أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

مسرح "كازا فن" الكبير.. عربون مصالحة بين الدار البيضاء والزمن الجميل

مدونة مجلة الفنون المسرحية
تصميم للمسرح الكبير لمدينة الدارالبيضاء
تصميم للمسرح الكبير لمدينة الدارالبيضاء
كفكفت الدار البيضاء دموعها التي ظلت تذرفها على طلل "المسرح البلدي" البائد، فقد عادت، والزمن: الألفية الثالثة، لتتلمس المسار من جديد وقد تقرر احتضانها أكبر مسرح إفريقيا وعربيا.
 ازدانت الدار البيضاء التي تضم 10 مسارح تابعة لمركبات ثقافية، بمسرح بحجم "كازا فن" الذي تقرر بناؤه على مساحة تبلغ هكتارا ونصفا، فوق أرض فيلا الإقامة العامة حيث كان يعيش، إبان فترة الحماية" المقيم العام الفرنسي الماريشال ليوطي، وهي الفيلا التي ظلت تقطنها إلى عهد قريب أسرة مولاي سليمان العلوي، وتعود ملكيتها لمجلس المدينة.
البيضاء وحكاية المسرح
اللافت أن حكاية الدار البيضاء مع "المسرح" تنسجها مزاجية مسؤوليها فبينما كان الماريشال ليوطي، قد أمر بتشييد المسرح البلدي فقط لإرضاء نزوة عابرة بمتابعة أوبريت "البجع"، فإن الهدم أيضا جاء على حين غرة، إذ في سنة 1984، تلقى المشرفون على هذا المبنى الثقافي أمرا مستعجلا موقعا من قبل إدريس البصري وزير الداخلية القوي في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، تفيد بضرورة إخلاء المسرح البلدي بشكل مستعجل، لتتم تسوية الصرح الثقافي الذي عمر سنوات وسط الدار البيضاء بالأرض ويصبح في خبر كان.
هذا المبنى ذهب فداء صراع عمر طويلا بين الدولة واليسار الذي وجد في خشبات المسارح فضاء كان يتنفس من خلال "أوكسجين النضال"، وهكذا قرار هدم من البصري، جعل الدار البيضاء تتعثر في طريقها الثقافي وتظل حبيسة مركبات لا تستجيب لمقومات العمل المسرحي.
لكن بين اغتيال المسرح البلدي في الأمس وانبعاث المسرح الكبير اليوم، يتم تسويغ حكاية جديدة للعاصمة الاقتصادية والمسرح.
انبعاث وأفول معالم أخرى
في ظل انبعاث المسرح الكبير، فإن مع سلسلة الاغتيالات التي طالت معالم أثرية في الدار البيضاء مستمرة مشوبة بسبق الإصرار والترصد.
إذا صاحب قرار تشييد "كازا فن" آخر يتعلق بتغيير مكان النافورة التي تتوسط ساحة محمد الخامس في المدينة، مما أجج حركات احتجاجية قررت المضي قدما حتى تقويض قرار تحويل "نافورة الحمام" عن مكانها الحالي على الجهة المقابلة حيث تنتصب المحكمة الابتدائية ومقر ولاية جهة الدار البيضاء الكبرى وعلى مرمى من ثكنة العقيد العلام العسكرية.
التصريح بنية تغيير مكان النافورة الحالي، خدمة لفضاء مقابل للمسرح الكبير، أفاض كأس الخلاف بين جمعيات المجتمع المدني والمجلس الجماعي في الدار البيضاء، وانطلقت شرارة الاحتجاج إزاء قرار تغيير مكان النافورة الذي يرى البعض أنه يخفي نية التخلص من ساحة "أيقونة" شكلت توطئة لميلاد حركة احتجاجية تماشت ونسيم ربيع الثورات الذي هب على البلدان العربية.
"كازا فن" في أرقام
في المقابل، تبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع بناء المسرح 144 مليار سنتيم، يستهلك منها المسرح 136 مليار سنتيم، و8 مليار سنتيم مخصصة لإعادة هيكلة ساحة محمد الخامس، بينما سيساهم مجلس المدينة في المشروع بمبلغ 18 مليار سنتيم، ومجلس الجهة 10 ملايير سنتيم، ميزانية الدولة 28 مليار سنتيم، فيما وزارة الداخلية تساهم بحوالي 48 مليار سنتيم، أما صندوق الحسن الثاني فيساهم بـ40 مليار سنتيم، مع الإشارة أنها مساهمات موزعة على ميزانيات أربع سنوات ولن تتم على دفعة واحدة.
ووزع التصميم الفائز للمهندس رشيد الأندلسي ومكتب الهندسة "كريستيان دو بورتزمبارك" المسرح الكبير "كازا فن" على مساحة  24 ألف متر مربع تشمل المساحات المغطاة، وسوف تضم قاعة كبيرة "متعدد الأغراض" تستوعب 1800 متفرج، صالحة للحفلات الموسيقية والباليه والرقص الشعبي، ثم قاعة أخرى بطاقة 600 مقعدا، المسرح سيضم أيضا غرف للبروفات الفنية، والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي وأماكن للقراءة، مكتبة وقاعة للمعارض الفنية من رسوم ومنحوتات، فضلا عن قاعات أخرى إحداها مخصصة للتمارين المسرحية.
ومن أجل تسيير المسرح الكبير، وقع مجلس المدينة اتفاقية مع شركة (الدار البيضاء للتهيئة) سيعهد بموجبها إلى الأخيرة الإشراف على كافة العمليات التقنية للمشروع وتنظيم طلبات العروض والدراسات والصفقات، وكذا تتبع تقدم المشروع بشكل دوري، وإعداد تقارير لإخبار لجنة المتابعة التي يترأسها وزير الداخلية، وهي تجتمع بشكل دوري لتتبع المشروع، مدة الإنجاز حوالي 60 شهرا، منها حوالي 18 شهرا للدراسات التقنية و 42 شهرا لإنجاز الأشغال.
منارة / خالد ماهر

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption