«اوركسترا» تتأمل راهن المرأة العربية وبحثها عن الأمن والكرامة
مجلة الفنون المسرحية
«اوركسترا» تتأمل راهن المرأة العربية وبحثها عن الأمن والكرامة
خالد سامح - الدستور
استهلت المخرجة المسرحية مجد القصص عروض مسرحيتها الجديدة «أوركسترا»، أمس الأول، على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي، وهي من تأليف الروائية سميحة خريس، وتمثيل كل من: زيد خليل، نهى سمارة، بيسان كمال، سارة الحاج، دعاء العدوان، ميس الزعبي، وصمم رقصاتها آني قوره ليان، كما وضع موسيقاها التصويرية محمد طه، وشارك فيها غناءً وعزفا على الجيتار الفنان يزن أبو سليم، ومساعد المخرج محمد العشى، والعمل من إنتاج فرقة المسرح الحديث بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى والمركز الثقافي الملكي.
تستمر عروض «أوركسترا» في المركز الثقافي الملكي عند الثامنة من مساء كل ليلة حتى الأول من الشهر المقبل على أن ينتقل لمركز الحسين الثقافي منتصف الشهر، وقد حظي عرضها الأول بحضور حاشد لفنانين ونقاد وشخصيات عامه وعدد كبير من عشاق المسرح.
تقدم القصص في عملها الجديد اجتهادا مميزا في طرح شكل جديد من عرض مسرحي يتكئ على الغناء بصورة كبيرة، تتضافر الحوارات مع الأغنية والموسيقى وأجساد الممثلين في إيصال رسالة العمل بأسلوب شيق ورشيق يمنح الكثير من المتعه الذهنية، ويستفز خيال المتلقي بغنى فضائه الدلالي والأفكار التي يناقشها.
تدور المسرحية حول واقع المرأة العربية وبحثها الدائم عن الأمن والكرامة بما يحقق كينونتها كأنثى لها دور فاعل في المجتمع، المرأة في المسرحية تعكس صورة أوطاننا العربية بصورة عامه حيث البؤس والشقاء والحرمان وغياب العدالة وانتظار فرصة للنجاة قد تأتي أو لاتأتي، ففي المسرحية نماذج نسائية مختلفة: امرأة خانها زوجها، وأخرى تبيع جسدها، وثالثه عاقر، ورابعه تنتظر زوجها الذي فقدته منذ 70 عاما في حرب العام 1948 وهي مازالت حاملا طيلة هذه الفترة، يلتقين في ملجأ للعجزة ويدور بينهن صراع شرس نتيجة للأزمات النفسية والواقع الاجتماعي البائس اللائي يعانين منه.تقول المخرجه مجد القصص ان عملها الجديد يختلف عن معظم أعمالها التي قدمتها خلال السنوات الماضية والتي اتكأت بصورة رئيسية على فيزيائية الجسد ولغته المتعددة المستويات، حيث أشارت في حديث للدستور أنها حاولت في العمل الجديد منح الغناء والموسيقى والحوار مساحة أكبر بينما تقلص نصيب لغة الجسد في العمل بعكس أعمالها السابقة وذلك من باب التنويع كما قالت وخوض تجربة المسرح الغنائي بما يحمل من رسائل فكرية وجمالية.
وتضيف «عمدت الى توظيف الأثاث بصورة مركزة لاسيما كراسي العجزة حتى أستطيع أن أقدم واقع المرأة العربية وكوابيسها من خلال هذه الكراسي، ..إنه عمل يخلط الواقع بالحلم والحقيقي بالفانتازي. ويطرح قضايا ربما طرحتها من قبل كالعنف الأسري واضهاد المرأة والحروب والصراعات وانما بأساليب مختلفة.
كما عبرت القصص عن بالغ سعادتها للتعاون مع الروائية سميحة خريس للمرة الأولى، وكانت قبل ذلك قد قدمت مسرحيات من تأليف قاصين وروائيين أردنيين وأعادت تكييف نصوصهم لعرضها على المسرح ومنهم مفلح العدوان وليلى الأطرش وآخرين.
يذكر أن مجد القصص حاصلة على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأردنية العام 1979، وبكالوريوس إخراج وتمثيل من جامعة اليرموك العام 2003، والدبلوم العالي في lفيزيائية الجسد مسرحيا من جامعة لندن العام 2004.وهي عضو لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات المسرحية العربية ونالت العديد من الجوائز عن أعمالها، والتي أهمها «شكسبير صوفيا»، «الحب في زمن الحرب»، «بوابة رقم 5»، «بلا عنوان»، وغيرها من الأعمال.
0 التعليقات:
إرسال تعليق