أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 11 ديسمبر 2014

أنتيغون سوريا.. لاجئات يبُحن بقصصهن المؤلمة ويتحدين الخوف والتهميش... على مسرح المدينة

مدونة مجلة الفنون المسرحية

تروي عشرون لاجئة سورية في لبنان بجرأة لافتة حكاياتهن مع الاستبداد والحرب والتهجير وفقدان الاحبة، في عرض مسرحي يتخذ من شخصية "انتيغون" اليونانية إطارا لتحريضهن على "البوح بقصصهن المؤلمة"وتحدي "الخوف والتهميش"، في ظل الظروف القاسية والمضايقات التي يعشيها اللاجئ السوري في لبنان.



ففي عرض مسرحي مبتكر يمتد على أقل من ساعة ونصف الساعة، ويقدم في مسرح المدينة في بيروت لثلاث امسيات اعتبارا من الاربعاء، تتوالى شهادات مؤثرة لا تخلو من الظرف، تدلي بها شابات وسيدات يعتلين خشبة المسرح للمرة الاولى، في حبكة مسرحية باشراف مجموعة من المسرحيين والسينمائيين السوريين المقيمين بين بيروت ولندن.
واثر انتهاء التمارين الاخيرة مساء أمس، قال كاتب السيناريو محمد العطار (33 سنة) "نحن نكلل رحلة مميزة عمرها أشهر مع هؤلاء النساء..إنها من أجمل التجارب التي خضتها في المسرح".
ففيما درجت العادة أن تكون حكايات الثورات والحروب مقتصرة على شهادات الرجال ووجهات نظرهم، أراد المسرحيون السوريون إخراج ما في جعبة النساء من قصص واراء، والبحث في "معركة المرأة السورية اليوم وطبيعة المواجهة التي تخوضها"، من خلال عناصر شخصية انتيغون "التي تتحدى السلطة في ظل اقتتال الاخوة".
وأضاف العطار "الاكثر اهمية ان هذا النص يضع الفرد في مواجهة السلطة وتحديدا المرأة في مواجهة السلطة، السياسية والذكورية، انها مواجهة مع الملك بوصفه الذكر المتغطرس".
ورأى أن أهم ما حققه المشروع "هو البوح والثقة بالنفس لدى المشاركات رغم طبقات الحرمان والعنف المادي وغير المادي الذي عشنه كنساء مهجرات لاجئات يعشن ظروفا قاسية، على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى احتضانهن، يضاف ذلك الى العنف الذي تمارسه الاعراف الاجتماعية".
تؤدي منى دور الراوية في المسرحية، وتتطرق الى قصة اصابة ابنها بمرض خبيث وصعوبة علاجه في بلد يدمره النزاع، ومن ثم وفاته، من دون أن يكون في ذلك أي استدرار لعطف المشاهد ودموعه.
وتقول هذه الشابة ذات التسعة وعشرين عاما والتي كانت تعمل مدرسة ابتدائية في مدينة الهامة قرب دمشق "هذا العرض اتاح لنا ان نخرج الحزن من داخلنا، كنا نروي قصصنا بصعوبة، كنت لا استطيع ان اكمل قصة وفاة ابني، لكن الان خرج هذا الحزن وبتنا نروي قصصنا..لقد داوينا أنفسنا بأنفسنا".
تراوح القصص الحقيقية المروية بين اعتقال الاقارب على حواجز القوات النظامية واختفاء أثرهم، والتجاوزات والمضايقات من مسلحي بعض فصائل المعارضة، وانقلاب الحياة من عيش في وطن الى تشريد وجوع، ومقتل الأقارب ووفاتهم، إلى البحث عن بقع ضوء وأمل رغم كل هذه الظروف، والرغبة في كسر القيود المفروضة على المرأة بغير وجه حق.


المصدر: "أ ف ب"

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption