مسرح الطفل: الأهمية، الدور الوظيفي البنائي، آليات العمل والأهداف / د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
بدءا لابد من تذكّر موقع الطفل ومكانته في الحياة الإنسانية ومن ثمَّ من أهمية التعاطي مع الدراسات المعرفية وخطاباتها المتنوعة التي تحاول الإفادة من تراكم الخبرات وتطورها في توفير أفضل الفرص لحياة إنسانية هادئة سليمة تطمِّن حاجات الطفل ونموه وتفي بمنحه الأجواء المحيطة المطلوبة، انطلاقا من المسؤولية الإنسانية الواجبة تجاه الطفل كونه بذرة ديمومة الحياة واستمرارها فضلا عمّا يمنحه الطفل لحيواتنا من قيم وطقوس وإشارات غنية الدلالة ومن كونه الأساس لرسم الخريطة الحقة للحياة الإنسانية الراشدة.. وعراقيا يبقى الطفل مكبلا بالوضع العام بكل ما يفرضه من استلابات ومصادرات وأشكال استغلال واستباحة لحياته ومطالبها وحاجاتها مع استثناءات ومنافذ قليلة...
ويهمني على هذه الخلفية الخاصة بالطفل العراقي وقبل الدخول في محاور محاضرتي التخصصية في مجالها المسرحي أنْ أضع دعوةَ َ بين أيديكم تنادي بضرورة البدء بحملة من أجل الطفولة العراقية محمية من آلام العنف المستشري وآثار جريمة إشعاع اليورانيوم المنضب من مخلفات الحروب العبثية الكارثية وتحرير الطفولة العراقية أيضا من أشكال الاستغلال سواء في تشغيلهم بما يتنافى والقوانين المخصوصة أم في دفعهم قسرا إلأى ميادين الجريمة بأنماطها أم باستلاب الطفولة حقوقها واغتصاب عفويتها وبراءتها.. وتلكم مهمة تكتسب أولويتها من خطورة التعاطي مع القضية وتأثير ذلك على مستقبلنا ومَن بعدنا جميعا.
ودعوة أخرى تتمثل في تنشيط مهمة رعاية الطفولة عبر إتاحة فرص واسعة لأنشطتهم ومنع استغلالهم تشغيلا وسرقة لأعمارهم وإقامة برلمانهم وتوفير الغطاء القانوني مع إيجاد المساحة الأوسع لمسرح الطفل في كل من المدرسة والحي والمدينة...
إنَّ مما يفيد في مجال قراءة مسرح الطفل أن نتعرَّفَ إلى المنطلقات الدرامية المسرحية من جهة وإلى الأواليات الخاصة بتوصيف أفعال الطفل وآليات تطوره وسمات مراحل نموه النفسي والبدني... فالطفل هو الكائن الذي يمثلنا لحظة ولادتنا التي تسجل أول خطوة في رحلة حياة الإنسان الفرد والإنسان الجماعة. وبهذا فهو يمثل اللوح الأول الذي يمتلك بيولوجيا أسس وجودنا والشفرة التامة للاحق ظهور آليات وجودنا من غرائز ورغبات وحاجات هي جوهر دوافع وقائع حيواتنا البشرية قبل أنْ نحفرَ أو نكتبَ على هذا اللوح توجهاته النفسية الاجتماعية المكتسبة في ضوء درجة التطور التراكمي لمعارفنا...
*ما المسرح لماذا وُلِد أهميته في وجود الشعوب ومقياس تمدنها؟؟
مسرح الطفل: التعريف
مسرح الطفل هو مسرح حقيقي بكل مفرداته وعناصر عمله بدءا من النص الدرامي ومرورا بتحضيرات العرض المسرحي وتشكّله بوساطة المخرج والمنتج (أو عناصر الانتاج) واشتغال الممثلين على أداء مهامهم بكفاية.
وما يميز مسرح الطفل ويطبعه بسماته المخصوصة هو خصوصية الغاية والجمهور المستهدف ومن ثمَّ ما يفرضه ذلك من آليات الخطاب المخصوص..ونحن نعرف أن الجمهور المباشر الرئيس هو الأطفال من 5 – 15 سنة ولكن هذا لا ينفي جمهورا غير مباشر يتكون من الكبار المعنيين بالتقاط رسائل هذا المسرح وط رائق تعاملها ومعالجاتها لأدائها في مسرحي البيت والمدرسة. وهما أيضا يمثلان وجها آخر من مسرح الطفل..
إذن مسرح الطفل هو صنف درامي مسرحي يأخذ طابعه الخاص (خصائصه) وهويته من وظائفيته ولأن هذه الوظائفية تتحدد بطبيعة الجمهور المستهدف ولخصوصية هذا الجمهور صار لزاما العمل المشروط :
فالمستوى الإدراكي والنفسي يحدد:
1. اللغة:
أ. الثروة المعجمية للطفل ما تزال ضئيلة.. مقصورة على بضع مفردات ولكنه يمتلك الخلفية القادرة على اكتساب الجديد من جهة وعلى إدراك العالم المحيط بآلية تفكير مخصوصة به..
ب. حالة إبداع المفردة ونحت العبارة وبنائها صوريا بآلية الرسم لا بآلية القواعد اللغوية المتعارف عليها...
ت. الأداء الصوتي للحروف ومخارجها وللألفاظ وسلامتها وللعبارات وصوابها مخصوص الطابع.
ث. اللغة عند جمهور الطفولة إشارية وصفية لا تحليلية نقدية
ج. الموسيقا الإيقاعات بخلاف فكرة الهرج مرج فالمويسقا تثير ترتيب أو إعادة ترتيب عمل الدماغ
2. آليات العرض
أ. البصري لدى الطفل أكثر أهمية حيث الضوء والكتل
ب. وحيث الفراغ والمسافات أو المساحات والفضاء (التشكيل من رسم ونحت: السينوغرافيا)
ت. ضبط الحركة والميزانسين
ث. علاقة الممثل بالآخر بالمتلقي قائمة على الحوار المباشر بالأسئلة وغير المباشر بالإيحاء لاستثارة قرار أو دفع للمشاركة ولاستثارة حكم داخلي
3. الموضوعات:
أ. الخيالي
ب. الواقعي
ت. الحيوانات والطيور
ث. رصد العلاقات وتنميتها
ج. تصنيف الأشياء ووصفها وترتيبها
4. بنية الحبكة:
أ. البساطة : أبسط عملية ذهنية
ب.السبب والنتيجة مباشران
ت.الحزورة سهلة واضحة
ث.السؤال مباشر
ج. إثارة السجالات الثرثرة
ح. الأغاني
خ. التداعيات الذهنية
د. الحلم
سمات مسرح الطفل:
1. استخدام لغة سهلة تصل ذهن الطفل..
2. الفكرة البسيطة الواضحة..
3. التشويق والإبهار..
4. الاستعانة بالحركات والرقصات..
5. إضفاء طابع البهجة والمرح..
6. تضمّن المغزى التربوي التعليمي...
مسرح الطفل: الأهمية
يمكن أن نخلص إلى نتيجة تحدد لنا أهمية البحث في مسرح الطفل كونه نشاطا جماليا يفيد في تنمية الثقافة العامة وزيادة الخبرات والمهارات والمعلومات فضلا عن ترسيخ التجربة وإغناء سمات شخصية الطفل... وكنتيجة نهائية نحن بصدد إنجاز الجهد التأسيسي لخطة استراتيجية بشأن بنية الشخصية الإنسانية المستقبلية ومن ثمَّ بنية الإنسان المجتمع أو باصطلاح آخر رسم صورة المجتمع الإنساني العامة بطريقة غنية في أنسنة سماتها وطيدة في صحية وجودها وصواب السلوك فيها...
مسرح الطفل: الدور الوظيفي البنائي
يمكننا هنا أن نعيد الإشارة موجزة إلى أنَّ بيتا بلا معرفة بمسرح الطفل ومدرسة بلا مسرح ومجتمعا بلا مسرح للطفل هي جميعا مؤسسات اجتماعية ناقصة في أداء مهامها البنائية ليس لشخصية الطفل حسب بل لشخصية الإنسان البالغ في قابل الزمن ومن ثمَّ في استثمار أدوات وظيفية لبناء الإنسان بالتأسيس له منذ طفولته...
إنَّ الدور البنائي لمسرح الطفل يكمن في أهمية الأساس في أيّ بناء فلا بناية بلا أساس متين وإذا قامت على أساس غير مميز فهي عرضة لاحتمالات السقوط والهدم. ولنتذكر بالخصوص معنى أن يُبنى الأساس متينا مدروسا دراسة علمية كما في تلك الأبنية الضخمة التي لا تطيح بها الأعاصير ولا تهدها الزلازل فيما بيوتنا التي تُبنى بتراثيات الهندسة القديمة لا تصمد حتى لتقادم الزمن.. ولننظر إلى حالات سقوط العمارات على رؤوس أصحابها بسبب القصور في الأساسات ومواد البناء وأخطر من هذا بكثير بناء الإنسان بناء قاصرا بالتأسيس له على طريقة "هو ينمو مثلما تربينا نحن في بيوت الآباء والأجداد!"
إنَّ هذه العبارة من الخطورة بمكان لأنها تغفل أن إعداد الشخص ينبغي أن يكون بما يتوافق وطبيعة محيطه وحياته وخصائصها. فهل نعدّ مهندسا بمعارف الطبيب أو العكس وهل نعدّ عالم لغة بمعارف عالم الاجتماع أو عالم النفس؟ وإنسانيا هل يستوي إعداد الفلاح لأبنائه بطرائق إعداد العامل لأبنائه أو إعداد ابن الريف أو البادية بابن المدينة؟
إنَّ لوح الطفل الأبيض وهو يأتي إلى الحياة بحاجة لمن يغذيه بالمعلومات التي تتناسب وحياته المستقبلية.. فهل منّا من يرى أنّ أمر التكوين التربوي النفسي وإعداد الشخصية الإنسانية هي قضية عادية تتم آليا بلا جهد مدروس؟ مثلما تُبنى بيوت الطين وليس مثلما تُبنى عمارات مقاومة الزلازل؟؟
نحن بحاجة جدية للتصدي لمسؤولياتنا ومن المثير للشفقة أنّ عديدا من جيراننا وبعض معارفنا تسير عندهم الأمور على وفق قناعات الإعجاب والانبهار بهذه الصورة أو تلك الطريقة من دون قرار علمي مدروس يستند إلى العلوم التخصصية. وكم منّا من يزدري نتائج البحوث العلمية ويتهمها بالمبالغة والتشنج في التعاطي مع الإنسان ومراحل نموه وتطور حياته ومداركه فيها.. وكم منّا من يزدري الفنون والمسرح ولا يرى فيه إلا كماليات هامشية لا قيمة جدية فيها ويدرج في سخريته ملايين أطفال العالم الذين تنقص حاجاتهم الحيوية الأساس، فأي مسرح وأي تأسيس لحياة الطفل ومستقبل الناس؟!
ولكنه يغفل أنه بهذا يتحدث عن الوجه السلبي للحياة. الوجه الذي لا يلبي الضرورات الإنسانية في غذاء الروح الثقافي المعرفي مثلما لا يلبي غذاء البدن وحاجاته. فيما نحن هنا نتحدث عن الطبيعي في الحياة الإنسانية التي لاتغفل التصدي لحقوق الطفل في حياة مستقرة آمنة وفي نمو صحي بدنيا ونفسيا وتربويا؛ وتلك هي مسؤولية الكلمة والموقف.
إنَّ التأسيس لشخصية الإنسان تنطلق من هنا حيث الاستجابة لحاجاته وتلبيتها بما يدفع لنمو ونضج صحي صحيح . ومن الطبيعي أن ندرك بالخصوص دور دراما الطفل عبر آليات اشتغالها...
مسرح الطفل: آليات العمل
1. التغذية غير المباشرة بالمعلومات...
2. والتوجيه بطريقة لا تتعرض إلى تفاصيل حركات الطفل ولعبه اليومي..
3. التشويق والشد والجذب بطرائق الإبهار والتلوينات وما يماثلها ...
4. المشاركة والمشاطرة في اللعب...
مسرح الطفل: الأهداف
1. الصحة النفسية: بعضها يأتي طبيعيا وآخر بحاجة لمعالجات جدية إضافية بوساطة جماليات المسرح التي تسد حاجة داخلية لسعي الإنسان إلى كل ما هو تام مكتمل متناسق ماتناسب وهي مفردات للجميل والجمال كما تستطيع الدراما أن تنقل التعبير عن القيم العقلية أو المضمونية بأفضل أشكال التعبير الجمالي وأوسعها في التعاطي مع المعلومات التي يكشف عنها العقل البشري... [[مثلا معالجة حالات القلق الخوف الخجل بآليات مسرح الطفل ومثال التدريب الصوتي بشأن طريقة الإلقاء عبر تدرج من فهم المفردة وحفظها ومرادفاتها وحتى أداءها بالطريقة المثلى]]
2. الإخلاص.
3. الانهماك
4. الثقة
5. الانطلاق اللغوي في التعبير الشفوي.
6. الحساسية
7. فهم الطباع وتمييزها
8. الانسجام مع المواقف
9. البهجة الواعية بالحركة والإيقاع
10. الصدق
ودعوني أعرج قليلا باتجاه الطفل نفسه ومساهماته في مسرح الطفل ودور ذلك في المستهدفات التي أشرنا إليها للتو وفي إنجاز نتائجها بحسب المراحل العمرية للطفل..
فللطفل [كما ترى بحوث علم النفس والخبرات المعرفية] آليات مادية ونفسية للتعرف إلى محيطه وهي كثيرة ومتنوعة ومن ذلك (اللعب) الذي يعني شكلا واقعيا عمليا ملموسا من أشكال النشاط وهو أي اللعب يمثل آلية عفوية فطرية لإدراك الذات والآخر ومحيطهما أو بيئتهما، استكشافا وإضافة وتلبية للحاجات المادية والروحية لهذا الكائن الإنساني (الطفل)... وعليه فاللعب يندرج في إطار تلبية حركة النمو ومفردات تطوره لاكتساب منطق التفكير الإنساني المتأتي من النمو العصبي والبيولوجي وتراكم التجاريب والمهارات أو الخبرات بما ينفي كون التفكير ومنطقه سمة فطرية ولكن بعض ما يؤدي لاكتساب التفكير قد يكون دافعه ميل فطري كما في اللعب..
ومن المفيد بهذا الخصوص أن نشير إلى العامل الحاسم وممتلك الأهمية البارزة المميزة للعب في حياة الطفل وبصيغة أخرى نجد أن الإنسان البالغ هو حصيلة الخبرات وتراكم المهارات والمعارف الناجمة عن نشاط الطفولة ومن ذلك اللعب وصيغته العليا أو المتطورة أيّ التمثيل. وعليه فالدراما (المسرح) عند الطفل هي شكل من أشكال تصرفاته وسلوكياته الواقعية بوصفها تمظهرات لأداءاته الانفعالية ووقائع أفعاله وردود تلك الأفعال بالملموس...
وبهذه الرؤية يكون اللعب عند الطفل حالة سلوكية إيجابية فاعلة لا سلبية تتحدد في ملء فراغ أو معالجة حال التعطل واللعب عندهم أداة تفكير ونمو فيه وتمثل للحياة نفسها.. ومن هنا وجب رعاية الطفل وإشعاره بالاهتمام والحنو واكتساب صداقته تفعيلا للفرص التي يحتاجها لتوسيع دائرة ألعابه بمعنى آخر توسيع أدوات اكتساب معارفه وخبراته وتكوين شخصيته المستقبلية...
وفي بعض ألعاب الطفل نجد محاولات تقليد أو تقمص شخصيات وظهور تعبيرات انفعالية أو سلوكيات عاطفية ما يجعلنا هنا نتحدث عن دراما الطفل وسماتها كونها تلتصق بقوة بمنطق لعبه مثلما يلتصق اللعب بحياته بل يعبر عن حياته الحقيقية الفعلية.. وفي غمرة دراما الطفل اللعبة تجري فعاليتان هما التقمص والاندماج بالدور بعيدا عن فكرة الاهتمام بوجود من يشاهد الفعل وفعالية دقة الأداء للدور بمحاولات التجريب والتدريب والتقويم والتصويب وهي الفعالية التي تنجم عن الأولى وهذا ما يجب أن ننميه ونفعله ونمنحه الفرص الوافية لأنه الأداة التعليمية الأمثل...
وللعب المقابل لدراما الطفل ومسرحة حياته نمطان هما: اللعب الشخصي واللعب الإسقاطي بما يميز بين اللعب الواقعي واللعب الخيالي أو ما يعكس تفاصيل مادية حقيقية لحركة الطفل وما يمثل انعكاسا لخبراته الداخلية الباطنة الخيالية.. فأما اللعب الإسقاطي فيمثل مسرحة يوظف فيها الطفل عقله بدرجة أكبر من استثمار جسمه في التعاطي مع عرائسه ومكعباته ومواده التي تمثل أدوات لعبه.. وهي هنا التي تقوم بالأدوار عبر صوته أو يديه ولكن من دون الحاجة لحركة جسمه أو استخدامه. إنَّ الطفل هنا يقوم بإسقاط مخيلته على تلك الأدوات ليحركها في ضوء رؤاه وتصوراته وخبراته التي تتهذَّب تدريجا عبر الدربة والخبرة التي يكتشفها من ذاك اللعب الإسقاطي. [[الإسقاط في علم النفس: يشير إلى حيلة لا شعورية من حيل دفاع الأنا وبمقتضى تلك الحيلة [الإسقاط] ينسب الشخص إلى غيره ميولاً وأفكاراً (مستمدة من خبرته الذاتية) يرفض الاعتراف النفسي الداخلي بها لأنَّ ذلك سيجعلها سببا في آلامه وفيما تثيره من مشاعر الذنب لديه، والاسقاط بهذا التوصيف وسيلة للكبت أو أسلوب لاستبعاد الآلام النفسية (الباطنة الداخلية) عن حيز الشعور والوعي. ويرى سيجموند فرويد:"ان العناصر التي يتناولها الاسقاط يدركها الشخص ثانية بوصفها موضوعات خارجية منقطعة الصلة بالخبرة الذاتية الصادرة عنها أصلاً، فالادراك الداخلي يُلغى ويصل مضمونه إلى الشعور عوضاً عنه في شكل ادراك صادر عن الخارج بعد أن يكون قد لحقه بعض التشويه أو التغيير ومن هنا اعتقاد من يمارس الإسقاط أنه يقول ذلك عن قناعة يدرك بها تصرف الآخر الذي يُسقط عليه سمات هي في الحقيقة سمات موجودة في لا شعوره أو في عقله الباطن. وعليه فالاسقاط Projection آلية نفسية شائعة يعزو الشخص بوساطتها او عن طريقها للآخرين أحاسيس وعواطف ومشاعر مكبوتة بداخله هو.]](1) وما يهمنا هنا من اصطلاح الإسقاط الطفولي هو محاولته أن يعزو ما بداخله من تخيلات وخبرات على الآخر بطريقة تمثيلية هنا بطريقة اللعب الإسقاطي هذا بما يجعله يعيد توازنات ويوفر لنفسه أدوات التعرف واكتساب المهارات والمعارف الجديدة...
وأما اللعب الشخصي فيعني ممارسة اللعب أو التمثيل (دراما الطفل) بتظيف تام كامل لوجوده عقلا وبدنا وبهذا ينهض الطفل بأمر تشخيص ما يريد صوتيا وحركيا. وهذا النط من اللعب ينمو ويزداد بدءا بعمر الخامسة ويتجه صعودا بتقدم المراحل العمرية وكفاءته في السيطرة على أدائه البدني تحديدا إلى جانب تنامي مهاراته وخبراته العقلية...
وسيكون من المفيد هنا أن نؤكد على أنَّ شخصية الإنسان البالغ ستتحدد في ضوء الفرص المتاحة لممارسة اللعب وعلى نسب التوازنات بين اللعب الإسقاطي واللعب الشخصي في طفولة الإنسان. فقد يفقد ثقته بنفسه وبالآخرين إذا ما صادف حرمانا في فرص اللعب. أما بشأن النسب فبزيادة اللعب الإسقاطي [ومنه] تنمو شخصية تتعاطى الفن، الموسيقا والألعاب الرياضية وقدرات القراءة والكتابة وبالتأكيد سمات التحمّل والحلم وتنظيم أوترتيب الأشياء... وبزيادة اللعب الشخصي تنمو أمور منها ممارسة الرياضة والرقص وقدرة القيادة والتحكّم...
أما بشأن إشكالية التناسب هذه بوصفها معيارا حياتيا ومقياسا لدرجة نمو الطفل، فإنّنا يمكن أن نرصد تحقق مستوى تعادليا لدى الطفل بوصوله لإدراك المفهوم العاطفي والجمالي للدراما حيث التناسق بين توظيف المساحات الواقعية للمفردات التي يتعاطى معها بلعبه الشخصي وبين معطيات لعبه الإسقاطي بكل ما يملكه من افتراضات وتخيلات... والتعادلية هنا تمثل الوصول إلى تنظيم الكتلة واللون والمسافة تنظيما يخضع للمنطق العقلي الأسمى.
وفي هذا الإطار يمكن ملاحظة حب الطفل للأصوات وتقسيمهم إياها على إيقاعات زمنية وأوزان ليكتشفوا الكلام والدراما المعادلة لتفاصيل حيواتهم اليومية ويمكن طبعا هنا أن نجذب الطفل لأصوات وحركات بديلة تؤمِّن سلامتهم ولكنها لا تمنعهم من ممارسة الحركات والأصوات التي عادة ما يثيرونها.. كما يمكننا أن نجيب إجابات غير ذات معنى أو قيمة محددة على أنه يجب إدارة حوار مع الأطفال فالهدف هنا هو تمرينات أداء الشكل الحواري بما يخلق علاقات متينة ويفتح قنوات بين الطفل والآخر ويمنحه مهارة إدارة الحوار أو العلاقة مع محيطه...
وفي الإطار أيضا ينبغي ألا ندفع أطفالنا إلى الاهتمام بلفت نظر الآخرين إليهم وإنما ينبغي أن نشاركهم فيما يمكنهم أداءه من دون إشعارهم بمراقبتنا لهم. وفي الوقت ذاته لا نسخر من أي عمل ممسرح ولنترك فرصا للإعادة والتكرار من الطفل نفسه لكي يتعرف إلى أخطائه وطبعا لا ينبغي أن نلمّ ألعاب الطفل ونرتبها بما يفرض مصادرة للطفل في طريقة ترتيبه الأشياء ولكن يمكن مساعدته تدريجا في قضية الترتيب وتفعيل عامل التنظيم في ضوء جذب الطفل إلى الهدف المؤمل وبلا ألم أو قسر أي بالتشجيع على النظافة والصائب المنظم بطرق متنوعة جذابة...
ومن أجل مزيد من الاقتراب من فكرة دراما الطفل ومسرحة حياته يمكننا أن نفعل ذلك في ضوء المراحل العمرية لأن لكل مرحلة عمرية آلية اشتغال وإمكانات إدراكية وانفعالية محددة. كما أن سلوك اللعب يختلف أسلوبا وتعقيدا ونظاما ونوعية بحسب تلك المراحل ودرجة النمو العقلي والبدني لدى الطفل.
[[مثال:ص14 بياجيه وعائين متساويين وفيهما لحد النصف كمية من الخرز وباختلاف طول الوعائين سيجد طفل الرابعة من العمر أن الوعاء الأطول يحتوي على كمية أكثر فيما طفل السابعة يعرف أن الكمية ستظل ثابتة على الرغم من اختلاف مظهر الوعاء...]](2) وهذه إشارة لاختلاف القدرات الإدراكية ويمكننا طبعا أن نلاحظ بوضوح الفروق البدنية بين عمرين مختلفين...
علينا أن نقدم للطفل ما يناسب سنّه لأنَّ الدراسات النفسية تقول إنه يتهرب من الأعمال التي تعلو على مستواه فيما يثابر على أداء ما يشعر بنجاحه في تحقيقه... والفكرة هنا أننا نحقق علاقة إيجابية بين الطفل ومحيطه ومن ثم تخلق طفلا إيجابيا التفاعل مع الآخر.. تقوزل ونفيرد وورد " فما يقبله الأطفال في سن الخامسة يبدو تافها بالنسبة للأطفال في سن الحادية عشرة وما يهز مشاعر هؤلاء يثير فزع الأطفال في الخامسة"[وينفريد وارد مسرح الأطفال ترجمة محمد شاهين مطبعة المعرفة 1966ص145]](3)
ويمكننا أن نتلمس مراحل النمو الرئيسة وتوصيفاتها ومسمياتها متمثلة في:
1. مرحلة الواقعية والخيال المحدود (3-5سنة)
الأطفال هنا ليسوا بحاجة لمسرحة تفاصيلهم وعالمهم ما زال محدودا بالبيت وبالمقربين منهم ولعبهم وسيلة لتنمية قدراتهم الحركية والإدراكية. ومع ذلك يمكن أن نقدم لهم مسرحية تركز على الحركة وعالم الحيوان والعرائس وتستخدم أفلام كارتون أكثر وتعتمد المحسوسات بتشويق تام وإبهار الضوء واللون والشكل... ومن الطبيعي أن ندرك خلو الطفل من الإمكانات اللغوية وقدرات الإدراك لغير المحسوس..
2. مرحلة الخيال المنطلق (6-Cool
3. مرحلة البطولة (9-12)
4. مرحلة المثالية (13-16)
وفي ضوء ذلك سيكون علينا أولا أن نبدأ فكرة مسرح الطفل لمرحلة الخيال المنطلق أو الحر من عمر الخامسة على أن تمتد المرحلة إلى السابعة أو كما عند بعضهم إلى الثامنة. وهذه المرحلة لا يمكننا فيها أن نفرض نصا مسرحيا أو منصة مسرحية ولكننا نستثير في الطفل قدراته في الارتجال سواء في خلق المواقف وتشكيلها أم في إبداع اللغة أم في أداء الحركات.. وكل ما ينبغي تذكره هنا هو أن نكون مشجعين لا موجهين واصدقاء مشاركين الانفعال لا آمرين مقوِّمين فضلا عن شيء من الإثارة وعوامل الجذب والشد والسيطرة على انتباه الأطفال بطريقة مناسبة غير مباشرة أو بما نسميه فن التغذية وهي طريقة تفتح العلاقة باتجاهين بين المربي والطفل ولا تقف في حدود اتجاه واحد...
وتطبيقيا نستثمر طرائق تمييز الطفل للصوت فنُعنى بالإيقاع الزمني وبالنغم والذروة ةيمكن لهذا الغرض استخدام الطبول والصفارات وعلب الصفيح والعصي وفي سنوات متقدمة من هذه المرحلة يمكن استخدام آلات موسيقية كالبيانو. وسيفيدنا هذا في التعاطي أو التفاعل مع الميول الصوتية للطفل ولأداءاته فنطوِّر من إمكاناته ومهاراته فيها.
يمكننا أيضا وضع ملخص لتوصيف مسرح يناسب هذه المرحلة العمرية بالآتي:
1. الخيالية في الحكايات.
2. استخدام العرائس أو المسرح البشري أو كليهما..
3. استقاء المادة من البيئة المحيطة بالطفل..
4. توظيف جزئية من القيم التربوية الاجتماعية بشكل غير مباشر..
5. تحتوي على نوع من المغامرات..
6. وضوح الأسلوب والفكرة وبساطتهما... [[عن بحث آراء وخبرات العاملين بمسرح الأطفال في مصر للمنركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مركز ثقافة الطفل 1979 ص84]](4)
[[مثال: أطلق لمجموعة من الأطفال صفارة وأسأل ماذا سمعنا؟ وأستثمر إجابة (قطار) لأطلب منهم أن ينطلقوا بالقطار وأبدأ بزيادة أو خفض سرعة الصافرة بطريقة تمرّن الأطفال على التعاطي مع الإيقاع الزمني ومع الذروة وما إليها... كما إنني سألاحظ معهم التنظيم المكاني والحركة الدائرية أو اللولبية من دون أن يتطلب تنبيههم إلى أخطاء في التدافع بطريقة معيقة أو محبطة.... وبمتابعة الخطة التمثيلية الممسرحة أستثمر لحظة التعب لإعلان الوصول للمحطة وأسأل إلىأين نذهب في إيحاء للبيت وللاستراحة والنوم وهكذا. وبشأن ميدان العمل إذا لم يكن متاحا أنْ تجد مساحة مناسبة فيمكن تخيل الأشياء وقطع الأثاث مرتفعات أو كما الوديان وغير ذلك...]](5)
وبدخول الطفل مرحلة [البطولة] عمرية بين التاسعة وحتى الحادية عشرة [إلى 12] حيث تظهر سمة إعجاب الطفل بشخصيات الآخرين وتقليدهم فيبدأ في الانتقال التدريجي من عالم الخيال إلى الواقع. ونكون أمام مسؤولية مختلفة في آلية مسرحة حياة طفل هذه المرحلة. وهي مرحلة يُسجل فيها بلوغ طفل التاسعة إمكان تأليف القصة وتمثيلها مع ميل أكبر نحو الواقعية كما أشرنا للتو ولهذا فإنَّ واجبنا المهم هنا تجاه طفل التاسعة هو تشجيعه على الانطلاق في الكلام من دون أن تقلقنا فكرة احتمال أن يتحولوا لسلوك الوقاحة لسبب الانطلاق في الكلام لأنّنا سنجذبهم لعلاقة احترام تدفعهم لمنحنا مقابلا يكمن في سواء السلوك.. وكل ما علينا أن نتذكر حقيقة كون اللغة أصوات نعبر بها عن أغراضنا وأية أصوات تصدر عن طفل هذه المرحلة ينبغي تشجيعها وتحديدا باتجاه إبراز الوضوح في الأداء والالتزام في المعطيات الدلالية وكلما وجد طفل المرحلة اهتماما وتشجيعا بالخصوص تجنب لغة الشارع بكل سماتها السلبية من فوضى الأداء ورطانته إلى معجمه السلبي القبيح. والعكس عند فقدان الدعم... [[الحديث هنا عن المستويات اللغوية فلغة المدرسة وأطرافها (مدرّس تلميذ \تلاميذ...) وعناصرها المادة العلمية وموضوعات المختبر والمرسم وصالات الفن والرياضة والاستراحات والمكتبة وهذه جميعها يمكنها أن تتيح فرصا متنوعة لأساليب الكلام؛ ولغة الشارع وموضوعاتها وطرائق أدائها]](6)..
ومثلما التشجيع على الانطلاق في الكلام يكون الطفل في هذه المرحلة قد وصل مستوى جديدا من الحاجة لدعمه للانطلاق في التمثيل وهكذا ينبغي هنا أن نسمح بتمثيل بعض الأدوار التي قد لا نرغب فيها ولكنها تعدّ وسيلة تفريغ أو وسيلة علاجية لكونه تمثيلا يُؤدَّى لاشعوريا فيمنح التطهير العلاجي فضلا عن تحقيق قيم البطولة والشجاعة والمغامرة بما يفرغ تلك الشحنة في الأداء الواقعي لاحقا في تفاصيل حياته...
على أنّنا في هذه المرحلة العمرية يمكننا أن نتعاطى مع إمكانات الطفل للتفاعل مع قصة أكثر تعقيدا كما في مقترحاتنا في القصص العالمي والأساطير لأن الطفل يمكنه أن يفكر بالحبكة ويحسّ بها ولو بطريقة أولية كما يمكنه تلقي المعلومات العلمية..
ومن الطبيعي أن نلاحظ أهمية تنمية الحساسية الاجتماعية عبر فعالية الرقص الجماعي التي يشترك فيها أفراد هم بعض أو كل الفصل الدراسي الواحد... وفي الحقيقة فإنّ انتباه الطفل للمسافة مع الآخر في الرقص ولوقع قدمه وما يصدره من صوت يعني تنامي الانتباه نحو الآخر ورسم العلاقة معه فضلا عن تنمية الأسلوب الشخصي في الأداء بمعنى ضبط أو السيطرة على الحركات الشخصية وعلى القيم السلوكية حيث ملاحظة الانتقال من الخيال إلى الواقع كما أسلفنا...
وبدخول مرحلة [المثالية] ما بين 13 - 15\16 [ألفت انتباهكم إلى أن الطفل في حال من التغيرات السريعة تحسب وتقاس بالأشهر] سيكون علينا أن نتعامل مع واقعية أفضل وسيكون هناك فرز بين القصص التي يتبناها الأولاد من تلك التي يتبنينها البنات علما أن البنات ينضجن في هذا العمر أسرع ما يتطلب التعاطي مع فروق التسارع في التفاعل مع متغيرات الخبرات وتطلعات كل من الجنسين وغير هذا وذاك نلمس تحول طفل المرحلة [مرحلة المراهقة المبكرة والمتأخرة] هذه باتجاه الرغبة في الأداء في صالة مسرحية أي على الركح وبحركة أدق في التعاطي مع واقعية التفكير ومن ثم ولوج المعلومات التاريخية والأخلاقية الفلسفية المخاطِبة للعقل، لكننا ينبغي أن نواصل دعم فكرة الارتجال من أجل تعزيز الطاقات الإبداعية لدى الأطفال من هذه المرحلة العمرية ونحن بحاجة هنا إلى أن نترك لكل طفل فرصة لكي يقول العبارة التي يراها مناسبة للموقف الذي اختير له والشخصية أو الدور المعين...
وبدءا من هذه المرحلة سيكون علينا التفكير بتوزيع الأدوار بناء على تأكدنا من توافق الشخصية والدور وقبولها به لأن الشخصية (الطفل) ما زال يؤمن بأن الدور مرتبط بتحقيق الذات بغير نضج أو بغير اكتمال في وعيه واستجاباته تشير إلى هذه الحقيقة...
عليه ينبغي ألا نضحي بالأمر لصالح احتياجات المسرح لأننا أصلا نستخدم مسرح الطفل في هذه المرحلة تحديدا لأسباب أو أهداف تربوية وللتنشئة ورعاية نمو الطفل نفسه...
وفيما يخص البنات من العمر نفسه لا ننسى أن ما سيناسبهن يكمن في توظيف الجانب الحركي ممثلا بالرقص مع الموسيقا أو مع الكلمات والغناء وسيكون استخدام الأساطير مفيدا بخصوص رومانسية المرحلة العمرية وطبيعة الانفعالات...
أما فيما يخص الأولاد فينبعي تجنيبهم حال الإحساس بالتكبر المفتعل لما يدعهم هذا السلوك للخشونة والجلف والتأخر الحضاري في منطق تفكيرهم وسيفيدهم بالخصوص رقصات شعبية تعمّق خطاب الفعل الجماعي لديهم فيما سيكون للخطاب المشترك للجنسين نموذج المسرحية الاجتماعية بما يوفر فرص مناقشة الأفكار ومفردات الحياة العامة وكيفية معالجة بعض إشكالاتها توكيدا على السوكيات الجيدة الإيجابية...
والآن نتساءل محاولين تحديد
السمات العامة للطفل ومسرحه في عمر ما بين 5-15 سنة:
ونبدأ أولا بـِ:
ملامح الإخراج في مسرح الطفل:
1. المخرج إلمام بالتمثيل .. بآليات تكنيك المسرح وميكانيكيته...
2. رؤية العالم عبر نظرة الطفل كما يقول وينفريد وارد في كتابه مسرح الأطفال ص 177 (7)
3. وحدة المعالجة بين عناصر العرض المخرج المؤلف الممثل
4. تطور المهارات الموسيقا الرقص تناسق الألوان \ فن الإخراج يعني وضع كل عنصر في موضعه وإبرازه في اللحظة بدل حشد العناصر كافة في تلك اللحظة
5. الأسلوب اختيار الفانتازي الواقعي الفارس أو غيرها في اتساق مع اتجاه النص
6. القيم الدرامية فهم العناصر مهم لاستخدامها ولإيصال قيمها إلى المتلقي
7. المسرح البصري الشكل المقبول عند الطفل
8. دفع الطفل للمشاركة
9. اختيار النص بما يلائم لمرحلة العمرية المتوجه إليها ويظل الهدف الرئيس متكاملا مع ترابط الأهداف الثانوية \\ وأن ينهض الحوار بتحقيق زظائف نفعية بتطوير الحبكة والكشف عن أفكار الشخصيات عواطفها طبائعها مع الوظائف غير النفعية مثل السمو الشاعري وقدرات الجذب فيما العبارة قصيرة سهلة النطق بسيطة التفسير والإدارك.
10. الممثل أن يكون متسقا مع السمات البدنية والنفسية والاجتماعية للشخصية بمعنى مرونة تعاطيه مع الشخصيات المتنوعة والامتناع عن أداء حركات عبثية زائدة ما يشوش عملية التلقي ويُفقِد إمكانات سسماع النطق بخاصة عندما لا يكون واضح المخارج.. ولنلاحظ الفروق بين رسم حركة فراشة وحركة حصان وما تتطلبهما كل حركة من مظهر بعينه.. وفي خطاب الممثل لا ينبغي أن يكلِّمَ الجمهور بـ(يا أطفال] بل أفضل أن يخاطبهم (يا أصدقاء أو ما شابهها) إذ الطفل هنا سيكون أقرب نفسيا لتلقي العبارة من صديق أو زميل لا من وصي واعظ...
في مسرح الطفل يؤدَّى دور الطفل بحالتين:
1. كبير يؤدي الدور بارتداء ملابس الطفل وهذا الأخير لا ينظر إلى عمر الممثل ولكن المهم هنا يكمن في درجة إقناع الممثل بالدور ما يتطلب عدم اكتفائه بمدرسة [كوكلان] التي تهتم بالتشخيص الخارجي ولكن ينبغي أن يتمكن الممثل من إدراك العمق النفسي للشخصية ليؤديها بطريقة مناسبة وإلا فقد ثقة التلقي وخسر إقناعه
2. الجمع بين الكبار والصغار في أداء الأدوار وهي الأكثر إقناعا مع الانتباه لأمور تشغيل الطفل وتأثير ذلك على دراسته وصحته فضلا عن إشكالية فهم الدور وأدائه بتقمص مناسب أو موفق
3. طبعا لابد من وجود حالة ثالثة هي تلك التي مررنا عليها بشأن لعب الأطفال جميع الأدوار...
عناصر مسرح الطفل المادية ومميزاتها:
الديكور الإبهار
الملابس الزركشة والألوان
الملحقات
الإضاءة الأمواج النيران المطر السحاب الفضاء اللامتناهي
المكياج والأقنعة بحسب طبيعة العمل المهرج مثلا
الموسيقا
الجاذبية \ الحيوية \ الاتساق مع الحركة والأجواء \ زيادة ألفة المتلقي للممثل وأدائه وتعميق تذوق الصوت الجمالي (الموسيقي)
إيقاع العمل بعامة مهم جدا
مدى المسرحية للمرحلة الأولى حتى ثماني سنوات 15-25 والثانية حتى 12 سنة 25-35 وحتى 15 سنة 30-40 مع وجود فرصة لتناول المأكولات والمشروبات الموازنة الأهم تكمن في قراءة قمة الضغط لمفردة في العرض المسرحي بالتناسق مع التوزيع الزمني... وسيكوزن من القتل للتشويق أن تكون الذروة في موضع ومدة طويلة قبل أن يصل إلى النهاية فإطالة الفعل الهابط أمر في ترهل وفقدان قدرة الجذب... (Cool
المشاركة في المسرح المحترف للطفل
العلاقة بين الممثل الممثل \ الممثل المتلقي \ المتلقي المتلقين
مشاركة وجدانية عاطفية وأخرى عقلية أو ثالثة مزدوجة من كليهما
الأعمال الطقوسية توفر أجواء مناسبة لتعميق المشاركة
وطبعا المشاركة تشير إلى العنصر التفعيلي في داخل الصالة كما يعالج الأمر المسرح التغريبي مثلا
التقارب المكاني يخلق تقاربا وجدانيا ويفعّل المشاركة
في مسرح المشاركة ينبغي:
1. معاملة الطفل بوصفه شخصا كبيرا له مفاهيمه للأشياء
2. ألا يعامل الطفل بصرامة بل بودية
3. بنية النص قابلة لمثل هذه المشاركة
4. الممثل العنصر الأهم لإطلاق شرارة المشاركة ومع توهجه يجذب أكثر للمشاركة
5. تقليل دور الأشياء والعناصر المادية لحساب خيال الطفل ودوره
حق خير جمال
تنمية الحساسية الجمالية
اقتصاديات مسرح الطفل
الطاقة الإنسانية القدرات البشرية وتوظيفها
الموارد الطبيعية الطبيعة وإمكانات التوظيف
النواحي المالية الإمكانات المتاحة
التنظيم للممثلين ولإدارة الانتاج
توسيع رقعة الجمهور
حسن اختيار الأعمال الفنية
التأهيل والتدريب المناسب
توظيف متخصصين
بناء دور العرض
إلغاء الضرائب على أنشطة مسارح الطفل
الاتصال الإعلامي
الإعلان
التنقل بين المدن
الارتباط بالمدارس
بعض المصادر والمراجع المعتمدة في إعداد هذه المحاضرة:
تطور البنية الدرامية في المسرحية العراقية د. تيسير الآلوسي
فلسفة الجمال في الفكر المعاصر د. محمد زكي العشماوي
مقدمة في دراما الطفل بيتر سليد كمال زاخر لطيف
مسرح الطفل محمد حامد أبو الخير
دروس في الألسنية العامة دي سوسير
موسوعة نظرية الأدب القسم الرابع الدراما كوركينيان
مقدمة في نظرية المسرح السياسي د. أحمد العشري
كيف نفهم سلوك الأطفال جرترود دريسكول
مسرح الأطفال وينفريد وارد
0 التعليقات:
إرسال تعليق