"نفَس عميق": تفاصيل يومية مفبركة
مجلة الفنون المسرحية
"نفَس عميق": تفاصيل يومية مفبركة
العربي الجديد
"نفَس عميق": تفاصيل يومية مفبركة
العربي الجديد
كما في عملها السابق "بيت بلديّ، حكايات مدن بلا حيطان" (2015) تواصل الفنانة اللبنانية يارا بو نصّار في مسرحيتها "نفَس عميق"، التي تُعرص عند الثامنة والنصف من مساء الخميس المقبل في "ستيشن" في بيروت، طرح قضايا وهموم إنسان الألفية الثالثة من غير تعقيد.
العمل الذي يتواصل عرضه حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، يعرّض بطلتيه لمخاوفهما مباشرة حيث تتواجه كل واحدة مع أوهامهما، فتفقدان السيطرة على حياتيهما وتتغيّر سلوكياتهما مرّة واحدة؛ ما تحاول المخرجة رصده من خلال نصّها الذي كتبته وأخرجته وأدّته على الخشبة بالتعاون مع الفنانة السويسرية أنّالينا فروليخ، ترافقهما في الموسيقى باد كونكا، ويصمّم السينوغرافيا والأزياء رومي سبرغسغو، وتعدّ الإضاءة لولا روزاروت.
يرصد العرض "مفاهيم متعدّدة للقلق في مناخ تصعب فيه التفرقة بين الواقع والخيال، تخوض البطلتان اختباراً حيث عليهما تأدية تفاصيل يومية مفبركة ومشاركة قصصهما، وينص الاختبار على مراقبة كيفية تحوّل سلوكهما عندما تستفز حدودهما وعند فقدان السيطرة على الذات في محيطهما"، بحسب البيان الصحافي.
لحظة الفزع كما يصوّرها العمل تأتي ضمن مشروع أنجز على مراحل مختلفة بين بيروت ومدينة بيرن السويسرية طوال عامٍ، ويقارب كيفية تأقلم أجسادنا مع العنف المتراكم من حولنا، وكيف تترجِم القلق في تفاصيل سلوكنا اليومية؟ كيف يؤثّر القلق على التفاعل الحسّي مع الآخر؟ امرأتان تسكنان عالماً افتراضياً مستوحى من "عالم حقيقي".
الخوف من الموت والنسيان كان أبرز ما ميّز مسرحية بو نصار السابقة، بينما يذهب العمل الحالي إلى خوف الفرد من حياته ومن تفاعله معه وما تنتجه من أفعال روتينية منتظمة، وهي ترقب حالات متلاحقة وردود الفعل حولها بما تثيره من أسئلة تشكّل عتبة لأفكار تأتينا كلّ يوم ونهرب منها في انشغالاتنا اليومية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق