قراءة نقدية لنص مسرحية "دارين تبحث عن وطن " / منصور عمايرة
مجلة الفنون المسرحية
تشكلت مسرحية"دارين تبحث عن وطن " من تأليف د. مصطفى محمد عبد الفتاح. من ثلاثة فصول، الفصل أول تشكل من ثلاثة مشاهد، الفصل الثاني تشكل من ستة مشاهد، والفصل الثالث من مشهد واحد.
في المسرحية شخصيات عدة، الطفلة دارين شخصية إنسانية، وهناك شخصيات نباتية، حيوانية، وفضائية.
المسرحية للفئة العمرية من عمر 6- 12سنة، وهي ملائمة لهذه الفئة، وهي مسرحية علمية منهجية مدرسية. وتوفر النص على جملة من القيم الإنسانية، كالتعارف، والتعاون، والمحبة، ومساعدة الآخر، وحب الوطن، والعمل الجاد، والإيمان، وتنمية الذوق الجمالي.
الموضوع/ الحكاية: والموضوع يتعلق بالأرض، وكل ما في هذا النص المسرحي المدرسي، بدا مترابطا بما يخص الموضوع. بداية المسرحية منطقة القطب الجنوبي، تذهب كائنات أرضية، وترافقها الطفلة دارين برحلة إلى القطب الجنوبي، وهناك يتم الحديث عن الأشياء الأخرى والكائنات، وعن طبيعة حياة الكائنات، وقدرتها على التأقلم في بيئة معينة، ومن هناك تسافر المجموعة إلى الفضاء، وتلتقي بالكواكب، والتي تتحدث عن نفسها.
تعرض كل مجريات المسرحية وأحداثها، بلغة حوارية تراتبية، إذ تعرف كل شخصية ما ستقوله، وهي بالتالي تحفظ رؤيتها عن ظهر قلب، وتقوم بدورها المرسوم لها، كرؤية ثابتة كمسرحية مدرسية، التي نجد فيها التراتب بالحوار وأدوار الشخصيات، ويرسم المشهد المسرحي، بناء على حوار الشخصيات والأحداث تماما.
في النهاية، تصل شخصيات المسرحية إلى أن الكائن - وهنا نشير إلى الإنسان - لا يستطيع العيش إلا في المكان الملائم له، وهذا المكان هو الأرض، ولكن بشروط تتوجه بالمحافظة على كوكب الأرض، ليكون نظيفا وصحيا ويبتعد عن التلوّثات، وبهذا تصبح حياة الإنسان سعيدة على كوكب الأرض، وهذا يتطلب التعاون من الجميع.
والرحلة التي انطلقت من الأرض إلى الفضاء، رحلة بحثية عن وطن ملائم للحياة، إذ أصبح كوكب الأرض يعجّ بالفساد، ليكون في نهاية المسرحية الوطن الذي نبحث عنه، وتنتهي المسرحية على حالة من الفرح والرقص والغناء (ينشد الجميع ويرقصون).
الموضوع/ ماهية المسرحية: مسرحية مدرسية تمثل رؤية علمية، تجمع بين النثر والشعر، " طائر البطريق: أهلاً بالجملِ سفينةِ الصحراء، أهلاً بالنخلةِ عروسِ الصحراء، مرحباً بكما." هذا وصف تعليمي يشير إلى مفهوم معروف حول الجمل والنخلة.
وبما أن البطريق يسكن القطب الجنوبي، يتحدث عن الثلج: الثلجُ قطراتُ ماءٍ تتجمدُ منْ شدةِ البرودةِ، فتنزلُ منَ السماءِ كأنَّها قطعُ القطنِ الأبيضِ، ثمَّ تتراكمُ فتغطي وجهَ الأرضِ بثوبٍ أبيض مثلَ شالِ العروس." وصف منهجي مدرسي.
والنخلة تشير إلى الرحلة الأرضية: " كانَ علينا أنْ نقطعَ السهولَ والجبالَ والبحارَ والمحيطات حتى وصلْنا إليك." وصف الرحلة رؤية تعليمية، لأن القطب الجنوبي يقع في مكان قصي من الكرة الأرضية، ومن يريد الوصول إليه سيقطع التضاريس المختلفة.
ونجد طائر البطريق يتحدث عن موطنه: "وطني هوَ القارَّةُ القطبيةُ الجنوبيةُ، يقعُ في نصفِ الكرةِ الأرضيةِ الجنوبي، الصيفُ في النصفِ الشمالي يقابلُهُ الشتاءُ في النصفِ الجنوبي." وهنا درس تعليمي، فهو مسرح مدرسي منهجي.
وعندما يقدم البطريق الطعام لضيوفه، ينفتح حوار حول الطعام، وتقول البقرة: (باستهجان) ماذا؟ في الصيفِ الماضي؟ تُطعمُنا غذاءً انتهتْ صلاحِيَّتُه؟
النخلة: (للبقرة) لا يا صديقتي، الطقسُ الباردُ يحفظُ الطعامَ بحالةٍ جيدةٍ مدةً طويلة."
دَارِيْن: أخبَرَتنا المعلمةُ أنَّ بعضَ المستكشفينَ للقطبِ الجنوبيِّ أضاعوا مؤونَتَهُمْ في بدايةِ القرنِ العشرين، ولمْ يُعثَرْ عليها إلا بعدَ سبعينَ عاماً، وكانتْ ما تزالُ صالحةً للأكل." وهذا إخبار كدرس منهجي عن طاقة البرودة بحفظ الطعام.
وتتمثل الرؤية المنهجية المدرسية بالحديث عن الكواكب: (يظهر كوكب عطارد بشكله الكروي ولونه الرمادي بينما يبدو كوكب الزهرة بلون ذهبيٍّ براق، يلقيان التحية على المُذَنَّبُ)
كوكب الزهرة: صرتُ أستمعُ لأنباءِ كوكبِ الأرضِ منَ السفينةِ الفضائيةِ التي حطتْ على سطحي منذُ سنوات، ومؤخراً سمعتُ بمرضِ جنونِ الأبقارِ، فما هو؟
كوكب أورانوس: لا مانعَ عندي من استضافتكم مدةً قصيرة، لكن عليكم أن تعلموا أن الشمسَ عندي تشرقُ من الشمال وتغرب من الجنوب.
كوكب المشتري: ستزيدُ أوزانكم كثيراً إن بقيتم عندي.
كوكب أورانوس: (مشيراً نحو الكواكب) أخي كوكبُ المشتري يملكُ ثلاثةً وستينَ طفلاً، أما زحلُ فيملكُ سبعةً وخمسينَ قمراً، وأنا أملكُ سبعةً وعشرين طفلاً، ونبتون يملكُ ثلاثة عشر طفلاً أو قمراً كما تسمونهم... محيطاتُنا ليس فيها ماء، إنها تحوي سائلاً ثقيلاً ذي رائحة كريهةٍ هو النشادر.
كوكب عطارد: اعذروني يا أصدقاءْ، فأنا لا أصلحُ وطناً لكم، أنا لا أملكُ غلافاً جوياً، ولا أملكُ ماءً، والسماءُ عندي سوداء، كم حلمتُ أنْ تغطيني سماءٌ زرقاء مثل أخي كوكبِ الأرض، ولعلمكمْ فالسنُ تستغرقُ عندي ثمانيةً وثمانينَ يوماً لا غير، وليسَ عندي أقمارٌ تدورُ حولي." إن الحوار معلومات علمية مدرسية.
وتؤكد دَارِيْن هذه الرؤية المنهجية: شكراً لكم، يسعدني أنْ نبدأَ لقاءَنا بالمحبة، ليحدثنا كلُّ واحدٍ عنْ حالِهِ وعنْ بلادِهِ، سنبدأُ بصديقِنا الدلفين.
الدلفين: (يغني مع لحن مناسب وهو يتحرك بما يناسب كلمات الأنشودة)
أَنا الدُّلفين في البَحْرِ
فَهَلْ تَدْرونَ ما سِرِّي؟
أَزَيِّنُ زُرْقَةَ الماءِ
بِأَنْداءٍ وَأَضْواءِ
أَدُلُّ النَّاسَ إِنْ ضَلُّوا
أَنا حُبٌّ، أَنا خِلُّ
أَنا الدُّلفين يا صَحْبي
وَكُلُّ الخَيْرِ في قَلْبي
بِعُمْقِ البَحْرِ تَلْقاني
إِلَهُ الكَوْنِ سَوَّاني
من خلال الأغنية تأكيد على وصف الدولفين، وهو رؤية علمية منهجية.
ويقول البطريق: بلادي قارَّةٌ كبيرة، يغمرُها الجليد، يستغرق فيها فصلُ الشتاءِ معظمَ شهورِ السنة، أما الصيفُ فلا يستغرقُ سوى شهرينِ فقط.
دَارِيْن وهي تشير إلى الدجاجة: لا تخافي، الدُّبُّ القطبيُّ يعيشُ في القطبِ الشماليِّ فقط." رؤية علمية منهجية.
والحديث عن إفساد الأرض كرؤية واقعية، ويقول البطريق: "آهٍ يا أصدقاء، كُنَّا نعيشُ في أمنٍ هُنا، لكنَّ الإنسانَ لمْ يترُكْنا في حالِنا، في البدايةِ جاءَ المستكشفون، وأتى بعدَهمُ العُلماء، لكنَّ الطمعَ الإنسانيَّ لا يقفُ عندَ حدود، تصارعَ البشرُ على هذهِ الأرضِ وكأنَّها مُلكٌ لهمْ، واقتسموها، ثمَّ بَنَوا فيها بعضَ المصانعِ والمطاراتِ والموانئِ، وأصبحتْ قارَّتُنا الهادئةُ ملوَّثَةً بالدُّخانِ والضجيج، وظهرَ ثقبُ الأوزون في سماءِ قارَّتِنا المسالمة.
الدلفين: (بحزن) لا تُذَكِّرْني بحالي، تلوثتِ البحارُ، وامتلأتْ بحاملاتِ الطائراتِ والبوارجِ المدججةِ بالسلاح، كما امتلأتْ قيعانُ البحارِ والمحيطاتِ بعشراتِ السفنِ الغارقةِ المحملةِ بالبضائعِ والركاب، بعضُ البشرِ أغبياءٌ يا جماعة، يجمعونَ ثرواتِهِمْ طوالَ أعمارِهِمْ، ثُمَّ يُغْرِقونَها في لحظةِ طيشٍ واحدة.
البقرة: (بغضب) نعمْ، بعضُهم أغبياء، ومتوحشون؛ أطعَمونا العلفَ المصنوعَ مِنْ لُحومِنا فأُصِبْنا بالجنون.
الزهرة البيضاء: أهملني الناسُ واعتدوا على البساتينِ التي أنمو فيها، فأقاموا فيها المبانيَ الكبيرة، ولمْ أنلْ ما نالَتْهُ غيري من أخواتي الزهرات الملونات، أنا بيضاءُ اللونِ ولا يرغبُ أحدٌ في زراعتي في حديقةِ منزله (بلهجة حادة) البشرُ يسببونَ كلَّ المآسي التي نعاني منها."
من خلال الحوار تتحول المسرحية إلى درس من المنهج الدراسي، ويبنى على معلومات موثقة أصلا، وهناك إشارة علمية لخطر اللحوم النافقة، والتي تتناولها الحيوانات والدواجن، وتسبب للإنسان الأمراض، والشخصيات في المسرحية تشير إلى التلوث البيئي، فالمسرحية رؤية علمية مدرسية منهجية، وتقدم معلومات علمية ومعرفية منشورة أصلا، والغاية من ذلك، تنبيه البشر للخطر الذي يحدق بكوكب الأرض.
ولكن الأمر، يتطلب رؤية توافقية بين الكائن والمكان الذي يعيش فيه، ولذا تقول دَارِيْن: "لكنَّ هذا غيرُ ممكنٍ أيتها النخلة، لا يستطيعُ الجميعُ الحياةَ في صحرائِكِ الحارَّة إلاَّ الجمل، (تشير بيدها نحو الأرض) ولا نستطيعُ تحمُّلَ برودةِ هذهِ البلاد، (تشير نحو الدلفين) كما لا نستطيعُ الحياةَ في البحار، (تشير نحو الخفاش) ولا نستطيعُ الحياةَ في الكهوفِ أيضاً مع صديقِنا الخُفَّاش، فنحنُ بحاجةٍ للضَّوء." ما ذكرته دارين رؤية علمية واقعية، حول إمكانيات وقدرة الكائنات على العيش في بيئات معينة، ولا تستطيع العيش في كل البيئات، وهي رؤية منهجية مدرسية.
والمسرحية تأتي على توضيح أشياء علمية كثيرة، ومنها الحديث عن المذنبات، دَارِيْن: لنْ يحرقنا، المُذَنَّبُ كتلةٌ جليديةٌ كبيرةٌ تسبحُ في الفضاء، وعندما تقتربُ منَ الشمسِ يذوبُ بعضُ الجليدِ فيظهرُ الذيلُ المضيء، والمُذَنَّبُ القادمُ صديقٌ وَفِيٌّ تعرَّفْتُ إليهِ منْ خلالِ المنظارِ الفلكي، ووعدتُهُ باللقاءِ فوقَ أرضِ القارَّةِ القطبية الجنوبية... تدورُ المُذَنَّبُاتُ في مداراتٍ متطاولةٍ حولَ الشمسِ، تستغرقُ عشراتِ السنين أو مئاتُ السنين. وهذه معلومات مدرسية تحفظها دارين، لأنها تعلمتها أصلا في مدرسة وكتاب." وهذه رؤية منهجية مدرسية، والمسرحية ملأى بالرؤية التعليمية، أو هي تعليمة مدرسية تتضمن الكثير من الدروس العلمية المدرسية المنهجية، كأنها كتاب مدرسي، وهي ترتكز على معلومات علمية منشورة ومعروفة لدى الناس.
وهناك جزئية مهمة في المسرحية وهي تتغنى بالوطن، ولا يمكن أن يعيش الإنسان خارج وطنه الذي استقى منه كل شيء، وأول شيء هو الحب والمحبة بين الجميع، وإن طاقة الإنسان وجدت ملائمة، لتكون في وطن إنساني على الأرض، ولكن من واجب الإنسان أن يحفظ الأرض، ويحميها، وينميها، ويجعلها أفضل. إن هدف المسرحية هدف سام، لتكون حياة الإنسان على الأرض أجمل وأفضل، والمسرحية تدعو للمحبة والألفة، وتدعو إلى النأي عن تدمير الكرة الأرضية.
الموضوع/ المضامين: إضافة إلى الموضوع العلمي الرئيس في النص، فهناك مضامين أخرى، تشكل رؤية اجتماعية جيدة، كما يقول البطريق: "أحبابي الأعزاءْ، مرَّتْ سنواتٌ على مراسلاتِنا الجميلة، واتفقنا في رسائِلِنا على أن نجتمع لنتعارفَ ولنعلنَ تأسيسَ نادٍ يضمُنا جميعاً" هنا الإشارة إلى التعارف وهي رؤية إنسانية.
وكذلك عندما تقول الزهرة البيضاء: جِئْنا منْ بلادٍ بعيدةٍ لنلتقيَ هُنا، وتَحَمَّلَ كلٌّ مِنَّا تعبَ السفرِ الطويلِ تدفعُنا المحبةُ، ما رأيكم بهذا الاسم؛ نادي المحبة؟" نادي المحبة إشارة إلى الرؤية الاجتماعية، والتي يجب أن تتشكل بين الناس.
والنخلة تلح على الصداقة: أريدُ مغادرةَ الصحراء، أريدُ وطناً مليئاً بالأصدقاء، أتمنى أنْ نعيشَ معاً، إمَّا أنْ تأتوا للحياةِ في الصحراءِ أوْ آتي للحياةِ معكم." هذه رؤية اجتماعية تؤكد أهمية الأصدقاء والبعد عن الوحدة والتفرقة. والمجتمع يبنى بالحب والنقاء كما تقول دارين: "جئنا لنبنيَ عالَماً مليئاً بالحبِّ والنقاءِ".
ومن مضامين المسرحية السلام، إذ يخاطب المُذَنَّبُ الآخرين: "السلامُ عليكمْ." والسلام رسالة أمنية. ولذا تقول دارين وهي ترفع يديها بالدعاء: نسألُ اللهَ أن يحفظ لكم أطفالَكم بسعادة وأمان.
والمساعدة والتكافل حالة ضرورية لبناء المجتمع السليم، فالزهرة البيضاء تنزع ورقة من وريقاتها وتقدمها لِدَارِيْن: إنْ كانَ في ورقاتي الشفاءُ لصديقتي دَارِيْن فهذا يُسعدني." في المسرحية جملة من الرؤى الإنسانية، والتي تمثل الرقي الإنساني.
والألوان جميلة والرائحة العطرية جميلة أيضا، فما الضير من الإشارة إلى كل هذا الجمال والفائدة معا؟ فالمذنب يخاطب الزهرة البيضاء: "إنَّ الشفاءَ الذي تقدمينهُ للآخرين هوَ أفضلُ منَ الألوانِ الجميلةِ والروائحِ العطرة." إن الألوان تهذب النفس، والعطر يجعل الحياة أجمل.
ومن المضامين التي وردت في النص التشاركية، فتقول دَارِيْن: " هيا نلعبُ قليلاً كيْ نجمعَ بعضَ الدفءِ لأجسامِنا. " اللعب رؤية جماعية ومشتركة.
ومن الرؤية الاجتماعية حب الوطن، ويتوقف النص المسرحي على حب الوطن، فينشد الجميع:
غَنَّيْتُ جَمالَكَ يا وَطَني
يا لَحْناً في ثَغْرِ الزَّمَنِ
غَنَّيْتُ رَبيعَكَ مُزْدَهِراً
يَنْمو في دَهْرٍ لِلْمِحَنِ
وفي النص مضمون تراثي: يتضمن النص التراث الشعبي، وخاصة بأغاني الأطفال، وقد ذكرت أغنية: " دوري دوري شاميَّةْ فوق سطحِ البريَّةْ" ، وهذه الأغنية تجيب عنها الطفلة دارين: أنا وصديقاتي نلعبُ هذهِ اللعبةَ أثناءَ الفُرَصِ في باحةِ المدرسة." والتراث رؤية مهمة في المسرح العربي، وهو مهم في مسرح الطفل العربي، إذ يتعرف الطفل تراثه، وهذه الأغنية تذكرني بأغنية كنا نرددها ونلعبها في أيام الطفولة، وفي المدرسة أيضا: رن رن يا جرس...
ومن التراث هدهدة الطفل، وتقوم الأم أو الجدة أو الأخت بالغناء للطفل الصغير لينام، " دَارِيْن: (بلهجة حالمة تصاحبها موسيقى هادئة) كمْ كنتُ أحبُّ موعدَ النومِ لأنَّ جدتي الحبيبة كانتْ تضعُني في فراشيَ الدافئِ ثمَّ تغني لي (يا الله تنامي يا الله تنامي، رح جبلك طير الحمام، روح يا حمام لا تصدق، عَ بر الخير والأمانْ) وقبلَ نهايةِ الأغنيةِ أكونُ قدْ دخلتُ جنةَ أحلامي السعيدة." جميل التواصل الإنساني مع الأغنية الشعبية من مختلف الأجيال، فالإنسان من دون تراثه كائن بلا روح.
ومن التراث الوارد في النص، مقولة يرددها الصغار، دَارِيْن: (شَكَرَة بَكَرَة قالَ عَمِّي أعدّ للعَشَرَة). إنها تدعو للتريّث والتفكير.
وفي النص مضمون إيماني إذ ينشد الجميع:
سُبْحانَ الخَلاَّقِ تَعالَى
سَوَّانا لِلْكَوْنِ جَمالا
وتقول دَارِيْن عن الوطن: عادَ بفضلِ الله بجهودِنا جميعاً نحنُ نادي المحبة.
رؤية دينية، تربط الإنسان العربي بهويته.
***
بناء المشهد: يتشكل عبر الأمكنة التي ترسم الأحداث، وتمثل بالمنطقة القطبية الجنوبية ورحلة الفضاء.
ونجد في المسرحية تشكل المشهد الموسيقي، والذي يتناسب مع الموقف المشهدي، ونشير إلى جملة من الأمثلة: (تنساب موسيقى توحي بالفضاء الواسع). (تحرك دَارِيْن يدها حركةً عنيفة فتثور عاصفة قوية، ينتشر غبار أحمر، تعلو موسيقى توحي بالغموض والخوف، تستمر العاصفة). (موسيقى صاخبة بطيئة الإيقاع تتهادى مع ظهور الكواكب الكبيرة). (يركب الجميع في أماكنهم فوق ذيل المُذَنَّبُ الذي يتحرك مع موسيقى مناسبة تبعث الحماسة، ينطلقون). (موسيقى عميقة تنشر أجواء الغموض تزداد درجتها، يظهر من البعيد كائنان فضائيان لهما منظر غريب). دَارِيْن: (بلهجة حالمة تصاحبها موسيقى هادئة) كمْ كنتُ أحبُّ موعدَ النومِ... (يا الله تنامي يا الله تنامي... وقبلَ نهايةِ الأغنيةِ أكونُ قدْ دخلتُ جنةَ أحلامي السعيدة. (الفضاء الخارجي قرب كوكب الأرض، كوكب الأرض يبدو ككرة كبيرة تدور حول نفسها بما يدل على تعاقب الليل والنهار، موسيقى هادئة تناسب حركة دوران الأرض). وهذه الرؤية الموسيقية توحي بالتذوق الجمالي أيضا.
رسم المشهد متناسق ويناسب الموقف، واستخدام فنيات الكتابة المسرحية الملائمة، كوضع الأقواس عند وصف حالة الشخصية، وعلامات التنصيص الدالة على التناص مع التراث مثل: " دَارِيْن: ما رأيكم في لعبةِ ((جَمَل ماشي أخذ شاشي))؟ وقد وضعت بين علامتي تنصيص، وهي من التراث.
وبناء المشهد في مسرحية دارين تبحث عن وطن، حواري توافقي، ويمثل الرؤية الإيجابية.
***
اللغة: واللغة العربية في النص فصحى وسليمة، وتوضع علامات الترقيم بشكل جيد إجمالا، واللغة مناسبة للفئة العمرية التي تتوجه إليها المسرحية، وتبدو الملاحظات قليلة حول اللغة، كأن تكون اللغة تناسب مستوى الشخصية الطفلية، ووضع علامات الترقيم المناسبة، ولكنها لا تقلل من جمالية اللغة في هذا النص المسرحي الطويل.
***
الأحداث المسرحية: الأحداث المسرحية، تدور في القطب الجنوبي، ثم تنتقل إلى الفضاء وهناك الكواكب، وتتخلل هذه الأحداث الرؤى الاجتماعية، التي تبني الصداقة والمحبة والتعاون...، وتمثل بذلك رؤية كهدف للمسرحية، لتكون الحياة أجمل للجميع.
والنص استطاع أن يبين عن تلك الأحداث، والتي تحمل بطياتها القيم المثلى، وبالتالي، فإن الوطن يبقى الأجمل، إذ لا يستطاع العيش في مكان غير الوطن، ويعني هذا الملائم للحياة، فالنص المسرحي يتوجه إلى الإنسان، للبحث عن وطن يحبه، ليجد أن الوطن الذي عاش عليه أجداده هو وطنه، وتقرر دارين الرجوع إلى الوطن " الأرض".
والأحداث أبانت عن الرؤية التعليمية في كل جزئيات المسرحية، وهي مسرحية تعليمية، وتماشت مع رؤيتها المدرسية والمقصودة لذاتها.
ويبين النص في النهاية أن لكل واحد موطنه، والذي لا يستطيع أن يبتعد عنه، لأسباب كثيرة منها الملاءمة للحياة في كل جوانبها، سواء أكانت المعيشة أم العلاقات والشبكة الاجتماعية، ونشير بذلك إلى حوار بين الشخصيات: "الجمل: (يضم يديه إلى صدره من البرد) لا أستطيعُ احتمالَ هذا الظلام، تعودتُ على الحياةِ في دفءِ الشمس.
النخلة: وكذلكَ أنا.
البقرة: اشتقتُ للبطيخ، (تتلمظ) آهٍ ما ألذَّ حلاوَتَه! " هنا اشارة لملاءمة الحياة الأرضية للكائن.
الأحداث/ التكرار: يتكرر الحدث في المسرحية، مثل الحديث عن دمار الأرض الذي يسببه الإنسان، يقول المُذَنَّبُ: نعمْ يا كوكبَ المريخ، (مشيراً لأفراد المجموعة) هؤلاء أصدقائي منْ كوكبِ الأرضِ جاؤوا للبحثِ عنْ وطن.
البطريق: ثلوجُ القطبينِ وصلَ إليها التلوثُ الذي سببتهُ مصانعُ الإنسان.
البقرة: نحنُ الأبقارُ لمْ نسلمْ منَ الأذى، سبب لنا الإنسانُ مرضَ الجنون.
الدجاجة: أما أنا فلا أتمتعُ بالهواءِ النقيِّ وبالشمسِ المشرقةِ وبمنظرِ الأعشابِ الخضراءِ، لأن البشرَ يضعونَنا في سجونٍ ضيقةٍ، ثمَّ (تبكي) يأكلونَنا، بق، بق، بق، بق،
الدلفين: البحارُ التي حدثناكمْ عنها امتلأتْ بالبوارجِ الحربيةِ التي تحملُ الموتَ لكلِّ الأبرياء.
وهذا الخطاب التكراري، وردت صورته الأولى في الفصل الأول/ المشهد الثاني، كما تقول دارين: (تستدير نحو المجموعة، تترقرق الدموع من عينيها) معكمْ حقٌّ فيما قلتمْ، فالبشرُ سببُ كلِّ الأذى الذي يحصلُ في العالم، أنا أعتذرُ عنْ رئاسةِ النادي، سأتركهُ لكمْ، وسأعودُ إلى وطني." وفي الفصل الأول/ المشهد الثاني، تحدثت الشخصيات الأخرى حول الرؤية المكررة، فتحدث البطريق، الدولفين، البقرة، الدجاجة، الخفاش، الجمل، النخلة، الزهرة البيضاء.
والتكرار يتجاوز الضرورة إلى الفضلة والحشو، فالنص حواري وفيه شخصيات كثيرة، والغاية المبالغة بالإدانة لما يحصل في كوكب الأرض، والتكرار رؤية تقريرية في النص المسرحي.
الأحداث/ التشويق: التشويق في المسرحية، يجد القارئ نفسه مربوطا بمتابعة الحوار، وهو ينتظر ماذا سيكون فيما بعد. فالنخلة تقص حكاية الجمل: إذاً أيها الجمل سأحكي حكاية لا تعرفها عن جدِّكَ المرحوم، جرتْ هذه الحكاية قبلَ ولادتِك بأعوامٍ حينَ مرَّ بالصحراءِ سرب من الطيورِ المهاجرة.
المُذَنَّبُ: أسمعينا الحكايةَ أيتها النخلة، فأنا أحبُّ الحكايات، وأحبُّ كوكبَ الأرضِ المليءِ بها.
النخلة:
جَمَلٌ يَتَقَدَّمُ في تَعَبِ
في الصَّحْراءِ
وَرِمالٌ تَبْرُقُ كَالذَّهَبِ
في الأَنْحاءِ
وَيَلوحُ عَلَى مَدِّ الأُفُقِ
كَالأَسْرارِ
سِرْبٌ يَمْتَدُّ مَعَ الشَّفَقِ
مِنْ أَطْيارِ
وَالجَمَلُ المُتْعَبُ يَتَمَطَّى
كَالمَهْدودِ
وَالسِّرْبُ السَّابِقُ يَتَخَطَّى
أَرْضَ البيدِ
ناداهُ الطَّائِرُ: يا جَمَلُ
هَيَّا مَعَنا
هَلْ شاقَكَ رَمْلٌ أَوْ جَبَلُ
لِتَظَلَّ هُنا؟
الوحْدَةُ في هَذا القَفْرِ
كَمْ تُؤْذيكا!
ما رَأْيُكَ في شَطِّ البَحْرِ؟
سَيُسَلِّيكا
فَأَجابَ: أَتَدْري يا طَيْرُ؟
رغْمَ المِحَنِ
لَكِنِّي يُسْعِدُني القَفْرُ
فَهُنا وَطَني
والتشويق في نص مسرحية دارين تبحث عن وطن، يبدأ منذ بداية المسرحية، فالبطريق يبدو سعيدا: "(ناظراً بشوق نحو الأفق البعيد) أينَ أصدقائي؟ تأخرَ قدومُهم السعيد! أنتظرُهمْ بفارغِ الصبر.
(يعود للدوران وهو يغني):
"دوري دوري شاميَّةْ فوقَ سطحِ البريَّةْ"
والتشويق في المسرحية، يكون في نهاية المسرحية، إذ يقوم الجميع بالغناء والرقص: "دَارِيْن: أيها الأحباب، جئتُكمْ بأنشودةٍ جميلةٍ كتبها صديقي شاعرُ الأطفالِ عنْ وطنِ المحبة؛ الأرض، لنغنيها معاً.
(ينشد الجميع ويرقصون)
الجميع:
غَنَّيْتُ جَمالَكَ يا وَطَني ...
ولذا، فالمسرحية تنتهي على ما بدأت به، فالبطريق كان سعيدا ويغني لأصدقائه، والجميع في نهاية المسرحية يغنون ويرقصون للوطن.
والضحك في المسرحية يمثل تشويقا ومتعة: "البقرة: أصبحنا معشر الأبقارِ نُصابُ بالعبقريةِ بدلاً منْ إصابتِنا بالجنون. (يضحك الجميع)
الأحداث/ التحول في الموقف: دارين وهي تتحدث عن كوكب الأرض: وفيهِ الناسُ الذينَ ملأوا الأرضَ باختراعاتهم العجيبة، وفيهِ المدارسُ والروضاتُ التي تستقبلُ الأطفالَ كلَّ صباحٍ وتعلمهم، ذكرتموني بأنشودة أحفظها وأرددها حينَ أحمل كتبي وأنطلق إلى مدرستي الحبيبة، (تنشد):
مدرستي الحلوة أغنيتي
أن تبقى دوماً مدرستي
لأغرِّدَ فيها، لأغنيَ
عذبَ الأحانِ الصافيةِ
مدرستي سطرٌ وحروفٌ
تنسابُ اليومَ على شفتي " هذه الأنشودة تبين عن المعرفة، وتبرز مكانة الإنسان، ودوره بإعمار الأرض.
ومثل حكاية النخلة عن الجمل، فهي تؤكد حالة التحول في الموقف. ومثل تحول الموقف قول الفضائي1: "أنتمْ تركتمُ الأرضَ موطنَكم الأصلي بسببِ المشاكلِ التي فيها، هلْ ستحبونَ كوكباً آخرَ إنْ سكنتمْ فيهِ وواجهتكمْ بعضُ الصعاب؟" هذه الصدمة تمثل إدانة بني البشر، وهي دعوة صريحة لتقويم حال الكرة الأرضية، بمعنى مواجهة المشكلة لحلها، وليس الحديث عنها.
وهذا ما تقوله دارين: (تطرق خجلة) كلامُ سكانِ الفضاءِ صحيح، هرَبنا منْ مشكلاتِنا بدلاً منْ مواجهتها." هذا الطرح مهم ببناء الحدث، لكنه يبقى استفسارا وليس اشتغالا، فالاشتغال على المواجهة أفضل من الثرثرة. ويبدو الاشتغال في نهاية المسرحية، كحالة إصرار على التغيير: "الجمل: (بإصرار) ما أجملَ هذهِ الحكاية! سأعودُ إلى الأرضِ وفاءً لجدِّيَ الحبيب."
دَارِيْن: (بفرح) هذا رائع، سنعودُ إلى وطننا وأرضنا الحبيبة.
(يسود المجموعة الفرح والتفاؤل والحماس)
الخفاش: حينَ أعودُ إلى الأرضِ سأبحثُ عنْ جزيرةٍ بعيدةٍ، وأحميها منَ الإضاءةِ المؤذية.
البطريق: أما أنا فسأكونُ عوناً للعلماءِ الذينَ يأتونَ إلى القطبِ الجنوبي منْ أجلِ أن يمنعوا بناءَ المصانعِ المُلَوِّثَةِ للثلوجِ البيضاء.
الزهرة البيضاء: سأنمو قربَ مصانعِ الأدويةِ ليصنعَ الناسُ مني دواءً شافياً.
النخلة: سأظلُّ أعطي الكائناتِ الصحراويةِ منْ ظلي وثماري اللذيذة، فهي بحاجة إليها.
الجمل: أما أنا فسوفَ أنقلُ المسافرينَ الفقراءَ الذين لا يملكون مالاً كافياً للسفرِ بالطائرات.
البقرة: سأدعو كلَّ الأبقارِ لمقاطعة العلفِ المؤذي، حتى نجبرَ المزارعين على إطعامِنا منَ الأعشابِ المفيدة، وعندَها لنْ نصابَ بالجنون.
الدجاجة: سأطبقُ خطةَ صديقتي البقرة، فأدعو كلَّ الدجاجاتِ للإضرابِ عنْ أكلِ العلفِ حتى نجبرَ الناسَ على إخراجِنا منَ المداجنِ الضيقة، لنتمتعَ بالهواءِ الطلق.
الدلفين: سأجعلُ قومي معشر الدلافينِ يوافقونَ على الصلحِ مع أسماكِ القرشِ المفترسة، لنتعاونَ معَها على إغراقِ كلِّ البوارجِ الحربية والمدمراتِ التي تحملُ الموتَ فوقَ البحارِ والمحيطات الزرقاء.
دَارِيْن: (بفرح) إذاً سيصبحُ كوكبُنا جميلاً، وخالياً منَ الأذى والشر.
ويبدو أن التغيير يحدث بالعزيمة، فالبطريق: عادَ كوكبُنا إلى جمالهِ الرائعِ في سنةٍ واحدة، أرضُنا هيَ وطنُ المحبةِ الذي يجمعُنا."
هذا الحوار يقرر التحول في الأحداث المسرحية، وهو هدف المسرحية أصلا.
***
الشخصيات: والشخصيات لعبت أدوارها المرسومة لها في النص المسرحي، وكان لدارين دور كبير ومهم في المسرحية، وقد كانت حاضرة في المسرحية منذ بدايتها حتى نهايتها. والشخصيات في المسرحية لديها قابلية للتحاور والفهم والتقبل، فالشخصيات المسرحية التي حاولت هجرة الوطن، تجد نفسها راغبة برؤيته والرجوع إليه، وهذا ما يعني تحول موقف الشخصية، لتكون الشخصية نامية بما يتوافق مع الحكاية، والتي تشير إلى البحث عن وطن، وتقرر الشخصيات بعد رحلة الفضاء، الرجوع إلى الوطن بعد حوار طويل أدى إلى إقناع الجميع، وهذا الحوار لاتخاذ قرار الرجعة، يبين عن التغيير الذي حدث في رؤية الشخصيات المسرحية، والتي كانت عازمة على هجر الوطن، والابتعاد عنه. ولذا، تقول دارين أمام الجميع: يجبُ أنْ نعودَ إلى كوكبِنا أيها الأصدقاء لنجعلَ منهُ عالَماً جديراً بالحياةِ والجمالِ والسعادةِ بدلاً منْ بحثِنا عنْ عالَمٍ آخر، منْ يوافقُ على العودة؟ وبالتالي، يوافق الجميع على الرجوع إلى الوطن.
وإن الرؤية العامة للمسرحية، تتمحور حول البحث عن الوطن، وقد تضمنت المسرحية كل هذه الرؤية، إلى أن تصل الشخصيات إلى قرار حاسم بالرجوع إلى الوطن الأم، فالشخصيات تؤكد لنا إن البحث عن الوطن لا يكون إلا في الوطن، بمعنى كيف يكون الوطن جميلا؟ وكيف نحقق غايتنا من خلال الوطن وليس بالابتعاد عنه، فجاءت الرؤية الأخيرة تؤكد هذه الرؤية من خلال الحوار بين الشخصيات: "دارين وهي تتحدث عن الوطن: عادَ بفضلِ الله بجهودِنا جميعاً نحنُ نادي المحبة.
الدجاجة: المهم أنَّنا أصبَحنا سعداء في أوطانِنا الحبيبة.
البقرة: أصبحنا معشر الأبقارِ نُصابُ بالعبقريةِ بدلاً منْ إصابتِنا بالجنون. (يضحك الجميع)
دَارِيْن: أيها الأحباب، جئتُكمْ بأنشودةٍ جميلةٍ كتبها صديقي شاعرُ الأطفالِ عنْ وطنِ المحبة؛ الأرض، لنغنيها معاً.
(ينشد الجميع ويرقصون)
غَنَّيْتُ جَمالَكَ يا وَطَني
يا لَحْناً في ثَغْرِ الزَّمَنِ ...
والحوار يدور بين الشخصيات بسلاسة، ويناسب الموقف، مثل: " دَارِيْن: ما رأيكم في لعبةِ ((جَمَل ماشي أخذ شاشي))؟
الجمل: (واقفاً، بحدة) أنا أعترض، لا بدَّ أنَّ هذهِ اللعبة تستهزئُ بالجِمال.
دَارِيْن: طيب، ما رأيكمْ بلعبةِ ((تحتك بيضة قيق قيق))؟
الدجاجة: (تعرض برأسها، بحزن) لا أريدُ لعبةً تذكرني بمأساتي في المدجنة.
دَارِيْن: ما رأيكمْ إذاً بلعبةِ ((مين ضربك يا جاموسة))؟
البقرة: (تتقزز) أنا أكرهُ الجواميس.
البطريق: (بنفاد صبر) كفى أيها الأصدقاء، سنوافق على أيةِ لعبةٍ تقترحها دَارِيْن لنلعبَها.
دَارِيْن: إذاً سنلعب لعبة ((الذئب والغنم))، فهي لعبةٌ جميلة.
البقرة: (تقفز بفرح) سآخذُ دورَ الذئب.
الزهرة البيضاء: (بغير اكتراث) الآن جُنَّتْ صاحبَتُنا.
مثل هذا الحوار الجميل يتناسب مع الموقف في المسرحية، وهذا الموقف يتمثل بالبحث عن لعبة يتسلى بها الجميع.
الحوار المسرحي مدرسي، كل شخصية تعرف دورها وتريد أن تقول ما لديها، وهذا ما يجعل المسرحية ذات رؤية مدرسية، وتقوم على معلومات علمية، وفي نهاية المسرحية، تقرر الشخصيات تغيير الرؤية السلبية عن كوكب الأرض، ولم تستمر بموقفها الذي يبحث عن وطن خارج الأرض.
0 التعليقات:
إرسال تعليق