أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 19 يوليو 2018

المسرح الصيني.. ثقافة متأصلة منذ القدم

مجلة الفنون المسرحية

المسرح الصيني.. ثقافة متأصلة منذ القدم

العين الإخبارية

ظهر المسرح الصيني كواحد من أعمدة الثقافة الحديثة، حيث يعود تاريخه إلى نحو 3 آلاف سنة، وضم العديد من الفنون بداخله مثل الغناء والرقص وفن صناعة الأزياء والتجميل، كما خرجت منه أوبرا بكين الشهيرة التي فاق صيتها المسرح الصيني ككل.

الفن التشكيلي الصيني.. حينما يستلهم الفنان روح التراث والمجتمع
وبرز دور المسرح كمؤسسة ثقافية في حياة أهل الصين؛ حيث استعمل لغة راقية أثرت في ذوق الجماهير وتصرفاتهم في الحياة العامة، وقربتهم من الحياة الاجتماعية بعيدا عن الحياة الارستقراطية التي هيمنت في وقت سابق .

ومن خلال هذا المنطلق، أصبحت للمسرح درجة عالية من الثقافة الجديدة المسيطرة على يوميات الناس ومعاملاتهم اليومية، ليصبح حلقة الوصل القوية في عالم الثقافة الصينية، وجابت الفرق المسرحية أقاليم الصين والمدن الريفية.

ويشبه المسرح الصيني فن الأوبرا من خلال استخدام الرقص والموسيقى والحركات في سرد القصة، حيث يوجد 360 نوعا من أساليب المسرحيات المقدمة في الصين.

ويُعَد مسرح العرائس ومسرح الظل من أكثر الأنماط المسرحية شيوعا في الصين، ويمتلك المسرح الصيني أعمالا كلاسيكية ذات قيمة أدبية عالية، وهذا ما نجده في بعض المسرحيات المؤلفة في عصر الملك "إيوان".

المسرح الصيني المعاصر

بعد الاستقلال سنة 1945، أعدت الجهات الثقافية في الصين خطة لإقناع الحكومة الصينية لتطوير المسرح والحركة الثقافية ككل، من خلال التركيز على إنتاج وإعداد المسارح الشعبية، فانتعش مسرح خيال الظل أحد المسارح المهمة التي تستهوي جماهير الصين.

وفي عام 1953، تم إنشاء مسرح العرائس الحكومي في العاصمة ليجمع كبار لاعبي العرائس ويُعلم الفن العرائسي للشباب والهواة، كما ازدهر فن الرقص الشعبي وخُصصت ميزانية مهمة لتصميم الأزياء وتنفيذها، سواء في الرقص التعبيري أو الرقص.


أهم المسارح
يُعَد مسرح الفن الحكومي في بكين أهم المسارح الموجودة في الصين؛ حيث يحظى بمبنى خاص به وتفرعت عنه عدة فرق مسرحية، تتبعه المدرسة العليا لفنون التمثيل بالعاصمة بكين.

ويقدم مسرح الفن الحكومي في بكين المؤلفين الدراميين الجدد، ويتيح لكل طبقات المجتمع الصيني مشاهدة ما يستهويهم ويتناسب مع ثقافتهم وهواياتهم ويلبي تطلعاتهم من الفن الرابع والمسرح الكبير بـ"نانجينغ" ودار "هاربن" للأوبرا ومسرح خيال الظل المعروف بـ"الفانوس الأحمر".





الأربعاء، 18 يوليو 2018

المسرح العربي معزوفة لم تكتمل بعد

مجلة الفنون المسرحية

المسرح العربي معزوفة لم تكتمل بعد


أحمد مروان - العرب


المسرح العربي يعاني بشدة من غياب النصوص المسرحية، وأيضا ندرة كتاب المسرح الذين كانوا يكتبون خصيصا للمسرح

أكد نقاد مسرحيون مصريون أن المسرح العربي يعاني بشدة من غياب النصوص المسرحية، وأيضا ندرة كتاب المسرح الذين كانوا يكتبون خصيصا للمسرح مثل: توفيق الحكيم وعزيز أباظة وعبدالرحمن الشرقاوي، وغيرهم حيث كانت النصوص مزدهرة وتنشر ككتب أدبية مسرحية. فالمخرجون يبحثون عن نصوص جيدة أو كتاب مسرحي يعيدون له تألقه وازدهاره من جديد، واختلفت الآراء وتنوعت الأسباب حول طبيعة الأزمة.

كتاب نادرون
يقول المخرج المسرحي عصام السيد “بالفعل تغيب النصوص المسرحية العربية الجيدة، مما جعل معزوفة المسرح العربي المتكامل ناقصة، فالمؤلف المسرحي العربي لا يعرف جمهوره جيدا، وبالتالي ما يكتبه لا يصل إليه. إن الكاتب المسرحي من الضروري أن يكون شديد الحساسية لما يشهده المجتمع من تطوّرات، وأن تكون لديه إرهاصات بالمستقبل واستشعار للأحداث، رغم أن الكاتب المسرحي العربي الذي لديه هذه القدرة أصبح عملة نادرة، النص المسرحي الذي نريده هو نص عربي بالدرجة الأولى يفجر الواقع ويعرض له، بحيث يحمل الخصائص النفسية والسمات المتعلّقة بالشخصية العربية، وليس مجرد مسوخ نراها في بعض الكتابات”.


يعاني المسرح العربي اليوم من تراجع في الإقبال عليه، يرده الكثيرون إلى التطور التكنولوجي والتواصلي وتسارع إيقاع الزمن والأحداث، لكن علاوة على هذه الأسباب يعيد البعض التراجع الذي يشهده المسرح إلى عوامل داخل المسرح ذاته، ولعل أبرزها التراجع الكبير في الكتابة المسرحية، حيث نادرا ما نجد من يكتب للمسرح، بل أصبح المخرجون أنفسهم هم من يقومون بالكتابة التي تأتي أغلبها مقتبسة، ويقومون أيضا بالإخراج، وهو ما أدّى إلى تراجع فني واضح في الأعمال المسرحية.

ويؤكد السيد أن المسرح العربي المتكامل في حاجة إلى توافر العناصر المسرحية كاملة من مؤلف جيد إلى ممثل جيد ومخرج ومصمم جيدين، معتقدا أن هذه معزوفة لم تكتمل بعد، ولا يزال الأمل معلقا في أن تكتمل، موضحا أن المشكلة يبدأ علاجها من معرفتها جيدا، وحتى لا ندور في حلقة مفرغة، فإن مشكلة النص في المسرح العربي هي الأساس الذي تتولّد منه بقية المشاكل.

ويشير الدكتور أحمد إبراهيم، أستاذ الدراما بالمعهد العالي للفنون المسرحية، إلى أن محاولة تقديم نص رصين في المسرح وسط هذا السيل العارم من الإسفاف والابتذال يُعدّ نوعا من البطولة، فقد اتجه بعض كُتّاب المسرح إلى المكاسب المادية وأهملوا مناقشة القضايا السائدة في المجتمع، ولهم وجهة نظر في ذلك، وهي التسلية والترفيه عن الجمهور، والابتعاد عن الأفكار المأساوية أو القضايا المؤلمة التي تسبّب له الحزن والألم، ولذلك يتجه الجمهور إلى هذا النوع من المسرح القائم على الترفيه، وبالطبع يُعتبر ذلك عدم التزام ونوعا من العبث، لأن المسرح التزام، والمسرح يقود الجماهير، والمسرح يضيء الوعي ويغيّر الأفكار، والقضية حقا قضية نص جيد.

ويقول رأفت شرف الدين أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون “علينا أن نعترف أن النصوص المسرحية أصبحت نادرة وإذا ألقينا نظرة على ما يحدث الآن على خشبة المسرح سنجد مهازل كثيرة حيث لا تعتمد الدراما على نص مكتوب لكاتب متخصص أكثر من اعتمادها على الارتجال والخروج عن النص وقدرة الممثل على إضافة ما يضحك الجمهور دون هدف”.

أزمة أبعد من النص

من وجهة نظر الناقدة المسرحية هدى وصفي، إن الأزمة ليست أزمة نصوص، إنما الأزمة تتمثّل في تنفيذ الأعمال المسرحية الجيدة، ومدى ما يتوافر لها من إمكانات سواء على مستوى الرؤية الحقيقية كمعالجة نص ما، أو مستوى المسرح الذي سنقدّم عليه هذه الرؤية، أو مستوى الممثلين الذين بإمكانهم تجسيد هذه الرؤية، فهناك العديد من الفنانين سواء كانوا ممثلين أو مخرجين استطاعوا أن يكونوا أسماء كبيرة ولهم سمعة كبيرة، لأنهم أعادوا صياغة نصوص مسرحية جديدة بتقنيات حديثة، وهناك أيضا الكثير من المبدعين الذين اعتمدوا على مخطوطات مسرحية بسيطة، وبالتدريب وباستخدام التقنيات المميّزة استطاعوا أن يكوّنوا عالما فنيا مميّزا خاصا بهم.

الأزمة ليست أزمة نصوص، إنما الأزمة تتمثّل في تنفيذ الأعمال المسرحية الجيدة، ومدى ما يتوافر لها من إمكانات

ويؤيّد علي جمال الدين، أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون، وجهة نظر الناقدة، فيقول “من واقع متابعتي للحركة المسرحية سواء في المعاهد أو في أكاديمية الفنون أو على مسرح القطاعين العام والخاص، فإنني أرى أنه لا توجد أزمة في انعدام النصوص المسرحية الجيدة، فهناك العديد من النصوص المسرحية الجديدة الجيدة التي تحاول أن تخوض تجارب تجريبية جديدة في أكثر من اتجاه، لكني أرى أن المشكلة الحقيقية والتي تعطي إحساسا عاما بوجود أزمة هي غياب القنوات التي يمكن من خلالها توصيل الإبداع المكتوب إلى إبداع مشاهد، أي الخروج من طور القراءة إلى طور ظهور النص المسرحي على خشبة المسرح، إذا كنت تملك علاقات شخصية أو كنت من أهل الوسط، فنصوصك المسرحية ستجد طريقها إلى التمثيل على المسرح. إذن فكثيرا ما نرى المبدعين الحقيقيين موصدة أمامهم الأبواب رغم جودة ما يكتبون، ويتم كل هذا في غياب الصحافة الفنية، وغياب النقد الحقيقي الذي باستطاعته أن يلفت الأنظار إلى وجود خلل”.

في حين يرى وليد إسماعيل أستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون، أن أزمة النص المسرحي ليست مرتبطة بالمؤلف فقط، فهي مرتبطة بالمخرج أيضا ومرتبطة بالمتلقي أو الجمهور، فالمخرج الجيد هو الذي يفهم ويعي قيمة النص المسرحي، كذلك فإن الجمهور يؤثّر على اختيار المخرج للنص وطريقة معالجته، إن ما يوجد الآن في المسرح ليس مسرحا، لكنه أقرب إلى الملهى الليلي.

ويضيف إسماعيل “إذا عدنا إلى النص المسرحي الذي يبدعه المؤلف، نجد أن المؤلف قد أثّرت عليه المتغيّرات والأحداث المتلاحقة من حوله سواء كانت أحداثا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فهذه الأحداث تحتاج إلى تأمل لاستيعابها والتعبير عنها. وفي رأيي قد يكون الانفتاح على التجارب المسرحية العالمية والكتابات المسرحية العالمية طريقا للخروج من هذه الأزمة، بحيث تساير تلك التجارب مجتمعاتنا العربية”.

ويؤكد إسماعيل أن ثقافة الجمهور ذاته متدهورة، فليس لدينا جمهور مسرحي على وعي كامل بقضايا وطنه، فنحن نجد أن هذا الجمهور يقبل على الأعمال الهابطة التي ليس لها هدف سوى إثارة الضحك ووضع إمكانيات الممثل في خدمة الجمهور، لذلك علينا الاهتمام بالمسرح المدرسي والجامعي وتثقيف الطلاب في المدارس حول معنى المسرح وثقافة المسرح. نحن في حاجة إلى جمهور أكثر ثقافة ووعيا وارتباطا بقضايا وطنه وأمته، وليس الجمهور الذي لا يملك الرؤية أو الوعي.

صراع بين سكينة درابيل وجواد الخودي، فمن الذي بات ولم يصبح؟ا

مجلة الفنون المسرحية

صراع بين سكينة درابيل وجواد الخودي، فمن الذي بات ولم يصبح؟ا


ليلى طوبى -  أستاذة الفن الدرامي

سكينة ردابيل في صراع فني مع جواد الخودي، أو حينما يقترح الفن رؤيته الصراعية، في هذا الإطار لزاما أن نشير لمسألة أساسية وهامة وهو أن الصراع خاصية في الفن ولا فن بدون صراع، وهو المتعارف عليه بالصراع الدرامي الذي يأتي من خلال تناقض الآراء ووجهات النظر بالنسبة لقضية أو فكرة ما بين شخصيات المسرحية، لذا يعتبر النقاد أن لا مسرح بدون صراع، لأن السر في الشخصية المسرحية هي أن تظهر في مواقف صراع؛ ومن تم تبنى قيمة المسرحية في اجتماع شخصياتها إزاء قضية أو فكرة تتصارع حولها فتتفق أو تختلف لتنتهي غلبة وجهة نظر هذه الشخصية لكون الشخصية آلية درامية تبدأ كسارد لدى الكاتب وتتحول إلى روح صراعية داخل النص تم تتحول إلى فاعل وفعل حينما بتمثلها الممثل الذي يحققها واقعيا من عالم الورق إلى عالم الظهور والامتثال وذلك عبر دراماتولك وتصور فني وتقني يسهم فيه طاقم كبير يخرج تلك الشخصية إلى التواصل المباشر مع الجهور.
تستدعي اشتراطات النص والعرض المسرحيين منذ الاغريق تأكيد وتفعيل الحالات الصراعية بين ثنائيات الفرد والمجتمع، الفرد والسلطة،  الفرد والوجود،  من منطلقات درامية يكون فيها الفعل هو الأساس في توليد هذا الصراع ، الذي يتحقق أما افقيا أو عموديا.
في مسرحية باث ما اصبح نحن فعلا أمام صراع بصيغة التعدد، صراع درامي خلقه نص مسرحي تحول إلى عرض يوشي أن بات ماصبح، بمعنى الدوبان والأفول والغياب، كما يوشي العنوان أننا أمام فرد هو الذي باث ولم يصبح، فمن هو؟ا هل هو جواد الخودي في صراعه الدرامي مع شخصيات متعددة منها شخصية سكينة درابيل الممثلة وغالبا الشخصية، ويعود الأمر لسكينة كذلك هل هي التي باتت ولم تصبح، كشخصية في المسرحية؟ا أم بات ماصبح هو شيء آخر أو شخصية أخرى..
هنا بتداخل لدينا الصراعين، الذي يوشي أنه بالفعل هناك، صراع درامي وصراع آخر فني، على الأقل من خلال أفق انتظارنا الفرجوي؟ا قد يحضر في العرض المسرحي المقترح وقد يغيب. ولأن الصراع فعل درامي داخلي وآلية تخلق الفرجة والتلقي، فجمهور المسرحية غالبا يحضر لفرجته المقترحة يوم الجمعة 20 يوليوز 2018 بسينما ريالطو، من خلال هذا المنتظر الصراعي الذي سيتحقق حتما في جانبه الدرامي ولمالا في جانبه الفني والتقني، وقد نكون نحن الجمهور، الذي بات ماصبح؟ا..



الاثنين، 16 يوليو 2018

بيان صحفى من إدارة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبي الدورة 25

مجلة الفنون المسرحية

أصدرت ادارة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر و التجريبى بيانا صحقيا جاء فيه مايلي : 

تعرب إدارة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى فى دورته الخامسة والعشرين عن فخرها واعتزازها بتلقى أكثر من 160 طلب مشاركة من العروض العربية والأجنبية مما يعكس حجم التقدير للمهرجان ولدور مصر الثقافى والفنى  ومدى الحرص على الحضور والتفاعل مع الإحتفال باليوبيل الفضى للمهرجان .. غير أن الإدارة تعتذر لاضطرارها  إلى استقبال عدد محدود من العروض لا يزيد على الخمسة وعشرين عرضا راعينا في انتقائها التنوع الثقافى والمشهدى وعنصر الجدة ، ونتمنى كل التوفيق لمبدعى المسرح وحملة رسالته سواء من المشاركين فى هذه الدورة أو من الذين نأمل فى استمرار تواصلهم ونرحب بمشاركتهم فى الأعوام المقبلة

و كانت لجان المشاهدة للمهرجان قد انتهت من مشاهدة جميع العروض المتقدمة للمشاركة و التى بلغت 83 عرضا من 36 دولة اجنبية ، و 77  عرضا من 15  دولة عربية ، و كانت اكثر الدول الاجنبية مشاركة هى البرازيل ب12 عرض و اكثر الدول العربية هى تونس و تقدمت ب 17 عرض مسرحى بالاضافة الى 3 عروض انتاج مشترك ما بين دول عربية و اخرى اجنبية

و هكذا تصبح هذه الدورة قياسية فى عدد المتقدمين للمشاركة منذ عودة المهرجان و حتى الان .

و قد اختارت اللجان 25 عرضا مسرحيا ، منها 11 عرضا اجنبيا ، تمثل 9  دول و 9عروض عربيه من 8 دول ، بالإضافة الى تقليد جديد يستحدثه المهرجان لأول مرة حيث تقام ندوة عن موضوع محدد و تصاحب الندوة عروض فى نفس الموضوع .

الجمعة، 13 يوليو 2018

37 عرضاً في دورة «القومي للمسرح المصري» الـ11

مجلة الفنون المسرحية


37 عرضاً في دورة «القومي للمسرح المصري» الـ11

 رويترز :

أعلن المهرجان القومي للمسرح المصري مشاركة 37 عرضاً مسرحياً في المسابقة الرسمية للدورة الحادية عشرة التي تنطلق الأسبوع المقبل.

وتمثل العروض المشاركة مختلف قطاعات المسرح المصري الحكومي والخاص والجامعي وكذلك مسرح الطفل.

وقال المخرج إسماعيل مختار، مدير المهرجان، في مؤتمر صحافي أمس: المهرجان القومي للمسرح يعتبر من أهم الفعاليات التي تقام كل عام، وهو فرصة للمسرحيين من أجل أن يلتقوا ويشاهدوا أعمال بعضهم البعض.

وأضاف: وجود 37 عرضاً في المسابقة الرسمية له معنى كبير.. مصر تنتج أكثر من 2500 عرض سنوياً، ونحن لدينا طاقات إبداعية كبيرة جداً في مسارح الدولة والجامعات والمعهد العالي للفنون المسرحية وفرق المستقلين، وهدفنا هو حركة مسرحية قوية.

عروض

ومن أبرز العروض المشاركة (سلم نفسك) من إنتاج صندوق التنمية الثقافية وإخراج خالد جلال، و(يوتيرن) من إنتاج مسرح الطليعة وإخراج السعيد منسي، و(مسافر ليل) من إنتاج مسرح الهناجر وإخراج محمود فؤاد صدقي، و(قلعة الموت) لفرقة الرقص المسرحي الحديث وإخراج مناضل عنتر.

يبلغ إجمالي قيمة جوائز المهرجان 375 ألف جنيه (نحو 21 ألف دولار). وتقدم جميع العروض بالمجان للجمهور في الفترة من 19 يوليو إلى الثاني من أغسطس. ويكرم المهرجان في دورته الجديدة مجموعة من الفنانين المصريين منهم الممثلة سميرة محسن والمخرج جلال الشرقاوي والكاتب محمد أبو العلا السلاموني.

مسرح

كما يهدي المهرجان دورته الحادية عشرة إلى روح الكاتب الراحل محمود دياب (1932-1983) الذي قدم عشرات الأعمال للمسرح المصري منها: (باب الفتوح)، (البيت القديم)، (الزوبعة)، (أرض لا تنبت الزهور)، إضافة إلى العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية.

ويقام على هامش المهرجان (ملتقى الطفل) الذي يضم ستة عروض وتشرف عليه الممثلة عزة لبيب.

وقال الناقد المسرحي حسن عطية رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري في المؤتمر الصحفي: إن دولة السودان هي ضيف الشرف هذا العام. ويعرض لها المهرجان مسرحية (كتمت) تأليف نصر الدين عبد الله وإخراج حاتم محمد علي.

كتاب «مقاربات جمالية».. بين نظريات الفلسفة وملامح العرض المسرحي .. مهارة المخرج وثقافته العالية تجعلان الصورة المسرحية عميقة التأثير

مجلة الفنون المسرحية

كتاب «مقاربات جمالية».. بين نظريات الفلسفة وملامح العرض المسرحي .. مهارة المخرج وثقافته العالية تجعلان الصورة المسرحية عميقة التأثير

جمال الصايغ - البيان 


يبحث كتاب «المقاربات الجمالية للاتجاهات الإخراجية في تشكيل العرض المسرحي»، لمؤلفه د. حازم عبد المجيد إسماعيل، في علاقات النظريات الفلسفية الجمالية بالفن المسرحي، وتقارب هذه النظريات من اتجاهات الإخراج المسرحي ضمن تشكيل عناصره السمعية والبصرية. ويرى الباحث أن نسق التقارب هذا يشكل نموذجاً جمالياً ومفهوماً تطبيقياً ضمن تناغم الخواص للنظرية الفلسفية الجمالية ومقاربتها مع اتجاه إخراجي معين لجهة تطبيقه لعناصر العرض وتشكيلها في الفضاء المسرحي.

ويناقش الكتاب موضوعات دراسته ضمن فلك تساؤل أساسي هو: هل بإمكان العرض المسرحي تشكيل اتجاهات إخراجية معينة بالاستناد إلى النظرية الفلسفية الجمالية..فتأسيس القيم الإخراجية هذه وفق التنظيرات الأساسية لهذا المفهوم، من خلال نمط المقاربات واكتشاف العناصر المنطقية لصيغ التقارب وصياغة منطوقها؟

كما يدرس المؤلف مدى إمكانية تكون ورسوخ فلسفة جمالية للإخراج المسرحي بالاعتماد على القيم التكوينية لتشكيل العرض المسرحي، مع الاحتفاظ بالأبعاد التنظيرية للمخرج واعتماداً على صيغ التقارب بوصفها مفاهيم نابعة من فكر جمالي فلسفي يتسق مع نمط التشكيل النهائي.

وتحددت معطيات الإطار النظري للكتاب على مباحث أربعة، جاء الأول تحت تسمية «المنطوق المقارب وأبعاده..النظرية الفلسفية الجمالية»/أي التأسيس الجمالي/. ويتطرق الباحث فيه للفلسفة العامة والنظرة الجمالية للفلسفة الأرسطية والمعنى المتضمن فيها، ومن ثم «الجليل الفني» في الفلسفة الكانطية، والإرادة الحرة في فلسفة شوبنهاور، وثيمة القوة لدى نيتشة، إلى جانب مايعرف ب«الحس الخالص»عند برجسون والأمكنة الجمالية في فلسفة غاستون باشلار.
ويتناول الفصل الثاني «المنطوق الإخراجي في الاتجاهات المسرحية»، نمط الاتجاه الإخراجي والخصائص التي تنظم أواصره مع المبحث السابق، حيث يعرض الكاتب هذه الخصائص على محور التوجه العام للفكر الإخراجي، وثانياً محور الجمالية في تشكيل عناصر العرض وفق أطر التعريف باشتغالها،وتحديد علاقات التقارب للمفهوم الجمالي دون الابتعاد عن الحدود الموضوعية لهذا التقارب.

ومثال ذلك في«مسرح قسطنطين ستانسلافسكي حيث مفهوم النسبية الأرسطية واضح جلي وفق ما تنتجه القيم العامة لاتجاه ستانسلافسكي الإخراجي، ليس لجهة المطابقة الطبيعية أو التناغم، ولكن لجهة المعالجة الفنية بخواصها الجمالية لهذا الواقع». كذلك يستعرض هذا الفصل الخصائص الإخراجية لاتجاهات بيجي كروتوفسكي وأدولف آبيا وريتشارد فاغنر وكوردن كريك وتادوش كانتور، وفي ثالث الفصول يتناول المؤلف أبعاد تقاربها مع الفلسفة الكانطية وفلسفة شوبنهاور ونيتشة وبرجسون وغاستون باشلار.

ويناقش الفصل الرابع، التأسيس الفلسفي الجمالي للاتجاهات المسرحية في عناصر العرض، أي بناء العرض ضمن صيغ المقاربة هذه. فيما يحلل المؤلف في الفصل الخامس، ستة عروض مسرحية قدمت ضمن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورة العام 2005، وذلك وفقاً لمتطلبات البحث النظرية ومؤشراته ونتائجه.

ويبين المؤلف أن المقصود بالمقاربة بين المعطيات العامة للنظريات الفلسفية وبين المعطيات التطبيقية لتشكيل العرض المسرحي،«طرح خواص النظرية الفلسفية الجمالية من خلال مقوماتها المحددة لتبيان تقاربها مع البناء العام للنظرية أو الاتجاه الإخراجي لأطر العرض»، والوصول إلى هذه الغايات من خلال الكشف عن النمط التطبيقي للأخير، بعد تحوله من نمطه التنظيري إلى نمطه التشخيصي واعتماد المخرج كمفكر لاستعاضة خواص الفيلسوف بالاعتماد على توافق الأفكار، وَمِنْ ثَمَّ تقديم الفكر الإخراجي للأسس العامة والمعايير الخاصة التي تحول الفكر مع الخيال إلى شكل ملموس في أبعاد التشكيل للعرض المسرحي، عبر عمليات التحويل بين المعطيات الأدبية للنص الدرامي والمعطيات التخيلية الإيديولوجية له.

ويلفت إسماعيل إلى أن التفسير الفلسفي للجمال الفني، ليس تحليلا أو عرضا أو نظرية نقدية باتجاه معين، لكنه ينطوي على معايير منطقية في التفسير للصياغات الجمالية والتشكيلية للمنجز الفني. واعتماد المعايير والخصائص التي استند إليها، عبر الأثر الفكري والجمالي الذي تتركه الصورة المسرحية، وخاصة بتوافر القيمة الفلسفية الجمالية للمخرج وهي البعد العام للمفاهيم المسرحية. ولهذا فإن الصورة المسرحية تبدأ من خلال تلك العمليات المترابطة ومن خلال القيمة الفلسفية الجمالية، وهي محاولة البحث للوصول إليها.

ويخلص الكتاب إلى أن القيمة الفكرية والمفاهيم الجمالية إذا ما تمت صياغتها أو بلورة تنظيراتها في سياقات فكرية أخرى، ولاسيما المسرحية تحديدًا، فإنها تشكل علاقة إضافية لتقويم الطابع التشكيلي والتطبيقي لتلك الرؤى التخيلية والمنهجية ضمن أطر كل اتجاه إخراجي، وهذه العلاقة تؤكد إمكانية تعميق الفكر الجمالي الإخراجي إلى سياقات فلسفية وفق بناء وتشكيل العرض المسرحي.

الخميس، 12 يوليو 2018

اختتام فعاليات مشروع المسرح التفاعلي

مجلة الفنون المسرحية

اختتام فعاليات مشروع المسرح التفاعلي

(بترا)

اختتمت يوم  الثلاثاء 10/7/2018، في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي فعاليات مشروع المسرح التفاعلي الذي أقامته جمعية فرقة الزرقاء للفنون المسرحية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وأكد مدير مديرية ثقافة الزرقاء الدكتور منصور الزيود أهمية الدعم المقدم من صندوق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإتاحة المجال أمام الهيئات الثقافية والجمعيات الخيرية من أجل تمكين نفسها لتحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها .

وأوضح رئيس جمعية فرقة الزرقاء للفنون المسرحية المخرج خالد المسلماني أن المشروع استمر سنة كاملة تمكن خلالها من تدريب الشباب والشابات على المسرح التفاعلي وإنتاج مسرحية بعنوان "فلاش" طرحت العديد من القضايا التي تهم الشباب الأردني مثل التمكين الديمقراطي، وقضايا المحافظة على البيئة، والواسطة والمحسوبية، والمخدرات وأثرها السلبي على الشباب.

كما تفاعل الجمهور مع العرض المسرحي الذي قدمه الشباب المشتركين بالمشروع خلال حفل الافتتاح، إذ اشترك بالمشروع نحو 25 شابا وفتاة من المحافظة .

وفي ختام الحفل سلم الدكتور الزيود الشهادات إلى المشاركين بحضور المستشار في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بكر الحياري وضابط ارتباط الصندوق في محافظة الزرقاء عبد الملك العيسة وجمهور غفير من أبناء المحافظة.

في ورشة الارتجال ومسرحة الحكاية الشعبية ..فريق ناشئة الشارقة المسرحي يكسر الجدار الوهمي

مجلة الفنون المسرحية

في ورشة الارتجال ومسرحة الحكاية الشعبية ..فريق ناشئة الشارقة المسرحي يكسر الجدار الوهمي

سامح بدر :

تتواصل في مركز ناشئة خورفكان فعاليات ورشة "الارتجال ومسرحة القصص والحكايات الشعبية"، التي يقدمها المخرج والممثل المسرحي الفنان هامي بكار، لمنتسبي مراكز ناشئة الشارقة في المنطقة الشرقية، ضمن برنامج الفنون المسرحية الذي تنظمه ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين للعام الجاري 2018، في إطار خطتها الطموحة لتعزيز مهارات أبنائها في مختلف ألوان الفنون المسرحية بمستوياتها المتقدمة.

وتهدف الورشة إلى تطوير قدرات الناشئة في الارتجال، إضافة إلى إحياء التراث الشعبي الإماراتي الأصيل وربط الأبناء بتراث الأجداد وماضيهم العريق من خلال محور مسرحة القصص والحكايا الشعبية.

وتتمثل المرحلة الثانية للورشة في تدريب الناشئة على كيفية الانتقال من الحياة الواقعية إلى الحياة المسرحية بشكل تدريجي من خلال تمارين الخيال والعصف الذهني.

ويقول الفنان هامي بكار: انطلقنا من لحظات البوح واتخذناها كخطوة أولية للدخول في تفاصيل النص المسرحي الذي نستعد له حالياً كنتاج للورشة بكل تفاصيلها، وتم التركيز خلال تدريب الناشئة على تقنيات التأليف، وبناء النص المسرحي المرتجل غير المكتوب، إضافة إلى إكسابهم مهارات الاحتفاظ بالفكرة والسيناريو والحوار في أذهانهم من دون تدوينهم، كما تم التركيز  على تطوير أدوات الناشئ الممثل ومستوى أدائه.

وأضاف بكار: يعاني بعض من الشباب المشاركين في الورشة من الرهبة والخجل والخوف من مواجهة الجمهور فحاولنا من خلال التدريب وتمارين الثقة بالنفس، مساعدتهم في كسر الجدار الرابع الوهمي الذي يرسمه الممثل لنفسه كي لا يكون عائقاً بينه وبين خشبة المسرح، والانطلاق نحو التعبير التفاعلي مع الجمهور.

واشتملت الورشة على تعليم الناشئة أساسيات الديكور والسينوغرافيا المسرحية، ومهارات التعامل مع الفضاء المسرحي، إضافة إلى اختيار الموسيقا وكيفية التعبير من خلالها عن المشاهد المسرحية، فضلاً عن فنون الإضاءة والبؤر والأماكن المهمة التي يجب التركيز عليها خلال العمل المسرحي، وحاولنا خلال التدريب الابتعاد عن الشكل الكلاسيكي، مع التركيز على الشكل الواقعي الذي يتم من خلاله المزج بين المعقول باللامعقول " المسرح التوثيقي".

ويقول الفاتح حميدة المشرف على البرامج مسرحية في مراكز ناشئة الشارقة بالمنطقة الشرقية: نسعى في ناشئة الشارقة من خلال هذه الورشة وخصوصاً ما يتعلق بمحور مسرحة القصص والحكايات الشعبية؛ إلى تأصيل المسرح وفنونه المختلفة في نفوس النشء في إمارة الشارقة، لأن المسرح نشأ في الأصل من رحم الأسطورة والحكايات الشعبية التي تعبر من خلال الخيال الجمعي عن الحياة الاجتماعية العامة للمجتمع الإماراتي منذ القدم، وعادات وتقاليد الآباء والأجداد، بالشكل الذي من شأنه تأصيل قيم المواطنة  وتعميق مفاهيم الولاء والانتماء للوطن في نفوس الناشئة.

ومن خلال السياق الدرامي للعمل المسرحي الذي يتدرب عليه الناشئة حالياً في المرحلة الأخيرة من الورشة يتم استحضار الماضي من قصة شعبية بعنوان "ذكاء خارق"، من كتاب حكايات شعبية من المنطقة الشرقية جمع وإعداد منيرة عبد الله الحميدي، إضافة إلى مواكبة الحضارة والتقدم دون التخلي عن أصالة الماضي وعراقته.

ويقول الناشئ طحنون عبيد: تعلمت من خلال الورشة كيفية عمل الديكور ومهارات تنفيذ الإضاءة المسرحية، كما تعلمت كيف أعبر عما بداخلي من دون ارتباك أو خوف من الجمهور، وليس من خلال ورق مكتوب، وإنما عبر التخيل والتفكير والارتجال كي أتمكن من أداء المشهد الذي أقوم بتمثيله.







إسماعيل عبدالله: خطة عشرية لإعادة المسرح المدرسي إلى الواجهة

مجلة الفنون المسرحية

إسماعيل عبدالله: خطة عشرية لإعادة المسرح المدرسي إلى الواجهة

قال إسماعيل عبدالله رئيس الهيئة العربية للمسرح: “لقد قمنا بدعم ٧ مهرجانات مسرحية فى ٧ دول، وجاء اختيار هذه الدول لافتقارها وجود مهرجان مسرحى قومى”.

وأضاف “عبدالله”مصر فيها العديد من المهرجانات كالمهرجان القومى للمسرح، كما أن الهيئة العربية لديها اتفاقية تعاون بينها وبين المهرجان القاهرة للمسرحى التجريبى والمعاصر والذى نقوم فيه بدعم الورش المسرحية التى تقدم على هامش المهرجان، ومهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى، وأن هذا دورنا المنوطين به فى الهيئة العربية للمسرح، وهو العمل على التدريب والتطوير، وأن الدعم المقدم للورش على مستوى الوطن العربى لا يتوقف أبدًا سواءً كانت على هامش المهرجانات أو ورش تعمل بشكل مستقل”.
وتابع: “الهيئة تعمل على مشروع استراتيجية تطوير المسرح المدرسى، ووضعنا خطة عشرية فى إعادة المسرح المدرسى إلى الواجهة، ففى خلال عامين انتهينا من تأهيل ٧ آلاف مدرب على مستوى الوطن العربى، مطلوب من كل مدرب أن يقوم بتدريب ٢٥ أستاذًا للإشراف على المسرح بداخل المدارس”.

الأربعاء، 11 يوليو 2018

شروط ومواعيد المشاركة بالمعرض الرابع للسينوغرافيين

مجلة الفنون المسرحية

شروط ومواعيد المشاركة بالمعرض الرابع للسينوغرافيين

مسرحنا :


أعلن مصمم الديكور حازم شبل عن شروط ومواعيد المعرض الرابع للسينوجرافيين المصريين (مصممو الديكور والأزياء والإضاءة المسرحية) الذي يقام في الفترة من 19 إلى 31 يوليو 2018 بقاعة المعرض بمركز الهناجر للفنون.
قال مصمم الديكور حازم شبل: آخر موعد لتسجيل الاشتراك بالمعرض 30 يونيو 2018 ويقوم بتنظيم المعرض مجموعة المركز المصري للسينوجرافيين وتقنيي المسرح ESTTC الأعضاء في الهيئة العالمية للسينوجرافيين ومعماريي وتقنيي المسرح OISTAT.. وتحت رعاية قطاع شؤون الإنتاج الثقافي – وزارة الثقافة.. وتزامنا مع فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري.
وأوضح شبل أن المعرض قسمان: الأول قسم المصممين المحترفين وهو قسم مخصص لتصميمات مسرحية نفذت بالفعل وعرضت مسرحيا أمام جماهير.. في آخر أربع سنوات منذ يناير 2014، وقسم آخر يقام لأول مرة تحت اسم «التصميمات المسرحية للطلبة» (رسم – ماكيت – موديل أزياء – ريندر.. إلخ) ولا يشترط أن تكون نفذت على المسرح.. للطلبة من أقسام تصميم عناصر السينوجرافيا المسرحية من أكاديمية الفنون وجامعات ومعاهد مصر (للطلبة الحاليين أو خريجين جدد آخر سنتين من 2016)، مشيرا إلى أن مشاركات الطلبة خاضعة للتقييم المسبق من المنظمين، ومشاركات المحترفين خاضعة للمساحة وجودة صور العروض.
كما يستضيف المعرض معرض للأزياء المسرحية التاريخية لعروض المسرح القومي يشرف عليه الفنانة نعيمة عجمي.
وعن شروط التسجيل قال شبل: ترسل البيانات على الإيميل الآتي:  HYPERLINK «mailto:esttc2018@gmail.com» esttc2018@gmail.com، وعن البيانات المطلوبة اسم العارض وصفته (محترفا أو طالبا) مع ذكر اسم القسم والجامعة أو المعهد للطلبة، رقم تليفون للتواصل، صورة أو صورتان للتصميم (رسم – مجسم – رندر.. إلخ)، ما لا يقل عن أربع صور فوتوغرافية (عالية الجودة) من العرض المسرحي.. توضح فكرة التصميم وشكله منفذا، بيانات كاملة لأسماء: العرض – جهة الإنتاج – مكان العرض – المؤلف – المخرج – المعد – مصمم الديكور – مصمم الأزياء – مصمم الإضاءة – المصور الفوتوغرافي – تاريخ الإنتاج، بيان سيرة ذاتية للمشترك (كاملا) و(آخر مختصر بحد أقصى عشرة أسطر)، إضافة إلى صورة شخصية.
وعن الشروط العامة للمشاركة قال شبل: تصميمان فقط لمسرحيتين مختلفتين هو الحد الأقصى للمشاركة في حالة توفر مساحة، الالتزام بتسديد الحد الأدنى لتكلفة تجهيزات المعرض التي سوف تقسم على العارضين (200 جنيه تقريبا)، كل عارض مسئول عن إحضار معروضاته سواء لوحات أصلية أو مطبوعة أو صور أو موديل، إقرار بالموافقة على نشر الصور وكامل البيانات في أي من وسائل النشر بأنواعها المختلفة، التزام كل عارض بأن يسلم معروضاته بنفسه في قاعة المعرض بمركز الهناجر للفنون يوم 17 يوليو 2018.. وإلا سوف يعتبر منسحبا من العرض.. وسوف تعطى مساحة عرضه لعارض آخر، التزام كل عارض بأن يتسلم معروضاته بنفسه في نهاية يوم 31 يوليو 2018.. والمنظمون غير مسئولين عن المعروضات بعد ذلك.
وأضاف شبل أن آخر موعد للتسجيل منتصف ليلة 30 يونيو 2018 ولن يلتفت لأي تسجيل بعد هذا الموعد أو لأي صور غير عالية الجودة أو لا توضح تنفيذ التصميم أو لأي مشترك ببيانات غير كاملة.
جدير بالذكر أن هذا هو المعرض الرابع لمصممي سينوغرافيا المسرح المصريين.. الدورة الأولى كانت في مايو 2012 برعاية قطاع العلاقات الثقافية الخارجية.. والدورة الثانية كانت بالتزامن مع المهرجان القومي للمسرح 2014.. والثالثة بالتزامن مع مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر سبتمبر 2016.
أقيمت جميع الدورات السابق ذكرها بقاعة المعرض بمركز الهناجر للفنون.. بتنظيم من مجموعة المركز المصري للسينوغرافيين وتقنيي المسرح ESTTC الأعضاء في الهيئة العالمية للسينوغرافيين ومعماريي وتقنيي المسرح OISTAT.. وتحت رعاية قطاع شؤون الإنتاج الثقافي – وزارة الثقافة.


خرافة ستانسلافسكي حول العقل الباطن

مجلة الفنون المسرحية

خرافة ستانسلافسكي حول العقل الباطن

سرمد السرمدي - المثقف 

سرمد السرمديليس لعلم النفس ذلك التأثير المباشر على مهنة الممثل، بل على شخص الممثل كأي انسان آخر، وعلى الرغم من كثير المحاولات البحثية التي اتجهت بالدراسات الاكاديمية لفن التمثيل نحو تأكيد هذه العلاقة المباشرة ما بين اداء الممثل ونتاجات البحوث النفسية فهي في مجملها ليست اكثر من معاصرة مفتعلة ذات اهداف لم تخدم فن التمثيل بوصفه مادة بحثية خالصة، بل إن حتى المحاولات الغير اكاديمية لدراسة فن التمثيل قد اتجهت لاعتبار العلاقة بين علم النفس ومهنة الممثل اساس النجاح وعلى رأسهم ستانسلافسكي، حيث اتخذ ما وصل اليه علم النفس في وقته من مصطلحات واستخدمها وكأنها تخص فن التمثيل كالعقل الباطن وغيرها.

بشكل او بآخر يبدوا دون الحاجة لبذل أي جهد للتوضيح إن ستانسلافسكي ليست لديه ادنى فكرة عن العقل الباطن، فمن كلماته حول العقل الباطن يتضح الكم المفترض من عدم المعرفة التي اختص بها علماء النفس، وبخاصة عندما يحاول الالتفاف حول المصطلح ليؤكد انه لن يدل الممثل للعقل الباطن بل يضعه على مشارفه بل وانه سيعلم الممثل كيف يصل للعقل الباطن بطريقة غير مباشرة، وكأنه يعلم ما هي الطريقة المباشرة ولكن يعز عليه إن يسلمها للممثل، وكأنه امتلك السحر ويأبى إن يعطيه بالمجان لمنافسيه المحتملين، وهذا الموقف لن يدل اكثر من دلالته على انه هو نفسه لم يمتلك غير إن يكون على مشارف الحديث عن العقل الباطن، بل وليس ابعد من إن يكون لديه طريقة يقول عنها غير مباشرة، لأن ما من طريقة يملكها، والاكثر من ذلك إن امتلك الطريقة ووصل فعلا إلى الكيفية التي يفعل بها العقل الباطن كسر اساسي لنجاح الممثل في اداءه فعن أي عقل يتحدث بالضبط اهو عقل الممثل ام الشخصية في الوقت الذي يطالب الممثل فيه إن يتقمص الدور ويتلبس الشخصية بديلا عن شخصيته خارج خشبة المسرح ؟، وليس هذا فقط بل إن ستانسلافسكي لا يملك الطرق الفنية ليعلمها للممثل كي يصل للعقل الباطن، وفي هذا التصريح مشكلة يصعب فهم اساس وجودها بعيدا عن افتراض التناقض في ما يطرح، فهل تعامل مع الممثل كمريض نفسي ليكون للطرق النفسية اولوية عنده على الطرق الفنية ؟، فهو لا يملك هذه الطرق الفنية ولا يرى إن هنالك أي منها ايضا، لكي تساعد الممثل للوصول إلى العقل الباطن، ولم يقدم طرقا لا فنية ولا حتى نفسية يمكن اعتبارها الانجاز المنتظر منه بعد لا شرحه لهذا المصطلح، لأن كل ذلك اللف والدوران حول العقل الباطن الذي يراه مفتاح النجاح للممثل ولم يوضح ما هو هذا العقل الباطن، فلم يشرح عنه أي شيء ولم يستعن بمصادر علم النفس بالوقت الذي لم يمتلك بحثه الخاص عن المصطلح، بل لم يرى إن الممثل بحاجة لكي يفهم بل هو هنا ليطيع، فكيف يفترض انه يعلم الممثل من غير إن يشرع في بناء معرفته عن مادة الدرس، من حيث هو يفترضها مدرسة تعتمد على الحفظ لا الفهم، فكل كلماته توجيهات، والنصف الآخر تحذيرات من مخالفة ما يراه طريقا للممثل نحو النجاح في فنه، مع إن الطريق غير واضح، يتضح ذلك في كتاب إعداد الممثل لستانسلافسكي في الفصل السادس عشر الذي عنوانه عند مشارف العقل الباطن حيث يقول في الصفحة 372 (انني لن امدكم بأي طرق فنية للسيطرة على العقل الباطن وانما استطيع فقط إن اعلمكم الطريقة غير المباشرة التي تتيح لكم الوصول اليه والتي تجعلكم تسلمون لسلطانه زمام انفسكم.)، ليس مستغربا إن تعلق هذه المقولة في مدخل اكاديمية فنون مع انها لا تحمل أي طرق فنية، فكم من البحوث الفنية انجزت استنادا إلى مقولات ستانسلافسكي، مع انني استغرب عدم انجاز أي بحث في علم النفس يعتبره من الخبراء في اللا معرفة بالعقل الباطن.

باعتبار الممثل له حياته الخاصة خارج حدود مهنة الفن، يلغي هذا الفرض امكانية اعتماد مهنته على ما ترسخ في ما يسميه علم النفس بالعقل الباطن، ولأن تفسير اداءه بناءا على تقرير معتمد من خبير نفسي لن ينقذه من عملية قذف الجمهور له بالطماطم لو ازاح الاداء عن المرغوب، فلا يمكن مع هذا الحال المهدد بشكل مباشر لمهنته إن ينزوي متوسلا التأثير الغير مباشر الذي يفترضونه له عونا كل من المؤيدين لهذه الفكرة سواء من اكاديميين او كتاب سيرتهم كستانسلافسكي من االممثلين ذوي المحاولات االتنظيرية خارج اطار البحث العلمي لدراسة فن التمثيل، وبمعنى اخر إن كل ممثل يتخذ من نتاجات هذه المحاولات الدراسية طريقه ليكون ممثلا قد ينتهي بواقع يصارع فيه صدقها المفترض وهو يتحقق من عدمه واقعيا، وليس هذا فحسب بل إن كل ممثل يعتبر النجاح في التمثيل يعتمد اساسا على ما ترسب في داخل نفسه أي في عقله الباطن وما عليه الا الحفر لايجاد الماء ليروي نجاحه فهو مريض نفسي بحاجة للعلاج اكثر منه ممثل بحاجة للنجاح في مهنة التمثيل، والا لكان نزلاء مستشفى المجانين هم من يحصدون جوائز الاوسكار.




الثلاثاء، 10 يوليو 2018

قلق السؤال بين المسرح والـسرد

مجلة الفنون المسرحية

 قلق السؤال بين المسرح والـسرد


 نـجيب طــلال

تصــريح خارج السرد:
لیس ثمة إنسان یهتم بالمسرح اهتماما جادا، ویستطیع "( بيترك بــروك) یقول   
أن یمر ببریشت مرور الكـرام"

مبدئيا؛ لا تشكل هذه المقاربة إحاطة جامعة لما يحتويه المنجز – المسرح والسرد - بل إنها قراءة تبدوانتقائية. تلامس محتويات بعضه لتفكيك مرامي  وظيفته ؛ ونوعية إضافته في المنجز النقدي في المشهد المسرحي المغربي ؛لأن ما قـدمَه وخَـطـَّه صديقنا ورفيقنا في درب اللذة السيزيفية ؛ د/ محمد أبو الـعلا ؛ في منجزه الأخير [- المسرح والسرد نحو شعرية جديدة - ] فوجئت أيما مفاجأة؛ بحمولته النوعـية وتعـدد المصطلحات وتوظيفها في خطاب تحليلي ومقارباتي ؛ تلك هي فضيلة بحد ذاتها ؛ وفي نفس الوقت تبيانا للتطور الفكري والاشتغال المضن والمتميز في هذا المبحث ؛ وهذا لا يعني أن  منجزاته السابقة ( اللغات الدرامية وظائفها وآليات اشتغالها) و( المسرح المغربي من النقد إلى الإفتحاص / 2014) (المسرح المغربي: سؤال التنظير وأسئلة المنجز)2016
لا تحمل قيمتها المعـرفية والتحليلية؛ بالعكس؛ لقد ساهمت  وبالتأكيد من خلال القراءات والمناقشات. في تطوير تصوراته والبحث عن قيمة مضافة للمشهد المسرحي في مجاله النـقدي؛ وذلك من خلال المساهمة في الاشكالات الحالية وطرح أسئلة كبرى حولها؛ ايمانا  بروح ديونيزوس؛ الذي يحمله على عاتقه. ومسألة الأمـانة من هـذا النوع ليست بالهـينة ؛ إذ نحن وبدون مجاملة أمام اشتغال فيه من المهارة والحبكة المعرفية؛ تتناغم مع التعريض التلميحي لاجتراح التصريح من لدن القارئ/ المهتم لكي يتسلل منه  بريق نحو توقّعات جديدة.
 وبالتالي فاشتغاله على المسرح والسرد؛ يوحي ولو بشكل عابر للمهتمين والباحثين؛ بأن هناك انخراط عملي وفاعل في المباحث المستعصية الآن، وهذا ما تـَلَّمسُه مُقـَدم الكتاب د/ إبراهيم الهنائي وأشار إليه بالقول : وقد شكلت كـُل هذه المباحث مجموعة من المداخل ناقش من خلالها الباحث بعمق الإشكالات المتداولة الآن في الساحة 

المسرحية؛ محاولا تسليط الضوء على الشعريات الجديدة التي تتشكل انطلاقا من تداخل الخطابين السردي والمسرحي (1) فالاشتغال على خطابين/ جنسين: كُـل واحد منها له مكوناته وميكنزماته ومنطلقاته ؛ فالمسألة جد معقدة؛ ولاسيما أن المسرح في تركيبته العامة حركي/ دينامي/ /جمالي/ساحر/ بخلاف السرد هو كلامـي/  أسلوبي/ أدبي – وبالتالي فالسرد مكون من مكونات المسرح ( الآن) بخلاف عقود سابقة كان السرد هو المسرح ؛ بحيث كانت الفرق العربية في القرن التاسع عشر وأواسط الأربعينات من القرن العشرين ؛ تشير في ملصقاتها أنها ستقدم ( رواية ) كـذا ؛ ولا تخط (مسرحية) كـذا. وذلك نتيجة طغيان المفهوم الأدبي في مجالات فنون القول؛ وهـذا أسلوب منسجم إلى حَـد بعيد مع تاريخه وزمنية اشتغاله؛ ولاسيما أنه مجال حيوي من تراثنا المعرفي، وفاعل في خزان الذاكرة الجمعية بكل آلامهـا وآمالها ومتخيلاتها، لأنه أساسا من  الأساليب المتّبعة في القصص والروايات وكتابة المسرحيات؛ وقبل هذا وذاك .فالسرد تعبير إنساني ، تتم عـبره ترجمة الأفعال والسلوكيات الإنسانية والأمكنة والزمان إلى كثلة من المعاني  التي توظف فوق الركح ، وبناء على هذا فأقرب تعريف للسرد (هو) الحكي : وكان مقدم الكتاب الذي نحن بصدده استخلص هذا في عنوان فـَرعـي دال بالقول: عندما يفتح الركْـح ذراعيه لشهرزاد(2) بداهة فشهرزاد سيدة الحكي بامتياز ونموذج للسرد وهـذا یعْـني أنّ السرْدَ لا یـوجد إلاَّ بواسطة الحكایة ؛ وكما يعَـرفه جيرارجـينيت: هُـو قـَصُّ حادثة واحِـدة أو أكثر، خیالیة أو حقیقیة (3) وهـذا ينطبق على حكايا شهرزاد أو أبوزيد الهلالي أو العنترية وغيرهم؛ علما أن : السرد مصطلح نقدي حديث يعْـني "نقل الحادثة من صورتها الواقعية إلـى صـورة لغوية (4)  فمن هـذا المنطلق حـدد باحثنا الفاضل - أبو العـلا - الاشتغال على منجزه ؛ بطريقة مضمرة على أساس قلب الصورة اللغوية لصورة واقعية فوق الركح ؛ فمن هنا نجد أن عنوان الكتاب ؛ يحمل السرد كمعطوف على المسرح ؛ ولكن أثناء الغوص في حمولة الكتاب؛ نستشف وضعيات مختلفة بين المسرح والسرد / السرد والمسرح ؛ وهذا  التقلب طبيعي بحكم طبيعة الموضوع ؛ الذي يسعى لتقديم مقاربة نظرية لمصطلحات السرد والشعرية المسرحية ومجالات اشتغالها وتحولها من لغة حكائية إلى لغة مسرحية ، وعلى اعتبار أهمية الموضوع فإن إشكالية الدلالة المسرحية تفرض استقراء ومقاربة وضعيات ؛ وكـذا محاولة تأصيل وتحديد مفاهيم و مصطلحات خاصة التي انقذفت في البحـوث ما بعد الدراما ! وهذا ما يركز عليه الكاتب في مقدمته: وسعيا ما يتصل بالموضوع أثرنا المزاوجة في هذا الكتاب بين مباحث نظرية وأخرى متضمنة أو مجاورة؛ هاجسها التطبيقي افتحاص المتداول من مفاهيم ومقولات وإشكالات؛ منحدرة من خطاب ما بعْـد الدراما؛ تحت عنوان ومباحث موسومة (5) وهذا المعْـطى يتواطأ معه مقـدم الكتاب؛ في أخر الصفحة ( التاسعة) نتيجة هَـم الاشتغال  وقلق السؤال نحو شعرية جديدة أو بديلة تتغلغل في الممارسة المسرحية المغربية تحديدا.
قـلــق الــســؤال :
فـالتواطؤ له مبراراته الذاتية والموضوعية ؛ وهذا يتبين أن المقدمة مفعمة  بالأسئلة والتساؤلات؛ التي يبرز فيها علامة الاستفهام المرتبطة ب (هـل) نـفس الوضعية التساؤلية ؛ تتشظى جوانية الموضوع – المسرح و السرد - بحيث إنْ قمنا بإحصاء عدد التساؤلات والأسئلة؛ فهنا لا محالة سنسقط في المنهج الإحصائي؛ والذي يفرض لامحالة إحصاء حتى عـدد المصطلحات والمفاهيم  ك / التثاقف/المثاقفة/ التقـويض/ التناسج /التوطين/ الشعرية/.../ فترددها عـدة مرات و في سياقات مختلفة ؛ لأن المُؤلـَّف أصلا هو : إصدار جامع لمباحث فـَرقها الارتهان لمناسبات علمية متباينة؛ وجمعها ما اجترحناه من اشتغال على ما يعْـتمل الآن من شعرية واصلة بين الخطابين؛ بدل الفصل الأجناسي المتوارث عَـن بويطيقا أرسطو(6) فهنا سنـفـسد بهذا المنهج ماهَـوية الموضوع ؛ باعتباره حامل لرؤى فلسفية تتداخل وتتحاور جوانية الاشتغال السردي/المسرحي؛ المنزاح عن المنهج الإحصائي الذي هو أصلا من بين المناهج العلمية التي تضفي الصيغة العلمية البحثة؛ على الدراسات السياسية والاجتماعية ؛ التي ينعـدم فيها قلق السؤال؛ والذي يرتبط جدليا بمجالات الثقافة والفكر، لأن إنتاج مفاهيم وأسئلة جديدة يعتبر من أهم وظائف الفكر الفلسفي؛ الذي يعيش قلق السؤال والمغامرة في مجهول الذات والموضوع للبحث عن امكانات نحو شعريات جديدة ؛و التي تتفاعل مع الممارسة المسرحية ما بعد الحداثة ؛لأن صلب تفكير المنجز يتأطر في السؤال الجوهري- ألسنا في حاجة اليوم إلى إعادة النظر في خطابنا النقدي المحايث وتوسيع أسئلته  النقدية قياسا على توسيع موضوعه بالسرد؟(7) فهذا التساؤل فرضته المرحلة المفصلية والمناخات الثقافية المغايرة. ‏في عصرنا هـذا ؛ الذي يحمل معه ثورته الرقمية  ووسائط التواصل والاتصال؛ التي ساهَـمت في بروز الإنسان المرآوي . وفي ظل هـذا ؛ فالظرفية الآن تدفعنا لطرح وتوالد أسئلة /تساؤلات ؛ فكرية/ إبداعية ؛ وغير مسبوقة بالأساس؛ وذلك لمقاربة المستجدات المتعاقبة  بشكل مهول في زماننا هذا؛ زمن المعلومة  والصورة ؛ قبل المعرفة ،وبالتالي تحرض المهتمين والممارسين في المجال الإبداعي عموما ؛ لإعادة الرؤية النقدية تجاه الأسئلة المطروحة، وذلك من خلال اختلاف موقع السؤال ومقومات إجابته باختلاف الإشكالية التي تحتويه. هنا تزداد الإشكالية صعوبة ؛ حينما يبحـث الـسؤال عن إجابة ولو تقريبية؛ يصطدم حينما تتم الاجابة عنه بسؤال لاحق أو سابق ك: ماذا تشكل العودة إلى المحكي التراثي في 

المسرح العربي ؟هل هي إشارة لتصدع النموذج الغربي الذي هيمن ( وما يـزال) على المسرح العربي؟ (8) هنا تكمن روعة المبحث؛ الذي حاول قدر الإمكان خلخلة الجاهـز واليقيني من المعطيات؛ وذلك عبر التفكيك؛ الذي ينتج اللامعنى عبر السؤال والهدم؛ الذي يفرض على القارئ  - المفترض - مشاركته في البحث عن جواب أوإجابات حول سؤال الإشكالية؛ أو إشكالية السؤال؛ التي تحمل في طياتها قلق السؤال ؛ للقبض على المعنى. وهـذا مـا نلمسه منـذ البداية . وخاصة أن المنجز في عموميته وضع بدهاء ؛مسافة  بَـيْـنِية  بين المسرح والسرد والاحتفاء بعملية الابدال السردي ؛ التي أنتجت  في العمق اهـتجاسا بالتجريب ؛ الذي يحمل مظاهر الحماس المفرط في ترحيل تلك الدراماتورجيات خارج تخومها الغـربية .
نــقــطــة الــبدء:
إيمانا بالتحول الذي يعْـرفه العالم؛ والذي أعْـلن إفلاس الحداثة ؛ بعدما اسْـتنفدت  نفسها على حد تعبير «آلان تورين» ووصلت إلى مآزقها،  ممـا استدعى ممارسة نقدية لما ألت إليه الأمور؛ وأن الحل الفعـلي سيأتي من خارجها ؛ أي من التوجه المابعد حداثي الذي عمقته كتابات فوكو ودريدا استناداً لما تركته النتشوية من أفكار وطاقة تتوسم بإرادة المعرفة والقوة في تجاوزها لشروط إنتاج الحداثة. ‏هنا فالمسرح كما فكر فيه الصديق – محمد أبو العلا – بدوره مدرك لهذا التحول؛ وهذا نتيجة المواكبة والاطلاع التي تفرض نفسها؛ و تـؤطر باحِـثنا أنه لا يعيش في عوالمه الخاصة ؛أو في صومعته يفكركما يحلو له ؛ بل  موازاة بأبحاثه أنجز نصوصا مسرحية وبعض منها تم الاشتغال عليها؛ وثانيا ما يؤكـد هذا قوله في منجزه: ويتموقع المسرح في قلب هذا المتغير؛ انطلاقا من طبيعة خطابه وآليات تصريفه بناء على تقويض الهوية / هُـوية ذات الممثل؛ لتشييد أخرى مقنعة ؛ ثم انفتاحه المبكر على الآخر؛ بعد استنفاذ المسرح الغربي لأسئلته ( 9 ) هـنا نلاحظ أنه تم التركيز على[ الممثل] لمـاذا؟ لأن الممثل : هو قطب العملية المسرحية بدون منازع ؛ وبالفعل ‬ينتج الدلالة من خلال أدائه، السردي وتنوع تجسيده مع عناصر الآداء وتفعيل الفنون المجاورة له ؛ لأن المحددات السردية لإنتاج المعني يحددهـا الممثل داخل التفاعل الدلالي لمكونات العرض. وبذلك ‬يصبح الممثل ملتقي ‬طرق السياقات والنوايا والمعاني. ‬وعندما ‬يصنع كل ذلك في ‬ذهنه، ‬ينجح في ‬تقديم السرد، ‬ليس في ‬صورته الأحادية. ‬بل إنه ‬يدخل في ‬مشاركة تواصلية، ‬بشكل ضمني ‬أو علني، ‬مع عناصر النسق السيميوطيقي. ‬لأن النص ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬


ليس هو الذي ‬يتيح السرد، ‬بل إن المشاركة الفعلية هي ‬التي ‬تؤسس الممثل باعتباره راويا سيميوطيقيا (01) وهذا يتمظهر جليا في الشق التطبيقي من المنجز.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
قـَـلـق البـحــث :
المنجز في إطاره العام انعكاس عياني لما يعيشه الأستاذ- محمد أبو العلا – في دواخله من  حالة قلق فكري/ معرفي؛ ولكنه قلق معقلن وهادئ ؛ يبحث عن خلاص لمسرح مغربي مُشرق؛ مما يموضع إشارة قوية حضور المؤسسة كحاضن لإشكالية المسرح والسرد؛ والمتمثل في [ المركز الدولي لدراسات الفرجة ] الذي انخرط  في نقد أطروحة المسرح الغربي ؛ وذلك ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬لدعم وتبني تصورات ل - إريكا فيشر- حَـول المثاقفة والتناسج .
فالمفهومين أساسا يحملان التباسا في سياق الفرجة ؛ باعتبار أن المثاقفة مهما تحايلنا على اصطلاحيتها فجوهرها الدلالي يقوم أساسا على مفهوم السيطرة والغلبة بين غالب ومغلوب ؛ ولا نخجل هاهنا إن أشرنا بأننا لازلنا في خندق المغلوب؛ رغم أنه وقعت محاولة انزياح الآنا عن الآخر؛ وتم اللجوء للتراث لتحقيق الهوية ؛ فالإشكالية العظمى.  تم السقـوط في أخضان المسرح الغربي وتوظيف تقنياته وأدواته الأدائية ؛ وبالتالي للقفز على (المثاقفة) التي نقدتها بشدة الفيدرالية الدولية للبحث المسرحي؛ في إطار الغرب/ الشرق( الأقصى) هنا يبدو لنا الصورة محض ثقافية/ إبداعية؛ لكن بالعودة للحرب الباردة ؛ وللحرب الاقتصادية الآن بين الغـرب/ الشرق( الأقصى) أما (الأوسط) ففي دمائه يَسبح وينسج حكايا على جثته ؛ سيستوعب هـذ الضجيج الفكري الذي يمرر عبر مفاهيم ومصطلحات التي يقودها الآن - جورج غادامير- و – هابرماس- و– إريكا فيشر ليتشه - التي نحـتت من قلب (المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة ) التابع للجامعة الحرة ببرلين - مفهوم – التناسج – لتجاوز المثاقفة وترفضها كآلية لكونها تكرس هيمنة النموذج الغربي، الذي يرى في الأصل الأوروبي مصدر إشعاع يغمر بضيائه الثقافات الأخرى؛ ورغم هذا الطرح النقدي؛ لقد تماهى به ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬[ المركز الدولي لدراسات الفرجة] واعـتبره: تفاعلا بين الثقافات وسعيا نحْـو الانفتاح دون انصهار وإبراز الذات دون انغلاق(11) مبدئيا هـذا تعريف لعلماء الاناسة ؛ وليس من وحي المركز. وهنا  ينتبه الصديق أبو العلا لذلك ؛ مبرزا نقيض الأطروحة بقوله :على خلفية الإجماع على تقاسم المفهوم بانتماء مغاير ؛ وبالمأزق إلحاقه بعبوره خارج تخومه فمفهوم المثاقفة المتجاوز على عِـلاّته – يبدو ممتلكا إطاره المفهومي؛ وحقل تداوله في المعرفة والتاريخ (12) أكيد أن المثاقفة لا يمكن أن يتخلص منها المسرح 

العربي تحديدا؛  لأن أصلا الغرب متجذر في ماهية ثقافتنا؛ وما مسألة الأنا والآخر إلا ضرب وهْـمي؛ لأن في عمقها نوع من استغلال ثقافات الضعفاء؛ لأنه بشكل تلميحي تشير إريكا فيشر: إن المثاقفة المسرحية أيضا لها جانب سياسي ؛ لا ينبغي تجاهله؛ وهو مرتبط بالعلاقات السلطوية بين الثقافات(13) فأي سلطة مسرحية لدينا؛ ولاسيما لا وجود الآن لثقافة يمكنها أن تدعي الصفاء العِـرقي ؟                                                        
الجميل أن الإجابة تأتي بهذا الشكل من داخل المنجر الذي يحاور بهدوء أغلب الإشكالات الواردة في سياق ما يُـنظـَّر للفرجة المسرحية: وعلى عكس مقدمات التفكيك الموفقة في الغرب التي عَـمِلتْ على اجتراح مسار الثقافة الغربية ؛ ومنها المسرح بتحضير الأرضية الخصيبة لتفاعل فرجوي عابر للقارات؛ وتصحيح صورة الآخر بتجسير المعابر المفضية إلى تخومه ظل المسرح ؛عندنا محكوما بالإخفاق في حل أسئلة تتجاوزه ، وذلك لاستسهاله الحَـسمَ في إشكالات مسرحية ؛ لها امتداداتها خارج خطابه؛ داخل سياق ثقافي إشكالي حاضن بمزالق المقدمات الثقافية للإخفاق(14) نلاحظ بأنه الأستاذ – محمد أبو العلا-  يمارس هـنا التلميح ؛ الذي يفرض كما أشرت تفكيك ما يريد الإشارة إليه؛ لتفعيل الجدل والحوار بغية إعادة بناء تصورات وظيفية للنقد التشاركي ، وبالتالي لا مناص من إعادة قلب صفحات المنجز للقبض على الخيط الأساس:  وفق هذا المنظور؛ فحجم الجدل الذي أثارته الاحتفالية في السبعينيات لا يمكن تفسيره في نظرنا بحراكها على صفيح اشتراكي ساخن؛ أو قتلها لبريخت؛ الأب الروحي لمسرح الهواة زمن الانحياز والتصنيف القاتل للنظريات أو تعطيلها في نظر الخصوم لمسارات أخرى كان سيجترحها مسرح الهواة ؛ بل في تحركها في مشهد ثقافي موصول بالغرب؛ ومتحكم فيه من طرف أنتلجينسيا تتعارض في مرجعتيها الحداثية مع الاحتفالية بمرجعها التراثي والعروبي" رديف الانحِـطاط" وجنوحها بمسرح غربي شَـرَّع في التشكل خارج سياقه الحداثي المناسب له (15) هنا من واكب ويواكب الممارسة المسرحية المغربية؛ للتـَّوِ سيستنتج ما تُغـَلفه من أبعاد هاته الفكرة ألتي استخلصها بالسؤال التالي: أين المثاقفة هنا وأين التناسج ؟ وهل استلهام التراث يشكل مثاقفة أو تناسجا ؟
ففي ظل الصراع الممنهج أوالاعتباطي؛ في محيط واحد؛ وعدم تدبير خِلافتنا وما أكثرها في النسيج المسرحي ؛ والاقتناع باختلافاتنا تتعطل آلية التفاعل والتواصل بين الأفراد ؛ أو كما سماها – هـا بـرماس- الفعل التواصلي. فبالأحرى بين الثقافات التي بعض منها يحمل هجنته؛  بناء على الاحتلال الذي فرض علاقات تأثير وتأثر غير متكافئة بحكم علاقة الغالب بالمغلوب. وبالتالي فالعودة للتراث لممارسة التأصيل المسرحي هل يعني هذا انزياحا عن ثقافة الغرب؛ لبناء هوية ؟ يجيبنا المنجز بقوله: إن سؤال العودة إلى التراث وضمنه المحكي؛ هو بمثابة عودة مفارقة؛ تثبت أزمة المسرح ؛ وضيق أفقه الحداثي؛ حيث إن بَـدت منطلقات البحث في هذا الاتجاه تصحيحا لمسارات التأصيل؛ إلا أنها تؤشر في نفس الوقت؛ على تصدع النموذج المسرحي الغربي الوافد؛ واستنفادا لإمكانات تثويره حداثيا من الداخل؛ الشيء الذي جعل البحث المسرحي وفق هذه الرؤية يروم تكييف التراث وفق تطلعاته (16)                           طيب : في تقديري؛ إن العودة للتراث هي نتيجة موجة فلسفية في العالم العربي ؛ ساهمت في احتدام الصراع الفلسفي/ الفكري بين المغاربيين والمغاربيين؛ والمغاربيين بالمشرقيين؛ بعد( نحن والتراث) وانزلق المسرح العربي في خندق  استلهام التراث وتوظيفه استيطيقيا ؛ إذ يبدو لنا أن هنالك محاولة القطيعة بين الأنا والآخر؟ بالعكس فالآخر فرض على الأنا أن تستلهم التراث والاشتغال على أشكال فرجوية. من أجل الَـفهْـم ! كيف نفكر و كيف نشتغل؟ ربما يبدو طرحا ساذجا؛ ولكن تلك هي الحقيقة ؛ لأن الآخر ليس مستهترا أو لا مباليا ؛ بالعكس فلماذا انوجاد المعاهد والمختبرات السردية والمورفولوجيا والأنثروبولوجيا والأثنوجرافيا والسيميوطيقا والإثنوسينولوجيا واللسانيات ....مُـتمأسِـسة في كبريات المدن الأكاديمية بما فيها برلين وفرانكفورت التي نستقي منها الآن أغـلب المفاهيم الفلسفية والإبداعية ؛ فعلى سبيل الإشارة؛ فما أهمية – الإثنوسينولوجيا- المتمركزة في (فرنسا)  بدعم من منظمة اليونسكو ودار ثقافات العالم، لكي تقوم بالتعرف على ثقافات الشعوب ودراسة وتجميع مجموعة من الفرجات الفطرية والفنون الشعبية والثقافات الأثنية المتنوعة، ومجمل الفنون المشهدية الاحتفالية والظواهر البشرية سواء أكانت فردية أم جماعية، والتي يغلب عليها الطابع المشهدي المنظم. 
وبالتالي هل الأعمال الدرامية على علتها في عهد الاستعمار ؛ لم تكن تستلهم من التراث قبل مَـوجة استلهامه ؟ ألم يكن هنالك مثاقفة وتناسج بين الثقافة المغربية والفرنسية والإسبانية آنـذاك ؟ الإشكالية ليست هنالك دراسات وابحاث عميقة؛ تؤكد ذلك؛ بقدرما هنالك نتفا وإسقاطات؛ نفخ فيها الرحاب الجامعي؛ واعتبرت أبحاثا؛ وفي المنجز الذي بين أيدنا لأخينا – أبو العلا- أشار بشكل ذكي إلى 1923 : موعدا تاريخيا عرف المغاربة المسرح بعد زيارة أول فرقة مصرية ... مما يطرح أكثر من سؤال حول مسوغات استهجان  هذا الخطاب في معقله وقبوله وافدا عبر شرقه ؟ (17) مادام هو سؤال مفتوح؛ نتساءل بدورنا من  أكد استهجانه ومن سمح له أن يكون وافدا ؟  للأسف وبقدرة قادر اتفق أغلبية من تناول المسرح المغربي ؛ أننا اكتشفناه في 1923 فالبنايات المسرحية المشيدة قبل هذا التاريخ ؛ ماذا كانت تـقـَدم ؟  ولماذا أكـد الجزائريون بدورهم أنهم اكتشفوا المسرح  بعد زيارة فرقة جورج أبيض سنة 1921 للجزائر ؟ ولماذا هاته الفرقة لم تدخل للمغرب ؟ والمسرح في تونس كان 1909؟ ولماذا نشأت حركة المسرح الغنائي في تونس ؛ بٌـعيد زيارة جوق "سليمان قرادحي" ولم تتأسس في الجزائر ولا في المغرب ؟ ولماذا قـَدِم إلى تونس الشيخ "سلامة حجازي" الذي ذاع صيته في العالم العربي آنذاك ولم يزر الجزائر ولا المغرب؟ هاته فقط إشارات تحتاج لبحْـث/ بحوث مضنية ! لأن هنالك تداخلا جذريا بين البعد السياسي والثقافي والاجتماعي والاستراتيجي؟ 
وإن كان الأستاذ – أبو العلا- قدم أسئلة ملغومة تتقاطع بشكل أو آخر مع ما أشرت إليه بمعْـنى: هَـل التركيبة البشرية واللغوية للفرقة؛ هي التي كانت العامل الأساس وراء حميمية اللقاء الأول؛ وتذويب عنصر الإدهاش؟ أم أن التركيبة الذهنية للنخب المغربية الموفدة إلى أوربا؛ لم تكن حينها على وعي كاف بتوطين هذا الفن؛ على غرار مارون النقاش؟ أم هو موضوع الفرجة المشرقية المطوَّع مسبقا بما يكفي؛ لدرء خيبة الانتظار؟ هـل هـو مكر الصدفة أن تـُقـَدم على امتداد الزيارة المشرقية للمغرب عروض بحمولات مغايرة( صلاح الدين الأيوبي؛ روميو وجولييت...) أم أن القصد من فعل المزاوجة ؛هواستدراج المتلقي بنص مخاتل لتلقي نص وافد تم تهذيبه بالاقتباس؟(18) ممكن ؛ في غياب يقينيات ؟ ولكن لماذا الآن الدول المغاربية تناقش بحِـدة  مفهومي المثاقفة والتناسج ؟ بخلاف الشرق العـربي؛ رغم أن مصر كـَرَّمت إريكا فيشر ليتشه في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الثاني عشر ؟                                  هـنا فأي ثقافة يمكن أن تتلاقح بثقافة أخرى ؛ لتحقيق التناسج ؛ ونحن لا زلنا نتخبط  في تدبير والحسم في أبسط المفاهيم ؛ وترشيح معطيات هل هي تراثية أم لا كالحلقة (مثلا) والسبب يعود للتأثير الذي خلفه الغرب من منطلق المركزية الثقافية والسبق الحضاري ؛ وألغى دابر التأثر. وبالتالي فمنطق التبعـية بكل تجلياته حاضرة في الآنا ؛ مما يفرض حسب طرح جميل في المنجز مفاده: حـرق المسافات بالعبور احتذاء بالغرب إلى مربـع الحوار بينه وبين شـرقه ؛ والتفاعل مـع أطروحة التناسج في غياب الحَـسم في أسئلة مربعنا الأول؛ قد يفضي إلى تصديع هـذا المسرح من الخارج ؛ بتوسيع دائرة تأرجحه المأساوي بين إنجازات الآخر؛ وطرح إمكانية إثبات الذات (19) فمظاهر الحماس المفرط أمام مفاهيم وتصورات نظرية  لها مرجعيتها ومبررات تمظهراتها ؛ يتم - انقذافها - بدون مقدمات ولا تمهيدات وتستنبت بقدرة أفكار الآخر؛ فحتى المطر( مثلا) لا يهطل أو ينقذف إلا بعد مقدمات طبيعية كتكتيف السحٌـب وظهور البرق الذي يسبق الرعد وهـكذا .
إذن فالتناسج الذي يعتبر تفاعلا ومشاركة بين ثقافتين أو أكثر؛ لمزجها ونسجها في قوالب جديدة ؛  لكي تتشابك كل العناصر بشكل متكامل لتخضع أساسا للتحول التاريخي والجمالي ؛ هنا فثقافتنا بشكل عام مغـلوبة؛ فكيف لها أن تنصهر في الثقافة الغربية ندا لند؟ بكل بساطة فالتناسج وجه أخر من المثاقفة التي يتحكم فيها قانون الغالب والمغـلوب ؛ وهنا فكتاب المسرح والسرد يلغي ما أفكر فيه مؤكدا: على خلاف التناسج الذي لا يملك بعد ما يكفي من المفهومية والتجذر؛ ومن إمكانات التجسير بين فرجة منبعثة لتوها من تاريخ مثخن بإنِيَّـة طافحة ؛وأخرى يؤرقها سؤال الذات ؛ في علاقتها الملتبسة بالتراث وبالآخـر(20) ولكن بالنسبة لي أعتبره تناسخا وإن كانت إريكا فيشر 
أعادت النظر في العلاقة بين عمليات الانتاج والعمل الفني والتلقي؛ فخطابها النقدي يروم لما أنجزه أوجينو باربا في تجاربه التي تقوم على الهجنة التي تحايث سياقات العولمة لتحقيق مسرح كوني : كما في عرضه “إيغـو فاوست”، مثلا، الذي وظّف فيه عددا من الفرق الموسيقية التي ترافق الأداء بعزف حي يمزج بين الأنماط الموسيقية الهندية واليابانية، وتُسْتخدم أحيانا قرع الطبول الأفريقية، بذريعة أنها تمثل مقترحا لمسرح كوني تنصهر فيه الهويات الفرعية والأجناس الفنية الممثلة لشعوب مختلفة، ويشكّل نوعا من التقاء الثقافات وتمازجها. وهو في الحقيقة مسرح يخفي تحت قشرته الخارجية نزعة مركزية غربية، ومنظورا ثقافيا كولونياليا(21) 
 داخــل الســـرد :
أشرت بأن الصديق – محمد أبـوالعلا- ركز على الممثل؛ وهـذا نلمسه في الشق التطبيقي الذي حصره في نماذج – مغربية - انطلاقا من العنوان الفرعي – المسرح والحكي التفاعل والازاحة – بحيث يربط الممثل بالتراث الشعبي( الحلقة) وهذا منحى محفوف بالمزالق؛ ولكن د/ أبو العلا؛ مارس مساوقة الموضوع عبر أعمال وإن كان فيها نوع من الانتقائية ؛لا بأس كاستئناس وأرضية لخلخلة مفهوم السرد والسردية التي ينجزها – السارد- في المسرح ؛ والذي كان مرتبطا بالملحمي دون الدرامي؛ لكن العـودة الأكيدة للسرد وترهينه بالفعل المسرحي ؛ ما بعد الدرامي في عمقه اهتجاس بالتجريب ونحو التجريب ؛  بعدما تمظهرت أصوات تعلن موت المؤلف ؛ موت الناقد؛ موت التاريخ ؛ وذلك كنتاج ما أصاب الحداثة ؛ وبالتالي فبعض العروض ( الآن) أمست تركز على بنية سردية تعتمد أساساً على نصوص تراثية شعرية وروائية ومسرحية، لتكوين عالم الرؤية من خلال إيقاع المونولوجات والكلمات المنطوقة/ المسرودة بحيث: 
انبرى بحْـث جاد مقر بالتراسل بين الخطابين السردي والمسرحي مقاربا موضوع الحكي على ضوء البويتيقا؛ باعتبارها نظرية عامة تقر بالمشترك بين المسرح والأدب (22) فالملاحظ أن هذا المشترك في نظر أخينا- الباحث - لا يكمن إلا في الراوي/ السارد من خلال الحلقة كترهين للحكي للمروي له ؟ كما أشرتُ ؛ فاتخذ( السمايري) عن مسرحية ( بشار الخير) باعتباره سارد/ راوي جوانية البنية السردية: كتنويع للحكاية الأصل بتنويع الصوت السردي؛ وذلك بالإحالة على السمايري؛ قائما بالسرد ومتوسلا لغة قريبة من مُباشِرة (23) طبيعى أن ( الحلايقي= السمايري) أثناء سرده/ خطابه يسعى جاهدا خلق تفاعل بينه وبين المروي له( المتلقي) وهَـذا ما تسعى إليه نظريات إريكا فيشر-  في جعل الثقافات والجمهور والفنان في خط أفقي وعلى قدم المساواة، عبر الانتقال من النص إلى التركيز على العرض ؛ وهذه الرؤية كانت مفعلة بقوة حضورها عند مايرهولد وبريشت ؛ وعند أوغوستو بوال( مسرح المقهورين) أو باربا ( المسرح الثالث) إذ الاستاذ- محمد ابو العلا- لم يدرج هؤلاء في سياقه؛ بقـدرما أشار لقول صاحب المسرحية بقوله: نحن عندما نمثل الحلايقي على خشبة إيطالية؛ نحقق تواصل الممثل بالجمهور ؛ ونحقق تواصل الشرق بالغرب؛ تماما كما فعل الغرب منذ سنوات ، عندما أخذ يرجع إلى صيغ التواصل الشرقية القديمة في عملية البحث عن مسرح جديد والعملية لا زالت مستمرة (24) فهذا القول المنقول عن أساطير معاصرة وبشار الخير؛ هل يندرج في سياق المثاقفة أو التثاقف أوالتطويع أو التناسج ؟ 
فالمنجز لم يجب عن ذلك ؛ لأن منظوره للعمل  تقديم نماذج  من الموروث الشعبي؛ لكنه يجيب بطريقة غير مباشرة ؛ بأن هنالك إزاحة واقعة بين موقعين بالمفهوم الفيزيائي ؛ وليس انزياحا كما أشار صاحب العمل؛  حينما تـمَّ الإنتقال للعمل الثاني: تطرح عودة فرقة " فيزاج" إلى فن الحلقة في مسرحية ' الرابوز' إشكالية امتصاص الفرجوي لفرجة العرض باحتلال الحكي المساحة المنذورة للتفاعل وليس للإزاحة؛ وذلك في غياب الاحتراز مما قد تمليه المسافة غير الآمنة في نظر جيرار جينيت بين منجز الـدال ونموذجها الأعلى المحاكى(25) هنا فالعرض انزاح عن طوق القاعة للفضاء العام؛ لتحقيق ردم بين المسرح والسرد؛ لتحقيق  التطويع كرهان  باعتباره  مفهوم  يساهم في  إعادة تشكيل وتأسيس للتراث المسرحي؛ وبالتالي تموضع العمل في واقع وهموم الحلقة؛ من خلال تشغيل شخصيات بعض الحلايقية من جامع الفنا كعلامات؛ هنا نفاجأ بردة فعل نقدية/معرفية من لدن  الباحث : على خلفية غياب مفردات الركحية لغياب السينوغرافيا مادام فضاء الحلقة المستعار لا يحتاج إلى سميأة وتشغيل علامات؛ عـدا علامة الممثل محاكيا حكواتيي الحلقة؛ وهو ما يؤشر عليه غياب الوعي بجدلية التباعـد والتقارب بين الفرجوي والتمسرح (26) 

طيب ؛ هنا محاولة تجريبية لتفعيل السرد / الحكي في المسرح؛  ولكنها معادلة ملتبـسـة وعشوائية ؛ حينما أقدم على إسقاط الحلقة في الحلقة ؛ والتي ساهمت في قتل دلالة التمسرح على حساب الفرجوي ؛ هنا حبذا لو الباحث ؛ قدم ولو إشارة بين هذا العمل وكيفية اشتغال عبدالرحمان ولد كاكي وعبد القادر علولة على ( الحلقة) في جل أعماله كتقنية قادرة على خلق تواصل بينه وبين المتلقي ؟ وهذا ما حققه الطيب الصديقي بدوره؛ ولكن كنت أتوقع بعد الوصول للعنوان الفرعي [ الصديقي وتربيع المثلث الشعبي ]  أن أستشف مقاربة بينه وبين علولة لأن كلاهما متح من المادة الخام الشعبية ؛ ذات حمولة فرجوية ؛ هنا ما هي نقط التقاطع ومدارات الاختلاف في المنجز الشعبي وموروثه بينهما؟ ولماذا استمر اشتغال علولة على الحلقة حتى يوم مقتله برصاصة غادرة؛ بخلاف الفنان  الطيب الصديقي التي تقلب بين ثنايا الموروث الشعبي  المحلي والعربي كمواد : تنزاح بمفهوم غربي وافد من مستوى المقولات إلى المستوى الاجرائي ؛ وذلك باعتماد الصديقي وهو يُـوطـِّن للمسرح الشعبي على مداخل عـديـدة لتحيين تراث باذخ؛ ناظرا إليه بعين العارف بأسئلته الجمالية والفكرية (27) هذا مما لاشك فيه ؛ وارتباطا  بتجربة عـلولة؛ الذي راهن على الأذن قبل العين؛ بخلاف الصديقي المراهـن على العَـين قبل الأذن؛ وكلاهما حققا مصالحـة بين المسرح والسرد. لكن السؤال الذي لم يطرح في جميع الأوساط الثقافية العـربية؛ لماذا علي بنعـياد لم يجار أستاذه - جان فيلار- كما جـاراه الطيب الصديقي:  في مسألة شعبية مطمورة خارج تخوم جغرافيته؛ متساوقا مع بارت المصر عـلى العودة أيضا إلى ما هُـو شعـبي خارج الذات (28) ؟ دونما الانغماس في متاهات السؤال؛ نلاحظ بأن الصديقي وعلي بنعـياد وعلولة الذي استفاد بدوره من تكوينات فرنسية ؛ لم يقـرأوا لحـد الآن سياسيا ؟ 
وفي إطار الاشتغال التطبيقي حول المسرح والسرد؛ – للأستاذ محمد أبو العلا- يطرح عملا ثالثا من جغرافية منا وإلينا؛ ولكنها منسية على مستوى الحكي  في مسرحية " كدور الذهب" لفرقة أدوار للمسرح الحر بكلميم ؛ وهذا الانعطاف نحو شعرية شعبية ذات مخيال حَـسَّاني له امتدادات إفريقية؛ محاولة لتسنين الممارسة المسرحية وتخصيب للفرجة من خلال ردم الفجوة بين الشمال والجنوب والبحث عن منعطف سردي؛ وهذا ما يعبر عنه الكتاب صراحة:  وعلى خلاف احتكار حكي الشمال يبدو استثماره باهتا؛ حين نولي وجهة البحث المسرحي شطر الجنوب؛ بما يوفره متخيل صحراوي من تكثيف لإبدالات مسنودة بمخيال حكائي مدهش؛ من شأنه الاضطلاع لدور رافعة حقيقية للمسرح المغربي؛ وهو ينعطف اليوم بقوة نحْـو السرد(30) لا خلاف بأن منطلق التكريس الفعلي للحسانية كرافد أساس وأصيل للهوية المغربية ومكون من 

مكوناتها ؛ وارد حتى في الدستور الحالي . ومن الطبيعي وفي إطار البحث والتفعيل؛ استكشاف الثقافة الحسانية كـمخزون فـني عميق في التاريخ والذاكرة الصحراوية والثري بالتراث الحَـساني وتفاعُـله بموروث إفريقي شبه مهمل !!.
لكن نكتشف بأن منجزه يحاول قصدا أو بحسن نية ؟ أن يروم ويساهِـم في البحث عن مداخل وتخريجات ولـَبنات: لترويض استشكالات توطين التناسج خارج مدار الآخر؛ بالموازاة مع تحضير الوجدان الجمعي المسرحي لشعرية وافدة؛ موصولة بمساءلة هوامش فرجوية غير مٌـبأرة(29) طارحا ثقافة الجنوب الصحراوي؛ كمنطلق لتأصيل الفعل المسرحي في الثقافة الحسانية ؛  ولكن لنقتنع بأن المسرح في الثقافة الحسانية هو بحث ودراسة عن فعل لا زال في طور البناء والتـَّشكل؛ بحكم أن الفعل المسرحي بدوره يبحث عن سبيل وطرق سالكة نحو مكونات الموروث الحساني المفعم  بالشعر والرقص والغـناء والحكي في امتداداته التاريخية والمجالية . وبالتالي هنالك محاولات جريئة في هذا المضمار ومكابدة عملية من لدن الفعاليات الصحراوية؛ إلا أن المثير  بأن [المركز الدولي للفرجة ] بطنجة انخرط في العمل المشترك في مهرجان الداخلة للمسرح الحساني في دورته السابعة/2016 وبعْـدها لا حضورله ؛ وقبل هذا نجد – حـسن اليوسفي- يشير في كتابه (- المسرح و الفرجات-) الصادر عَـن [المركز الدولي لدراسات الفرجة] سنة 2012 يتطرق لمنطقة تافيلالت بوصفها فضاء للفرجات ؟ فالمسرح فرجة بالأساس ولكن ليس كل فرجة مسرح؛ وبالتالي  فمجاليا : تافيلالت صحراوية ؛ لها امتدادات تاريخية وثقافية في التخوم الجنوبية الشرقية ولا مناص أن هناك تأثير جنوبي/ إفريقي  ينسج تركيبات فرجوية ولكنه لم يستمر في هـذا النبش وتقديم نماذج تـُفـَعِّل المحكي التافيلالتي في المسرح؛ والمسرح في السرد الفيلالي. لماذا؟
 السؤال له علاقة بما سبق حول المركز الدولي لدراسات الفرجة ؛ وهنا نؤكد لا تحامل ولا ضغينة تجاه المركز وغيره؛ بل نتساءل كما تتساءل أريكا فيشر حول المثاقفة و التناسج المسرحي من خارج المركز و داخـله ! 
وبـناء عليه؛ ألا يمـكن أن نستغـرب ونتساءل أين كانـت البحوث والدراسات تتجه  وتهمل المـوروث التافيلالتي والحَـساني الذي كان يشارك ويساهم في مهرجانات مسرح الهواة المأسوف على إهْـدار دمه؟
في هـذا المضمار؛ هل يمكن ان نتفق على جواب ضمني لما يروم إليه المنجز ( المسرح والسرد نحو شعريات جديدة) بقوله :المنعطف السردي كاختيار ما بعد درامي؛ أمسى رهانا مـغـريا من  منظور الباحثين والمبدعـين في المسرح اليوم بما يشرعه من تخصيب للفرجة ؛ وتوسيع أفقهـا بأسئلة متصلة  بشعـرية السـرد(30)

الاحــــــــــــالات :
المسرح والسرد نحو شعـريات جديدة: لمحمد أبو العلا  الناشر- فالية للطباعة والنشر- ط1/2018  تقديم إبراهيم الهنائي  ص 6/7
نفـــســه ص – 5  -
معجـم المصطلحات الأدبیة الحدیثة: لمحمد عنان: - ص59 / ط3/الشركة المصریة العالمیة للنشر - 2003 
تقنیات السرد في النظریة والتطبیق: لآمنة یوسف – ص 28- دار الحوار للنشر / دمشق – ط1 /1997 
المسرح والـسرد نحـو شـعـريات جديدة : ص - 12
نـــفـــســها  - ص – 11
نـــفـــســها  - ص – 11
نـــفـــســها -  ص – 7
نـــفـــســها -  ص – 12
الممثل والسرد -  تأليف: ‬نادين ‬يوتوف‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬/ترجمة: ‬أحمد عبد الفتاح :جريدة  ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬مسرحنا عـدد:220 في 03/10/2011‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
من مسرح المثاقفة إلى تناسج ثقافة الفرجة لإريكا فيشرليتشه ترجمة ومقدمة  لخالد أمين 
        ص14 منشورات المركز الدولي لدراسة الفرجة سلسلة   عـدد42/2016
المسرح والسرد نحو شعـريات جديدة : ص – 21
من مسرح المثاقفة إلى تناسج ثقافة الفرجة – ص80
المسرح والسرد نحو شعـريات جديدة : ص – 42
المسرح والسرد نحو شعـريات جديدة : ص – 25
نــفــســـــهـــا - ص- 53
نـفـسـهــــــــا – ص 22/23 
نـفـسـهــــــــا – ص 23
نـفـسـهــــــــا – ص 42
نـفـسـهــــــــا – ص 21
يوجـين باربا من لحام إلى مؤسس أنثروبولوجيا المسرح لعواد علي - صحيفة الراكوبة بتاريخ /15/08/2015 
نـفـسـهــــــــا – ص - 52 –
 نـفـسـهــــــــا – ص - 59  -
نـفـسـهــــــــا – ص -62 –
نـفـسـهــــــــا – ص – 62/63    
نـفـسـهــــــــا – ص – 65
نـفـسـهــــــــا – ص – 77
نـفـسـهــــــــا – ص – 74
نـفـسـهــــــــا – ص – 44
نـفـسـهــــــــا – ص – 70


الاثنين، 9 يوليو 2018

أسئلة المسرح والحرب .. قراءة لثلاثة عروض مسرحية سورية بعد سنوات الحرب السبعة‎

مجلة الفنون المسرحية


أسئلة المسرح والحرب .. قراءة لثلاثة عروض مسرحية سورية بعد سنوات الحرب السبعة‎  

عادل عبد الوهاب - madamasr


هل بإمكان الحرب السورية؛ التي اندلعت في أعقاب الثورة السورية في 2011؛ إنتاج جماليات فنية جديدة؟ هل من الجائز أن ينشغل ذهن الفنان السوري الذي يساند الثورة، بإنتاج مثل هذه الجماليات، أم يجب عليه الالتزام بما يشبه مانفيستو سياسي وأخلاقي؟ هل يمكن أن ينتج الوضع السوري الآن بكل تعقيداته خطًا أو تيارًا فنيًا، يمكن تذوّقه بمعزل عن القضية السورية، وفي إطار إنساني أكبر؟.

هذه التساؤلات لم تطرأ بالطبع الآن مع القضية السورية حصرًا. ولكنها تطرأ مع كل انفجار سياسي واجتماعي كبير، يجد الفنان نفسه في القلب منه، كالقضية الفلسطينية، والثورة المصرية في 2011، حين نكون أمام إنتاج فني، يمكن تسميته بالفن السياسي المعاصر، والذي يأتي في أشكال متعددة ويختلف من وسيط فني لآخر.

هذه الأسئلة هي أكثر ما حكم تجربتي في تلقي العروض السورية المسرحية الثلاثة التي أتكلّم عنها في هذا المقال، والتي شاهدتها على فترات زمنية متباعدة، والتي رغم انشغالها بثيمات الحرب والثورة، تختلف جذريًا في بنائها الفني.

العرض الأول هو «نزوح» للراقص والمصمم مثقال الصغير، وينتمي لعروض الرقص المعاصر.  والثاني هو «حلب. بورتريه الغياب» للكاتب والمخرج المسرحي محمد العطار، وينتمي إلى فئة عروض المتفرج الواحد (one on one )، والثالث هو «هنّ»، وهو عرض مسرح تقليدي ذو طابع حداثي في البناء والشكل، ومن إنتاج جهة حكومية سورية.

نزوح / Displacement
تصميم ورقص: مثقال الصغير

عرض في  مهرجان Theater Spektakel في زيورخ بسويسرا في أغسطس 2017


بدأ هذا المشروع بعرض رقص منفرد Solo  للراقص والمصمم السوري مثقال الصغير، قبل أن يطوره لعرض جديد ينقسم لجزئين. الأول هو الرقصة المنفردة، بإضاءة تسمح له برؤية وجوه الجمهور. أما الثاني فمع راقصين آخرين، ولكن تحافظ الإضاءة هذه المرة على الفرضية الأساسية لفن المسرح القائمة على الحائط الرابع الوهمي بين المؤدين الثلاثة وبين الجمهور،  بحيث لا يرى المؤدون (الثلاثة راقصون ذكور) الجمهور لأن منطقتهم مظلمة.

يبدأ العرض بخشبة مسرح سوداء فارغة إلا من بيادة عسكرية برقبة طويلة في مقدمة اليسار، وإضاءة بيضاء عادية تضيء المسرح كله، بما فيه مقاعد المتفرجين. كما ذكرتُ قبل ذلك، نحن نرى المساحة المسرحية والمساحة المسرحية ترانا.

يستهل العرض بموسيقى غير مفهومة، ولكنها تبدو غناءً فلكلوريًا لمنطقة عربية ما، بها قدر من المعاناة والصلف، كأنها نعيق أو نداء في الخلاء. يدخل مثقال إلى المسرح بجسده الهزيل جدًا، يرتدي قميصًا أبيض، ويحمل بيده لفافة بيضاء، وبإيقاع بطيء، وكأنه يحمل كفنه، يضع اللفافة على الأرض، في منتصف الخشبة، بحيث يكون هو مقابل للبيادة (الحذاء العسكري).



يدور بإيقاع بطيء وينظر للجمهور، قبل أن يذهب ويلبس البيادة، وهنا يختلف شكله تمامًا عنه قبل الرقص، وكأن جسده يتغير وهذا ليس مجازًا، فلا يمكن تجاهل تأثير البيادة ذات الرقبة الطويلة على  جسده كمؤدٍ، وربما أعطاها إيقاعه البطيء زخمًا وكأنها تلبسته، وحوَّلها من مجرد حذاء إلى رمز للحرب والقمع الديكتاتوري المستند على شرعية وجودها. كل هذا حدث بإيقاع هادئ وبدون مبالغة كبيرة في ترميز البيادة، وكأن جسده والبيادة وُجدا في هذا الفراغ المسرحي لكي يتحدا.

بعد ذلك، يبدأ رقصة ذات إيقاع بطيء، وكأنه شخص يتمايل فقط، قبل أن يتضح أن الرقصة دبكة، ومع أنها تبدو كرقصة أفراح، إلا أنها مع جسد له إيقاع ثقيل، رغم هزاله وضعفه، بعينين شاخصتين للجمهور، تشع أسى وحزن لا يمكن تجاهله، خاصة أنها بلا موسيقى.

وحده مثقال على المسرح، يرقص دبكة تقليدية، كالتي نراها في ثقافات الشرق الأوسط، وجنوب أوروبا، ولكنها هنا ممزوجة بحركات راقصة غير تقليدية، تعبر عن الاستسلام، والتعرّض للتعذيب، واختبار التعب من المشي لأيام طويلة، وغيرها من الانفعالات المرتبطة بالحرب والهزيمة، وأيضًا  بالحياة اليومية. ورغم اختلافها عن الدبكة، إلا أنها تظل دبكة، تم تفكيكها وإعادة بنائها، ويمكن أن نسميها: «دبكة الألم».

مثلًا في العرض، نشاهد الخطوة العسكرية أو ما يعرف في مصر بـ«الخطوة المعتادة» بتكرار يتماشى مع إيقاع الرقصة، قبل أن  يتحول جسد الراقص ليكون تمثيلًا عن المعتقل أو الأسير، بذراعيه خلف ظهره. لا تستطيع أن تميز هل هو مدني أم نظامي؟. هو مجرد جسد خرج من الصور المتداولة يوميًا في الشرق الأوسط، استحضر مثقال، من خلاله، لحظات الوهن والتعب والذل وأطلقها خلال رقصته.

عرض «نزوح»  لمثقال هو تهجير أو إعادة توطين قسري للجسد في حالة شعورية جديدة. ليس فقط الجسد السوري وإنما الجسد العربي أو الشرق الأوسطي. المواطن الذي يعيش في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة أُجبر على إعادة توطين جسده من خلال المظاهرات: الركض عبر الحدود، والهروب من أصوات الرصاص، الزحف نتيجة تلقيه الرصاص وقنابل الدخان.

هناك مواطنون اختبروا هذا التهجير وهذه الإزاحة بشكل حي ومادي، وآخرون تشبعت ذاكرتهم البصرية بـ«أوضاع جسدية» جديدة، رأوا أبطالها، الذين يشبهونهم في مقاطع الفيديو التي تبث يوميًا، من سوريا  مصر، ليبيا، اليمن، العراق، في أوضاع جسدية يمكن وصفها بكلمات كـ:إنهيار، استسلام، ذل، تعب، خوف. ولكن بصريًا، تمتلك تلك الصور المساحة لتوليد معانٍ أخرى تنقلب بها الأدوار؛ أجساد قاهرة تغدو أجساد مقهورة وممزقة بين لحظة وأخرى. فليس فقط الجسد المدني هو المقهور، أيضا الجسد العسكري ففي واقع النزوح والحرب السورية، التي نراها في الفيديوهات القصيرة والطويلة، أصبحت الأجساد تتبادل المواقع، فمرة قاهرة ومرة مقهورة.

هذا العرض يمكن اختزال الحديث عنه بوصفه «مسرحية تراجيديا» عن الثورة السورية، ثم مرثية عن  الحرب الدولية الدائرة هناك، غرضها فقط أن تشعرنا بـ«التطهر التراجيدي» الذي يثير بداخلنا مشاعر الشفقة والخوف فقط، فيلقي عن أكتافنا شعورنا بالذنب، بمجرد تصفيقنا له عند نهايته.

ولكن المسرح السياسي الواقعي، مثل هذا العرض يحول دون ذلك، فمع إنتصارات النظام السوري الأخيرة، واستعادته لتوازنه ومع التغيرات السياسية الدولية الغربية الرامية لإعادة اللاجئين إلى سوريا مرة أخرى، يطرح العرض سؤالًا حول إعادة تهجير هذا الجسد إلى موطن شعوري جديد، موطن جديد يستطيع فيه الجسد أن يمحو ذاكرته المحشوة بالألم والوجع والمهانة، ويفقد القدرة قسرًا على استعادة هذا التهجير ويتثنى ويرقص ليتلائم مع تهجير جديد في موطنه القديم.

في الحوار الذي تلا العرض، في زيورخ، أجاب مثقال الصغير وفريق عمله عن عدة أسئلة تتعلق بنوع الرقص التراثي الذي بنى عليه مثقال كريوجرافيا عرضه «نزوح»، وعن مصادر إلهامه، وما إلى ذلك، ولكن ربما كان أهم ما طبع المزاج العام لهذا اللقاء هو كلمات سيدة أوروبية مسنة تعبر عن تعاطفها مع السوريين في محنتهم. ربما إحداث هذا الأثر لم يكن أهم ما يشغل بال مثقال أثناء عمله الإبداعي، وربما كان في مرحلة ما أساسيًا وتراجع في مرحلة أخرى. لكن على الناحية الأخرى، يرتبط دومًا تلقي الفنون الأدائية بالسياق والمكان، وفي حال ارتباطه ارتبط بقضية آنية؛ يختلف التلقي وفق موقع المتلقي من القضية السياسية والاجتماعية. ولكن دومًا في المهرجانات الغربية الأوروبية؛ يحضر هذا السؤال: «ماذا يمكننا أن نفعل؟» وهو سؤال نابع من موقع المتفرج المتميز الذي يمتلك القدرة على التدخل وعدم التورط؛ إحساس تطهري بالمقام الأول نابع من هوة السياق الاجتماعي بين الغرب الأول بين  والشرق والجنوب الثاني والثالث.

«حلب. بورتريه الغياب»/ Aleppo. A Portrait of Absence
تصميم وإخراج: محمد العطار
عُرض «بورتريه الغياب» في«بيت ثقافات العالم HKW» ببرلين، في سبتمبر 2017.


عرض مسرحي معاصر وثائقي ( encounter) أي ( مؤدي واحد- لـ – متفرج واحد ) (one on one performance ). هذا النوع من العروض ينتمي للمسرح الـ«ما بعد درامي»، والذي لا يعتمد على نص مسرحي يؤدي على الخشبة لجمهور يقبع في ظلام الصالة، وإنما هو تجربة تلقِّي مختلفة. ممثل واحد في مواجهة متفرج واحد.

يبدأ محمد العطار الكاتب والمخرج المسرحي السوري، والذي قام بتوليف هذا العمل، عرضه بتجميع المتفرجين/ الجمهور العشرة أمام سبورة، عليها خريطة لـ«حلب»، ويطلب منا أن نختار بطاقة من عشر بطاقات، مثبتة بدبابيس على الخريطة، وكأننا أمام  تطبيق (خريطة جوجل google maps ).

حين يختار الجمهور بطاقاتهم، يكون هذا بمثابة  تصاريح مرور لتسليمهم أجهزة تسجيل (كاسيت) بشرائط، كالتي كنا نستخدمها قبل رقمنة كل شيء. هكذا، يبدأ العرض بجماعة تتفرّق إلى فرادى، كل إلى مكانه، حيث يكون بانتظاره شخص على منضدة. عن نفسي، وجدتُ بطاقتي مكتوبًا عليها «جامع الإسماعيلية».

لم أزر حلب ولا سوريا في حياتي، ولم أنتظر أو أتوقع قصة مبهرة عن المكان الذي اخترته. ذهبتُ للمنضدة، لأجد في انتظاري ممثلًا ألمانيًا أبيضًا بعيون زرقاء، أدار لي الكاسيت، فسمعتُ  لدقائق صوت شاب يتحدث العربية بلهجة سورية، كالتي أعتدت سماعها يوميًا في الإسكندرية حيث أعيش، أو في برلين حيث تعددت سفرياتي هناك. أقول اعتدتُ سماعها، نظرًا لموجة اللجوء التي تلت الثورة والحرب.

كنت أستمع للصوت القادم من سوريا، وأفكر هل الممثل الألماني الذي حدثني بالإنجليزية يفهم لماذا أبتسم أحيانًا، أو يتساءل عن وقع هذا الصوت عليّ، أو لماذا تلمع عيناي. كنتُ أسمع قصة شاب إنضم لفرقة إنشاد صوفي من أتباع الطريقة القادرية في حلب. لا أعرف الكثير عن الصوفية، أعرف أكثر عن الإسلام الراديكالي المتطرف، والمذاهب الأكثر انغلاقًا، ولكني أعرف شيئًا عن معنى أن تكون صوفيًا .

خلال الدقائق القليلة كنت أعد نفسي للحظة توقف (الكاسيت)، وللاستماع لحكاية عن «جامع الإسماعيلية» بالإنجليزية، وعن شاب سوري  في مثل عمري ربما، يحكي عنه الممثل الأوروبي الذي ساقه حظه العثر، لآخر عرض لهذه الليلة ليواجه وجهًا مربكًا نوعًا ما. وجهي أنا الطافح  بـ«الملامح العربية الشرق أوسطية»الخطيرة. ربما لم يكترث على الإطلاق، فموقعه كممثل يمنحه هذه الميزة الخارقة: أن لا يكترث.



ممثلنا حكى قصة الشاب السوري بضمير المتكلم وكأنه يحكي لي قصته. وبالطبع كنت أسمع باهتمام، وعقلى يحاول أن يفتح مساحة أخرى لتخيل الشخص المحكي عنه، الذي ربما يكون عالقًا في حلب، أو معتقلًا أو ميتًا الآن.

هذا ليس مجازًا، فالمسرح الوثائقي يستخدم  قصصًا حقيقية. وعندما تكون هذه القصص آنية ولحظية، كفن المسرح نفسه، ترتبك المشاعر، ويحدِث هذا في النفس وجعًا تراجيديًا، ولكن ليس مصاحبًا بحالة تطهير، كما يحدث إثر مشاهدة المآسي الإغريقية (التراجيديات)، أو المآسي الشكسبيرية . خلص أرسطو إلى أن هدف التراجيديا هو التطهير (catharsis )، لكن في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأ التمرد على هذا المسرح وتمثلاته، من نظريات أداء ومعمار مسرحي وما إلى ذلك. رغم ذلك، استمر هذا النوع المسرحي، واستمرت المناهج والنظريات المناوئة، كالمسرح الملحمي (اللا أرسطي )، والمسرح الوثائقي السياسي، ومسرح العبث.

في بحثنا عن الجماليات الجديدة والخطاب المختلف الذي أنتجته حالة سوريا بعد2011، يمكننا أن نتلمس هذا الخط الجمالي الجديد  المختلف عن المسرح السوري السائد، الذي كان يعد قبل 2011 من أهم مسارح المنطقة العربية، بدليل انتشار المسلسلات السورية في البلاد العربية، ومزاحمتها نوعًا ما المسلسلات المصرية. بالطبع كان أغلب المسرحي السوري قبل الثورة تقليديًا أرسطيًا، أو منتميًا إلى المسرح الملحمي البريختي، أو غيره من المدارس الشهيرة، واتسم بتطور التقنيات التمثيلية، وكان مدعومًا بشكل كبير من النظام، كأحد أوجه الحياة الثقافية في سوريا قبل 2011.

«حلب بورتريه الغياب» ليس الأوحد في تبنيه خطًا جماليًا جديدًا قائمًا على التوثيق، ولا في كسره التلقي التقليدي، أو حتى في كونه (one on one ). ولكن تنبع أهميته من حساسية محمد العطار، الذي رغم كونه كاتب مسرحي تقليدي، إلا أن رغبته في توليد شئ أكثر خصوصية من هذا النوع المسرح الجاف نسبيًا، وطرحه بوصفه فنان ومواطن سوري لا يشبه أي مواطن سوري آخر، ويشبه كل مواطن سوري في نفس الوقت، جعلت هذا العرض مختلفًا.

يسعى العطار لجعل «الوثيقة» (كالوثيقة المسجلة بصوت الشاب السوري بحلب) تستفيد من حالة التطهر العالمية تجاه القضية السورية. وفي الوقت نفسه، وباستخدام «الوثائق الواقعية» يهاجم إحساس التعاطف التراجيدي، النابع من آنية وعالمية القضية، والذي يولّد فقط الخوف وعدم التأمل.

هن .. مرثية نسوية
(واحد إليّ والثاني للوطن )

تأليف وإخراج: آنا عكاش

عرض في الدورة العاشرة لمهرجان «المسرح العربي» بتونس، في يناير 2018


شاهدت هذا العرض في مهرجان «المسرح العربي» الدورة العاشرة، بتونس. ونظرًا لأن جهة إنتاجه حكومية سورية، فربما بالكتابة عنه في هذه المقال، فكأننا نضعه في مقارنة مع العرضين السابقين، خاصة لظروف إنتاجهما خارج سوريا (في المهجر)، وخطابهما الجمالي المنحاز للثورة، وأثر الحرب التي يشنها النظام على باقي المدن السورية، ضمن ما آلت إليه الأوضاع هناك، وفي رأيي لا فكاك من مقارنة الخطاب والتوجه والانحياز السياسي. ولكن بسبب تعقيدات ومآلات القضية السورية، من تبدل الأدوار يوميًا ما بين الأطراف المتحاربة، فقد أصبح الإنحياز السياسي جدليًا، إذا حاولنا أن نكون موضوعيين، لأن معظم الأطراف السياسية تورطت فعليًا في جرائم إنسانية وعدوان على أبرياء وفساد، بتفاوت بالطبع.

هذا العرض في طرحه الجمالي والفكري، يركز على الانحياز لخطاب إنساني فقط. هو عرض مؤنث نسائي عن «هن»؛ نساء دمشق، والحرب. عن فقد الرجال، وغيابهم كأحبة وأبناء.

خمس نساء يلبسن السواد، نراهم فوق خشبة مسرح خاوية إلا من خمس إطارات مغطاة بقماش أبيض يشبه الكفن، يُعرض عليه المواد المصورة فيديو وفوتوغرافيا. ثم نشاهد النساء يقرأن الفاتحة في طقس حداد واضح.

هنّ خمس نساء يحكين حكايات، تبدو غير مرتبة منطقيًا، فكل حياة تنقطع عند نقطة وتتصل عند نقطة أخرى، ولكن كلها تكمٍل بعضها، فهي إما عن الحبيب أو الابن أو الحرب.  على خمسة كراسي خشبية سوداء بخمسة دفوف، تبدأ رحلة حدادهن بلا ترتيب زمني. تدور كلها حول الرجل كحبيب أو كابن. وجبل «قاسيون» مركزي في قصصهن، فهو يمثل الذكَر المحارِب.

تحكي الخمس ممثلات قصة «قابيل وهابيل» كأول جريمة موثقة في التاريخ. ويذكرن أنها، تبعًا لما ذكر ابن عساكر والعهد القديم والقرآن، وقعت على هذه الأرض؛ أرض الشام، على سفح جبل قاسيون تحديدًا، ومن يومها حرَّم الله أن تشرب الأرض دماء، وستظل عطشى للدماء وكأنها لعنة تراجيدية ترافق سكان هذه الأرض؛ أرض سوريا  .

العرض مقسم إلى فصول. في الفصل المسمّى: ذاكرة الحكايات، نتابع قصصًا عن شباب أو رجال غائبين، ليس لهم علاقة بالحرب، ولكن تورطوا فيها. دفعوا إلى حمل السلاح، أو الهرب في البحر.

تأتي القصص من منظور السيدات، وما يشغلهن في هذه العلاقات، كيف ترى إحداهن علاقاتها مع الرجال،  وتوقعها ماذا يريدون منها. كيف ترى أم علاقتها مع ابنها، وماذا ترى فيها، وكيف تصفه، وأخرى عن ذكرى الحبيب.

هناك فصل آخر عن دمشق، يحكين فيه حياتهن اليومية، ويعدن إلى قصص الغياب والفقد ولكن هنا يمزجنها بالحياة اليومية في دمشق بعد الحرب، ولماذا مازلن يقمن في هذه المدينة ويعدن إليها مرة أخرى، يرثين الذكَر الغائب.

هن لم يتناولن العنف الجسدي ضد النساء، ولم يقتربن من التعذيب الجسدي والخطف والاغتصاب والقتل تجاه السوريات، وبالطبع هذا اختيار فني، من حق الكاتبة اختيار كيف تبني سرديتها، لكن وكأن هناك رقابة ما على تناول الجسد الأنثوي السوري، وما يتعرّض له من انتهاك مستمر منذ شرارة الثورة الأولى، مرورا بالحرب السورية من كل أطراف الصراع، بشكل ممنهج وغير ممنهج. ربما هذا ما كنا نتوقعه من عرض نسوي مباشر. مشتبك مع حالة سوريا الآن. لكن في هذا العرض لا.

إن المسرح السياسي في القرن العشرين في أوروبا والعالم الغربي أصبح في مركزية الإنتاج الثقافي والحوار المجتمعي، لأنه تحرر من الرقابة ومن التوجيه الحكومي.

في أوروبا، أثناء مرورها بكل الصراعات والحروب والثورات والصراعات الأيديولوجية في القرن العشرين ترسخ المسرح السياسي في الوعي المجتمعي كساحة تتفاعل وتعكس جوانب عدة من تحولات المجتمع، ومازال للآن أساسيًا في البنية المسرحية الغربية، وحتى مع إحتوائه إنتاجًيا في منظومة الرأسمالية الغربية مازال قادرًا على التمرد من حين لآخر.

لكن قلما نستطيع أن نجد في المنطقة العربية، ومع البنى المسرحية المعتادة؛ تجربة مسرح سياسي قادرة على التأثير والتراكم في وعي الممارسين المسرحيين، لكن وكما رأينا في العروض الثلاث السابقة، وحتى مع تفاوتها واختلافها، ربما يسمح الوضع السياسي الحالي لسوريا ما بين الشام، وبين الشتات الأوروبي، بمشاريع مسرح سياسي حرة وناضجة.


تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption