"يا ليل.. يا عين".. الواقع العربي في مسرحية
مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
من فعاليات مهرجان بجاية للمسرح الدولي، قدمت فرقة محترف فاس لفنون العرض مسرحية "يا ليل.. يا عين" لمخرجها حميد الرضوان بدار الثقافة "طاوس عمروش" ببجاية.
تدور أحداث المسرحية القادمة من الشقيقة المغرب، حول حكاية كاتب مسرحي كان بصيرا فأصبح مبصرا ليجد نفسه وسط أحد أحياء المدينة، فيقرر كتابة نص مسرحي يسميه فيما بعد "موال مسرحي".
وسط إعجاب شديد من الحضور يتألق نجوم المغرب في أجمل حلة مسرحية بسطت جمالية العرض المتناسق في الأداء، حيث يلتقي الممثل "المبصر" بشخصيات الليل وظلالها فيجري حوار بينهم، لكن الأهم عند لقائه بخياله الذي يتمثل في شخصية المجذوب، كما يسميه سكان الحي، يعيش أوجاع تلك الشخصيات وهمومها وانتظارها وجنونها، ورقصها وأسمائها إلى درجة أنه يشك في اسمه فيقع ضحية لعبة الأسماء الماكرة التي تجسدها الصافية المنتظرة لزوجها "ابن هدي" الحاضر الغائب والعائد من بلاد المهجر بأفكار غريبة بدلا من المال الذي سافر من أجله. جسد المخرج قالبا كوميديا وظف فيه جوقة العميان ودرهمان المتسول ومعروف والمفضل، مع تواجد شخصيتين تجسد سلطة وهمية واللذان يراقبان كل ما يدور في الساحات من طرف رواد الملاهي الليلية والمطاعم، والتي تعيش عدة دلالات ورموز لها أبعاد فكرية وفنية جد متشبعة تحتاج إلى وقفة متأنية من أجل استنتاج العبر.
السينوغرافيا المصاحبة للعرض كانت ذكية جدا إذ أخذت المشاهد إلى أجواء شارع مراكشي راق يحمل دلالات المغرب العميق.
ب توفيق - بوابة الشروق
0 التعليقات:
إرسال تعليق