أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

مسرحية "جذور الماء" تأليف حسين السلمان

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب حسين السلمان 




فازت هذه المسرحية بجائزة درع الابداع لعام2010 من قبل دار الشؤون الثقافيةـــ وزارة الثقافة



  1ــ الــحلم

بقع ضوئية ملونة تتوزع على أرضية خشبة المسرح لتسقط تلك البقع على أغصان متدلية من أشجار ضخمة تزغرد عليها الطيور,مياه الشلال تنزل الى البحيرة وكأنها خيوط من ذهب ترقص على نغمات موسيقى هادئة.
رجل تجاوز الخمسين من العمر بملابس عتيقة  ووسخة يضع رأسه على صخرة قريبة من البحيرة وهو يدندن بأيقاع أغنية.
من بين تلك الاغصان المتدلية تظهر أمراة بملابس فضفاضة,شفافة ,تكتسب وتعكس الوان تلك البقع الضوئية ,وبتلك الحركات الراقصة ,لتملأ الجو بهجة وفرحا,اللذان يطفوان على وجه الرجل الذي ينهض من مكانة ويؤدي حركات راقصة وكأن عمر الشباب قد عاد اليه بغتة. يقترب من المراءة ويبدأن الرقص).

الرجل: يا حلمي المتكرر منذ سنين ,لقد تأخرت عني كثيرا؟
المرأة:  ليس لي مكانا ولا زمانا .
الرجل : أشعر بالتعب والدوار
المرأة:   لست تعبانا,بل فيك ظمأ السنين.
الرجل:  تعالي لنشرب ماء الشلال.
المرأة:   أنه لك وحدك,فأشرب ما تشاء.
             (الرجل يقترب من الشلال ويشرب الماء)
الرجل: آه,كم هو لذيذ..
المرأة:  الماء يغسل الروح قبل الجسد.
الرجل:  تعالي وأغسلي جسدي,يا حياة حلم البائس الشقي..
المرأة: أرجوك ,لا تعكر صفوة الحلم.
الرجل:  حسنا,سألتزم الصمت هذه المرة.
المرأة:  لما تضع نفسك هكذا ما بين الكلام والصمت.
الرجل:  وماذا سأفعل ؟!! أخشى عليك من نفسي .
(المراءة تتوقف عن الرقص ,ويبدو عليها الضجر,يقترب  منها الرجل).
الرجل: يا لتعاستي   وشقائي,هل أغضبتك؟
المرأة:  كما في المرات السابقة.
الرجل:  لم أفعل شيئا من هذا !!
المرأة:  ولم تعد ذاكرتك طرية.
الرجل:كيف أفعل هذا ,وأنا الذي خسر الاشياء كلها ..أنا الذي سقط من قمم جباله،ليصبح
صعلوكا,متشردا , تنفرالطرقات من  خطواته , يعبأ الشك في كل الاشياء حتى في
 نفسه..
المرأة: لم تزل فيك جذوه، فدعك عن هذا ،وافتح للفرح ابوابك.
الرجل:   أية أبواب يا أمراءةحلمي,لقد تحطمت جبالي على رأسي...وها أنذا قد خسرت كل
شيء... الأولاد أنتفضوا ورحلوا,والزوجة حملت خيانتها  وطارت كالبرق..وتناثر
الثراء كالدقيق في يوم عاصف... وحيدا , منهزماً ومن  خلفي يتساقط جبلي ..
  (صمت)
         أهكذا نتائج الإخلاص والصداقة ..جاهدت وكافحت كالآخرين .وأمضيت سنين عمري
    وأنا أنشر خير الله لعباد الله ..ما    من  حب الا ونشرته في القلوب ما من سعادة الا
وفتحت لها  أبواب وشبابيك الحرية..
                       (يتحرك منفعلا وكأنه يرى اشخاصا امامه يتحدث معهم)
 خذ يا هذا وأجعل لك سبيلا صالحا في الدنيا. .خذ يا هذا ولا تجزع ,فأن الافاق مشرعة
,فأجعل  لشراعك مرفأ .((.يعود للمراءة)),, أعمل هذا كله,والماء    تنساب من تحت
قدمي  ,غارقا في  الصدق والاخلاص,ولا أعرف أن جدران البيت تحولت وحوشا
للمؤامرات ضدي ..يا للهول ..أن احشائي تأكل أحشائي,وأن المسافة شاسعة بين
رأسي والوسادة ..لقد كذبوا عليّ ..
المرأة: أنها الكذبة الأولى ...
الرجل: ((مقاطعاً)):  نعم.. الكذبة الاولى.
المرأة: الكذبة الأولى تولد حشدا هائلا من الكذبات القاتلة..
الرجل:وهاأنذاقتيلتلك الكذبة الاولى ..آويتهم فخذلوني,أكرمتهم فسرقوني ..فتحت أشرعتي
 وكانوا ال بــيتــي واصدقـــائــي ساريتها فحرفوا الرياح لتلقي بي في شاطئ وسخ قذر
 نائي...
المرأة: قام وإلا..
الرجل:((مقاطعا)) وإلا ماذا؟!!
المرأة: المسافة تمتد بيني وبينك..
الرجل: ((يصرخ)) لا... لم يبق لي في هذي الدنيا سواك..
المرأة: لكنك بدأت تتخبط.
الرجل:وكيف لا ..فالانهيار يخلق التخبط ,بل يجعل المرء فريسة  سهلة للفساد أيضا.
المرأة: أني أراك تضمحل ,واخشي عليك الموت .
الرجل: ((يصرخ بقوة)) لا..لا..

2 ـ  الضياع

                      ( لا يزال الظلام مستمرا ولا يزال الصراخ مستمرا ..
تسقط الاضواء على الرجل وهو يركض كالمجنون  في شارع ,وكأنه ملاحق
من قبل آخرين..تبدو حالات الفزع والجنون على محياه وهويلتفت الى اليمين
واليسار ,يجر أنفاسه بصعوبة بالغة .
          يا ويلي !!لقد حلت اللعنة .
فكل شيء أصبح أسودا من  حولي .
 هجرتني الاشياء وهجرتها ,
 فلقد تجللت بأوشحة البؤس والدمار والضياع ..
كل الاشياء ,وكل المدن ,وكل المهن
حملتها على كتفي لكنها أنهارت ,كما هو جبلي
 ..وشرعت أطرق أبواب العالم ,فلم أجد لنفسي ثقبا أندس فيه.
 (يرتمي الرجل على الارض متعبا)
(رجل يدخل مسرعا,وعندما يرى الرجل ممددا على الارض  يرمي ورقة
نقدية أمامه ..ويخرج).
(الرجل يزحف قليلا نحو الورقة النقدية ويلتقطها)
الرجل  : كما أعطيت بيدي ,آخذ الان بيدي . يالمفارقة الحياة                                                   
          ((صمت)) ولم لا ,فالفلس الاحمر ينفع في اليوم الاسود..
          (يأخذ الورقة يدسها في جيبه ويتمدد في وسط المسرح ..)
          (يدخل رجلان يسيران بسرعة.)
رجل1: تصور أن سرعة التطور ,أحدثت انقلابا في الفكر البشري  وهذا ما يخالف قوانين
الطبيعة .
          (يصطدم الرجل الاول بالرجل الممدد على الارض ,لكنه لا يعيره أهمية , فيواصل
سيره مع زميله..)
رجل: وكما تلاحظ أن هذا التباين لا يخلق أنسجاما بين التطور والانقلاب  
..((يخرجان))         
 (الرجل ينظر لهما بأستغراب وتعجب)
الرجل: اما لهذا الجسد الانساني من حرمة !!في الاقل اعتذار او ابتسامة ,حتى وان كانت
 صفراء .((صمت)) يبدو ان عهدا جديدا قد حل ((صمت)) وعليّ ان انصهر فيه والا
 بقيت جسدا معطلاً  في فكر بشري متقلب .
(تسمع ضجة قوية من خارج المسرح , مما يدفع الرجل الى الابتعاد
عن مكانه والجلوس في زاوية المسرح اليمنى)

    الشركات

 (لا يزال الظلام مستمرا والضجة قوية مستمرة ).
 يضاء المسرح وقد اصبح مجموعة من الشركات ذات   الديكورات الفخمة
والعملاقة المضاءة بالوان غريبة التكوينات والاشكال..الرجل وهوينظر الى
تلك الشركات ,يفتح فاه مستغرباً , منذهلا مما يراه وهوقابع  في زاويته اليمنى)
 الرجل: واه ,واه,ما لهذه الدنيا تنتقل بالثواني من عالم لاخر ..
           كيف سيكون لي موطأ قدم في هذا كله ..
           يبدو أني أصبحت والهزيمة تؤأمين..
         (يدخل المسرح التاجر الاول وهو يحمل لافتة مكتوب عليها شركة ن)
التاجر1:(يهتف) النون النونالنون.
 (ويسمع من خارج المسرح ترديد لكلام التاجر الاول بشكل جماعي
 يضع التاجر الاول اللافته ويجلس امام بناية شاهقة)
   التاجر1: تعيش النون ..تعيش النون ..تعيش النون..
 (يدخل التاجر الثاني وهو يحمل لافتة مكتوب عليها شركة ع
تتعالى اصوات التاجر الثاني لتطغي على صوت التاجر الاول )  
 التاجر2 : العين..العين..العين..
(يرتفع صوت من خارج المسرح وهو يردد كلام التاجر2 وبشكل
جماعي..يضع التاجر الثاني اللافته ويجلس امام بناية شاهقة )
 التاجر2 : السوق للعين, السوق للعين..
 (ترديد جماعي لكلام التاجر الثاني من خارج المسرح)
 ( تدخل امرأة تحمل لافته مكتوب عليها شركة ف وهي تهتف  
باعلى صوتها )
 المرأة : الفاء ..الفاء..الفاء..
 (ترديد جماعي من خارج المسرح يتعالى ليطغي على ترديد التاجر الثاني ..)
 (المرأة تضع اللافته وتجلس امام بناية شاهقة )
 المرأة : للفاء  للفاءالسوق.. للفاء..للفاء السوق.
 (ترديد جماعي اكثر لكلام المرأة ياتي من خارج المسرح)
 الرجل: (مضطربا)  يالهولي.. شيء لا يصدق ,هل ارى عالما لا صدق فيه ,ام  اني مصاب
 بالجنون ..ولكني ارى الاشياء حقيقة..
(يلتفت الى الوراء حيث الثلاثة يرددون شعارتهم)
 التاجر1: النون ..النون..النون
التاجر2: العين ..العين.. العين.                                
المرأة : الفاء..الفاء ..الفاء.
 الرجل: ياللمصيبة ،العالم يتكرر مرتين .. فلقد قاتلتهم في الماضي وانتصروا عليَ،وهاهم
يتربعون على العرش  ويجب عليَ مواجهتهم في عالم آخر يمتلكون فيه كل الأشياء،
وأنا جندي اعزل،بل أسير تحت قبضاتهم..يا لها من معادلة معقدة..
أأقاتل زوجي وأولادي!فهاهي زوجي الخائنة وهولاء أولادي العاقين 
(يضحك ) كيف يحدث هذا !! لقد كانت لا تعرف كيف تشتري الخضراوات ..كيف
وصلت إلى هنا !!..
(يتحرك الثلاثة باتجاهات مختلفة تعبيرا عن حالة الصراع الدائر بينهما،وهم
 يرددون نفس الكلام…) .
 الرجل: لا تزال ذاكرتي طرية..ذات مرة هجرت, زوجتي الخائنة ،فراش الزوجية 
لاني قلت لها:اقتسم ثروتي معك حسب النسب المئوية التالية :51% لك 
 و49% لي .وحين سألتها عما تريد قالت:نصف لك ونصف لي.
احد أولادي دفعت مبالغ طائلة مقابل نجاحه،واما الثاني فانه لم يكن يعرف 
        كيف يرتدي البنطلون.
(يمد يده ليخرج الورقة النقدية وينظر لها )
          هل هذا هو الانقلاب في الفكر البشري،أم هو سرعة التطور!!
 (ترن هواتف كثيرة ..يهرع التجار لها )..

 التاجر1: الو..نعم..
 التاجر 2: البضاعة لي وحدي..
 المرأة: أنا مستعدة لكل شيء.
 التاجر1: افهمني،آنا مستهلك.
 التاجر2: سأتيك وبأسرع ما يمكن .
 المرأة: هذه الليلة نتفاهم .
 التاجر1: كل شيء على ما يرام.
 التاجر2: الربح يأتيك لوحده.
 المرأة: سأتصل بخبرائي..
 (الرجل يخرج من زاويته وهو ينظر إلى أصحاب الشركات ..ينتقل من
واحد   لأخر وهو يسمع ما يقولون ،حيث الدهشة والحيرة ترتسمان
على محياة..)
 الرجل: أي عالم هذا الذي أرى ،شيء غريب ومذهل ،من أين أتت هذه الأشياء،ماذا
             وطئت قدماي ..في أي ارض أسير ،في أي زمان أعيش(يضرب على رأسه )
"يا لخيبتي وخسارتي ،تحرك آيها الرأس الجامد ،القادم من مجالس الخمول 
         والتسكع ..افتح لنفسك طريقا بين هذه الطرق المتقاطعة المتداخلة.
(ترن الهواتف ..ويهرع التجار لها ..وتبدأ المخاطبات من جديد ..هذه المرة 
تكون الاتصالات سريعة ومتنوعة الأدوات ومتداخلة ،لتحدث تشويشا  
 وارباكا في ذهن الرجل …)
 التاجر1: أدفع مضاعفا ..
 التاجر2: ليس احتكارا..
 المرأة : أعطيك كلمة رجل..
 (الرجل يهز برأسه مستغربا ويدندن بأغنية..)
 الرجل: أعتقد أن الغناء سيبعد عني الجنون ..
(صمت ..ينظر للثلاثة مرة, ومرة   أخرى إلى نفسه ..يتقدم خطوات
بعيدا عنهم ،وكمن أتخذ قرارا يقف منتصبا  وهو يرفع يده اليمنى إلى
 الأعلى..)
         هكذا أذن !!..أخلع وجهك وضع وجها آخر .. وأجعل لنفسك شعارا يتغير حسب ظروفك
وما يحيط به من ظروف …وهذا   شعاري آيتها الأحبة والاخوة الأعزاء ..من اعمل
معه في الصباح ..اشتهي  قتله في المساء.
 (ويخرج مسرعا من المسرح).
(التاجران يتركان الهواتف..).
 التاجر الأول يتقدم نحو المراءة ويهمس في آذنها ،تطلق المراءة ضحكة
(داعرة وتمسك بيد التاجر الأول ويرقصان..)
التاجر الثاني ينظر لهما بعدم ارتياح ..يتقدم نحو المراءة ويهمس في أذنها ،المراءة  
               تترك التاجر الأول وتمسك بيد التاجر الثاني وتطلق نفس الضحكة التي  
               أطلقتها بوجه التاجر الأول وترقص مع التاجر الثاني..
 التاجر الأول ينتقض ويتقدم نحو التاجر الثاني ويسحبه ،المراءة تسرع الى مكتبها 
وتتفرج على التاجرين ..)
 التاجر1: لا يحق لك سرقة أفكاري .
 التاجر2: الأفكار تباع،ومن حقي أن اشتري..
 التاجر1: سأدفع اكثر منك ..
 التاجر3: سأدفع اكثر منك ..
 التاجر1: سأضاعف السعر لاجعلك أضحوكة .
 التاجر2: لم يخلق بعد،هذا الذي يجعلني أضحوكة.
 المرأة((تضحك ثم لنفسها))،سأجعل منكما أضحوكة..وسأجعل ..
(تتوقف المراءة عن الكلام حيث تسمع جلبة قوية من خارج المسرح…ينتبه
 الثلاثة..كل منهم ينظر باتجاه معين ،فهم لا يعرفون مصدر الصوت..)


                       4-المهرج

 (الجلبة القوية مستمرة والثلاثة يدورون في المسرح بحثا عن مصدر الصوت..)
  (من عمق المسرح ،ومن بين مجموعة من الأضواء الملونة البراقة المتقاطعة  
 الإشعاعات ..يظهر الرجل بملابس المهرج وهو على سلم ويقرع على 
  طبل ..)
 الرجل: هاتوا ما لديكم من شباك فارغة..
         هاتوا ما بحوزتكم من أفكار عالقة..
          فأني أحمل لكم النذير..
         باقتلاع القلب من كل هدير..
        (يقرع الطبل ..فيهرع نحوه الثلاثة،مستقبليه بكل ترحاب واحترام, ينزل الرجل 
         من السلم ويتقدم نحو أحد المكاتب ..يخلع ثوبا،فيظهر ثوبا أخر مرسوم عليه 
 تخطيط إعلان مكتوب عليه بحرف بارز أسم شركة ن)..
        ( التاجر الأول يطير فرحا ويجري نحو الرجل وهو ينثر على رأسه النقود..)
 الرجل: يعيش التاجر المحترم ..القادر المقتدر..
(يلوح التاجر الثاني  برزمة نقود للرجل ،فيجري الرجل على يديه وقدميه نحو 
التاجر الثاني ..ويقف ليخلع ثوبا،ليظهر ثوبا أخرا مكتوب عليه
(شركة ع).التاجر  الثاني ينثر النقود فوق رأس الرجل ..)
 الرجل: يعيش التاجر النافع المنتفع..
 (تلوح المرأة برزمة نقود أكثر,فيجري الرجل قافزاً على يديه وقدميه بأتجاه
المرأة.. ويخلع ثوباً ليظهر ثوباً اخر مكتوب عليه بخطوط بارزة اسم (شركة
ف)..
(المرأة تنثرالنقود فوق رأس الرجل.)
الرجل:يعيش التاجر المحترم
المرأة: (تقاطعه)أنا امرأة ..
الرجل : في عصركم صدر قرار بإلغاء الأعضاء التناسلية .
المرأة : ويحك يا هذا..
الرجل((لنفسه)) سأجعل محل ياهذا, لتقولي ياأميري وسيدي.
المرأة: ياهذا..
الرجل: (ينتبه لنفسه)تعيش الأميرة ( يلتفت للمراءة التي لا يبدو عليها 
          الرضى)عفوا،تعيش الملكة ،وعفوا ثانية ..تعيش الست المحترمة،الماهرة  
المبجلة..
(المرأة تنثر النقود ثانية على رأس الرجل)
الرجل: ( يصرخ بأعلى صوته ) تعيش الست المحترمة ..تعيش الماهرة المبجلة .
المرأة: (فرحة راقصة)انه لي.. لي أنا وحدي..
 التاجر1: (يندفع نحو الرجل ويسحبه أليه وينثر النقود فوق رأسه )بل لي أنا فأنا  
           الذي اكتشفته...
       التاجر2: (يندفع نحو الرجل ويسحبه نحوه وينثر النقود فوق رأسه) بل أنا الذي  
            أخذه،فأنا سأدفع اكثر..
 الرجل: (لنفسه)اللعنة عليكم،لقد اكتشفوكم وانتم في أبار أمهاتكم.
 المرأة: (تسحب الرجل بقوة وتخفيه خلفها) انه لي،فهو نصفي الأخر
 الرجل: (لنفسه)هذه عبارة قديمة،ابغضها واسحقها بقدمي .
 (يتدافع الثلاثة نحو الرجل كل واحد منهم يريد سحبه إلى جهته).
 الرجل: قتيل لقوم ما رأوني بليلهم    ولا شاهدوا شمس النهار بصبحهم
(و..يستمر الثلاثة في سحب الرجل....يحاول الرجل التخلص منهم ،مندفعا  
 ليصعد السلم ويقرع على الطبل ..الثلاثة يتوقفون عن الحركة..).
 الرجل: من الحلم إن تستعمل الجهل دونه    إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم*

 (يهرع الثلاثة نحو السلم ،كل منهم يريد سحبه..فيندفع السلم مرة إلى الأمام   
،ومرة أخرى إلى الخلف ويندفع تارة ثالثة إلى اليمين ورابعة إلى اليسار .)
الرجل  : يا أيها الناس …الراكضون والساكنون ،القاعدون والواقفون أعلموا  أن الحياة لعبة،
فمن أغتنمها أرتقى،ومن غفل عنها ضاع وانتهى …وها أنتم ترون الليل قد أنجلى
 وما تبقى غير الولوج لعام جديد قد بدأ.
 المرأة: سأغدق عليك بما تحلم ولا تحلم …
 التاجر1: سأنقلك للمجد والعلا..
 التاجر2: سأجعلك الفريد المتفردا..
 الرجل:  أطلقوا العنان لأطرائكم ،فأنتم سادتها ،وأعلموا أن اللعبة لازالت قائمة على الرقاب..
 المرأة: قل ما تريد وسأنفذ..
 التاجر1: سأجعل منك السائل والمجيب..
 التاجر2: ستكون الآمر والمأمور..
 الرجل: (يقرع الطبل)توقفوا عن هذا،ما لكم ترددون ما سبقوا القول اليه ،إلاتعرفون 
       الانقلاب وسرعة التطور..الاتدركون ان لكل شيء حكمة.
 المرأة: تكلم أيها الحكيم.
 التاجر1: قل ما تريد .
 التاجر2: كل ما تقول نافذ المفعول..
 المرأة: (للتاجرالثاني)ما هذا،لا تسرقنا بكلامك المعسول..(للرجل)أنه يكذب.
 الرجل: "يضحك" لعلها الكذبة الاولى.
 التاجر2: (للمرأة)هذا جواب ذكي ورائع.
 التاجر1:انزل لتدخل في مأمني .
 المرأة: لا أمن لرجل الا المرأة.
 الرجل: (يصفق)ولا أمن من الامن الا الامن.
 المراءة : (تصرخ فرحة)أنه عبقري ..لا يفرقني عنه شيئا الا الموت ..
 التاجر1: الموت أو هو..
 التاجر2: الموت أو هو..
(يتشابك الثلاثة فيما بينهم وهم يرددون نفس العبارة السابقة..).
 الرجل: (يصرخ)توقفوا يا رجال الموت والابار والبحار والصحراء
 (يتوقف الثلاثة  عن الكلام والحركة..ينزل الرجل من السلم،ويقف بعيدا
عنهم).
 الرجل: والان لنعمل دائرة.
 المرأة: (تتقدم نحو الرجل)سأجعلها دائرة نموذجية ،سأجلب لها ما هو ثمين وجديد..
 التاجر1: سأجعلها أعظم دائرة ،لها بداية وليس لهانهاية..
 (ويتقدم نحو الرجل).
 التاجر2: (يتقدم نحو الرجل)سأصرف كل ما أملك لها..وأنت رئيسها..
الرجل: ويحكم عن ماذا تتحدثون!! أنها دائرة يرسمها الطفل بالطبشور.
 (يرسم الرجل دائرة وسط المسرح)
 الرجل: (يتقدم نحو المرأة) أذهبي وأجلبي حبلا
 (تخرج المرأة مسرعة)
          وأنت أيضا..(يخرج التاجر الاول )وأنت (يخرج التاجر الثاني)
 الرجل: ها هي الساحة فارغة ،وما عليّ الا أستغلالها لاسترد حقوقي ..فأنا الان أقف
         صعلوكا أمام الماضي ،ومتسكعاً أمام أهل بيتي ..زوجة الماضي الخائنة هي             
         اليوم سيدة الموقف ،والابناء العاقين هم دفة السفينة .
         لا أحد يعرف أحد...تمزقت كل الاواصر وتحطمت كل الوشائج،اليوم يلتقي
         الماضي بالحاضر عاريين مدمرين .
 (تدخل المرأة وهي تحمل حبلا)
 المرأة: لقد أحضرت ماأردت..أنه من أفخر الحبال وأجملها ..
 الرجل: وما الفرق يا سيدتي أذا شنقت بهذا الحبل الثمين أو برباط حذاء!!
 المراءة: (تبتسم بتغنج وتتقدم نحو الرجل)لا تتحدث عن الموت،فهو بعيد عنك.
           لأنك جميل.
 الرجل: شكرا لهذه المجاملة..
 المرأة: ليس مجاملة..بل هي حقيقة..نعم حقيقة ساطعة ..تعال،فأني أراك محروم
 الحنان والحب..
 الرجل: أتعرفين كم من الدهور لم أسمع هذه الكلمات..
 المرأة: سأجعلها تحيط بك من كل جانب..سأبني لك عشا في قلبي..وآويك في بيتي،
         ولن أرى من الدنيا غيرك أبدا..
 الرجل: يا لجمال شفتيك حين تنطق هذه ال
 المرأة: حبيبي الذي غاب عني طويلا،وبقيت له مخلصة ،طاهرة،تعال ونم على               
 صدري لأرضعك لبنا خالصا،تمتليء به صدقا واخلاصا.. 
 الرجل: يا لحنانك الجميل سيدتي..أني أحسد من أنت له زوجة...
 المرأة: لك وحدك أنا،فكل جوارحي وأشواقي تنجذب أليك... فهل أنت لي؟..
 الرجل: ومن لي سواك...
 المرأة: اذا خذني بين ذراعيك...
 الرجل: "يرى التاجر الاول قادما"عفوا،لقد هشم عواطفك النبيلة هذا الصرصور القذر.
 (يدخل التاجر الاول وهو يحمل حبلا يختلف عن حبل المراءة شكلا ولونا )
 التاجر1: هذا ما تستحقه أنت وحدك.
 الرجل: أهلا بك يا سيد السوق كله(يسحب التاجر الاول بعيدا عن المراءة) حتما ستربح
 المعركة ...
 التاجر1: ماذا؟!!وهل هناك معركة ..
الرجل: معركة المبادىءوالقيم،معركة الشرف والرجولة..
 التاجر1: يا رجل..كفاك ،أنا منسحب .
 الرجل: "يضحك" الا تخف،هكذا يسمونها منذ سنين طوال...لكنها في الحقيقة معركة
كلام في النهار والجلوس على طاولة التطبيع في الليل ..
 التاجر1:هذا سهل وأنا قادر عليه بمساعدتك
 الرجل: وهل لي سواك لمساعدته ..
 التاجر1: جزاك الله خيرا ..والان قل لي ماذا نفعل بالحبل؟
 الرجل: (يرى التاجر الثاني قادما)عفوا،لقد قطع علينا المقايضة هذا المتخلف القذر.
 (ويدخل التاجر الثاني وهو يحمل حبلا يختلف عن حبلي المراءة والتاجر 
الاول شكلا ولونا..)
 الرجل: أهلا بك يا سيد الشركات كلها...
 التاجر2: لقد عرضوا علي ملايين الانواع من الحبال ،قلت لهم أريد الاثمن والاجمل
           والاقوى..
 الرجل: (يحسب التاجر الثاني جانبا بعيدا عن المراءة والتاجر الاول)
           لم أتعبت نفسك وسافرت لأصدقائك البعيدين والقريبين،أنه مجرد حبل.
 التاجر2: أني أعتمد عليهم في كل شيء...
 الرجل: هذا واضح ومعروف...
 التاجر2: "مستغربا"وكيف تعرف الاسرار (يقترب أكثر من الرجل)
  حتما أنك من الاشقاء..
 الرجل: هون عليك من زيادة التفكير..فأنا أخشى عليك تجاوز الحدود..فالتفكيريضر
 بصحتك..
 التاجر2: الان دعنا في المهم،أنت معي أم معهم ؟؟
 الرجل: طبعا معك،وسأعلمك بكل تفاصيل الاجراءات قبل التنفيذ بدقائق..
 التاجر2: حتما فأنابعيد عنها بالظاهر،اليس كذلك؟
 الرجل: طبعا،طبعا(ينظر الى المراءة والتاجر الاول) كل ما أقوم به الان هو حسب
         أصول اللعبة..
(يذهب الرجل ويقف في وسط الدائرة)
 الرجل: والان أيها السادة النجباء،الأمناء والأوفياء..أربطوني بحبا لكم.
 (ويتقدم الثلاثة ويربطون الرجل بالحبال،ويمسك كل واحد منهم بطرف 
حبل.)
الرجل: ولتكن اللعبة واضحة لكم ولنا ..من أستطاع جذبي الى جهته،فهو الفائز,
  وهو قاتل الاخرين ..والان تعرفوا جيدا الى خصومكم،فلقد وضعت في    اللائحة
شروطا تلائم مقام سيادتكم المرموق..
  (تدب حركة أضطراب في نفوس الثلاثة)
 الرجل: ما عليكم،فلا تفزعوا ولا تخافوا فأنتم رجال الشدة والخطر ،أنتم حماة السلام
          والحرب اذ تستعر..لا عليكم،أني جاعل هذا الشرط لشحذ العزائم والهمم،وان   
  لم تستطيعوا التنفيذ فأني عبد مطيع.
 (يدور الرجل حول نفسه داخل الدائرة،ويدور معه الثلاثة..يتوقف 
 الرجل،فيتوقف الثلاثة ...)
 الرجل: والأن لنبدأ اللعبة.
 (يبدأ الثلاثة بجر الحبال فتتعالى الاصوات...)
 الرجل: أني أرى روؤسا قد أينعت وحان قطافها...لهزيمة العدو،عليك بأقوى 
         طريقة، أنصب له فخا ودعه يشتبك مع صديقه،فيحصد الضعف والهزال،  
         وسيأتيك راكعا تحت قدميك بعد أن جمد نشاطه ودمرت شعاراته .(للثلاثة) ما 
         لكم لا تسحبون... بقوة، فأنا لا أشعر بطعم اللعبه (يسحبون بقوة)
         نعم..نعم، هكذا.."لنفسه" يا أهل المستنقعاتوالخسائس كانت حبالكم سيوفاً تقطع
الرقاب،وكان من بينها رقبتي..ها أنتم قتلتي.. آل بيتي..زوجتيالخائنه واولادي
 العاقين (للثلاثه) أسحبوا بقوة، أما تريدون المجد والعزة، إلا تريدون أن يكتب لكم
التأريخ سطراً بحروف من ذهب..اسحبوا..
 (يزيد الثلاثة في قوة سحبهم والرجل ينسحب خطوة
تجاه التاجر الاول،لكن التاجر الثاني يسحبه بقوة،
 فيجر الرجل نحوه، وتحاول المرأة السحب، لكنها تشعر
بالتعب والضعف .
المرأة: (تصرخ) يا ويلكم، هل هذا عدل، تتصارعون مع امرأة ضعيفةلاقتسام الغنيمه...
الرجل: أسحبي، فما عاد في زمنك اختلاف..تتصارعين معهم فيالثراء ولا تشاطريهم
الحرب!!..
المرأة: من أين أتيت؟!!
الرجل: أنا القادم من عقولكم، والهارب من طغيان الخسيسه والعار.
المرأة: من أنت؟!!
الرجل: صعلوك من صعاليك المستنقعات النتنه.
المرأة: أنك تثير البلبلة والاضطراب
الرجل:ولم لا، فأنها أضطرابكموبلبلتكم.
المرأة: ومن أين حصلت على حق التصرف هذا؟
الرجل: من شقائي وعذابي، من بؤسي وحرماني..واعلمي اني هربتعندما وصل الموت أنفي
. ولا زال بي نفساً من المقاومه.
المرأة: ها..عرفتك الان ، أنت تاجر الموت.
الرجل: وهل بعد الموت تجارة!!
المرأة: أذاً أنت تبيع الموت..
الرجل: خلق الله الموت والحياة، الماء واليابسه.
المرأة: أرحل فشواطئك غداً ميته.
الرجل: هنا ولدت..وهنا نشأت،وهنا اموت..فهل ينفصل الجذر عن الساق.
المرأة: ماذا تريد؟
الرجل: سآخذ أشلائي وما تبقى لي من حق..
المرأة: محال، محال أن تحصل عليه، فالأشياء اختلطت، ولا يوجد من هو قادر على فرزها..
الرجل: اذن عليك بسحبي..
المرأة: (تصرخ بقوة وتسحب الرجل) تعال..تعال يا اسيري.
(يترك التاجر الاول والثاني الحبال ويخرجان من المسرح بائسين.)
المرأة: ها أنت أصبحت لي ..لي وحدي..
(وتمسك المرأة بالحبال والرجل يتخذ هيئه حيوان...
تحرك المرأة الحبال،فيسير الرجل على يديه وقدميه..)
الرجل: "لنفسه" ولم لا.. كن ما تكون،بشرط أن تجعل النهاية  لك وحدك،وان تعرف كيف
 تصل أليها.
 (يبدأ الرجل بالغناء..المرأةتشعر بالنشوة، فتطرب لما تسمع من غناء..)
المرأة: "لنفسها" يا لك من ملعون، ذكرتني بزوجي البائس المدحور..
 (تنظر للرجل) توقف عن هذا اللغو، انه شيء قديم لا متعة فيه..
الرجل: "لنفسه" لا يهم،سأرفض ما أنا مؤمن به لحساب خطتيوأهدافي القادمه.
(الرجل يجرب غناءاً آخر)
المرأة: كف عن هذا،فأنه يضايقني.
الرجل: "لنفسه" بدأنا نضرب على الاوتار الحساسه.
 (يجرب الرجل غناءاً اكثر حداثه)
المرأة: "لنفسها" آه منك، فأنت تعرف ما أحب وما لا أحب.. (تنظر للرجل) غنائك جميل يا
 هذا..
الرجل: (ينهض) هذا أول تقدير أحصل عليه..
 المرأة: لماذا تغني؟ ماذا تريد؟
 الرجل: "يجلس" كنا نتحدث بشكل جميل، فماذا حدث؟
 المرأة: "تصرخ" هنا لا مكان لهذه الماذا؟
 الرجل: "ينهض" حاضر..صحيح.
 المرأة: أجب، ماذا تفعل؟
 (الرجل ينبح، ثم ينهق، ثم يصهل)
 المرأة: لا تحرف المعنى، أجب عن سؤالي .
 الرجل: "لنفسه" يموت المرء مرة واحدة (ينهض ويقترب من المرأة) أتفرج يا سيده العالم.
 المرأة: هل هنا سينما؟!!
 الرجل: كل شيء سينما.. الذاهبون والقادمون، البائعون والمشترونالقاتلون والمقتولون..و..
 المرأة: (تقاطعه) دعنا نعود للغناء.
 الرجل: والغناء اليس هو سينما..
 المرأة: "تصرخ" ما لك تصر على السينما، هل أنت ممثل؟
 الرجل: لا،لا أرجوك، لاتحمليني عذابا أكثر.. فالتمثيل يا سيدة..
 المرأة: "تقاطعه" تعال معي..
 (تذهب المرأة لتجلس بالقرب من مكان شركتها)
 الرجل: (يظل واقفا في مكانه يعد بأصابعه)،هل أذهب، لا، أذهب لا،أذهب،أذهب..(ويتقدم
بسرعة نحو المرأة)شبيك لبيك، قتيلك بين يديك.             
 المرأة: ما هي مهنتك؟
 الرجل: كل شيء..ولا شيء.
 المرأة: "تضحك"
 الرجل: الله، كم أنت جميله حين تضحكين..
 المرأة: "تضحك بغنج اكثر"
 الرجل: اضحكي..اضحكي، فأن ضحكك يجعلني أبتعد عن شاطيء الحبالى شاطيء القتل.
المرأة: "تتوقف بشكل مفاجىء عن الضحك " الان، سأجعل منك  وزيري،لا، هذا شيء قديم،
ستكون مديرا، لا، ولا هذا ..."صمت" لتكن رقيبا.
 الرجل: رقيب!! رقيب على من ؟
 المرأة: رقيب عقلي، واعلم أن عقلي يحب الحركه.
 الرجل: " يدور في المسرح" تريدين حركه فحسب،أنا استطيع  أن أحلق في السماوات ، أن
 أقفز القارات، وازحف على مياه المحيطات، واضع تحت قدميك العالم مدمرا.
 المرأة: لا...
 الرجل: لن أطير، ولا أقفز ولا..ولا..
 المرأة: أريد حركة يحبها الداني والقاضي
 الرجل: مثل ما تؤمرين..
 المرأة: ما هي مؤهلاتك؟
 الرجل: عندي عين تعرف المخشوش في العلب،عندي يد تقلب الملح الى سكر،وعندي أنف
يشم الرائحه من مسافات  بعيده.
المرأة: (فرحه) جيد، يبدو أنك شاطر وماهر..
(تخرج مسرعه...الرجل يبدو عليه الاستغراب من خروج المرأة المفاجىء
 ...يحاول الخروج لكنه يتردد، وعندما يقرر الخروج، فيتجه نحو مكان خروج
المرأة، الا أن كرسيا    كبيرا يندفع من خارج المسرح بأتجاه الرجل الذي
يمسك به بقوة..ثم يبتعد عنه ... ينظر الرجل للكرسي ويتقدم نحوه، ويبدأ
حركات متنوعة يؤديها مع الكرسي تعبيرا عن خوفه ورفضه
 لهذا الكرسي...(حتى يسقط تحت أرجل الكرسي)
 الرجل: اللعنة عليك ايتها المرأة اللعوبه الفاسقة، أنك  تحاربينني بنفس الادوات التي حاربتيني
بها سابقا..هاهو التاريخ يعيد نفسه هزيلا بائسا مضحكا.
 المرأة: "تدخل مسرعة" أجلس!
 الرجل: "يتظاهر بعدم الفهم، فيجلس على الارض"
 المرأة: "تؤشر على الكرسي" أجلس..
 الرجل: "يتقدم ببطأ نحو الكرسي ويجلس متظاهراٍ بالتردد والخوف"
 المرأة: "تنظر للرجل من عدة زوايا" لا,هذا لا ينفع .
 الرجل: "لنفسه" شيطان يقاتل شيطان، فمن المنتصر "بصوت عال" حسنا، لنبدأ يا سيدة السوق
لعبة العقل المسروق.
 المرأة: "تصفق" هكذا، بدأ رقيب العقل يتحرك،ها أنت ذا تدرك ما أريد.. ها أنت ذا تدخل
محيط عقلي... " تقترب من الرجل" تعرف قيادة السيارات؟
 الرجل: ما من طرق في العالم الا ومرت عليه عجلاتي...
 المرأة: تشرب؟
 الرجل: أقهر العالم به، قادر لأن أشرب البحر المتوسط وأعرج على المحيط الهاديء.
 المرأة: متزوج؟
 الرجل: (ينهض من مكانه فجأة" آه.. لقد خدشت نصفي الحقيقي...(يستدير وينظر للمرأة)
متزوج بالأحلام.
 المرأة: أبوك، أمك، أخوانك..
 الرجل: أينما وليت وجهي، فثمه شيطان.
 المرأة: أجب.
 الرجل: وحيداً، فريداً
 المرأة: الامراض المزمنه.
 الرجل: عين تحب الدمار،وفم يمتليء دماً، وأنف يتعطر بدخانالموت وقلب يتسلح بالسكاكين.
 المرأة: العاهات الظاهره؟
 الرجل: كما تشائين.. أعور سافل، أعرج دجال، أعمى خسيس.
 المرأة: "تصرخ فرحه" يا لفرحتي وسعادتي... احمليني ايتها الغيوم، وابعثي في الحياة يا ريح
الصبا.. فلقد وجدته.. أنه هو..انه هو
 الرجل: "بفزع وخوف" ،أنا ليس هو.
 المرأة: بل أنت هو.
 الرجل: ومن أين عرفتي أنا هو..؟!!
 المرأة: أنا التي تعرف الخفايا..
 الرجل: عن أية خفايا تتحدثين؟
 المرأة: عن كل خفايا التأريخ..
 الرجل: ولكن أنا ليس هو.
 المرأة: بل أنت هو..الذي أريد..
(الرجل يتنفس الصعداء لأن المرأة لم تكشف سره)
 المرأة: رجل مقتدر مكتمل الرجولة،يضع الخطط السوداء وينفذها من دون آثر يذكر،رجل لا 
           ماضي له ولا مستقبل ،يعيش حاضرا محددا محكوما بأنتهاء اللعبة،رجل يشق جدران
البؤس ويتربع في  حوض الثراء.
 الرجل: "يتخذ وضعا أخر أكثر أصرارا ويحدث نفسه" خشيت أن تكون قد كشفتني..ما لهذا 
            الماضي يحيط بي  كالأخطبوط ليجثم على صدري(يمزق قميصه) أني قاتلك أيها
الماضي القذرالبائس،وأتحداك بكل خبث ومؤامرات الحاضر والمستقبل.
 المرأة: "تقترب من الرجل" ماذا جرى؟
 الرجل: سيدتي،أني أتلذذ بقتل الماضي،وها هو أمامك ممزق أربا أربا.."يمسك المرأة" 
           معجب بك سيدتي..
 المرأة: ولم لا،فلنجرب هذه اللعبه..
 الرجل: الجميل فيك أن كل الأشياء تتحول عندك الى لعبه.
 المرأة: إلا ترى أنك لعبه..
 الرجل: ألاترين أنك لعبه..
المرأة: إلا ترى أنك لعبه..
الرجل: ألاترين أنك لعبه..
 المرأة: اذا لتلعب اللعبتين لعبه..
(الرجل ينحني بأحترام وتقدير كبيرين للمرأة التي تبادله الحالة ذاتها..ويبدآن،رقصة 
عنيفة تعبيرا عن تقاربهما...)
 الرجل: ستلتحم روحينا،وتتعانق أشواقنا في اقفاص الحب الحديديه..وستلدين ألاف           
  الرجال،وسيبنون لنا مملكة،سنغزوا القرى والأرياف أولا،ثم المدن الصغيرة،وبعدها 
الكبيرة،ثم العواصم،سنبسط نفوذنا على البحار والمحيطات  وسأجعل الأرض والماء
مبتلة   بالبترول،حينذاك أقف فوق جبلي وألقي بعود   الكبريت..
  ( ويحل الظلام ...)     

 5-المؤامره

 (دهاليزو ممرات ضيقة وزوايا مظلمة...)
 (يدخل التاجران مهمومان..يتوقف التاجر الاول وهو ينظر بأزدراء للتاجر الثاني 
 مطأطأ الرأس..)
 التاجر1: أرفع رأسك يا هذا،فلقد حانت ساعة أستعراض الكلمات.
 التاجر2: "يرتب وضعه ويتخذ هيئة استعلاء وقوة".
 التاجر1: نعم،هكذا،وأعلم أن داخلك لا يعرفه أحد،فلقد حانت فرصتنا،فلنجعل من الأرض 
     براكين تشتعل منها الأقدام، وتلتهب الأكف تصفيقا،ولنصعد الحماس الى
 أقصاه،ولا تجعل أحدا يفهم عما  تتحدث.
 التاجر2: نعم،هكذا،فبمثل هذه الافكار سنحقق أهدافنا ونرتقي الى قمم المجد والعلا..
 (التاجر الأول يعطي أشارة للتاجر الثاني بالبدأ، لكن التاجر الثاني يطلب
من التاجر الاول بالبدء...ويصفق التاجر الثاني بحرارة،فما يكون من
التاجر الاول إلا البدأ في  الكلام...)
 التاجر1: "يهيئ نفسه مترددا بعض الشيء" أننا..أننا.."ينظر للتاجر الثاني" زودوني بما 
              لديك من كلمات...
 التاجر2: "يهييء نفسه وينطلق.." أننا..أننا.. " ينظر الى التاجر الأول" وكما قال أننا..
(يذهب التاجر الاول وينزوي في زاوية مظلمة, يذهب اليه التاجر الثاني
ويخرجه من زاويته..)
 التاجر2: لا تيأس،فلقد فشل الذين من قبلنا ومن قبلنا..
              تحرك يا أخي،فأن في الحركة بركه.
 التاجر1: وأنت إلا تريد البركه.
 التاجر2: وماذا تنتظر مني،أنا سلمت أمري...
 التاجر1: "ينتفض" لا تنطلي عليَّ هذه الألاعيب..
 التاجر2: ولا عليَّ..
 التاجر1: أذن تريد دفعي للهاويه..
 التاجر2: تريد أو لا تريد،فالهوايه في أنتظارنا.
 (التاجر الاول يبتعد فزعا من التاجر الثاني)
 التاجر1: ها..اذاً تعرف أموراً وتكتمها عليَّ!!.
 التاجر2: أتمنى أن أعطيك قلبي كصديق،ولكني خاسر لا محاله.
 التاجر1: "صارخاً" هذا هو الموت المزيف، ما عليك إلا الأنتحار.
 التاجر2: ولكني يا حبيبي الغالي العزيز لا أمتلك الشجاعة للأنتحار،فألانتحار له 
  مراسيم وطقوس لا أجدها في نفسي...
 التاجر1: سأهييء لك المراسيم والطقوس..
 التاجر2: ولماذا تصرف أموالك  وتقدمها مجاناً للنائمين حتى الظهر.
 التاجر1: وما لك أنت وأموالي..فأنها تدبر لي بقائي في مكاني..
 التاجر2: أنت عبقري كبير،تصنع من الموت حياة..
 التاجر1: اذاً وافق على الانتحار.
 التاجر2: ولماذا؟
 التاجر1: وافق ولا تسألني..
 التاجر2: أضع نفسي رهينة بين يديك.
 التاجر1: لكن هذا جبن.
 التاجر2: لتسميه ما يحلو لك.
 التاجر1: والجبن هو الخيانه..
 التاجر2: أذهلتني وحيرتني،يا صاحبي لقد تركنا مصيبتنا الأساس خلفنا..
 التاجر1: أنت لا تريد مشاركتي والاتحاد معي.
 التاجر2: وهل يضيف الضعيف شيئا؟!!
 التاجر1: ولكن،لتساهم معي في التفكير..
 التاجر2: وهل نحن في فترة تفكير!!
 التاجر1: تحتاج الى منفذين..
 التاجر2: منفذون!!.."صمت" ها.. نعم،عندي منقذ..
 التاجر1: واحد لا يكفي..نحتاج الى أرتال وارتال.
 التاجر2: لا تعقد الأمر،فهي أمرأه.
 التاجر1: وهنا تكمن العلة يا صاحبي..
 التاجر2: سأمدك بالمال والجاه.
 التاجر1: لا أحتاج اليها،فأنا أبحث عما ينقصني.
 التاجر2: يا لخسارتنا..رجال ثراء وحسب ونسب لا يستطيعون القضاء على أمرأه واحدة.
 التاجر1: وهذا الذي هبط عليها..
 التاجر2: "بأستخفاف" تقصد الرجل.؟
 التاجر1: يا للغباء (صمت) تعال.."يقترب من التاجر الثاني" لنجند الرجل فهو أقرب الناس
 لها.
 التاجر2: "يضحك"
 التاجر1: ولماذا تضحك،إلا ترى أنه يحتل المواقع والاماكن العليا،وهو المقطوع الجذور..
التاجر2: "مستمرا في الضحك" كنت أعتقد أني العاقل فقط،وها أنت تجتر أفكاري.   
التاجر1: كل شيء عندك،إلا الافكار.
التاجر2: ولكني قلت لك قبل قليل عندي منقذ،وكان قصدي هو.. نعم هو الذي قلب موازين
السوق..هو الذي يأخذ ولا يعطيدون أن نراه.. أنه يتداخل فينا،ينمو في
عظامنا،وهو بعيد عنا.
(يدخل الرجل وتبدو عليه الأبهة وهو يرتدي تلك الملابس الفاخره..التاجران 
 ينزويان،لكن الرجل يلمحهما،فيتظاهر بأنه لم يراهما..)
الرجل: "لنفسه" أنهما يتأمران..وسيقضيان العمر كله في التأمر.. وسترث من بعدهم الاجيال
 هذا المرض الخبيث..الانسأجعل اعجازهم تهتزوقلوبهم تطير الى الحناجر.."يرفع
صوته بشكل خطابي" كل الأساليب يجب نسفها وتدميرها،كل الطرق الباليه السخيفه
يجب سحقها،أننا في زمن من تعطل فيه دقيقههلك،ومن غفل ثانيه،فليضع تابوته
 قرب سريره..
(يتحرك فيصبح قريباً من التاجرين اللذان يغطيان رأسيهما
بأيديهم ويديران أدبارهم نحو الرجل..)
  أعدوا كل شيء حسب الخطة المرسومه،أن خطتي لا تقبلالزيادة والنقصان،فهي
 خطة مجرب حكيم." مع نفسه" جميل هذا التظاهر بالمعرفة والحكمة،فأنه يجعل
          للمرء شأن بين الجهلة..
(يبتعد عن التاجرين ..وهو يتابعهما بنظراته)
التاجر1: أتسمع؟!!
التاجر2: لا اسمع،ماذا أسمع؟
التاجر1: أنه يعرف كل شيء عنا..
التاجر2: ومن أين يعرف،ونحن لم نتحدث لأحد بعد!!
التاجر1: لا بد من أحد سربَّ الأخبار له..
التاجر2: حتماً أنت " يخرج من مكانه ويصرخ" هل هذا هو الوفاق؟!!
التاجر1: لا بل أنت الذي كشفت السر يا خائن العهد والاتفاق..
 التاجر2: الخطة في رأسك،وأنت الوحيد العارف بها..
التاجر1: أنت الذي بدأ أول الأمر.
 (الرجل يقترب من التاجرين وهما يتشاجران..
الرجل يشم تحت أبطيهما فيشعران بالخوف.)
التاجر1 : ما هذا؟!!
التاجر2: ماذا تفعل؟!!
التاجر1: من أنت حتى تقترب منا؟..
التاجر2: صعلوك،متشرد..
الرجل: أن الثراء يجعل الصعاليك ألهه.
التاجر2: أستغفر الله.
التاجر1: أعوذ بالله.
الرجل:أشم رائحة مؤامرة تحت أبطيكما.
(يحاول التاجران التحدث،لكن الرجل يسبقهم الكلام)
 أستغفر الله،وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
التاجر1: " يسحب التاجر الثاني" ياللمصيبه،أنه حقاً يعرف كل شيء.
التاجر2:ألم أقل لك..
التاجر1:والأن!!
التاجر2:"يكمل" ماذانفعل؟!!
التاجر1:حقاً نحن غبيان،تاجران غبيان.
التاجر2:هذا معروف.قل لي شيئاً جديداً.
التاجر1:وماذا أقول..أنه سيدنا الأن..
الرجل:(يصول ويدور في المسرح )من أعترف بذنبه،فلا ذنب عليه، وأن الأعتراف بالخطأ
فضيله..والىأخره،ثم بعد ذلكما يحدث،غير قطع الرقاب وزرع السكاكين في
القلوب..
(التاجران يدب الرعب في أوصالهما..فيجريان ويركعان
تحت قدمي الرجل.)
التاجر2:عفوك ورحمتك..
التاجر1:سترك ومغفرتك..
الرجل:" يبتعد عنهما متفاخراً"هذا لا يكفي أيها السادة..فلا الخضوع و الخنوع يفيد في شيء.
فأنا قادر لأن أفشي السر وأجعلكما مع عدد الضحايا الذي لا ينقطع أبداً..
التاجر1:أطلب ما تشاء.
التاجر2:نحن تحت أمرك .
الرجل:أولاً، تلقبوني وأعوانكم بسيد الجميع
التاجران:يا سيد الجميع، يا سيد الجميع
الرجل:ثانياً، نصف أموالكم وأملاككم لي..
التاجران:لك ما تريد..
الرجل:ثالثاً تطيعون ما أقول أنتم وذريتكم..
التاجران:سمعاً وطاعة يا سيد الجميع.
الرجل:رابعاً،تطلقون نسائكم،وتتبروؤن من ذريتكم.
 (التاجران يتبادلان النظرات الحيرى..الرجل
 ينظر لهما ويتظاهر بالسير،فيهرع الرجلان
 نحوه ).
التاجر1:واقفنا على ما تريد،أرفع عنا الفقرة الاخيرة فقط..
التاجر2:أن لفي هذا مذله..
الرجل:لم تتباكون، فأنتم أحرار، لكن رقابكم لن تبقىعلى جذوعكم.
 (ويهم بالخروج..التاجران يجريان خلفه.)  
التاجر1:صبراً،صبراً يا سيد الجميع.
التاجر2:نحن موافقون.
الرجل:حسناً، أنتما حملان وديعان، فالروح، يا صعاليك،
         ليس بعدها من فداء..حسناً والآن لتقسما لي ..
التاجر1:أقسم بشرفي..
الرجل: "يضحك" وهل بقى لك منه شيئاً،إستبدلهذه الكلمة، فهي شائعة الأنتشار وعلى كل
 لسان.
 التاجر1:أقسم بالصداقة..
التاجر2:أقسم بالاخلاص..
الرجل: " يضحك" مساكين..حملان صغيران،لوثهم الظلم فقادهم الى الظلام.. "يصرخ بهما"
لتذهب الصداقة والاخلاص الى قاع المستنقعات. أنا هنا أضعكم في الأختبار،أختبار
الأواني المستطرقه.ففي خضم هذه المشاكل والفوضى، ووسط هذا الدمار والقتل لا بد
أن تختفي الكلمات.
التاجر1:لقد حيرتنا.!! 
الرجل:هل أجزعتكما؟ حيرتمونا قرون كامله، حملناه دهراً غبياًعلى روؤسنا، أفلا تتحملوننا
دقيقة واحدة بلعبة صغيرة تتعرفون فيها على حقيقة أنفسكم؟
التاجر2: بماذا يجب أن نقسم يا سيد الجميع ؟!!
الرجل: تقسمون بالانفاس المزيفة ، والضمائر المكبلة ، وتقسمون بكتل القذارة والنفايات..
         تقسمون بالظلام والخسائس .. تقسمون بالدنائة والخيانة..تقسمون بالقتل والدمار.
  (يقترب التاجران واحد بعد الاخر ويمران من امام الرجل
 الذي يضع على ادبارهم ختماَما..)
الرجل: والان ، وبعد ان اشتريتكما ، اذهبا الى حضائركم، فلسوف يسمح لكما من دون ورقة
 دخول لاني وضعتعلامتي السرية على مؤخرتكما..
                                  ( ويخرج التاجران...)
 ويحل الظلام..

 6-القمة

  (الرجل يدور بشكل سريع في فضاء المسرح ، وقد تغيرت
 الاضاءة والديكورات ، فكل شيء تحول الى قلاع 
وقصور وغابات وحدائق ...)
الرجل: ها هي القمة قد دنت ،وها هو مجدي قد اتضح وعلا،فيا عالم الموت والدمار هلم..
          اشحذ اعضائي وكياني  برائحتك النتنة .. ان فراغا هائلا ينتظركفي داخلي .
فها انذا ابسط نفوذي وازحف نحو ذرى المجد،لاتربع على عرشي المنتظر .
 فكم من الوجوة اتخذ ،وكم من المشاعر اغير واستبدل.ساقطف ازهار الشر من الجحيم
وازرعها في جسدي. ها انذا اعلن:ساجعل من القتل تجارةومن التعذيب صناعة .
ساخوض كل المستنقعات،وساخرجمن دون ان تبتل ثيابيواطرافي.
                              ويحل الظلام

 7-الانف

                   (المراءه تجلس قرب مكتبها..
 يدخل الرجل متظاهرا بالعجلة وهو يشم في ارجا المكان كلة .. المراءة تنظر
 الى الرجل المستمر في شم  المكان.. يبدو على المراءة الضجر ..)
المرأة: اما لك ان تتوقف عن هذة العادة؟!!
الرجل: " مستمرأ في حركته " لولاها لما عشت هذا الدهر كله .
المرأة: تعال واقترب مني.
الرجل: " مستمرأ في حركته " لاتشوشي على ذبذبات انفي.. ودعيني اعمل
المراءه: تعال فان اعمالاً كثيرة في انتظارنا..
الرجل: "مستمرأ في حركته " ياللهول،خطوط كثيرة تحاول عرقلة عملي ،وتحاول منع استلام
الأشارة الواضحة..
(يقترب الرجل من المرأة ويدور حولها مما يبعث القلق
 فيها..يتوقف قليلاً، ثم يصرخ)
مؤامرة..مؤامرة.أني أشم عفونة ؟  مؤامرة.
المرأة: " تنتفض" مؤامرة!! ما من أحد يستطيع زحزحتي
الرجل: (محاولاً أثارة الخوف والهلع في نفس المرأة) مؤامرةكبيرة،ها هي القوات على أهبه
 الاستعداد، وها هي الجيوش وقد احتشدت بكامل عددها وعدتها ..
المرأة:وماذا ترى بعد، أن القلق يدب في عروقي..
الرجل: (بمبالغة أكثر) لا أرى السماء ولا الأرض..
المرأة:أنظر جيداً..
الرجل: يا ويلي..
المرأة:ما بك؟!!
الرجل:الهزيمه..
المرأة:أية هزيمه؟!!.
الرجل:هزيمة الروح والجسد.
المرأة: "تصرخ" يا لخيبتي، انها الخسارة لا محالة..
الرجل:واية خساره، أنها النهاية السوداء.
المرأة:ويحك، لقد هشمت عزيمتي، أني الوذ بك منجداً ومخلصاً.
الرجل:أتركيني، أنها لك وحدك..فهي قادمة من أقربالناس أليك..
المرأة:من هم؟!!
الرجل:التاجران..
المرأة:سأقاطعهما..
الرجل:فات الاوان..
المرأة: سأتصدى لهما..
الرجل:أنت الان وحيدة في ساحة عارية.
المرأة:وأنت؟!!
الرجل:أنا!! ماذا تنتظرين من بائس أن يفعل!!
المرأة: سأجعل منك شيئاً..
الرجل: وهذا لا ينقصني..
المرأة:سأمنحك السيادة والجاه.           
الرجل:هذا أول الغيث..
المرأة:امنحك عقلي..
الرجل:حسناً، أسرعي في تقديم الطعام، فأنا جائع..
المرأة: "ترتمي على الرجل" خذني بين ذراعيك حبيبي.
الرجل: "يبعدها" لا أريد عذابات الأرتباط، فأنا  طائر في الليل وفي النهار.
المرأة: حسناً أطلب ما تريد.
الرجل: ذلك وعبوديتك لي..
المرأة: "منتفضة"، ماذا؟!! صعلوك متشرد..  ذليلاً من طرقات الفقر والجوع ألتقطتك..
          وملأت شباكك رزقاً وفيراً.. صنعتك قطعة.. قطعة وزرعتك في الحديد الصلب فما لك
    لا تنصهر في أحشائي ونحفر بدلاً من الخندقين ..خندقاً
الرجل: لك حرية الاختيار..
المرأة:وما هو الاختيار؟!!
الرجل: بين الموت والعبوديه.
المرأة: يا لخيبتي وتعاستي..هاهي نفاية الذاكرة تمتلك قواعد اللعبه.
الرجل: أنت تسقطين في مستنقع خندقك، أنتَ بحاجةلأن تفهمي تشخيصي،فأمامك العبوديه
وورائك الموت..
(يتحرك الرجل ليصعد السلم..المرأة تجري خلفه)
المرأة: (وهي تهز السلم) هيا،احمل سوطك واضربني يا عزيزي،وانظر كيف أتمتع بأكبر
 اللذات من الألم...أن نبضييقيس الزمن الذي يمضي، تماماً كنبضك.
الرجل: مهرجان كبيرة من الاقنعة الملونه..والان عليك تقمص روحاً تجعل الحكماء حميراً، لا
بد أن تفعليها،حتى يكون السيف قد سبق الغدر..أذهبي،فأني وضعت ختمي على
مؤخرتك
 " تخرج المرأة.."
 ويحل الظلام  


  8- الحلم ثانيه

الرجل يتوقف عن الحركة..ترفع يداه ثيابه القديمهالوسخه..
يحتضنها..ينزل السلم..يدور في المسرح..
الرجل: يا لغبائي.. لقد أنصهرت روحي في نتانتهم،وغابعن بالي حلمي الجميل.. خائن
أنا..لأن من يخون  حلمه، سيخون شرفه..
 (يدور في المسرح وهو يقلب ما يصادفه من أشياء..)
        اين أضعت صخرتي.. لا بد من أحد سرقها،من سرقها؟؟ ومن سرق حلمي، لا بل
 حياتي. .
                         (يعثر بالقرب من مكتب شركة المرأة على كومة من  تراب وحصى
صغيرة..يرفعها بيديه.. ويطمر  وجهه في التراب ويبكي.."
        تعال يا حلمي..ها أنذا افتح اشرعتي في بحر الحب والوئام.. فتعال يا حلمي.. رغم أنهم
هشموك ودمروك.
" يغمض عينيه ويتوسد التراب وينتظر..."
        ماذا !! أين هوذلك الحلم الجميل، لماذا لا يأتي.. ها أنذا، انفض تراب الموت
       عني...ها أنذا أغتسل بماء الحب  فتعال.. تعال يا حلمي..
 " يغمض عينيه ثانية وينتظر..." ينهض صارخاً مناجياً"
         آه.. لقد قتلت نفسي بنفسي..
"يبكي بمراره.."
من يستطيع أخراجي من هذه الشرنقة الضالة، من يستطيع أن يحرك هذا الجزء الصادق
       في النفس البشريه...من يستطيع أن يضع الخطوات على طريقها.. من !! من!!
" يتوقف جامداً في مكانه مستغرباً،ينظر فيما حوله.."
   هل أسمع بكاءاً، من يبكي؟ أرجل أم أمرأة .. نعم، لماذا يبكي الناس، هل فاتهم شيء "
  "يضحك"حسناً،فأنت أذا فاشل وما عليك إلا الانتحار. نعم، فالانتحار أهدأ وأسهل من البكاء..
 " يتأفف ويبدو عليه عدم الرضا مما قاله..يا لي من مسكين مأساوي، يتوهم الأشياء،
ويتصورعوالم غربيه، ما لي وبكاء الناس..ليبكوا حتى تنفجر روؤسهم النتنة..
    " ينتبه الى نفسه " تحرك يا رجل،وأدرس جبهاتك  فالطريق لا زالت طويله.. والأعداء
يتكاثرون كالذباب..
 "ويخرج مسرعاً"
(ويحل الظلام)

    9-المبارزة

(أضواء ملونة تنطفيء وتشتعل...
المرأة والتاجرالاول يرقصان في فضاء ملون..)
التاجر1: يا فتاتي، أني مغرم صبايا..
المرأة: اذوب فيك حبأ لاغتسل برائحتك .
التاجر1: يا حبي الاول والاخير..
دعيني امتشق الغيوم بيتا..
           والنجوم قناديل..
           ولتضيء دربي
          أشعة عينيك حبيبتي ..
المرأة: عيناك قناديل قلبي.
         وشفتاك بيتي..
 خذني ، واطوي الأرض
 بجسدي الملتهب
  حباً،
         شوقاً، موتاً..
                 (يدخل التاجر الثاني...
                  تتغير الأضاءة.. لا شيء على المسرح، فهو فارغإلا من الشخصيات الثلاث...
تنفر المرأة من بين يدي التاجر الاول، وتندفع باكيه لترتمي على صدر التاجر
                الثاني...)
 المرأة: لقد أغتصب طهارتي وبكارتي..خذ بثأري فأنت الأقوى.
التاجر2: يا خائن العهد.
التاجر1:يا خسيس المؤامرات والمكائد.
التاجر2:يا أبن الزانيه...
التاجر1:يا مأوى العاهرات .
التاجر2: "يصرخ بقوه" لقد حق عليَّ قتلك..
(ويجري مسرعاً الى عمق المسرح ويسحب سيفاً)
التاجر1:من أجل البقاء آقاتلك..
 (يهرع ويسحب سيفاً..)
 (يبدأ الرجلان بالمبارزه..)
المرأة: لنكْتُبْ هذا: لقد تاه المسافر.. والشمس قد غابت، وما بقىمن دليل، فالسماء ملبدة بغيوم
سوداء، نعم المسافر قد تاه، فبماذا تفكر.. قد تخطر فكرة الموت أولاً،
 وهل من سواها؟ ..فالطبيعه تضع شريطاً بين المرتفع والمنخفض ،بين السائل
والمسؤول..
 (تلتفت المرأة الى التاجرين وهما يشعران بالتعب
والأرهاق من المبارزة...)
المرأة: لكم أنتما تعيسين، بائسين، لا تجيدان القتل السريع..
 "تذهب في أحدى زوايا المسرح وتأتي بمسدسين"
          توقفا..
 "يتوقف التاجران وتسقط من أيديهم السيوف.. ترمي لهما بالمسدسين.."
المرأة: والان من بقى حياً، فأنه لي..

"يطلقان النار،فيسقط الأثنان صرعى "
         ليكتب هذا : الشرف كذبه واستهزاء، والعقاب يعنيكلمات .. كلمات
"يدخل الرجل مسرعاً ويقف فوق الجثتين، المرأة تجري
مسرعة وتقف خلف الرجل...
الرجل: هاهوصولجاني "يرفع قميصه الممزق " وهاهووزيري"يرفع بنطلونه العتيق "
وهاهي  مملكتي "يؤشر بأتجاه المرأة " تعالي واجلسي امامي..
 "يجلس الرجل على جثة والمرأة على جثة اخرى"
الرجل:  والان ..لنلعب الشطرنج..
 ( يبدأن في ترتيب الادوات بتمثيل أيمائي )
حسنا،هل تضعين رهانا؟
المرأة: أن لا أخبر السلطان عنك يا يوسف ..
الرجل: "يضحك "هذا قرن الاسرار المكشوفة .
المرأة : أن لا أتحدث عن ماضيك يا نعمان
الرجل: ولماذا تحرمي الاجيال من لعبة تقليب الاوراق..
المرأة :أن أفقأ عيني واقطع لساني يامنصور..
الرجل: "يصرخ بوجه المرأة " بكم اسم تناديني ..
المرأة : كان واحداً ، واصبح الان مليون ..
الرجل: "يضحك وينظر للشطرنج" والان..الملك في خطر .
المرأة: بل قل مات الملك .
 " ينهض الرجل بقوة ويمسك المرأةمن رقبتها ويسحبها بعيدا عن الجثتين.."
الرجل: أين أرضي الخضراء؟؟
المرأة: ابارومصانع تحولت..
الرجل: يالهولي ،أي حياة أعيش أنا..واين أولادي .
المرأة: "تؤشر للجثتين " قتلتهما بأمر منك ..
الرجل: ياللعار ،أي انسان تحولت ..ماذاجعلت مني بفعل فضيحتك ونكرانهم لي "يؤشر تجاه
       الجثتين" والان اختاري ،اي نوع من القتل ترغبين .
المرأة: ويحك يا هذا، أنا أم أولادك..
الرجل: لا تتوسلي، أني قاتلك لا محاله..
المرأة: ما لك والعجله، دعنا نتفاهم..
الرجل: اخشى التأخير في التنفيذ، فأنه قاتل صاحبه.
المرأة:أرجوك، لا تفعل..فأني أريد قبلهُ.  
الرجل: قبله أم كذبه..
المرأة: قبله واحدة تمتد طول الموت معي...
الرجل:حسناً،خذيها..
( تتقدم المرأة نحوه وتغمض عينها، فيستل سيفاً ويغرسه في
 قلبها.. فتسقط فوق الجثتين ...
  " الرجل يبتعد عن الجثث.. وهو أقرب الى الجنون"
الرجل: أريدحلمي.. كفاني شقاءاً وعذابا.. " يصرخ" خذوا كلشيء، واعملوا لي الشلال
والبحيرة، هاتوا لي الاشجار ذات الاغصان الخضراء المتدليه.. أريد حلمي..
 ما لكم لا تتحركون، اما من أحد قادر على أعادة الاحلام  لأهلها الشرعين.. سأدفع
كل ما أملك.. سأعطيكم ما تريدون  فقط حلمي يعاد..
" يدور في المسرح وهو يصرخ "
 أين أنتَ لم هجرتني.. عدْ لي، ولو مرة واحده..لحظه واحده..
يا ويلي.. هجرة داخل هجره.. فماذا عساي أن أجد  في هذه الهجرة...(صمت)
 اني اكتب
تاريخي على جلدي
ما بين اثار السياط
وارسم وجوه احزاني
بأصفادي
 وابني شواهد موتي
بقيح جراحي
فتصرخ الجدران
 بأنين كلماتي
 حينها تصبح شاهداً
على فرح نهاياتي
                   (يدور في المسرح مجنوناً متعباً، حتى يسقط من التعب
على الجثث،يسحب سيفاً ويغرسه في بطنه.
الرجل: عسى أن أجد حلمي بموتي..
 "يرمي السيف ويبتعد عن الجثث"
غداً سنسمع الأغاني والزغاريد أما على بيان حب
      لأنسان أنتزع حريته، او على بيان موت أنسان
     مدمر فقئت عيناه قضبان حديد وسجنت روحه
    في سراديب تصلح للكلاب فقط..
 "ويسقط على الأرض ميتاً"
ويحل الظلام أخيراً.......     

 بغداد
21/3/2001 





0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption