مسرح الشارع ورهانات المسرح المغاير
مجلة الفنون المسرحية
مسرح الشارع ورهانات المسرح المغاير
د. اياد كاظم السلامي
مسرح الشارع ورهانات المسرح المغاير
د. اياد كاظم السلامي
يعرّف معجم لالاند فلسفة الجمال على أنها “علم موضوعه الأحكام التقويمي الذي ينطبق على التفريق بين الجميل والبشع. ولو نتأمل تجارب عروض مسرح الشارع جاءت نتيجة لحاجات فكريه وجمالية فضلا عن حاجات تقنيه وماديه، فمن حيث الجانب الفكري يشترط على متلقيه ممن يتصادفون مع ما يطرح اي بمعنى ان لا يوجد استعداد سابق لمشاهدة العرض من قبل المتلقي ، اما اشتراطات وجوده وانتاجه فهو يفتقد الى طقسية العرض المسرحي كإطفاء الانوار وحركة فتح وغلق الستارة وصمت الجمهور ومكانية العرض الغير مؤطره بمكانيه محدده لا يجوز تجاوزها ليتحول من الارسطي الى البرشتي. اما الناحية الجمالية لو نتساءل اين يكمن جوهر الجمال في هذا النوع من الفن المسرحي؟ نجد ان التعبير التلقائي الذي يعبر روح الإنسان وخلوده، ويدفعه إلى ذلك غريزة قارّة في طبيعته البشرية التي تنحو به. فيرى (هيجل) بهذا الاتجاه ان التعبير عن الذات هو تعبيراً جمالياً، فيقوم الممثل بعمله الابداعي من خلال العاطفة والمادة المحسوسة، فهو يبقى أولاً وأخيراً نشاط عملي تأملي، فإن كانت الفلسفة هي الدهشة التي تحدثها فينا كما يقول الفيلسوف (مارتن هيدجر)، فإن الفن المسرحي هو التعبير الرمزي عن هذه الدهشة وبعد من اهم محاور مسرح الشارع جماليا بما يمتلكه من دهشة ، كما نجده في (كوميديا لارتا) حيث يتماهى مسرح الشارع معها الى حد كبير مع يطرحه هذا النوع من العرض فضلا عن علاقته مع المتلقي وتفاعليته الغير مؤطره بحدود.
اما في الجانب التقني نجد مسرح الشارع يتخلى عن اغلب التقنيات ويتحول كروتوفسكيا بامتياز فهو يستخدم مفردات حياتيه بسيطة ليوظفها تقنيا فيقوم بارتداء موسيقى شعبيه نابعه من هموم الهامش بالمجتمع وتتناغم اغانيه مع هذه الهموم، كما يستخدم مفردات بسيطة.
اما الحاجات المادية فالمسرح برمته يعاني من ابويه ماديه صعبه وقحط كبير في منظومة الإنتاج فعروض مسرح الشارع تندرج تحت هذه اليافطة بامتياز.
وعليه ومما تقدم ان عروض مسرح الشارع تلامس هموم الناس لأنها تطرح ما يجول بأفكارهم وهمومهم اليومية وتقدم عن المعلن والمخبوء لهذه الهموم وفق إشتراطات معينه فهو يفترق عن المسرح البيئي بعدم تهيئة المكان مسبقا ويقدم أفكاره في اطباق الى المارة بسيطة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق