المسرحي فرحان بلبل و”مراجعات في المسرح العربي”
مجلة الفنون المسرحية
المسرحي فرحان بلبل و”مراجعات في المسرح العربي”
المسرحي فرحان بلبل و”مراجعات في المسرح العربي”
صدر مؤخراً عن الهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة طبعة جديدة من كتاب ” مراجعات في المسرح العربي: منذ النشأة حتى اليوم” للمسرحي السوري فرحان بلبل، الذي سبق وأن صدر عن اتحاد الكتّاب العرب في دمشق عام 2000 .
رأى بلبل في كتابه هذا أن المسرح العربي، رغم توزعه في أقطار متباعدة في المكان، ورغم تعدد منازعه بتعدد أقطاره، يحمل سمات مشتركة وخصائص متشابهة تجعله واحداً في تعدده، وقائماً على أسس أصيلة في تنوعه. وصار من مهمة النقد والتأريخ أن يستكشف ما هو عام في المسرح العربي بقدر ما يكتشف الخاص في مسرح كل قطر، وأن يجمع الخصائص المشتركة التي تجعل من هذا المسرح الممتد بعيداً والمتنوع كثيراً، نشاطاً عربياً إنساني النزعة ركين القوة، وهذا الكتاب محاولة في اكتشاف بعض هذه الخصائص المشتركة ، ولأن المسرح العربي صار ممتداً على مدى قرن ونصف القرن من الزمن، فقد مر في مراحل كثيرة طورت أساليبه ونقلته من فن جديد جلبناه، إلى فن عريق أصّلناه.
جاء الفصل الأول من الكتاب خاصاً بتناول ( التاريخ ) في المسرح العربي منذ نشأته حتى اليوم. لأن المادة التاريخية كانت واحدة من أهم الأسلحة في بناء العملية المسرحية العربية وإدخالها في الذائقة العربية وفي معالجة الموضوعات التي رآها العرب ضرورية لهم في كل مرحلة من مراحل مسرحهم. وتحدث في عن خصائص واتجاهات المادة التاريخية في المسرح العربي. وكان الفصل الثاني عن نشأة وتطور النقد المسرحي منذ أن رافق المسرح في خطواته الأولى مكتفياً بالحد الأدنى من الملاحقة والتقييم، حتى تحول إلى تأريخ واسع للمسرح العربي كله.
ويرى المؤلف بلبل في ختام هذا الفصل أن ما قدمه النقد كثير، لكن ما لم يقدمه أكثر، ورأى إذا كان قد واكب الحركة المسرحية مدافعاً عنها محققاً لها الإعلام والإشهار والتأريخ، فإنه لم يتمكن من وضع نظرية للدراما العربية في أقطارها المختلفة، كما رأى أنه آن الأوان لكي يقوم النقد بهذه المهمة، ويتم ذلك بأمرين: أولهما أن يقوم بتحليل النصوص المسرحية العربية ليستخلص تطورها والقواعد التي انتهت إليها كما استخدمها وطورها الكتاب المسرحيون، وثانيهما تحليل العروض المسرحية لتبيان وسائلها التي استخدمها المخرجون والممثلون لجعل المسرح فناً اجتماعياً وثقافياً صارت له مكانته في المجتمع العربي.. ويعتقد بلبل أن ما تركه النقاد خلال قرن ونصف القرن يصلح مادة غنية لكي يقوم النقد المعاصر بهذه المهمة المزدوجة.
وكان الفصل الثالث تحليلاً وتأريخاً ووصفاً واستخلاص نتائج لمراحل المسرح العربي منذ غرسته البكر الأولى حتى تحوّلِه إلى نهر عريض يملأ جنبات النشاط الثقافي العربي اليوم.
ويرى بلبل في ختام مؤلفه ” إن استخلاص ما هو عام مشترك في المسرح العربي يتيح لدارسه في كل قطر عربي أن لا يغلق أبوابه وعيونه على مسرح بلده وحده. وأن يجد بينه وبين المسرح في البلدان العربية جسوراً أثبت الزمن أنها قوية. وباكتشاف هذه الجسور نتعمق في فهم مسرحنا العربي ونستطيع أن نضعه موضعه الصحيح في مجمل الإبداع العربي والعالمي، وذلك يعني التفتيش عن أدب جديد بأساليب جديدة، وعن مسرح جديد يفكك المسرح العربي الذي مضى إلى عناصره الأولية ، ليصوغ منها نوعاً جديداً مختلفاً عنه في البناء والأشكال، ومتفقاً معه في نقاء الحلم وصفاء الأمل، ولولا الحلم والأمل لما كان أدب على ظهر الأرض ولما أطلق الأدباء أغانيهم”.
----------------------------------------------
المصدر : نضال بشارة ـ تشرين أونلاين :
0 التعليقات:
إرسال تعليق