أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 24 مارس 2017

ألكسيس مشاليك يبتكر مسرحا داخل المسرح في 'إدمون'

مجلة الفنون المسرحية

ألكسيس مشاليك يبتكر مسرحا داخل المسرح في 'إدمون'

بعد مسرحيتي “حلقة المخادعين” و”حامل الحكاية” يقترح المؤلف والمخرج المسرحي، ألكسيس ميشاليك، الفائز بثلاث جوائز “موليير” مسرحية جديدة بعنوان “إدمون”، يروي من خلالها الظروف الحافة بتشكل مسرحية من روائع المسرح الفرنسي في القرن التاسع عشر، هي “سيرانو دو بيرجوراك”، في عرض مبتكر على “مسرح القصر الملكي” بباريس، يجمع بين المسرح الكلاسيكي والتقنيات السينمائية.


“إدمون” هو إدمون روستان (1868/1918) أحد عباقرة المسرح الفرنسي، رغم أنه كان يجدف ضد التيار، إذ كان يأنف من النثر، ويتشبث بالمسرح الشعري في وقت كان الاتجاه العام يسير نحو التجديد، على غرار كورتلين وجورج فايدو وأوجين لابيش.

بالموازاة، ينطلق المخرج والمؤلف المسرحي ألكسيس ميشاليك في مسرحيته الجديدة المعنونة بـ”إدمون”، والتي تعرض حاليا بـ”مسرح القصر الملكي” بباريس، من نقطة فارقة في مسيرة روستان الفنية، ديسمبر 1897 على وجه التحديد، حين ألفى نفسه عاجزا عن تأليف عمل جديد ينسي النقاد وهواة المسرح عمله السابق “الأميرة النائية” الذي لم يحظ بالقبول عند عرضه على خشبة “مسرح النهضة”، رغم تقمص سارة برنار دور البطولة.

كان قد مر عامان على صمته، حين نصحته صديقته سارة برنار بالتعاون مع النجم المعروف كونستان كوكلان (1841 /1909) للخروج من أزمته، فاقترح على هذا الممثل الكبير مسرحية شعرية ملحمية يعتقد اعتقادا راسخا أنها سوف تحوز إعجاب الجميع.

اقتنع كوكلان بالمشروع وتحمس له، ولكن المشكلة أن روستان لم يكتب منه بعد حرفا واحدا عدا العنوان “سيرانو دو بيرجوراك”، والحال أنه ينوي عرض المسرحية بمناسبة أعياد آخر السنة، أي أنه سباق ضد الساعة، كيف سيكتب نصا شعريا ملحميا متميزا في وقت وجيز؟ وكيف يتمرن الممثلون على أدائه ليعرض على الجمهور بعد أيام معدودة؟

كل من حوله شكوا في جدية هذا المشروع وقدرة روستان على إنجازه، لا سيما أن الوقت ضيق، ولكنه أثبت العكس، فبرغم الضغوط المتعددة التي كانت تواجهه، بدءا بعامل الوقت، وانتهاء بغيرة زوجته روزموند ونزوات بعض الممثلات ومرورا بشروط المنتجين الكورسيكيين المجحفة، توصل روستان إلى صياغة نص فريد في الموعد المحدد، أثنى عليه النقاد ورجال المسرح عند عرضه أول مرة في 28 ديسمبر 1897 في مسرح “باب سان مارتن” بباريس، وشكل حدث الموسم ساعتها، ثم عُدّ لاحقا رائعة من روائع المسرح الفرنسي.

كذلك تبدأ مسرحية “إدمون”، أي حين التقى روستان بسارة برنارد ثم بكونستان كوكلان، وتولدت فكرة تأليف “سيرانو”، تحت سطوة تلك الضغوط، والتفاصيل الصغرى التي يستمدها المخرج من حياة روستان حينا، ويستوحيها من تجربته الشخصية كرجل مسرح حينا آخر.

الانتقال بين الواقع والمتخيل يجري على نسق سريع في مسرحية "إدمون"، ما يجعل الأحداث تختلط وتتمازج
وبذلك نشهد المسرحية وهي تُكتب، ونشهدها وهي تُمثل؛ وسط حشد من الأضواء والديكور الباذخ، ينشط الممثلون الاثنا عشر بأزيائهم الكلاسيكية في أداء أدوار مؤثرة حينا ومسلية حينا آخر، ليغوصوا في عملية الخلق، وتشكل نشأتها، ويحتفوا بالمولود حينما صار خلقا سويّا، أي أن المتفرج يشاهد مسرحيتين؛ الأولى تنطلق من وقائع حقيقية بطلها إدمون رسوتان، ولم يتعد وقتها الثلاثين، مع زوجته روزموند وولديه، والثانية متخيلة بطلها سيرانو الذي يقال إنه شخص حقيقي عاش في القرن السابع عشر، وحبه العميق لروكزان، ذلك الحب الذي بدا مستحيلا بسبب شوهة خلقية في أنف سيرانو، وتعلق روكزان برجل آخر دونه ثقافة وشاعرية وصدقا في العواطف.

الانتقال بين الواقع والمتخيل يجري على نسق سريع في المسرحية، ما يجعل الأحداث تختلط، وتتمازج بشكل يسمو بها إلى مناطق الحلم.

تنجح الفرقة في خلق عالم مخصوص، يتبدى خلاله الشخوص بشكل كاريكاتيري، يلح على بعض الملامح ويضخمها كي تغدو مضحكة، كما هو الشأن مع المنتجين الكورسيكيين، وهم في الأصل من المافيا التي تدير بيوت الدعارة، أو الممثلة التي ستتقمص دور روكزان، وقد جمعت إلى الانتهازية والنرجسية المرضية سوء الطبع وتقلب المزاج، وروستان نفسه، بهشاشة بدنه وشدة خجله، والذي غالبا ما يكون محل سخرية لنبذه الكحول ووفائه لزوجته.

“إدمون” هي إخراج مسرحي حديث لإخراج مسرحي كلاسيكي، تتناوب فيه المشاهد بين مسرحية “إدمون” وبين مسرحية “سيرانو” التي يؤديها الممثلون أمامنا، أي أنه مسرح داخل المسرح، عالجه ميشاليك بمهارة عبر إيقاع مدروس، يتوخى المشاهد القصيرة، والخطابات الموجزة، والإيحاءات الدالة، وتغيير الديكور في لمح البصر، مضفيا على العرض روحا مرحة من خلال مواقف مضحكة، كفواصل بين زخم من الأحداث والشخصيات قد يتيه فيه المتفرج.

وكما هو الشأن في مسرحيتيه السابقتين “حلقة المخادعين” و”حامل الحكاية”، يعتمد ميشاليك على إخراج أقرب إلى التقنيات السينمائية، من جهة تعدد تغيير الديكور في أوقات قياسية، واستعمال المؤثرات الصوتية والخدع السينمائية والموسيقى التصويرية.

ميزة ميشاليك أنه يميل إلى سرد حكايات متداخلة، تجمع بين الواقع والخيال، بين المعيش والحلم، يأخذ المتفرج منذ رفع الستار إلى رحلة يهجر فيها زمانه وموقعه ليحلق في فضاءات وأزمنة أخرى، بأعلامها ومعالمها وخصوصيات عصرها.

وقد استعملها هنا لاستعادة أجواء خلق “سيرانو دو بيرجوراك”، ليمسرح على الخشبة مصادر الإلهام ومولد تلك المقاطع الطويلة التي صارت من مآثر اللغة الفرنسية وآدابها.

-----------------------------------------------
المصدر : العرب - ابوبكر العيادي 

حكيم حرب: أوديب في المقهى

مجلة الفنون المسرحية

حكيم حرب: أوديب في المقهى


بعد أكثر من ربع قرن على مغامرته الأولى مع مسرح المقهى، يعود المخرج الأردني حكيم حرب (1966) مع عرضه الجديد "ليلة سقوط طيبة" إلى المقهى، الذي جعل منه حاضناً لتقويض الجدار الفاصل بين المسرح والجمهور، ومنطلقاً للنهوض بمسرحٍ تفاعلي مغامر في اشتباكه مع الناس في أماكن وجودهم.
عودة المخرج والممثل حرب الذي سبق له إدارة مهرجان المسرح الأردني، ومسرح الشباب، ومسرح الطفل، إلى مسرح المقهى مجدداً، تُعدّ وصلاً لتجربته المسرحية التي بدأها وانقطع عنها في مقاهي عمّان وشوارعها وساحاتها العامة، قبل نحو ربع قرن، حين أسّس فرقة "مختبر الرحالة المسرحي" مع فنانين أردنيين كُثر وجدوا في مقهى "الفينيق" الثقافي آنذاك، محطتهم الأولى التي انطلقوا منها خارج صالات العرض المغلقة، ليجوبوا بعدها المقاهي والشوارع في العاصمة والمحافظات الأردنية.
إصراره المتواصل على تفعيل دور المسرح في محيطه الاجتماعي، وإيجاد مخرج لانحسار علاقته مع الجمهور داخل إطار النخبة والمهرجانات الموسمية؛ دفع حرب الذي عُرف بأعماله المسرحية التجريبية المغايرة لمألوف المشهد الأردني، إلى إعادة إحياء مشروعه القديم المتجدّد مع "ليلة سقوط طيبة" التي تُواصل عروضها الدورية مساء كل أربعاء في مقهى "أوتاد" الثقافي في جبل اللويبدة.

جعل منها مزيجاً مركباً بين مسرح الحكواتي ومسرح بريشت

المسرحية التي تعود إلى الإغريقي سوفوكليس قبل نحو 2500 عام، تخلّصت في حلّتها الجديدة من شكلها ومحتواها الكلاسيكيين؛ إذ قام المخرج الذي سبق له أن قدّم العديد من الأعمال المسرحية الكلاسيكية ضمن منظورٍ معاصرٍ وثيق الصلة بتراجيديات المشهد العربي، بإعادة تأليف المسرحية من جديد، فوضع احتمالات مغايرة لمجرى سياقات أحداثها ومشاهدها التي تحركت بين رواد المقهى وبمشاركتهم، ضمن إطار "الكوميديا السوداء" وعلى طريقةٍ أقرب إلى "الكباريه السياسي".
لم يتوقف مخرج المسرحية في إنتاجها الجديد، عند تحريرها من شكلها القديم فحسب، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حين جعل من "ليلة سقوط طيبة" المتحدّرة من أسطورة "أوديب" مرويّة مسرحية تفاعلية، ومفتوحة على تباين مستويات التلقّي لدى رواد المقهى؛ إذ جعل منها مزيجاً مركباً بين مسرح الحكواتي، ومسرح بريشت؛ الانفعال والتشويق المصاحب للحكواتي، وهدم "الجدار الرابع" عند بريشت، من خلال مشاركة روّاد المقهى في العمل المسرحي.
الإسقاطات التي سحبها حرب من منبتها القديم في التراجيديا الإغريقية، إلى موطنها الجديد في راهنها العربي، تجلّت في تقويض كل ما أشيع عن قتل أوديب لأبيه وزواجه من أمه؛ كل ما في الأمر، أن هناك مؤامرة قامت بها المؤسسة العسكرية بقيادة "كريون" والمؤسسة الدينية بقيادة الكاهن "تريزياس" بهدف الإطاحة بنظام أوديب واحتلال عرشه وتشويه صورته أمام الشعب. ولا يتوانى "كريون" في واحدةٍ من التقمّصات العربية الراهنة، عن تهديد شعبه، إن لم يصطفوا معه في الحفاظ على عرشه، بإبادة كل شيء "يا شعب طيبة العظيم، قاتلوا معي ضدّ العصابات القادمة من الخارج. قاتلوا معي، أو سأحرق طيبة وأبيدها عن بكرة أبيها".
تدخّل رواد المقهى في سير أحداث المسرحية، ومحاولة تغيير بعض مساراتها التي رسمها مخرجها وممثل شخصيتها الرئيسية "كريون" حكيم حرب نفسه، جاء بفعل السياق التفاعلي الذي حمله النص والأداء التفاعليان للمسرحية.
"
مسرح المقهى استكمال لتجربة حرب في السجون التي عرض فيها
"
لم يغرق الجمهور في سبات الإيهام الرومانسي الذي عادةً ما تخلّقه عناصر العرض المسرحي من إضاءة، وموسيقى، وأزياء، وديكور ومكياج، والتي جاءت متقشّفة ومكشوفة وغير مكتملة، بوصفها عناصر طبيعية من مؤثثات المقهى. وهو ما ساهم في تحويل جمهور المسرحية إلى شريك فاعل في العرض؛ يقكّر ويتدخّل ويشارك ويحتج ويغيّر، بدلاً من استسلامه إلى الوهم الذي ينشد التطهير العاطفي الذي يعزّزه النمط التقليدي للدراما المسرحية والتلفزيونية والسينمائية العربية، وهو ما يجعل من الدراما، بحسب مخرج المسرحية "أداة لتخدير الجمهور وإبعاده عن قضاياه الجوهرية والمصيرية، ومنعه من تطوير قدراته الذهنية والتحليلية".
المسرح إيقاظ للعقل، وليس مخدراً له، يقول حرب لـ "العربي الجديد" رائياً أن المسرح ليس أفيوناً، بل منارة نهضة وحضارة، وعلى المسرح أن لا ينشغل في إغراق المتلقي بوهم الحكايا، بقدر ما عليه أن يتعمد إيقاظ الجمهور من غفوته كلما شعر باستغراقه العاطفي الواهم: "ليس المهم أن نقنع المتلقي بأن ما يراه هو الحقيقة، ولا أن ندفعه للبكاء والضحك، هذا سهلٌ وساذجٌ. والأهم هو أن نثير التفكير داخل العقول، وهذا هو الهدف الأسمى للمسرح".
العودة إلى "مسرح المقهى" انطلقت عند حرب الذي عمل مختبره المسرحي الجوال، أيضاً، في العديد من السجون الأردنية بهدف أنسنة العقوبة الواقعة على النزلاء، من مغامرة التجريب التي تُفضي عنده إلى اقتحام المجهول في ساحات العالم وملاعبه، "العالم الذي يمثل لنا ميدان إثارة في صراع الإنسان مع حقيقته، ومحاولته المستمرة لنزع القناع عن وجه الحياة". من هنا بدأت فكرة إحياء مشروعه المسرحي، خاصة مع مآلات حال المسرح العربي اليوم، في محاولةٍ منه لتحريك بحيرته الراكدة، وتقويض الجدار الذي يفصله عن الجمهور.

---------------------------------------------------
المصدر: العربي الجديد  - غسّان مفاضلة



رسالة رجل عشق فنه.. مسرحية جديدة عن حياة راقص الباليه الروسي فاسلاف نيجنسكى

مجلة الفنون المسرحية

وقع الاختيار على أشهر راقصي الباليه الروسي مايكل باريشنيكوفى، الحاصل على الجنسية الأمريكية، لتجسيد حياة راقص الباليه الراحل "نيجبنسكى"، التي اختارها المخرج المسرحي الأمريكي روبير ويلسون لتكون موضوع مسرحيته الجديدة "رسالة رجل عشق فنه"، على مسرح دى لافيل بالعاصمة الفرنسية.

وتشير المسرحية إلى فترة في حياة راقص الباليه الروسي فلاسلاف نيجبنسكي والتي أصيب فيها بالجنون بعد انفصاله عن مصمم رقصاته، سرج دياجيلف، والذي جعله يشعر بالوحدة وعدم القدرة على تقديم روائع أعماله.

المسرحية أيضا تسلط الصوء على الصراعات النفسية والفنية التي عانى منها الفنان مع الآخرين، والتي نجح راقص الباليه الأمريكى في تجسيد كل هذه الصراعات عبر حركاته العديدة، فضلا عن براعة الأسلوب الإخراجي في توظيف الصوت والإضاءة للتعبير عن انفعالات الفنان.

--------------------------------
المصدر : أ ش أ




عبد الكريم برشيد : المسرح احتفال يقوم على التواصل الإنساني

مجلة الفنون المسرحية

عبد الكريم برشيد : المسرح احتفال يقوم على التواصل الإنساني

ضمن فعاليات ملتقى الشارقة السادس لأوائل المسرح العربي، أقيمت صباح أمس في فندق الهيلتون، ورشة بعنوان «تجربتي في المسرح الاحتفالي»، قدمها الباحث والمخرج المسرحي المغربي د. عبد الكريم برشيد.
تناول برشيد خلال الورشة تجربته المسرحية التي امتدت منذ سبعينات القرن الماضي، وقدم خلالها العديد من العروض والأبحاث المسرحية، التي حاول من خلالها إنشاء وترسيخ مفهوم مسرحي خاص متوافق مع طبيعة الإنسان العربي ومع همومه ومشاكله وآماله، وهو ما درج على تسميته ب «المسرح الاحتفالي».
قال برشيد مستهلاً الورشة: «عندما بدأت الولوج إلى عوالم المسرح، وجدت نفسي أنا الإنسان العربي المغربي الإفريقي الأمازيغي، أمام مسرح غربي الطابع والشكل والمضمون، وتساءلت فيما إذا كانت شروط المسرح الغربي تناسب شكل حياتنا وبيئتنا ومفاهيمنا وتراثنا، وتساءلت عن حاجتنا للستارة مثلاً؟، وهل هذه الكواليس ضرورية وأساسية في المسرح؟ وهل تقسيم المسرح إلى مستويين، الأول أعلى يقف عليه الممثلون، والثاني أدنى يجلس فيه الجمهور، هو أمر مقبول، خصوصاً ونحن أمة لدينا حكواتي شعبي يجلس بين الناس لا يحتاج لمن يلقنه الحوار، ولا توجد أية حواجز بينه وبينهم؟.

وبين برشيد أن المسرح احتفال شعبي قائم على التلاقي، إذا ضيّع طابعه الاحتفالي والإنساني سيفقد كثيراً من روحه، وفي المسرح ليس المهم أن نتفرّج، بل أن نتفاعل، لذا يجب التأكيد دائماً على ضرورة وجود مسرح حيّ يقوم على التفاعل والمشاركة، ومن هنا يؤكد برشيد: يجب تأسيس عدة مرتكزات في مسرحنا العربي، كتوظيف الذاكرة الشعبية أو الأشكال ما قبل المسرحية، وتشغيل التراث وعصرنته ونقده تناصاً وتفاعلاً، والمزاوجة بين الأصالة والمعاصرة، إضافة للتأكيد على جملة من التغييرات الفنية، بداية بتكسير الجدار الرابع، والثورة على القالب الأرسطي والخشبة الإيطالية، والثورة على الكواليس والدقات الثلاثة التقليدية، واستبدال العرض بالحفل المسرحي، والدعوة إلى الفضاء المفتوح والتحرر من العلبة الإيطالية المغلقة، وصولاً إلى الاعتماد على المسرح الفقير، واستخدام تقنيات سينوغرافية بسيطة وموحية، وتوظيف قوالب الذاكرة الشعبية كالراوي وخيال الظل والحلقة وغيرها.


-------------------------------
المصدر : الخليج - غيث خوري




عولمة الخطاب المسرحي في مسرحية "انتظار غودو "

الخميس، 23 مارس 2017

الهيئة العربية للمسرح : إعلان واستمارة المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي النسخة 2 للعام 2017.

مجلة الفنون المسرحية




 الهيئة العربية للمسرح : إعلان واستمارة المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي النسخة 2 للعام 2017.
تنظم

المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي
(للباحثين الشباب حتى سن 35)

النسخة الثانية 2017
(الخطاب المسرحي بين المخرج و المؤلف)

مقدمة:
إنطلاقاً من الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي جاء في توصيف أحد ملتقياتها للوضع المسرحي في الوطن العربي ما يأتي :
"يصعب أن تنمو الحياة الثقافية وأن يزدهر الإبداع الأدبي والفني في بيئة فكرية واجتماعية وسياسية تتصف بانعدام الحيوية وتعاني من الجمود والتخلف.
ولا بد للفكر وللمجتمع وللحياة السياسية من مواكبة ما استقر في عصرنا من مبادئ حرية الفكر وحرية التعبير والديمقراطية، والاحتفاء بالتنوع الثقافي واحترام حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المبدعين بشكل خاص."
وفي ملتقى النقد وردت التوصيات الآتية :

1.      ضرورة وأهمية اعتماد منهج نقدي واضح يتناول التجربة المسرحية العربية بعيداً عن التخبط والعشوائية والانطباعية وغياب المنهج النقدي في المسرح العربي.
2.      الدعوة إلى تجديد الخطاب المسرحي العربي شكلاً ومضموناً، بناء على التغيرات والمستجدات في الساحة العربية.

ومن التوصيات العديدة التي وردت في ملتقى الشباب :
·       إقامة مسابقات للأبحاث الفكرية المسرحية .

من هنا ومن إدراك الهيئة العربية للمسرح لأهمية العمل على توفير مناخات الدراسات والبحث العلمي في سبيل تنمية المسرح وصولاً إلى مقاربة الشعار الرئيس الذي قامت عليه الهيئة " نحو مسرح عربي جديد ومتجدد"، فإن الأمانة العامة قد وضعت هدفاً من أهداف عملها وخططه، الاهتمام بالعلوم و دورها في تنمية المسرح، وذلك بتنظيم مسابقة عربية للبحث العلمي المسرحي، ولمزيد من تفعيل التنمية فقد خصت الشباب المسرحي بحصر المشاركة فيها للباحثين حتى سن الخامسة والثلاثين، حيث سيكون التنافس في تقديم الجديد والرصين من هذه الأبحاث اساساً لدراسات تنموية قادمة؛ عليه فقد أطلقت الهيئة العربية للمسرح النسخة الأولى من المسابقة العربية للبحث العلمي في العام 2016، و تطلق هذه (النسخة الثانية) في العام 2017.
تعريف :
المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي:
هي مسابقة سنوية تنظمها الهيئة العربية للمسرح للباحثين المسرحيين العرب الشباب، ضمن الضوابط التي يتضمنها الإعلان السنوي عنها.
أهداف المسابقة:
·       الارتقاء بالبحث العلمي في المسرح.
·       منح الفرصة للباحثين الشباب وفتح فضاءات جديدة أمام أفكارهم ورؤاهم واكتشاف الأصوات الجديدة في البحث والدراسات المسرحية.
·       إثراء المحتوى العلمي للمسرح العربي.
·       إثراء المحتوى البحثي المسرحي العربي على شبكة المعلومات.
مواعيد المسابقة:
·       يتم الإعلان عن المسابقة مطلع أبريل / نيسان 2017.
·       يبدأ تقديم المشاركات في  المسابقة من مطلع شهر يوليو / تموز 2017.
·       تنتهي مهلة التقديم في مطلع أكتوبر / تشرين أول 2017.
·       تعلن نتائج الفائزين في مطلع ديسمبر 2017، و تسمي هذه النتائج اسماء الباحثين الذين جاءت بحوثهم كأفضل ثلاثة بحوث دون تحديد الترتيب، حيث يتم عقد ندوة محكمة ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي يناير 2018 يتم خلالها تحديد ترتيب الفائزين.
·       ضمن الاستمارة التي يقدمها يتعهد صاحب البحث بالمشاركة في المؤتمر الفكري الذي سيتم ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي في تونس.
شروط البحث :
·       لا يقل البحث عن 5000 كلمة و لا يزيد عن 10000 كلمة، باللغة العربية.
·       تُراعى في البحث المنهجية العلمية.
·       يراعى في البحث تقديم وجهة نظر ورأي الباحث سعياً للجديد والمتجدد.
·       أن لا يكون البحث منشوراً.
·       أن لا يكون البحث جزءاً من بحث جامعي أو رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراة، أو مقدماً لأغراض الترقية العلمية قبل أو أثناء زمن المسابقة.
·       أن يوقع الباحث صيغة الإقرار التالية ويرفقها بالبحث المشارك.
شرط خاص:
·       لا يسمح بمشاركة أي من الفائزين في النسخة السابقة من المسابقة في هذه النسخة أو النسخة التي تليها.

إقرار
أنا الباحث ...........          من .......               أتقدم للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح للعام 2017، وبعد اطلاعي على الإعلان الخاص بالمسابقة وما ورد فيه، أتقدم ببحثي المعنون بـ .........                ، وهو بحث من إنجازي ولا حقوق لآخرين فيه ولم يسبق نشره أو فوزه في مسابقة أبحاث أخرى، و ليس جزءًا من رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراة و لن يكون كذلك حتى موعد إعلان النتائج النهائية،وأتعهد بعدم نشره قبل وصول المسابقة إلى النتائج النهائية، كما أوافق في حالة ترشح البحث للمراتب الثلاث الأفضل في هذه المسابقة على المشاركة في ندوة علمية محكمة تنظمها الهيئة العربية للمسرح، كما أوافق للهيئة أن تنشر البحث في وسائل نشرها في حالة الفوز بالمسابقة.
اسم الباحث :
التاريخ :
التوقيع :

التحكيم :
·       تشكل الهيئة العربية للمسرح لجنة التحكيم من ثلاثة أعضاء من الأساتذة أصحاب المنجزات الأكاديمية والفنية الذين تتوسم الهيئة فيهم القدرة على التحكيم.
·       يزود أعضاء لجنة التحكيم بالأبحاث المتنافسة بعد إزالة أية إشارات لها علاقة بشخص صاحبها.
الجوائز:
·       تمنح الهيئة ثلاث جوائز لأفضل ثلاثة أبحاث:
-- الأولى    وقدرها 5000 دولار.
  -- الثانية وقدرها 4000 دولار
 --  الثالثة وقدرها 3000 دولار.
إضافة إلى :
·       أيقونة الهيئة العربية للمسرح الفضية.
·       شهادة براءة بالفوز.
·       نشر الأبحاث ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح.

عنوان/ محور المسابقة في 2017 (النسخة الثانية).

الخطاب المسرحي بين المؤلف والمخرج.





استمارة المشاركة
المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي
للعام 2017
العنوان العام : الخطاب المسرحي بين المؤلف والمخرج
مرتكزات البحث :

اسم الباحث (ثلاثي)

تاريخ الميلاد

الدرجة العلمية

الوظيفة ومركزها

هاتف

بريد إلكتروني

مكان الإقامة

برجاء مراعاة ما يلي:
·       مراعاة كافة الشروط الواردة في الإعلان.
·       يرفق الباحث الإقرار الواردة صيغته في الإعلان.
·       يرفق الباحث، صورة جواز سفره ملونة، والسيرة الذاتية، وصورة عن الشهادة العلمية، وصورة شخصية حديثة ملونة.
·       يرسل البحث مرقوناً بصيغة word خط Arial بنط 14. على البريد الإلكتروني         info@atitheatre.ae


ورشة «جماليات إخراجية جديدة في المسرح العربي»

مجلة الفنون المسرحية

ورشة «جماليات إخراجية جديدة في المسرح العربي»

ضمن فعاليات ملتقى الشارقة السادس لأوائل المسرح العربي، أقيمت  في فندق الهيلتون، ورشة "جماليات إخراجية جديدة في المسرح العربي" قدمها المخرج المسرحي المغربي أحمد أمل.

تناولت الورشة مفهوم الإخراج المسرحي وتطوره التاريخي حتى يومنا المعاصر، والدور الرئيس للمخرج في العملية المسرحية، خصوصاً وأن هذه المادة قليلة التدريس في معاهد المسرح العربية، وتكاد تكون غائبة في بعض الأحيان، لذا فمن الضروري ترسيخ أركان هذا العلم في أذهان كل مشتغل في المسرح.

عرج "أمل" خلال الورشة على النشأة التاريخية لوظيفة الإخراج المسرحي وتطورها، حيث ارتبط الإخراج في بداية الأمر بالمؤلف المسرحي، الذي كان يبدع النص ويرفقه بمجموعة من الإرشادات والنصائح والتوجيهات الإخراجية، التي توجه الممثلين وتقدم لهم مجموعة من الملاحظات، التي قد تنفعهم في التشخيص والأداء والنطق والتحرك فوق الخشبة، وهذا الأمر كان سائداً في المسرح اليوناني والمسرح الروماني والمسارح الغربية، وخاصة مسرح شكسبير، الذي طعم بالكثير من هذه التوجيهات الإخراجية. وبعد ذلك، انتقلت مهمة الإخراج إلى أبرز عضو في الفريق، وأحسن ممثل له تأثير كبير في إدارة الفرقة وتسييرها.
ولم يظهر المخرج المسرحي بشكله المستقل، إلا في منتصف القرن التاسع عشر، ويعد الدوق جورج الثاني، حاكم مقاطعة ساكس ميننجن، أول مخرج في تاريخ المسرح الغربي، الذي حاول تطوير المسرح الحديث على أسس إخراجية جديدة. وقد أسهم في إنتاج الصورة المسرحية التشكيلية ذات البعد الجمالي، التي تشمل كل عمليات العرض المسرحي.

ثم ظهر الاتجاه الطبيعي في الإخراج المسرحي، مع أندريه أنطوان، بين الطبيعية ونظرية الجدار الرابع، حيث امتاز أندريه أنطوان صاحب المسرح الحر، بالواقعية الفوتوغرافية في المسرح الحديث، متأثرا في ذلك بالمذهب الطبيعي لدى إميل زولا.

ثم ظهرت المدرسة الرمزية، التي ابتعدت عن تصوير الحياة بالشكل الطبيعي، وإنما استخدمت مجموعة من الرموز والإحالات للمواقف والأفعال، دون أن تنسخ ما يحدث في الحياة على الخشبة.

وصولاً إلى مدرسة الواقعية السيكولوجية، مع قنسطنطين ستانسلافسكي، الذي اعتمد في تدريبه الممثلين على الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية، وكان يوفق في منهجه بين المقاربة الواقعية، والمنزع السيكولوجي. وكان ستناسلافسكي يحث ممثليه على الصدق والإيمان والتفاعل مع الدور ومعايشته عن قرب، والاندماج في الشخصية، ونقل الحياة الواقعية إلى الخشبة، وفهم الشخصية فهماً دلالياً ونفسياً.

كما قدم أمل مجموعة من الأمثلة التي استمدها من المسرحيات والأفلام العالمية، ليبين دور العملية الإخراجية في صنع الفرجة وجذب المتلقي، وإحلال الجماليات الفنية التي تحتاجها المسرحية، مؤكداً أن المهمة الأساسية للمخرج هي قول ما لم يقله المؤلف، وتبيان تلك المكامن النفسية العميقة التي أرادها المؤلف ولم يكتبها، وتحويل النص المكتوب إلى عرض نابض بالحياة.
كما شدد أمل على أهمية اختزال الحالات الحياتية في الفضاء المسرحي، فالخشبة لا تحتمل رتابة الحياة، وإنما يجب تقديم علامات تشير إلى جوهر الحياة فقط.

ولم يظهر المخرج المسرحي بشكله المستقل إلا في منتصف القرن التاسع عشر، ويعد الدوق جورج الثاني حاكم مقاطعة ساكس ميننجن أول مخرج في تاريخ المسرح الغربي، والذي حاول تطوير المسرح الحديث على أسس إخراجية جديدة. وقد أسهم في إنتاج الصورة المسرحية التشكيلية ذات البعد الجمالي التي تشمل كل عمليات العرض المسرحي. وقد ثار ميننجن على مقومات المسرح التقليدي والنظم البالية وفكرة النجومية، واستبدلها بالأسلوب الجماعي في العمل وتنويع المستويات فوق الخشبة تفادياً للرتابة التي تطرحها الخشبة ذات المستوى الواحد. وطبق كذلك نظام الصرامة والانضباط في تدريب الممثلين وتوجيه أعضاء فرقته.
ثم ظهر الاتجاه الطبيعي في الإخراج المسرحي، مع أندريه أنطوان بين الطبيعية ونظرية الجدار الرابع، حيث امتاز أندريه أنطوان صاحب المسرح الحر بالواقعية الفوتوغرافية في المسرح الحديث متأثرا في ذلك بالمذهب الطبيعي لدى إميل زولا، إذ كان ينقل أندريه أنطوان تفاصيل الحياة الواقعية الطبيعية إلى خشبة المسرح بشكل حرفي ( مسرح طبق الأصل).
ثم ظهرت المدرسة الرمزية، والتي ابتعدت عن تصوير الحياة بشكل طبيعي، وإنما استخدمت مجموعة من الرموز والإحالات للمواقف والأفعال، من دون أن تنسخ ما يحدث في الحياة على الخشبة.
وصولا إلى مدرسة الواقعية السيكولوجية مع قسطنطين ستانسلافسكي اعتمد في تدريبه الممثلون على الجوانب النظرية والجوانب التطبيقية، وكان يوفق في منهجه بين المقاربة الواقعية والمنزع السيكولوجي. وكان ستناسلافسكي يحث ممثليه على الصدق والإيمان والتفاعل مع الدور ومعايشته عن قرب والاندماج في الشخصية ونقل الحياة الواقعية إلى الخشبة وفهم الشخصية فهماً دلالياً ونفسياً.
كما قدم أمل مجموعة من الأمثلة التي استمدها من المسرحيات والأفلام العالمية ليبين دور العملية الإخراجية في صنع الفرجة وجذب المتلقي، وإحلال الجماليات الفنية التي تحتاجها المسرحية، مؤكدا أن المهمة الأساسية للمخرج هي قول ما لم يقله المؤلف، وتبيان تلك المكامن النفسية العميقة التي أرادها المؤلف ولم يكتبها، وتحويل النص المكتوب إلى عرض نابض بالحياة، فالإخراج هو قراءة ثانية أو تأليف ثان للنص المسرحي، وهو الطريقة الوحيدة التي تجعل كل عناصر العرض المسرحي المختلفة والمتعددة منظمة ومنسجمة مع بعضها البعض، لتدخل معا في رؤية فنية وفكرية واحدة.

------------------------------------------------
المصدر : الآتحاد 

افتتاح الأيام الوطنية الرابعة للمسرح والفنون الدرامية بخميستي

مجلة الفنون المسرحية

افتتاح الأيام الوطنية الرابعة للمسرح والفنون الدرامية بخميستي

 انطلقت مساء  يوم الأربعاء بمدينة خميستي (تيسمسيلت) فعاليات الطبعة الرابعة للأيام الوطنية للمسرح والفنون الدرامية التي تقام تحت شعار "ثقافة سليمة تساوي هوية انتماء مواطنة".
وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة المنظمة من قبل مديرية الثقافة بالتنسيق مع جمعية "اللؤلؤة الثقافية" لخميستي والبلدية بتقديم مسرحية "رجال من طين ورجال  من نار" من تأليف وإخراج مطهري وحيد.
وتناول هذا العمل من إنتاج الجمعية المذكورة قصة مجموعة من الشباب من محبي الترحال يسيطر عليهم عراف بأفكاره الخرافية ليتمكن في النهاية أحد عابري السبيل من تخليصهم منه واختيار الطريق الصحيح نحو الحياة والعلم والمعرفة.
ويعرف هذا الحدث الثقافي الذي يدوم ثلاثة أيام وحملت طبعته الرابعة اسم الفنانة الراحلة نورية مشاركة 8 فرق مسرحية وللمونودراما قدمت من 8 ولايات حيث ستقدم عروضا موجهة للكبار.
وستتنافس بالمناسبة على جوائز اللؤلؤة الذهبية واللؤلؤة الفضية واللؤلؤة  البرونزية لأحسن عرض وأحسن سينوغرافيا وأحسن أداء رجالي ونسائي تحت إشراف لجنة تحكيم تضم أساتذة مختصين في الفن الرابع.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم ورشتين تكوينيتين حول "أداء الممثل"و"الكتابة الدرامية" إضافة إلى تقديم محاضرة بعنوان "المونودراما فرجة شاملة  بصيغة المفرد" من تنشيط الأستاذة بجامعة سيدي بلعباس الدكتورة خيرة كريم.
كما سيتم أيضا تقديم عرضين مسرحيين لفائدة الأطفال على مستوى دار الشباب رقم 2 بمدينة خميستي.
ويكمن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة في خلق فضاء للاحتكاك والتواصل وترسيخ  ثقافة الفنون الدرامية لدى الجمهور المحلي وتبادل الخبرات في ميدان المسرح  إضافة إلى تثمين دور الفن الدارمي في حياة الفرد والمجتمع حسب محافظ هذه  الطبعة بيدي عياد.
  
------------------------------------
المصدر : الأذاعة الجزائرية 

كارلوس شاهين في مجاهل الحب: بمسرحية «كيف كان العشا؟»

مجلة الفنون المسرحية

 كارلوس شاهين في مجاهل الحب: بمسرحية «كيف كان العشا؟» 

عبدالرحمن جاسم

بعد «مجزرة» و«بستان الكرز»، يعود المخرج والممثل المسرحي اللبناني إلى الخشبة بنصّ ملبنن آخر: «كيف كان العشا؟» عرض يسائل ماهية الحبّ، والرغبة، والزواج والعلاقات والسعادة. هو لا يقدّم أجوبة، بقدر ما يزيد حيرتنا وأسئلتنا!
بعد تجاربٍ ناجحة مثل «مجزرة» (لبننته رندا الأسمر عن الكاتبة الفرنسية ياسمينا ريزا)، و«بستان الكرز» لتشيخوف، يعود المخرج والممثل المسرحي (والسينمائي) اللبناني كارلوس شاهين (1975) إلى المسرح وهذه المرّة مع رائعة بروفسور الأدب الإنكليزي والمسرح في «جامعة يال» دونالد مارغلييز: Dinner with Friends (1998) التي نالت جائزة «بوليتزر» للعمل المسرحي عام 2000، خضعت لعملية لبننة بدءاً من عنوانها الذي استحال «كيف كان العشا؟».
القصّة المقتبسة التي ترجمها جوزيف زيتوني إلى العربية بدقّة وحرفة بالغتين، تطرح أسئلة بالغة الأهمية حول العلاقات البشرية والروابط الأسرية. ربما تكمن روعتها في أنّها لا تقدّم الأجوبة بمقدار ما تثير الأسئلة، مما يخلق نوعاً من «التواصل» بين المشاهد وأبطال العمل ككل. تحكي القصّة عن زوجين هما غابي وكارين، وتوم ولينا. هؤلاء الأربعة هم أصدقاء وأزواج سعداء بحسب الظاهر. لا ينفصلون منذ أن كانوا في الجامعة، لكن المفاجأة تكمن في التفاصيل القادمة: تعلن لينا لغابي وكارين أنّها وتوم سينفصلان، لأنه يريد تركها من أجل امرأة أخرى.
إنه عشاءٌ «أخير» بشكلٍ أو بآخر إذاً. تقلب التفاصيل الطاولة على الأربعة معاً، فغابي وكارين لم يتوقعا لصديقيهما هذه النهاية، إلى جانب الكم الهائل من الأسئلة التي لا يعرفان إجابتها حول علاقتهما هما أيضاً؛ وقد أعادها العشاء ــ بما فيه من أحداث - إلى الواجهة. فنياً، تحضر في العمل كوكبة من نجوم الخشبة اللبنانيية: المخرجة والممثلة المتألقة سحر عساف، النشيطة للغاية سيرينا الشامي، جوزيف زيتوني شريك شاهين الدائم، ونجم «فيلم كتير كبير» ألان سعادة.
يحاول المخرج شاهين أن يقرّب القصة كثيراً من أذهان مشاهديه؛ هو القادم من عالم التمثيل المسرحي والسينمائي. بحسب توصيفه، هو «ممثل يخرج أفلاماً»، إذ سبق له أن شارك في أعمال مسرحية كبيرة ومهمة مع مخرجين كبار مثل الفرنسي آلان فرانسون، الألماني ماثياس لانغهوف، والإيطالي سيلفيو بوركاريتي وآخرين؛ ناهيك عن عمله في السينما مع كبار آخرين مثل راوول رويز، أوليفييه أساياس، ومحلياً زياد دويري، وغسان سلهب.
أيضاً حصل شاهين على جائزة أفضل فيلم في «مهرجان ترايبيكا» في نيويورك عن فيلمه القصير الأوّل «الطريق إلى الشمال» (حصل عليه جوائز متعددة من بينها أفضل فيلم في «مهرجان دبي»، الجائزة الكبرى في «مهرجان السينما المفتوحة» في سان بطرسبورغ). مسرحياً، يأتي عرض «كيف كان العشا؟» كثالث عمل للمخرج اللبناني. بعد «مجزرة» و«بستان الكرز»، قرر أن يكون هذا العمل ضالته المنشودة. «جربت كثيراً من الممثلات قبل أن أختار المجموعة التي تشارك اليوم في العمل» يقول لنا. ويؤكد أنَّ المسرحية تقارب «الحكايا اليومية»، لكن بطريقة تجعل الجميع جزءاً منها، وتطرح «أسئلة أكثر، وأجوبةً أقل». ويضيف: «موضوعها قريب جداً من الجميع، فهي تطرح إشكاليات من نوع: ما هو الحب؟ ما هي الرغبة؟ ما هو الارتباط؟ ما هي الصداقة؟ وهل الأفضل البقاء في علاقة ميتة فقط لأننا ضمن مجتمع تقليدي يقدّس العائلة؟ هل يضحّي الإنسان من أجل ذلك، أم يخاطر بترك كل هذا خلفه والسعي وراء سعادته؟».


المسرحية تقارب
«الحكايا اليومية» بطريقة تجعل الجميع جزءاً منها (ك. ش)

من جهتها، اختارت سحر عساف أن تخلع عباءة المخرج هذه المرّة، وأن تكون ممثلةً فقط: «أنا ممثلة أساساً، فالممثلة هي أولاً، لكن الضرورة تفرض أحياناً أن أكون مخرجة. هذا لا يعني أنني لا أحبهما معاً. أنا أشعر بأن سحر «ممثلة» قبل أن تكون مخرجة. وحين تصبح لديك «قبعتان» قبعة المخرج وقبعة الممثل، من الصعب عليك أن تفصل بينهما». أما لماذا اختارت أن تكون ممثلة في هذه المسرحية، فتشير: «رغبت في أخذ استراحة من الإخراج، وأردت العمل تحت إدارة مخرج غيري، وهذا الأمر نعمة لا تصدق، إذ أركز على دوري وأحفظ النص، وأترك بقية الأمور للمخرج والإنتاج». لم تكن عساف قد التقت شاهين من قبل، لكنه كان قد شاهد لها مسرحية «طقوس الإشارات والتحولات» (لسعد الله ونوس) كمخرجة، فطلب منها الحضور إلى جلسة قراءة مسرحية، وبسرعة أخذت الدور. تشير عساف إلى أنّ هذه المسرحية كانت على «لائحة ما سوف أقوم به لاحقاً». حالما أتت الفرصة، تلقفتها من دون تفكير، فـ «المسرحية مكتوبة بذكاء، وخفيفة على الجمهور، هي ليست «الملك لير» (أخرجتها العام الماضي)، إذ لا تستطيع أن تقوم كل يوم بعمل ثقيل كـ «لير»». تجسد عساف في العرض دور «كارين» ذات الشخصية «المحبة للعائلة، والمنضبطة للغاية، والواقعية جداً». بعد المسرحية، تحضّر عساف لعملين مسرحيين الأول هو «كان يا ما كان» المقتبسة عن شعر اللبنانية زينة الهاشم بيك وستقدّم عند بداية الشهر باللغة الإنكليزية (لأن الشعر باللغة الإنكليزية أساساً)، ثم تعود بعد ذلك مع عمل مسرحي توثيقي هو «لا طلب لا عرض» الذي يقارب قضية الفتيات اللواتي شغّلن في «الدعارة» في لبنان العام الفائت.
بدورها، أشارت سيرينا الشامي إلى أنّ هذا هو عملها الخامس مع كارلوس شاهين «لأنّني أحبُ أن أعمل معه، أولاً، ثم إنني أحبُّ المسرح كثيراً، فكيف إذا كان العمل يجمعك مع أناسٍ يعرفون تماماً ماذا يعني مسرح. أنا أشعر بأنني في أيادٍ أمينة، ومع مخرجٍ أثق به، يستطيع إخراج أفضل ما بك، كما يطورك كممثل بشكلٍ كبير، وكذلك يختار نصوصه بشكل جيد». يذكر أنَّ الشامي وشاهين يتشابهان بكونهما اكتشفا المسرح بعد اختيارات أخرى، إذ درست سيرينا الهندسة الداخلية، فيما درس كارلوس طب الأسنان. وحول دورها، تقول: «أؤدي في المسرحية دور «بث» التي عرّب اسمها وتحوّل إلى «لينا». لينا هي في الأربعين من العمر، متزوجة منذ 12 عاماً، ولديها ولدان، شفافة وحائرة للغاية بخصوص خياراتها. عنى لي الدور كثيراً، خصوصاً لناحية أنّ كل شخصية أعطي لها الوقت الكافي كي تبرر ما تقوم به، وهذا أمرٌ رائع».
تحضّر الشامي النشيطة للغاية عدداً كبيراً من الأعمال. يعرض لها حالياً فيلم «محبس» لصوفي بطرس ومسلسل «الشقيقتان» على «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، ثم تعود لاحقاً في مسرحية «لا طلب لا عرض» لسحر عسّاف. أما جوزيف زيتوني الذي عرفه الجمهور اللبناني مع فيلم cash flow 2 لسامي كوجان؛ فهذا هو العمل الثاني له مع شاهين، وهو إذ ترجم هذا العمل، يؤكد أنّ «النص أصبح جزءاً مني» في إشارة إلى أنّه بذل مجهوداً كبيراً كي يخرج النص بهذه «الدقة» لأنه رغب في أن يكون مترجماً بحرفية وإن «ملبنناً». زيتوني يؤدي دور غابي زوج كارين، الذي يقع تحت تأثير مفاجأة «فراق» صديقيه. أما ألان سعادة الذي يؤدي دور توم الزوج الراغب بفراق زوجته «لينا»، فهو القادم من السينما مع أفلام مثل «فيلم كتير كبير» لميرجان بوشعيا، و«عصفوري» لفؤاد عليوان، مع خبرة كبيرة تحصلها من دراسته في
Lee Strasberg Theater & Film Institute في الولايات المتحدة.

«كيف كان العشا»: بدءاً من اليوم ــ «مسرح مونو» (الأشرفية) ـــ للاستعلام: 01421870

----------------------------------------
المصدر : الأخبار

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption