أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 5 مارس 2017

الظاهراتية وتأثيرها على أداء الممثل في عروض المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية


الظاهراتية وتأثيرها على أداء الممثل في عروض المسرح العراقي

د.علي عبد المحسن علي



مشكلة البحث:-
        ظهرت المدارس النقدية لتؤكد ضرورة انتاج معنى جديد ، فالتفكيكية التي نسبت الى (جاك دريدا) الذي أكد على أهمية الجانب الكلامي والذي اسماه (ميتافيزيقيا الحضورة) يشير فيه إلى أهمية جانب الكلام باعتباره نظاما مرئيا .  نقد استجابة القارئ،ذلك الاتجاه الذي اسند إلى (نورمان هولا ند)  و (هارولد بلوم) يؤكدون فيه إن للنص قراءات المتعددة ؟ لان القراءة الواحدة للنص الأدبي لا تكفي ويكمن السر في ذلك إلى إن المعنى النصي يخلق وينتج في كل مرة إنتاجا جديدا يختلف عن الإنتاج السابق . رواد النقد الحديث (ألن تيت) و (ر.ب. بلاكمز) و  (وليام . ك . وميزات الابن) ، نبهوا إلى أهمية معالجة ت . س . اليوت للقصيدة والذي هو الآخر اعتبرها شعرا وليس شيئا آخر ، لأنها شكلا مكتفيا بذاته وبالتالي فالعمل الأدبي مستقل كل الاستقلالية عن الكاتب لذلك ينبغي دراسة العمل الأدبي ككيان مستقل عن توجيهات الكاتب وانتماءاته الاجتماعية والدينية ، وتأثيرات الجانب النفسي والأخلاقي عليه . الشكلانيين الروس (فكتور شكلوفسكي) و (يان موكاروفسكي) و (رومان ياوبسن) اعتمدوا على فرضية التعارض ما بين اللغة الأدبية أو الشعرية واللغة الاعتيادية وهذا التعارض ناجم عن إعطاء اللغة الاعتيادية الأهمية من قبل الاتجاه لشكلاني لأنها مسؤولة عن نقل الرسالة إلى المستمعين من خلال الاستناد إلى العالم الخارجي لهذه اللغة ، واللغة الأدبية تهتم بجلب الانتباه إلى الخصائص الشكلية الذاتية أي إلى العلاقات الداخلية فيما بين الإشارات اللغوية نفسها .
     نظرية الأساطير ونقد النماذج تعتمد على ركنين أساسيين الأول هو كتاب (الغصن الذهبي) لمؤلفه (السير جيمس فريز) والذي يؤكد على أهمية الأساطير والطقوس في حياة المجتمعات والركن الثاني نظريات (كارل جوستاف يونك) النفسية التي استخدمت مصطلحات مثل النماذج الأولية ، الصور الأولى ، المتبقيات النفسية وهي عبارة عن النماذج التي يرثها الإنسان عن أسلافه من البشر ، ومن مروجي هذه النظرية (نظرية الأساطير) (مود يوكين)و(ج. ويلسن نايت) و (روبرت كريفز) و (ريجارد جيس) و (جوزيف كامبل) و (نورثروب فراي) . الاتجاه الهيرومونتيكي الذي سعى الى تحليل وتفسير وتوضيح معنى العمل الأدبي وشرح جنسه وتركيبه وموضوعاته وبالتالي الوقوف على المعنى العميق من العمل الأدبي ، وقد تم تبني هذا الاتجاه لغرض تفسير الكتاب المقدس (الإنجيل) والوقوف على معانيه المستترة : وتحليل القواعد الصحيحة له لغرض ترتيبه بطريقة صحيحة ، ومن رواد هذا الاتجاه عالم الدين الألماني (فردريك شيلر ماخر) و (فيلهلم ديلتي) ولا يتم تفسير وتحليل العمل الأدبي بدون تفسير وتحليل المؤثرات الاجتماعية والنفسية التي تركت آثارها على الكاتب الأدبي . ويعد المفكر الألماني (ادموند هوسرل ،) و (مارتن هايدكر) و(موريس مارلو بونتي) من النقاد الظاهراتيين الذين أكدوا على ضرورة المساهمة الواعية ما بين منتج العمل الأدبي ومتلقيه ، الكاتب والقاري . النص المسرحي يعد عملا ادبيا يتلقاه المخرج ويعيد انتاجه وكذلك الممثل لذلك تساءل الباحث هل يمكن أن يؤثر النقد الظاهراتي على أداء الممثل في عروض المسرح العراقي ؟ لذلك صاغ الباحث عنوانه بالطريقة الآتية :- (الظاهراتية وتأثيرها على أداء الممثل في عروض المسرح العراقي) .
أهمية البحث والحاجة إليه :-
     تكمن أهمية هذا البحث : 
1-دراسة الظاهراتية وتأثيرها على أداء الممثل في عروض المسرح العراقي 
2-يخدم هذا البحث كل من الممثلين والمخرجين والنقاد المسرحيون .
هدف البحث :-
    دراسة تأثير نظرية النقد الظاهراتي (ألذرائعي) على أداء الممثل في عروض المسرح العراقي.
حدود البحث:- 
1-الحدود الزمنية:- 2000-2009 لان في عروض هذه الفترة جانبا ظاهراتيا .
2-الحدود المكانية :- العروض المسرحية التي قدمت في دائرة السينما والمسرح في بغداد ، لان الممثلون في هذا المسرح لهم تجارب كثيرة في مجال التمثيل . 
3-الحدود الموضوعية :- تأثير النظرية الظاهراتية في النقد الأدبي على أداء الممثل في عروض المسرح العراقي .
 تحديد المصطلحات
المصطلحات الواجبة التحديد هي:-
1-الظاهراتية 
الظاهراتية(الفينومينولوجيا،phenomenology)  تعني اشتقاقا ما يبدو وما يظهر، أنها عودة إلى الأشياء ذاتها (1-ص70) .
الظاهراتية :- تيار فلسفي تبناه كل من (ادموند هوسرل) و (رومان انكاردن)و(مارتن هيدغر) و(موريس ميرلوبونتي)و(جان بول سارتر) و(ماكس شيلر)و(جورج بوليه)،ظهر هذا المصطلح في بداية القرن العشرين، وهو يدرس كافة أنواع الخبرة الانسانية من التصورات ، الفكر،التخيل الشعور،الرغبة،الاختيار،الوعي الجسماني، الفعل الرمزي والتمثيلي،النشاط الاجتماعي، النشاط اللغوي، الغرض من كل ذلك هو دراسة الأشياء أو الموجودات كظواهر ومعاني موجودة في خبرتنا الواعية (2-ص159) . 
الظاهراتية :دراسة الشعور الخالص وأفعاله القصدية باعتباره مبدأ كل المعرفة( 3،ص83) .
2-الأداء :- الأداء يعرف أيضا بأنه " سلسة من الأنشطة المحددة الموضوعة بنظام معين داخل إطار كي تعرض على أشخاص يقومون بدور المشاهدين،ومسؤولية هذا المشاهد هي أن يراقب طويلا نشاط هؤلاء المؤدين دون أن يشارك مباشرة في هذه الأنشطة "(4-ص8) .
ويعرف أيضا بأنه "سلوك يتم بقدر معين من المهارة في مجال معين، وهو يتطلب قدرا مناسبا من التدريب والاستعداد والتهيؤ؛ حتى يصل المرء إلى مرحلة التمكن والكفاءة "    (5-ص66) . ويعرف أيضا بأنه " تجسيد العواطف والانفعالات لكي تظهر من خلال صوت وحركة وإيماءات وانفعالات ممثل الشخصية " (6-ص36) .   
عالم اللغات والأجناس الأمريكي(ريتشارد بومان) له وجهة نظر تجاه الأداء إذ يقول "إن كل أداء يشتمل على وعي بالثنائية،ومن خلال هذه الثنائية يتم تنفيذ فعل ما بعد وضعه في صورة ذهنية مقارنة بنموذج آخر مثالي له،أو أنموذج أصلي موجود في الذاكرة . وفي العادة تتم هذه المقارنة بواسطة الشخص الذي يراقب هذا الفعل-مثل جمهور المسرح، أو مدرس الفصل، أو العالم –ولكن الركيزة الأساسية في هذه العملية ليست هي المراقب الخارجي، بل هي ثنائية الوعي"(5-ص13) .  
الأداء أيضا " كل نشاط الفرد الذي يحدث خلال فترة ما تتميز بوجود هذا الفرد بطولها أمام مجموعة من المشاهدين، وانه يترك أثره على هؤلاء المشاهدين " (5-ص36) .
      إن الظاهراتية تعتمد على أفق التوقعات بالنسبة للقاريء أو المتلقي لذلك يؤكد الباحث إن أفق التوقعات هذا ينطبق على الممثل المسرحي باعتباره قارئا للنص المسرحي ويملا الفراغات الموجودة فيه وفقا للرؤية الفنية الإبداعية ووفقا لحضوره على خشبة المسرح ويرى الباحث كذلك ان مبدأ الصورة الذهنية الذي أكدت علية الظاهراتية يصل إليه الممثل من خلال ابتكاراته الأدائية واستخدامه لكلمة (لو السحرية) من كل ذلك يؤكد الباحث ان الظاهراتية تؤثر في أداء الممثل ، ويرى الباحث ان مسالة العلاقة بين المتلقي والعمل الادبي عند الظاهراتية له ما يبرره في اداء الممثل والمتمثل بالمسافة الجمالية بين الممثل والعرض المسرحي . 
الإطار النظري – المبحث الأول - مفهوم الظاهراتية
ارتبط مفهوم الظاهراتية بالفيلسوف الألماني (فردريك هيغل) قبل ارتباطه بالمفكر (ادموند هوسرل) ، فالروح تمر بثلاثة مراحل حسب هيغل هي"1- الروح الذاتية وتتناول العقل البشري منظورا إليه ذاتيا. 2-الروح الموضوعية وتنتقل من الذات إلى الموضوع الخارجي. 3-الروح المطلقة وفيها وحدة الشكل والمضمون" (7-ص151-153) . وهذا التطور في مستويات الروح يعكس مراحل تطور الفكر والوعي والنقد ، والأخير يعد نشاطا فكريا، والفكر يرتبط بكل من الذات والموضوع في علاقة جدلية، والاثنان أي الذات والموضوع مدركان ،إلا إن هيغل يركز على الموضوع الذي يحمل سمة جمعية وشمولية تتعلق بأفعال الجماعات وواجباتها تجاه بعضها البعض . إن هيغل يربط الجانب الأول من الروح بالحواس والإدراك الحسي لذلك تتعلق الروح بالشيء الحسي،ويربط الجانب الثاني بالتخيل الذي هو موضوع الروح في صورة أو تمثل،والجانب الثالث بالهدف أو الغاية أنها الروح المطلقة "التي تسعى دائما إلى إشباع حياتها الداخلية العليا العميقة(الفكر) فتجعله موضوعا لها"(8-ص28). وبذلك يكون (هيغل) قد اضفى على الظاهراتية معنى خاصا انه علم تجربة الوعي ويدل موضوع الوعي على الحقل الذي يظهر فيه موضوع لذات معينة لتكون بالضرورة وعيا بموضوع معين ووعيا بالذات في الوقت نفسه ،هذا من جانب ومن جانب آخر ترتبط التجربة حسب هيغل بالصيرورة التي يتكفل الوعي بالقيام بها ، فهيغل يؤكد على جانب ظاهراتي مهم هو الفكر وأهميته لأنه أسمى الموضوعات. المفكر الالماني (ادموند هوسرل) الذي أكد على معالجة المشكلات الفلسفية من خلال وصف كبريات أنواع التجارب الإنسانية،لان لكل تجربة من تلك التجارب شكلا خاصا تقتضيه طبيعة الشيء الذي يتم تناوله للوصول إلى شكل التجربة، وبالتالي يؤكد (هوسرل) على أهمية دراسة الخبرة الإنسانية بصورة مستقلة عن القيم والأحكام الذاتية حتى يتم إدراك الظاهرة والوعي بها وبالتالي الوعي بالوجود وبالمحصلة الدخول إلى جوهر فلسفة هوسرل إلا وهو(القصدية) التي يقول عنها هوسرل"الوعي دائما قصدي"(9-ص53) وتعد القصدية المحور الأساس في فلسفة (هوسرل)،التي تعتبر وسيطا ما بين العارف والمعروف أو المدرَك والمدرٌك ،لغرض الوصول إلى فعل الإدراك الذي يتطلب بدوره تحريك الإدراك نفسه وهذا لا يتم إلا بان ندرك الظاهرة المراد إدراكها. والقصدية لا ترتبط بالارادة المقتصدة بقدر ما تعني الموضوع الذي يرتبط ارتباطا مباشرا مع الذات المفكرة أو فعل التفكير.   
      تمكن (هوسرل) من إيجاد مفهومين يرتبطان بفعل القراءة النقدية للمنجز بكافة أشكاله وهما (النوئزيس)و(النوئيما) ، فالأول هو المتجه إلى الفعل بمعنى القطب الذاتي ، والثاني هو القصد الموضوعي ، أي الموضوع المشار إليه ، ويتواجد الاثنان داخل الخبرة القصدية التي تسمى ب (فعل التفكير) لإنتاج مضمون" وهذا المضمون هو المعنى الموضوعي للشيء كما هو معطى في فعل التكوين"(10-ص30) ويرى الباحث إن السبب في ذلك يكمن في إن الموضوع والكينونة يرتبطون مع بعضهما ولا يوجد شيء من دون شخص ولا شخص من دون شيء،لذلك كان سعي (هوسرل) إلى الجمع بين الذات والفعل وهذا الدمج أو الجمع يسفر عنه مفهوما جديدا من مفاهيم (هوسرل) ألا وهو (التعالي) الذي يعرفه بأنه"المعنى الموضوعي الذي ينشا بعد إن تكون الظاهرة معنى محض في الشعور إلى ما بعد الارتداد في عالم المحسوسات الخارجية " (11-ص162) أما القصدية فترتبط  عند (هوسرل) بالكيفية التي ينجز بها العمل الأدبي،والقصدية استخدمت فيما لدعم الجانب الموضوعي للنص الأدبي مما يعطي حضورا مميزا له، وهذا الحضور ناجم عن استحالة فهم دلالة النص بمعزل عن قراءة ذلك النص بمعزل عن المتلقي مما يدل ذلك على إن الظاهراتية نابعة من التأويل،والتأويل الظاهراتي هو" فعلا لإنتاج المعنى و لتأسيسه،الذي لا يتجه إلى المعنى أو المرجع،ولا يرتد عنهما،فهو فعالية الفهم التي توفر المعنى"(12-ص31)  وهذا المعنى لا يعد بؤرة ولا هوية ولا بؤرة مفردة بل ممارسة وفعالية مرتبطة بالوعي لدى القارئ،والوعي يبدأ من جانب مهم ألا وهو المرجعيات الفلسفية والإيديولوجية للقارئ ،من هنا يؤسس (هوسرل) لعلم جديد ينبثق من شعور القارئ ،والمنطق الشعوري لا يقتصر على تحليل التجارب الحية للقارئ وتحليل مضامينها ولكنه في نفس الوقت الأنا الخالص والإدراك الباطني ويتم ذلك بإتباع ثلاثة طرق هي " الأول بناء التجربة السابقة على الحكم أو التجربة من حيث هي استقبال محض للعالم الخارجي يمكن إدراكها إدراكا مباشرا بالحدس أو بعد الإيضاح ثم إدراك علاقاتها وأسسها . الثاني بناء الفكر الجملي وموضوعات الذهن وذلك بمعرفة البناء العام للجمل ونشأة أشكال المقولات ونشأة الموضوعات ودالات الأحكام. الثالث بناء الموضوعات على وجه العموم وأشكال الأحكام العامة وذلك ببناء العموميات التجريبية من اجل الحصول على العموميات الخالصة عن طريق الرؤية الحدسية للماهيات"(13-ص40)  الأساس في تلك المبادئ الوعي الذي يعد حاضرا لدى القارئ من اجل المشاركة في العملية الإبداعية، من اجل إبراز الهوية الحقيقية للصورة عند ذاك يعمل الخيال المبدع بحرية لان القارئ على يقين تام بان المواضيع التي تملا عقله هي ملكه الخاص .
       أما(فولفكانك ايزر) فيؤكد على مسالة مهمة هي ان للنص الأدبي قطبان ،هما القطب الفني أو الاستطيقي ، وقطب التحقق الذي يتم بواسطة القارئ ، مما يجعل العمل الأدبي غير مساو للنص ، أو مساويا لتحقيقه وإدراكه إذ يقع في منزلة بين منزلتين ، وهذه العلاقة الجدلية المستمرة ما بين القارئ والنص تعمل على محورين هما " المحور الزمني والمحور الفضائي: وكما إن الوجوه المختلفة لتجربة القراءة تحل محل الوجوه السابقة ، وتعمل على إعادة النظر في الإدراك النصي ثم تحل محلها وجوه أخرى ، فان البنى الثيمية المختلفة أيضا تتنافس فيما بينها من اجل المركز ويدفع بعضها بعضا إلى الأرضية الأمامية والخلفية"  (14-ص34)        وبالتالي يتفق ايزر مع هوسرل على إن طبيعة تجربة القاري متجددة بتجدد وعيه ، لذلك تستند عملية القراءة لدى(ايزر) على ثلاثة  أسس هي : 1-النص .   2-القارئ   
3- الظروف التي تحكم عملية التفاعل بينهما للوصول إلى المعنى الذي لا يعد موضوعا قابلا للتحديد بل هو اثر تجربة المرء وهذا الأثر يعتمد على الصور الذهنية وهذه الصور قابلة للتجدد، وبذلك يقوم نهج (ايزر) على الجانب التالي:- " تظهر كل صورة ذهنية فردية على أرضية خلفية لصورة ذهنية سابقة فتعطي موضوعا في الاستمرارية الإجمالية ، وتنفتح للمعاني التي لم تكن ظاهرة حيث أنشئت الصورة الذهنية أول مرة . وهكذا فان محور الزمن يكيف وينظم المعنى الإجمالي من حيث الأساس فيجعل كل صورة ذهنية تنحسر إلى الماضي، فيخضعها إلى تغيير لا مناص منه ، وهذا بدوره يؤدي إلى صورة ذهنية جديدة"(15-ص44) وهذا التحول من صورة ذهنية لأخرى جديدة يتطلب الخيال الذي يتميز به القارئ والية الخيال الأدبي لدى القارئ تعتمد على ما اسماه ب(التركيب السلبي)(15-ص43) ويتركز بإضفاء سمة الحاضر على غير المعروف أو الغائب والسبب في ذلك يكمن في أن النص الأدبي لا يمتلك حقائق بقدر ما يمتلك خطط لتحفز القارئ على إعادة تركيب الصور الذهنية الجديدة من خلال خزينه المعرفي والصور الذهنية والأحاسيس السابقة. أكد (ايزر) على مفهوم مهم ألا وهو (القارئ الضمني)(16-ص69) وبموجب هذا المفهوم يتم التحول من البنيات النصية إلى الخبرات الشخصية للقارئ الذي يمتلك نشاطا إدراكيا ناجما العلاقة التفاعلية ما بين النص والقارئ ، فالقارئ يقيم ما يقراه في ضوء أحداث الماضي وتوقعات المستقبل، مما يؤدي إلى عملية تركيبية لا يقوم بها النص الأدبي وحده ولا خيال القارئ وحده بل يشترك الاثنان، فهذه العملية التركيبية يحدثها القارئ من خلال خياله الإبداعي، ذلك الخيال الذي تحكمه مجموعة الإشارات التي يطرحها النص الأدبي . مهمة القارئ إذا هي رصد ما يغفله النص من فجوات ومليء تلك الفجوات من خلال إقامة علاقات بين النص والعلاقات الموجودة بين شخصياته وبين القارئ وعلاقاته الاجتماعية مع المحيط الذي يعيش فيه ونتيجة لذلك فان عملية القراءة تحمل بعدا تفاعليا بين الاثنين . (رومان انكاردن) هو تلميذ (هوسرل) ، استخدم مبدأ القصدية في تحليل عملية القراءة لان العمل الأدبي يمتلك وجودا ملموسا، قائما على فرضية إن المواضيع الروائية لا تبنى فقط على أساس العلاقات التجريدية المنتظمة التي تتركها تجربة القارئ السابقة بل تشتمل كذلك على المعاني المكتسبة التراكم الكامل للأوامر والصور الذهنية والأحاسيس السابقة للقارئ(17-ص55) وبالتالي فالعمل الأدبي يعد طاقة ديناميكية فاعلة من خلال تفاعله مع القارئ . 
     (هانز روبيرت ياوس) هو الآخر احد رواد المنهج الظاهراتي ، أشار إلى مسالة مهمة ألا وهو دور الجمهور أو القارئ في عملية تلقي النص الأدبي وإنتاجه وإعادة كتابته وإعطاءه شكلا مميزا من خلال أفق التوقعات ، تلك النظرية التي استلهمها(ياوس) من نظرية       (هانز جادامير)* التأويلية التي تعتمد على النص باعتباره عملية حوار دائمة بين الماضي والحاضر، مما يؤدي إلى تفاعل الآفاق ، وبموجب ذلك التفاعل يصعب أو بالأحرى استحالة فصل معاني النصوص عن تاريخ استقبالها، إلا إن (ياوس)طور مفهوم أفق التوقعات ليؤكد فيه على إن العمل الأدبي يتألف من اتحاد محورين هما أفق التوقع المفترض في العمل ، وافق التجربة المفترض في المتلقي ، ونتيجة لذلك يتشكل معنى النص الذي يتجدد بصورة الدائمة ، فتغير المعنى يؤدي إلى تغير شروط التلقي الاجتماعية والتاريخية ، المتلقي وفقا لكل ذلك يمتلك القدرة على استقبال التجربة الفنية وإنتاجها والاتصال بها وفق شروط وضعها (ياوس) ألا وهي:-    
1-دراسة اثر التجربة الجمالية التي يقيمها المتلقي مع العمل الأدبي من خلال جدلية العلاقة 
بينهما .
2-إعادة تكوين أفق التوقع للمتلقي ، بمعنى إعادة تكوين نسق المرجعيات التي تشكلها ثلاثة عوامل رئيسية: التجربة التي يمتلكها الجمهور عن الجنس الأدبي ، ثم شكل الأعمال السابقة وموضوعاتها ، ثم التعارض القائم بين اللغة الشعرية ولغة الممارسة .
3-تحديد نوعية الأثر الذي يحدثه العمل في المتلقي من خلال دراسة درجة المسافة الجمالية من خلال علاقة أفق توقع المتلقي مع تجربة العمل الأدبي.
4-إعادة تكوين أفق التوقع للمتلقين ابتداء بما كان موجودا في اللحظة الأولى لتلقي العمل ، أي بين تجربة التلقي في الماضي والحاضر تحديدا لتباين عمليات التلقي .
5-ضرورة وضع كل عمل في السلطة الأدبية التي يشكل جزءا منها، إذ إن الأعمال اللاحقة تستطيع أن تحل معضلات كانت قد تركتها الأعمال السابقة معلقة .
6-أهمية إدراك نسق الأعمال المتزامنة وذلك بإحداث مقاطع في مسار التسلسل التاريخي للأعمال الأدبية ، استهدافا لدراسة استراتيجيات الناقد في مرحلة من التطور والتحولات والتمفصلات لكل حقبة .
7-الربط بين التاريخ الخاص الذي يشكل التاريخ الأدبي ، والتاريخ العام ، وذلك بحثا عن إظهار الوظيفة الاجتماعية للإبداع ، لا من حيث أن التاريخ الاجتماعي ينعكس في النصوص الأدبية ، ولكن بهدف دراسة تأثير الإبداع على القاريء (16-ص17) . 
وتبعا لكل ذلك لا يتم قراءة العمل الأدبي بدون التفاعل بين شروط وأسس هذا العمل والوعي الاجتماعي والتاريخي للمتلقي ونتيجة لتلك الجدلية يتألف الإبداع الخاص بالقاريء .
المبحث الثاني - الظاهراتية في العرض المسرحي
بما أن الظاهراتية في العرض المسرحي ترتكز على القراءات المتعددة له من قبل المتلقي وتختلف هذه القراءات باختلاف ثقافة وفكر المتلقي وتوجهاته السياسية والفكرية والتاريخية وكذلك القراءات المختلفة للمخرج المسرحي ، وبالتالي فان هناك تاثير للظاهراتية على العرض المسرحي، فالمكان في النص يعيد المخرج انتاجه وفق معنا جديدا يرتبط بالمكان الذي يعيش فيه المخرج وفقا للمنظر المسرحي ، والشخصيات كذلك يسهم المخرج في ايضاحها للممثل وفقا لمعنى جديد يرتبط بمتطلبات العصر وحاجاته الضرورية  ترتبط بمفهوم القصدية ، لذلك فلكل عرض مسرحي قصدية معينة ، فهو يحتوي موضوعا يرتبط ارتباطا مباشرا مع الذات المفكرة . العرض مسرحي  يحوي موضوع او فكرة اساسية او هدف اعلى وهذا الموضوع يعيد المخرج انتاجه وفق رؤى ومنطلقات سياسية واجتماعية وتاريخية جديدة، عاشها المخرج لذلك فهناك تاثير للظاهراتية على العرض المسرحي . ان مفهوم القصدية الموجود في الظاهراتية  مناظر بالأساس إلى مفهوم فني ألا وهو الوحدة ، أي وحدة الشكل الفني الذي يتأتى أساسا من الهدف الأعلى وخط الفعل المتصل للنص المسرحي الذي يسعى المخرج لإبرازه ، وهنا يأتي التفهم العميق من قبله للقوانين التاريخية ، تلك القوانين التي يتطور على أساسها المجتمع الإنساني ، وبالتالي فمعرفة المخرج للهدف الأعلى يمكنه من التعمق في جوهر الأحداث والقوى المحركة لها ومعرفة الظروف التي تعيش فيها الشخصيات، وطبيعة الصرع الذي تواجهه هذه الشخصيات   (17-ص49) وبذلك فالهدف الأعلى يعد بمثابة العمود الفقري للعرض المسرحي إذ يتحتم على المخرج وكادر العمل معرفته ، يقول (ستانسلافسكي) "إن التعبير عن أفكار ومشاعر وأحلام الكاتب .آلامه وأفراحه الأبدية هو المهمة الأساسية للعرض المسرحي"(17-ص58) فمهمة المخرج تنحصر في معرفة تلك الأفكار والمشاعر وإعادة صياغتها بصورة تتلاءم مع متطلبات العصر الذي يعيشه الهدف الأعلى للنص الدرامي لا يمكن تصويره أو تجسيده من قبل الممثل بدون معرفة المخرج للوسيلة التي تكشف عن الفعل ، والفعل هو الحالة العامة التي تتيح لشيء ما أن يولد بين بداية ووسط ونهاية ، وهناك دوافع لهذه الأفعال تدفع الشخصيات إلى ارتكاب فعل ما والفعل يؤدي إلى الصراع ، والذي يعد " قانون من قوانين الحياة الأساسية فالكائنات الحية تتصارع من اجل البقاء" (18-ص167) وهذا الصراع له أسباب إما فكرية أو سياسية أو دينية أو اقتصادية، والصراع الدرامي على أنواع هي:-
1-الصراع مع الشخصية أو الأشخاص الآخرين وهو صراعا اجتماعيا. 2- الصراع مع الطقس أو مع الجانب الجغرافي للأرض ، فالرعد على سبيل المثال قد يكون سببا في صراع الشخصية الدرامية . 3-الصراع مع العادات والتقاليد والثقافات والديانات. 4-الصراع مع النفس كما هو الحال في شخصية هاملت في مسرحية هاملت . 5-الصراع مع القدر أو الآلهة كما هو الحال في مسرحية بروميثيوس في الأغلال . وبالنتيجة معرفة المخرج المسرحي للهدف الأعلى للنص الدرامي تمكنه من معرفة الفعل والدرامي وطبيعته وما يسفر عنه من صراع ، وذلك يرتبط بمفهوم القصدية .  من جانب آخر يعد المخرج القاريء الأول للنص المسرحي وبالتالي فمهمته الأساسية هي مليء الفراغات التي تم نسيانها من قبل المؤلف المسرحي من خلال قدرته على التحليل والتأمل والتجربة، لأننا هنا بصدد نوعان من المخرجين:- الأول:-المخرج المفسر الذي يفسر النص الدرامي. الثاني:-المخرج المبدع الذي يمتلك من رؤية الأحداث المسرحية في أفق تطورها وانسيابيتها بصورة متدرجة وفقا للسبب والنتيجة التي تحكم هذه الأحداث، وهو المخرج الذي ينبغي أن نعرج عليه، انه المخرج الذي يساعد الممثلون في تطوير مهاراتهم الحركية والإلقائية وتطوير قدراتهم الذهنية (الاستجابة السريعة للأحداث ، الاستجابة للإيقاع) وقدراتهم الحركية (القدرة على الارتجال الحركي ، الرقص بأنواعه) ، انه مخرج قادر على إيجاد الفعل الرئيسي المحرك للشخصية الدرامية (العمود الفقري) لها الذي يتولد من الفعل الرئيسي للمسرحية ، فعلى سبيل المثال العمود الفقري ل (بلا نش دوبوا) في مسرحية وليامز(عربة اسمها الرغبة) يمكن أن يكون تجد عشا (19-ص12) وبالتالي فمهمة هذا المخرج تكمن في اكتشاف الكيفية أو الطريقة التي يعمل بها الممثل بالإضافة إلى مطابقة فعل الممثل للتشكيل العام للعرض المسرحي وفق رؤية إخراجية حديثة تتمشى مع التطورات الفكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية للعصر. الصور الذهنية التي أكدت عليها الظاهراتية مرتبطة بقدرة القارئ على التخيل ، والفنون بكافة أنواعها ومنها المسرح تعتمد على الخيال والتخيل، والخيال يعرف بأنه" الملكة المولدة للتصورات الحسية للأشياء المادية الغائبة عن النظر وهي على نوعين: أما أن نستعيد الصور التي شاهدها صاحبها من قبل وتسمى عندئذ (المخيلة المتذكرة) أو (المستعادة)أو تعتمد صورا سابقة فتولد منها صورا جديدة وتسمى عندئذ(المخيلة الخلاقة) " (20-ص8) والنوع الثاني تحديدا هو الذي أكد عليه (ياوس) كما مر بنا في مسالة الانتقال الحاصل في الصور الذهنية من الماضي إلى الحاضر. 
         (جان بول سارتر) يربط بين الخيال وأسلوب خلق الصور الذهنية هذه الصور التي يشبهها (سارتر) بالعالم الحقيقي، ويعرف الأخير أسلوب خلق الصور الذهنية بأنه " فعل يحاول أن يجسم موضوعا غائبا أو لا وجود له، عن طريق محتوى مادي أو نفسي لا يقدم في مثل هذه الهيئة بل في هيئة مشابهة للموضوع الذي نهدف إليه" (15-ص28) وبذلك فالصور الذهنية التي أكد عليها (سارتر) يمكن خلقها بصورة مشابهة لها ، وهذا الخلق يعد محاكاة للجوهر وليس محاكاة مشابهة للواقع ، تلك المحاكاة التي أكد عليها (أرسطو) في كتابه فن الشعر عندما أعطى الأهمية للشعر على التاريخ ، لذا نرى (أرسطو) يؤكد بأنه ليس من مهمة الشاعر أن يروي ما حدث بل إن مهمته تتلخص بمحاكاة الجوهر في المادة الشعرية(21-ص24) وبالتالي فعمله يرتبط بالفلسفة أكثر من التاريخ ومجرد سرد الأحداث لان الفلسفة تعبر عن الكلي ، أما التاريخ فهو يعبر عما هو جزئي. المخرج المسرحي يعد شاعرا يمتلك الخيال الخصب الذي يمكنه من الإبداع والابتكار، فهو يقرا النص قراءات متعددة لاستكشاف الجانب الفكري والصوري فيه وإدراك مضامين وأبعاد النص مع مجموعة العمل المسرحي ويحول مادته الخام إلى عرض مسرحي ذو طابع حسي لذلك فالخيال في الظاهراتية موجود كذلك لدى المخرج المسرحي . 
       المخرج المسرحي  يتمتع بمخيلة إبداعية تمكنه من اكتشاف طبيعة الجو المسرحي الذي يتولد من أهداف الشخصيات ونواياها المعلنة والمخفية ومن المسافات الاجتماعية بين شخصية وأخرى وما يحيط بالشخصية الدرامية من إضاءة وديكور مسرحي وموسيقى ومؤثرات مسرحية وما تتعامل به من إكسسوار وماكياج وحتى الزي الذي ترتديه الشخصية الدرامية ، والجو المسرحي ديناميكي متحرك يستمد هذه الحركة من حركة الأحداث الدرامية وتغيراتها من زمان لآخر ومن مكان لآخر، وكذلك من تعدد القراءات الفنية للمخرج ، فعلى سبيل المثال لا الحصر في الفصل الأخير من (الأخوات الثلاث) على مسرح موسكو الفني توحي الملابس التي ترتديها الشخصيات ذات المعاطف المحكمة الأزرار والقلنسوات الطويلة بفصل الخريف، بالإضافة إلى العزف على البيانو كل ذلك أعطى جوا مسرحيا خريفيا(18-ص99) الجو المسرحي من جانب آخر يحدد الحالة النفسية-الجسمانية للشخصيات المسرحية والسرعة الإيقاعية ، وما دام الباحث تناول الإيقاع ينبغي إن يعرج على مفهومه ، إذ إن كلمة الإيقاع اشتقت من الأصل اليوناني القديم(reyo) وتعني باللغة العربية انسياب الماء ، وفي اللغة الانكليزية المقياس أو الاتزان أو التوقف في الغناء والموسيقى وفي الحركات المختلفة ، والإيقاع بعد ذلك عبارة عن تواتر الوحدات السمعية والبصرية في مجموعة منتظمة ومتكررة ومتنوعة ومتحركة ، هذه الوحدات أو المجموعة نسميها ضربات يتخللها فواصل أما زمنية كما هو الحال في الموسيقى أو مساحية كما هو الحال في اللوحة التشكيلية أو زمنية-مكانية كما هو الحال في العرض المسرحي (22-ص70) . وبذلك فالقصدية في الظاهراتية  لها ما يناظرها عند المخرج المسرحي وتتمثل بعناصر الوحدة والهدف الاعلى للعرض المسرحي وتمكن المخرج من تحديد خطوط الصراع والايقاع العام للعرض المسرحي .
المبحث الثالث – الظاهراتية في اداء الممثل
       ان مسالة الوعي بالذات والموضوع الذي اكد عليه هيغل ، له ما يناظره في اداء الممثل المسرحي ، فالاخير يستخدم تجاربه اليومية من خلال الذاكرة الانفعالية في تجسيد الشخصية الدرامية ، وتقديم صورة جديدة لموضوع ما ، والامثلة على ذلك كثيرة منها قيام الممثلون الاغريق بتصوير شخصيات وهم على وعي بذواتهم اولا والموضوع الذي يقدم على خشبة المسرح من خلال تطوير قدراتهم على اداء الادوار المختلفة . الممثل المسرحي يقوم بالاستفادة من تجاربه والظروف السابقة التي عاشها ، بعد ان تمكن من استقبالها واعادة انتاجها بما يتلائم ومتطلبات الشخصية الدرامية ، بعد ان قام بقراءة النص الدرامي واستخراج البناء الجملي منه مستخدما عنصر التحليل ، تحليل النص وتقسيمه الى وحدات وضربات . يجد الباحث ان الامثلة على ما ذكر كثيرة منها ان ممثلا اغريقيا يدعا (بولس) من منطقة (ليجينا) " الذي قدم دور الكترا اخرج من القبر الجرة التي بها رماد ابنه واحتضنها كما لو كان بها رفات (اورستيس) ، وملا المكان ، ليس بمظهر الاسى او تقليد له ، ولكن بحزن حقيقي . وهكذا ، بينما كان الامر يبدو ان هناك مسرحية تمثل ، كان في الواقع حزنا حقيقيا يعرض " (23-ص 88) فالممثل الاغريقي هنا استفاد من تجربة سابقة مرت بحياته هي فقدان الابن في تجسيد شخصية الكترا ، تلك الشخصية التي مرت بحالة مماثلة لحالة فقدان الممثل لابنه فهي تفقد اخيها . مثلما ينتج القاريء معنا معينا ، كذلك الحال مع الممثل الذي ينتج هو الاخر معنا معينا وهذا المعنى ناجما عن فهم دلالة النص ودلالة الشخصية ، وبالتالي فهو يملي فراغات النص التي تركها المخرج المسرحي ، لابراز الممثل الجانب الابداعي له ، واستخدام الخيال والذي يطلق عليه ياوس المخيلة الخلاقة ، ويجد الباحث ان الممثل الاغريقي استخدم عنصر الخيال او التخيل في تصوير نماذج عامة من الشخصيات او اشكال مثالية ، فعمله لا يقتصر على محاكاة التفاصيل الواقعية للحدث فحسب بل قام بصياغة معاني اكثر عمقا ودلالة من خلال تخيل الفعل المسرحي . ومسالة الاستفادة من الذاكرة الانفعالية موجودة في اداء الممثل في العصر الحديث . ان مسالة ارتباط الموضوع بالذات المفكرة عند هوسرل، له ما يناظره عند الممثل المسرحي ، فالموضوع هو الصورة الفنية التي يبغي الممثل ايصالها الى المتلقي بطريقة معينة وتختلف تلك الصورة باختلاف ابعاد الشخصية الدرامية ، وهذا الموضوع يرتبط ارتباطا مباشرا بذات الممثل المفكرة ، والتي تعتمد هي الاخرى على عنصر مهم من عناصر تحقيق التاثير على الجمهور ، الا وهو الحضور وهو نوع من الجاذبية التي يمتلكها الممثل ، وفقا لجانبين هما الاغواء والاقناع ، لذلك فالممثل ينبغي ان يمتلك القدرات الاتية :-
1-القدرة على التحليل :- تحليل الشخصية وظروفها وعلاقاتها بالشخصيات الاخرى ، وتحليل البيئة التي خرجت منها .
2-القدرة على التفسير :- تتضمن تفسير افعال الشخصية ، وتفسير الاحداث .
3-القدرة على تشكيل الشخصية :- بمعنى وضع الشخصية في صورة بصرية ومرئية وفي الوقت نفسه جعلها مسموعة وملفوظة .
4-القدرة على التجسيد والعرض :- بمعنى ان يمتلك الممثل الطاقة والوضوح اللذان يمكنانه من توصيل المعنى الى الجمهور . وهذه الصفات التي ينبغي توفرها لدى الممثل تكسبه القدرة على اكتشاف الدور ، لان الدور يتم اكتشافه وفقا لخبرة الممثل ، وبالنتيجة قدرة الممثل على انتاج معنا وصورة جديدتان . 
      وفقا لمنهج ايزر ، فالمتلقي ينتج صورة ذهنية جديدة بالاستناد الى الصورة الذهنية الفردية السابقة ، والممثل يعد متلقيا للنص بعد المخرج المسرحي ، فهو يقوم باعادة انتاج الصورة الذهنية السابقة التي عاشها في تجاربة الجسمانية السابقة في الحياة ، مقدما صورة ذهنية جديدة للشخصية الدرامية من خلال عنصري الصوت والجسد . الشخص الموهوب هو الشخص الذي يمتلك قابليات وامكانات معينة على التدريب والتمرين ، ويمتلك جسم وصوت يمكن تدريبهما لتحقيق فعالية مسرحية وتاثير فني معين ، فهو يمتلك رغبة في مشاركة خبراته مع الاخرين والتعاون معهم ، ويكون مدركا وملاحظا للعالم من حوله الى درجة استجابته الحسية والانفعالية تكون اكثر كثافة وشدة من تلك التي يتمتع بها الشخص العادي . يؤكد الممثل الفرنسي (فرانسيسكو) (1726-1750) ان قدرة الممثل تكمن في جعل الجمهور يشعر بان الانفعالات التي تمر بالشخصية الدرامية تجتاحه ، وذلك لا يتحقق ما لم يكن الممثل مؤمنا وصادقا في تجسيده للدور المسرحي ، لذلك فالممثل يعيد انتاج الصورة الذهنية السابقة وفقا لضرورات فنية خاصة ووفقا لحالة الصدق في تجسيد الشخصية الدرامية .
     المتلقي وفقا لهانز روبرت ياوس يقوم باعادة تكوين افق التوقعات ، كذلك الحال مع الممثل الذي يقوم باعادة تكوين افق التوقعات وفقا لاستخدامه للتجارب الحياتية السابقة واعادة تشكيلها وفقا للمتطلبات الجديدة للشخصية الدرامية بابعادها الثلاثة الطبيعي والاجتماعي والنفسي ووفقا للظروف الزمانية والمكانية الخاصة بالشخصية الدرامية ، وكل ذلك لا يتحقق ما لم يمتلك الممثل تكنيك داخلي وتكنيك خارجي . التكنيك الداخلي يرتبط بقدرة الممثل على استدعاء الحالة النفسية الصحيحة وفقا لمباديء التركيز ، وتحرير الجسد من التشنج ، اما التكنيك الخارجي فهو يرتبط  بالشعور بالحقيقة والشعور بالشكل ، عند ذاك يتمكن الممثل من تكوين افق التوقعات بينه وبين المتلقي . يرى الباحث ان تلك المباديء الخاصة باعادة تكوين افق التوقعات للمتلقي ، تقود الممثل الى الى معايشة الشخصية الدرامية والتركيز والملاحظة والتحكم في النفس وازالة التوتر او التقمص ، لذلك يقول الممثل الانكليزي هنري ارفنج " ان مهمة الممثل هي في المقام الاول ان يعيد تقديم الافكار الصادرة عن عقل المؤلف فقد جعلها في النهاية خاضعة لافكاره هو وفرض على الجمهور ان يقبل مفاهيمه حتى حين كانت تتناقض تناقضا واضحا مع النصوص " (24-ص342) واعادة تقديم افكار المؤلف هي بالاساس اعادة تكوين افق التوقعات . ان مسالة تحديد الاثر الذي يحدثه المتلقي ، والذي اشار اليه ياوس ، والذي من خلاله يقوم المتلقي باقامة علاقة بينه وبين تجربة العمل الادبي ، فالممثل يعد قارئا للنص المسرحي ، يقوم بتحديد المسافة الجمالية بينه وبين المتلقي من خلال اقامة علاقة بين تجاربه السابقة وبين تجارب وطموحات واهداف الشخصية الدرامية التي تطمح لتحقيقها ، يقول الباحث المسرحي الروسي (يوري داودوف) " ان الممثل يعيش في عوالم ثلاثة ، عالم العمل الفني الروحي ، والثاني هو العالم التجريبي فوق الخشبة وعلاقاته المتبادلة مع الممثلين الاخرين ، والعالم الثالث هو عالم الحقيقة الاجتماعية لحالة التقبل الجماهيري ، اي في الكيان الاجتماعي لعملية الفرجة المسرحية " (25-ص36) ودائرة الاستقبال ورده (feed back effect ) بين الممثل والمتلقي لا تتم ما لم يحس الممثل بوجهة نظر المتلقي ، لذلك يعمد الممثل الى بناء العمل من الداخل وفي هذه الحالة يصبح الممثل متلقيا لوجهة النظر هذه بالاضافة الى كونه متلقيا للنص المسرحي ، ونتيجة لذلك فهناك اثر يحدثه الجمهور على الممثل والعكس صحيح ، اي ان الممثل يؤثر بطريقة واخرى على الجمهور .             
مؤشرات الاطار النظري
1- التجربة ترتبط حسب هيغل بالصيرورة الناتجة عن وعي الذات بالموضوع .
2-ان مفهوم القصدية الموجود في الظاهراتية  مناظر بالأساس الوحدة الذي يستخدمه المخرج المسرحي ، أي وحدة الشكل الفني الذي يتأتى أساسا من معرفة الهدف الأعلى وخط الفعل المتصل للنص المسرحي ومن معرفة الايقاع العام للنص وخطوط الصراع .
3- الصور الذهنية التي اكدت عليها الظاهراتية مناظرة للصور الذهنية التي ينتجها المخرج المسرحي وفقا للخيال الابداعي .
4- ان مفهوم افق التوقعات الذي اكد عليه ياوس هناك ما يناظره في اداء الممثل 
4- ان الظاهراتية تؤكد على قدرة المتلقي على اعادة تكوين افق التوقعات وكذلك الحال مع المخرج المسرحي الذي يقوم باعادة تكوين افق التوقعات وفقا لرؤية عصرية حديثة للنص المسرحي تتناسب ومتطلبات العصر .
5- ان مسالة الوعي بالذات والموضوع الذي اكد عليه هيغل هناك ما يناظره في عمل الممثل الذي يستخدم ذاكرته الانفعالية في تجسيد الدور المسرحي .
6-ان مفهوم افق التوقعات الذي استخدمه ياوس ، استخدمه كذلك الممثل المسرحي وفقا لاستخدامه للتجارب الحياتية السابقة واعادة تشكيلها وفقا للمتطلبات الجديدة للشخصية الدرامية بابعادها الثلاثة الطبيعي والاجتماعي والنفسي ووفقا للظروف الزمانية والمكانية الخاصة بالشخصية الدرامية .
7- ان قدرة القاريء على انتاج صور ذهنية جديدة وفقا لايزر له ما يناظره في اداء الممثل اذ يقوم بانتاج صور جديدة عن طريق عنصر الخيال واستخدام كلمة لو السحرية .
8- المتلقي عند الظاهراتية يقوم بمليء فراغات كذلك الحال  مع الممثل الذي يملي فراغات النص لانه قاري للنص يقوم بتحليل وتفكيك وتفسير وتجسيد النص المسرحي .
9- ان مسالة وجود علاقة بين المتلقي والعمل الادبي له ما يناظره عند الممثل فالمسافة الجمالية بين الممثل والجمهور تتحدد من خلال تفاعل الممثل مع رغبات وطموحات الجمهور لذلك يصبح الممثل متلقيا لردود افعال الجمهور وبناء على ذلك يعمل الممثل على تقويم البناء الداخلي للشخصية الدرامية . 
الفصل الثالث         
إجراءات البحث 
ا-منهج البحث :- المنهج المتبع في التحليل هو المنهج التجريبي .
ب- اداة البحث :- اعتمد الباحث على ما اسفر عنه الاطار النظري في تحليل العينة .
ج- عينة البحث :-اعتمد الباحث على إحدى العروض المسرحية العراقية التي شاهدها من خلال قرص مدمج (cd) لغرض التحليل ، وهي(صدى) والمسرحية من تأليف مجيد حميد ، إخراج حاتم عودة ، تمثيل سمر قحطان وبشرى إسماعيل،تقديم الفرقة القومية للتمثيل ، قدمت على المسرح الوطني-بغداد بتاريخ2008.
قصة المسرحية 
تتناول المسرحية قصة شخص عاد إلى أمه بعد غياب طويل استغرق سنوات طوال إلى البيت الذي هجره ، ذهب ليمارس مهنة القتل بحق إخوانه الذين كانت أمه تفضلهم عليه ، انه يعاني من عقدة الشعور بالنقص ؛ بقي معذب الضمير لان والدته لم تستقبله بحفاوة على وفق تصوره ، بل رفضته ؛ لان يداه ملطختان بالدم ، فقد قتل فضلا عن إخوانه المرأة التي كانت شريكة حياته ، قتل زوجته ، أما ألان فقد تخلت عنه حتى والدته ، وتركته وحيدا فريدا .
يقول الابن مخاطبا والدته بعد إن فشل في احتضان والدته وكسب ودها:-
"كنت أتوقع هذا ، كنت أتوقع هذه المقابلة الجافة منك" . هذا الحوار ينم عن وعي الممثل بالذات والموضوع الذي اكد عليه هيغل مما يدل على مقدار التركيز الذهني والبدني الذي يتمتع به الممثل للوصول إلى الهدف الإبداعي ، من خلال لحظتان تتبع أحداهما الأخرى ، الأولى اتخاذ القرار والتي تعود للفنان (سمر قحطان) ، والثانية تنفيذه وتعود للشخصية الدرامية . والممثل سمر قحطان يعيد انتاج افق التوقعات التي اكد عليها ياوس باعتباره متلقي للنص المسرحي بعد المخرج ، وقد قام بقراءته وتحليله واعادة تركيبه وفقا لابعاد الشخصية الدرامية (الطبيعي والاجتماعي والنفسي)   . في موضع ثاني من حوار شخصية الابن إلى أمه إذ يقول " صحيح إننا كنا يوما نحب القتال لأتفه الأسباب ولكني نسيت " وهذا ينم على قدرة الممثل سمر قحطان على انتاج صور ذهنية جديدة ، وهذه الصور مشابهة للصور الذهنية الجديدة التي اكد عليها ايزر والتي يقوم المتلقي باعادة انتاجها ، والصور الذهنية التي يعيد الممثل انتاجها ناجمة ان استخدام الممثل للخيال الابداعي الناجم من توظيف كلمة (لو ) السحرية في تلك العملية ، لذلك يسال الممثل نفسه لو كنت مكان الشخصية (شخصية الابن) ماذا افعل ولماذا افعل وكيف افعل  . مثلما اكدت الظاهراتية على قدرة المتلقي على مليء فراغات النص ، كذلك الحال مع الممثل (سمر قحطان) الذي قام بمليء فراغات النص المسرحي بعد ان قام بقرائته عدة مرات وتحليله وتفسيره وتشكيله بصورة جديدة منسجمة مع متطلبات العصر الذي يعيشه الممثل وتناقضاته السياسية والاجتماعية والفكرية ، ويجد الباحث ما يؤكد ذلك من خلال قيام شخصية الابن بإخراج السجادات الواحدة تلو الأخرى من طشت الغسيل ورميها بعيدا .  ان اقامة علاقة بين المتلقي والعمل الادبي التي اكذ عليها ياوس مشابهة للمسافة الجمالية التي تحدثها الممثلة (بشرى اسماعيل) فهي تتلقى ردود افعال الجمهور وتعيد انتاج البناء الداخلي للشخصية من افعال وردود افعال ورغبات وامزجة ، لذلك تقول شخصية الام "كاذبون انتم أيها الأبناء ، ملعونون إلى يوم يبحثون" . لاحداث التاثير بالمتلقي ، وبالتالي فالممثلة بشرى اسماعيل تتلقى من الجمهور ردود الافعال وتستثمرها لتجسيد الشخصية الدرامية . ان الممثل سمر قحطان يعيد انتاج افق التوقعات التي اكد عليها ياوس باستخدام الذاكرة العاطفية التي اكد عليها ستانسلافسكي من خلال حوار الابن الاتي :- "إنا اعرف إن مجيئي إلى هنا خطا أساسا (البصق على الأرض) " لذلك يجد الباحث ان هناك تاثير لا يستهان به للظاهراتية على اداء الممثل في عروض المسرح العراقي . 
نتائج البحث
1-الوعي بالجانب الذاتي والموضوعي ، فالممثل سمر قحطان والممثلة بشرى اسماعيل ، يتمتعان بقابليات وقدرات خاصة ، برزت من خلال تطوير امكانياتهم الذاتية ، والتمارين المختلفة التي استخدماها لتطوير المنظومة الصوتية والجسدية ، اما الجانب الموضوعي فيتمثل بقدرتهما على تجسيد الشخصية الدرامية وفقا للصورة الجمالية التي يبغي الخرج ايصالها للمتلقي .
2- الممثل سمر قحطان يمتلك القدرة على اعادة انتاج افق التوقعات التي اكد عليها ياوس لان هذا الممثل قام بقراءة وتحليل النص وتفسيره وتجسيد الشخصية الدرامية وفقا لمتطلبات العصر الذي عاش فيه الممثل .
3- ان الصور الذهنية التي ينتجها المتلقي حسب ايزر ، انتجها الممثل سمر قحطان من خلال استخدامه للخيال الابداعي المتمثل بكلمة (لو) السحرية .
4- ان الممثل سمر قحطان يقوم بمليء فراغات وثغرات النص ، لان الممثل هو المبدع الثالث بعد المؤلف والمخرج المسرحيان ، للوصول الى الايقاع العام للعرض المسرحي وخطوط الصراع الدرامي .
5-ان اقامة علاقة بين المتلقي والعمل الادبي وفقا لياوس ، تتمثل من خلال العلاقة بين الممثلة بشرى اسماعيل والجمهور المسرحي ، والقائمة على امكانية تلقي الممثلة لافعال وردود افعال الجمهور لتطوير سلسلة الافعال وردود الافعال الخاصة بالشخصية الدرامية .
6- ان الممثل سمر قحطان يستخدم افق التوقعات التي اكد عليها ياوس في تجسيد الشخصية الدرامية ، من خلال الاستفادة من الذاكرة الانفعالية والتجارب السابقة التي مر بها الممثل .
الهوامش                                                      
*هانز جورج جادامير ناقد ألماني من أب كيميائي من ابرز أعماله النقدية الحقيقة والطريق والفلسفة الهرمونتيكية، كانت لتلك الأعمال أصداء واسعة في نظرية الاستقبال ، أكد في هذه الأعمال على حقيقة هامة ألا وهي إن حقيقة النص يمكن الوصول إليها من خلال الفهم النابع من السياق الإنساني ، وبالتالي يمكن فهم وتحليل الأعمال الفنية من داخل سياقها التاريخي ومن داخل السياق الخاص بالمؤلف (الباحث) . 
مصادر البحث
1- ينظر، جاكوب كورك ، اللغة في الأدب الحديث-الحداثة والتجريب ، ترجمة ليون يوسف وعزيز عمانوئيل ، دار المأمون للترجمة والنشر ، بغداد،1989.
2- ينظر، بسام فسطوس ، المدخل إلى مناهج النقد المعاصر، ط1، دار الوفاء لدنيا الطبع،الإسكندرية2006.
3-ينظر، سعيد علوش،المصطلحات الأدبية المعاصرة،منشورات المكتبة الجامعية،الدار البيضاء ،1984.
4-  جلين ويلسون ، سيكولوجية فنون الأداء، ترجمة د. شاكر عبد الحميد، مراجعة د. محمد عناني، عالم المعرفة- سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب- الكويت، العدد 258 حزيران 2000.                                                                                                                      
5-  مارفن كار لسون ، فن الأداء(مقدمة نقدية)، ترجمة منى سلام ، وزارة الثقافة- مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، مطابع المجلس الأعلى للآثار، د.ت .
6- إبراهيم الخطيب وآخرون، فن التمثيل، الموصل، دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل، 1981.             
7- عبد الفتاح الديوي ، فلسفة هيغل، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة،1970.
9- رمضان بسطاويسي،جماليات الفنون، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة ، 1998.
10- المدارس النقدية الحديثة في معجم المصطلحات الأدبية، م.ه.أبرامز، ترجمة د.عبد الله معتصم الدباغ ، مجلة الثقافة الأجنبية، بغداد-وزارة الثقافة والإعلام-دار الشؤون الثقافية العامة،عدد3،1987 .
11- سلفرمان هيو ، نصيات بين الهرمينوطيقيا والتفكيكية، ترجمة حسن ناظم وعلي حاكم ، ط1، المركز العربي،الدار البيضاء ،2002.
12-رينيه ويلك و أوستن وارن، نظرية الأدب ، تعريب د.عادل سلامة ، دار المريخ للطبع والنشر، المملكة العربية السعودية ،1992.
13-  د.حسن حنفي ،مقدمة في علم الاستغراب ،مركز الكتاب للنشر، القاهرة، ط1 ، 2009.
14- وليم راي ، المعنى الأدبي من الظاهراتية إلى التفكيكية ، ترجمة د.يوئيل يوسف عزيز ، دار الحرية للطباعة-بغداد ، ط1،دون تاريخ.
15- سوزان بينيت ،جمهور المسرح-نحو نظرية في الإنتاج والتلقي المسرحيين، ترجمة سامح فكري، مراجعة ا.د.نهاد صليحة،القاهرة ،مطابع المجلس الأعلى للآثار،ط2،دون تاريخ.
16-ينظر، د.يوسف نور عوض، نظرية النقد الأدبي الحديث، دار الأمين للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1 1994.
17-ينظر، ألكسي بوبوف ، التكامل الفني في العرض المسرحي، ترجمة شريف شاكر،وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق ،1976.
18-أبي الفضل جمال الدين محمد مكرم ابن منظور، لسان العرب،مجلد33،بيروت-دار صادر،دون تاريخ،ص167.
19-ينظر، احمد زكي، اتجاهات المسرح المعاصر، فنون العرض-الجزء الأول، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب،2005.
20- د.نجم عبد حيدر، خيال وابتكار،ج1،وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،دار الكتب للطباعة والنشر-جامعة الموصل،1999.
21-ينظر، أرسطو، فن الشعر، ترجمة وتقديم وتعليق د.إبراهيم حمادة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، دون تاريخ.
22-ينظر،الكسندر دين،أسس الإخراج المسرحي،ترجمة سعدية غنيم،مراجعة محمد فتحي،القاهرة مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب-المكتبة العربية،د.ت.
23- ادوين ديور ، فن التمثيل الافاق والاعماق ، ج1، ترجمة مركز اللغات والترجمة-اكاديمية الفنون ، وزارة الثقافة-مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ، مطابع المجلس الاعلى للاثار، د.ت .
24-ادوين ديور ، فن التمثيل الافاق والاعماق ، ج2، ترجمة مركز اللغات والترجمة-اكاديمية الفنون ، وزارة الثقافة-مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ، مطابع المجلس الاعلى للاثار، د.ت .
25-فيوليتا راينوفا ، المسرح والمتفرج ، ترجمة د. محمد عبد الرحمن الجبوري ، الموسوعة الصغيرة ، وزارة الثقافة والاعلام-دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد-العراق ، 1991.

-------------------------------------------------------------
المصدر :  مجلة مركز بابل للــدراسات الإنسانية المجلد /4- العدد 1


لاول مرة مسرح قصر ثقافة شلاتين يفتح ابوابه لجمهوره يوميا

مجلة الفنون المسرحية

لاول مرة مسرح قصر ثقافة شلاتين يفتح ابوابه لجمهوره يوميا

كتبت / علا احمد حلمي 

لاول مرة يفتح قصر ثقافة شلاتين بالبحر الاحمر بمصر ابواب مسرحه علي مصرعيه  امام جمهوره وتقديمه لحفلات مسائية يومية وعروض مسرحية تشمل علي 
عروض فلكلورية مسرحية خاصة بنقل تراث وثقافة قبائل شلاتين  منها مسرحية الهوسيت  والهيبركاب والفرح مع استخدام رقصات يستخدم فيها السيف مع مع استخدام نغمات موسيقية واغاني فلكلورية معبرة عن البيئة الشلاتينية  وذلك من خلال حفلتين كل شهر 
هذا بالاضافة الي حفلات  مسرحية مسائية  يومية ترحب بزائرين المدينة وتعرفيهم بالتراث الشعبي والثقافي والعادات والتقاليد الخاصة بشلاتين  
وفي هذا الصدد يطلعنا ضياء عبد الرازق  مدير قصر الثقافة  الي ان انشطة القصر  تهتم بالمقام الاول بالمسرح ف تشمل علي فرقة تمثيل مسرحي  وفرقة للفنون التلقائية المسرحية  وفرقة للتراث المسرحي بالاضافة الي فرقة اطفال مسرحية تحت الاعتماد الان  هذا الي جانب ورش العمل  
واضاف انه سيقام قريبا معرض ومهرجان مسرحي ثقافي ( شلاتين في القلب ) لعرض تراث وثقافة شلاتين بدار الاوبرا قريبا  
واستطرد ان عروض شلاتين بدأت المشاركة الدولية الخارجية بمهرجان الجنادرية بالسعودية وحازت كل عروض شلاتين المسرحية والتراثية والثقافية علي اعجاب الجمهورهناك  واصدر القائمون علي المهرجان قرارا بتمديد عروضها لتميزها وتفاعل الجمهور معها .




مسرح في غرب تونس يكافح التطرف

مجلة الفنون المسرحية

مسرح في غرب تونس يكافح التطرف

على جبل سمامة في غرب تونس، وفي مكان غير بعيد من معاقل الإسلاميين المتشددين، حوّل عدنان الفيلالي قطعة أرض إلى مسرح في الهواء الطلق ضمن مشروعه الثقافي «مسرح الجبل» الذي يهدف إلى مكافحة التطرف والفكر «الظلامي».
ويقع جبل سمامة في ولاية القصرين الحدودية مع الجزائر، وهي من أكثر مناطق تونس تضرراً من عمليات المتشددين. وعدنان الفيلالي (42 سنة) مدرّس للغة الفرنسية ومنشط ثقافي في المناطق الريفية، يأمل بأن يستهدف في مشروعه الأطفال «مستقبل البلاد... نريد أن نعلم الأطفال أن الجبل مكان إبداع وفن وشعر وجمال، وليس مكاناً لاحتضان ثقافة الموت». ويؤكد الفيلالي أن المسلحين المتشددين ينتشرون «على مسافة 200 متر بقنابلهم وأسلحتهم»، ونحن نرفض هذا التعايش الكارثي، الجبل في نظرنا ساحة حياة».
يتكون «مسرح الجبل» من مدارج منحوتة في الصخر ومنصة عرض محفورة في التراب. وقد بدأت فكرة هذا المشروع تراود الفيلالي قبل عامين، واصطدم قبل تحقيقها بصعوبات عدة، أبرزها غياب التمويل. وهو يطمح على رغم ذلك إلى «خلق تقاليد مسرحية في جبل سمامة» و «القضاء على التطرف عبر الثقافة».
وعلى رغم البرد القارس، حضر مئات من تلامذة المدارس الابتدائية وسكان جبل سمامة وجبال أخرى متاخمة له، حفلة افتتاح «مسرح الجبل» التي استمرت أربع ساعات كاملة، وشملت فقراتها العزف والغناء البدوي والشعر ورقص «الهيب هوب». ويطمح الفيلالي ورفاقه إلى نقل هذه النشاطات إلى جبال أخرى في ولاية القصرين مثل السلوم والشعانبي أعلى جبال تونس. وتعتقد مالية (32 سنة) التي حضرت حفلة افتتاح «مسرح الجبل»، وهي إحدى ضحايا الألغام التي زرعها المتشددون في جبل سمامة، أن «الثقافة هي السلاح الرئيسي في الحرب ضد الظلامية والظلام والإرهاب».
تتذكر هذه السيدة بمرارة كبيرة كيف انفجر بها في أيار (مايو) 2016 لغمٌ عندما كانت تجمع نبتة إكليل الجبل مع ابنة عمها وصديقة لهما. وأسفر الحادث عن وفاة رفيقتيها على الفور، وإصابتها في إحدى عينيها. وتروي: «استيقظت في المستشفى معصوبة العينين. لم يستطع الأطباء أن ينقذوا سوى عين واحدة».

-----------------------------------------
المصدر : جريدة الحياة 

"مأساتي" على خشبة مسرح المدينة... الدمية "تندب حظّها"... وحظّنا!

السبت، 4 مارس 2017

مسرحية بفصل واحد "اثنان في قطار " تأليف زينب المالكي

مهرجان العرائس (الماريونت ) بمصر علي مدار ثلاثون يوما في دورته الاولي ولاول مرة

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان العرائس (الماريونت ) بمصر علي مدار ثلاثون يوما في دورته الاولي ولاول مرة

علا احمد حلمي / مصر

يقام علي مدار ثلاثون يوما في الفترة من ١مارس حتي ٣٠ مارس مهرجان  مسرح العرائس (الماريونت )  في دورته الاولي لاول مرة في مصر والعالم  بمشاركة اكثر من عشرون دولة و ٣٧  عرضا و ٧ ورش للعرائس من جميع انحاء العالم  
حيث يمكنك ان تستمتع بالمشاهدة  اينما كنت  ..البيت ، النادي، السيارة ، المدرسة  من خلال العروض اليومية التي تبث علي مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت .

كان لنا هذا اللقاء مع / الفنان محمد فوزي مؤسس  كيان الماريونيت العرائسي وصاحب فكرة تنظيم مهرجان  مسرح العرائس تنظيم المهرجان بمصر  صاحب فكرة تطرح لاول مرة بمصر والعالم 

يقول هذه هي الدورة الاولي لهذا المهرجان والذي يحدث لاول مرة بالعالم و بمصر وتشارك فيه دول كثيرة منها مصر ، تركيا، سوريا ، الجزائر ،رومانيا ، تايوان ، جورجيا ، النرويج ، روسيا ، البرازيل ، ارمينيا ، ليبيا ، تونس ، فلسطين ، كوبا ، الارجنتين ، سنغافورة ، فرنسا فيتنام ، المانيا ، اوكرانيا  
حيث يقام علي هامش المهرجان ٧ ورش  لفنون العرائس  منها ٣ ورش لذوي الاحتياجات الخاصة يقدمها  الفنان الجزائري مداح سيد احمد من خلال خمس عروض 
وصرح المخرج محمد فوزي  صاحب فكرة المهرجان انه رغب ان يصل الفن لمستحقيه باسهل الطرق وان تكون وسائل التواصل الاجتماعي منصة لمشاهدة الفن العرائسي ومقدرتها علي كسر قاعدة المشاهدة في اي مكان  
وقد ادلي المخرج محمد فوزي اننا بهذه الطريقة نستطيع ان تصل للطفل  في اي مكان او اي مركز شباب  الامر الذي سيلعب دورا كبيرا في حل مشكلة التنقل  للجمهور فضلا عن ان المهرجان لو اقيم علي ارض الواقع لتكلف مالا يزيد علي ٣٠ مليون جنيه  من تنقل واقامة وعروض للفرق المشاركة في المهرجان  
وعن مشكلة فروق التوقيت بين الدول المختلفة  
اوضح انه تم الاتفاق  مع الدول المشاركة  علي وقت محدد للعرض  تكون كلها قريبة من بعضها  بفارق ساعتين علي الاقل  وان يظل فيديو العرض موجود علي صفحة المهرجان لمدة يوم كامل ليشاهده جميع المشاركين ويحذف بعدها للمحافظة علي حقوق النشر  
واشار الفنان محمد فوزي انه  منذ انشاء مسرح العرائس بمصر  لم يقام اي مهرجان للمسرح العرائسي في مصر مما شجعه علي ان يكون اول مهرجان لهذا النوع من الفن في مصر وتكون مصر هي اول مقيم وراعي لمسرح العرائس علي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم 
ويؤكد انه في كل بث مباشر لاي عرض مسرحي من العروض  سيكون هناك مخرج وناقد مسرحي للتحدث  عن العرض قبل عرضه وتقييمه وتحلييله 
وان مصر سوف تشارك باربعة عروض فقط كي تفسح المجال للدول الاخري بعرض مسرحياتها واعمالها 



مهرجان وسط البلد للفنون المعاصره ( D- caf) دي كاف في مصر

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان وسط البلد للفنون المعاصره ( D- caf) دي كاف في مصر  

علا احمد حلمي :

 يقام مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة  في دورته السادسة  في مصر علي مسارح وشوارع وسط البلد 
في الفترة من ١٧ مارس الي ٨ ابريل علي مدار ثلاثة اسابيع  
وهو المهرجان  الوحيد من نوعه بمصر المحتوي علي العديد من انواع الفنون 
اذ يتضمن المهرجان  اداء وتدريبات مسرحية  -ومهرجانات بالشوارع -ورش عمل -مقهي - مساحة للعرض - قاعة محاضرات - اماكن بروفات - قاعة عرض افلام  ومسرحيات - مسرح - منشأت تدريب - حفلات موسيقية  وكافة الاعمال الفنية والمسرحية المعاصرة  بهدف خلق حالة جديدة  من التفاعل بين الجمهور والفنانين 
يهدف هذا المهرجان الي التواصل بين الفنانين العرب والمخرجين العالميين والمنفذيين مع التركيز علي التميز والتفرد  وذلك بعرض عروض متميزة عالية الجودة  لتوسيع آفاق الجمهور المصري لتقبل كافة الفنون المعاصرة  وفنون الاداء والمشاركة الفنية والمجتمعية  وجذب الجمهور من انحاء العالم 
الي جانب ان مهرجان  دي كاف  له اهداف مستقبلية لكي يكون نقطة التقاء المحترفيين من العالم العربي لمشاهدة  اخر العروض والابتكارات المسرحية  المحلية والعالمية 
كما يواصل المهرجان هذا العام علي تسليط الضوء علي الاعاقة ودمجها في الفنون حيث يقدم ثلاثة عروض جديدة لفرق ايرلندا وانجلترا وسويسرا  
اما العروض الادائية فستقدم مجموعة متنوعة من العروض منها العرض العربي الاول  لمسرحية نهاية الحب  ديو دراما 
كما يشارك عرض مسرحي للمخرج الفرنسي هنري جوليز جولين  والممثلة السورية ناندا محمد 
ومن اهداف المهرجان الاحتفاء بالمسرح التفاعلي من خلال  عرض للمخرج البريطاني اندي فيلد   واسمه بص بعيد مع ممثلين اطفال من مصر  
اما روجيه بيرنات المخرج الاسباني فيركز هذه المرة علي مسرحية تشاركية راقصة بعنوان طقوس الربيع بمصاحبة فرقة موسيقية تعزف قطع موسيقية شهيرة وتحمل الفرقة ايضا اسم طقوس الربيع  
هذا الي جانب العديد من الاعمال السينمائية  والافلام المقتبسة التفاعلية   مع الموسيقي والانشاد 



الخميس، 2 مارس 2017

الفنان المسرحي حيدر كامل : في الوقت الحاضر المسرح المدرسي لايلبي الطموح ويحتاج الى وضع منهاج يتم تدريسه في المدارس

مجلة الفنون المسرحية


الفنان المسرحي حيدر كامل : في الوقت الحاضر المسرح المدرسي لايلبي الطموح ويحتاج الى وضع منهاج يتم تدريسه  في المدارس 


حاوره : الفنان محسن النصار

فنان موهوب في التمثيل والإخراج المسرحي، أسهم في تنشيط حركة النشاط المسرحي في المسرح المدرسي  تربية الكرخ الثالثة واستطاع أن يبرز حضوره  الناجح بأخراجه مسرحية " هذيان الذاكرة " تأليف عزت مانع وتم اختيارها لتمثيل تربيات بغداد في  المهرجان السابع لفرق التربية الذي أقيم في البصرة ويعمل مشرف فني  في النشاط المدرسي وحاصل على شهاده الدبلوم والبكلوريوس من معهد وكلية الفنون الجميلة قسم  الفنون المسرحيه . كان لنا معها هذا الحوار :

- كيف كانت بدايتك  مع  المسرح؟ 

- - كانت بدايتي مع المسرح  أكاديمياً، حيث درست في معهد الفنون الجميلة بغداد  وبعد تخرجي في عام  2003|2004 وقد أضاف لي المعهد الكثير حيث سنحت لي الفرصة في اكمال دراستي في كلية الفنون الجميلة قسم المسرح عام 2009 ومن ذلك الحين وإلى اللحظة، لم أفارق خشبة المسرح .. 

- ماهي ابرز المسرحيات التي شاركت فيها كمخرج  وممثل  وكان لها وقع قي نفسك؟

- اخرجت  مسرحية هذيان الذاكرة تأليف عزت مانع ومسرحية الغد يأتي متأخرا تأليف محمد كاظم محمد وعملت كممثل الكثير من الاعمال منها دراماالاشعوروالحب والفزع واشتركت في مسرحيه الجنه تفتح ابوابها متاخره
ومسرحيه برادالموتى  ومسرحيه كالا كولا وشاركت في مسرحيه حياتك الباقيه وممثلا في مسرحيه قيامة النار وممثلا في  اوبريت الملكه السومريه .

- ماهو رأيك بالمسرح المدرسي  ؟

المسرح المدرسي أعتبرة النشاط المتميز الذي يطور الطلبة  ويسقل مواهبهم ,المسرح المدرسي هو لون من ألوان المسرح التربوي والذي يكشف الطاقات والمواهب عندالتلاميذ اي مسرح الطفل يفعل وينمي قدرات التلاميذالعقليه والفكريه والحركيه ويزرع الثقه والملائمه لدى التلاميذفي المناهج العلميه والفنيه .

- هل المسرح المدرسي  يلبي الطموح في الوقت الحاضر ؟

 -  في الوقت الحاضر المسرح المدرسي لايلبي الطموح ويحتاج الى وضع منهاج يتم تدريسه  في المدارس حتى يصل التلاميذ الى الابداع والفن والجمال من الناحيه العمليه والنظريه ليصل التلاميذ الى الارتقاء والطموع االعالي , مما يؤدي الى  الأرتقاء  بالمسرح المدرسي نحو الحالة المؤثرة  التي تعكس الواقع في كل جوانبه بل المرأة الحقيقيه .







بدء الدراسة في مدرسة «ناس» لفنون «مسرح الشارع»

مجلة الفنون المسرحية

بدء الدراسة في مدرسة «ناس» لفنون «مسرح الشارع»

بدأت الدراسة بمدرسة النهضة لفنون المسرح الاجتماعي "ناس"، وهي منحة دراسة كاملة لعدد محدود من الموهوبين، تُقدم من جمعية النهضة العلمية والثقافية - جزويت القاهرة.

وقد تقدم لأداء الاختبارات القبول بالمدرسة أكثر من ١٦٠ طالبا وطالبة من مصر والسودان واليمن، وتم قبول ٣٠ طالبا لتكتمل الدفعة الثالثة لعام ٢٠١٧/٢٠١٨، ويدرس الطلبة العديد من الفنون المسرحية (الحركة، فنون السيرك، فن المايم، الحكي، الموسيقى، القناع المحايد، مسرح الكباريه، خلق الشخصية)، من خلال العديد من المدربين.

وخلال اللقاء التعارفي مع الطلبة تحدث الأب وليم سيدهم، عن فلسفة الجمعية ورؤية الجزويت في الفن، وكيف يمكن أن يغير الفن المجتمع للأفضل.

وتعمل المدرسة لمدة ٢٤ شهرا مقسمة إلى ٦ تيرمات، وتهدف التدريبات وورش العمل إلى تطوير مهارات المتدربين الجسدية والتقنية، في التقنيات المسرحية المختلفة من خلال ورش متخصصة، وتنتهي كل ورشة بعرض تطبيقي للمهارات المكتسبة.

وتهتم المدرسة بالفنون التمثيلية، والتخصص في تنمية مهارات العارض / الممثل في فنون مسرح الشارع، وتتعامل المدرسة مع المسرح على أنه وسيلة سحرية للتواصل البصري، والإنساني، بل اتصال الفنان بذاته، من خلال فتح كل قنوات الإبداع التي تساعده على أن يكون إنسانا قبل أن يكون فناناً.

جدير بالذكر أن مدرسة النهضة لفنون المسرح الاجتماعي هى ضمن أنشطة كثيرة تضمها جمعية النهضة العلمية والثقافية التي تم أنشئت عام 1998 كمبادرة من الآباء والرهبان الجيزويت، بمشاركة مجموعة من المصريين المهتمين بالأمور الفنية والثقافية. وتمنح جمعية النهضة للأشخاص الكبار والشباب والأطفال مجالًا يمكنهم فيه اكتشاف إمكانياتهم الإبداعية والنقدية.

---------------------------------------------------------
المصدر : الشروق 

الفنان الموريتاني سعيد التقي : نحن بالمسرح نوظف الاضاءة والصوت والموسيقي والالات للتعبير عن الموريتاني بكل ثقافته وفنه وبيئته

مجلة الفنون المسرحية

الفنان الموريتاني سعيد التقي   : نحن بالمسرح  نوظف الاضاءة والصوت والموسيقي والالات  للتعبير عن الموريتاني بكل ثقافته وفنه وبيئته 

حاورته : علا احمد حلمي  

التقيت به في الشارقة  بلد الثقافة والمسرح والمهرجانات  والفاعليات بمهرجان المسرح الصحراوي
انه سعيد التقي ..رئيس جمعية الرواد المسرحيين  ومؤسس المسرح الموريتاني
جذبتني ابتسامته الدائمة التي لا تختفي الممزوجة بملامحه السمراء الصحراوية ان اجري معه حوارا عن المسرح :

 - فالبلدان العربية ان تحذو حذو الامارات  العربية وخاصة الشارقة في اهتمامها بالثقافة عامة والمسرح بخاصة   الذي يعتبر من افضل المسارح ولها  مكانة كبيرة اليوم ؟

- فالثقافة والمسرح  ليست من اولويات الحكومات العربية  ولكن تتفوق الامارات عن باقي الدول في اهتمامها بالمسرح
فالمسرح لدينا يعتبر فلكلورا شعبيا حول التعابير الانسانية الخاصة بالانسان الموريتاني كيف يتعامل وكيف يعبر ثقافيا و فنيا عن نفسه من خلال العروض التي تقدم كوسيلة للتواصل مع الاخوة العرب وغير العرب  لاعطائهم فكرة  عن امكانية التواصل عبر الثقافة والفنون  مع الانسان الموريتاني بعيدا عن المؤثرات السينوغرافية الخارجية فنحن بالمسرح  نوظف الاضاءة والصوت والموسيقي والالات  للتعبير عن الموريتاني بكل ثقافته وفنه وبيئته .

المسرح الموريتاني مازال معزولا نوعا ما  مقارنة بالمسارح العربية في البلدان الاخري
باعتباركم من مؤسسي المسرح  كيف تري حال المسرح الموريتاني حاليا ؟؟

صحيح  ان التجربة الموريتانية المسرحية مازالت  تجربة في بداية شبابها بمعني انني امثل الجيل الاول رغم صغر سني الجيل الاول من المتخصصين في مجال المسرح في موريتانيا  التي تعرف فقط ٣اسماء اخري غيري تهتم بهذا المجال  زد علي ذلك انه لاتوجد مؤسسة تعني بالتكوين او الانتاج او بتطوير وتنمية المسرح في موريتانيا فنحن كمتخصصين نحارب في كل الاتجاهات نحارب علي جبهة السياسات الاستراتيجية لتنمية المسرح  ونحارب في جبهة ادخال المسرح في المناهج التربوية  والمدارس  وقد نجحنا في هذه التجربة فاسسنا مهرجان المسرح المدرسي منذ ٦ سنوات  الذي اردنا ان يكون انطلاقة جديدة لتأسيس المسرح الموريتاني لنربح علي الاقل  جيلا مطلعا علي ثقافة المسرح وثقافة الفرجة  والتعامل مع المسرح عبر زرع حب المسرح  بهدف الاستفادة علي الاقل  من قلة قليلة تهتم  بهذا المجال الفني  نحن نحارب ايضا في جهة الانتاج والحضور في التظاهرات  
فانا احضر الان  للدورة السادسة من مهرجان المسرح المدرسي الذي يساعدني فيه ٣متخصصين فقط لكن العبرة ان ننتج  عملا يكون ذات قيمة   وهو مانقوم به من حوالي ٦سنوات وقد قدمنا عروضنا في مهرجان قرطاج الدولي وها نحن الان لتقديم عروضنا عبر مسابقات ومهرجانات مقامة الان بالامارات كما قدمنا عروضنا في تونس والمغرب
والان اسعي جادا لتأسيس المسرح الجامعي بالاتفاق مع رئيس جامعة نواكشوط لفتح قسم يهتم بالمسرح
والان اقوم بتحضير نص مسرحي سيكون تحت اشرافي و سيؤدي ادواره  طلبة الجامعة وسيساعدني في اخراجه احد الطلبة الجامعيين الذي سيتحمل المسئولية من بعدي ,كذلك بدأت في تكوين ورشة عمل مسرحي بدعم من الهيئة العربية لاربعين استاذا ومعلما كمطورين في المجال المسرحي .

يطلق علي موريتانيا بلد المليون شاعر ... اشرح لي كيف يخدم الشعر المسرح الموريتاني وييسهم في تطويره ؟؟؟؟انا مهووس بالشعر  شأني شأن معظم الموريتانيين ؟

نحن لدينا وفرة من الشعر والشعراء فمن بين كل ٣موريتانين  شاعران  فانا من حبي لهذا الجانب قدمت عرضا مسرحيا نسائيا من ديوان شاعر منذ ثلاث سنوات وكان علي شكل حوارات شعرية
اما العرض الذي اقدمه هذه السنة فيتخد من شعر المرأة ومن بوحها  وسيلة للحوار
فمثلا العرض المسرحي الذي اشتركنا به في مهرجان الشارقة الصحراوي المسرحي بعنوان (تبراع لمليح ) و التبراع نوع من انواع الشعر النسائي  عندما تبوح المرأة بمكنونات وخلجات نفسها ..عندما تعبر عن احاسيسها .. عندما تعبر  عن عشقها وتعزيتها لنفسها  فبوح المرأة متعدد وهو ما اطرحه لهذا العمل فالمرأة عندما تتغزل تنتج شعرا وبهذا فهي تكون منتجة ادبية وفنية  تسعي ان تجد لها مكان علي الساحة من خلال الادب والمسرح
انا افكر منذ سنين  في انشاء مهرجان دولي  واتمني ان تفكر كل الحكومات العربية  كالشيخ  سلطان القاسمي الذي يعطي للثقافة والادب والمسرح حقهم
اتمني ان يأخذ الحكام العرب  درسا في كيفية توظيف الثقافة في تنمية الانسان العربي

مسرح الاسقاط السياسي وتجييش الجماهير مسرحية (حفلة سمر من اجل 5 حزيران) نموذجاً

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الاسقاط السياسي وتجييش الجماهير
مسرحية (حفلة سمر من اجل 5 حزيران) نموذجاً

وليد خالد احمد  


لا شك ان المسرح السياسي كرافد من الروافد الفنية المسرحية، يعتبر ثمرة لنضالات الفنان والانسان ضد الاوجه البغيضة بصورها المختلفة والتي تحاول الوقوف بتحد امام اندفاعاته وامتلاكه لوعيه الايديولوجي كقوة ثورية مؤثرة وفاعلة، ولذا، فقد اتخذ منذ البدء مواقف ملتزمة واشكالاً متميزة في التعامل الفني لتحقيق مكانة هامة وبارزة تعيد تصوير المتغيرات الحاسمة في حياة الانسان تصويرا داخلياً، اي تغلغلت في اعماقه واكتشفت جوهر القضية التي يناضل من اجلها، فعبرت عنه بشكل جدلي يحلل العلاقات الانسانية دون ان يبتعد عن الحالة الحضارية فكريا وجمالياً. مما عزز وجود نوع من التفرد والسمو في القيمة الفنية المعطاة في العمل المسرحي وتكييفه ضمن اطار الفكرة السياسية الثورية التي تفهم الواقع ومتناقضاته وتركيب العصر واوضاعه التاريخية.
واذا كان الابداع الادبي والفني في أية فترة حضارية معادلاً للتعبير المباشر او غير المباشر عن هذه الفترة، فأن المسرح السياسي بالذات كان من اهم الابداعات التي تفاعلت مع فترة ما بعد نكسة 1967. وكان للواقع الحضاري والعربي بمكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية تأثيره على المسرح السياسي بانواعه من مسرح تحريضي مباشر يطرح كثيراً من السياسة وقليلاً من الفن، عامداً الى مشاركة الجمهور ومخاطبة عقولهم، ثم المسرح الملحمي الذي يعمد الى مخاطبة العقل وكسر اي ايهام ارسطي، ثم المسرح التسجيلي الذي يعتمد على الحقائق والوثائق والاحصاءات، ثم يعرضها بشكل فني مستخدماً اسلوب المسرح الشامل من تمثيل وغناء ورقص وموسيقى.. واخيراً مسرح الاسقاط السياسي الذي يعتمد الى الابعاد سواء كان ابعاداً مكانياً او ابعادا زمانياً في التاريخ، او اللجوء الى قالب الفانتازيا والاسطورة حتى ينجو كاتب مسرح الاسقاط من عوائق الرقابة، وبعد هذا النوع (مسرح الاسقاط السياسي) من ارقى انواع المسارح السياسية، حيث يطرح كثيراً من الفن وقليلاً من السياسة وقليلاً من المباشرة.
والمسرح السياسي في الحقيقة ليس نقلاً حرفياً او استنساخاً للاحداث دون ان يفسر ويعكس مواقف واراء الكاتب بدافع تغييري غير مطابق للاشكال الاعلانية في الواقع. فتأكيده واضح بالنسبة للالتزام والرؤية السياسية الناجزة في الفن دون تدخل او اضفاء صفة المراقب والواعظ التاريخي.
وهنا تكون للكاتب مهمة ايجابية وتتكشف قيمة مواجهته للحوادث التاريخية على مدى قدرته على اعادة تفسير التاريخ وعلى الاستفادة من الادوات الفنية لتجسيد تفسيره على منصة المسرح.
فموقف الفنان ازاء لخطة التحدي التي تواجهه من قبل القوى المستغلة، وتجسد حالة الصراع القائمة بين القوى الثورية والقوى التسلطية المستبدة.. تجسد الموقف الملتزم بالانسان ومحاولة اتشاله من جيوب التعسف التي تثقل حركته وتضع بينه وبين امتلاك الوعي، هوة سحيقة، تواجه هذه الحالات باستفسارات عديدة
مشروعة تمكنه وتحفزه لتعميق المفهوم الثوري للنضال والتجاوز وفرز المتناقضات الواقعية وتشخيص طموحاته واهدافه السياسية، مبتعداً عن المطالبة بأحداث عمليات تفريغ للعاطفة مستهدفاً ومستنبطاً أثارة الحوافز والتسريع في شد خيوط وعي الناس وتصعيد يقظاتهم ازاء الاحداث وضرورة الثورة والاقتناع بتحدي وفضح الطبقات الحاكمة المتعفنة، رغم خشية العنف الذي تمارسه تلك الطبقة.
من هنا تبرز خصوصية وشكلية المسرح السياسي واختلافاته مع الأطر المسرحية الاخرى، وتمكنه من اتخاذ ابعاد فنية ذات قوة مؤثرة وفعل ثوري متجسد ومتطور اضفى قيمة فكرية وفنية على وظيفته الاجتماعية والسياسية. فسماته تعتمد اساساً على محتوى سياسي يتداخل في العرض المسرحي ويجعله عرضاً حقيقياً منبثقاً من الحياة ويدخل الحيوية على النص المسرحي، ويحتوي على تأثير تربوي ومعرفة شعرية.
ويبدو الاختلاف بيناً في الصيغة التعبيرية وتناول الموضوعات الحياتية. فاذا اخذنا المسائل بشكل مطلق وشمولي نجد ان المسرح كجزء من تكوين حضاري، عالج ويعالج الاوضاع والسمات السياسية بصيغ وصور شتى متناولاً جوانب واطراف الواقع، كقضايا حساسة تؤثر سلباً وايجاباً على حركة التاريخ وحركة الانسان. وبهذا التصور يكون المسرح عموماً مسرحاً سياسياً ولكن الى حد ما غير متضمن لمفهوم المسرح السياسي كمحتوى فكري وفني ذي خصوصية.
فان المسرح السياسي اتخذ شكلاً خاصاً متميزاً من اشكال المسرح واستطاع ان يصل الى المرحلة التي اصبح فيها قوة فنية ثورية مؤثرة بمساعدة نتاجات مجددين امثال: سعد الله ونوس، و ألفريد فرج، ومعين بسيسو،...
فالمسرح السياسي يختار الموضوعات التي تبنى على اشكال وانطباعات ومواقف سياسية مستمدة اساساً من مادة شعرية او نثرية، ومن الوثائق والملفات والحقائق السياسية، اضافة الى انه يطرح احيانا مسرحيات ذات سمات درامية تحمل في فعلها الفني افكاراً ومحتويات متميزة وذات طابع سياسي، متناولاً في احيان مسرحيات كلاسيكية بصيغة الاعداد المسرحي الجديد لها من خلال رؤى سياسية ثورية.
* البعد السياسي في المسرح العربي
اذا حاولنا استقراء الابعاد السياسية في المسرح العربي، تواجهنا حقيقة قائمة لا غبار عليها، وهي محاولة الكشف عن الرؤية والاداة الاساسيتين في هذا المسرح، وخصوصيته، وتطلعاته، ومنطلقاته التاريخية. اي جوهر الجذور والتكوينات والبناءات الفكرية والامتدادات الزمانية والمكانية.
من هنا يتوجب الوقوف على ركائز رئيسية لتوضيح معالم ومنهجية وطموحات المسرح العربي، باعتبار ان خصوصية العام هي احتواء لخصوصية الخاص، وهذا يعول الى الاعتماد او الاحتكام الى نظرية فنية ومنهج جدلي يعبر عن روحية التأريخ العربي بمساراته الفكرية والعقلية التي تدخل ضمن حساباتها – التشكل والتعقد البعيد عن السطحية والسرد الوصفي- نظرية تتكون وشائجها وتحدد ارتباطاتها بصورة الانسان والحياة وتحليلها وفق روح ثورية وبصيغ مستجدة ومتطورة.
وتأسيساً على ما تقدم، نطرح التساؤلات التالية:
* ما هي معالم المسرح السياسي العربي؟
* ما هي مقوماته التعبيرية والشكلية؟
* الى اي حد استفاد هذا المسرح من ادواته الفكرية والبنائية وفي التوعية والنهوض العربي؟
* هل بالامكان اكتشاف الهوية الوطنية وطرحها في افقها العالمي كقضية ذات ابعاد انسانية عبر تأسيساته وطروحاته؟
* ما هي بصماته الفنية التي علقت بذاكرة التاريخ كانجازات تحمل خصوصية عربية؟
* الى اي مدى يظل يعتمد على التجارب المسرحية المطروحة من الخارج؟
في اعتقادي، ان الاجابة على هذه التساؤلات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتكوينات الحضارية والتاريخية والسياسية للامة العربية، وبتطور الواقع العربي وبمديات قدرة المبدعين العرب على تجسيد واحياء الفكر العربي وصراعاته والتعبير عن ارهاصاته السياسية على مدى قرون ماضية طويلة.. كون المسرح هو تعبير حي عن الحقيقة الواقعية، وان هذا التعبير يأخذ صورة التحرر والانعتاق من قمقم التشويه والمسوخات الفكرية والفنية، وهذه الصورة لا تتشكل ابعادها الجمالية الا في المجتمعات المتحررة. فالشرط الاساس هنا هو مستقبل هذه الامة ومستقبل الواقع العربي وانعكاساته على مجمل العملية الابداعية والفنية ومن ضمنها المسرح باشكاله المتعددة.
المتتبع لحركة المسرح العربي وتجاربه السياسية المتواضعة، يجد هناك ايماءات تمثل البدايات والبذور الاولى التي تحاول ان تأخذ على عاتقها مهمة الوظيفة الاجتماعية في امتاع الجماهير واتحافها باعمال مسرحية تعلمها وتحمسها على التفكير والفعل، وتعالج مشاكلها الواقعية والحياتية باشكال يتوخى منها امكان اسعاد انسانها العربي وانتشاله من اتون الاستغلال والعبودية، آخذة به في طريق البناء العربي الديمقراطي الموحد لخدمة الانسانية في اوجه الحقيقية والجمال.
ولكن مع كل ذلك تظل الازمة، ازمة الفكر المتخلف السائد او الحاكم في بعض الانظمة، وعدم قدرته على معاناة الفكر المعارض، ليس فقط في المسرح، بل في كل وسائل التعبير، مما يدلل ويؤكد على اهمية هذا المسرح وقدراته على استنهاض الجماهير وشحنها بطاقات الوعي السياسي المرتكز على فهم عميق للانسان ودوره الفاعل والخالق في الممارسة الثورية والانقلابية الاجتماعية ومعرفته التاريخية والايديولوجية في التحديات والمواجهات..
ان المسرح العربي عموماً والمسرح السياسي خاصة، بحاجة الى ان يعمق العناصر الاساسية في التعامل مع التاريخ والواقع، وان يركز على شمولية البطل وعرض قدراته المتحكمة في مجرى التاريخ، وتأصيل شخصيته وتبيان امكاناته غير المحدودة على تغيير وجه الزمن.
ستبقى للمسرح السياسي ضرورته في التوعية الجماهيرية وتوصيل الفكر العربي الملتزم والمضاد لكل الطبقات والانظمة المضطهدة للانسان وقيمه التاريخية والانسانية وتعميق الفعل السياسي الثوري المناضل لاسقاط البنى التعسفية المستبدة.
* احباطات الواقع...
مع نهاية عقد الستينات من القرن العشرين، وبداية عقد السبعينات، خضع المسرح في الوطن العربي لمراجعة اساسية فبدأ يتخذ طريقاً جديداً لرؤياه، فقد حاول اعادة اكتشاف الواقع العربي، وكشفه والاسهام في تغيره، بدأ المسرح الاستفادة من منهج التداخل والمباعدة والاغراب وكسر الحائط الرابع والاتجاه نحو المسرح الملحمي والتعليمي والتسجيلي، مثل مسرحية (حفلة سمر من اجل 5/ حزيران) لسعد الله ونوس – موضوع دراستنا- ومسرحية (النار والزيتون) لالفريد فرج، و (ثورة الزنج) لمعين بسيسو.
وظهرت تجارب تدعو للتغيير، لم تكن وليدة الصدفة ولكنها كانت امراً طبيعياً ومنطقياً، جاء نتيجة التحولات الجديدة في مجتمنا وخاصة بعد النكسة، حيث بدأ المثقفون والمسرحيون العرب يفتحون اعينهم على الواقع، وبدأت رحلة البحث عن الذات العربية وعن حقيقة الواقع العربي الذي نعيشه، وقد استطاعوا كسر حاجز الصمت الذي عرفه المسرح العربي، وغدا الجمهور مشاركاً في العمل المسرحي، يناقش ويحاور ويقبل ويرفض، يعارض ويعترض.. انطلاقاً من ان المسألة تخص هذا الجمهور اولاً واخيراً لانه يتحمل نتائج الصراع.. وبذلك اصبح المسرح بعد النكسة في بعض الاحيان –اذا استطاع ان ينجو من الرقابة- مسرحاً للمعركة، واصبح بامكان رجال المسرح المشاركة في صنع تاريخهم الخاص وتاريخ امتهم، باسهامهم فعلياً في حركة النضال، بغورهم داخل الاشياء والاسباب التي ادت الى الانتكاسة العربية، وفهم كل ابعاد مأساة انساننا في جميع انحاء الوطن العربي ومعاناته، عبر معركته الحضارية الضارية ضد كل اوضاع السلب والتخلف والنكسة الحضارية المزمنة.
* حفلة سمر من اجل 5/ حزيران
لعل مسرحية (حفلة سمر من اجل 5/حزيران) لسعد الله ونوس، هي اهم مسرحية ظهرت اعقاب هزيمة حزيران 1967، لتعبر عن هموم الهزيمة ولتجيب على جميع الاسئلة التي تتبادر الى ذهننا حول اسبابها من محاور شتى.
فكيف صنع سعد الله ونوس ذلك؟
ان للمسألة بعدين: واقعي ورمزي.
نحن في مسرح يقدم عملاً عن حزيران/ 1967، ويحضر العرض عدد من الرسميين. وعلى المسرح، الذي يشير الى ابعاد اكبر من حجمه، نرى قضية مصيرية تتعرى.
المخرج يريد ان يقدم قصة الهزيمة كمهزلة تعتمد التزييف، وعندما يثور المتفرجون ويطردونه ليقولوا كلمتهم ويناقشوا هزيمتهم، الاسباب والنتائج الحقيقية، نرى فجأة في اللحظة الحاسمة، كيف تفتقر قوى القمع فتمنعهم كما منعتهم من قبل عندما اتت لحظة الفعل عن ممارسة حقهم في التعبير والفهم ومن ثم المشاركة في النضال.
وقد تكون جرأة هذه المسرحية في التعرض لسياسة الايهام والكبت، هي احد الاسباب التي صنعت شهرتها وقتها، خصوصاً وانها منعت من العرض طيلة سنوات.. ولكن ذلك من جهة اخرى ادى ببعضهم الى اساءة تفسيرها، فرحبت بها جماعات على انها احد اصوات الثورة المضادة، وخافت منها جماعات على اعتبار انها طعنة موجهة الى القوى التقدمية، ورغم هذه العوامل الجانبية كانت المسرحية غير ذلك.
حفلة سمر، اراد لها كاتبها ان تكون عملاً تقدمياً يحرض ويحض على مزيد من الثورية.. اراد لها ان تكون صرخة سياسية جريئة ساخرة متوجعة بقدر ما هي مفجعة. لكن ما الذي اغنى تلك الصرخة وجعل من مباشرتها فناً طليعياً رفيعاً؟ أهو الشكل الفني الذي يحطم الجدران الاربعة بآن واحد بدلاً من حائط واحد، او يبنيها بناء جديداً يضم الخشبة والصالة، الممثل والمتفرج؟ ام ترى الجرأة في طرح الاشياء التي افتقدناها طويلاً؟ وماذا كان التأثير والدافع من تقديمها متأخرة عن ظهورها: التحريض ام التنفيس؟ اهم ما في المسرحية، هو الاخلاص وهو التشبث بموقف واضح هو امام ضغوط الاحداث العامة، والبناء السياسي القائم على الاحباط والقمع في عديد من الاقطار العربية. انها كانت بداية واعية وواعدة لمسرح النقد السياسي.
المسرحية لم تعالج الحدث السياسي الواقعي بتسجيلية محضة، بل بحثت في مسبباته، وجسدتها. والمسرحية ضمن اعمال سعد الله ونوس تنويع جديد على لحن الخوف. وما اسميه الخوف هنا ليس مفهوماً سطحياً مباشراً كما في (مأساة بائع الدبس الفقير) ولا حتى في معالجة (الفيل يا ملك الزمان) للكاتب نفسه، ولكنه الخوف بمعناه الاشمل، معناها الجدلي، اي ما يتضمن النقيض ايضاً وهو الشجاعة. والامر لايقتصر على مضمون المسرحية وانما على شكلها ولا يقتصر على فكرها وانما على ذاتها.
لقد عبر نوس عن موقف تقدمي دون ريب، لكن ما يلفت نظر الجميع واعجابهم بالمسرحية ليس تقدميتها فحسب وانما امران: اولهما بعدها عن الدعائية وتهكمهاعلى اساليبها المزيفة، وثانيهما الانطلاق من واقع هذه الامة وآلامها للتحدث عن أخطر القضايا وهي قضية الحرية وقضية المسؤولية تجاه احداث الوطن: الحرية والمسؤولية في الداخل والخارج، والهزيمة في الداخل والخارج. وقد استطاعت المسرحية فعلاً ان تمس صلب ازمتنا وتطرح التساؤلات الخطيرة حول ما كان وما يجب ان يكون. وهي تنتهي من دون حل جاهز نهاية مأساوية ساخرة فيها جميع ما في واقعنا من تبرير وتزييف واحباط. ولكن الغريب فيها انها حاربت الخطابة، وانها عالجت واقع امتنا بطريقة تبناها اليمين واليسار العربيين بآن واحد.
حفلة سمر، رغم طبيعتها، تحمل نفس الايقاعات التأثيرية للدراما العظيمة، فلنلق نظرة جديدة على المضمون او بالاحرى على طرح المضمون.
المسرحية يمكن ان تلخص في انها صراع درامي بين مجموعة اصبحت تحل محل البطل التراجيدي، تبحث عن هويتها "من نحن؟" وعن سبب احباطها وضياعها الذي ادى الى الهزيمة. ولماذا؟ هذه المجموعة الحقيقية تناضل ضد قوى التزييف المنعكسة على المسرح.. تناضل ضد قدر لم تصنعه لها السماء، ولا العدو وحده، قبل الهزيمة يوجد السؤال: الهزيمة تنفض عنه الغبار لا اكثر، والسؤال هو عن الهوية وعن المسؤولية عن حركة الفعل، عن خنقة تلك الحرية في لحظة المواجهة.
"هل نحن موجودون؟" يتساءل احدهم، تركيب آخر بأن هذه ليست القضية وانما هي في الاصوات التي احبطتهم قائلة خلف المكبرات: "نقدر عواطفكم، ولكنكم تسهلون مهمة اعداء الشعب والمتآمرين على النظام". الحرب ليست من شؤونكم وعودوا الى بيوتكم وتابعوا من وراء مذياعاتكم بطولات جيشنا الباسل.
بكلمات قليلة يلخص ونوس ابعاد القضية، وسالت بنا الشوارع، آلاف من الناس البسطاء الذين لا يريدون ان يغتصبوا، الذين لا يريدون ان يزدادوا فقراً ومذلة. هتاف وجيز وبسيط.. ماذا تطلبون؟
ان الظلم الطبقي اساس في القضية وسبب جوهري لها، فاللصوص عددهم كبير، وحماة اللصوص اكثر عدداً من اللصوص، كانت تلك حرب الجماهير ذات الابعاد الواسعة ضد شتى انواع الظلم. وتمنينا جميعاً ان نكون ذلك الذي كالجنود يحمل بندقية، لكنه لا يلبس ثياباً خضراء وعن الجنود يختلف ويتخلف.
انه صراع ضد الخوف، بحثاً عن الكرامة الانسانية وعن الحرية ليمارس الشعب دوره في تحمل المسؤولية ويخترق الحجب التي تفرض جهله وفقره، لكن "لا تنسى ان للمصلحة الوطنية سجوناً لا تنفذ اليها الشمس ولو مرة واحدة في العالم". تلك هي الحقيقة المرة. ان بقية القصة هي في محاولة التبرير والتزييف الملحقة بالهزيمة حيث لا يدرك المتحدثون انه "عندما تكون رائحة الفم كريهة ينبغي الا يتكلم الانسان..".
في هذه المسرحية هناك دائماً تقابل جدلي، سؤال وجواب، مقولة ونقيض، دون ان يحول ذلك من اتصال اجزاء المسرحية ببعض وترابطها الوثيق. من هنا تأخذ حفلة سمر شكلاً درامياً نابعاً من طبيعة تكنيكها، تتصاعد حدته تدريجياً.
هناك اتساق شديد الانسجام بين الشكل والمضمون بحيث يصعب فصلهما، فالعلاقة بينهما ايضاً هي علاقة جدلية.
* أخيراً...
ان من يدعي ان ازمة المسرح العربي ازمة نص، قول مغلوط، فالوطن العربي مسرحياً لا يعاني ازمة فكر بقدر ما يعاني ازمة حرية، ازمة النص المسرحي ليست منفصلة عن ازمة الحرية سواء من قبل الدولة او من قبل المثقفين انفسهم.
ان عدم وضوح الرؤية لدى الكاتب ناتج عن عدم نضوج الفكر المحيط به، وفرق كبير بين المسؤولية والعجز، والفرد في مجتمعنا كان عاجزاً لأن اجهزة السلطة كانت تقهر، ولم تكن تبنيه مما اعاق الكاتب المسرحي عن التعبير عن قضايا واقعة.
مسرحية حفلة سمر، تنضوي تحت صنف (الدراما الجدلية). لانها كانت قفزة ذات بعد درامي جيد نحو مسرح حديث طليعي. وكان للتجربة خطرها الكبير بالطبع، خطر ان يكون ضوءاً يشع قليلاً ثم ينطفيء، لانه بلا تيار، بلا اسس. مغامرة اقدم عليها ونوس. مغامرة اختلافية، اختلاف يمكن في النهج وفي التكنيك واحياناً كثيرة في المضامين المطروحة.
لا اعتقد ان احداً يختلف مع الاهداف العامة البعيدة للمسرح الذي دعى اليه ونوس. الاختلاف يكمن في النهج وفي التكنيك واحياناً كثيرة في المضامين المطروحة. شعار ممتاز لمسرح اصيل فعال- المسرح العربي الذي نريد هو الذي يدرك مهمته المزدوجة هذه: ان يعم ويحفز متفرجه. هو المسرح الذي لا يريح المتفرج او ينفس عليه كربته.. بل على العكس هو المسرح الذي يقلق، يزيد المتفرج احتقاناً، وفي المدى البعيد يهيؤه لمباشرة تغيير القدر. ولكن كم هو رقيق وشفاف الخيط الفاصل بين نهاية تشحن واخرى تُفرَغ.
* التوثيق
1- سعد الله ونوس- حفلة سمر من اجل 5 حزيران، ط1، دار الاداب، بيروت، 1968.
2- عادل غضبان- المسرح والمسرح السياسي العربي، مجلة الطليعة الادبية (بغداد)، العدد 9، السنة السادسة.
3- ع. ن- كيف ولدت المسرحية السياسية في الوطن العربي، جريدة القبس (الكويت)، العدد 5042 (24/5/ 1986).
4- رياض عصمت- من مسرح اليسار السياسي،حفلة سمر من اجل 5 حزيران، مجلة الاداب (بيروت)، العدد 10 (ت1/ 1972).

-----------------------------------------
المصدر : كتابات 

قريبا .. إنطلاق "تياترو عدن " للعروض المسرحية الكوميدية

سامي قفطان ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً لمسرح المضطهدين

مجلة الفنون المسرحية

سامي قفطان ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً لمسرح المضطهدين


متابعة/ زينب المشاط 

وظيفة فـن المسرح هو عرض المشكلات التي تلامس الناس والمجتمع ومعالجتها، فالمسرح يجب ان يكون قريبا من الشارع، والأفراد والشعوب، ولا يجب أن يتعالى عليهم، او يبتعد عنهم لأنه فن الشعوب وناقلٌ لثقافاته.
وقد تعددت الأفكار والمجالات التي عرضها فن المسرح، ومن بينها ظهرت فكرة "مسرح المضطهدين" الذي يعالج القضية بين المُضطَهِد والمُضطَهَد، ويترك للجمهور شأن حلها، هذه الفكرة للمسرحية تبلورت في عقل المخرج داخل حربي، الذي قرر أن يطبق واقعها من خلال تقديم موضوعة عمل مسرحي حربي الذي كان بإمكانه ان يقدم العمل وبكل سهولة في احدى الدول الاوروبية،  أثر أن يقدم عمل مسرح المضطهدين عراقياً صِرفاً، وذلك من خلال الاتصال بعدد من كُتّاب المسرح العراقي وممثليه،  حتى ولدت مسرحية " اليوم العاشر " التي تمثل مشهداً عن فيلم من تاليف الفنان سامي قفطان بعنوان "اليوم العاشر" والتي عرضت مساء يوم السبت على قاعة منتدى المسرح واستمر العرض ليومين متتاليين، وقد جسّد دور البطولة في المسرحية الفنان سامي قفطان، وشاركته فيها الفنانة أزهار العسلي ...
ويذكر مخرج العمل داخل حربي " لقد عرضت العديد من الأفكار لموضوعة المسرحية، إلا أن الفكرة التي جاء بها الفنان سامي قفطان كانت مميزة جدا وقريبة من العمل، وهي تتحدث عن زوجين قضيا من عمرهما 40 عاما في بيت دافئ، حتى داهم الزوجة الموت، وقد طلبت من زوجها الشغوف بها عشقا أن ينفذ طلبها الاخير، وهو أن تلقى الرجل الذي تقدَّم لخطبتها قبل أن ترتبط بزوجها الحالي، الذي تم رفضه من قبل عائلة السيدة، وهنا سيناقش الجمهور المشهد وما يتوجب أن يكون عليه قرار الزوج."
ويذكر حربي" أن فكرة العمل مأخوذة عن مسرح " أوغستو بوال " اي مسرح المضطهدين ، وهو مسرح مهم لمناقشة قضايا الاضطهاد الاجتماعية التي تحدث على ارض الواقع، حينها يستخدم الجمهور كحاكم بين المُضطِهد والمُضطَهَد،  وهذا المسرح قام بتغيير الكثير من المشكلات وحلها سواء انسانية او اجتماعية او برلمانية وغيرها، وهذا ذاته ما ظهر من خلال شاشات القنوات العربية في برنامج الصدمة، حيث كان الجمهور يدخلون ضمن محور العرض وينصحون أحد الأطراف بأن يتخذ حلاً للمشكلة او الموضوع."
وأكد حربي " أن من شروط هذا المسرح او هذه العروض أن لا تتجاوز مدة العرض على الـ8 او الـ15 دقيقة وذلك لأن الوقت المتبقي سيكون من نصيب الجمهور الذي سيعمل على حل المشكلة."
بدوره ذكر مؤلف العمل الفنان سامي قفطان، الذي جسّد دور البطولة في العمل " أن فكرة العمل طُرحت عليّ من قبل المخرج داخل حربي، وبعد أن عرض عليّ فكرته وموضوعته ، قمت بدوري بتقديم فكرة له وقد نالت اعجابه وقررنا الاشتغال عليها، ولأن العمل مميز وغريب قررت أن اكون جزءاً من العرض وقد سرني ذلك، حيث شاركتني البطولة الفنانة أزهار العسلي."
وأكد قفطان " ان هذا النوع من العروض يناغي الانسان ومستوى وعيه، وقد لاحظنا هذا من خلال ردود افعال الجمهور الذين كانوا متفاعلين جدا مع العمل وخلال يومي عرضه، وقد اضافوا لنا  عددا من المقترحات لحل العقدة التي وصل لها العمل، بهذا نستطيع ان نتأكد ان جمهور المسرح العراقي لا يزال واعياً ومتقبلاً لمثل هذه الفنون."
ويعدّ مسرح المضطهدين من الاعمال المسرحية التي تحتاج لخضوع  ودراسات باراسايكولوجي حيث يؤخذ الممثل الى اماكن لم يصلها بشكل عادي، وهذا من خلال تمارين مستمرة، فأهم ما يجب توفره في مثل هذه العروض هو التمرين الذي يعتبر أهم من العرض ذاته، وذلك لمعرفة كيفية التعامل مع الجمهور وجرفه في تيار العرض.

-----------------------
المصدر : جريدة  المدى 

مكسيم غوركي الفيلسوف

مجلة الفنون المسرحية

مكسيم غوركي الفيلسوف 

حلت يوم أمس ذكرى رحيل الأديب الروسي الكبير مكسيم غوركي عام 1936، وهو كاتب روسي مواليد 1868، يعد مؤسس المدرسة الواقعية الإشتراكية في الأدب،
بالإضافة إلى كونه ناشطا سياسيا اسمه الحقيقي أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف، أصبح يتيم الأب والأم وهو في
التاسعة من عمره، فتولت جدته تربيته، وكان لهذه الجدة أسلوب قصصي ممتاز،
مما صقل مواهبه القصصية
أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف(بالروسية: Алексей Максимович Пешков) ويعرف بمكسيم غوركي (Максим Горький)؛ (28 مارس 1868 - 18 يونيو 1936)، أديب وناشط سياسي ماركسي روسي، مؤسس مدرسة الواقعية الاشتراكية التي تجسد النظرة الماركسية للأدب
حيث يرى أن الأدب مبني على النشاط الاقتصادي في نشأته ونموه وتطوره، وأنه
يؤثر في المجتمع بقوته الخاصة، لذلك ينبغي توظيفه في خدمة المجتمع. ولد في نجني نوفجراد عام 1868 ، وأصبح يتيم الأب والأم وهو في التاسعة من عمره، فتولت جدته تربيته, وكان لهذه الجدة أسلوب قصصي ممتاز، مما صقل مواهبه القصصية. وبعد وفاة جدته
تأثر لذلك تأثرأ كبيراً مما جعله يحاول الانتحار. جاس بعد ذلك على قدميه في أنحاء الإمبراطورية الروسية, لمدة خمس سنوات غير
خلالها عمله عدة مرات, وجمع العديد من الانطباعات التي أثرت بعد ذلك في
أدبه. تعنى كلمة جوركى باللغة الروسية "المر" وقد اختارها الكاتب لقبا مستعارا له من واقع المرارة التي كان يعانى منها الشعب الروسى تحت الحكم القيصرى والتي شاهدها بعينه خلال المسيرة الطويلة التي قطعها بحثا عن
القوت ، وقد انعكس هذا الواقع المرير يشكل واضح على كتاباته وبشكل خاص في
رائعته "الأم".
كان صديقاً لـ لينين الذي التقاه عام 1905 م توفي ابنه مكسيم بشكوف عام 1935 م, ثم توفي هو في 18 يناير 1936م في موسكو, وسط شكوك بأنهما ماتا مسمومين. سميت مدينة نجني نوفجراد التي ولد فيها باسمه "غوركي" منذ عام 1932م حتى عام 1990م.
رواية الأم.
رواية الطفولة.
مسرحية الحضيض.
قصيدة "انشودة نذير العاصفة".
الطفولة 1913-1914
الأعداء؛دراما؛1906
جامعاتي 1923
بالإضافة للعديد من المسرحيات والقصص والمقالات. 
تعنى كلمة جوركى باللغة الروسية "المر" وقد اختارها الكاتب لقبا مستعارا
له من واقع المرارة التي كان يعانى منها الشعب الروسى تحت الحكم القيصرى
والتي شاهدها بعينه خلال المسيرة الطويلة التي قطعها بحثا عن عمل بعد وفاة
جدته والتي صدم برحيلها، وقد انعكس هذا الواقع المرير يشكل واضح على
كتاباته وبشكل خاص في رائعته "الأم".
عارض علنا النظام القيصري، واعتقل مرات عديدة، وصادق عديد من الثوريين
ليصبح صديق لينين الشخصي بعد لقائهما عام 1902، توفي ابنه مكسيم بشكوف عام
1935 م، ثم توفي هو في 18 يناير 1936م في موسكو، وسط شكوك بأنهما ماتا
مسمومين.
من أهم اعماله: رواية "الأم"، رواية "الطفولة"، مسرحية "الحضيض"، سيرته
الذاتية في ثلاثة أجزاء بعناوين: "طفولتي، بين الناس، جامعيتي"، بالإضافة
للعديد من المسرحيات والقصص والمقالات.
من مقولاته الشهيرة ..
- تبدو السعادة دائما صغيرة عندما تمسكها في يديك، لكنك إذا تركتها أدركت فورا كم كانت كبيرة وغالية.
- عندما يكون كل شيء سهلا يصبح المرء غبيا بسرعة.
- الأمهات هن فقط القادرات على التفكير في المستقبل لأنهن ينجبنه من خلال أطفالهن.
- كن طيبا وكريما وإنسانيا، وأحب رفاقك، وواس المكلومين، وسامح الذين أذنبوا في حقك.
- الطيب قد يكون أحمقا وطيبا في نفس الوقت، أما الشرير فيجب أن يكون ذكيا.
- الفلسفة ضرورية لأن كل شيء له معان مخفية يجب علينا معرفتها.
- الكثير من المؤلفين المعاصرين يشرب من الخمر أكثر مما يكتب.
- عندما يكون العمل متعة تكون الحياة مبهجة، أما إذا كان واجبا تكون عبودية.
- قافلة الماضي لن تصل بك إلى أي مكان.
- يجب أن تكتب للأطفال بنفس الطريقة التي تكتب بها للكبار، لكن بمستوى أفضل.
- كلما ذاق المرء المزيد من المرارة زاد جوعه لمباهج الحياة.
- ليس شرطا أن تشفي الحقيقة روحا مجروحة.
- جئت إلى العالم لكي أحتج.
- إن اليوم الذي لا يمر بك دون أن تعرف فيه شيئا أو تكشف في نفسك جديدا ،
اعلم انك لم تعش فيه ، وان جزءا من حياتك قد ضاع منك إلى الأبد .
- من العظماء مَن يشعر المرءُ في حضرتهم بأنه صغير، ولكن العظيم بحق، هو الذي يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء.
- فتشوا دائما عن الحقيقة، ودافعوا عنها ولو تكلفكم حياتكم، إذ إن أولادك سيعيشون بعدكم سعداء.
- لن تتمكنوا من إغراق الحقيقة في بحار الرماد ، انتم مجانين ، بذلك لن تجلبوا سوى النقمة عليكم ، ويتفاقم الحقد ، حقد الشعب القوي .
- لن تستطيعوا مهما فعلتم أن تقتلوا روحا بعثت من جديد
- لا يمكن أن يخنق العقل بالدم
- الأمم القوية واأسفاه لا تستعمل قوتها إلا لإخضاع الأمم الضعيفة،
والمعرفة السامية في الأمم المرتقية هي واسطة لامتلاك مقتنيات الأمم
المظلومة.
- إن الطريقة الطبيعية في الكتابة هي أسمى في شرعي من الرومانسية أو خلافها، لأنها تبين الأفكار والعواطف عارية من أثواب التكلف.
- أبدا لم ينتزع الألم لجسدي مني الدموع فإذا ما أهرقتها مرة كان والدي يضحك من عبراتي.
- في طفولتي أصور نفسي كخلية نحل، وضع فيها مختلف الأشخاص البسطاء
العاديين مثلما النحل عسل معارفهم وأفكارهم عن الحياة. وأثروا روحي بسخاء
كل بما استطاع . وكثيراً ما كان هذا العسل قذراً مراً، ولكن كل معرفة هي
مع ذلك عسل.
- الإنسان مصدر كل تعليم وعلم، وما يعلمك إياه الناس يأتيك في ألم و قسوة
أكثر مما تعلمك الكتب. علم الناس جاف مؤلم. ولكن العلم الذي يأتيك على ذلك
الشكل هو الذي تبقى جذوره راسخة.

مارسيل غصن في عمله الجديد "قاصص قيصر"... المكان مسرح الجميزة

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption