أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 19 يونيو 2017

المسرح الإفريقي التقليدي.. جذوره ووظائفه

مجلة الفنون المسرحية

المسرح الإفريقي التقليدي.. جذوره ووظائفه

د. عمر عبد الفتاح

المسرح فنٌّ وثيقُ الصلة بالنفس الإنسانية، فهو أحد وسائل تعبير الإنسان عن آرائه ومعتقداته وعلاقاته، وهو أقرب وسائل التعبير الإبداعية تمثيلاً للواقع، وأكثرها ارتباطاً بالمجتمع.

تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على المسرح الإفريقي التقليدي، وبيان جذوره وأصوله القديمة، ومظاهره وتجلياته في المجتمعات الإفريقية، وأهم سماته في المضمون والشكل، والوظائف والأدوار التي يقوم بها في المجتمعات الإفريقية.

أولاً: نشأة المسرح الإفريقي التقليدي وجذوره:

على الرغم من أنّ إفريقيا لم تعرف المسرح بمعناه الحديث إلا في فترة متأخرة نسبيّاً؛ فإنها عرفت المسرح بمعناه التقليدي منذ عصورٍ تسبق التاريخ نفسه، ولا نقصد بالمسرح التقليدي هنا المسرح بوصفه نصّاً مسرحيّاً أو بناءً وخشبة عرض وممثلين، ولكننا نقصد بالمسرح التقليدي: الدراما، والأداء التمثيليّ بشكلٍ عام، سواء كان هدفه الترفيه، أو التوجيه، أو التثقيف، أو كان مجرد أداءٍ طقسيٍّ اجتماعيٍّ أو دينيّ.

جذور المسرح الإفريقي التقليدي

إذا عُدنا للوراء في محاولةٍ لتتبع البدايات الأولى لنشأة المسرح؛ سنجد أنّ هناك ظاهرتين تعدّان بحقٍّ توطئة وتمهيداً للفنّ المسرحيّ.

الظاهرة الأولى: الطقوس الدينية: هي الطقوس الدينية والاجتماعية؛ حيث كانت هذه الطقوس تؤدى في شكل حركات تعبيرية في شكل درامي ذات مضمون ديني.

والظاهرة الثانية: الرقص: يعد الرقص من أقدم الوسائل التي عبر بها الإنسان واتخذ منه شكلاً ترفيهياً يعبر به عن انفعالاته، أو شكلاً إعلانياً عن وقائع ومشاهد درامية .

وقد أخذت هاتان الظاهرتان شيئاً فشيئاً في التحول التدريجي من المحيط الديني-في المكان والأداء- إلى المحيط الاجتماعي العام ومن التعبير عن أشياء محدودة إلى التعبير عن مختلف مناحي وشئون الحياة باعتباره مظهراً من مظاهر التعبير عن الحضارة الإنسانية(1).

وتعود نشأة المسرح التقليدي في أفريقيا إلى عصور موغلة في القدم ففي شمال أفريقيا شهدت أرض مصر القديمة ظهور هذا اللون الدرامي منذ فترة طويلة أرجعها البعض إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.

فالدراما في صورتها الأولى ولدت على أرض مصر، وقدامى  الإغريق تلقوها عن مصر وأضافوا إليها، وكل ما يذكر للمسرح بقديمه وحديثه فمرده إلى مصر التي بذرت بذوره ورعته إلى أن استوى على سوقه.

وإذا كان المسرح كفن درامي نشأ  في مصر شمال أفريقيا وأثبتته النقوش والكتابات المدونة على جدران المعابد، فإن ذلك لا يعني عدم ظهور النشاط الدرامي في بقية أنحاء القارة الأفريقية. فقد ظل المسرح في تلك المناطق ولمدة طويلة نشاطاً شفوياً مرتجلاً مثله مثل الأدب الشعبي. ويجب أن ندرك أن عدم وجود الأدلة التاريخية لا ينفي وجود هذا النوع من المسرح، فقد عرفت الحضارة المصرية القديمة في الشمال الكتابة والتدوين منذ وقت مبكر، في حين أن الثقافات الأفريقية في الجنوب لم تعرف الكتابة والتدوين إلا في وقت متأخر.

وليس هناك مجال للشك في أن جميع أنحاء أفريقيا شهدت تقديم عروض يختلط فيها التمثيل بالطقوس الدينية،  وفي كثير من بقاع القارة الأفريقية كان للمسرح أصول اجتماعية أيضا، فقد نشأ للسمر والتسلية، وهو بذلك يؤدي دوراً جمالياً يقوم على المتعة والفائدة. وهكذا فإن المسرح الأفريقي التقليدي لم ينفصل عن الحياة الجماعية فمهمته هي توصيل ما يريد التعبير عنه. ويشير فرانسواز ليجيه إلى شدة الصلة بين المسرح الأفريقي التقليدي والمجتمعات الأفريقية فيقول: "لقد قدم المسرح كل ما يعبر عن موروث هذا الشعب سواء في شكل رقصات وملاحم أو احتفالات شعبية أو كل ما يدور في الحياة من مناقشات فارغة ومواقف وأنماط مختلفة من الناس. وبهذا المعنى يمكن القول أن أفريقيا قد عرفت المسرح التقليدي منذ زمن قديم للغاية، فارتباط الأفارقة بالطقوس والشعائر الدينية أمر ثابت، وممارسة الأفارقة للرقص لا تحتاج لتعليق. 

شواهد ودلائل قِدم المسرح الإفريقي التقليدي

هناك العديد من الشواهد التي دونها العديد من الرحالة والمؤرخين ضمن أعمالهم، تدل على مدى قدم نشأة هذا اللون الفني الدرامي التقليدي في إفريقيا.

فابن بطوطة ذكر هذه الدراما التقليدية في رحلته في القرن الرابع عشر الميلادي، وتعددت إشاراته إلى الرقص، والأقنعة، وإلقاء الشعر بطريقة تمثيلية، بل إنه روى عن سلطان مالي القديمة اهتمامه بالشعر والتمثيل، وكيف أنه شهد في مجلسه مطارحات ومدائح شعرية، كما شهد تمثيلية أسماها: (الأضحوكة).

كما أشار المستفرق الفرنسي ديلافوص إلى بعض نماذج لهذه الدراما في غربي القارة(2).

كذلك أشار الكاتب أولوداه أوكويانو، من جمهورية بنين بغرب القارة، في سيرته الذاتية المنشورة عام 1789م، أي بعد نحو خمسة قرون من رحلة ابن بطوطة، إلى تلك المظاهر الدرامية، حيث قال: «نحن نكاد نكون أمّة من الراقصين والموسيقيين والشعراء»، وبعد أن عرض لبعض الاحتفالات العامّة، في مملكة بنين القديمة، أشار إلى مشاهد الحياة الواقعية التي يمثّلها الشباب في تلك الاحتفالات، مثل «المآثر العظيمة، أو العمل الملحمي، أو القصة المحزنة»(3).

مثل هذه الشواهد القديمة يتضح منها، ويتأكد، مدى قِدَم وجود المسرح الإفريقي التقليدي وترسّخه في البيئة الإفريقية، ويتضح لنا مدى تنوّع هذا النوع الدرامي ما بين رقص، وغناء، وإلقاء شعر، واستخدام للأقنعة، بالإضافة لأنواع أخرى من الأداء الدرامي.

هذه الشواهد تدل أيضاً على أنّ المسرح الإفريقي التقليدي قدّم أشكالاً وأنواعاً من الأداء المسرحي؛ تتشابه بشكل أو بآخر مع أشكال الأداء الدرامي للمسرح الأوروبي الأصل، فإشارة ابن بطوطة إلى وجود الأعمال الكوميدية التي أطلق عليه اسم: (الأضحوكة)، وإشارة الكاتب الإفريقي أولوداه أوكويانو إلى أنواع أخرى من الأداء الدرامي كـ «القصة المحزنة، والمآثر التاريخية، والأعمال الملحمية» تستدعي المقارنة بين هذه الأنواع الدرامية الإفريقية التقليدية من ناحية، وبين الأنواع الدرامية الحديثة، كالملهاة والمأساة والملحمة، من ناحية أخرى، ما يدفع الباحث لإدراجها تحت نفس التصنيفات، أو على الأقل إدراجها بوصفها جذوراً وإرهاصات لها.



ثانياً: مظاهر المسرح الإفريقي التقليدي وتجلياته

من أهم تلك المظاهر ما يُعرف بـاسم: (الإنشاد)، حيث تُنشد جلائل أعمال الأسلاف والعظماء ومآثرهم، كما يوجد أيضاً نوع من العروض يُعرف بـ (المناظرات) الكلامية التي تدور عادة بين اثنين، مثل حدّاد القرية وقصّاصها، ويقوم الجمهور بدور الحكم، وينال الفائز مكافأة من الخاسر.

وهناك أيضاً ما يمكن أن يُسمّى بـ (مسرح العرائس)، وهو لونٌ من العروض المسرحية يُسمّى عند قبائل البامبارا في غرب إفريقيا باسم: (شدو الطير)، ويشبه الأراجوز عندنا، ويقال إنه منقول من شمال القارة، ولكنه معروف في السنغال، مثلما هو معروف في النيجر ونيجيريا، وغيرهما من أنحاء الغرب(4).

كذلك رصد بعض الباحثين عدداً من مظاهر الأداء المسرحي التقليدي وأشكاله في منطقة جنوب إفريقيا حين قال: «اتخذت الدراما في المجتمعات الناطقة بلغات (السوثو) و (النغوني) أشكالاً تقليدية، اقترنت بالمجتمعات الرعوية والزراعية في إفريقية، ولم تكن الفعاليات شبه المسرحية للطقوس الدينية التطور الوحيد، لكنّ أشكالاً أخرى مثل: (الانتسومي) لدى (الكسوزا)، و (الانكابنسكواني) (السرد الشعبي) لدى (الزولو)، و (الديبوكو) لدى (السوثو)، و (الايزيبونغو) لدى (النغوني)، قد احتوت هي الأخرى على عناصر درامية متطورة. وأسهم (البوشمن) و (الهوتنتوت) في صقل تجارب مسرحية فيها عناصر (المايم) والموسيقى، حتى إنّ (كريدو موتوا) و (هـ. آي. آي) قالا بوجود مسرحٍ ملحميٍّ متطور في المجتمعات التقليدية القديمة»(5).

وقد تناول معظم الباحثين مظاهر المسرح الإفريقي التقليدي وتجلياته في معرض حديثهم عن المسرح الإفريقي بشكلٍ عام، وتناولوها بشكلٍ موجز ودون تفصيل كبير، ولكننا نجد أنّ المؤرخ الثقافي إي. تي. كيربي E.T. Kirby يحدد بشيء من التفصيل سبعة أشكال أداء، تمثّل طرق الأداء النموذجية للمسرح الإفريقي، والتي تبيّن كيف أبدعت الغريزة الإنسانية أحداثاً مسرحية مميزة(6).





وهذه الأشكال المسرحية السبعة هي:

1 - عروض القصّ (الحكي):

يتميّز المسرح الإفريقي، القديم والحديث، إلى حدٍّ كبير، بتركيزه على الحكي أو رواية القصص، فالراوي أو «القاص» يتمتع بمكانة أساسية في العديد من عروض الأداء المسرحية الإفريقية، فمن المعتاد أن نجد أنّ «الجريو» girot، أو «المعالج»، الذي يرتجل قصةً ما بمصاحبة الغناء والرقص. وكثيراً ما يقلّد الرواي السمات الصوتية والجسدية لكثيرٍ من الشخصيات في قصته، على الرغم من أنه من حينٍ لآخر نجد الآخرين يتدخلون للقيام بدور  شخصيات معيّنة، وربما تميّز الأقنعة ونوع الملابس الشخصيات. وفي كثير من الأحيان يوظّف كتاب المسرح الأفارقة المعاصرون «رواة القصص» في أعمالهم الدرامية، وعلى سبيل المثال: نجد أنّ مسرحية (الموت وفارس الملك)(7) تُبرز بوضوح شخصية «منشد المدائح».

2 - العروض التمثيلية البسيطة:

يرتجل البوشمان عروضاً تمثيلية؛ يُعدّ صيد الحيوانات فيها بمثابة الحبكة الأساسية، فعلى سبيل المثال: يرتدي أحد الرجال خوذة مصنوعة من عصا متشعبة، ويجسّد دور الظبي، في حين يقوم بعض المقلدين الآخرين بقتله، وتقوم مجموعة من الصبية الصغار بتجسيد دور الكلاب التي تصاحب الرجال، وتعد رقصات الصيد هذه بمثابة عروض وظيفية (فهم يوفرون الطعام للقبيلة)، وروحية في ذات الوقت (حيث يعترفون بأعلى السلطات في الطبيعة)، وهناك عروض تمثيلية أخرى أكثر اجتماعية بشكلٍ واضح.

وهذه الأعمال الدرامية المرتجلة تمثّل الشكل الأساسي للمسرح، وهي أشبه بألعاب التقليد التي يؤديها الأطفال أثناء تعلّمهم لدورهم في المجتمع.

3 - العروض الطقوسية:

الطقوس الأفريقية غالباً ما تكتسي بهالة من السحر. وتوجد أمثلة عديدة على مثل هذا النشاط الطقسي في جميع أنحاء أفريقيا اليوم. فاللوجا Loga في وسط أفريقيا لديهم طقوس شعائرية مطولة يتم فيها استعراض المنتجات اليدوية الهامة عبر القرية بينما تنشد الأمثال. وتقود القرويين راقصة طوافة وتتجه بهم نحو كوخ شعائري تم تشييده خصيصا، ثم يقوم المشاركون بتسلق سقف الكوخ بينما تُنشد ثمانية أمثال. ويقع "السحر" عندما تُطرد الأرواح الشريرة من الكوخ وتتلبس الأرواح الخيرة أجساد اللوجا.

4 - عروض تقديس الأرواح:

يتمكن «الوسيط»، الذي يُعتقد أنّ الأرواح تتلبسه، من الاستيلاء على «الشخصية» أثناء شرودها، أو في لحظة عدم تمام وعيها، ويقوم «الوسيط»، الذي يرتدي أزياء لافتة ويتحدث بـ «لغة الأرواح»، بحركات وإيماءات غير معتادة، بحيث توهم بأنّ الروح، أو أنّ الإله نفسه، موجود في الواقع، ويحدث تفاعل درامي قوي بين الشخصية والجمهور، والجزء الأكبر من هذا التفاعل يكون مرتجلاً من قبل «الوسيط». وهذه العروض شائعة جدّاً بين الناس في غرب أوغندا، حتى إنّ العالم الأنثروبولوجي جون بيتي John Beattie يشير إليها تحت اسم: (المسرح الوطني التقليدي)، وفي بعض مجتمعات شرق إفريقيا نجد أنّ الروح التي تُدعى shave، والتي تُعرف عن طريق القميص الأبيض والقبعة والحزام، تتلبس العديد من الوسطاء، ويتميز طقس الشرود أو النشوة مع الأرواح بالشرب والرقص والحوار. وتجدر الإشارة إلى أن الرقيق الأفارقة جلبوا معهم عروض تقديس الأرواح إلى الأمريكتين، وعلى سبيل المثال: لا يزال الماكومبا Macumba في البرازيل يستخدمون عروض الأرواح في احتفالات الشفاء.

5 - عروض التنكر:

 تطورت عروض التنكر عن الاحتفالات التي كانت تقوم بها الجماعات والتجمّعات السرية لتكريم الموتى، والتي ربما لا تزال الشكل الأكثر تمثيلاً للمسرح الإفريقي الأصلي، وتتميّز عروض التنكر بالأقنعة المتنوعة والملونة، والأزياء الفضفاضة (التي غالباً ما تكون مصنوعة من الخوص أو العشب)، كما تتميّز بالرقص المفعم بالحيوية، وغيرها من أوجه التنكر وأشكاله، وفي كثير من الأحيان يقوم السرد الدرامي بالربط بين هذه الأنشطة، فحفلات التنكر لدى الإيبيبيوIbibio ترتجل عروضاً تمثيلية هزلية، وتعدّ الأزياء المستخدمة في الكرنفال في ترينيداد من بقايا تلك الحفلات التنكرية التي جلبها الرقيق الأفارقة إلى الأمريكتين.

6 - العروض الاحتفالية:

تجري العروض الاحتفالية، مثلها مثل العديد من العروض المسرحية الأصيلة الأخرى في إفريقيا، بمرافقة الغناء والرقص وقرع الطبول. ويحتفل الدوجون Dogon في غرب إفريقيا بمهرجان الموتى في كلّ عام، وفي هذا الاحتفال يتمّ ذكر مآثر الأجداد، وتجري طوال الليل معارك وهمية، ورقصات أكروباتية بهلوانية، واستعراض للأسلحة، وذلك بهدف تعليم الدوجون احترام ماضيهم، وتوقير أسلافهم، وقبول حتمية الموت.

7 - العروض الكوميدية:

لعل الأنشطة المسرحية الأقرب شبهاً للمسرحية، بالمعنى الذي نفهمه من هذا المصطلح، هي العروض الكوميدية التي تُؤدَى في الساحات المفتوحة في قرى العديد من القبائل الإفريقية، وربما تطوّرت هذه العروض عن العروض التمثيلية البسيطة، أو عن عروض التنكر، لتصبح مسرحيات ذات حبكة واضحة وشخصيات محددة.

وبرغم أننا لا يمكننا الجزم بحدوث التطور بهذا الشكل؛ فإنّ وجود مثل هذه المسرحيات القصيرة playlets الكوميدية تشير إلى العملية التي تطورت بها الدراما بمعناها الرسمي في جميع أنحاء العالم.

ومن قبيل الصدفة أنّ كثيراً من الشخصيات التي تظهر في هذه الكوميديات تعدّ نسخاً إفريقية للشخصيات الهزلية الشعبية التي وجدت في روما القديمة، وفي إيطاليا النهضة، وفي الأوبرا الصينية، وفي المسرحيات الهزلية اليابانية kyogen. ويقدم الشعب الناطق بلغة الماندي في غرب إفريقيا عروضاً كوميدية تصور الزوجة المخادعة، والزوج الساذج، والمحارب المتباهي، واللص المحتال، وعلى الرغم من أنهم يظهرون أمامنا في عروضهم مطليين بالطين أو بالرماد الأبيض، فإنّ ممثلي هذه القرية ليسوا أقلّ جاذبية لجمهورهم من الكوميديين الإيطاليين أو المهرج (تشو) من الأوبرا الصينية.

وتستخدم الأعمال الكوميدية الحوار، وفي كثير من الأحيان تستخدم الارتجال، وربما يرافقها المطربون والأوركسترا.

وغالباً ما يلعب الرجل دور المرأة، الأمر الذي نجده في كلّ أنواع المسرح بالعالم، خصوصاً في تلك الثقافات التي لا تسمح للمرأة بأن تمارس التمثيل.

وكما هو حال الكوميديا في كلّ مكان؛ نجد أنّ المسرحيات الإفريقية تصوّر الجوانب الاجتماعية لحياة القرية، ففي أحد الأعمال الكوميدية نجد الزوج يعمل في الحقل مع زوجته، ويقوم بحرق كومة من سيقان النباتات التي يختفي عشيق زوجته تحتها، وينتهي العمل بمطاردة هزلية.

ومثل جميع عروض الكوميديا الجيدة؛ فإنّ المسرحيات تكون موجهة «لإظهار التصدعات في المظهر الزائف للإنسان»(8)؛ بحسب عبارة والتر كير Walter Kerr.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المظاهر والممارسات المسرحية لم تندثر؛ فلبعضها وجود في بعض المجتمعات الإفريقية حتى الآن، ففي السنغال لا يزال «الجريو» Griot أو «الراوي» يدور في أنحاء القرى والمدن، ويلتف حوله الجمهور في حلقة ليشاهدوه، وهو يروي ويغني ويعزف على قيثارته أحداث الحكايات والأساطير الإفريقية، ويقدّم ذلك بحركات راقصة وتمثيلية تناسب ما يرويه(9).

وكما يذكر جان بلييا فإنّ شباب الماندنج، في غرب إفريقيا، لا يزالون يقومون بالتعبير عن رغبتهم في الزواج من خلال عروض زاهية غنية بالإبهار، ويسخرون فيها من المتزوجين الذين يكبرونهم في السنّ.

كذلك فإنّ الرابطة التي تهتم بالشؤون الدينية عند اليوروبا ما زالت تعمل على تنظيم أعمال درامية مبنية على الطقوس التي تمجد بطولات الأجداد، بمضمون له شكل وصفي طريف، يؤديه بعض المهرجين واللاعبين بمهارة، ويرتدون الأقنعة التي تمثّل الحيوانات وشخصيات المجتمع اليورباوي(10).

وفي مالي يوجد نمط من أنواع المسرح الشعبي يُطلق عليه: (مسرح كوتيبا)، ينظّمه الشباب مرّة كلّ سنة، ويعطي لهم فرصة لانتقاد كبارهم، وهذه هي المناسبة الوحيدة في السنة التي يستطيعون فيها أن يفعلوا ذلك دون خطورة، فيجهرون برأيهم في المجتمع، ولا يستطيع الكبار أن يعارضوهم(11).

وفي شمال نيجيريا نجد ما يعرف بمسرح الأوو Owu الذي تقيمه جماعة نجواNgwa ، والإجو Ijo، وهو أشبه بمهرجان تمثيلي، يقدّم فيه أكثر من خمسة عشر عرضاً دراميّاً مختلفاً، يعتمد على التنكر بشكل كبير، وتمثل هذه العروض كلّ أرواح ومخلوقات النهر، وكلّ الرجال والحيوانات على الأرض، وتقوم بتوظيفها خلال تلك العروض، وتتضمن عروضاً تنكرية لكلٍّ من المعالج التقليدي والعراف owu dibia، والكائنات المائية الصغيرةowu wmuazu ، وأسماك القرش owu ofirima، والوحش صاحب رأس الكبش owu igirima، والفراشة owu utam، والتمساحowu aguiyi ، وعروس البحر owu mamiwota، والمتباهي owu nganga، وزعيم عروض التنكر owu mgbolo.

وتمثّل هذه العروض الدرامية كلّ ما يتصل بالحياة في النهر أو على الأرض، اللذين يمثّلان مصدر إمداد الشعوب بالطعام والبركة، وتقدّم هذه العروض مرّة واحدة كلّ ثلاث سنوات، وتستمر لمدة سبعة أيام، وخلال هذه الأيام السبعة يقوم الصيادون بصيد القرش والتمساح والوحش، ويتم قتلهم في اليوم السابع، وهكذا يتم عرض نضال هذه الجماعات من أجل البقاء عبر إعادة تمثيل الأسطورة، باستخدام العروض التنكرية والرقص والأداء التمثيلي، في حضور المشاهدين من أهل القرية والقرى المجاورة، ويتمّ كلّ ذلك وسط ساحة سوق القرية الفسيحة(12)، ولا يختلف الأمر في غالبية أنحاء إفريقيا عن ذلك، فلا تزال هذه المظاهر باقية في مثل حفلات الحصاد، والختان، والزواج، وغيرها من المناسبات. 



ثالثاً: سمات المسرح الإفريقي التقليدي:

يتميّز المسرح الإفريقي التقليدي بسماتٍ عديدة، تميّزه عن نظيره الحديث ذي الأصول الأوروبية، سواء من حيث المضمون والموضوعات التي تناولها، أو من حيث الشكل.

أ - من حيث المضمون:

يتميز المسرح الإفريقي التقليدي بارتباطه الشديد بالحياة اليومية، فهو يعبّر عن فرحة المجتمع وآلامه وهمومه وتطلعاته وآماله، ويشير فرانسواز ليجيه إلى مضمون الأعمال التي يتناولها المسرح التقليدي فيقول: «لقد قدّم المسرح كلّ ما يعبّر عن موروث هذه الشعوب، سواء في شكل رقصات أو ملاحم أو احتفالات شعبية، أو كلّ ما يدور في الحياة من مناقشات فارغة، ومواقف وأنماط مختلفة من الناس»(13).

ويتميّز هذا المسرح أيضاً بوجود الأساطير والحكايات التاريخية، والتي كانت تشكّل موضوعاته الأساسية(14)، وقد كانت معظم الأعمال تدور حول الأساطير والحكايات والخرافات والعادات والبطولات وأمجاد الأسلاف والأخلاق والسلوك(15)، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأسطورة في المسرح الإفريقي رمزٌ للحياة، إنها أسلوب يعمل على تأكيد النظام الاجتماعي، وقد اعتمد المسرح الإفريقي على الأسطورة والمفاهيم الشائعة حتى يستطيع تحقيق استمراريته وفعاليته.

ويمكن تفسير ذلك بأن الأسطورة الإفريقية تعكس الشعور بالقلق، أو بالفرحة، أو الشعور بآلام المجتمع الإفريقي وآماله العميقة، إنها رمزٌ يثير ويوجّه الطاقة النفسية(16) لأفراد المجتمع؛ ليتمكنوا من متابعة حياتهم والاستمرار فيها وفقاً للتقاليد والعادات والقيم الموروثة عن الأجداد.

وثمّة سمة أخرى تميّز المسرح الإفريقي التقليدي، وهي الرمزية، وقد عبّر الشاعر الناقد الإفريقي الجنوبي مازيس كونيني عن تلك السمة في دراسة له بعنوان: (مدخل إلى الأدب الإفريقي)، حيث يقول: «إنّ التعبير الدرامي الإفريقي يعتمد على الرمزية... وقد تتخذ الرمزية أشكالاً متباينة وفقاً للتاريخ الثقافي لكلّ طائفة اجتماعية بالذات، ففي بعض الجماعات تُستخدم الأقنعة لتبرز المعنى وتلقي عليه الضوء، وللأقنعة نفسها لغة راسخة القواعد، بحيث يمثّل كلّ نمط من الأقنعة مجموعة من القيم»، ولكن هذه الرمزية ليست غامضة، وإنما هي من قبيل المجاز والإيحاء؛ حتى لا يكون التعبير فجّاً، خصوصاً في التراجيديا (المأساة) ذات الموضوعات الجادة(17).

ويشير د. علي شلش لبعض السمات الأخرى التي تميّز موضوعات المسرح الإفريقي التقليدي، فيذكر أنه كان واقعيّاً في معظمه، كوميدي النزعة، يخدم قضايا اجتماعية، ويتسم بطابع تعليمي، ولا ينكر المتعة والتسلية(18).

ب - من حيث الشكل وطريقة الأداء:

المسرح الإفريقي التقليدي قدّم هذه الموضوعات في شكل مشاهد وتابلوهات بسيطة، شديدة الاختلاط بالرقص والغناء والموسيقى في حوارها، شديدة الرغبة في مشاركة الجمهور.

وكانت عادةً ما تُقدّم في المناسبات الاجتماعية المختلفة، مثل البلوغ، والحصاد، وإعلان الحرب، مثلما تقدّم في أمسيات الحياة اليومية(19).

ويتميز المسرح الإفريقي التقليدي بعدد من السمات الشكلية التي تميّزه عن نظيره الحديث، ويشير بيشنس أومولولا Patience Omolola لبعضها فيقول: «يقدّم الفنانون التقليديون عروضهم في الأماكن العامة، ويكمن تفرد عروضهم في اعتمادها على الذاكرة، بالإضافة إلى استخدامهم للغة الجسد، وتوظيفهم للطقوس، إلى جانب مشاركة الجمهور»(20).

كذلك شكلت العرائس والأقنعة جزءاً من كيان المسرح الإفريقي التقليدي، فقد كان تقمّص شخصيات الأسلاف بارتداء الأقنعة ظاهرة واضحة في الشعائر الدينية لقبائل اليوروبا، كما أنه في التقاليد الدينية لقبيلة الإيبو، حيث يقوم المشتركون في احتفالاتها بتعديل هوياتهم عن طريق ارتداء الأقنعة والملابس المختلفة(21).

كما تميّز المسرح الإفريقي التقليدي بوجود كوريفيه (رئيس الجوقة)، وهو الذي يقود الحركة، يسانده في ذلك كورس، كما أنّ الجمهور الملتف حول مكان العرض المسرحي كان يشارك فيه، وهو بذلك يقوم بدور المشاهد والمؤدي(22).

ويعدّ الرقص إحدى السمات الشكلية البارزة للعروض الدرامية الإفريقية التقليدية، وهو غالباً ما يكون مصاحباً لكافة أنواع العروض الإفريقية، دينية أو اجتماعية، كأداء تعبيري، ووسيلة للبوح عمّا في النفس من مشاعر وأحاسيس، ويكاد ألا يخلو عرض درامي تقليدي من مواكبة الرقص له.

ويشير د. على شلش لبعض السمات الشكلية الأخرى للمسرح الإفريقي التقليدي، منها أنه: مسرحٌ مجاني للعاملين فيه والمتفرجين عليه، وأنّ الديكور فيه طبيعيٌّ يوحي بالبساطة والثقة، وأنه مسرح لا يعرف البهرجة والمغالاة في الأزياء، وإن كان للأزياء أهمية خاصة لأنها مرتبطة بالشعائر والأسلاف(23).

أما أسلوب التعبير وطريقته؛ فيرتكز غالباً على فكرة المكان الدائري، والذي يجمع ما بين الكلمة والغناء والحركة، وكانت هذه الطقوس والممارسات تتطلب بالطبع مكاناً وفضاء يأخذان مسحة مقدسة بوجود كاهن؛ حيث يُفترض وجود الآلهة، ولذا يجب أن يكون مكاناً يجتمع فيه حشد، وعادةً ما يكون ذلك المكان على شكلٍ دائري(24).

ويشير جيمس أمانكولورJames Amankulor  إلى سمةٍ أخرى مميزة، فالعروض التقليدية ربما تستمر لساعات معدودة كالعروض المعاصرة، وربما تستمر لأمسية كاملة أو ليوم، والمثير أنها قد تصل لأسبوع أو أكثر في بعض الأحيان، كما يحدث في عروض الأووOwu  التي يقيمها شعب نجواNgwa  والإجو Ijo في شمال نيجيريا(25).





رابعاً: وظائف المسرح الإفريقي التقليدي

يتميّز المسرح الإفريقي التقليدي بأنه مسرحٌ وظيفي في الأساس؛ ويشير د. علي شلش لبعض تلك الوظائف والأدوار، فيذكر أنّ المسرح الإفريقي التقليدي يعتبر مرآة للحياة متصلة بالطبيعة الكونية، وأنه يعدّ أداة للمحافظة على تقاليد الجماعة وقيمها، وأنه أداة تعليم وتثقيف(26)، ويقول الباحث عليون ديوب: «شكّلت العروض المسرحية التقليدية رابطة اجتماعية، وسلاحاً فكريّاً، ووسيلة للوعي الجماعي، وفي أحيان أخرى علاجاً، أو وسيلة قهر، حيث كانت عروض المسرح الأولى مستوحاة من العروض الدينية التي تخضع لها الجماعة»(27).

ويؤكد جان بلييا دور المسرح الإفريقي التقليدي في تشكيل الوعي الجماعي للجماعات الإفريقية قائلاً: «إنّ هذا المسرح يعكس بقوة الوعي الثقافي والسياسي والديني في هذا الوقت للشعوب الإفريقية»(28)، كما يؤكد بابا كار وظيفة المسرح الإفريقي التقليدي في التثقيف وتشكيل الهوية، والنظر إليه كأداة للحفاظ على وجود تلك الشعوب، فيقول: «كان المسرح الزنجي الإفريقي التقليدي ذا دورٍ بارز في التثقيف، وتحديد الهوية، والتكامل الاجتماعي، فقد كان المسرح في المجتمع التقليدي الإفريقي بمثابة «بلازما الوجود» لهذا المجتمع»(29).

ويمكن توضيح أهم الوظائف والأدوار التي يقوم بها المسرح الإفريقي التقليدي، التي أشار إليها الباحثون، فيما يأتي:

الوظيفة الدينية:

هي أقدم وظيفة قام بها المسرح الإفريقي التقليدي، وقد أشار إليها العديد من الباحثين، ومنهم جان بلييا حين قال: «ليس هناك مجال للشك في أنّ «إفريقيا التقليدية»، من السنغال إلى زائير، مروراً بمالي وساحل العاج وجمهورية البنين ونيجيريا، تقدّم عروضاً يختلط فيها التمثيل بالطقوس الدينية»(30).

الوظيفة الاجتماعية:

وربما تكون هذه الوظيفة إحدى أهم وأبرز وظائف المسرح الأفريقي التقليدي الذي لا ينفصل مطلقاً عام عن الحياة الإجتماعية، فمهمته هي توصيل ما يريد المجتمع التعبير عنه. فالمسرح هنا ليس مجرد ظاهرة ولكنه تعبير عن حياة الانسان، والإنسان لا معنى له، ولا يمكن تصوره خارج المجتمع. ومن سمات الإنسان الأفريقي ارتباطه الوثيق بمجتمعه، ولذلك نجد أن أفراد المجتمع يتشاركون سويا في مختلف المناسبات والاحتفالات الاجتماعية كالزواج ومراسم الدفن والبلوغ والختان ومواسم الحصاد ورحلات الصيد وأمسيات الحياة اليومية وغيرها من المناسبات. وتأتي الدراما لتعبر عن هذا الترابط وهذه الممارسات الحياتية.

الوظيفة التثقيفية والتعليمية:

وهي إحدى وظائف المسرح المهمّة، حيث يعرض القصص التعليمية والأخلاقية، والحكايات التاريخية عن الأبطال والأسلاف وبطولاتهم وأعمالهم الجليلة، بهدف توعية الجمهور، وتوجيهه نحو المبادئ والقيم والأخلاق النبيلة، من أجل ترسيخ الانتماء للجماعة العرقية، أو للقبيلة التي ينتمون لها، والاعتزاز بتاريخهم وماضيهم البطولي.

الوظيفة الترفيهية:

وهي وظيفة أساسية من وظائف العروض المسرحية والتمثيلية بشكلٍ عام، في الأمسيات الليلية، للتسلية والإمتاع.

الوظيفة العلاجية:

وهذه الوظيفة لا تتمتع بالانتشار والشهرة كباقي الوظائف السابقة، ويتم فيها توظيف بعض العروض الدرامية في العلاج، وبخاصة العلاج النفسي وطرد الأرواح الشريرة، وقد أشار عليون ديوب لأهمية هذه الوظيفة بقوله: «فضلاً عن كونه (المسرح الإفريقي التقليدي) وسيلة للترفيه، فعليه مهمات أساسية، أكثرها أهمية تتركز في أهدافه التعليمية والعلاجية»(31)، ومن أمثلة تلك العروض العلاجية طقوس (الزار) المعروفة في شرق إفريقيا عامّة، وفي إثيوبيا بشكلٍ خاص.



الخاتمة

«لقد وصل المسرح الإفريقي التقليدي إلى حدّ الكمال، مثله في ذلك مثل مدارس المسرح العريقة»(32)، بهذه الكلمات وصف الباحث السنغالي موريس سونار سنجور المسرح الإفريقي التقليدي، فهل يمكن قبول هذا الوصف المثالي للمسرح الإفريقي التقليدي؟

بالرغم من كلّ مميزات هذا المسرح التقليدي؛ فإنّ المسرحية باعتبارها شكلاً فنيًا مستقّلًا لم تصل إلى مرحلة متطورة كاملة في إفريقيا التقليدية(33)، وكذلك الحال بالنسبة للأداء المسرحي، ولذا لا يمكن القول بأنّ المسرح الإفريقي التقليدي قد وصل لمرحلة الكمال والمثالية، فعلى الرغم من ثرائه وتعدد وظائفه، وعمق وقوة تأثيره، فقد ظلّ مرتبطاّ بمجتمعه البدائي، وتوقف عند تلك الدرجة، ولم يتطور كنظيره الأوروبي الإغريقيّ الأصل.

وفي هذا السياق؛ لا يمكن إلقاء اللوم فقط على كاهل المجتمعات الإفريقية التي لم تنمّ وتطور مسرحها بشكلٍ مستمر ليصل لمرحلة النضج والكمال، بل إنّ هناك جزءاً كبيراً من المسؤولية عن إعاقة تطوّره يقع على عاتق الغرب وسياساته الاستعمارية، فقد حارب الاستعمار هذا النشاط الدرامي الاجتماعي وأعاقه عن التطور، واعتبره ممارسات متخلفة، وقام النظام الاستعماري، في معظم القارة، بفرض لغاته ونُظمه التعليمية وأحكامه القيمية، ومفاهيمه، وتصوراته الجمالية عن الأدب والمسرح، على جموع الطلاب والدارسين، وفرض أشكالاً ونماذج مسرحية غربية، مثل: موليير وشكسبير، عن طريق إحضار فرق مسرحية أوروبية من الفرق المتجولة، لتعمل على رفع التذوّق الفنّي للشعب الإفريقي وتعليمه اللغة الأجنبية(34)، وبذلك تم تبنّي المسرح الأوروبي بشكله وموضوعاته باعتباره الصورة المثلى والمثالية.

ومن ناحية أخرى، تبنت بعض المؤسسات والإرساليات المسيحية محاربة هذا اللون الدرامي وأعاقته وقامت بتشويهه ومحو الطابع الثقافي له، وأحلّت محلّه أشكالاً جديدة للتعبير، من الأعمال الدرامية المستوردة الشكل والمضمون، وفرضتها على الأفارقة بوصفها الشكل الأمثل للتعبير الدرامي، وبذلك تمّ إحلال مشاهد مأخوذة من التوراة محلّ الطقوس الإفريقية، في صورة عروض مسرحية، مثل قصة آدم وحواء– عليهما السلام-، ويوسف– عليه السلام- وإخوته(35)، ويفسر د. علي شلش لجوء الإرساليات في محاربتها للدراما التقليدية إلى الدراما الأوروبية التعليمية الحديثة والدينية بوجهٍ خاص، بأنها كانت تهدف من ذلك إلى امتصاص طاقة الإفريقيين الدرامية وحبّهم للدراما من ناحية، ونشر اللغات الأوروبية، وتدعيم عملية التحول إلى المسيحية من ناحية أخرى(36).  

وبرغم هذا التوقف؛ فإنّ المسرح الإفريقي التقليدي أدى دوراً كبيراً ومؤثّراً في نشأة الدراما الإفريقية الحديثة المكتوبة وتأسيسها، فقد كان، وما زال، نبعاً مهمّاً من منابع الدراما الحديثة التي نشأت واستوت على سوقها في مختلف أقطار القارة، سواء الدراما المكتوبة باللغات المحلية، أو الدراما المدوّنة باللغات الأوروبية.

ولا يزال كتّاب المسرح الأفارقة، في أرجاء القارة الإفريقية، حتى اليوم، يستلهمون من تراثهم وتقاليدهم الدرامية التقليدية التي لا تنضب الكثير من الموضوعات المتميزة، والأقوال المأثورة، والأمثال الموروثة، والشخصيات الفريدة، والصور والأخيلة، وأشكال الأداء المتعددة، الأمر الذي يمكّنهم من تقديم مسرحٍ يمتاز بطابعه الإفريقي الأصيل في إطارٍ مسرحيٍّ معاصر، يعيدون به اكتشاف ذواتهم الإفريقية، ويستعيدون به توازنهم المفقود خلال الحقبة الاستعمارية، ويؤكدون فيه هويتهم الإفريقية وقيمهم الإنسانية.



الإحالات والهوامش:

(*) أستاذ مساعد بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية – جامعة القاهرة.

(1) حسين، إلهامي (1977): "تاريخ المسرح"، سلسلة كتابك، عدد 151، دار المعارف - القاهرة، ص ص (5 – 6).

(2) شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، سلسلة كتابك عدد 100، دار المعارف - القاهرة، ص 25.

(3) شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 100.

(4) شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي، مرجع سابق، ص 104. وكذلك شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص ص (22 - 23).

(5) انظر: "المسرح في جنوبي إفريقيا"، مقدمة ترجمة مسرحية "البقاء"، لمزيد من التفصيل راجع: سلسلة من المسرح العالمي، مسرحية "البقاء"، تأليف جماعة العمل الدرامي 71، ترجمة صخر الحاج حسين، العددان 310-311، يوليو – أغسطس 1998، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – دولة الكويت، ص ص (122 – 123).

(6) Michael L. Greenwald, Roberto D. Pomo and Roger H. Schultz (2000): "The Longman Anthology of Drama and Theatre: A Global Perspective", Addison Wesley Longman Publishers, New York, pp.1252.http://wiki.archmereacademy.com/sandbox/groups/bmanelskidrama03701/wiki/eb66a/attachments/bc713/African%20Theatre%20History.pdf?sessionID=f84622dc7584a0db5425494784f833894a71514

(7) تعد مسرحية "الموت وفارس الملك"Death and the King’s Horseman" " إحدى أشهر مسرحيات الكاتب النيجيري الشهير وول شوينكا، صاحب جائزة نوبل في الأدب لعام 1986، والتي صدرت في عام 1975عن دار نشر: اير ميتيون  Eyre Methuen بلندن. وقد تمت ترجمتها للغة العربية، ونشرت ضمن سلسلة من المسرح العالمي الصادرة عن وزارة الإعلام بدولة الكويت، العدد 218 لعام 1987م، ولمزيد من التفصيل راجع : وول سوينكا (1987): "الموت وفارس الملك"، ترجمة علي حجاج، سلسلة من المسرح العالمي، عدد 218، وزارة الإعلام – الكويت.

(8) Michael L. Greenwald, Roberto D. Pomo and Roger H. Schultz (2000): "The Longman Anthology of Drama and Theatre: A Global Perspective", Op. Cit. ,pp. 1252-1253.(9) شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص 19.

(10) بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، في "قضايا المسرح الإفريقي: مجموعة أبحاث (1995): ترجمة فيفي فريد، الطبعة الثانية، أكاديمية الفنون– وحدة الإصدارات، مسرح (5) - القاهرة، ص 16.

(11) الخضر، عبد الباقي: "المسرح الإفريقي... لحظات من الانطلاق". http://www.startimes.com/?t=9587372

(12)  Amankulor, James Ndkukaku (1976): "Traditional Black African Theater", Ufahamu- Journal of African Studies,   University of California ,Volume 6, Issue 2, 1976.pp.34-35.https://escholarship.org/uc/item/62h239n3(13) ليجيه، فرانسواز (1995): "المسرح الإفريقي والمسابقات المسرحية بين الدول الإفريقية"، مرجع سابق، ص 146.

(14) سنجور، موريس سونار (1995): "المسرح السنغالي"، في "قضايا المسرح الإفريقي: مجموعة أبحاث (1995): ترجمة فيفي فريد، الطبعة الثانية، أكاديمية الفنون – وحدة الإصدارات، مسرح (5) - القاهرة، ص 33.

(15) شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 101. وكذلك بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 16.

(16) ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الإفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، مرجع سابق، ص ص (104 ، 105).

(17) شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص ص (23 – 24).

(18) شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 101.

(19) شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 101. وكذلك بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 16.

(20) Omolola, Patience (2006): "Traditional African Theater: The Case Study of The Gambia and Senegal", Performing Language: International Conference on Drama and Theatre in Second language Education, February 3rd - 5th, 2006, University of Victoria - CANADA.http://web.uvic.ca/~hnserc/IAPL/en/conference/pre/abpre/200616.pdf(21) انظر: مقدمة ترجمة مسرحية "هرج ومرج في المنزل"، بقلم نايف خرما، ص 5، لمزيد من التفصيل راجع: سلسلة من المسرح العالمي، مسرحية "هرج ومرج في المنزل"، تأليف كويسي كاي، ترجمة نايف خرما، العدد 199، أبريل 1986م، وزارة الإعلام - الكويت، ص 5.

(22) سنجور، موريس سونار (1995): "المسرح السنغالي"، مرجع سابق، ص 33.

(23) شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص 21.

(24) ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الإفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، مرجع سابق، ص 104.

(25)  Amankulor, James Ndkukaku (1976): "Traditional Black African Theater", Op. Cit., p. 35.https://escholarship.org/uc/item/62h239n3(26) شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 104. وكذلك شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص 23.

(27) ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الإفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، مرجع سابق، ص 104.

(28) بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 16.

(29) با، بابا كار (1995): "المسرح الزنجي الإفريقي ونظام ثقافي جديد"، في "قضايا المسرح الإفريقي: مجموعة أبحاث (1995): ترجمة فيفي فريد، الطبعة الثانية، أكاديمية الفنون – وحدة الإصدارات، مسرح (5) - القاهرة، ص 172.

(30) بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 16.

(31) ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الإفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، مرجع سابق، ص 105.

(32) سنجور، موريس سونار (1995): "المسرح السنغالي"، مرجع سابق، ص 33.

(33) انظر: "حول الأدب المسرحي الإفريقي"، مقدمة ترجمة مسرحية "الموت وفارس الملك"، لمزيد من التفصيل راجع: سلسلة من المسرح العالمي، مسرحية "الموت وفارس الملك"، تأليف وول سوينكا، ترجمة علي حجاج، العدد 218، نوفمبر 1987، وزارة الإعلام - الكويت، ص 6.

(34) بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 17.

(35) بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 17.

(36) شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 100.


--------------------------------------------------------
المصدر : قراءات أفريقية 

مسرحية "كان ياما كان في حلم" ..جمالية رسمت في أذهاننا حية في ذكرى رحيل الفنان الكبير خليل شوقي ..

الأحد، 18 يونيو 2017

حوار مع الفنان المخرج غنام غنام عن رائعته المسرحية (سأموت في المنفى)

مجلة الفنون المسرحية

 حوار مع الفنان المخرج غنام غنام عن رائعته المسرحية (سأموت في المنفى)

حاوره – عبد العليم البناء 


المخرج غنام غنام : في هذا العرض أقدم مرافعة تنعش أرواح الناس وتخيف الأعداء
*هذه هويتي المسرحية والفكرية والسياسية هذا ما يجب أن يكون لأكون جديراً بكوني فناناً فلسطينياً عربياً
*أنا ابن الفرجة المسرحية / الفرجة الشعبية/ الحلقة/ الجلسة من عام 1992 وابن (مسرح لكل الناس)
*المعالجة الدرامية خرجت بالنص من (سردية أدبية) إلى (سردية مسرحية تتواشج مع الفعل الدرامي)

قدم الفنان الفلسطيني غنام غنام مؤخرا وفي أكثر من بلد وقاعة مسرحيته المونودرامية المثيرة للجدل بعنوان "سأموت في المنفى"، وكانت من تأليفه وإخراجه وأدائه ، وتميز العرض بعدم اعتماده على تقنيات المسرح التقليدية، بل فقط على أداء الممثل بمرافقة كرسي متعدد التحولات، دون استخدام إضاءة أو صوتيات أو منصة للمسرح. وقدم غنام خلال العرض جوانبا من حكايته الشخصية وحكايات والده واخوته بالتوازي مع التاريخ الفلسطيني، والأسئلة المربكة عاطفيا التي تسببت بها نكبة فلسطين تجاه مصطلحات الإنسان الذي يعيش في المنفى، معتبراً نفسه "بدل فاقد" للإنسان الذي كان يجب أن يعيش حياة عادية على أرضه .الفنان والكاتب والمخرج غنام صابر غنام المولود في اريحا عام 1955 ،عضو نقابة الفنانين الأردنيين شعبة الإخراج ، ورابطة الكتاب الأردنيين ، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ،وعضو مؤسس في الهيئة العربية للمسرح / المقرر للمجلس التنفيذي الأول ، ورئيس مكتب الأردن/ الهيئة العربية للمسرح ، وعضو مؤسس في فرقة المسرح الحر، ورابطة مسرح بلا حدود – رماح ،ولديه مؤلفات وبحوث ودراسات أدبية ومسرحية عدة ،وسبق أن قدم العديد من الاعمال المسرحية ممثلا ومؤلفا ومخرجا ،إضافة لتأليف الأعمال التلفزيونية الدرامية والوثائقية ، وحاصل على جوائز عدة في التأليف والإخراج والسينوغرافيا ، ومن أشهر اعماله جماهيريا مونودراما (عائد من حيفا) ، المأخوذة عن رائعة الراحل غسان كنفاني ، ويشغل الان منصب مسؤول الاعلام والنشر في الهيئة العربية للمسرح في الشارقة. معه كانت هذه الجولة من الحوار الذي يجرى للمرة الأولى في الصحافة العراقية، وانفردت به جريدة (المواطن) العراقية ، وتوقف عند الابعاد الفكرية والجمالية والإنسانية والوطنية والفنية ،لمسرحيته (سأموت في المنفى) التي انتجت ردود أفعال مهمة شكلاً ومضموناً:

*ما الذي تنطوي عليه المسرحية من فكرة أساسية وكيف تمت معالجتها دراميا ؟
- تنطوي المسرحية على تقديم جوانب من السجل العائلي والشخصي والتي تمثل إنموذجاً لمعاناة الفلسطينيين الذين شردوا وهجروا من بلادهم إلى المنافي إضافة إلى المسارات السياسية التي حاولت طمس الهوية الفلسطينية، وتقع هذه السجلات في الفترة من 1920 وحتى اللحظة التي يتم فيها العرض. وكما تلاحظ أنها سيرة أناس عاديين كما يبدو للوهلة الأولى ، لكنك تكتشف حجم المعاناة والبطولة التي يمثلها هؤلاء العاديون في سجل القضية الفلسطينية، هذه السجلات التي تسردها البيانات السياسية لا الاتفاقات، إنها سجلات الأسئلة الوجودية و المصيرية، والتي اعتادها الإنسان، لذا لم تعد تبدو له بهذا العمق، لكن عندما تراها خلال المسرحية تكتشفها مجددا وتعيد ترتيبها، وتعيد كتابتها على سجلك الشخصي، وتتحسس رأسك وهويتك، ترى مكان موتك وما سيكتب على شاهدة قبرك. إن تحويل السجل الشخصي إلى شأن عام و موضوع لعمل مسرحي، قد أخذ مني وقتاً من الإنضاج يصل إلى سنوات من 2011 إلى 2016، والعمل على الفعل المسرحي و الأداء والإخراج استمر سبعة أشهر، لكي أتطهر من الألم الذي يسببه العمل على السجل الشخصي، ولكي أصبح مصباحاً يضيء سجل المشاهد الشخصي (سواء) كان هذا المشاهد فلسطينياً أم غير فلسطيني، عالي التعليم والثقافة أم بسيطاً عادياً، من أصحاب التجربة الثورية أم من أؤلئك الذين خافوا العمل الثوري والسياسي وتجنبوه. إن المعالجة الدرامية خرجت بالنص من (سردية أدبية) إلى (سردية مسرحية، تتواشج مع الفعل الدرامي) في تقاطع وتواز وتماهٍ وتكامل ضمن انتقالات مدروسة من صيغة المخاطب، إلى صيغة المتكلم، إلى صيغة نائب الفاعل، إلى صيغة الحكواتي الراوي، وهنا استعير من اللغة والقواعد والنحو تسميات لحالات وتحولات البناء الدرامي.

*لو توقفنا عند الاسم (سأموت في المنفى) الذي يحمل ربما اكثر من دلالة لعل أبرزها نبوءة استحالة العودة الى فلسطينك الأرض والجذر والهوية.. 
-عندما أعلنت في مطلع 2016 أنني سأبدأ العمل على مونودراما (سأموت في المنفى – بدل فاقد) وردتني رسائل كثيرة من الأصدقاء و الأهل وهم يعلنون أن العنوان صادم، وفيه من اليأس الذي لا يليق بي، و أنه فأل شؤم على أننا لن نعود لفلسطين، وكان جوابي بشيء من المداعبة الساخرة : حسنا سأغير الإسم إلى سأعيش في المنفى.. وحينها كنت أعلم أن المفارقة تصدمهم أكثر، فالعيش في المنفى أكثر ألماً من الموت في المنفى، وهو ليس تشاؤماً من العودة، بل هي حقيقة لأن مشوار العودة طويل، وطريقها صعب، ولكن هذا لا يعني أن لا (أدق جدران الخزان) كما أراد كنفاني في رجال في الشمس، أنا بهذه الصرخة أتحدث عن الحياة، حياة من ماتوا، حياة من ما زالوا على قيد الأمل بالعودة... لذا فإن المشهد الأخير في العمل هو مشهد جنازتي المفترضة.. وهو مشهد ساخر بامتياز، وأختمه بسؤال صادم مجدداً (عندما أموت.. من الذي يموت فعلاً، غنام بدل الفاقد، وإلا غنام الأصلي؟) بالمناسبة فإنني أفتح المجال أمام المشاهد ليقول حكايته بعد أن أنتهي من العرض، أي أتحول لمشاهد، فيما يصبح المشاهد هو اللاعب المؤدي.. وقد سرد المشاهدون في معظم العرض صفحات من دفاتر كانت مخبأة في صدورهم.
*اذا كان الامر كذلك فما الذي دعاك لجعلها من نوع المونودراما ؟
- إن اختيارات العرض الفنية والتقنية تنبع بداية من تفاعل المخرج مع النص، دعني أؤكد أن غنام المخرج يتعامل بعقلية أخرى منفصلة عن غنام المؤلف (شيزوفرينيا إيجابية) وحيث أن النص الأصلي كان سرد تداعيات، فقد ذهب غنام الكاتب المسرحي لتحويله إلى نص مونودرامي، وحين تناول غنام المخرج النص وبدأ العمل عليه إخراجياً، غير وبدل وقدم وأخر وأزال وأضاف، وبعد تمرين ستة أشهر تقريباً كانت الخطة التي عمل عليها غنام المخرج والتي تتضمن التصور السينوغرافي الذي يحتوي على قطع ديكور وإكسسوار ومؤثرات وموسيقى وخطة إضاءة، كلها تتغير و تتبدل وتسقط كل المتطلبات التقنية والديكورات والاكسسوارات، كلها انتفت فنياً، لأن العمل فرض أن يكون متخففاً من كل ذلك لذلك قلت في وقت سبق ظهور العمل أنه (عرض ببعدين) (2D ) البعد الأول (اللاعب والمتلقي) والبعد الثاني (الحكاية) وهي حكاية الجميع، وأشير إلى الشيء الذي لم يتغير حتى حينه هو أن العرض يقدم في حلقة أو جلوس يحيط باللاعب سواء كان دائرياً أم مضلعاً، حسب الفضاء الذي لن يكون (خشبة مسرح).عند اقتراب العرض من انتهاء تدريباته، صرت أحس في التمارين أن هناك شخصية أخرى (و هي شخصية حقيقية مثل شخصيتي) ألا وهو واحد من أبنائي في المسرح (سليمان زواهرة) هذه الشخصية صارت تتواجد في مخيلتي أثناء التمرين، وهو أحد شركاء بعض الأحداث التي تقوم عليها المسرحية أصلاً، كان يظهر لي دون سواه، فقررت وقد أنهيت تجهيز المونودراما أن أجهز نسخة أخرى هي الدويتو دراما، و قد قطعنا مشواراً فيها، و ستكون جاهزة أيضاً ، حيث يمكن لي أن أقدم أي الصيغتين على حد سواء.

* جمعت بين التأليف والتمثيل والإخراج فلم تكن لك خيارات أخرى ما السر في ذلك؟
- من قال بأنه لم يكن لدي خيارات أخرى؟ دوماً هناك خيارات متاحة، كأن تأتي بممثل ليلعب الدور، أو تتفق مع مخرج ليقوم بالإخراج، لكن أن أختار كوني مؤلفاً ومخرجاً ولاعباً فهو خيار فني تماماً، وبالمناسبة كثيراً ما كنت ممثلاً لنصوصي، وكثيراً ما كنت ممثلاً ومخرجا لأعمالي سواء من تأليفي أو من تأليف غيري، وأذكرها من البداية لطرح نفسي مؤلفاً على مستوى المسرح الاحترافي كنت مؤلفاً وممثلاً في (اللهم اجعله خيرا) مع فريق مكون من سبعة فنانين حيث كان العمل من إخراج جبريل الشيخ لفرقة موال، كما كنت معداً ومخرجاً وممثلاً إلى جانب حوالي 20 فناناً في (الجاروشة) عام 1991، وكذلك معداً ومخرجاً وممثلاً في (من هناك؟) مع ثلاثة من الفنانين عام 1992، ومؤلفاً ومخرجاً وممثلاً إلى جانب أربعة فنانين في عنتر زانه والنمر، ومؤلفاً وممثلاً إلى جانب عشرة فنانين في (الزير سالم) من إخراج محمد الضمور عام 1994، و هكذا أيضاً في البحث عن نوفان وحياة حياة مؤلفاً ومخرجاً وممثلاً، وقد كنت ممثلاً في عائد إلى حيفا (مونودراما) من إخراج يحيى البشتاوي عام 2009، إذن أنا ممثل ورصيدي في التمثيل لا يقل أهمية عن عملي كمؤلف وكاتب. وقد أوردت في إجابة السؤال السابق أن خياراً فنياً آخر وقع لسأموت في المنفى ستكون جاهزة كعرض ثنائي.

* من الملاحظ أيضا أن العمل خلى من عناصر مهمة كالديكور والاضاءة وغيرها باستثناء الكرسي في قصدية مباشرة امتدت الى اقصاء خشبة المسرح التقليدية واقتحام او اشراك الجمهور في اللعبة المسرحية ..
- نعم، هو ما تشير إليه، و لكي اؤسس مرجعيتي لمن لا يعرف تجاربي السابقة، أنا ابن الفرجة المسرحية / الفرجة الشعبية/ الحلقة/ الجلسة من عام 1992، انا ابن (مسرح لكل الناس) البيان الذي أصدرناه عام 1992 على هامش مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وقدمت العروض الخارجة على الخشبة الإيطالية في ما يزيد على عشرة عروض، وقد عرضت بعضها على الخشبة لأثبت أن العرض الفرجوي يمكنه أن يكون على الخشبة بسهولة، ولكن لا يمكن لعرض الخشبة أن يكون في حلقة فرجوياً. من هذه العروض، من هناك؟، عنتر زمانه والنمر، معروف الاسكافي، آخر منامات الوهراني، غزالة المزيون، فصيلة على طريق الموت.. و قد أصدرنا عام 1994 بيان الفرجة، و أنا أعمل على مسرح الجلسة في الشارقة منذ عام تقريباً. لذا فإن الكرسي الذي أشرت إليه كنت قد صممته لأقوم بتفصيله بحيث يؤدي أكثر من مهمة دلالية، لكنني تخليت عن هذا أيضاً و استعضت عنه باي كرسي من كراسي الجمهور، و هكذا أكون قد تخلصت من كل الزوائد، و أصبحت ضمن تطبيق (2 D or not 2 D ) وحين يكون أصل تصميم العرض هو هذا يكون الحضور/ الجمهور/ المتلقي (سمه ما شئت) مكوناً أساسياً في العرض، شريكاً عضوياً.

* العرض قدم داخل وخارج الأراضي الفلسطينية وفي أكثر من بلد عربي هل أجريت تغييرات شكلية ومضمونية ؟ ولماذا ؟
- من حسن حظي أن رحلة هذه العروض بدأت من مدن فلسطين، فقد عرضت ستة عروض في فلسطين بحضور من شرائح وطبقات مختلفة، خاصة من أهلي في المناطق المحتلة منذ 1948، وإن عرضاً كعرض مخيم الدهيشة بحضور عشرات من أمهات الشهداء من المؤكد أنه عرض استثنائي بالنسبة لي، كما عرضت في الدوحة / قطر، وعرضت في الأردن ( العروض من بداية إبريل نيسان وحتى نهاية شهر حزيران يونيو بلغت اثني عشر عرضاً، وسيكون هناك عروض في المغرب في الشهر القادم، وهناك دعوات من مصر وسوريا و العراق وتونس والبحرين، وهناك عشرة عروض مطلوبة في الأردن حتى الآن خلال هذا العام ، وأؤكد أن كل هذه العروض تتم حسب ما تم تصميم المسرحية عليه، دون تغيير في الشكل و المضمون، و لكن لاحظ أن الحضور من الجمهور يمكن أن يغيروا في التفاعل، كما حدث بوجود فنانين كبيرين هما عبد الحليم أبو حلتم و كمال خليل و كذلك عازف عود هو نور الأطرش والذين قدموا ارتجالات داخل العرض، وقد يتدخل شكل المكان في تريب وضع حضور المتلقين، لكنه لا يغير روح العلاقة معهم.إ ن هذا التمسك بمقومات منظومة العرض هو جزء من رسالة العرض الجمالية والفنية والفكرية، وإن أي تغيير يجب أن لا يغيبها بل يجب أن يدخل في منظومة العرض.

* نسبة الى الابعاد الفكرية والفنية والجمالية ما الذي كنت تراهن عليه في خطاب هذا العرض ؟
- لقد وضحت في اجاباتي السابقة جزءًا هاماً من الأمور التي راهنت عليها في هذا العرض، وأضيف إلى أن القيم الجمالية تعتمد على تفعيل خيال المشاهد وتشغيل مخيلته، لذا فإن مناظر المشاهد (التي يتخيلها كل مشاهد بطريقته و حسب مرجعيته المعرفية) تنتج مجموعة لا متناهية من المناظر التي يساهم بها عقل المتلقي، أما من الناحية الفنية فإن رسالة الفرجة مستمرة وقادرة على التفاعل مع المكان و الإنسان، أما الناحية الفكرية فإن التأسيس لإعادة إنتاج الملفات الحياتية للشعب الفلسطيني وقد صار هناك ما يشبه هذه السجلات في حياة شعوب عربية عدة، وتحويلها إلى رايات رأي و منارات طريق لغد أفضل أقرب للحرية و الكرامة هو ما يتحقق في هذه العروض، فعندما تبكي محامية كبيرة أو أديب كبير أو فنان كبير، و عندما تكون هي نفس اللحظة التي تبكي عجوزاً في الثمانين من عمره، وعندما يضحك كل هؤلاء في نفس اللحظة، ومن ثم يغنون نفس الأهزوجة، فإن الهدف متحقق، وعندما يطلب فلسطيني رمته المنافي ليكون إيطالياً ويطلب من منظم الحفل بعد متابعة عرض سابق أن يضع له كرسياً فارغاً يضع عليه إشارة بصفته (مغترب، مهجر، منفي) فإن الجانب الفكري يكون قد تحقق أثره. قال درويش عن الشهداء الذين يصعدون إلى حتفهم باسمين، وعن خوف الأعداء من الأغنيات، وخوف الأعداء من الذكريات.. إنني في هذا العرض أقدم مرافعة تنعش أرواح الناس وتخيف الأعداء.
* كلمة أخيرة..
- علينا أن لا نساهم في زيادة الفقدان والبعد وضياع الهوية، بل علينا أن نقوم بطرد الشوائب عنها، وترسيخها، فمن أنت دون هويتك؟ وهذا لا يعني الهوية السياسية فقط، بل والفنية، وهكذا .. هذه هويتي المسرحية و الفكرية و السياسية، هذا ما يجب أن يكون، لأكون جديراً بكوني فناناً فلسطينياً عربياً.

---------------------------------------------------------
المصدر : جريدة المواطن 

مسرحية روسية بنكهة فلسطينية على مسرح «عشتار» في رام الله

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية روسية بنكهة فلسطينية على مسرح «عشتار» في رام الله

اجتهد طلاب «مسرح عشتار» مساء  (الجمعة) في تقديم نسخة من مسرحية «الحضيض» للكاتب مكسيم غوركي بنكهة فلسطينية مع الحفاظ على الإطار العام لها.
واختار المخرج الفلسطيني الشاب ساجي دميري خريج «المعهد العالي للفن المسرحي» في تونس أن تكون هذه المسرحية التي قدمت آلاف المرات وبعشرات اللغات منذ عرضها الأول عام 1902 عمله الأول في مجال الإخراج.
وقال دميري بعد العرض المسرحي الذي شارك فيه سبعة ممثلين على خشبة «عشتار» في رام الله: «هذه المسرحية ظلت حلماً عندي منذ دراستها في الجامعة، وكان حلمي دائماً أن أخرج هذا العمل المسرحي الذي ساعدني في النضوج فكرياً».
وعمل دميري الذي بدأ خطواته في مجال التمثيل من خلال مسرح «عشتار» مع عدد من الطلاب، ودرسوا المسرحية معاً وأدخلوا عليها بعض المواقف الارتجالية مع الحفاظ على روح المسرحية.
وأضاف دميري: «عملنا أربعة أشهر من خلال طاولة مستديرة على قراءة النص وتحليل الشخصيات والزمان والمكان. اعتمدنا الارتجال في التعبير عن بعض المواقف بناء على فهم الممثل للشخصية».
وتستعرض المسرحية على مدار أربعين دقيقة جزءاً من الصراع بين قوى الخير والشر في حياة صعبة لم يجد أصحابها سوى قبو تحت الأرض للعيش فيه.
ونجح المخرج في أخذ الجمهور منذ البداية إلى أجواء المسرحية من الممر المؤدي إلى خشبة المسرح بعد تحويله مع الخشبة إلى شكل يشبه تماماً القبو الذي تدور فيه أحداث المسرحية، بضم العديد من مخلفات الإطارات وزجاجات الكحول الفارغة وغيرها.
يعرض الممثلون السبعة في العمل المسرحي سبع شخصيات مختلفة تمثل كل منها حالة في المجتمع من اللص إلى المرابي بالإضافة إلى رجل الدين وآخر ثوري، كما يوجد رجل يحلم أنه فنان وكذلك امرأة مريضة زوجة لعامل بسيط.
وقال دميري في تقديمه للعمل المسرحي قبل عرضه: «سبعة أشخاص يعيشون كلهم معاً في غرفة كئيبة مظلمة تحت الأرض... سبعة أشخاص من المنبوذين.. خليط غريب من الطبقات في ذلك الحين ولربما غالبية عظمى في مجتمعنا نحن ولكن لا نعلم عنها».
واستخدم المخرج خليطاً من الموسيقى العربية والأجنبية في خلفية العرض الذي اختتمه بصوت محمود درويش وهو يقرأ مقاطع من قصيدته «الجدارية».
وقال دميري: «الأسباب التي دعتني إلى استخدام خليط من الموسيقى أنني عندما كنت أقرأ المسرحية كنت أراها واقعاً أمامياً لا تنتمي إلى زمان أو مكان محدد، فهي تنتمي إلى جميع الأماكن والأزمنة».
وأضاف: «ربما يرى البعض أن استخدام مقاطع من قصيدة درويش أنها دخيلة على العمل، ولكن كل مقطع تم استخدامه يعكس شخصية ممثل كأنه يتحدث عن هذه الشخصية وعلاقة الشخصيات مع بعضها».
ويبدو أن المسرح الفلسطيني سيكون أمام فرصة انضمام عدد من الوجوه الجديدة إليه التي اختارات التمثيل طريقاً لها.


-----------------------------------------
المصدر : الحياة تجريبي 

رؤية عراقية كونية للعالم

مجلة الفنون المسرحية

رؤية عراقية كونية للعالم

عواد علي 

لالش مشروع مسرحي يسابق فيه الصوت الجسد، تتركز نشاطاته على تأهيل المشاركين وطلبة المسرح من خلال تمرينات تشمل الصوت والإلقاء وحركات الجسد.

أيّهما منبع ومحرك للآخر في المسرح، الجسد أم الصوت؟ ثمة اتجاهات مسرحية تقدم الأداء الجسدي على الأداء الصوتي، وأخرى تساوي بينهما. الأولى أولت اهتمامها بالأداء الجسدي كردة فعل على طغيان الجانب السمعي، وتعلقا بأصول المسرح، وافتتانا بينابيعه الطقسية والأسطورية وخاماته البدائية التي أجهضها أو شوهها المسرح التقليدي واللفظي ومواضعات المنطق والعقل، وغير ذلك.

وقد تبناها مسرحيون مجددون ومتمرّدون وطليعيون ابتداء من أنتونين آرتو، وليس انتهاء بروبرت ويلسون. وصار ضمن اهتمامات الحركات المسرحية ما بعد الدرامية، وما بعد الحداثية التي جعلت من الممارسة المسرحية نقطة انطلاق استفزازية لفهم العلاقة المعقّدة بين المسرح والجسد. أما الثانية فقد وازنت بين التعبير بالصوت والتعبير بالجسد في التمثيل وصياغة العرض المسرحي وهي تشكّل النمط الأكثر انتشارا في مسارح العالم.

هناك مسرحيون، اليوم، يحاولون جعل الصوت منبعا ومحركا ودافعا للجسد، ويعملون على أساس أن الصوت والغناء ليسا للسمع فقط، بل للرؤية أيضا، بوصفهما حدثا دراميا، يضفيان على المسرح تقنيات وأساليب تشغيل عديدة. من هؤلاء المسرحيين شامال عمر وزوجته نيكار حسيب قره داغي، وهما نمساويان من أصل كردي عراقي أسسا في فيينا عام 1998 مختبر مسرح “لالش”، الذي يشير اسمه إلى معبد للديانة الإيزيدية في شمال العراق، ويعني الحياة المنوّرة.

وجاء هذا المختبر في أعقاب فرقة المسرح التجريبي التي أنشآها عام 1992 وقدّما من خلالها عروضا عديدة في المدن النمساوية، وفي ألمانيا وهولندا والدنمارك وسويسرا وبريطانيا. وتمكنا بعد عامين من تحويل المختبر إلى مركز للبحث المسرحي، ولثقافة الكفاءة المسرحية، في مسعى لترسيخ مفهوم “معرفة الصوت” عبر المحتفل، المراقب المشارك، بدلا من المفاهيم السائدة حول الممثل والمخرج والعرض المسرحي.

هناك مسرحيون، اليوم، يحاولون جعل الصوت منبعا ومحركا ودافعا للجسد، ويعملون على أساس أن الصوت والغناء ليسا للسمع فقط، بل للرؤية أيضا، بوصفهما حدثا دراميا، يضفيان على المسرح تقنيات وأساليب تشغيل عديدة

مسرح احتفالي

يعمل في مركز “لالش” فنانون ينتمون إلى ثقافات ومجتمعات متعددة كالكرد والعرب والألمان والنمساويين والفرنسيين وغيرهم، وعرض تجاربه المسرحية في عدد من مسارح العالم، مثل مسرح “دوم بيير” الفرنسي، و”غوت هارد” السويسري، وبرلين الألماني، و”إكوهاما” الياباني. أما في النمسا فإن نشاطاته تتركز في مجال تفاعل الحضارات (التواصل الثقافي)، وتأهيل المشاركين وطلبة المسرح من خلال تمرينات تشمل الصوت والإلقاء وحركات الجسد.

تقول نيكار، في حوار أجرته معها “العرب” حول أهمية الصوت في المسرح “إن الأصوات والأغاني هي التي تخلق حركاتنا من دون أن يعني ذلك أن حركاتنا تفسر أغانينا، لذلك فكل أغنية وكل حدث صوتي يحملان في داخلهما إشارة دقيقة إلى نقطة متحركة في الجسد، أي أن الجسد يتعامل مباشرة مع حياة الأصوات، ويصبح عملها عضويا بدلا من أن يكون تكنيكا بحتا. إن الحدث الصوتي لا يعني أن يصبح الجسد جزءا من الصوت، أو يصبح الصوت جزءا من الجسد، بل يشكلان وحدة واحدة لأنّ الوحدة هي المصدر الأصلي للتعبير، ومنبعا للإنسان المحتفل، وعليه فهما لا يمثلان، بل يحتفلان”.


ينبوع الصوت

يقول شامال “إن الحركة ليست وحدها هي الحامل الوحيد لتاريخ الشخص، أو أنها هي المعبّر الوحيد للفعل الإنساني كما يراها مسرح اليوم كدافع للعمل الجسدي. أما الصوت فلا يُقصد به ما جرت عليه الاستخدامات التقنية المختلفة في المسرح الحواري والأوبرا والمسرح الغنائي الموسيقي، ولا حتى التجارب المسرحية الجديدة التي يُستخدم فيها الصوت عبر المكبرات الصوتية والتقنيات الجديدة الأخرى”.

ويضيف شامال قائلا “الصوت والغناء في مفهومنا ليست غايتهما تعميق الفعل الدرامي ولا يميلان إلى المونتاج المشهدي أو ينحوان نحو التغريب المسرحي، أنا أتحدث عن الصوت كأنني أتحدث عن كائن حي. نعم هو كائن حي، هو أنا، هو نحن. من هنا ندخل في مغامرة صوتية، ونسميها الصوت ينبوعا ودافعا ومحركا للجسد، ينبوعا للحدث الفيزيقي يخلق الإيقاع والحدث”.


مسرح الصوت والجسد والضوء

ثلاث تجارب

في عام 2004 نقل شامال ونيكار أول تجربة مسرحية لهما، وهي “أرض الرماد والأغاني”، إلى العالم العربي من خلال مشاركتهما في الدورة السادسة عشرة لمهرجان القاهرة التجريبي، وكانت التجربة تطبيقا للمنهج الذي تبنياه واتسمت بكونها تجربة مختبرية (أدتها ممثلتان، إحداهما نمساوية والأخرى سنغافورية من أصل صيني) تقوم على بنية صوتية مطلقة، تشكلت أنساقها من نغمات مختلفة تحكمها مرجعيات اجتماعية وإثنولوجية متعددة، من دون أن تربطها “نصية” مسبقة وواضحة، بحيث اختلط فيها الارتجال آنيا مع الإرسالية المقصودة لتتابع الغناء حينا وللنغمات ومساراتها اللحنية حينا آخر.

وفي الدورة التالية للمهرجان (عام 2005) شاركا أيضا بتجربة ثانية عنوانها “بدایة الحدیث”، من أدائهما إلى جانب ممثلة نمساویة، كان فیها من الحساسیة الجمالیة وروح الشعر والغنائیة العالیة ما یجعلها تحظی بتلقٍّ رصین، فهي تجربة تذکّر ببساط بیتر بروك، وخشبة دانتشنکو، حیث تجري الواقعة الفنیة بحضور طرف یشاهد الفعل الفني، قطعة قماش بیضاء ناصعة وبضع أدوات تستدرج من الروح هذا النثیث السمعي الذی ینبثّ فی أقاصي الذاکرة الصوتیة لجماعة بشریة انطفأ کونها منذ أمد بعید، لكن ومیض جرسها بقي عنیدا علی الفناء لیعید إنتاج کینونته مع کل دورة حضاریة.

وكانت التجربة الأخيرة لشامال ونيكار في هذا المهرجان عام 2008 هي مسرحية “بلا ظل”، التي قدماها أيضا في مهرجانات دولية للمسرح في النمسا، اليابان، أوکرانيا، کوسوفو، اليونان، بلغاريا، البوسنة، بولندا، ومقدونيا، وقد أتيحت لي فرصة مشاهدتها في عمّان ضمن عروض مهرجان المسرح الأردني السابع عشر عام 2010.

تقوم هذه التجربة علی بنية صوتية مطلقة تتشكل من لغة مبتكرة تقع خارج نسق العلامات اللسانية المألوفة، التي تشير إلى مدلولات ثقافية محددة، وقد جاءت التجربة نتيجة بحوث عملية مختبرية معقدة بهدف الوصول إلی ينابيع إنسانية شتى، واستثمار وحدات وإيقاعات صوتية نادرة، بل معرضة للانقراض من مختلف الثقافات البشرية وصهرها في صيغة جديدة عبر أنساق صوتية قابلة لتأويلات عديدة.

ومنذ ذلك التاريخ واصل مسرح لالش تقديم تجاربه المبهرة، مثل “حديقة الأحلام” في النمسا، إيطاليا، ألمانيا، والمغرب عام 2014، “باب الرمل” في السويد وألمانيا عام 2015، و”صوتي هو ذاكرتي” في النمسا عام 2016.


---------------------------------------------
جريدة العرب 

وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج يستقبل أعضاء المكتب التنفيدي للفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة

مجلة الفنون المسرحية

وزير الثقافة والاتصال محمد الاعرج يستقبل أعضاء المكتب التنفيدي للفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة


استقبل السيد وزير الثقافة والاتصال أعضاء المكتب التنفيدي “للفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة”  بمقر الوزارة يوم الجمعة 16 يونيو 2017 على الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال، وذلك لطرح العديد من القضايا المرتبطة بملف الدعم المسرحي بالإضافة إلى إثارة قضايا عديدة وثيقة الصلة بالموضوع من شأنها أن تقوي الجسم المسرحي وتدعم الحركة المسرحية  – كما جاء في نسخة بيان “الفدرالية” التي توصلت بها الفوانيس المسرحية –  وكذا العمل على ترسخ بنيات الحركة المسرحية عبر استكمال قوانين تحميها وتضمن استمراريتها‫.

‬وفيما يلي نص البيان :

استجابة لطلب اللقاء الذي بادر به المكتب التنفيدي للفدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة، استقبل السيد وزير الثقافة والاتصال هذا الأخير بمقر الوزارة يوم الجمعة 16 يونيو 2017 على الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال حيث دام اللقاء زهاء الساعتين، تخللته نقاشات وحوار جدي حول قضايا الدعم المسرحي وإستراتيجية الوزارة في تدبير هذا الملف بالإضافة إلى إثارة قضايا عديدة وثيقة الصلة بالموضوع من شأنها أن تقوي الجسم المسرحي وتدعم الحركة المسرحية وترسخ بنياتها عبر استكمال قوانين تحميها وتضمن استمراريتها‫.

والمكتب التنفيذي‫، إذ يشيد‬ بروح التواصل لدى السيد الوزير الذي عبر عن استعداده لانخراط في مقاربة تشاركية مع مهنيي القطاع والتفاعل مع كل الآراء والاقتراحات، فإنه يساند، اعتمادا على توصيات المجلس الوطني‫،‬ كل توجه يتأسس على رؤية واضحة في تدبير شؤون المسرح المغربي ودعمه وتأطيره بما يضمن تحسينه وتطوره من أجل ثقافة فنية تخدم الإنسان والوطن‫.
وانسجاما مع مبادئنا هذه، فقد أوضحت الفيدرالية للسيد الوزير تصورها ومقترحاتها لطرق العمل التي تعتبر أنها الكفيلة بتحقيق الأهداف المنشودة وإعادة الثقة للفرق المسرحية المحترفة وتمكينها من الأدوات والوسائل باعتبارها شريكا وفاعلا في بلورة التوجهات الجديدة للوزارة في القطاع المسرحي.في هذا السياق، أكد المكتب، بشكل أساسي‫،‬ أن هناك تدابير لا بد من القيام بها بشكل استعجالي وعلى رأسها الإسراع في وفاء الوزارة بالتزاماتها تجاه الفرق المسرحية التي استفادت من الدعم في شطره الأول  سواء تعلق الامر بدعم إنتاج الأعمال المسرحية أو توطين الفرق المسرحية أو الإقامات الفنية وورشات التكوين أو المشاركة في المهرجانات والتظاهرات المسرحية وكذلك مسرح وفنون الشارع إضافة لأداء مستحقات الفرق المسرحية التي قدمت عروضها بمناسبة اليوم العالمي والوطني للمسرح باقتراح من وزارة الثقافة.‫‬‪

وناقش بعد ذلك أعضاء المكتب مع السيد الوزير أمورا تتعلق بملف تدبير الشأن المسرحي بجوانبه القانونية والمهنية والتنظيمية وإمكانية إنجاح الموسم المسرحي ضمن تصور استراتيجي يعتمد بناء بنيات قوية ضمن تصور تشاركي بين الوزارة والعاملين في المجال المسرحي‫.‬
وقد أكد السيد الوزير استعداده لهذا البعد التشاركي والعمل على تقوية الدعم المسرحي عبر صيانة المكتسبات وأيضا عبر تقويم مساره والبحث عن سبل جديدة لتطويره في إطار استراتيجي يضمن له انسيابيته وتقدمه.

وفي النهاية، وعد السيد الوزير بتصفية ملف مستحقات الفرق المتعاقدة بسرعة خلال الأيام القليلة القادمة ، كما اقترح تنظيم لقاءات مقبلة بشأن التداول في المنحى الذي سيأخذه الشطر الثاني من برنامج الدعم المسرحي وذلك باقتراح وقفة تأمل خدمة لإنضاج تصور يضمن للموسم المسرحي فعالية وتميزا في المسار‫.

وفي الأخير اتفق الطرفان مبدئيا ، حفاظا على المكتسبات وتطويرها، على تنظيم أيام دراسية بمثابة محطة تقويمية لتصحيح الأعطاب وتعزيز الجوانب القوية في الدعم  في أفق  تنظيم مناظرة وطنية تعزز سبل تقوية المشهد المسرحي الوطني.

عن المكتب التنفيذي

إعلان الفائزين بجائزة يوسف عيدابي للبحث المسرحي الأربعاء

مجلة الفنون المسرحية

إعلان الفائزين بجائزة يوسف عيدابي للبحث المسرحي الأربعاء

تُعلَن يوم الأربعاء المقبل في الخرطوم نتيجة الدورة الأولى من جائزة «الدكتور يوسف عيدابي للبحث المسرحي» التي تنظمها مجموعة من المسرحيين السودانيين المقيمين في الشارقة، بالتعاون مع «منبر تجارب» في المسرح القومي السوداني.
وتأسَّست الجائزة، باعتبارها جائزة مستقلة للبحث العلمي، لتكون بمثابة برنامجٍ مسرحيٍّ سنويٍّ ينتقي ويَعْرِض ويناقش وينشر ويوثق الأبحاث والدراسات الجديدة المتعلِّقة بالمشهد المسرحيِّ السودانيِّ وفقَ المعايير العلميَّة الدقيقة والرصينة. و تأتي نتيجة لندوة مسرحية دورية ظلت تنظمها المجموعة المؤسسة لها منذ عامين في المسرح القومي في أم درمان.
وارتأت مجموعة المسرحيين المؤسِّسة لهذه المسابقة، أن تطلق عليها اسم «جائزة الدكتور يوسف عيدابي للبحث المسرحي»، تعبيراً عن امتنانها وتقديرها لجهود المسرحي القدير، الدكتور يوسف عيدابي، التي أثرت حركة المسرح، محليَّاً وعربيَّاً.

تسعى الجائزة إلى تحقيق ثلاثة أهداف، خلال السنوات المقبلة، وهي: تفعيل حركة البحث في الوسط المسرحي السوداني، وتسليط الضوء على الجهود البحثيَّة المتميزة والاحتفاء بأصحابها، وتأسيس مكتبة للدراسات والأبحاث تضيء على مسارات ومحطّات وقضايا المسرح السوداني.

وفي هذا الصدد قال الدكتور يوسف عيدابي: «إن الحركة المسرحية السودانية تكاد تكون إلى حد كبير غير معروفة بالنسبة للوطن العربي على الرغم من قدمها، إضافة إلى ضعف وصولها إلى المجتمع السوداني نفسه، فلا توثيق لهذا المسرح وإبداعاته، ولابحوث ودراسات متعمقة في تجاربه، على الرغم من وجود عدد كبير من الكتّاب والمسرحيين ومن الأشكال التنظيمية غير الحكومية، وهذا لا يتوقف على المسرح بل يمتد إلى الشأن الثقافي السوداني عامة، لذا ارتأينا أن نؤسس لجائزة تسعى لتوفير أبحاث ودراسات مسرحية سودانية تعيد صلات الحركة مع الجمهور».

وأضاف: «تأتي هذه الجائزة على شكل مبادرة مثل المسرح الفقير، من دون دعم جهات حكومية، وتسعى لتغطية وسد فراغ في المكتبة المسرحية السودانية».
وأشار الفنان المسرحي الرشيد أحمد عيسى، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إلى أن حركة البحث المسرحي عرفت تطورات عديدة خلال السنوات القليلة الماضية وخصوصاً بين خريجي كليات الدراسات العليا في جامعتي السودان والخرطوم، لذا فإن الجائزة تطمح إلى أن تكون منصة أو فضاءً لكل أولئك الباحثين، تشاركهم أشغالهم وأسئلتهم وتختبر أفكارهم وتطلعاتهم.

وأعرب عيسى عن أمله في أن يسهم برنامج الجائزة في الكشف عن المزيد من الأقلام البحثية الجديدة، وأن يضيء على القضايا والموضوعات الحيوية في المجال المسرحي السوداني الذي يعاني من العديد من الإشكاليات خصوصاً في جوانب التوثيق والنشر والنقد.
وأضاف أن اللجنة المنظمة ستبذل كل جهدها حتى تضمن للأبحاث الفائزة النشر والتوزيع والأصداء الإعلامية، محلياً وعربياً؛ ودعا روابط وأندية وجمعيات المسرح في الخرطوم وبقية المدن وفي المهجر، إلى المشاركة في المسابقة التي تعدّ الأولى من نوعها محلياً، لتغطية النقص الواضح في مكتبة البحث المسرحي السوداني.
الجائزة مفتوحة لمساهمات وحوافز الخيرين والمهتمين بتطوير الحركة المسرحيَّة السودانيَّة، داخل وخارج السودان شريطة ألاّ يؤثر ذلك على قيم الجائزة من حيث الاستقلالية والشفافية والنزاهة.

ولا تحدِّد الجائزة موضوعاً معيناً، أو ثيمة ما للتنافس أو التسابق، ولكنها تشترط أن يكون البحث متعلقاً بموضوع أو قضيَّة أو إشكاليَّة تخص الحركة المسرحيَّة السودانيَّة، في ماضيها وراهنها، توثيقاً وتحقيقاً ودرساً وفق المناهج العلمية وأساليب البحث المعتمدة.
وتُخصِّص أمانة الجائزة لجنةً مُحكَّمة للفرز بين الأبحاث استناداً إلى أسس المعايير العلميَّة في الكتابة البحثيَّة، وترجِّح بينها على أُسس مثل: الجدة والابتكاريَّة والأهميَّة، ويضم مجلس أمناء الجائزة في الدورات الثلاث الأولى، إلى جانب الرشيد أحمد عيسى، المخرج حاتم محمد علي وهو الأمين العام، إضافة إلى الدكتور شمس الدين يونس، والناقد السر السيد، والباحثة سلوى عثمان.

الخليجية

السبت، 17 يونيو 2017

‘‘المسرح الشرطي- سر اللعبة المسرحية‘‘ كتاب جديد لمؤيد حمزة

مجلة الفنون المسرحية

"المسرح الشرطي- سر اللعبة المسرحية" كتاب جديد لمؤيد حمزة

سوسن مكحل

  يتناول كتاب "المسرح الشرطي- سر اللعبة المسرحية " وفق الدكتور مؤيد حمزة، نشأة المسرح الشرطي، ودور علم الفيسيولوجيا في الإيحاء لمايرهولد بالشرطية المسرحية في وقت كان يبحث فيه عن منهج مسرحي يسعى لتوظيف خيال المتفرج فيما أسماه "لعبة مسرحية" لا تقتصر على الممثل الذي يلعب دوره فحسب، بل ويشترك بها المتفرج بتفعيل خياله. 
ويضيف حمزة، إن مفهوم "الدراماتورجيا" كثيرا ما كان يتناوله مايرهولد في تجاربه مع ستانسلافسكي في مسرح الفن وفي الاستديو، وأثر ذلك على بلورة مفهوم المسرح الشرطي إلى تطبيقات فكرة المسرح الشرطي في التأليف والبنية المشهدية والتمثيل.كما ويتناول الكتاب، كما يشير حمزة، الى مقارنات جديدة بين مايرهولد وبريشت مستعرضاً حلقات الوصل بين الرائدين المسرحيين، لينتقل إلى استعراض البيوميكانيك عند مايرهولد، وفن الغروتسك ودوره في المسرح الشرطي ومنهج مايرهولد.
ويقوم هذا الكتاب بتتبع مسار المسرح الشرطي في تجارب مايرهولد، وأبرز المسرحيين الذين أسهموا أو تأثروا به، كما ويقدم مجموعة من الدراسات العلمية في مجالات متنوعة للبحث عن آراء مايرهولد حول المسرح الشرطي واختبارها، وبالتالي السعي لاستكشاف ما أسماه مايرهولد "سر اللعبة المسرحية".
الكتاب يقع في 215 صفحة، صمم الغلاف الفنان بسام حمدان، وصدر عن مختبر دراماتورجيا 21، وهو مختبر مختص بفنون المسرح، يسعى لنشر الثقافة المسرحية واختبارها، وبيان خصوصيتها في مختلف المجتمعات الإنسانية، بهدف إزالة سوء الفهم وتعزيز احترام الآخر والمختلف كطريق لإنشاء حالات من التواصل، بدون أي هدف ربحي من وراء منشوراته أو نشاطاته. وتقرر أن يعلن عن انطلاق المختبر بشكل عملي من خلال إطلاق الكتاب الأول لمؤسسه ومؤلف الكتاب. 
المؤلف مؤيد حمزة دكتور في الفنون المسرحية من الأردن، يعتبر هذا الكتاب الأول الذي يؤلفه ويقدمه للمهتمين بعد خبرات تجاوزت الـ15 عاما من الحياة الأكاديمية في مجال تدريس الفنون المسرحية (التمثيل والإخراج).
وحصل على الدكتوراه في الفنون المسرحية من الجامعة الوطنية للفنون في مولدافيا العام 2001، وقد أهدى كتابه الحالي إلى أستاذه المشرف على مرحلة الدكتوراه أبوستل فنيامين (فنان الشعب) المخرج والممثل والبروفيسور الجامعي.

---------------------------------------------------
المصدر : جريدة الغد 

«مسرح الريف» يفتتح باب المشاركة في النسخة التاسعة من مهرجانه المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

«مسرح الريف» يفتتح باب المشاركة في النسخة التاسعة من مهرجانه المسرحي 
مخصصًا للأعمال الكوميدية وفاسحًا المجال للمشاركات المحلية والعربية


أعلن «مسرح الريف» البحريني، عن فتح باب المشاركة في النسخة التاسعة من «مهرجان الريف المسرحي للأعمال الكوميدية»، الذي من المزمع إقامته خلال شهر (أغسطس) القادم، على خشبة «الصالة الثقافية»، حيث اختيرت ثيمة الكوميديا، من قبل القائمين على تنظيم هذا المهرجان، بهدف إيجاد حالة فنية متنوعة وجماهيرية، إلى جانب تقديم لون مسرحي متجدد من حيث المضمون، والمحتوى، في هذا الإطار.
وبينت اللجنة المشرفة في بيانها، بأن المهرجان، يفتتح أبوابه لمختلف المشاركات المحلية والعربية، إذ يأمل المنظمون، وأعضاء مجلس إدارة «مسرح الريف»، أن يقدموا تجربة جديدة ومغايرة هذا العام، عبر اختيارهم للمسرح الكوميدي، الضارب في جذوره التاريخية، وصولاً إلى العصور الإغريقية، حيث أولى ملامح مسرح الملهاة، في أعياد الإله (ديونيسوس)، ليستمر على مدى الأجيال والحضارات، بأنواعه المختيلة، كالدراما الهجائية الكوميدية، والهزل، والمحاكاة الساخرة، والمحاكاة التهكمية، والكوميديا السوداء، أو غير ذلك من أنماط وأساليب، ستقدمها الفرق المختلفة، على خشبة المسرح.
كما عمل منظمو المهرجان، بالتعاون مع «هيئة البحرين للثقافة والآثار»، على أن يوفر المهرجان الأجواء الجيدة للدعم والمساندة، التي تحتاجها كافة الفرق التي ستتقدم للمشاركة، وذلك في سبيل النهوض بالمسرح البحريني بصورة عامة، وتقديمه كإنموذج مشرف للبلاد، إلى جانب إنجاح المهرجان، وإبرازه كمحطة بارزة في تاريخ المملكة المسرحي، والذي من شأنه أن يعكس حالة النجاح، والمستوى المتقدم الذي وصل إليه المسرح الكوميدي في مملكة البحرين، بوصفه، مسرحًا له اعتباراته وأهميته.
وجاء في بيان «الريف» بأن «مجلس إدارة مسرح الريف، قطع شوطًا كبيرًا في الإعداد لهذا المهرجان»، إذ أجازت إدارة المطبوعات والنشر، بوزارة الإعلام، عددًا من النصوص المشاركة، التي تقدمت بها بعض الفرق، مبدية استعدادها للتعاون في هذا المجال، كما أكد البيان، على الدور الذي لعبته (هيئة الثقافة والآثار)، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لما أولته من اهتمام بالغ، وتعاون مع مسرح الريف، في سبيل إنجاح النسخة التاسعة من المهرجان.
هذا، وقد أنجز «مسرح الريف» خلال مشواره الطويل، العديد من الفعاليات والمشاركات، على المستوى المحلي والعربي، وقد «أثرى الفن المسرحي في البحرين، بفعالية مشاركته وفنونه، كونه أحد المسارح المتكرسة والمعروفة بدعمها للشباب وتقديمها للعروض المسرحية المميزة»، كما صرح المدير السابق لإدارة الثقافة والفنون، عبد القادر عقيل، في افتتاح احدى نسخ المهرجان.
ويسعى المهرجان من خلال اشتغاله المسرحي، إلى إبراز الوجوه الشابة، وإيجاد المساحة لتستعرض مواهبها المسرحية، ما يتيح لها الممارسة المحترفة، إلى جانب تغذية الساحة المسرحية في المملكة، بالفنانين المسرحيين، الذين يتخذون طريقهم نحو مزيد من الاشتغال، وبالتالي تمثيل المملكة، في المهرجانات المختلفة التي يشاركون بها.
يذكر أن «مسرح الريف» يعد واحدًا من المسارح الحديثة في المملكة، حيث تأسس عام (2005)، وقدم خلال مساره، العديد من الأعمال المسرحية، منها مسرحية «غضب الدار»، للكاتب المسرحي مهدي سلمان، وإخراج محمد الحجيري، ومسرحية «المطحون»، للكاتب المسرحي حسن بوحسن، وإخراج طاهر محسن، ومسرحية «فله المسحورة»، قصة علي سلمان، وإخراج طاهر محسن كذلك، وقد حصد في العام (2009 - 2010)، جائزة التميز الممنوحة من (هيئة البحرين للثقافة والآثار)، عن مسرحية «المجهول» التي شارك بها في النسخة السادسة من «مهرجان أوال المسرحي»، وقد استطاع اعضاؤه الفوز بالعديد من الجوائز المسرحية.
---------------------------------------------

المصدر: الأيام 



الجمعة، 16 يونيو 2017

العرض المسرحي "من سيرة المدعو حمد" أنين الثكالى وبوح المقهورين

الخميس، 15 يونيو 2017

«نوستالجيا» جديد فرقة سورية للمسرح الراقص

مجلة الفنون المسرحية

«نوستالجيا» جديد فرقة سورية للمسرح الراقص 

إدريس مراد


يركز العمل في لوحاته على المعاناة الإنسانية التي يسببها الإرهاب ويحاكي الروح الخالصة في كل انسان سوري يعاني جراء الحرب الإرهابية على وطنه ودفاعه عن مبادئه وأرضه من خلال لوحات راقصة بأسلوب معاصر.

يذكر أن ” نوستالجيا” هو العمل الثامن لفرقة ” سورية للمسرح الراقص” منذ تأسيسها في العام 2011 وحتى اليوم بعد أعمال ” درب المجد ” سورية ..قصة حب ” إنسان” وغيرها.

والفنان نورس برو مؤسس ومدير فرقة ” سورية للمسرح الراقص” مجاز من كلية ” كارابينكو” لفنون الأداء في كييف واتبع العديد من الدورات وورشات العمل في مجال الرقص الكلاسيكي والمعاصر درس في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق ومن مؤسسي معهد ” تياترو” لفنون الأداء الذي يدرس فيه مادة التكنيك والليونة المسرحية.


واقترب العرض المسرحي الراقص الذي قدمته فرقة سورية للمسرح الراقص بتاريخ 19 أيار 2017 على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق، من المسرح التعبيري أكثر، حيث اعتمد الفنان نورس برّو كمؤلف ومخرج وكريوغراف للعمل على المضمون وعلى رسالة العمل ليقدم همّ المواطن السوري وتضحيات جيشه وصمودهم في هذه الحرب اللعينة التي يتعرض لها البلاد، حيث أضاء على المونولوجات الداخلية للإنسان المشبع من الحرب، والمنهك منها، والباحث عن الأمل والبناء والأعمار لمستقبل آمن لأبنائه، واستطاع برّو في عرضه هذا أن يدخل إلى تفاصيل الأشياء وفلسفتها ليكون الإنسان هو المحور، والفضاء المسرحي هو ميدان التلقائية وعالم خياله والرقعة التي يلتقي فيها بنفسه ويعبر فيها عن قدراته وإمكانياته الفكرية وتالياً يصنع عملاً متكاملاً من حيث انسجام اللوحات الراقصة وتسلسلها لينسج قصة متكاملة يعبر فيها عن منولوجات الإنسان المتضرر من الحرب، روحياً وجسدياً مستفيداً من أداء البارع للطفلة راشيل الفزّاع التي لا تتعدى الخامسة من عمرها، وإمكانياتها، كأنها فنانة مخضرمة، عموماً أستطيع القول بأن هذه التجربة ذكرتني بالتجارب التي قدمها الفنان الراحل لوند هاجو من الناحية الفكرية والنصوص التي تهتم بالإنسان وليس سواه.

و قال الفنان نورس برّو: «العمل يدخل في صلب المعاناة الإنسانية التي سببها الإرهاب ويحاكي الروح الخالصة في كل انسان سوري يتعايش ويتماشى مع ما يتعرض له من إرهاب مهما كان توجهه الإنساني أو الديني أو المجتمعي، مدافعا عن مبادئه وأرضه من خلال لوحات راقصة تتناول أطياف مختلفة من المجتمع المدني السوري في 50 دقيقة من الزمن».
وأضاف: «"نوستالجيا" يعبّر عن الرغبة الشديدة بالعودة إلى الرحم السوري، إلى الرحم المجتمعي المتعايش فيما بينه، إلى رحم الأمان والاستقرار وعدم الخوف من المجهول القادم والواثق جدا بقدرة من يدافعون عنه على الجبهات».

وقال أيضاً: «يأتي العمل بعد مسيرة من الأعمال الفنية الراقصة للفرقة التي لم تخرج يوماً عن إطار الهاجس اليومي للمواطن السوري في شقوقه المجتمعية والمعيشية والفكرية، لتكمل مسيرتها في التعبير عنه، ولتكون مرآته على المسرح فيما يرى وبأسلوب فنّي راقص».

من عرض نوستالجيا لفرقة سورية للمسرح الراقص
وأنهى حديثه قائلاً: «العمل يعتمد أسلوب الرقص الحديث والمعاصر، ويقدم من خلال لغة جسده وجبة روحية للمتلقي, وصلة وصل ما بين عقله الباطن والحاضر، بالاعتماد على مدارس عالمية في الرقص المعاصر وما توصلت إليه في هذا الفن، كمدارس مارتا غراهام ونينا باوش وغيرهم».
شارك في هذا العمل كل من الفنانين: غيث حمشو، رباب المهدي، أحمد مصطفى، رنيم الحكيم، ياسين محمد، ميلانا غانم، ميلاد غانم، ضحى عمر، مؤيد هاشم، إيلاف المنّاع، تالا محمد، والطفلة راشيل الفزّاع.



الأوكراني ترويتسكي يقحم المتفرج في تجربة مخيفة في 'بيت الكلاب'

مجلة الفنون المسرحية

الأوكراني ترويتسكي يقحم المتفرج في تجربة مخيفة في 'بيت الكلاب'

بوبكر العيادي

كيف يقارب الفن المسرحي واقعا مأزوما، يُسحق فيه الإنسان، ويُعامل معاملة تَسلب إنسانيته وتُرديه إلى درك وضيع؟ وكيف ينقل أحاسيس الفرد المضطهد في بلاده بأيدي بني قومه للمتفرج، ويحمله على مشاطرته معاناته؟ وأيّ شكل درامي يتخير؟ تلك رهانات مسرحية تجريبية مرعبة حاول المخرج الأوكراني فلاد ترويتسكي خوضها في “بيت الكلاب” التي عرضت مؤخرا في مسرح بلفور بباريس.
مسرحية “بيت الكلاب” من تأليف الشاعر والمسرحي كليم، الذي اعتاد التعامل مع فرقة “داخ” بكييف، وقد كتبها على مرحلتين: الأولى قبل اعتصام “ميدان” الذي قتل خلاله نحو مئة مواطن أوكراني، والثانية بعد فرار الرئيس المخلوع فكتور يانوكوفيتش.

وفيها يزاوج بين أسطورة أوديب ومعتقلات “الغولاغ” الرهيبة، لتصوير الحال التي يتردّى إليها الإنسان في الأنظمة الشمولية. هي رحلة في أشدّ عوالم المعتقلات الجماعية رعبا، جحيم يخضع فيه الإنسان للعنف ويتشبث بالبقاء والخوف يعتصر أمعاءه، موزعا بين أمل الانعتاق والخوف من موت بطيء.

وقد حرص المخرج الأوكراني فلاد ترويتسكي على المزج بين الأداء الركحي والكوريغرافيا والموسيقى، ليجسد تجربة جمالية، تقوم على عناصر اصطناعية، وهو أسلوب متجذر في الثقافة الأوكرانية.

يبدأ العرض بصعود المتفرجين مدارج حديدية ليتحلقوا في فضاء معتّم حول قفص من حديد، ينظرون من فوق إلى الممثلين وقد حشروا كالسباع في الميثولوجيا الرومانية، أو المعذبين في جحيم دانتي.

هذه الوضعية الفوقية تربك المتفرج، لأنها تقحمه رغما عنه في هيئة من يتلصص على غيره دون علمه، أو يتنصت عليه، وتثير في نفسه ضيقا غريبا، فما يتوصل لرؤيته ليس أكثر من اكتظاظ أجساد منهكة لرجال ونساء يتحركون بصعوبة وظهورهم محنية، وسط همهمة وأنين يقطعهما بين الحين والآخر زعيق صوت آمر لسجان يلوّح بمقمعة.

تكمن قوة المسرحية في إشراك المتفرج عبر الإعداد الركحي العنيف في عملية تأمل لا مفر منها لكل نفس تائقة إلى الحرية
مشهد يلهب مخيلة المتفرج ليتصور ما يجري في ما يحيل عليه ذلك الفضاء المغلق، ذي المساحة المحدودة، من عذاب وآلام لفئة ضعيفة خاضعة لإرادة القوي في الأنظمة التوتاليتارية.

أحيانا ينتأ إنشاد جماعي لأغان تقليدية تذكر بالجذور والأصول، وسط نشيدين سمجين يشيران إلى ثورة الأوكرانيين المجهضة، قبل أن يقبل المساجين على تحويل أرغفة تلقى إليهم لسدّ الرمق إلى ورود يفترشونها وينامون، كإشارة إلى ضحايا “ميدان”.

ويودّ المتفرج لحظتها لو يكتفي بهذا القدر. ولكنه يفاجأ بأن ثمة جزءا ثانيا يطالب فيه بتغيير موضعه الفوقي، الذي سوف يشغله الممثلون، إلى موضع تحتي، داخل القفص، ليعيش بدوره ما عاشه المساجين الذين سبقوه، في عملية تبادل أدوار مرعبة.

ويغص القفص المغلق بمتفرجين محنيي الهامة هم أيضا، يتحركون بصعوبة، ويسمعون في الظلمة أصواتا تأتيهم من فوق، وعويل نسوة، وأناشيد دينية لقساوسة يتبدّون في ومضات ضوء خاطفة وهم يرفعون ابتهالات لرب ما عاد يسمع ضراعة المتضرّعين. وكأن قدر المسحوقين عذاب وأنين قبل أن يموتوا ميتة الكلاب.

أحيانا ينتأ إنشاد جماعي لأغان تقليدية تذكر بالجذور والأصول، وسط نشيدين سمجين يشيران إلى ثورة الأوكرانيين المجهضة
في ذلك القفص الشبيه بالحفرة أو القبر الجماعي، ينتاب المتفرجين، وهم يسمعون البكاء والعويل، ويستشعرون مدى الألم الذي تبثه تلك الأناشيد الدينية الحزينة، نوع من التضامن مع مسلوبي الإرادة، ويدركون معنى أن يكون الإنسان حرا، وأن حريتهم التي ينعمون بها لا تصمد أمام القضبان التي يصطدمون بها، إذا ما ابتلوا بحكم جائر.

فيغوصون هم أيضا، رغما عنهم، في عالم المعتقلات، ليعيشوا من الداخل ما يسلط فيه من عنف، حيث لا يفتأ الكابو، حارس مساجين الأشغال الشاقة، يطرق القضبان بمقمعة من حديد وهو يزعق لترهيبهم وحملهم على طاعته والخضوع لأوامره، كأن يأكلوا في جفان وسخة وهم باركون على أربع.

أولئك المقموعون، رجالا ونساء، يذكرون لا محالة بشخوص فرلام شالاموف في “حكايات كوليما”، ولكنهم يذكرون أكثر بما ورد في “الذي لا يسمّى” لصامويل بيكيت، فما هم سوى “حيوانات وُلدت في قفص من حيوانات وُلدت وماتت في قفص من حيوانات وُلدت وماتت في قفص”، فالغولاغ حالة ذهنية بالدرجة الأولى، تسحق الإنسان وتفقده آدميته.

مشهد يلهب مخيلة المتفرج ليتصور ما يجري في ما يحيل عليه ذلك الفضاء المغلق، ذي المساحة المحدودة، من عذاب وآلام لفئة ضعيفة
ورغم ملمحها التجريبي تنهل مسرحية ترويتسكي من سوفوكليس قضية كونية تتجاوز إشكالية أوكرانيا لتشمل وضع الإنسان واضطهاده، وتدين من خلال ذلك كل منظومة قمعية، سياسية كانت أم دينية، وتطرح مسألة حرية الفرد.

مسرحية ملتزمة في شكل جديد تدفع المتفرج إلى الانخراط بدوره في ما تطرحه، ليكون شاهدا على تراجيديا قد يكون طرفا فيها إذا ما استسلم للمقادير تجرفه كيفما شاءت.

وقوة العرض لا تكمن فقط في فضح المأساة والتنديد بها، وإنما تكمن أيضا في إشراك المتفرج عبر ذلك الإعداد الركحي الجريء والعنيف في عملية تأمّل لا مفرّ منها لكل نفس تائقة إلى الحرية.
يقول ترويتسكي “هذا العرض هو طريقة لطرح السؤال التالي: من نحن وماذا نريد؟ لقد مررنا قبل تمرّد “ميدان” في مطلع العام 2014 بمرحلة “سوفيتية” حيث عمّ التواكل وانتظار المعونـة من الدولة، كطرف وحيد لحل مشكلاتنا.

اليوم نمر بمرحلة صعبة، ولكن بإحساس قوي بأن كل شيء مرهون بإرادتنا نحن، وأن أقدارنا بأيدينا لا بأيدي غيرنا. صحيح أنه أمر عسير، ولكنه محفزّ وباعث على الأمل”.

-----------------------------------

المصدر : جريدة العرب 

الأربعاء، 14 يونيو 2017

لابد من حوار لتنضج الفكرة.. قراءة في كتاب "حوارات في المسرح العربي" لعبدالجبار خمران..

توقيع كتاب "الاداء السينمائي للممثل في العرض المسرحي"

" ثائر هادي جبارة" وأخاديده المسرحية

(ما في متلو شو).. مسرحية لبنانية في عمان تعاين قضايا اجتماعية وسياسية

مجلة الفنون المسرحية

(ما في متلو شو).. مسرحية لبنانية في عمان تعاين قضايا اجتماعية وسياسية

اكد فريق عرض «ما في متلو شو» اللبناني ان عروضهم الفنية الكوميدية الساخرة ستتواصل في فندق اللاند مارك خلال شهر رمضان الفضيل وستراعي خصوصية الشهر وتتناسب وذائقة المجتمع الاردني.

كما اكدوا خلال مؤتمر صحفي عقد أول من أمس في فندق لاندمارك عمان، ان العروض ستلقى قبولا لدى الجمهور الاردني الذي بعكس ما يشاع عنه يتمتع بحس عال من الفكاهة والدعابة.

وقال الفنان عادل كرم في المؤتمر، انه سعيد بعودة فرقة «ما في متلو شو» لتقديم عروضها في عمان خلال شهر رمضان بعد غياب استمر 7 سنوات، لافتا الى ان العروض ستكون مختلفة في هذه المرة تتضمن تطوير في عدد من شخصيات العرض والقضايا المطروحة التي تحمل هموما اجتماعية مشتركة بين الشعبين اللبناني والاردني، وستكون اللوحات والمشاهد متغيرة من يوم لآخر بحسب المستجدات. وبين ان الفرقة تقدم مشاهد ولوحات تناقش هموم وقضايا المواطن دون الوقوع في فخ الابتذال السياسي.

ونوه الفنان كرم بالتطور الذي شهدته عمان عن ما شاهدوه قبل حوالي 7 سنوات، داعيا الجمهور الاردني لمشاركتهم الابتسامة والضحك في عروضهم الحالية. واشار الفنان نعيم حلاوي الى ان اختفاء بعض الشخصيات التي كانت تقدم ضمن عروض «ما في متلو شو» التلفزيونية يعود الى رغبة الفرقة في تطوير عملها في هذه العروض من خلال استبدالها بشخصيات اخرى ومنها شخصيتي «وجدي ومجدي».

وقال الفنان عباس شاهين انهم قدموا في الماضي شخصيات سياسية لبنانية لا ان بعض الجمهور في الاقطار العربية التي عرضوا فيها لم يكونوا على معرفة او اطلاع على هذه الشخصيات وما تمثله في الشأن الداخلي اللبناني ما ساهم بخلق مساحة فارغة بين المشهد والمتلقي العربي.

واضاف الفنان شاهين ان الفرقة تقدم 16 شخصية مختلفة في عروضهم التي تقدم على شاشة التلفزيون ورغم انها تطرح قضايا اجتماعية الا انها تحمل في عمقها مضامين واحالات سياسية.

وتحدثت الفنانتين رولا شامية وانجو ريحان في مقاربة عن اختلاف ظروف «العروض» و»الاسكتشات» شبه الارتجالية الكوميدية الساخرة عن ما كانت عليه في مرحلة ستينيات بالقرن الماضي والتي قدمها الفنان العربي السوري دريد لحام والفنان اللبناني الراحل شوشو على مسارح بيروت ودمشق.

---------------------------------------------------
المصدر : وكالة بترا
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption