هانوفر.. الحب من أول نظرة
مدونة مجلة الفنون المسرحية
توجد مدن يتحدث عنها الإنسان، حتى وإن لم يطأها بقدمه من قبل. أما هانوفر فوضعها مختلف قليلاً... فهي لا تصبح موضوع حديث إلا بعد زيارتها والنزول بها. وعندئذ سيتجاوز الأمر حد الحديث عنها. خاصة وان الطقس كان جميلا بامتياز اثناء وصولي امس اليها، والسوق يوم الاحد كان مفتوحا على غير العادة، مما اعطي للاسواق والميادين حيوية ونشاط غير عادي.
تحوي هانوفر الكثير جداً لاكتشافه ما لا يمكن تصوره خلف واجهة المدينة الجديدة بكاملها والتي تحمل طابع إعادة الإعمار، الأمر الذي يدفع السائح للقيام بزيارة ثانية أو ثالثة إلى هانوفر، لأن الأمر يستحق ذلك.
هانوفر هي عاصمة ولاية ساكسونيا، إحدى ولايات ألمانيا وإحدى أكبر مدن البلاد، وتقع في شمال ألمانيا. تاريخ المدينة حافل ويمكن معايشته في ساحات واحياء هانوفر العريقة. فالمدينه نالت شهرة عالمية ليس فقط بوصفها ملتقى لرجال الصناعة والتكنولوجيا من خلال معارضها المشهورة، وانما بسبب طبيعتها الساحرة وتنوع الحياة الثقافية فيها، اذ تعتبر مدينة المسارح الحرة، فهناك مسرح الدولة ودار الأوبرا ومسرح الحديقة، حيث تعزف الفرق الموسيقية الصيفية المتنقلة والمسرح الحديث ومسرح منوعات هانوفر ومسرح تياتر أم أيجي الذي يستقبل الفرق المسرحية الضيوف على اختلاف أنماطها الفنية، بالإضافة إلى المظاهر المسرحية الكثيرة الحرة - التي تتضح من واقع الورشة المسرحية في بافيلون، ومسرح بحيرة جلوكنزيه والمسرح الهزلي كوميديا فوتورا والمسرح الخلفي ومسرح نافذة على المدينة ومسرح الأربعاء، وكلها ساهمت في الوصول بهانوفر إلى كونها معايشة مسرحية من الطراز الأول.
وحديثنا عن مدينة هانوفر الالمانية يأتي بمناسبة انطلاق الملتقى المسرحي حول الربيع العربي المقام بالمدينة بمشاركة ستة فرق مسرحية من شمال أفريقيا والأراضي الفلسطينية وتنظمه ورشة هانوفر المسرحية، بدعم من معهد 'جوته' الثقافي الألماني وولاية سكسونيا السفلى وعدة مؤسسات ألمانية والذي يعتبر ذلك أول ملتقى مسرحي حول الربيع العربي في ألمانيا.
يأتي المهرجان كخطوة استمرارية لتبادل الأفكار والإطلاع على ما جد في عالم أبي الفنون، إضافة إلى كونه فرصة للمسرحيين الإطلاع على التجارب بعضهم والانفتاح على خبراتهم ومد جسر التواصل المسرحي بين العالمي العربي و الأوروربي.
المشاركة الليبية في الملتقى ستكون للمسرح الشعبي في بنغازي بمسرحية (نساء شكسبير)، مناعداد واخراج محمد الصادق، وستقدم يوم السبت 11 اكتوبر 2014، ثم ستجرى مناقشة عامة للمسرحية.
عبدالسلام الزغيبي/ هانوفر
0 التعليقات:
إرسال تعليق