أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 11 ديسمبر 2017

إسماعيل عبدالله: دورة استثنائية للمسرح العربي في تونس شباب ومخضرمون على خشبة «المسرح العربي»

مجلة الفنون المسرحية

إسماعيل عبدالله: دورة استثنائية للمسرح العربي في تونس شباب ومخضرمون على خشبة «المسرح العربي» 

محمد عبدالمقصود -  الامارات اليوم 


قال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الفنان الإماراتي إسماعيل عبدالله، إن خشبة «أبوالفنون»، ستكون على موعد مع دورة استثنائية لمهرجان المسرح العربي، هي دورة تمام العقد الأول للمهرجان، التي ستنطلق في العاشر من يناير المقبل في تونس.

22 عرضاً من 17 دولة.. والإمارات تنافس بـ«غصة عبور».
«غصة عبور» و«تشابك» مرة أخرى<

دخل مسرحية «غصة عبور» الإماراتية، في تنافس مجددأً مع المسرحية السعودية «تشابك» لمخرجها أحمد الأحمري، بعد منافسة خاضتاها في مهرجان المسرح الخليجي، تقاسمتا عبرها معظم الجوائز، ولكن في هذه المرة ضمن سياق مسرحي عربي أكثر شمولية.

وحصدت مسرحية «تشابك» ثلاث جوائز، وهو العدد نفسه لجوائز المسرحية الإماراتية، وهي أفضل عمل مسرحي متكامل وأفضل تأليف وأفضل ديكور مسرحي، فيما نال الفنان محمود أبوالعباس جائزة أفضل ممثل دور أول عن دوره في مسرحية «غصة عبور» لفرقة مسرح الشارقة الوطني، وفاز بجائزة أفضل ممثل للدور الثاني الفنان ابراهيم سالم، ونالت الفنانة بدور جائزة أفضل ممثلة دور أول ليكون العملان بالمصادفة في دائرة جديدة من التنافس في تونس.

وكشف عبدالله، أن الدورة العاشرة ستشهد أكبر مشاركة عبر 17 دولة، تقدم 22 عرضاً، من بين 136 عرضاً تنافست للوصول الى منصة المهرجان. وأضاف عبدالله  كل المؤشرات تؤكد أننا سنكون على موعد مع دورة تذهب لأبعد ما يتوقعه جمهور المسرح العربي، لاسيما أن هناك تراكماً جيداً للخبرات، ليس فقط لدى القائمين على إنجاح المهرجان، بل أيضاً لدى المبدعين الذين استفادوا من حراك مسرحي نشط ترافق مع مختلف دورات المهرجان المتتابعة».

وتابع: «نعد المسرحيين العرب والجمهور في تونس بدورة غنية فنياً وفكرياً، متنوعة في الأساليب ومجددة في المشهد المسرحي العربي، على نحو يجسد بشكل ملموس التوجه نحو مسرح جديد ومتجدد، وهي الاستراتيجية التي يتخذها المهرجان شعاراً حقيقياً له».

وأشار عبدالله إلى أن عروض المهرجان تتوزع على مسارين رئيسين، هما عروض مهرجان المسرح العربي بدورته العاشرة، بالاضافة الى العروض المتنافسة على النسخة السابعة من جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي.

واعتبر الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أن أكثر ما يميز الدورة المقبلة التي تستضيفها تونس، هو أن عروضها تتجاوز فكرة الجمع بين عناصر الخبرة والشباب، وصولاً إلى استيعابها لإبداعات أكثر من جيل مسرحي، مضيفاً: «تحقق الدورة العاشرة واقع المجايلة بين أسماء مسرحية رائدة وأسماء مخضرمة وأسماء شابة، كما تشهد تنوعاً وغنى في الأشكال والمضامين، في الوقت الذي توسع فيه المهرجان على الصعيد الجغرافي، من خلال استقطابه مزيداً من المشاركات العربية».

وكشف عبدالله أن أكبر العروض التي تقدمت للجان المشاهدة، جاءت من البلد المضيف تونس عبر 36 عرضاً، تلتها مصر بـ17 عرضاً، ثم المغرب بـ14 عرضاً، فالجزائر والعراق، وكلٌ منهما تقدم بـ13 عرضاً، في حين تقدم كل من لبنان، والأردن، وسورية، بـستة عروض لكل منها، مقابل أربعة عروض لكل من الإمارات، والسودان، وفلسطين، وثلاثة عروض لكل من السعودية، والكويت، وعرضين لكل من ليبيا، وسلطنة عمان، وعرض واحد من كل من موريتانيا، البحرين، اليمن، مقابل ثلاثة عروض مشتركة هي عرض عراقي سويدي، وعرض سوري الماني، وعرض تونسي كندي.

وأشاد عبدالله بمستوى العروض، الذي اعتبره «يسجل تميزاً ملحوظاً على صعيد الحرفية المسرحية وجرأة الأشكال والحلول»، مشيراً الى أهمية تواجد المسرحيين العرب في المهجر الذين تأهل عرضان من بين عروضهم المتقدمة للمشاركة.

وتنافس مسرحية «غصة عبور» الإماراتية للمخرج محمد العامري، على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لأفضل عمل مسرحي لعام 2017، مع 10 عروض عربية أخرى، بالاضافة الى ثلاث مسرحيات تونسية، هي «الرهوط أو تمارين في المواطنة»، «الشمع»، «فريدم هاوس»، بالاضافة الى «الجلسة» من مصر، «تشابك» من السعودية، «رائحة حرب» من العراق، «شواهد ليل» من الأردن، «صولو» من المغرب، «حضرة حرة» سوري ألماني تأليف محمد ديبان، و«في قلب بغداد»، عراقي سويدي، إخراج مهند هادي.


الأحد، 10 ديسمبر 2017

اختتام ثلاث دورات مسرحية للهيئة العربية للمسرح بأيام قرطاج المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

اختتام ثلاث دورات مسرحية للهيئة العربية للمسرح بأيام قرطاج المسرحية

هايل المذابي


اختتمت اليوم في تونس ثلاث دورات مسرحية نظمتها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع مهرجان أيام قرطاج المسرحية 8- 16 ديسمبر 2017.
وكانت الهيئة العربية للمسرح قد نظمت ثلاث دورات ترتبط بالتكوين والمسرح المدرسي في ثلاث مناطق بثلاث مراحل مدرسية خلال أيام قرطاج المسرحية أطرها الأساتذة فائق حميصي و نبيل ميهوب و البغدادي عون..
يأتي هذا في سياق إتفاقيات التعاون المشترك بين الهيئة العربية للمسرح و إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية وقعها الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله مع إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية وتم ترحيل موعد أيام قرطاج ليكون في الفترة من 8 إلى 16 ديسمبر  2017، مما يجعله قريباً من الموعد القار لمهرجان المسرح العربي الذي ينظم في الفترة من 10 إلى 16 يناير 2018، ليتم إنجاز المهرجانين في سياق  احتفالية متواصلة تنطلق من أيام قرطاج إلى نهاية مهرجان المسرح العربي وتتولى الهيئة في الفترة الفاصلة بين المهرجانين تنظيم أنشطة ترتبط بالتكوين والمسرح المدرسي والمسرح الجامعي ومسرح الهواة و ذلك بالتعاون مع المؤسسات التونسية المعنية بهذا الشأن و التي وقعت مذكرات تفاهم مع الهيئة لتنظيم برامج مشتركة.

بالصور.. افتتاح الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

 افتتاح الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية


 بشرى عمور


تحت إشراف، وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وبحضور سعادة سفيرة المغرب بتونس لطيفة أخرباش ووالي تونس الشاذلي بوعلاق وبمشاركة عدد مهم من الوجوه المسرحية والفنية والإعلامية التونسية و العربية والإفريقية. تم مساء الأمس الجمعة 8 ديسمبر 2017، رفع الستار على فعاليات الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية بالمسرح بالبلدي بالعاصمة، والتي ستستمر إلى غاية يوم السبت 16 ديسمبر الجاري بمشاركة 83 عرضا ( 56 عرضا من تونس، عشرة منها موجهة للأطفال، بالإضافة إلى خمسة عروض إفريقية و14 عرضا عربيا إلى جانب 8 عروض عالمية) فضلا عن تنظيم مجموعة من العروض في مراكز الفنون الدرامية والركحية بالجهات.


بالنشيد الوطني التونسي، و في جو بسيط دون بهرجة ودون بساط أحمر ولا كلمات رسمية سواء للوزارة أو ولاية تونس العاصمة، وبتقديم الفنانة التونسية (هدى بن عمار) وأحد الإعلاميين التونسيين، انطلق حفل الافتتاح الذي خيم عليه أجواء القضية الفلسطينية. بتكريم رمزي لبعض الشخصيات المسرحية التونسية التي فقدتها الساحة خلال موسم 2017 وهم: رجاء بن عمار ورمضان شطا وسليم محفوظ ومحسن بن عبد الله والشاعر حسين القهواجي وحاتم الغانمي بالإضافة إلى الهادي الزغلامي. بعدها تم تقديم لجنة التحكيم التي يترأسها: التونسي (عبد الحليم المسعودي) وتضم في عضويتها كل من: أسماء هوري ( المغرب)، عادل قرشولي (سوريا)، وعصمان دياكاتي (السينغال)، بطرس روحانا. (لبنان). 

وتبقى كلمة مدير الدورة (حاتم دربال) الكلمة الرسمية الوحيدة التي رحب من خلالها بالضيوف وقدم شكره للإدارات السابقة، كما طالب بشجب ما يتعرض إليه الأشقاء الفلسطينيين من ظلم و عدوان و عنصرية. كما صرح أن كل الاحتفالات تأجلت للاختتام. ليختم كلمته قائلا:" باسمكم جميعا أعلن عن افتتاح هذه الدورة". مباشرة بعدها تم تقديم النشيد الوطني الفلسطيني الذي تضامن الجمهور معه بالهتافات: " تعيش فلسطين دولة مستقلة عاصمتها القدس.. القدس فلسطينية ".

وبعد فترة استراحة، استمتع الحضور بالعرض الإفريقي الراقص:" du désir d' horizon توق إلى الأفق" لساليا سانو. العرض هو نتاج اقامات وتربصات فنية في مخيمات اللاجئين الأفارقة وفي ذات الوقت هو تكريم للكاتب المسرحي والروائي والشاعر الإيرلندي صمويل بيكيت

بعدها استهل برنامج الدورة بتقديم عرضين تونسيين: الأول بقاعة الفن الرابع : مسرحية "أل (خوف)" لجليلة بكار وفاضل الجعايبي. والثاني احتضنه فضاء الريو : العرض الأول لمسرحية "الشمع" لجعفر القاسمي.

و يجب التذكير، أن الدورة الحالية تعرف عودة المسابقة للتسابق بين الأعمال المسرحية، إذ سيتنافس 11 عملا مسرحيا من: تونس، المغرب، الجزائر، مصر، فلسطين، الأردن، العراق، الكوديفوار، بوركيا فاسو، و مالي. على خمس جوائز: (العمل المتكامل، أفضل إخراج، أفضل نص، أفضل أداء نسائي، و أفضل أداء رجالي)
















السبت، 9 ديسمبر 2017

تضامنا مع فلسطين افتتاح الدورة 19 من ايام قرطاج المسرحية بالنشيد الفلسطيني

مجلة الفنون المسرحية

تضامنا مع فلسطين افتتاح الدورة 19 من ايام قرطاج المسرحية بالنشيد الفلسطيني وغياب مظاهر الأحتفال 

و انطلق حفل الافتتاح بعزف النشيدين الفلسطيني و التونسي تعبيرا من ادارة المهرجان عن تضامنها و مساندتها للقضية الفلسطينية و نصرة للقدس غداة اعترف الادارة الامريكية بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. 
و قررت إدارة المهرجان إلغاء العروض الاحتفالية في شارع الحبيب بورقيبة قبل حفل الافتتاح تضامنا مع فلسطين، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.
وقال حاتم دربال مدير المهرجان في كلمة الافتتاح "فلتكن بدايتها الاعتراف بالجميل لمن سبقوا فأسسوا وتداولوا على تجذير هذا الحوار المسرحي العربي والأفريقي وآمنوا بحتمية انفتاحه وإنصاته لإيقاع المتغيرات وهواجس الأسئلة المستعصية حول مفاهيم الحرية وانعتاق الإنسان"، وأضاف "دور الفكر والفنون والرؤى والمقاربات الإبداعية عموما تقريب الفجوة بين الهنا والهناك، وفي استئصال دابر التسلط والغطرسة والعنصرية والكراهية والعنف، وليكن اعترافا لهم بالفضل وإقرار بالصبر حافزا لتعميق فلسفة المهرجان وتطوير علاقاته وروافده الفنية والفكرية وإبرازه كقطب من أقطاب التواصل والتحابب والتثاقف وإرساء قيم الجمال المشتركة".
وتتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان -التي عادت بعد توقف لأكثر من عشر سنوات- إحدى عشر مسرحية من تونس وبلدان عربية وأفريقية؛ واختارت لجنة المهرجان مسرحيات "التجربة" للمخرج المصري أحمد عزت الألفي، و"شواهد ليل" لخليل نصيرات من الأردن، و"صولو" لمحمد الحر من المغرب، و"سالب" لعلي دعيم من العراق، و"ستاتيكو" لجمال شقير من سوريا، و"بهيجة" للمخرج شريف عياد من الجزائر؛ إضافة إلى ثلاثة عروض أفريقية من ساحل العاج وبوركينا فاسو ومالي؛ كما تنافس تونس في المسابقة بمسرحيتين هما "فريدم هاوس" للمخرج الشاذلي العرفاوي و"الأرامل" لوفاء الطبوبي.
وكرّم المهرجان في الافتتاح عددًا من وجوه الفن المسرحي التونسي، في مقدمتهم المخرجة والممثلة الراحلة رجاء بن عمار والممثل رمضان شطا وسليم محفوظ ومحسن بن عبد الله؛ وبجانب عروض المسابقة الرسمية يقدم المهرجان أعمالًا خارج المنافسة منها 56 عرضًا تونسيًا، و14 عرضًا من دول عربية، وخمسة عروض أفريقية، وثمانية عروض أجنبية؛ كما ينظم المهرجان ورشًا تدريبية في التمثيل المسرحي، والرقص المسرحي، وصناعة الديكور، كما تعقد ندوة فكرية تحت عنوان "المسرح فكر وتفكير أيضًا" تستمر حتى السادس عشر من ديسمبر.

"الثامنة مساءا " عرضا مسرحيا مصريا ينبآ بمولد كاتبة مسرحية موهوبة

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

إضاءات في نظرية الدراما

مجلة الفنون المسرحية

إضاءات في نظرية الدراما

 طالب كريم حسن - دائرة الشؤون الثقافية 

تعد نظرية الدراما من الفنون التعبيرية الأولى التي كشفت عن توق الانسان الى المعرفة، وقد جسدت تساؤلاته الوجودية في متون محاكاتها ، إذ تمثل حقيقة وجود الانسان وجدلية الوجودية القائمة على أن الصراع متن الدراما الرئيس، وما الحياة الانسانية إلاعبارة عن صراعات متعددة الاسباب، ومن الصراع نتجت المعرفة، وعند تأمل واقع الحياة بشكل مجرد نجد أن كل ما أنتج الفكر الانساني هو عبارة عن أدراك لماهية صراعاته الروحية والمادية، فالدراما هي الادراك الاول للوجود الذي يحقق صداه الاول في الاسطورة، وما الاسطورة إلا تعبيراً عن شكل الصراع الميتافيزيقي، فكان صورة تعبيرية شفاهية مثلت المدرك العام لسؤال الانسان الأول عن أثر الصراع في حياته، ومن هذا المنطلق في قراءة الدراما جاءت فكرة كتاب (إضاءات في نظرية الدراما) لمؤلفيه( د.سافرة ناجي.. وحمد حماد )والذي  جاء في مقدمته. أن أثر الصراع في حياة الانسان كان أحد الاسباب التي أدت الى أن يقييم طقوسه الدينية، ومن جدلية الدراما نتج الدين، وهذا موقف معرفي تحول بالفكر البدائي الاول الى أن يصيغ لهُ رموز تمثل صراعه الميتافيزيقي. ومن الواحد الى الكثير التي أدت الى أنشاء بنى أجتماعية قوامها الفرد ثم العائلة فالقبيلة الى أن توسعت القبائل في دول وأمبراطوريات، وخاصة الانسان الى تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع أستلزم وسائل عديدة وفكر يحدد ويوصف هذه العلاقة.

وعن مجمل أشكالية هذا أخترع وسيطاً للتفاهم، يمكن أن يكون فضاء تواصل ووسيلة من وسائل التفاهم التي أنتجها الفكر الانساني في صورة رموز اللغة على مستوى الصوت أو العلاقة الدرامية بصيغ متنوعة مما ولد نوع من التداخل الفكري في نصوصها، وأذا أخذت الدراما من الاسطورة موضوعاً، لأن الدراما في مولدها الفكري هي السا بقة ولكن مدلولها الحركي المشهدي هي اللا حقة لان فنون المشاهدة الدرامية بحاجة الى بنى معرفية متقدمة من شأنها أن تستوعب الشكل الفني الحي لارسالية الدراما وفنونها، سيما وأن كل التأكيدات والبحوث الفلسفية وآراء المنظرين تؤكد أن المحا كات غريزة أنسانية كامنة في وعي ولا وعي الانسان، هذا المتن التعبيري الذي يواكب ويستجيب الى الفكر، ليكون فضاءاً إبتكارياً للإنسان المعاصر. ولانها تحاكي ماهية الوجود حددها الكثير بأنها تتسم بالتقليد لهذه الماهية، وهذا الالتباس المفاهيمي حاولنا في دراستنا أن نضيئة، وعلى ضوء هذا لم نعيد شرح تفاصيل العناصر المشكلة لإجراءات الدراما في التراجيديا والكوميديا، وأنما قد تم أضائتها من خلال جدليتها المعرفية بوصفها سؤال الانسان الأول/ سؤال الوجود، وتفصيلاً لفكرة الدراسة أشتغلنا على الفكري المعرفي بوصفها دالة الوجود الحضاري للفكر الانساني والشكل له، لهذا حددنا بالعناوين التي ضمتها متن هذه الدراسة، ونعتقد أن هذه الدراسة ستفيد الباحثين والدارسين والمهتمين بفنون الدراما، وكلنا وعي وأدراك أن المعرفة دائرة مفتوحة في السؤال المغاير لمحولات ما أنتج الفكر الانساني، وهذا ما يؤكد عليه قانون الدراما بأنها ذات سيا قات متحولة من أجل إعادة صياغة معنى آخر لهذا الوجود.

وفي استهلال أول تحت عنوان (الدراما سؤل الوجود)  تعد الدراما من الفنون العقلية- الحسية التي تستبطن سؤالاً إشكالياً حول ماهية الوجود الإنساني وحركية تفاعله معه وتعاطيه وماينتج عن هذا التعاطي من موقف جديد.. ولان الانسان والوجود عبارة عن ثنائيات متضادة تحقق وجودها من خلال الصراع بين هذه المتضادات، سيما وأن كل محمولات الوجود هي صورتي ظاهره وباطنه، ولكل من هذه الصورة دوال مفاهيمية يحققها الاستنتاج الذهني لها، ليشكل بذلك موقفاً جديداً، وعلى ضوء هذه التناقضات تحقق الدراما دالتها في أنها مستقرء هذا الوجود من خلال ثنائية التضاد بين العقل والحس وعلى ضوء هذا تعرف الدراما.. وفي باب الفصل الاول الموسوم (محاولة التوفيق بين المتضادات الوجودية لأنتاج موقف جديد) نقرأ: تعد الدراما وعي الإنسان الاول بالوجود، ولكي يعبر الانسان درامياً عن وعيه فهو بحاجة الى أن يبحث عن صياغة معينة أو أطار تعبيري يمكنه من أن يبلور أفكاره عبر أداة التعبير المختارة. وفي الباب نفسه: أن مفهوم الدراما قا ئم على خلق المدركات الواعية بالوجود. بوصفها فن إعادة تركيب مستمر بتجربتنا.. وأنها عملية جدل للاتصال الانساني.

إذ تعيد تنظيم أجراء الوجود الملموس واللا ملموس في صيغ أخرى، وبما أن الدراما معرفة مؤجلة لخلق الصور الذهنية على مستوى النص.. إذ تسعى لتؤسس الى تحقيق معنى اخر مجرد، ففنون الدراما هي إستجابة لكل ماهو أشكالي وفظيع، أنها تعلم الانسان عدم التوقف أو العودة الى الوراء أو الانكماش.. فالدراما تجاوز للواقع بما هو موجود...الدراما والميتافيزيقي.. عنوان محبث .جاء فيه:ان محمولات الدراما الفكرية تنطلق من محاكاتها للحضور المادي للإنسان وجدلية علاقة الغيبية مع الطبيعة ذات المعطيات الماورائية ‘وتشترك كل من الدراما والميتافيزيقيا في انهم فضاءات انشائية معرفية تحاول أن تعبر عن الوجود،أوتجد دالة تشير له معبرة عنه بشكل ما وفضاء المقارنة بين الدراما والمتافيزيقيا في أنهما من(الآن)المتفاعل مادياً في التعاطي مع الوجود،ويعرَّف المذهب الميتافيزيقي على انه((اتجاه أدبي وفلسفي يبحث في ظواهر العالم بطريقة عقلية وليست حدسية صوفية ويمزج العقل بالعاطفة ويبتدع اساليب أدبية تجمع  بين المختلف والمؤتلف من الاخيلة الفكرية والظواهر الطبيعية ))كما جاء في هذا الباب .الطروحات المتافيزيقية تكتنز جدلية الدراما الفكرية من خلال الواقع  والمشا بهة معه رمزيا إلا انها ايضاً تعارضه في سؤال ماهوي لما بعد الوجود ، لذلك فأن الدراما هي فعل السؤال الدائم عن كل ماهو كامن خلف ماأظهر لنا الضوء من اشكال ،وبمعنى آخران كل مايظهر مع اكتشافه فانه يستتر شيئا آخرغير منظور ،لهذا في كل مرة تقدم الدراما قراءتها له بشكل تعبيري جديد فمرة من خلال الاسطورة وثانية من خلال الشعر واخرى من خلال الملحمة،فهي تقدم توازناً من خلال الذاتي والمحسوس والمادي والموضوعي في صياغة جمالية لاكتشاف الوجود ،لذلك فأن قراءة عقلية حسية لتغيير ظواهر الوجود بتعدد اشكالها،.ومن خلال ما تقدم يمكن القول بأن الدراما هي القراءة الكلية الجدلية الفكرية لظاهرة الوجود الانساني بكل مايظهر ويحتجب عن العقل الانساني،فهي فضاء ادرك العالم (المثل\الميتافيز يقيا)،تعمل على ادراك عالم المثل من خلال العالم المحسوس ،التي يظهرها الخيال القادر على صياغة ما تفترض الدراما ان يكون عليه العالم من حوله ،ومن هنا يمكن القول ان علاقة الدراما بالميتافيزيقيا هي البحث عن اسرار الوجود وسؤالها الاستفزازي له مدركات حسية .وفي (الدراما والاسطورة)نقرأ:تعد الدراما تجسيدا للصراع الدائر في الحياة ،في محاولة للكشف عن جوهر هذا الصراع ،اي انها ليست مجرد تصوير للصراع،لكونها تضفي عليه ادراكها وفهمها لقوانينه ،فتقدمه بحلّة جديدة من خلال الرؤية والمعالجات التي تطرحها للحياة في صورة درامية واعية .كما جاء في الكتاب:هل ان الاسطورة الحديثة تتوازى مع الاسطورة القديمة؟-ان الاسطورة لاتشكل بؤرة لنصها الجديد من كونه يعتمد على الابتكار والخلق،فهي تنشأ من اعماق الذات الانسانية المعاصرة لتنسجم مع مشكلاتها وقلقها المعاصر،ومع هذا فأن الاسطورة القديمة والحديثة يتوازيان مع كونهما يمثلان صورة من الخلق الألهي،ومن هنا نستخلص بأن الاسطرة الدرامية هي سلوك اجرائي فني يختص بالبناء وآليات التشكيل الداخلي للنص،من غير ابتكار قيمة معيارية لمثله الجديد،إذ ترسم رؤيتها عبر اسطورتها الجديدة.وقد استشهد المؤلف بمعادلة (الأسطورة+دراما=اسطرة)ومن ذلك نستخلص بأن الدراماهي الفكر المؤسطر لقيم المثال ،ولهذا تعد الاسطرة هي الاجراءات التقنية التي يجريها الكاتب في تشكيل البنى الداخلية للنص الدرامي ،أي ان الاسطرة هي كل ما يقدمه المبدع في شكل تعبيري عن الواقع الانساني.وعليه نجد ان الدراما واجراءها الاولي الراسخ في الاسطورة هي الشكل الاول الذي ظهرت به الدراما المتوافقة مع فكر الانسان البدائي آنذاك .وفي باب (الدراما والرمز)ان محاكات الدراما الاسطورية تتخذ  من الرمز مدخلاً لايجاد معادلات موضوعية لحركية الوجود.لذلك نجد الدراما توظف أو تستعير تعابير رمزية لتمثل مفاهيم  لانكون قادرين على تحديدها أوادراكها تمام الادراك .وفي (الدراما والشعر)يتداخل نسقي الدراما والشعر على أعتبار ان الشعر شكل من اشكال المحاكات التي لهما نظامهما المتداخل درامياً لذلك فأن العلاقة بين مفهوم الدراما لمدركات الواقع الانساني والشعر ،أوغنائية الوجدان الذاتي هي علاقةحركية متداخلة في البوح ،إذ كلاهما يجمع بين المنطق الخاص للبوح الفردي وبين المنطق العام للبوح الجماعي مادامت الدراما تمثل فضاء هذه الحركة بانساقها المتداخلة جمالياً،لهذا يعد الشعر عند(ارسطو)هو "فن المحاكات:ان الشاعر محاك مثله مثل المصور أو أي محاك آخر"، مايؤكد على عمق التداخل بين الدراما والشعر،ولاسيما كلاهما يكشف عن حاجات الانسان  ويناقشها جماليا، لذلك تعد الدراما هي"ذلك النوع الفني الذي يمثل التركيب النهائي للشعر عموما".وفي(الدراما والفلسفة)كتبوا:تعد الفلسفة هي السؤال الذي يبغي الحقيقة وادراكها،وعلاقة الدراما بالفلسفة هي علاقة تحقق المجرد عند زجه في فضاء التجريب الجمالي ،  وهذا يشير الى ان الدراما هي فضاء فحص التساؤلات الكونية   لان"الفلسفة تنتج نظاماً مترابطاً من المفاهيم التجريدية تدعي تفسير العالم،والدراما تقدم نظامها المترابط لمفاهيم الفلسفةالمجردة في حدها الجمالي وتوظيفها في خلق نظام انساني ذو نظام تراتبي،وبناء على هذانجد ان تعاطي الدراما مع الفلسفة هو أحد التقنيات الفكريةالتي كشفت عن الوجود وصراعه الفكري في ماهية الكون والاشياء ،وعليه فان الدراما والفلسفة هما حدي الوجود.وتناول الكتاب عدة محاور مثل :الدراما واللذة الجمالية،والدراما والقدر،والدراما والملحمة،وفي هذا المحور:تنفرد الدراما عن الملحمة في انها تكشف عن الشخصية ،سيما الملحمة تشرح كل شي للمتلقي وتغلق عليه دائرة البحث أو التوقع لما يمكن ان يحدث لمستقبل قص الحدث،والابرز في ذلك ان المشكلة العامة هي التي تتحكم في الملحمة،بينما الشخصية في الدراما هي من يمنح المشكلة قيمتها،ولاسيما فيالدراما الحديثة.كما جاء في الكتاب محاور:الدراما والشكل،والدراما وقانون التراجيديا، وقانون الكوميديا الدرامي، وثنائية التضاد،والدراما وقانون الحبكة،وايقاع الفعل الدرامي،والدراما ومفهوم البطل التراجيدي،والدراما وتقنية الاكتشاف والتحول،والدراما والزمن والمكان،والعقدة والفعل،والدراما ومفهوم التما ثل،والدراما ومفهوم السرد،وفيه:الوجود عبارة عن سرد متواصل وحكاية انسانية طويلة،وما الافعال الانسانية إلاشكل من اشكال الحكاية حتى وان تعددت انساقها الثقافية ،لذلك يعني السرد بصوت عال ،وبما ان الدراما تمتاز بخصوصية زج جميع الاجناس الفنية الاخرى في خطابها ،فعندما تستعير اللغة لتقديم الفعل الدرامي عن طريق الشخصيات فهي تمارس عملية السرد ولكن بتقنية التقديم لا العرض.اما محاور الكتاب الاخرى:الدراما ومفهوم التطهير،والدراما والاسلوب،ومنه الاسلوب الدرامي له قيمة اسلوبية خاصة به تحددها طبيعة الموضوع المحاكى وهذا نجده حاضراًفي الفنون المجاورة للدراما،إلا ان الاسلوب الدرامي هو الانحراف بالكا مل عن الواقع بغض النظر عن الشكل الذي يظهر فيه،فهو يكتنز الانحراف متناًجمالياً.وفي محور الكتاب الاخير الدراما والمجتمع  ،نجد ان هناك تخصصاًفي المتن الداخلي لهذه النصوص،وعليه نجد ان علاقة المجتمع بالدراما الآن تغيرت من منظور الخصوصية البحتة شكلاً ومضموناً،ليكون محاكاتها موضوعاً انسانيا عاماًبالدال العام وشيوع المدلول..ومن خاتمة الكتاب نختزل :الدراما متن تعبيري ذات مسارات فكرية تبحث عن حقية الوجود عبر نسقاها الاجرائي الرئسيين التراجيديا والكوميديا.وما الفلسفة واسئلتها عن الحقيقة إلا أنثيالاًعن الدراما،سيما وان الدراما تؤكد على فاعل ومحرك الوجود (الانسان)بما يمتلك من قدرة تخيلية على صنع الرمز، فان المثل وصورتها(الافلاطونية)ما هي إلا من صناعة هذا الفاعل،فحقيقة المثال هو الانسان ،ولتحقيق ذلك فانها تؤكد على قانون تقديم الفعل لاسرده،لان الاول ينتج فكر والثاني يكمم الفكر،لذلك قانون الدراما انتاج المدلولات اللامتناه ،لهذا نؤكد ان الدراما هي الفن التعبيري الاول وما الاسطورة والغنائية والملحمية إلاموقف جمالي من مواقف الدراما من الوجود،وكما تأكد ذلك في ان الدراما قانون متحول دائماً لكل عصر جديد فأن الاسطورة هي تعبيردرامي عن الوجود ومحدداته الفكرية  آنذاك ،وكما في باقي فنون التعبير..


كتاب "دروس في فن المسرح " حصيلة خبرة متراكمة وتجربة عملية

الخميس، 7 ديسمبر 2017

إقامة أول مهرجان مسرحي للجامعات السعودية

مجلة الفنون المسرحية

إقامة أول مهرجان مسرحي للجامعات السعودية

عهد العتيبي  - سيدتي

برعاية وزير التعليم السعودي الدكتور أحمد العيسى، تنظِّم جامعة الملك خالد المهرجان المسرحي الأول للجامعات السعودية، الذي يجمع مبدعي المسارح الجامعية في السعودية، يوم الأحد 22 ربيع الأول، في مسرح العصان والمحالة، ويستمر لمدة ٥ أيام، وتشارك فيه ١٠ فرق مسرحية، تمثل عديداً من الجامعات السعودية، وفق معايير واشتراطات فنية للعروض، تتفق مع جميع الاشتراطات والمعايير المعروفة في المهرجانات المسرحية بالسعودية، ومن أهمها أن يتناسب العرض مع الفئة المتلقية وهي فئة الشباب، ووضع حد أدنى للمستوى الفني المقبول للمشاركة.
وأكد مدير الجامعة الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، أن استضافة وتنظيم الجامعة هذا المهرجان، يأتيان من باب وعيها بمدى أهمية المسرح، وتاريخه العريق في الثقافات الإنسانية، ودوره الفاعل في بناء قيم الحق والخير والجمال، وقال: "تبنِّي جامعتنا إقامة المهرجان المسرحي الأول للجامعات السعودية في رحابها، سيسهم بلاشك في تبادل الآراء، والاطلاع على التجارب المتنوعة لمسرحنا الجامعي في السعودية، الذي كان ومازال ولاَّداً للقدرات الفنية التي ستأخذ طريقها نحو عالم الفن والإبداع". ولفت السلمي إلى أن "روح الشباب المتوثِّب، هي الرهان الحقيقي الكاسب الذي توليه الحكومة السعودية كل اهتمامها، وما هذه اللقاءات الشبابية المتواصلة إلا شاهد عملي على ذلك".
من جهته، أوضح عميد شؤون الطلاب في الجامعة الدكتور عبدالله آل عضيد، رئيس المهرجان، أن العمادة تتشرَّف باستضافة "المهرجان المسرحي الأول للجامعات السعودية" في نسخته الأولى، برعاية كريمة من الوزير، وحضور ومشاركة ١٠ جامعات سعودية، وبتوجيه ودعم ومتابعة مستمرة من مدير الجامعة، إيماناً منها بأهمية المسرح بصفته وسيلة من وسائل الرقي بمواهب أبنائنا الطلاب لما للمسرح الهادف من دور كبير في توعية المشاهد، وتنمية قدراته، ورفع مستواه المعرفي والثقافي والفني، وأكد حرص العمادة منذ مدة طويلة على تفعيل دور المسرح في حياة الطالب الجامعي من خلال تأسيس نادي المسرح، ليسهم في الحراك الثقافي والفني داخل الجامعة وخارجها.
وأبان أن العروض المسرحية، تشتمل على مشاركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمسرحية بعنوان "الكتاتيب"، وجامعة الملك فيصل بمسرحية "الحقيبة"، وجامعة طيبة بمسرحية "ثقوب"، وجامعة الملك عبدالعزيز بمسرحية "المتحف"، وجامعة جدة بمسرحية "دون كيشوت على سناب شوت"، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بمسرحية "الحاسمة"، وجامعة جازان بمسرحية "المحطة لا تغادر"، وجامعة الملك خالد بمسرحية "ما وراء العتمة"، وجامعة الملك سعود بمسرحية "المكاسون" وجامعة الطائف بمسرحية "نعش".
يذكر أن المهرجان سيكرِّم عدة شخصيات مؤثرة في المجال المسرحي الجامعي، والمسرح السعودي بشكل عام، كما ستكون هناك ندوات تطبيقية بعد كل عرض، إضافة إلى ندوتين عن المسرح، الأولى عن المسرح الجامعي، والثانية عن المسرح السعودي، يتحدث فيهما عدد من المتخصصين في مجال المسرح، إضافة إلى عديد من الفعاليات المصاحبة.
اقرأ ايضاً

مسرحية 'الليلة الثانية بعد الألف' في أيام قرطاج المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية 'الليلة الثانية بعد الألف' في أيام قرطاج المسرحية 

سيتم عرض مسرحية 'الليلة الثانية بعد الألف' في أيام قرطاج المسرحية  للمخرج التونسي المهاجر شكري علية وذلك  ضمن فعاليات الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية .
و"الليلة الثانية بعد الألف" هو عمل من إنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة بالاشتراك مع مسرح "حركة" Haraka الفرنسي، وقد انطلق التفكير في هذا العمل الذي يوظّف جانبا من حكايات شهرزاد وألف ليلة وليلة للهروب نحو الحاضر،منذ 10 سنوات حين كان عليّة في الخارج، ونفّذ فكرته منذ سنة حين انطلق فعليا في التعاون مع مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة.

ويجمع هذ العمل المسرحي  بين التمثيل والرقص ويثمّن الحركة وأبعادها التعبيرية اللامتناهية في علاقة مع مضمون القول والكلام،وهو بإمضاء عدد من الممثلين من تونس وفرنسا : حسن رابح وإيناس ديريمو ومحمد السعيدي وإيمان ممّش ووليد الخضراوي وسعيد السرايري وسارج أتوغا وإيليونس هندريكس.


تفاصيل برنامج الدورة 19 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

 تفاصيل برنامج الدورة 19 لمهرجان أيام قرطاج المسرحية 

استنطلق غدا  8 ديسمبر أيام قرطاج المسرحية وتتواصل إلى غاية 16 من نفس الشهر.

وأكد مدير الدورة حاتم دربال، أن حفل الافتتاح سيحتضنه المسرح البلدي بالعاصمة فيما توزع عروض اليوم الافتتاحي على ثلاثة قاعات بالعاصمة وتتمثل في عرض لجعفر القاسمي بقاعة الريو وعرض لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف في قاعة المنديال من اخراج صابر الحامي ومسرحية خوف للمسرح الوطني بقاعة الفن الرابع.

وبين مدير المهرجان ، أن هذه الدورة ستسجل عودة المسابقة الرسمية باعتبارها من أسس أيام قرطاج المسرحية.

كما أكد أن دورة هذا العام ستكون "دورة المصالحة مع المسرح والمسرحيبن التونسيين على حد السواء".

من جهة أخرى أفاد حاتم دربال، أنه سيكون للجهات نصيب من المهرجان من خلال تخصيص مراكز الفنون الدرامية والركحية لتقديم العروض الجهوية كما ستخصص دورات تكوينية لرجال التعليم من خلال ورشات يشرف عليها مسرحيون.











الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

المعرفة وعلاقتها بالظاهرة المسرحية / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية

  المعرفة وعلاقتها بالظاهرة المسرحية  / محسن النصار                                                                                                           

وعندما نتناول المعرفة وعلاقتها وبالظاهرة المسرحية على وجه الخصوص تضعنا المعرفة امام عملية عقلية تعتمد على مجموعة من القدرات تتميز بعدد من الخصائص والتي تشكل إضافة جديدة للمعرفة البشرية في ميدان الفن وخصوصا المسرح , فهو فكر وفلسفة تناوله الفلاسفة والمفكرين منذ أفلاطون وارسطو حتى العصر الحديث، وقد تحدث عنه فنانون وشعراء وادباء عاشوا تجربة الإبداع الفني والمسرحي وقدموا روائع مؤثرة في الوجود الأنساني. والمعرفة ثلاثة أنواع رئيسة هي المعرفة الحسية التجريبية
والمعرفة الفلسفية , والمعرفة العلمية , وقد اتفق كل من المذهبان الحسي والعقلي على الحواس باعتبارها مصدراً للمعرفة

والمَعْرِفَة هي الإدراك والوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل المجرد أو عن طريق اكتساب المعلومة عن طريق فهم العقل للتجربة أو الخبر، أو من خلال التأمل في طبيعة الأشياء وتأمل النفس أو من خلال الإطلاع على تجارب الآخرين وقراءة استنتاجاتهم، المعرفة مرتبطة بالبديهة والبحث لاكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات

والمعرفة الفلسفية أو التأملية وتعتمد على التفكير والتأمل في الأسباب البعيدة .                        
إن كلمة معرفة تعبير يحمل العديد من المعاني لكن المتعارف عليه هو ارتباطها مباشرة مع المفاهيم التالية:المعلومات، التعليم، الإتصال، والتنمية ,والثقافة ,والفلسفة

فنظرية   المعرفة عند ارسطو  تعالج  علم الجمال الارسطي فيجمع بين الفن والعلم في اكثر من جذر واحد ففي نظرية المعرفة يجمع بينهما في مرحلتين من مراحل المعرفة ان العلم والفن يبدأ تاريخهما في الممارسة الذاتية من نقطة واحدة هي الاحساس ثم يلتقيان في المرحلة التالية للاحساس وهي مرحلة تكوين  التصور

(( إن تصورات النظرية المعرفية لا تقوم على بنية منغلقة ذَّات توجه آحادي في العلوم ذات المبادئ التجريبية، فقد أرست نظرية المعرفة بما يمكن وصفه بالمباديء المستقرةـ حتى لا تفقد المعرفة المنطق الذي يفسر غاياتها حيثما بلغ الوعي بقيمة الحوار مبلغاً تخففت معه القيود التي تؤدي إلى تعصب يتنافي مع الطبيعة الانسانية المعرفية ))(1)

وفي تحديد مذهبه الفني ينطلق ارسطو  من فكرة محاكاة الطبيعة لانه يرى ان من خصائص الفن تحويل كل شيء في الطبيعة والحياة حتى البشاعات فيهما الى شيء جميل تنعكس انعكاسا فنيا كاملا وصحيحا تصبح عنصرا جماليا ولكي تصبح البشاعة الواقعية جمالا فنيا لابد للفنان ان يستند خلال عملية الخلق الى الوضع المحتمل في الشيء اي الى ما يمكن ان يكون لا الى ما هو كائن بالفعل فحسب ذلك يعني ان فكرة محاكاة الطبيعة في مذهب ارسطو لا تجري مجرى المذهب الطبيعي في الفن لان (ارسطو) لا يرى ضرورة تصوير الواقع كما هو في لحظة عملية الخلق بل يرى ضرورة ان يكون الفنان قادرا على تحديد المحتملات  وارسطو  ((يوجد عند ارسطو في فن الشعر الذي يتجنب التفسير الترميزي بوصفه دفاعا , ويؤكد على الأثر العاطفي للشعر بوجه عام وللمأساة بوجه خاص , فيصل بذلك الى مبدأ التطهر الشهير ))(2

يحدد بناء قاعدة جمالية للمسرح فيؤكد
((المأساة إذن هي محاكاة فعل تام , لها طول معلوم , بلغة مزودة بألوان من التزيين تختلف وفقا لأختلاف الأجزاء , وهذه المحاكاة تتم بواسطة اشخاص يفعلون لابواسطة الحكاية وتثير الرحمة والخوف في نفوس المشاهدين , فتؤدي إلى التطهير من هذه الأنفعالات .
واللغة  المزودة بألوان التزيين تلك التي فيها ايقاع ولحن ونشيد , وأقصد بقولي تختلف وفقا لأختلاف الأجزاء , ان بعض هذه الأجزاء تؤلف بمجرد استخدام الوزن , وبعضها الآخر بأستخدام النشيد , ولما كانت المحاكاة إنما تتم بأشخاص يعملون فبالضرورة يمكن أن نعد من أجزاء المأساة : المنظر المسرحي ثم النشيد "الموسيقى " , والمقولة , فأن هذه هي الوسائل التي بها تتم المحاكاة , وأعني المقولة تركيب الأوزان نفسه , اما النشيد فله معنى واضح تماما , وفي ناحية أخرى لما كان الأمر أمر محاكاة فعل , والفعل يفترض وجود أشخاص يفعلون , لهم بالضرورة أخلاق أو أفكار خاصة , لأن الأفعال الأنسانية تتميز بمراعاة هذه الفوارق , فأن ثمة علتين طبيعتين تحدان الأفعال وأعني : الفكر والخلق والأفعال  هي التي تجعلنا ننجح او نخفق , والخرافة هي محاكاة الفعل لأنني أعني بالخرافة تركيب الأفعال المنجزة , وأعني بالخلق مايجعلنا نقول عن الأشخاص الذين نراهم يفعلون أنهم يتصفون بكذا وكذا من الصفات , وأعني الفكر كل مايقوله الأشخاص لأثبات شئ أو للتصريح بما يقررون ))(3)
ففكرة المسرح  وأفعاله مرتبطة بالوعي الجمالي والخبرة الجمالية الأدائية للممثل فهو محور نظم العلامات وحامل الخطاب المسرحي والوسيط المسؤول عن توصيل رسالة العرض إلى المتفرج عبر عمليات متعددة يعيها هذا الأخير بفكره وإدراكه بحواسه.
فمهمة الممثل هي التعبير وقدراته الإبداعية يجب أن تكون موجهة نحو التجسيد بأسلوب جمالي ((فعندما ينطق شخص ما بطريقة أدائية فهذا لا يعني أنه يلقي ببساطة عبارة ما، بل إن الشخص هنا يؤدي فعلا ما"))(4 ) فيجسد التعبيرات الدرامية والانفعالية صوتا وحركة ومرتكزا على بواعث ذاتية وموضوعية نلمسها من خلال الأداء السمعي  والحركي والبصري .
 ((يتصور بليخانوف أن علم الجمال المادي يتحرك على أرضية التاريخ وصراع الطبقات، ويدرس تبدل الأذواق والمثل العليا والتصورات الجمالية عبر التطور الاجتماعي، فالفنون مرتبطة بالمجتمع تعكس وتعبّر عن السمات
النوعية لفئة اجتماعية معينة في زمان معين، وتتعلق شتى البنى الفوقية
الايديولوجية ))(5 ).
ان نشوء الظاهرة المسرحية في بلاد اليونان كان لها جذورها وطقوسها الدينية  وتقاليدها وتربيتها كظاهرة مسرحية ا نشأمنها المسرح وجمهوره على حد سواء؛ أما العرب ، وعلى الرغم من امتلاكهم لأكثر من ظاهرة مسرحية، تبلوت في مجتماعتنا العربية  لكنها   ظلت الظاهرة نفسها بلا تقاليد ,واسس لتطويرها نحوالأفضل بينما كانت 
(( القضية في المسرح الأرسطي القديم قضية جبرية ؛ حيث الفعل هو أهم أساس قامت عليه نظرية المحاكاة الأرسطوية بعكس نظرية المحاكاة الأفلاطونية التي ألحت على ( محاكاة الفكرة المثالية المطلقة) فتلزم الفنان يمحاكاة ظل الصورة الأصلية المحفوظة في عالم الغيب . والفعل الدرامي أو الفكرة المطلقة كلاهما سابق الوجود( نظرية الماهية أسبق من الوجود) فالفعل بيد الغيب ( القدرة الإلهية) وما علي الإنسان إلا تجسيده ؛ وهذا هو جوهر الفلسفة المثالية عند أفلاطون وعند أرسطو؛ التي تقف عند حدود تبرير الوجود باعتباره المعطي الإلهي الدي نعيشه ونتفاعل معه على طريقتنا حتى نمضي فيعيشه من يأتي بعدنا ويتفاعل معه على طريقته إلى أن يمضي . وفي التبرير ثبات لظواهر ذلك الوجود على هيئته المعطاة .
ولا شك أن المسرح باعتباره فن الإتصال الجماهيري الحاضر هو ابن عصره يتغير بتغير العصر ،
وكدلك الفكر الفلسفي هو ابن عصره أبضا .))(6)
فكانت للمعرفة والفلسفة  تأثير  في خلق أجواء ساهمت في تطور الفعل المسرحي نحو الأفضل .


المصادر 
---------------------------

أنظر : الحوار و نظرية المعرفة - ناصر السيد النور - صحيفة  التحرير - 9 / 5 / 2017(1)                              





 (2)أنظر : جون ماكوين - موسوعة المصطلح النقدي - الترميز - ترجمة عبد الواحد لؤلؤة - دار المأمون للترجمة والنشر - بغداد -1990- ص 25

 (3)أنظر :   فن الشعر – ارسطو طاليس – ترجمة وشرح وتحقيق :عبد الرحمن بدوي – القاهرة – مطبعة مصر – مكتبة النهضة المصرية – ص18- ص 19
 (4)أنظر : مارفن كارلسون: فن الأداء، مقدمة نقدية، تر: د/منى سلام، مركز اللغات والترجمة، أكاديمية الفنون، ص29.

 (5) انظر: الفن والتطور المادي للتاريخ , جورج بليخانوف , ترجمة جورج طرابيشي- دار الطليعة بيروت طبعة 1 - 1977ص22

أنظر :  أبو الحسن سلام - التكوين المعرفي في المسرح بين النظرية ومناهج الإخراج(6)
الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption