى كل العالم بدأت تنفد، وخاصة الماء والكهرباء باعتبارهما من أساسيات الحياة في جميع المجتمعات البشرية».

وتلفت مجيد إلى أن عام القراءة كان مدخلاً لاستخدام المسرح وبقية الفنون الإبداعية في تناول مثل هذه الظواهر، وذكرت أنهم قد انتبهوا إلى أهمية الكتاب باعتبار أن هذه السنة هي سنة القراءة والكتاب، مشيدة بالشارقة وقيادتها باعتبارها الإمارة السباقة في نشر الكتب والقراءة والثقافة.

ومن المتوقع أن يشهد اليوم الأخير للمهرجان عرض «شكراً.. لكن اتركنا»، والتي تهدف إلى تعزيز سلوك الرفق بالحيوان.

-----------------------------------------------------------------
المصدر : علاء الدين محمود - الخليج 

من أجل تصويب البوصلة الملك مات في الستينات

مجلة الفنون المسرحية

لور غريّب 

عرفنا أخيراً أن الرسام والمخرج المسرحي فؤاد نعيم يستعد لتقديم مسرحية أوجين أيونيسكو الشهيرة "الملك يموت" لمناسبة الإحتفالية التي تقيمها الممثلة الكبيرة نضال الاشقر في مسرح المدينة، وقد ترجم نعيم النص، فيما ستقوم مجموعة من الممثلين الشباب بتقديمها قريباً.
عظيم. المشروع يستحق الثناء، لا سيما في هذه الأيام التي يعيشها مسرحنا الحديث، المصلوب على خشبة إنتاج "من تحت إيد وباط" كما يقول المثل، حيث صار لمن تحلو له المجازفة إما ان يخرج مسرحية او يكتب مسلسلاً، بعدما صار البوتوكس يتكفل بتجميل جميلات الإستعراض او الطرب أو الإثنين معاً.
اذاً نحن مع المشروع مئة في المئة، ولكن هذا لا يفسر لماذا عندما سمى فؤاد نعيم الذين سيقومون بتمثيل الأدوار لم يأت على ذكر كيف ان ممثلين اصبحوا كباراً بعدما أدوا الادوار التي يستعد اليوم شباب للقيام بها، من دون أن يعرفوا من سبقهم الى المغامرة في بيروت الستينات.
لا يحق لنا ولهم ان ننسى الشاعر الكبير أنسي الحاج الذي كتب النص بالعربية وترك بصماته فيه. وقد قيل للمؤلف، كما ذكرنا في كلمتنا عن المخرج الكبير منير ابو دبس عندما رحل، انه كان الأول الذي عرّفنا على المسرح العالمي بإخراجه الدقيق والمميز في أواسط ستينات القرن الماضي. وأذكر اني شاهدت للمرة الأولى في حياتي أنطوان كرباج في دور الملك.
بدأت القصة في الستينات. كانت مجموعة من الشباب تحلم يومها بجديد في البلد. وصل منير في الوقت المناسب. تلقف الوضع وجمعهم وحولهم ممثلين تركوا اثراً كبيراً في نفوس المثقفين، لا سيما الفنانين منهم. كما إن الانتلجنسيا المثقفة ساهمت في دفع لجنة مهرجانات بعلبك الى فتح مدرسة لهم حملت إسم المسرح الحديث.
نتحدث عن تلك المرحلة وعن كبارنا الذين أدوا دور الرواد، ومنهم كثيرون، نذكر أولا الذين رحلوا، كميشال نبعة الذي أدى دور الحارس، ورضى خوري التي مثلت دور مارغريت، ونبيل معماري (العالم) ومنى جبارة (الخادمة) ورينيه ديك (أعتقد انها كانت زوجة الملك انطوان كرباج الثانية).
عاشت تلك الطفرة المباركة نحو عشر سنوات، وأنتجت اعمالاً مهمة في تاريخ المسرح العالمي، وجميعنا يعلم، وسمع وقرأ، اسماء ممثلين ومخرجين ومؤلفين في تلك المرحلة، أسماء تشرّف الحركة المسرحية الحديثة في لبنان والعالم العربي.
وجاءت الحرب وخربت أشياء كثيرة، ومنها كل ما يتعلق بالفنون، لا سيما المسرح الدرامي، بينما نمت ميول أخرى الى المسرح الإستعراضي، كما نجح شوشو في تأسيس مسرحه الفكاهي قبل أن يخطفه الموت باكراً.
ليس علي ان اؤرخ، ولكنني شعرت ان من الواجب أن نذكر الأوائل الذين فتحوا أبواب العطاء، ولا نزال جميعاً نصارع الإنهيار في كل المجالات الثقافية، وكل فروع الخلق الفني والأدبي والمسرحي والسينمائي، الخ.
فقط أردت ان "نعيد الى القيصر ما هو لقيصر، ومن حقه ... والى الله ما هو لله".

---------------------------------------------------
المصدر : النهار 

مأساة مخرج عراقي بمهرجان القاهرة الدولي.. أنمار طه: "اغتالوا مسرحي"

مجلة الفنون المسرحية


مأساة مخرج عراقي بمهرجان القاهرة الدولي.. أنمار طه: "اغتالوا مسرحي"

شارك العرض المسرحي "ركائز الدم" في فعاليات الدورة الـ 23 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر، والتي انتهت فعالياتها بنهاية شهر سبتمبر الماضي، لكن المخرج العراقي "أنمار طه" لم تنته معاناته وذكرياته الحزينة أثناء مشاركته في هذه الدورة، فبعد مغادرته القاهرة وذهابه إلى السويد مكان إقامته، وافق على إجراء حديث صحفي مع "البوابة نيوز" بحجة أنه لم يستطع تحمل كل هذه الشحنات من الحزن بمفرده ودون الفضفضة عنها .
ويقول: "عندما سمعت أن المهرجان سيعاد تنظيمه بعد توقف دام 6 سنوات، فرحت وتحمست للمشاركة بسبب أنني قد شاركت به عام 2002، وكنت مستمتعا بالمشاركة حينها، أما في هذه الدورة فقد أرسلت جهة الإنتاج السويدية عرضين لفرقتي "أجساد عراقية"، من بينهم ركائز الدم فوافقوا على مشاركته ففرحت كثيراً، ومنذ وصولي إلى القاهرة بدأت مشاكلي مع المهرجان" .
وأوضح أن إدارة المهرجان استشارتني، إذا كنت أوافق على كتابة اسم العراق بجوار العرض، ويصبح عراقي سويدي، بدلا من أن يكون ممثلا للسويد فقط، فوافقت بالطبع لكوني عراقي حتى النخاع، ولكني لم أكن أعرف أن الطلب ما هو إلا مكيدة وضعتني إدارة المهرجان بها، وأفاجئ بعد مجيئي للقاهرة أن الوفود العراقية المشاركة بالمهرجان كانت هائجة ضد إدارة المهرجان، لعدم اختيارها لأي من العروض العراقية المتقدمة، فاضطرت إدارة المهرجان استغلال عرضي ووضعت بجوار السويد كلمة العراق لتهدئة حدة الأصوات الهائجة" .

ويتابع "دخلت في مشاكل عدة اتهمني العراقيون أنني هنا لأنفذ آجندات خارجية وأن هذا العرض لا يمثل العراق، ووضعت إدارة المهرجان اسم العراق بجوار العرض لتداري على خطأها، وحاولت تهدئة الأمر لكنني لم أفلح، ووضعتني إدارة المهرجان في أزمة هوية ليست في حسباني، فأنا قد جئت للمسرح فقط وأخذت أبرر لكل من أقابله في القاهرة ماذا تعني عراقي سويدي.
ويضيف "أثناء العرض كان الوفد العراقي حاضرا بأكمله، وبعد العرض صعدوا جميعا لتحيتنا وكانت هناك مقدمة لقناة تلفزيون عراقية، كانت تريد تعمل لقاء وجاءت كلمة "ميمون الخالدي" أحد المسرحيين العراقيين المشاركين في المهرجان، وهو ليس مسرحيا بالضبط، بل هو طبيب يعمل بالمسرح، وتمت دعوته لا لأي شيء سوى أنه صديق لرئيس المهرجان "سامح مهران"، وأخذ المايك مني وجلس يتحدث عن خسارة المهرجان للعروض العراقية وحاول أن يمسك العصى من المنتصف .

 

وشعرت بألم قاسي لأنه صادر جهدي وأخذ البطولة، وعادت المذيعة تسألني عن رسالة العرض بعد ما تحدث هو عن عدم وجود المسرح العراقي العظيم وكم التجربة مفتقدة وأنا ليس لي ناقه ولا جمل، وقلت لها إن المسرح لا يقدم رسالة لأن المسرح معني بالجمال والشعر والرسائل تأتي ضمنية، وكنت منفعلا، ولم أتمالك أعصابي وبكيت لأنهم جردوني من كل شي حتى فرحتي بالمشاركة .
كم أن هناك شخصا من ضمن الوفد العراقي المسرحي اتهمني بالتكفير ويدعى "محمد حسين حبيب" نظرا لأنه تلقى موضوع العرض على طريقته الخاصة".
ويصف الوفد العراقي إذ يقول أنهم أثناء حضورهم العرض لم يبالوا به، هم حضروا لاغتياله حيث كانوا منشغلين بهواتفهم النقالة أثناء العرض، وأنا بالنسبة لي هذا فعل غير مؤدب، حيث إن مثل هذه الأفعال ضد طقس المسرح والتأمل والمتابعة، واستنكر حتى آرائهم الظالمة على العرض حيث جردوه من عراقيته، واتهموه بأنه يسير على إيقاع سويدي.
وعن المعوقات التي واجهته أثناء استعداده للعرض على المسرح الصغير بدار الأوبرا، يقول: "حدثت أشياء كثيرة في المسرح المقرر إقامة عرضي به وهو المسرح الصغير بدار الأوبرا ورغم فخامة هذا المسرح وعراقته، صادفني معاملة سيئة من موظفي الأوبرا، أولا لم يعطوني غرفه للممثلين، ومنحوني غرفة واحدة فقط لي وللممثلين وللديكور، وجميع غرف المسرح كانت مغلقة وكان يصعب تخزين الديكور على خشبة المسرح ، خوفا من تعرضه للتلف فكنا نحفظه في هذه الغرفة، أيضاً والمشرفين على المسرح في كل لحظة يقتحمون الغرفة، من دون استئذان ليبحثوا ماذا نفعل بالضبط، بالإضافة إلى فقدان قبعة مصممة خصيصا لأحد شخصيات المسرحية وعندما طلبت من الأمن إيجادها لم يهتموا" .
وركائز الدم الذي أثار جدلا في الأوساط الفنية بالقاهرة عقب عرضه على خشبة المسرح الصغير، والتي استوحت فكرته من مسرحية "كاليجولا" التي يتخذها العرض بمثابة مرجعية للتعبير الخاص عن الجنون واللامعقول، حيث يتم أداء العرض بثلاثة ممثلين يقومون بتجسيد ثلاثة عشر تصورا مختلفا لشخصية كاليجولا التخيلية باعتباره حالة مجسدة لمفهوم الطغيان والجنون، في تجليات مختلفة ليناقش أمن خلال هذا الطرح عدد من القضايا السياسية والاجتماعية الهامة من بينها قضايا التسلط والديكتاتورية والإرهاب ودور رجال الدين، وقهر المرأة، وصف المخرج الحالة بينه وبين الجمهور في القاهرة فيقول: "إن أسوأ ما رآه هو انتشار الهواتف النقالة بين جمهور العرض وهذا يضايقه أما بالنسبة للجدل الذي أحدثه العرض فهي بسبب الاشتباك مع عدة تابوهات من بينها السلطة والمتمثلة في شخصية العسكري والجنس والمتمثل في المنتقبة والدين ولم يقصد أي شيء من خلال هذا الطرح لم يقصد توجيه رسائل بقدر ماهو يقترح تساؤلات حيث أن حالة الجدل التي سادت هي هدفه وهي ما أسعدته" .
ويضيف: "الجمهور العربي مبرمج على نوعية عروض تعتمد الملفوظ الدرامي ولا تتعدي الإطار الأرسطي السائد في مناهجنا، وتجربتي غير مكتمله لكني في بحث مستمر وهذا بالنسبة لي سر الاستمرار، وأنا مؤمن بأننا يجب أن نقوم بالتغيير والبحث أما عن أوراقهم ونقاشاتهم داخل أروقة الفندق فهذا ما جعلنا غير قابلين على تقبل تجارب مغايرة لأننا نؤمن بالطائفة والعشيرة ونبخس حق المراءة ونعمل بالتراتبية غير الإنسانية".
ويتابع "أما عن تجربتي في القاهرة بشكل شخصي، فأنا سعيد بالتعرف على بعض الشباب الرائعيين، ومشاركتهم همهم الذي هو أيضا همي، وعلى أمل أن نستمر بالقدرة على التواصل الإبداعي بعيدا عن التطرف بكل أشكاله فهم النور والأمل والقاهرة أم الفن والسعادة".






------------------------------------
المصدر : االبوابة نيوز

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2016

فن الأداء.. خلاصة الفنون المعاصرة

مجلة الفنون المسرحية




د. مازن المعموري 

ما يحدث في عالم الفن اليوم, لا ينفصل عن الحياة ومجريات الاحداث والوقائع اليومية والحروب والفعل السياسي والصراعات الكبرى في كل انحاء العالم, بمعنى اننا امام تحولات جذرية ليس على مستوى المفاهيم والادوات والتطبيقات النظرية والفلسفية حسب , بل امتد ذلك الى اجسادنا وحيواتنا وبصيرتنا نحو العالم الموجود بصفته المعرفية الممكنة تداوليا.

من هنا يمارس الفن تحولاته المعقدة تجاه ما نعيشه , فقد ظهر فن الاداء مبكرا في ظل أزمات وجودية قاسية تمر بها الحضارة الغربية ومنها الى العالم لكله , ليصبح نموذجا لخلاصة الفن البشري, فـ (الأداء) هو شكل من أشكال ممارسة الفنون التي يقدمها شخص أو عدة أشخاص يقومون بعمل أو عدة أعمال حركية في إطار زمني معين ومحدد وفي مكان محدد أو في مكان الجمهور العام مثل الشارع أو السوق وغيرها. وهذا يعني ان الاداء يستخدم ستراتيجيات مثل (RECITATION سرد شيء ما على الجمهور او قراءته/ IMPROVISATION الارتجال, تلك الخاصة المرتبطة بالمسرح والدراما ) اذ يستخدم بشكل بارع حبكة معينة أو شكل سردي ما, يؤديها الشخص أمام الجمهور في أي مكان عام أو خاص مثل القاعات ومهرجانات الفن .
مع إلقاء نظرة سريعة على المرجعيات الاولى للاداء نجد صوره الاولى ممتدة الى القرون الوسطى مع ظهور الشعراء الجوالين وشعراء الترابودور والغنائيين وكذلك الحفلات التنكرية التي ظهرت في عصر النهضة ولبس الأقنعة وما شابه, لكن الاهم من كل ذلك هو ظهور فن الاداء في بداية القرن العشرين مع فن الطليعة على يد الحركات الفنية مثل المستقبلية والدادائية والبنائية والسريالية والباوهاوس , وهي حركات تشكيلية على وجه الخصوص .شاركت مظاهر الحياة المتغيرة في اوربا على مستوى الفنون والحركات الفكرية ومزاولة الكثير من الفنانين اعمالهم في الشارع والاحتكاك بالناس بشكل مباشر من إثراء هذا الفن , كما ساهمت المحاضرات الفكرية والفلسفية في المقاهي والتظاهرات السياسية من دعم هذا الفن , واصبح الناس يمارسون آراءهم وأفكارهم في كل مكان دون حدود او تابوات , كما كانت مظاهر الترفيه مثل السيرك وحركات المسرح الطليعية التي تحث على مشاركة الجمهور والخروج من اسار مسرح العلبة وفلسفات العدمية والوجودية والدادائية وغيرها من الحركات على تصفية كينونة الفن من الزوائد الكلاسيكية وارتباطاته الطبيقية القديمة , من هنا , بدأ ما يسمى بفن الاداء بصفته شكلا مشروعا من أشكال التعبير الفني, إذ يمكن الاشارة الى (COLLOBORATION) حيث وظف الفنانون مجموعة من الأشكال الفنية لخلق أنماط جديدة من الأداء والأحداث التي يقودها الفنان, بمعنى ان هناك فنا عابرا للتخصصات بدأ بالظهور على المسرح الاجتماعي أولا وقبل كل شيء .
تدفق الفنانون الاوربيون الى أميركا في الفترة من 1930-1940, تلك الشخصيات المرتبطة بحركة الباوهاوس والسريالية , وساهمت في ظهور التجريدية التعبيرية في ضوء الرسم بالالوان الزيتية والمواد المختلفة وتفرعات تقنيات ما بعدها, وابتكار وسائط جديدة للتعبير الفني في الفترة من 1940-1950, حيث تم تطوير فن الاداء مع ظهور هيمنة فن الفوتوغراف والسينما وتمظهرات الرسم الحي في فضاء المدن والشوارع والاماكن العامة , كما ظهرت تحولات مهمة في الفترة 1950-1960 , ادت الى تصاعد الحراك الاجتماعي وتطور فن الاداء في ضوء حركة فناني ( فلوكزز / FLUXUS) الذين كرسوا ظاهرة طمس التمييز بين الفن والحياة اليومية, فلا غرابة بعد ذلك ان نجد متغيرات الحراك الاجتماعي والسياسي في مرحلة الستينات من القرن الماضي, وبروز ظاهرة تسليع الفن , وظهور حركات النسوية ونظريات ما بعد الاستعمار والنظرية النقدية الجديدة وغيرها من الاشكال الفكرية والفنية والثقافية قد ساهمت ايضا في دعم حركة فن الاداء في العالم الاميركي الجديد .
النقطة الاهم هي عام 1970, الذي يعد عام استخدام فن الاداء بشكل شائع ومقبول , وقد كان مرتبطا بالفن المفاهيمي آنذاك, لانه ركز على ابتكار الافكار وليس التحف الفنية, وكرسوا مفهوم الفن الزائل والسريع وحاربوا الارث المتحفي الخالد , واستبدلوا قاعة المتحف بالمكان المفتوح والتاكيد على ( المكان / الفضاء/ الموقع / التداخل الاجناسي ) . 
ان ظهور فن الاداء عام 1970, ادى الى بروز اشكال مختلفة من الاداء السياسي في ظل الاضطرابات الاجتماعية منذ عام 1960, مثل ( فن الفعل / فن الشارع/ مسرح العصابات ) حيث سعى الفنان الى لفت الانتباه الى القضايا السياسية والاجتماعية باستخدام الهجاء والحوارات الاحتجاجية اعتمادا على الجسد, في ظل هيمنة الحركات النسوية والنقدية الجديدة في الفترة 1960-1970, التي اكدت على اعادة تقييم الجسد واكتشافه بشكل شخصي ومختلف وتفسير ماهية القيم التي ينتجها الجسد معرفيا , واثر ذلك على النشاط الجنسي والحرية الجنسية في تلك الفترة , وتفرعت الاشكال الى ظهور النحت الجامد والفن النسوي وغيرها .
استطاع فنان الاداء بواسطة الفديو والسينما والفوتوغراف, ان يكون اكثر تاثيرا في المجتمع, ففي عام 1980 تم دمج وسائل الاعلام والتكنولوجيا بفن الاداء بشكل واضح المعالم واصبحت الميديا جزءا اساسيا في العمل على هذا الفن السريع والمؤثر بقوة على الاخرين , كما أوضحت الناقدة النسوية المعروفة ( أميليا جونز Amelia Jones) في كتابها الموسوم ( فن الجسد ) طبعة 1998, من ان الجسد تمت إعادة تعريفه في مرحلة ما بعد الحداثة لما لهذه المرحلة من قدرة على تفتيت الثوابت الحداثية الخاصة بالجسد بصفته مؤسسة اجتماسياسية قارة وثابتة المعالم , مثلما فعل الفنان الغواتيمالي سانتياغو سييرا (Santiago Sierra ) حين قدم عرضا مؤثرا حول هجرة العمال الى نيويورك باقفاص كارتونية عبر البحر عام 2000, حيث تم إدخال العمال في صناديق الكرتون في ظل ظروف مختلفة. في هذه الحالة، بقي ستة عمال أربع ساعات يوميا لمدة ستة أسابيع داخل الصنادي, كما استفاد كل من  (بولين كمون ولويز والش/ Pauline Cummins / Louise Walsh ) عام 1992,على سبر أعماق الفيديو، وتركيب التصوير والصوت، من خلال إسقاط الأفواه على جسد الآخر, حيث تقول روزيلي غولدبيرغ ( أصبح عمل الفنان مرتكزا على جسده , وجود الفنان قائم على فن العيش في مفاهيم الواقع من خلال الصورة والتركيب والفديو) .
يعتبر الوقت عاملا حاسما في فن الاداء, فهو ممارسة تستند الى الوقت, اذ لا يمكن تجاوز مدة ثلاث ساعات كحد أقصى الا في حالات الاداءات التي تخص موضوعة التحمل, كالاداءات التي تخص الرياضة او مثيلاتها. من هنا تأتي صور عديدة في ذاكرة هذا الفن مثل (كريس بيردن، تبادل لاطلاق النار، / 1971) (مارينا ابراموفيتش, المقابلة وجها لوجه 1980) ( فرانكو, بعنوان أنا انت 2002/ Franko B, I Miss You) حيث مشى فرانكو صعودا وهبوطا المنصة وسط القاعة والجمهور, وهو ينزف من الأوردة من ذراعيه، والدم يلوث طلاء الأرضيات المغطاة بقماش أبيض .
في كثير من الاحيان يعد فن الاداء فنا محفوفا بالمخاطر بشكل عام , ولكن هناك عدة مسارات تخص الحياة العامة واليومية واعمال الوظائف مثل اعمال دينيس أوبنهايم (Dennis Oppenheim) إذ استخدم الفوتو لالتقاط أثر احتراق البشرة على صدره عندما وضع كتابا مفتوحا لفترة محددة ليبقى اثر حدود الكتاب على الجلد عام 1970. كما دعا الفنان جوزيف بويس عام 1972, الجمهور للحوار حول الديمقراطية والسياسة على مدى 100 يوم في دوكيومنتا 5. بامكاننا ان نتصور الفنانة بيبيتي ريست  (Pipilotti Rist) تمشي على طول شارع المدينة وتقوم بتحطيم نوافذ السيارات المتوقفة على جانبي الطريق عام 1997, هذه الفعاليات وغيرها كانت هي الجذر الاساسي لفن الاداء في كل انحاء العالم .
هناك جانب مهم لا بد من الاشارة له, الا وهو تعارض الاداء مع المسرح , فالاداء غير التمثيل بالمعنى الحرفي للكلمة, ان وقت الاداء هو بناء خاص للفنان, ففي عمل كيرا اوريلي (Kira O’Reilly) 2005, تعمل على قص شيء من جسدها قطعة قطعة بالمشرط, حيث يصبح موضوع إيذاء النفس مشهدا تدميريا للذات المقابلة , كلا الطريفين ( المشاهد والفنان ) يعيش تجربة الالم . 
ان البداية الحقيقية لفن الاداء هي في 20 شباط 1909, حسب كتاب روزيلي غولدبيرغ ( فن الاداء ) في اليوم الذي نشر فيه أول بيان للمستقبلية في صحيفة لو فيغارو, في محاولة لتأسيس نظرية لتطوير فن التشكيل في ضوء البنائية والدادا والسريالية والباوهاوس, ولا يمكن تجاهل الموسيقار المعروف جون ميلتون كيدج( 1912-1992) , وهو ملحن أمريكي وصاحب نظريات موسيقية وكاتب وفنان. ويعتبر رائد عدم التعيين الموسيقي والموسيقى الكهرسمعية والاستخدام غير التقليدي للآلات الموسيقية، كما كان كيدج واحدًا من الشخصيات البارزة في المسرح الطليعي في فترة ما بعد الحرب, وكذلك ممارسات الفنان الايطالي بيرو مانزرني , والفنان ايف كلاين, وجوزيف بويس, هذه الجذور تبدو منتميه الى الفنون البصرية , لكنه يأخذ ببساطة من جميع الفنون حسب قول غولدنبرغ لفنون الأداء التي تشمل مختلف التخصصات من المسرح والرقص والفنون البصرية والموسيقى وحتى السينما. فيما تظهر لنا عبر تاريخ الفن ثلاث منابع اساية لفن الاداء هي : 
1ـ تاريخ المسرح ويبدأ من مطابقته للواقعية .
2ـ تاريخ الرسم ويكسب قوته من اداءات جاكسون بولوك على اللوحة .
3ـ قيمة الجسد وتاخذ قوتها من ممارسة قبيلة الشامان , واليوغا , وممارسات العلاج القديمة .
يشير مك إيفلي (McEvilley), الى ان الانطلاقة الحقيقية لفن الاداء كانت على يد هارولد روزنبرغ, كفاصلة تاريخية في مقاله المعنون (The American Action Painters   / الفعل الاميركي للرسامين ) فيما يشير في معرض حديثه, الى إن ما يحدثه الرسامون على قماشة الرسم ليس صورة وانما الصورة هي نتيجة حدث الرسم او فعله, ان الاعمال الفنية الخاصة بالاداء هي الاحداث المعنية في جوهرها بالمعاش في الحياة , كما لو ان الجسد يتنفس في شكل يؤطره الفن. فالفلم الوثائقي للفنان جاكسون بولوك عام 1950, يقدم لنا وصفة واضحة المعالم عن ادائه على العمل الفني الذي يعتمد الارتجال في رمي ورش الالوان على قطعة القماش .
في تلك الفترة كان الاداء لا يستدعي الجمهور , حتى بدأ العمل على استخدام جسد الفنان ذاته في العمل الادائي, فالاعمال المنجزة في ستوديوهات الفنانين امام الكاميرا باعتبارها مصدرا للعمل بدأ في الفترة من 1966-1967, على يد الفنانين (جلبرت وجورج) مستخدمين خواص النحت والغناء في اعمالهم , ومن ثم بدات حالات الخروج الى الشارع في المراحل القادمة, ففي عام 1980-1981, بقي الفنان تيجنك هسيه (Tehching Hsieh) واقفا في الهواء الطلق مدة عام واحد بالكامل في مدينة نيويورك والناس يمارسون حياتهم الطبيعية, وبعد ذلك انتقل فن الاداء من مرحلته الرمزية حيث يختفي الفنان خلف التصوير والفديو والقصص الى الحياة العامة والاعمال سريعة الزوال, حيث قدمت الفنانة ألينا أوكيلي (Alanna O’Kelly) عام 1995, أداء حيا في مبنى دير سانت ماري في دبلن, وهو مبنى من القرن الثاني عشر في ظل اجواء مظلمة وقديمة, دون استخدام التصوير او الفديو , لكن الموضوع بقي مسجلا في سجلات الكنيسة حتى الان  . 
في الواقع. إن فن الاداء يعيش في الحاضر , وهو لهذا أكثر تاثيرا من الاعمال الفنية الاخرى, بسبب تماسه المباشر مع الجمهور, وخلق حوار بين الناس, كل ذلك يأتي بشكل او باخر, ردا على ضغط الحياة المعاصرة وتسليع الفن بصفته موقفا سياسيا وثقافيا واضح المعالم , لكنه معقد وخطير في ذات الوقت . لذا نجد ان الاعمال التي تنتمي لفنون التواصل مع الجمهور قد اخذت جانبا مهما من جوانب فن الاداء , مثلما حدث مع تينو سيغال (Tino Sehgal) الذي قدم عام 2004, ممارسات تتجاوز التصوير والفديو الى اقامة حوارات في قاعات العرض تخص الفن والمفاهيم الجمالية بشكل مباشر بين الاشخاص بمشاركة زوار المعرض في ضوء فكرة سيغال التي تعتمد سياقا خاصا تؤكد فيه على ان مؤسسات الفن يجب ان تكون امتدادا للحياة والمجتمع وليس بديلا عن الفن, فيما يقدم لنا أدريان هيثفيلد (Adrian Heathfield) محاولة جديدة لوجود شخصين او اكثر ليعيشوا فترة من الوقت في مفارقة أثنين برغبات مستحيلة, ليكون حاضرا في هذه اللحظة , مع وجود الفديو والتصوير بشكل خفي.
إن حركة الابداع العالمي وبالذات تلك الاعمال الادائية تشكل احد اهم مظاهر الفن المعاصر اليوم بكل تفاصيلها التي تضعنا امام تساؤل كبير عن جدوى البقاء في ظل أساليب فنية غابرة , لم تعد قادرة على العطاء والتفاعل مع الحياة , وفي العراق بالذات مازال الفنان العراقي متمسكا بافكار الفن القديمة والتي أكل الدهر عليها وشرب, والسؤال اليوم هو ماذا يفعل الفنان لمواجهة كل هذا العدم الذي نعيشه؟

----------------------------------------------
المصدر : المدى

الاثنين، 3 أكتوبر 2016

تربية خاطئة لجيل مسرحي جديد!!

مجلة الفنون المسرحية




سامي عبد الحميد



ما أن تشاهد عرضاً مسرحياً عراقياً يقدم في المسرح الوطني هذه الأيام حتى ترى مجموعة من الشبان يؤدون حركات هي خليط من الرقص والتمثيل الصامت والاكروباتيك والالعاب السويدية – الرياضية، ويسمونها (دراما الجسد) او (الرقص الدرامي)، وسواء كانت تلك الحركات تغطي العرض بكامله ام تظهر في لحظات متفرقة تتخلل احداثا درامية او حوارا منطوقا كما حدث على سبيل المثال في مسرحية (حروب) لابراهيم حنون أو في مسرحية (حرير) المونودراما لليلى محمد وكأنما المسرحية لا تكتمل إلا بوجود تلك الحركات التي لا معنى لها ولا دلالة في اغلب الأحيان.
اذا سار حال المسرح العراقي على هذا المنوال فسوف لن نشهد ابداعات في الادب المسرحي ولا في الأخراج المسرحي ولا في التمثيل المسرحي، حيث سيستمر استنساخ مثل تلك الحركات وسوف تتحدد المجموعات المسرحية التي تمارس هذا النوع من العروض التي اعتبرها من هوامش المسرح الأصيل.. لا يا اعزائي ليس هذا هو المسرح كما درسناه وكما فهمناه وكما ندرسه ونبحث فيه. المسرح العراقي اليوم لا يحتاج الى ممثلين يعرفون كيف يحركون اجسادهم، يلوونها ويدحرجونها على خشبة المسرح ويتمايلون الى الامام والى الخلف والى هذا الجانب وذاك الجانب ومازالت تنقصهم المرونة الكافية. المسرح العراقي بحاجة الى ممثلين يعرفون كيف يتلفظون الكلمات ويلقون الجمل الحوارية ويعرفون معانيها الظاهرة والخفية ويقلدون انغامها ودلالاتها وينوعون في ايقاعاتها السمعية.
نعم اذا استمر المسرح العراقي على هذا الحال بالاكتفاء بنوع واحد من العروض المسرحية وعروض الحركة الجسدية فانه سيضيق افق الذهنية المسرحية وسوف يحدد المعرفة المسرحية وسوف يؤدي الى فقر واضح في الخلفية الثقافية للعاملين فيه.
نعم يا اعزائي المسرح ليس هو هذا النوع من العروض الحركية، المسرح انواع ادبية هي: التراجيديا والكوميديا والميلودراما والفارس والمسرحية الدعائية والمسرح له انواع جمالية هي: الكلاسيكية والكلاسيكية الجديدة والرومانتيكية والواقعية والطبيعية والرمزية والتعبيرية والدادائية والمستقبلية والسوريالية وهناك المسرح الملحمي وهناك مسرح اللامعقول وهناك فرق المسرح التجريبي المشهورة عالمياً مثل (فرقة مسرح الشمس) للفرنسية (مينوشكين) وهناك (فرقة المسرح العبثي) لششز وهناك (فرقة مسرح آودين) لباربا وهناك فرق تجريبية حقاً اخرى، وكل ما ذكرت من مسرحيات ومن انواع ومن فرق تعتمد على الكلمة عنصراً اساسياً في اعمالها وتعتبر الحركة احياناً عنصراً ثانوياً وحتى المسرح الفقير لغروتوفسكي لم يهجر الكلمة بل اعتمدها في جميع اعماله التي يكون الممثل الناطق هو العنصر الاساسي بل واكثر من ان يكون هذا الممثل ماهراً في الغاء حواره ان يكون ماهراً في حركة جسده وماهراً في التعبير به ويصونه عن معظم متطلبات العرض المسرحي وعناصر انتاجه.

------------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 

لماذا نختلف نحن المسرحيين فيما بيننا؟!

مجلة الفنون المسرحية

لماذا نختلف نحن المسرحيين فيما بيننا؟!


سامي عبد الحميد

يختلف المسرحيون في انحاء العالم فيما بينهم جيلاً بعد جيل وفرداً مع فرد آخر حول قضايا لها علاقة بعملهم فلماذا؟ نحن انفسنا لا نكف عن نقد زملائنا، في الخفاء والعلن وفي ذات الوقت نحرص على عدم نشر هذا الانتقاد على نطاق واسع خشية الخصام والعداوة وخشية الانعزال والابتعاد عن الحقل، وقد يكون النقد او الانتقاد موضوعياً وقد يكون ذاتياً وفي كل الاحوال لا بد ان يكون هناك خلل ما في عمل هذا المسرحي الذي ننقده وربما هناك نقص ما في عنصر من عناصر انتاج ذلك العمل.
نحن نعرف ان لكل مرحلة من مراحل التاريخ اعرافها وتقاليدها الخاصة بنواحي الحياة المختلفة ومنها ناحية الفن المسرحي بالذات ونحن نعرف ايضاً ان الذائقة الفنية لدى المتلقين تتبلور على وفق تلك الاعراف والتقاليد فقد كان مواطنو مدينة (اثينا) اليونانية يتذوقون مسرحيات يوريببديس وارستوفانيس التراجيدية والكوميدية ويستحسنونها وكان الفرنسيون يتقبلون مسرحيات راسين وموليير بحماسة، وراح الروس يقبلون لمشاهدة مسرحيات جيكوف وتولستوي بتشوق. وهكذا يختلف المتلقي والناقد في العهد القديم عن المتلقي والناقد في العهد الجديد في تذوقهم وفي تقييمهم للعمل الفني ويجري التذوق والتقييم على وفق مبادئ وقواعد واساليب ومضامين ومواد هذا الفن او ذاك. فالجيل الجديد يعتقد ان تلك العوامل في زمن معين قد اصبحت بالية ولا بد من تجديدها استجابة للتطورات الحاصلة في الحياة سواء كانت اقتصادية ام اجتماعية ام سياسية فالمتغيرات التي حدثت بعد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر في حياة الاوروبيين انعكست على الفنون والآداب فكانت الواقعية وكان اصحابها يبغون اقناع المتلقي بان مادتهم تقنع بصدقيتها في تصويرها للواقع الجديد وكانت موضوعات المسرح الواقعي تعكس مشاكل المجتمع الجديد وعلاقات الافراد فيه وكانت اشكال المسرح الواقعي تناسب موضوعاته. ومثلما ظهر مؤيدون للاسلوب الواقعي في الفن عموماً وفي المسرح بوجه خاص فقد ظهر معارضون له مدّعين انه استنساخ للواقع يخلو من لمسات الفنان الابداعية وان الفن الواقعي لا يعبر إلا عن المظهر الخارجي للانسان ولا يتوغل في اعماق النفس البشرية ولذلك دعوا الى الفن الرمزي حيث اعتقدوا ان الانسان يعيش في غابة من الرموز وراحت المدرسة التعبيرية وفروعها تتوغل اكثر عمقاً لتدعي الكشف عن مخزون اللاوعي والذي لا يتكشف الا في الاحلام والكوابيس. 
عندما اعلن (قسطنطين ستانسلافسكي) عن طريقته او منهجه في اعداد الممثل وبناء الشخصية الدرامية اعتماداً على تحريك الحوافز ومكنونات الحياة الداخلية للانسان ظهر مؤيدوها وهم الاكثر عدداً وكنا منهم، كما ظهر من عارضها وبقي مؤيداً للمدرسة الفرنسية التي اسس لها (دلسارت) المبادئ والتي تعتمد على تأثير العوامل الخارجية ومتغيراتها في العوامل الداخلية عند التعبير عن الافعال والاقوال والمواقف. وكانت هناك فئتان من المسرحيين العرب تختلفان في آرائهما وفي مواقفهما: فئة تتمسك بالقديم باعتباره الاكثر رصانة واخرى تتحمس للجديد باعتباره الاكثر صدقاً، فئة تتمسك بطروحات وتقنيات (جورج ابيض) و(يوسف وهبي) و(زكي طليمات) و(حقي الشبلي) واخرى تقف بالضد وتؤيد طروحات (سعد اردش) و(كرم مطاوع) و(جاسم العبودي) و(ابراهيم جلال) وهي طروحات تتسم بالطراوة والجدة ومدعومة بالعلم وبالابتكار. 
عندما انتمينا انا والصديق بدري حسون فريد والمبدع يوسف العاني الى قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة في الخمسينات في القرن الماضي وكان (ابراهيم جلال) رئيساً للقسم بدلا من استاذه حقي الشبلي لاحظنا ان طلبة القسم قد انقسموا الى فئتين مختلفتين: احداهما تؤيد الشبلي ،وهم القلة، والاخرى تؤيد جلال، وهم الكثرة.

------------------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 

مهرجان طنجة الدولي يؤكد عودة الحكاية إلى خشبة المسرح العالمي

مجلة الفنون المسرحية



المهرجان يرفع شعار 'المنعطف السردي في المسرح' ويكرم الباحث الأميركي مارفن كارلسن.

نظم المركز الدولي لدراسات الفرجة الدورة الثانية عشر من مهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية تحت شعار "المنعطف السردي في المسرح: عودة فنون الحكي"؛ واحتفت بإحدى أيقونات الدراسات المسرحية بالعالم مارفن كارلسن الذي صادف عيد ميلاده الواحد والثمانين.

وترجع علاقة هذا الباحث الأميركي بالمسرح العربي منذ أن حل في مؤتمر "الأداء الكوميدي في المسرح المغربي" بكلية آداب تطوان عام 2005 بوصفه خطوة مؤسسة في فتح الحوار بين خبراء المسرح العربي ونظرائهم في العالم الغربي؛ إذ اقترح انضمام شبكة من الباحثين المسرحيين العرب للفيدرالية الدولية للأبحاث المسرحية التي لم تكن مهتمة بشكل واضح بالعالم العربي؛ وقد عرف المؤتمر السنوي الذي احتضنته فنلندا حضورا لافتا للعالم العربي، وذلك من خلال المحاضرة الافتتاحية التي ألقتها د. نهاد صليحة بوصفها أول باحثة عربية.

وتم تقديم أوراق عن المسرح العربي برئاسة كارلسن وكولك، وفي هذه المرحلة سينفتح مارفن كارلسن على جغرافيات مسرحية خارج حدود مصر من خلال ورقة قدمها عن المسرحية الجزائرية فاطمة كالير، فضلا عن حضور كل من حازم عزمي، وشمس الدين يونس من السودان، وفرح يجينيه تبريزي من إيران، وخالد أمين من المغرب.

وشكل هذا المؤتمر لحظة لتأسيس حضور عربي دائم ضمن فعاليات المنظمة، إذ أصبح في الفيدرالية منذ عام 2007 فريق مجموعة البحث في المسرح العربي.

وقد قدم مارفن كارلسن أبحاثا عديدة حول المسرح في الدول المغاربية، وورقة عن المسرحي المغربي الطيب الصديقي.

كما نسق مع باحثين عرب لتحرير أعداد خاصة من مجلة Ecumenica كما فعل مع حازم عزمي حول الإسلام والمسرح، وخالد أمين حول فن الحلقة، والأداء العربي- الأميركي بشراكة داليا بسيوني.

ونشر في السنة نفسها أبحاثه حول الدراما العربية، وتزايد اهتمامه بالمسرح المغاربي، وهي "أربعة مسرحيات من شمال إفريقيا" (اثنتان من تلك المسرحيات التي ترجمت كانتا للمسرحي الجزائري عبدالمالك علولة ورائد المسرح المغربي الطيب الصديقي. وواصل العمل مع خالد أمين من خلال مشروع عربي يعده مارفن كارلسن الأكثر طموحا حتى الآن، وهو كتاب حول تاريخ المسرح الجزائري، والتونسي، والمغربي نشر ضمن منشورات Palgrave McMillan عام 2012.

وقد توج مارفن كارلسن بالعديد من الجوائز الدولية كجائزة "جورج جان ناثان" و"وإدغار روزنبلوم" لمساهمته في تطوير فنون التمثيل، وتعزيز مجالات المسرح والأدب المقارن وإشعاعهم، وإشرافه على العديد من الأطاريح الجامعية التي تهتم بدراسة المسرح العربي.

هذا وقد سبق وأن كرم المهرجان في دورات سابقة مجموعة من من القامات مثل حسن منيع، ومحمد قاوتي، وثريا جبران، وعبدالحق الزروالي، ومحمد مفتاح.

وأشار الدكتور خالد أمين مدرير المهرجان أن هذه الدورة التي تحظى بدعم وزارة الثقافة تتغيا إثارة إشكالات ترتبط بالمزيد بالتداخل بين "المنعطف السردي" ونظيره "الأدائي"؛ إذ أحيانا لا يتم التحكم في تصريف المادة الحكائية كرونولوجية خطية؛ حيث لا ينشد السرد داخل معترك الممارسة المسرحية البديلة رهانات تمثيل واقع الحال كما هو. وفي الوقت نفسه، ساهم المنعطف الفرجوي لأواخر القرن العشرين في إرباك الحدود بين الفنون وبين الفن ونقيضه.

ويجسد أداء القصص السير ذاتية والوقائع في العديد من التجارب المسرحية المعاصرة الإمكانات الهائلة للمسرح السردي، فيغزو الواقع المسرح من جديد، ويستفزه انطلاقا من ردم الهوة بين السرد الذاتي والحكايات الجماعية، الخاص والعام، الجمالي والسياسي.

أما كلمة المدير الجهوي لوزارة الثقافة طنجة – تطوان - الحسيمةن محمد الثقال فأشارت إلى هذه التظاهرة أصبحت مرجعا مهما في استقصاء تجارب الحداثة وما بعدها في فنون الفرجات الحية وما جاورها وانطلاقا من استحضارها الذاكرة الإنسانية المشتركة التي تلاقحت فيها ثقافات وحضارات في حوض الأبيض المتوسط الكبير.

لذلك فالمهرجان أضحى فرصة ثمينة للتلاقي والتحاور، والإطلاع على التنوع والخصوبة في مجالات الفرجات الحية، وإبراز المميزات النوعية للعطاء المسرحي الدولي كمكون مهم من مكونات التثاقف والتسامح وانفتاح الحضارات على بعضها البعض.

وتميزت الجلسة الأولى الافتتاحية التي ترأسها مارفن كارلسن بمحاضرة غابرييل برانستيتر المديرة الثانية لمعهد تناسج ثقافات الفرجة بالجامعة الحرة ببرلين انطلقت فيها من جاذبية موضوع السرديات، وبخاصة الجانب المتعلق بالأداء داخل المسرح العربي والعالمي؛ بحيث تسمح عملية الاندهاش بتحقق عمليات الفهم على الرغم من وجود أنماط من السرديات؛ فإن هناك تمييز بين السردية والحكي داخل المسرح والأداء المسرحي؛ إذ نجد في بعض الجامعات الغربية سلسلة محددة في العمل المسرحي يصبح معها السردي انعكاسا لعملية الأداء مما ينجم عنه انخفاض على مستوى الأداء الدرامي انطلاقا من استعارة هذه التقاليد الحكائية التي تعود إلى التسعينيات.

كما أن تضمن المسرح على حكايات منذ شكسبير كان بهدف التسلية؛ حيث يتم مزج الحكي بالوسائط الجديدة انطلاقا من علاقة غير هرمية يتبعها الموقف الجمالي. دخلت الصورة المتعلقة بالأداء مجال البحث المسرحي خلال التسعينيات بشكل لافت؛ إذ صار كل من الحكي والسردية شيئا جديدا بدءا من اختيار المصطلحات، والتعيين الإجناسي في هذه النماذج المسرحية التي فرضها الاستعمار والتراث، وفي خضم هذه الدينامية جاء فن المسرح الراقص؛ ليصبح الرقص موضوعا على الخشبة باستثناء الرقص الشرقي والجانب التقليدي فيه كما هو الأمر في الهند.

يعتمد الرقص المسرحي المعاصر في تقاليده على إستراتيجية تأتي من اتباع الحكي والسرد والتشخيص لسيرورات تصير بموجبها فعلا واقعيا، وبالتالي تسهم في عملية توصيلها إلى الجمهور؛ حيث يتم التمييز بين موضوع الحكي الذي هو الرقص؛ حيث يقومون في جنوب إفريقيا بالحكي والرقص. كما يمكن أن يخضع العرض المسرحي إلى عملية توليف بين الأداء والفن التشكيلي، بدلا من عرض الصور من طريق استخدام صور متعددة لتظهر جودة السردية من خلال العرض. إن عنصر الحكواتي- تضيف غابرييل برانستيت- هو وضع مجموعة صور، ونسج صورة متعددة بوصفها كيفية معينة من هذه التركيبات، وتستشهد الباحثة في هذا السياق بعرض مسرحي بمهرجان برلين تم ترك الرقص؛ لأن المشاهد هو الذي يقرر النتيجة الملقاة. وبالتالي تظهر الشخصيات في صورة خيال، وليس من خلال شخصيات تبدأ في سرد الحكايات؛ إنها خيالات متراقصة يتم عرضها في "رقصة الموت" إضافة إلى صور أخرى ومسرحيات تظهر فيها جائزة يتم منحها للصيادين في مشاهد خيالية غير واقعية؛ ويحيل هذا الأمر إلى اللاجئين، ومعاناة أهالي جنوب أفريقيا، والغاية من هذا الرقص هو جلب انطباع تاريخي إلى ذاكرتنا من خلال بعض الراقصين، وكذا عمليات الطيران تسعى إلى تمثيل نظام العنصرية، وقتل اليهود، والمحرقة في ألمانيا بوصفها معاناة لهذه الذاكرة.

تتم عملية السرد والحكي من دون الحاجة إلى كلمات، وإنما يتم تمريرها بوساطة الرقص، وبالتالي تصبح الذاكرة درامية كتحويل لأقوال فرويد كي يتم تطبيقها من خلال الصور لتحقق رؤية ما يود أن يقوله الممثلون من أجل تحويل ولي عنق الحقيقة.

إن موضوع السردية من خلال هيكلة الزمن يمكن رصده في الأشرطة المرسومة المتحركة عندما حاولت الرسم على الورق، والعودة إلى الكاميرا بغية إنتاج ما نريده، وهذا ما وقع بالضبط؛ ذلك أن تراكم الصور والرسومات أفرز لنا معنى يتصل بالوقت الذي يختلف من بلد إلى آخر؛ وهذا ما تطلق عليه الباحثة برفض الساعة، فضلا عن إمكانات أخرى تتعلق بتقنيات تسمح بعودة الصور من الذاكرة.

وترى الباحثة في مسرحية "فلينني في المنفى" أن تداعي الأفكار يسمح لها بعدم تفسيره انطلاقا من مبدأ القطع السردية بوصفه أساس عملية الحكي والسرد؛ لأن بعض الأشياء التي جعلت عملية التفكير ليست بوصفها عملية إنتاج وفقط، وإنما مشاركة الآخرين؛ إذ يمكن أن تؤثر عملية السرد – هذه - على المسرح، وبخاصة على مستوى التوليف؛ لأنه يدخل العمل في التكرار عوض التركيز إلى درجة تصبح هذه الأشياء خاضعة لصيرورات كما لو أنها رسومات متحركة؛ أي أن إطار الأداء والبناء المسرحي يعد موقعا، وليس مؤامرة. ومن ثمة تصير قريبة من صور الخطاب.

وتمثل الباحثة في هذا السياق بالنوادر بوصفها توليفات حديثة وعاصرة حديث في التاريخ. ترتبط عملية التقسيم - حسب الباحثة - بطريقة الحديث؛ إذ تظل سرا من الأسرار؛ بحيث تظهر التأثيرات على مستوى الحوار من دون إطار؛ ذلك أن سرد التاريخ بدأ في التسعينيات على خشبة المسرح.

تعد النوادر عملية قطع وفصل للسردية، واستكشافا للتاريخ، وتعرضا للغة المستخدمة انطلاقا من الرغبة في الحفاظ على الجانب التاريخي فيها، وبالتالي تفضي إلى نوع من الحديث عن الموقف مما أفرزه الاستيطان الاستعماري؛ أي استعمار الأراضي، ومن جوانب متعددة؛ بحيث تم استخدام هذا المصطلح لفهم طبيعة تشكلات الاختلاط المناسب لترك الحرية في التصرف على خشبة المسرح من دون أن تكون عملية الفهم احتمالية على مستوى نقدها لعملية التنوير، وبخاصة بعد عصر المسرح الاستيطاني بوصفه نوعا من أنواع التهذيب التي تتسم بها حركة التنوير.

تنتقل بعد ذلك الباحثة إلى الحديث عن تجربة كاتدريج الذي تحدث عن العلم والفن ومعرفة الوسائل التقنية وحب الاستطلاع بوصفه كشفا للمجهول، وأيضا بالنسبة إلى المساحات والحقائق والحركات والرقصات، واستوديو التمثيل؛ فتخييل الحركة يجعل السرد خارج الكلمات، مما يمكن المشاهد من الحفاظ على معنى السردية من خلال فعل التخيل، وبالتالي متابعة الجمهور.

عرض كاتدريج الأمر على المشاهدين، وبالنسبة إلى التحركات والتشككات المعرفية هو ما يحصل عليه هذا المشاهد انطلاقا من ممارسات فنية تتعلق بالحريات، وتؤدي إلى التفكير الخارجي عوض المركزي؛ ونشأ في التسعينيات، وكان بإمكانه أن يؤدي بنا إلى استيعاب المعارف في ذلك الوقت ولاسيما على مستوى الأداء.

إنها الصورة السردية بوصفها قطعة من الفن، وكان العرض من طرف واحد، وكان أداء خاصا بالسيرة الذاتية للإنسان، واستعراضا راقصا تبعا للظروف التي كان ينتج في ضوئها عام 1998؛ إذ كانت الصورة السردية عبارة عن خطاب علمي، ولغة للجسد والتربية على الأداء المسرحي؛ بحيث كان الممثلون وهم يعرضون رقصاته حسب الدراسات العلمية.

أما بالنسبة إلى الأسئلة المتعلقة بالجسم، وبخاصة جسد المرأة الذي ينظر إليه كاتدريج كسيرة ذاتية وعملية سرد تسمح للفنان بأن يظهر كمؤد لوظيفة تتعلق بالسيرة الذاتية التي تتعلق عناصرها بالتوقعات التي ينتظروها الآخرون لترجمة وتفسير الصور والمصورات

---------------------------------------------------
المصدر : ميدل ايست أونلاين

الأحد، 2 أكتوبر 2016

إعلان محضر اجتماع اللجنة التحكيمية لمهرجان المسرح العراقي الثاني ضد الارهاب 2016

مجلة الفنون المسرحية



فرساننا هناك …ونحن هنا ننعم بالنصر

المكان: المسرح الوطني- غرفة مدير المسارح

التاريخ: الأربعاء 28 /9/2016

الوقت: من الساعة التاسعة مساء ، وإلى الساعة الثانية عشر ليلا

اللجنة: الفنان عزيز خيون– رئيس اللجنة

الأعضاء: الفنان أحمد شرجي عضوا ومقررا، الفنانة  سهى سالم، الفنان فلاح ابراهيم، الفنان كريم محسن، الناقد جبار حسين صبري، السيناريست حامد المالكي.

عقدت اللجنة التحكيمية لمهرجان المسرح العراقي ضد الارهاب بدورته الثانية اجتماعها الأخير مساء الأربعاء المصادف

28 /09/ 2016  بعد أن أكملت مشاهداتها للعروض  المشاركة في المهرجان التي قدمت على فضاءات (منتدى المسرح ، مسرح الرافدين ، المسرح الوطني )، وثبّتت التوصيات الأتية، و التي تتمنى اللجنة أن تؤخذ على محمل الجد والإنجاز خدمة للمسرح العراقي:

ـ لاحظت اللجنة أن هناك تفاوتاً مقلقاً في المستوى الفني للعروض المشاركة ، لذا توصي اللجنة بتفادي هذا الأشكال لاحقا من خلال حسن الانتقاء والاختيار لتحقيق هدف التجّويد والاهتمام والحرص لدى جميع المشاركين.

ـ توصي اللجنة أن تنتبه عمادة معاهد وكليات الفنون الجميلة في محافظاتنا العزيزة وتبّرز فعل الطلبة في الاعمال التي تشارك بها هذه المؤسسات الفنية ، بعيداً عن احتكار الأساتذة لهذه الأعمال وذلك بقصد منح هذه الفرصة للطالب نفسه في أن يستفيد من هذه التجربة في الإخراج والتمثيل والكتابة وسائر عناصر العرض المسرحي

ـ تفعيل وجود العنصر النسائي في العروض المسرحية بما يتناسب والدور المهم الذي تلعَبه المرأة في جميع نواحي الحياة

ـ توصي اللجنة أن تمارس الحكومات المحلية في المحافظات دورها في دعم الفرق المسرحية المتواجدة هناك، وكذلك في احتضان الشباب المسرحي وتفعيل دورهم من خلال الدعم المادي والمعنوي في عمليات الإنتاج والتسويق وتوفير مقرات للتجمع والتدريب.

ـ تُشيد اللجنة بحضور محافظ ميسان الأستاذ (علي دوّاي) فعاليات المهرجان، مع الفريق المسرحي لمحافظته، لما يعكسه ذلك من وعي ثقافي وحضاري بأهمية المسرح وضرورته في الحياة الاجتماعية، وما تشكله هذه المبادرة من دعم للروح المعنوية لهؤلاء الشباب وهي ظاهرة تتمنى اللجنة أن يسير على هدّيها بقية السادة المحافظين

ـ لاحظت اللجنة طغيان الحالة المأساوية في العروض المقدمة، واللجنة قد تجد تبريراً لهذه الحالة انطلاقا من الظرف الصعب الذي يمر به عراقنا ، وانعكاس ذلك على المواطن والوطن، ولكن ينبغي على فنان المسرح، أن يؤكد على الجوانب الإيجابية، وأن يفتح نافذة للتفاؤل والأمل .
شكراً لجميع المشاركين والعاملين في هذا الكرنفال المسرحي البهي ، وكل عام وعراقنا والمسرح بخير.

أولاً: شهادات تقديرية للممثلين الواعدين:

ـ علي العذاري عن مسرحية:”سمفونية الوجع” / النجف

ـ مصطفى العكايشي عن مسرحية :” سمفونية الوجع” /النجف

ـ محمد رضا الحكيم عن مسرحية:” تروما” / كربلاء

ـ هبة الله هاشم عن مسرحية:”جوليت بغداد” /البصرة

ـ حسام باسم عن مسرحية:” جوليت بغداد” /البصرة

ـ كرار الصافي عن مسرحية:” تروما” /كربلاء

ـ صادق مكي عن مسرحية:” تروما” / كربلاء

ـ وسام الخزعلي عن مسرحية:” تروما” /كربلاء

ـ علي كاظم عن مسرحية:”تروما” / كربلاء

ـ هدير احمد عن مسرحية:”بعد قليل” / السماوة

ـ حسن كامل عن مسرحية:”عرض بعد قليل” / السماوة

ـ نعمت الفتلاوي عن مسرحية:”سمفونية الوجع” /النجف

ثانياً: جوائز المهرجان

أولا: الجائزة  الثانية لأفضل نص ، وترشح لها كل من:

ـ “في انتظار صافرة الحكم” للكاتبة هناء الساعدي/صلاح الدين

ـ “كان الحب بعيدا عني بخطوة” زاهير عبدالله/السليمانية

وذهبت الجائزة الى:هناء الساعدي “في انتظار صافرة الحكم”

ثانيا:الجائزة الأولى لأفضل نص، وترشح لها كل من:

ـ “طوابع بحرية” للكاتب مهند ناهض الخياط/ وزارة الدفاع

ـ “سمفونية الوجع” للكاتب عدي المختار/ بابل

وذهبت الحائزة إلى: “طوابع بحرية” مهند ناهض الخياط

ثالثا:الجائزة الثانية لأفضل ممثلة، و ترشحت لها كل من:

ـ مي إبراهيم عن مسرحية:”جوليت بغداد”/ البصرة

ـ زينب داوود سلمان عن مسرحية:”طوابع بحرية”/ وزارة الدفاع

وذهبت الجائزة الى: مي ابراهيم -البصرة

رابعا:الجائزة الأولى لأفضل ممثلة، وترشحت لها كل من:

ـ شاي رضا خدر عن مسرحية:”كان الحب بعيدا عني بخطوة” /السليمانية

ـ رجاء تركي عن مسرحية:”صبر جميل” / بابل

وذهبت الجائزة الى: شاي رضا خدر/ السليمانية

خامسا:الجائزة الثانية لأفضل ممثل، ورشح لها كل من:

ـ احمد عباس عن مسرحية:”صبر جميل” /بابل

ـ علي حازم عن مسرحية :”اطفائنيوس” / الديوانية

ـ عبد حبيب الخفاجي عن مسرحية :”في انتظار صافرة الحكم” /صلاح الدين

 وذهبت الجائزة إلى: احمد عباس -بابل

سادسا: الجائزة الأولى لأفضل ممثل، وترشح لها كل من:

ـ زيدون داخل عن مسرحية:”ونين”/ الناصرية

ـ عمار القطبي عن مسرحية:”فلفسة” /واسط

ـ مهند بربن عن مسرحية:” طوابع بحرية” / وزارة الدفاع

وذهبت الجائزة إلى: زيدون داخل عن مسرحية:” ونين”/ الناصرية

سابعا:الجائزة الثانية لأفضل إخراج وترشح لها كل من:

ـ حازم عبد المجيد عن مسرحية:”جوليت بغداد”/ البصرة

ـ زيدون داخل عن مسرحية :”ونين”/الناصرية

ـ إيثار الفضلي عن مسرحية:” سمفونية الوجع” /النجف

وذهبت الجائزة إلى: حازم عبد المجيد عن مسرحية:”جوليت بغداد” / البصرة

ثامنا: الجائزة  الأولى لأفضل إخراج ،وترشح لها كل من:

ـ حسين ياسر عن مسرحية Trauma/ كربلاء

ـ اركان فائز ميران عن مسرحية:”اطفائنيوس” / الديوانية

ـ علي عدنان التويجري عن مسرحية:”صبر جميل” /الديوانية

وفاز بها المخرج حسين ياسر عن مسرحية Trauma/ كربلاء

تاسعا: الجائزة الثانية لأفضل عرض:

ـ عرض:” سرداب” إخراج: احمد نسيم/ معهد الفنون الجميلة بغداد

ـ عرض:” Trauma “إخراج: حسين ياسر/ كربلاء

ـ عرض :”كان الحب بعيدا عني بخطوة” إخراج: زاهير عبدالله/ السليمانية

وذهبت الجائزة إلى عرض: “ سرداب” لمعهد الفنون الجميلة بغداد

عاشرا:الجائزة الأولى لأفضل عرض:

ـ عرض:” SOS” إخراج: كرار الميساني/ العمارة

ـ عرض:”جوليت بغداد” إخراج: حازم عبد المجيد/ البصرة

ـ عرض: “صبر جميل” إخراج: علي عدنان التويجري/ بابل

وذهبت الجائزة إلى عرض :“ SOS” إخراج: كرار الميساني/ العمارة

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption