المسرح في السويد
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
المسرح في السويد
يتم الإشارة دائماً إلى السويد بأن لديها أفضل مسرح للطفل في العالم، وهناك العديد من الأسباب لذلك وهى: أن التعليم في السويد يتمتع بتقليد طويل الأمد من تقديم الفنون والآداب عالية المستوى لكل طفل في المدرسة، حيث يوجد اهتمام عام بطرق التعليم والتدريس، وهناك أيضاً إمكانية لتوظيف التعليم لمواجهة متطلبات العصر.
وربما كانت الرؤية التي تساوي بين الأطفال من العوامل الأكثر أهمية، وقد ميزت روح احترام الطفل كفرد في المجتمع- تلك التي تميزت بها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل- أوضاع الأطفال في السويد منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يمكن لأجيال من الأطفال السويديين أن يرسلوا رسالة شكر من العقل إلى شخصية “بيبي لونجستوكينج” أو “جنان ذات الجورب الطويل” التي قامت بتصميمها المؤلفة السويدية “أستريد ليندجرين”، تلك الشخصية التي تم احتضنها على الفور من كلاً من الأطفال والكبار في السويد، حيث شجعت شخصية “بيبي” الأطفال والآباء على السؤال لمعرفة الأعراف الاجتماعية وأيضاً على التفكير المستقل.
وخلال القرن العشرين كان المسرح في منافسة شديدة مع الأشكال الأخرى من الوسائل الإعلامية، مثل الأفلام، الراديو، التليفزيون والعالم الرقمي، وعلى الرغم من ذلك، يتمتع المسرح بحيوية كبيرة جداً، حيث لا يمكن كسر العلاقة الفورية والمباشرة ما بين الممثل والمشاهد.
وفي القرن الحادي والعشرين، أصبح المسرح متاحاً في جميع المجتمعات ولجميع الأعمار: مسرح الأطفال في الصباح الباكر، “عروض الحساء” في وقت الغذاء، وفي وقت ما بعد الظهيرة تبدأ العروض الليلية الأولى، لتأتي العروض الأخرى متأخرة في الليل. وتحوم أشباح الرموز القومية أمثال “أوجست إستريندبرج” و”إنغمار بيرجمان” حول المسرح السويدي، وينتج عن ذلك اختيارات مهمة للأعمال الفنية من الواقعية المحضة إلى المسرحيات السحرية المملوءة بالخيال، ومن عرض أموراً معاصرة إلى موضوعات لانهائية متعلقة بالحياة والموت، الحب والقوة.
وتزدهر المسارح الصيفية في السويد في جميع الأنحاء، وتقدم أعمالاً درامية في أماكن غير مأهولة، قصور، حدائق وأماكن عامة، وتقوم الدولة بدعم تكاليف المسرح بنسبة 75%، وهو ما يعني أن المسرح يقدم عروضه في المناطق الريفية أيضاً.
السويد
0 التعليقات:
إرسال تعليق