أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 11 يونيو 2017

عرض مسرحية «روح طالعة».. المسرح بوصفه أداة للنقد

مجلة الفنون المسرحية

عرض مسرحية «روح طالعة».. المسرح بوصفه أداة للنقد

 أحمد الطراونة

قدم المخرج محمد الختاتنة والكاتبة د.هناء البواب مع الممثل تامر بشتو المسرحية الجديدة الناقدة التي حملت عنوان «روح طالعة».

انطلقت عروض المسرحية مطلع شهر رمضان بلوحات فنية عكست واقعاً عربياً مؤلماً بعد سنوات موجعة من «ربيعه» الذي أتَى على الأخضر واليابس بحسب العرض.

المسرحية التي تعكس ما وصلت اليه الشعوب العربية من احوال مؤلمة قدمت نماذج من الشخصيات التي تؤكد تحكمها بمصائر العالم كشخصية الرئيس الاميركي ترمب، والروسي بوتين.

كما تعاين صراع مراكز القوى على امتلاك خيرات الوطن العربي، لتقدم المسرحية «الرئيس الكوري الشمالي» نموذجا اخر للتصدي ضد هذه القوى ومقاومتها.

يفتح الفصل الاول للمسرحية التي جاءت ضمن عدد من المشاهد بانتقاد الواقع الاجتماعي الاردني بحضور شخصية رئيس الوزراء د. هاني الملقي كطرف آخر في الحوار ليبحث مع عدد من الشخصيات التي مثلها الفنان تامر بشتو، ورود المصري، ليث الناطور، سهيل قدسية، غازي درويش، سلسبيلا البرايسة، مجموعة من القضايا التي تمس واقع المجتمع وتؤثر فيه كارتفاع الاسعار، وعدم الاهتمام بالمثقف والاديب، وقضايا الانتحار، ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها في المجتمع.

المسرحية التي وضع موسيقاها حسام الصباح، وديكور عصام شاهين، وتنفيذ الشخصيات ناصر خرما يستمر النقد في المشاهد التي تلي ليتطور الى نقد الحالة العربية حيث يظهر المواطن العربي، السوري والسوداني والعراقي واليمني والليبي وهم يبحثون في مطارات العالم على من يستقبلهم حيث تقدم كل شخصية جانبا مهما من مشاكلهم ، ليخرج الرئيس الأميركي ويرفض هذه الجاليات ويتعامل معها بازدراء، وكذلك الرئيس الروسي، ليصل بهم المطاف الى تقسيم هذه الجاليات على اسس عرقية او مذهبية.

تقدم المسرحية رؤيتها في الاحداث السياسية التي تجري في الخليج بين قطر من جهة ودول مجلس التعاون من جهة اخرى.

في نهاية العمل وبعد ان وصل المواطن العربي الى حال من الضياع يدخل من بوابة الخيمة جلالة الملك عبدالله الثاني ترافقه الموسيقى الوطنية فيصعد الخشبة ويقدم التحية للشعب الاردني والعربي ويعلن ترحيبه باستقبال الجاليات العربية وتقديم العون لها في ظل هذه الظروف العربية غير العادية. يمتلك الفنان بشتو قدرة على إدهاش المشاهد من خلال ما يمتلك من قدرات وتجربة في هذا النوع من المسرح الذي يلتزم بشروط مناقشة العديد من القضايا الجادة والهادفة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية، متفاعلا مع الجمهور عبر شروط الفرجة الواعية التي تدعم عملية التواصل بين العرض الناقد الساخر، وهموم المتلقي وشواغله.

الختاتنة: المسرح مرآة الواقع

مخرج العمل محمد الختاتنة قال لـ»الرأي» ان هذا العمل ليس الأول الذي يخرجه ضمن الكوميديا السياسية الساخرة التي تنقل هم المواطن الاردني، فهو ابن هذا الوطن ويشعر بما يشعر به المواطن الفقير الذي انهكه الغلاء واتعبه، وان الصعوبة التي يعانيها خلال هذه الفترة هي مدى القدرة على ملامسة الواقع بالصوت والصورة بعيدا عن التوهان والتعقيد.

اضاف الختاتنة ان المسرح مرآة الواقع، وأن التقمص الذي قام به بشتو خلال العمل يجسد الفكرة الاهم وهي المسرح الكوميدي الساخر الذي يقدمه الفنان على طبق ساخن بعد الافطار في رمضان متنقلا بين شخصية الملقي وما يعانيه الشعب من رفع للاسعار وتازيم للموقف الاقتصادي مع كل حكومة جديدة تتشكل ثم التطور الذي احدثته على المسرحية هو النزاع الخليجي والمقاطعة على قطر بتقليد الشخصيات الخليجية كخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وامير الكويت في محاولته لحل الازمة العالقة ومن ثم السيسي باعتبار تجاهل قطر لموقفه ضدها، مرورا بشخصية رئيس كوريا الشمالية ومن ثم وجود اللاجئين بين يدي ترمب ليؤكد على عدم قبول أميركا للعرب ومن ثم رئيسة المانيا ميركل وشكواها من تزايد عدد اللاجئين ثم وصولهم الى تركيا وتهرب اردوغان من استقبالهم ثم وصولهم الى روسيا ويستمر بهم الحال حتى يصلوا الى الاردن ويفتح لهم جلالة الملك ذراعيه مقدما لهم الترحيب برغم ضعف الامكانيات المادية للاردن التي ما تزال تستقبل اللاجئين.

البواب:الديمقراطية الحقيقية

كاتبة العمل د.هناء البواب قالت: إن هذه ليست التجربة الاولى في هذا النوع من المسرح فهناك تجربة « سارحة والرب راعيها» و«داعش ع الصاجة» وغيرها من الكوميديا السياسية الساخرة التي تعكس الوجه الاخر للسياسة التي تجعلنا نضحك ليس من الموقف بل نضحك على انفسنا حزنا وهنا تظهر المفارقة في كون الكاتب يلامس وجعا عند المواطن لم يتمكن ان يعبر فيه بلسانه ويجد امامه متنفسا ليصرخ ويقول الله الله هذا ما نحتاجه.

وأضافت البواب: هنا فقط تشعر ان الديمقراطية الحقيقية تتمثل في الاردن بقيادته الهاشمية فنحن ديمقراطيين قولا وفعلا ولامجال لان نكون سوى ذلك لان المشهد امامنا يفرض علينا ذلك، وانه لاشروط تحكم العمل سوى رؤية متأصلة للفكرة وقدرة على متابعة الحدث ونشأة داخل الكواليس السياسية ليتعمق المشهد داخل الكاتب.

وتؤكد البواب ان هذا العمل هو رؤية متراكمة للوضع العربي حولنا حيث تتكون المسرحية من ثلاثة مشاهد كما تحدث عنها الختاتنة سابقا مشيرة الى قدرة الفنان الاردني على ابراز الصورة الحقيقية والمشهد المشرف لمواقف الاردن مع اللاجئين.

------------------------------------------------
المصدر : جريدة الرأي

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption