أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 31 يوليو 2019

المعرفة وعلاقتها بالظاهرة المسرحية / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية

  المعرفة وعلاقتها بالظاهرة المسرحية  / محسن النصار                                         
عندما نتناول المعرفة وعلاقتها وبالظاهرة المسرحية على وجه الخصوص تضعنا المعرفة امام عملية عقلية تعتمد على مجموعة من القدرات تتميز بعدد من الخصائص والتي تشكل إضافة جديدة للمعرفة البشرية في ميدان الفن وخصوصا المسرح , فهو فكر وفلسفة تناوله الفلاسفة والمفكرين منذ أفلاطون وارسطو حتى العصر الحديث، وقد تحدث عنه فنانون وشعراء وادباء عاشوا تجربة الإبداع الفني والمسرحي وقدموا روائع مؤثرة في الوجود الأنساني. والمعرفة ثلاثة أنواع رئيسة هي المعرفة الحسية التجريبية
والمعرفة الفلسفية , والمعرفة العلمية , وقد اتفق كل من المذهبان الحسي والعقلي على الحواس باعتبارها مصدراً للمعرفة

والمَعْرِفَة هي الإدراك والوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل المجرد أو عن طريق اكتساب المعلومة عن طريق فهم العقل للتجربة أو الخبر، أو من خلال التأمل في طبيعة الأشياء وتأمل النفس أو من خلال الإطلاع على تجارب الآخرين وقراءة استنتاجاتهم، المعرفة مرتبطة بالبديهة والبحث لاكتشاف المجهول وتطوير الذات وتطوير التقنيات

والمعرفة الفلسفية أو التأملية وتعتمد على التفكير والتأمل في الأسباب البعيدة .                        
إن كلمة معرفة تعبير يحمل العديد من المعاني لكن المتعارف عليه هو ارتباطها مباشرة مع المفاهيم التالية:المعلومات، التعليم، الإتصال، والتنمية ,والثقافة ,والفلسفة

فنظرية   المعرفة عند ارسطو  تعالج  علم الجمال الارسطي فيجمع بين الفن والعلم في اكثر من جذر واحد ففي نظرية المعرفة يجمع بينهما في مرحلتين من مراحل المعرفة ان العلم والفن يبدأ تاريخهما في الممارسة الذاتية من نقطة واحدة هي الاحساس ثم يلتقيان في المرحلة التالية للاحساس وهي مرحلة تكوين  التصور

(( إن تصورات النظرية المعرفية لا تقوم على بنية منغلقة ذَّات توجه آحادي في العلوم ذات المبادئ التجريبية، فقد أرست نظرية المعرفة بما يمكن وصفه بالمباديء المستقرةـ حتى لا تفقد المعرفة المنطق الذي يفسر غاياتها حيثما بلغ الوعي بقيمة الحوار مبلغاً تخففت معه القيود التي تؤدي إلى تعصب يتنافي مع الطبيعة الانسانية المعرفية ))(1)

وفي تحديد مذهبه الفني ينطلق ارسطو  من فكرة محاكاة الطبيعة لانه يرى ان من خصائص الفن تحويل كل شيء في الطبيعة والحياة حتى البشاعات فيهما الى شيء جميل تنعكس انعكاسا فنيا كاملا وصحيحا تصبح عنصرا جماليا ولكي تصبح البشاعة الواقعية جمالا فنيا لابد للفنان ان يستند خلال عملية الخلق الى الوضع المحتمل في الشيء اي الى ما يمكن ان يكون لا الى ما هو كائن بالفعل فحسب ذلك يعني ان فكرة محاكاة الطبيعة في مذهب ارسطو لا تجري مجرى المذهب الطبيعي في الفن لان (ارسطو) لا يرى ضرورة تصوير الواقع كما هو في لحظة عملية الخلق بل يرى ضرورة ان يكون الفنان قادرا على تحديد المحتملات  وارسطو  ((يوجد عند ارسطو في فن الشعر الذي يتجنب التفسير الترميزي بوصفه دفاعا , ويؤكد على الأثر العاطفي للشعر بوجه عام وللمأساة بوجه خاص , فيصل بذلك الى مبدأ التطهر الشهير ))(2) 

يحدد بناء قاعدة جمالية للمسرح فيؤكد
((المأساة إذن هي محاكاة فعل تام , لها طول معلوم , بلغة مزودة بألوان من التزيين تختلف وفقا لأختلاف الأجزاء , وهذه المحاكاة تتم بواسطة اشخاص يفعلون لابواسطة الحكاية وتثير الرحمة والخوف في نفوس المشاهدين , فتؤدي إلى التطهير من هذه الأنفعالات .
واللغة  المزودة بألوان التزيين تلك التي فيها ايقاع ولحن ونشيد , وأقصد بقولي تختلف وفقا لأختلاف الأجزاء , ان بعض هذه الأجزاء تؤلف بمجرد استخدام الوزن , وبعضها الآخر بأستخدام النشيد , ولما كانت المحاكاة إنما تتم بأشخاص يعملون فبالضرورة يمكن أن نعد من أجزاء المأساة : المنظر المسرحي ثم النشيد "الموسيقى " , والمقولة , فأن هذه هي الوسائل التي بها تتم المحاكاة , وأعني المقولة تركيب الأوزان نفسه , اما النشيد فله معنى واضح تماما , وفي ناحية أخرى لما كان الأمر أمر محاكاة فعل , والفعل يفترض وجود أشخاص يفعلون , لهم بالضرورة أخلاق أو أفكار خاصة , لأن الأفعال الأنسانية تتميز بمراعاة هذه الفوارق , فأن ثمة علتين طبيعتين تحدان الأفعال وأعني : الفكر والخلق والأفعال  هي التي تجعلنا ننجح او نخفق , والخرافة هي محاكاة الفعل لأنني أعني بالخرافة تركيب الأفعال المنجزة , وأعني بالخلق مايجعلنا نقول عن الأشخاص الذين نراهم يفعلون أنهم يتصفون بكذا وكذا من الصفات , وأعني الفكر كل مايقوله الأشخاص لأثبات شئ أو للتصريح بما يقررون ))(3)
ففكرة المسرح  وأفعاله مرتبطة بالوعي الجمالي والخبرة الجمالية الأدائية للممثل فهو محور نظم العلامات وحامل الخطاب المسرحي والوسيط المسؤول عن توصيل رسالة العرض إلى المتفرج عبر عمليات متعددة يعيها هذا الأخير بفكره وإدراكه بحواسه.
فمهمة الممثل هي التعبير وقدراته الإبداعية يجب أن تكون موجهة نحو التجسيد بأسلوب جمالي ((فعندما ينطق شخص ما بطريقة أدائية فهذا لا يعني أنه يلقي ببساطة عبارة ما، بل إن الشخص هنا يؤدي فعلا ما"))(4 ) فيجسد التعبيرات الدرامية والانفعالية صوتا وحركة ومرتكزا على بواعث ذاتية وموضوعية نلمسها من خلال الأداء السمعي  والحركي والبصري .
 ((يتصور بليخانوف أن علم الجمال المادي يتحرك على أرضية التاريخ وصراع الطبقات، ويدرس تبدل الأذواق والمثل العليا والتصورات الجمالية عبر التطور الاجتماعي، فالفنون مرتبطة بالمجتمع تعكس وتعبّر عن السمات
النوعية لفئة اجتماعية معينة في زمان معين، وتتعلق شتى البنى الفوقية
الايديولوجية ))(5 ).
ان نشوء الظاهرة المسرحية في بلاد اليونان كان لها جذورها وطقوسها الدينية  وتقاليدها وتربيتها كظاهرة مسرحية ا نشأمنها المسرح وجمهوره على حد سواء؛ أما العرب ، وعلى الرغم من امتلاكهم لأكثر من ظاهرة مسرحية، تبلوت في مجتماعتنا العربية  لكنها   ظلت الظاهرة نفسها بلا تقاليد ,واسس لتطويرها نحوالأفضل بينما كانت 
(( القضية في المسرح الأرسطي القديم قضية جبرية ؛ حيث الفعل هو أهم أساس قامت عليه نظرية المحاكاة الأرسطوية بعكس نظرية المحاكاة الأفلاطونية التي ألحت على ( محاكاة الفكرة المثالية المطلقة) فتلزم الفنان يمحاكاة ظل الصورة الأصلية المحفوظة في عالم الغيب . والفعل الدرامي أو الفكرة المطلقة كلاهما سابق الوجود( نظرية الماهية أسبق من الوجود) فالفعل بيد الغيب ( القدرة الإلهية) وما علي الإنسان إلا تجسيده ؛ وهذا هو جوهر الفلسفة المثالية عند أفلاطون وعند أرسطو؛ التي تقف عند حدود تبرير الوجود باعتباره المعطي الإلهي الدي نعيشه ونتفاعل معه على طريقتنا حتى نمضي فيعيشه من يأتي بعدنا ويتفاعل معه على طريقته إلى أن يمضي . وفي التبرير ثبات لظواهر ذلك الوجود على هيئته المعطاة .
ولا شك أن المسرح باعتباره فن الإتصال الجماهيري الحاضر هو ابن عصره يتغير بتغير العصر ،
وكدلك الفكر الفلسفي هو ابن عصره أبضا .))(6)
فكانت للمعرفة والفلسفة  تأثير  في خلق أجواء ساهمت في تطور الفعل المسرحي نحو الأفضل .


المصادر 
---------------------------

أنظر : الحوار و نظرية المعرفة - ناصر السيد النور - صحيفة  التحرير - 9 / 5 / 2017(1)

 (2)أنظر : جون ماكوين - موسوعة المصطلح النقدي - الترميز - ترجمة عبد الواحد لؤلؤة - دار المأمون للترجمة والنشر - بغداد -1990- ص 25

 (3)أنظر :   فن الشعر – ارسطو طاليس – ترجمة وشرح وتحقيق :عبد الرحمن بدوي – القاهرة – مطبعة مصر – مكتبة النهضة المصرية – ص18- ص 19
 (4)أنظر : مارفن كارلسون: فن الأداء، مقدمة نقدية، تر: د/منى سلام، مركز اللغات والترجمة، أكاديمية الفنون، ص29.

 (5)أنظر : الفن والتطور المادي للتاريخ , جورج بليخانوف , ترجمة جورج طرابيشي- دار الطليعة بيروت طبعة 1 - 1977ص22

أ(6)أنظر :  أبو الحسن سلام - التكوين المعرفي في المسرح بين النظرية ومناهج الإخراج
الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5


الثلاثاء، 30 يوليو 2019

مدير عام دائرة السينما والمسرح د.أحمد حسن موسى : تحيطني جملة من المقترحات التطويرية للفعل الفني

مجلة الفنون المسرحية
مدير عام دائرة السينما والمسرح د. احمد حسن موسى

مدير عام دائرة السينما والمسرح د.أحمد حسن موسى : تحيطني جملة من المقترحات التطويرية للفعل الفني 

حاوره :  جبار النجدي - الزمان

ان دائرة السينما والمسرح بوصفها مكونا ثقافيا عريقا يزخر بفضاءات التحليق الأبداعي في مجالات ابداعية شتى تستحق الوقوف عندها وتفحص ماتنتجه هذه الدائرة في ميادين السينما والمسرح والفنون الشعبية لذا كان لنا هذا الحوار مع مديرها العام الدكتور احمد حسن موسى :

{ بمناسبة توليكم وظيفة مدير عام دائرة السينما والمسرح : تصوراتكم وخططكم بشأن تطوير عمل الدائرة على مستوى المسرح والسينما والفنون الشعبية ؟

– حينما تعيش وتتعايش داخل اي بيئة فأن عشرات الافكار تطرق مخيلتك وتحاول ان تجد مكاناً لها داخل مساحة العمل ، وهذه الافكار هي وليدة المشاهدة والمشاركة معا لهذا اجد نفسي وقد احاطتني جملة من المقترحات التطويرية للفعل الفني داخل المؤسسة ، واعمل مع فريقي الذي انتخبته منطلقاً من الفكرة واتجه معهم الى اليات تنفيذها واقعياً داخل مساحة العمل ، لان المثالية او التهور هو ما ادى الى تراكم التوقف داخل هذه المؤسسة المُشعة ، واحاول ان اسلخ من تصوري انني مخرج مسرحي ، او انني انتمي للحراك المسرحي ، لان مجرد الانصهار في فكرة المسرح ستجعلني منحازاً الى المسرح ، مما سيؤثر سلباً على السينما والفنون الشعبية ، لهذا اضع نفسي داخل مثلث الدائرة ، واحاول ان تكون منطلقاتها واحدة ، ومناهجها متقدة بذات الدرجة ، فالورش والمهرجانات والموسم النصف سنوي ، تتوزع فيما بينهم بالتساوي.

{ هل في النية العمل على تطوير الناحية الإدارية والمالية والموارد البشرية وكيف ؟

– لا يخفى عليكم ان هذه المؤسسة العريقة تم تصنيفها كشركة عامة وخاضعة للتمويل الذاتي ، كأي مصنع او شركة تجارية ، وهذا التصنيف قد القى بظلاله على التطور (الاداري – المالي) واصبحت هذه الدائرة طاردة للكفاءات الادارية والمالية ، بحكم ذلك التصنيف ، وتفقد سنوياً عشرات الخبرات عن طريق احالتهم الى التقاعد وتلغى درجاتهم الوظيفية لصالح وزارة المالية ، ولا تعويض امام هذا الفقدان ، بل ان القرار الاخير قد حكم عليها بالإلغاء كمؤسسة فنية عام 2022   بوصفها شركة خاسرة لا تستطيع ان تغطي مرتباتها الشهرية ، وهذه الزاوية التي وضعنا فيها تمثل انكساراً للثقافة العراقية الاصيلة ، ونحاول بشحة الكادر ان نوازن الفقدان الحاصل لكن ولأعترف لكم بصعوبة كبيرة .

خطة طموحة

{ على مستوى المحافظات وعلى وجه أخص البصرة ، هل لديكم خطة طموح وكيفية دعمها ؟

– بغية الانفتاح على النشاط الفني العراقي وبعيداً عن فكرة المركز ، وبعد استحصال موافقة ودعم الدكتور عبد الامير الحمداني وزير الثقافة ، تدعو دائرتنا كافة الفنانين في مدننا الحبيبة الى المساهمة في احياء ليال عراقية تحت مسمى (ليالي البصرة – ليالي نينوى – ليالي اربيل – الخ) عبر تقديم (عرض مسرحي – خمسة افلام قصيرة) ، على ان تتشكل لجنة من 5  افراد تمثل المدينة نفسها (القصور الثقافية ، رئيس فرع النقابة ، كلية الفنون ، مخرج مسرحي ، مخرج سينمائي ، منظمات المجتمع المدني ، الخ) ، لانتقاء المنجز الاهم والذي يعبر عن ابداع المدينة ، والاحتفاء بهم على صالة المسرح الوطني ، اضافة الى تكريم الوزارة لثلاثة فنانين متميزين من المدينة ، وستتكفل الدائرة بالنقل والاقامة والضيافة ..والبصرة كما هي بغداد تعاني شحة الكادر ، لكن هذا النقص يدفعنا الى خلق مناخ جاذب لموسم متقد ومهرجانات نوعية ، وقد تناقشنا بخطة نصف سنوية تلبي هذا الطموح ، ولست هنا في محل الاعلان عنها لأني شخصياً اؤمن بالفعل المتحقق على الارض ، فهو وحده من له حق الاعـــلان عن نفسه .

{ النشاطات الخارجية على مستوى الوطن العربي والعالم ومشاركاتكم المستقبلية بهذا الاتجاه ؟

– لست غائباً عن المهرجانات الخارجية ، وادرك اليات عملها ، لذلك تناقشت مع زملائي في اللجنة الفنية المشكلة من ابرز فناني الدائرة ، واشركت معهم اسماء بارزة في جامعتي ( بغداد – المستنصرية) للتداول مع المهرجانات المهمة وترشيح العروض المتميزة ، هدفنا ان ننفتح على العالم لإظهار المهارات الفنية والابداعية العراقية دون حدود .

{ هل ستعيدون مهرجان المسرح العراقي السنوي ومهرجان المسرح العربي ؟

– سننطلق من مهرجان منتدى المسرح وهو يجتذب الطاقات الابداعية الشابة وفي جميع المدن ، لخلق جيل مسرحي جديد وفاعل ، اما مهرجاننا الدولي فنحن نهيئ له في الشهر الثــــاني من عام 2020   وبنفس موعده الســـــابق ويحمل اسم مهرجان بغداد الدولي للمسرح .

فتح دورات

{ هل ترون ان الوزارة قادرة على فتح دورات لجميع التخصصات ولاسيما الفنية منها وتفعيل المعايشة للفنانين مع دول اخرى ؟

– بالتأكيد فهذا هدفها ، وتحمل في استراتيجيتها تفعيل دوائرها المتعددة ، وتفعيل الطاقات الابداعية عبر الورش التخصصية ..

{ متى تتمكنون من الحصول على كوادر تخصصية من كلية ومعهد الفنون وتعيينهم على ملاككم بشكل سنوي لأدامه مواردكم البشرية بعناصر كفؤة؟

– حينما نستكمل اقرار قانون دائرة السينما والمسرح ومغادرة فكرة الشركة او التمويل الذاتي ، وننظر الى ان الثقافة وزارة سيادية وغير خاضعة للربح او الخسارة .

{ هل انتم متفائلون بالإدارة الجديدة لدائرة الفنون في البصرة ؟

– التفاؤل مرهون بالإنجاز ، والانجاز مرهون بالرغبة والفعل والدعم ، انا شخصيا انتمي الى البصرة كما الى بغداد ، واجزم بان الطاقات التي تمتلكها البصرة قادرة على التواصل والابداع والتجريب بأعلى مستوياتها.

{ ماهو دور العالم الآثاري د عبد الأمير الحمداني وزير الثقافة وتوجهاته في دعم دائرة السينما والمسرح مع ذكر الخطوط العريضة لهذا الدعم ؟

– الدكتور الحمداني شخصية متفهمة لعمل الدائرة ، ويحمل طاقة ايجابية تبعث على العمل اضافة الى منطلقه المعروف في تفعيل مفاصل الثقافة ، انا شخصيا احظى بدعم كبير منه فيما يتعلق بمقترحاتي التطويرية ، واجزم ان الثقافة بإدارته ستحقق نقلة مهمة.

مهرجان العراق الوطني للمسرح.. كيف نُريدهُ؟

مجلة الفنون المسرحية


مهرجان العراق الوطني للمسرح.. كيف نُريدهُ؟


د . بشار عليوي - الصباح 

استبشرَ جميع المسرحيين العراقيين في عموم المدن العراقية من اقليم كُردستان حتى البصرة ، بالشروع في إقامة (مهرجان العراق الوطني للمسرح ) بدورتهِ الأُولى للفترة من 5 الى 11 تشرين الثاني المقبل ، لأنهُ مهرجان عراقي بشموليتهِ وليس بغداديا ، وهذهِ جُزيئة مُهمة ومفصلية ينبغي أن توضع في حُسبان مُنظميهِ ، لذا فأن لهُ الكثير من الأهمية بالنسبةِ لجميع المسرحيين في عموم مُدننا العراقية بالإضافةِ الى العاصمة بغداد ولأسباب شتى ، لعلَ أبرزها عدم تنظيم مهرجان خاص بالمسرح العراقي مُنذُ سنوات وهذا حرمهم من فُرصة التواجد سوية في مهرجان يجمهم ، فضلاً عن كوّن الجهة المُمولة لهذا المهرجان هي «الهيئة العربيةِ للمسرح» التي اعتمدت سياق عمل جديد ضمن مُجمل مشاريعها الرائدة مُتمثلاً بإقامة مهرجانات مسرح وطنية في بلدان العالم العربي ممن لا تمتلك مهرجانات خاصة بها وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة ، إذ يقف العراق في مُقدمة تلكَ البلدان التي لا يوجد فيها مهرجان مسرحي قارّ ومُستمر من بعد سنوات عِجاف تمثلت بالحرب على عصابات داعش الإرهابية، وما تلاها من إرباك للحالة الأمنية العامة، وتقشف مالي حاد في عموم مفاصل الدولة العراقية أرخى بظلالهِ على المسرح العراقي. لذا يأتي تنظيم (مهرجان العراق الوطني للمسرح) بدورتهِ الأولى من قبل نقابة الفنانين العراقيين والهيئة العربية للمسرح حائزاً على هذا القدر من الاهمية بالنسبةِ لجميع الأطراف (الهيئة /النقابة/الوزارة /المسرحيين) ، 
لأن مُجرد اقامة المهرجان هي رسالة سلام واطمئنان واضحة وبليغة بأن العراق استردَ عافيتهِ وعادَ من جديد ليحتضن أشقاءه العرب ، هذا إذا ما طُبقت وبمهنية عالية بعيداً عن أية شخصنة لفعاليات المهرجان ، رؤية الهيئة العربية المسرح في أن تُمثلْ فيهِ جميع المحافظات العراقية لأن هذا هوَ الهدف من تنظيمهِ والذي تتوخاهُ الهيئة في لم شمل المسرحيين العراقيين من جميع المُحافظات العراقية داخل بغداد السلام والمحبة.
 لقد شَرعتْ نقابة الفنانين العراقيين مشكورةً وبجهود قيّمة يُشارُّ لها بالبِنان بعد اقامة المؤتمر الصحفي في القاهرة على هامش مهرجان المسرح العربي الـ11 في كانون الثاني الماضي الذي شهد توقيع اتفاقية التعاون مع الهيئة لتنظيم المهرجان ، بمجموعة خطوات بدأتها في عقد لقاءات وحوارات ومشاورات عامة بُغية التهيئة للمهرجان ، لكن تلكَ اللقاءات والحوارات اقتصرتْ فقط على المسرحيين من سكنة العاصمة من دون مسرحيي باقي المُدن العراقية!  رُغم أن المهرجان معني بهِ جميع المسرحيين العراقيين ، فالمحافظات فيها الكثير من الأسماء المهمة التي لها حضور ليسَ فقط عراقياً وإنما على مُستوى المشهد
 المسرحي العربي . 
 وأعلنت النقابة عن بدء استقبال طلبات الفرق المسرحية العراقية من جميع أنحاء العراق تنتهي المهلة نهاية هذا الشهر، وأبرز ما جاءَ في هذا الاعلان (ان يكون العرض المسرحي المقدم منتج خصيصاً للمهرجان ) وهذهِ مزية تُحسب للمهرجان ، لكن خطوة قيام لجنة المشاهدة لاحقاً وفقاً للإعلان الرسمي بتقدير إنتاجية مالية تكون مُلزمة لإدارة المهرجان لكُل عرض مُشارك على حدة ، ستكون كيفية وليستْ موضوعية وينبغي إعادة النظر فيها ، فعمل لجان المشاهدة عادةً ما يكون مُقتصراً على تبيان صلاحية الأعمال للعرض من ناحية خطابها الجمالي وتوافقها مع اشتراطات المهرجان ، كما يجب أن يكون معيار الجّدة والجَدية والابتكار هو الحاسم باختيار مخطوطات الكُتب الخاصة بالمسرح العراقي التي ستكون اصدارات المهرجان ، وإذا ما أُريدَ وبشكلَ واضح لا لبسَ فيهِ العمل بشفافية تامة تُبعد أية تأويلات وتقولات بسبب خصوصية الوسط المسرحي العراقي ، أن يُصار الى عدة خطوات مهمة نوجزها بما يأتي :
1 - التعامل مع جميع مفاصل وفعاليات المهرجان بوصفهِ مهرجاناً مسرحياً عراقياً وليسَ بغدادياً.
2 - الكشف المُبكر وبشكل رسمي عن أسماء اللجان العراقية وهي ( اللجنة المُنظمة للمهرجان / لجنة المُشاهدة الخاصة بالأعمال / اللجنة الخاصة باختيار المخطوطات لطبعها ككُتب ضمن اصدارات المهرجان  /لجنة اختيار النُقاد المُعقبين ) .
3 - أن تضم جميع تلكَ اللجان أعضاءً من المحافظات العراقية بنسبة تمثيل توازي حضور المسرح العراقي الكبير في تلكَ المحافظات .
4 - أن تقوم وزارة الثقافة بجميع تشكيلاتها بشكل عام ودائرة السينما والمسرح بشكل خاص ، بجميع أنواع التعاون عبر وضعَ جميع المسارح التابعةِ لها تحت تصرف اللجنة المُنظمة للمهرجان وتذليل جميع العقبات أمام العروض المُشاركة .
5 - تشكيل مركز صحفي واعلامي دائم  للمهرجان مهمتهِ اصدار بلاغات صحفية دورية تتضمن وبشكل شفاف ما تم إنجازهُ من عمل سواء على مُستوى التحضيرات واستقبال العروض أو المخطوطات .. وغيرها ، وإيصال تلكَ البلاغات الصحفية الى الفضائيات العراقية والصُحف اليومية والمجلات والمواقع الالكترونية المسرحية المُتعددة ووسائط التواصل الاجتماعي. 

مخرجة أردنية تطرح قضية الإيمان على خشبة المسرح الروسي

مجلة الفنون المسرحية
مشهد من العرض 

مخرجة أردنية تطرح قضية الإيمان على خشبة المسرح الروسي


تقدم المخرجة، نادية قبيلات، عرضا مسرحيا بعنوان "والدي هو بيتر بان"، تطرح من خلاله أسئلة وجودية على الجمهور الروسي، الذي يتعرف عليها للمرة الثانية من خلال أعرق المسارح الروسية.

كانت المرة الأولى لقبيلات حينما حاز عرضها المسرحي الأول على الخشبة الروسية "فابريتشنيي" (فتيات المصنع) في فبراير الماضي إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، ودعيت إلى عدد من المهرجانات الروسية.

وافتتح عرض المسرحية ليلة أمس، ويستمر اليوم، الاثنين، على خشبة مسرح "ساتيريكون" (مسرح رايكين)، أحد أعرق المسارح الروسية في العاصمة موسكو، وأركادي رايكين (1911-1987) هو أحد عمالقة المخرجين والممثلين المسرحيين والسينمائيين في الحقبة السوفيتية.
المخرجة الأردنية نادية قبيلات 

تطرح المخرجة الأردنية، نادية قبيلات، من خلال العرض نص الكاتبة الروسية، كيرين كليموفسكي، بعنوان "والدي هو بيتر بان"، والذي يناقش التحول الذي يمر به بطل المسرحية حينما يصطدم بحقيقة "الأوهام" التي كان يؤمن بها، ويحكيها له والده في الصغر، حيث أبلغه والده ذات يوم بـ "سر خطير" يجب أن يظل بينهما فقط، وهو أنه شخصيا "بيتر بان"، بطل إحدى القصص التي أهداها له في وقت سابق عن الطفل الأسطوري "بيتر بان".

و"بيتر بان" هو شخصية خيالية ابتدعها الكاتب الاسكتلندي، جيمس ماثيو باري (1860-1937)، ظهرت للمرة الأولى في روايته "الطائر الأبيض الصغير" (1902)، حول طفل شقي، هرب من منزل والديه، كي لا يكبر أبدا، ويستطيع الطيران، ويعيش مغامراته في جزيرة تسمى "جزيرة المستحيل"، وهناك أصبح زعيما للأطفال الضالة، ويتعامل مع حوريات البحر، والأمريكيين الأصليين، والجن، والقراصنة.

من خلال ذلك "الوهم البريء" استطاع الوالد لوقت طويل أن يقنع الطفل بمبررات فشله، وعدم تحققه في الحياة، ووفر له ذلك الوهم مخرجا للكثير من أحرف المنطق الحادة، ومصاعب الواقع المرير، فكان دائما ما يرجع السبب في كل شيء إلى مغامراته على جزيرة المستحيل، وانشغاله ببعض المهام هناك.


وحينما جاءت لحظة اختبار القدرة على الطيران، تمكن الوالد بخياله الخصب أن يوهم الطفل بأنه فعلا يطير، ليعيش الطفل وهما جميلا استمر معه حتى تحدث المأساة الحقيقية، حينما يوضع الأب أمام اختبار الطيران، ويقرر الانتحار من نافذة الدور الخامس، ليثبت أنه "قادر على الطيران"!

وحينما تعود الأم لتقول لابنها أنها "لم تجد أحدا في الخارج"، وتقنع الطفل بأن والده قد اختفى، و"طار". يركن الطفل إلى ذلك "الإيمان" حتى يصطدم فيما بعد، في منطقة لا نراها، بالحقيقة والواقع.

تمكنت قبيلات من طرح أسئلة عديدة من خلال استخدامها المتمكن لأدوات مسرح "ساتيريكون"، الذي وضع تحت تصرفها بعد فوزها في مسابقة "البحث عن نص جديد"، التي أجراها المسرح الأكاديمي الروسي للشباب، ضمن خمس نصوص فائزة من أصل 100 مسرحي متسابق من جميع أنحاء روسيا. فوقع اختيارها على نص "والدي هو بيتر بان"، الذي نلمح بجلاء علاقتها المتيمة به، ومدى انغماسها في أعماقه.
تتسائل قبيلات حول سحر الأساطير، وقدرتها على تغيير أطياف الواقع، حول سطوة الوهم، ورغبتنا الدفينة في "اللجوء إليه"، صغارا وكبارا على حد سواء. فالأب الذي يلجأ للحيل والألاعيب والحكايات والأساطير، لا يلجأ لها من أجل تفسير فشله لابنه فحسب، وإنما يلجأ إليها أيضا لحاجته الشخصية لها. فمواجهة الحقائق صعبة، والواقع كثيرا ما لا يبتسم في وجهه، ويدفعه دفعا نحو "الجنون والوهم". لذلك تصبح اللحظات التي يقضيها مع صغيره في "جزيرة المستحيل" ضرورة لكليهما، وليس للطفل وحده.

تنتهي قبيلات في عرضها المسرحي إلى أسئلة لا إلى إجابات. تماما كما نواصل نحن أسئلة الحياة الوجودية، التي لا نجد إجابة لها، ليصبح السؤال في حد ذاته إجابة، وهدفا أسمى للحياة.

وتنتمي المخرجة الأردنية الشابة، نادية قبيلات، إلى عائلة فنية، حيث وصلت رواية "شمس بيضاء باردة" لوالدتها الروائية الأردنية المرموقة، كفى الزعبي، إلى القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" العربية لعام 2019، ويدير والدها المخرج المسرحي، سلام قبيلات، مسرح الشمس، أحد أهم المبادرات المسرحية في المشهد المسرحي الأردني، بينما تخرجت نادية عام 2018 من فصل الأستاذ سيرغي جينوفاتش بقسم الإخراج معهد غيتيس الروسي العريق (يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1878).

------------------------------------------
المصدر: RT

الاثنين، 29 يوليو 2019

«أنا وبناتي» لوركا في صيغة مغربية

مجلة الفنون المسرحية

«أنا وبناتي» لوركا في صيغة مغربية

محمد نجيم (الرباط)

شكِّل المسرحيات المقتبسة عن المسرح العالمي، وخاصة المسرح الفرنسي والمسرح الإسباني، رافداً مهماً من روافد تطور المسرح المغربي وتلاقحه مع الثقافات الأخرى، ومؤخراً قامت الممثلة والمخرجة المغربية دنيا بوطازوت بتقديم صياغة مغربية لمسرحية الشاعر والكاتب الإسباني الشهير فيديريكو غارسيا لوركا: «منزل برنارد ألبا» والتي كتبها في 1936.
أعادت دنيا بوطازوت الاشتغال على هذا العمل بنفَس ونكهة مغربية مع الاحتفاظ بروح النص الأصلي، وأطلقت عليها اسم «أنا وبناتي» لتنقلنا إلى أجواء نص ركحي ينهل من تراث المسرح الإسباني، الذي يلتقي مع المتلقي المغربي بموروث الفرجة المسرحية التي تجتمع تحت الفضاء الأندلسي والحسّ المشترك للثقافة المتوسطية.
وتعالج المسرحية، كما هو معروف، ظاهرة الطغيان والظلم والقهر والإقصاء الذي تعاني منه المرأة، منذ أزمنة بعيدة.


قدمها أحد منتسبيها : ناشئة الشارقة تنظم ورشة بعنوان "الروبوت وبرمجته" في جامعة الشارقة بخورفكان

الأحد، 28 يوليو 2019

فراشة المسرح المغربي في موعد مع الجمهور البولماني في مسرحية "على سبيل المثال"

مجلة الفنون المسرحية

الفنانة المتألقة فاطمة الزهراء 

"فيدرا.. امرأة فى ملتقى الحضارات".. إبداع جديد وخطاب نسوى معاصر

الجمعة، 26 يوليو 2019

"أعضاء البرلمان العربي للطفل" في ضيافة "ناشئة الشارقة"

مسرح الشباب يغزو الفضاء ويرصد نهاية العالم في "سيمفونية القطة العمياء".. كوميديا فانتازية تصوّر انقراض الإنسان بفعل العنف والظلم والكراهية وأسلحة الدمار الشامل

الأربعاء، 24 يوليو 2019

الترويج الرقمي للمنتج المسرحي في الجزائر : الباحثة كنزة مباركي تدعو إلى استحداث وكالة للتسويق

مجلة الفنون المسرحية

الترويج الرقمي للمنتج المسرحي في الجزائر : الباحثة كنزة مباركي تدعو إلى استحداث وكالة للتسويق

دليلة مالك - المساء

قدّمت الكاتبة المسرحية والباحثة كنزة مباركي خلال المؤتمر الوطني ”المسرح والإعلام ورجال الأعمال” الذي دارت أطواره بين 13 و18 جويلية المنصرم بالعلمة في ولاية سطيف، عددا من المقترحات التي تصب في مهام الترويج الرقمي للمنتج المسرحي في الجزائر؛ إذ ترى أن هذه العملية الترويجية هي بناء استراتيجية إعلان ذكية ومتواصلة للمنتج أو الفعاليات والتظاهرات المسرحية باعتماد الوسائط الرقمية المتعددة.

خلال المداخلة التي قدمتها الباحثة مباركي وتحصلت ”المساء”  على نسخة منها، أكدت أن الترويج والتسويق الإلكترونيين في وقتنا الحالي متداوَلان بشكل واسع وكبير؛ لما لهما من أهمية في مجال الصناعات الثقافية والاقتصاد والاستثمار الثقافيين، وهي أيضا المجالات الأكثر جذبا لاهتمام المشتغلين في مجال الثقافة والاقتصاد معا في الفترة الأخيرة. وتابعت تقول إنه في ظل المشاكل التي تواجه المنتج المسرحي وتعيق عملية تسويقه والترويج له، يتعين على القائمين عليه الاتجاه بقوة وذكاء نحو استغلال الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وإنتاج وابتكار مبادرات وآليات ترويج وتسويق جديدة تواجه العقلية التقليدية المتبعة في المؤسسات المسرحية الحكومية بالأخص، فالتخطيط الذكي لرؤى وأهداف ومرام واضحة للأعمال التي نقدمها. ولا يغفل أبدا عن خطة ترويجها وتسويقها، والعمل على متابعة هذه الخطة عبر كل مراحل تنفيذ الإنتاج، للوقوف على نسب تحقق الأهداف المسطرة، والوصول إلى قاعة العرض بجمهور أثرت فيه الخطة الترويجية.

ومثلت مباركي بالحالة الجزائرية؛ إذ أشارت إلى أننا نجد أنفسنا أمام استغلال شكلي سطحي وضيق للرقمية في مجال الثقافة والمسرح، فأغلب الخدمات الرقمية المقدمة بغرض الترويج والتسويق للمنتجات المسرحية والفنية، تقدَّم بصفة ارتجالية، وهي الصفة التي لم نلصقها بها جزافا، ولكن من خلال متابعة طرق وآليات اشتغال أغلب الخدمات الرقمية الترويجية للتظاهرات المسرحية بالأخص. ورصدت خلال تتبّعها آليات وطرق عمل أغلب المواقع الإلكترونية للمؤسسات والجمعيات والتعاونيات المسرحية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض الملاحظات الهامة والدقيقة، على غرار أن المواقع الإلكترونية المسرحية (تابعة للمسارح والتعاونيات والجمعيات أو المواقع المسرحية على قلّتها) لا تحدث بصفة مستمرة مضامينها، خاصة ما يرتبط بتقديم معلومات عن منتج أو تظاهرة مسرحية، وأن صفحات فيسبوك التابعة لهذه الجهات المسرحية، نمطية؛ تقليدية العمل والنشر تخل بخاصية التفاعلية التي يتميز بها مواقع التواصل الاجتماعي، كما النشر المرتجل وغير المدروس للإعلانات والدعوات والمعلومات الإخبارية عن الأعمال والتظاهرات والفعاليات المسرحية. أما صفة الارتجال فنضعها لغياب تخطيط استراتيجي لمواقيت وتواريخ النشر. وصفة (غير المدروس) تنسحب على النشر حين يكون لمحتوى هزيل المعلومات واللغة والدلالة والوسائط.

المشكلة الواقعة اليوم والتي كثيرا ما وقفنا عليها متابعين ودارسين، هي عدم إثراء مواقع الويب الخاصة بالمؤسسات المسرحية وصفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام بالرسائل الإخبارية وبالصور المنتقاة بعناية، فأغلب الصور التي تُنشر لا تنشر بعناية مستوفية الشروط الإعلامية والجمالية والفنية والإشهارية. ووقفت مباركي عند النقص الكبير في توظيف موقع يوتيوب والبث المباشر في مجال الترويج للعروض والفعاليات المسرحية في الجزائر. ويمكننا تأكيد أن ما توفر منها مجرد ومضات لا تعطي المهتم والمتلقي والدارس فكرة عن العمل أو الحدث المسرحي، وهنا نشير إلى أن هذه المؤسسات المسرحية أفلتت من بين يديها هذه الوسائط المهمة جدا كوسائط دعائية وتوثيقية للأعمال والفعاليات والمهرجانات، وللمؤسسة، في حد ذاتها؛ باعتبارها أيضا وسائط تواصلية تفاعلية بين المؤسسة والمتلقي والمهتمين والباحثين.

وحمّلت كنزة مباركي هذه الأخطاء على عاتق لا مبالاة المسؤولين عن هذه المؤسسات والتنظيمات بأمر الترويج الرقمي، ولا حتى بالخطة التقليدية للإعلان المسرحي.. ”نجدهم مهتمين أكثر بمرور العروض المتفق عليها، لرفع تقرير إلى الجهة الوصية، والانتقال إلى الإنتاج الموالي، وهكذا”.    

وتقدم كنزة مباركي بعض المقترحات والحلول لمشاكل التسويق التي تعترض المنتج المسرحي، في مثال بناء حملات ترويجية عبر وسائط إعلامية مختلفة، فمن المهم جدا بناء خطة محكمة للإعلان المسرحي على الموقع الإلكتروني للمؤسسة وصفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر موقع يوتيوب وحتى في تطبيق للهواتف الذكية، وذلك باستخدام الوسائط المتعددة التي تُعرف بأنها اجتماع وسيطين فما فوق. وترى أن تنظيم معارض للصورة المسرحية، فالصورة المسرحية تسوّق العرض وتوثقه، وهي فوق ذلك كله، منتج فني يستحق الوقوف عنده للتسويق له في حد ذاته، وعدم التخلي عن الطرق والوسائل القديمة، منها البراح وطريقة التسويق لعروض السيرك. وتعتقد أن من الضروري خلق وكالة لتسويق الأعمال المسرحية، تعمل على توزيع العروض والتسويق لها، وتقديم معلومات عنها، ويكون لرجال الأعمال الدور الفاعل في تفعيلها، فضلا عن تصميم تطبيقات خاصة بالهواتف الذكية للعروض ومسار إنتاجها، وحتى تطبيقات خاصة بالتعاونيات والمسارح لتقديم خطط الإنتاج الجديد، وتفاصيل عن كل إنتاج لتسويقه بالشكل الأمثل.

والتركيز على الاتفاقيات مع الشركاء المحيطين بالمسارح؛ وزارة النقل والتربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والسياحة وغيرها، لتقديم خدمات تسويق للعروض ضمن فضاءات النقل والجامعة والمركّبات السياحية والفندقية، ولتوفير تذاكر عروض في تلك الفضاءات.

إدراج تذكرة مسرح ضمن برامج الرحلات السياحية التي تنظمها وكالات السياحة والأسفار
أُدرجت تذكرة مسرح ضمن برامج الجولات السياحية داخل البلد. وترتيبا على ذلك، تعمل المسارح على برمجة مرافقة لكل ما يجري في محيطها.

والقائمون على الصفحات الخاصة بالمسارح عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، ملزمون بناءً على انخراطهم في هذه الشبكات وبحكم شروطها وأهمها التفاعلية، ملزمون بالرد على المستخدمين، وبالتحديث المستمر، وتنشيط الصفحة بما يتماشى ومختلف الفترات والمناسبات، وتقديم عروض في مناسبات الأعياد مثلا، كعروض عيد الفطر وعيد الأضحى، على غرار ما هو حاصل في عدد من الدول العربية، فهذه المناسبات موعد مهم للتسويق للعروض المسرحية، خاصة عروض الأطفال. ودعت كنزة مباركي إلى استحداث بطاقة ولاء تُمنح للمتفرجين الأكثر ترددا على المسارح وعروضها، والإعلان، بشكل شفاف وواضح، عنها، ليستفيد منها المتفرجون الحقيقيون. وتُمنح امتيازات وخدمات وهدايا للمتفرجين الأوفياء بشكل يتم تدارسه ووضعه وفقا لإمكانات كل مسرح وحتى الجمعيات والتعاونيات.

خمسة أعمال مسرحية جديدة للمسرح الوطني الجزائري

مجلة الفنون المسرحية

خمسة أعمال مسرحية جديدة للمسرح الوطني الجزائري 

 دليلة مالك - المساء

يستعد المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي لموسم 2019- 2020، لإنتاج خمسة أعمال مسرحية، ستكون جاهزة مع بداية الموسم الجديد في أكتوبر 2019، حيث اختار عددا من المخرجين المتميزين لإنجاز هذه المسرحيات.

وحسبما تم استقاؤه من بيت بشطارزي، فإن مسرحية ”الشهداء يعودون هذا الأسبوع” ستخرجها حميدة آيت الحاج (باللّغة الأمازيغية، والنص للكاتب الراحل الطاهر وطار. وينطلق العرض من فكرة التنبؤ بـ ”عودة الشهداء هذا الأسبوع”، فيشيع النبأ بين أهالي القرية المخضرمين، ليتوالى الخبر بين مؤيد ومعارض لقدوم الشهداء. وفي الأخير يستطرد الحل إلى اختيار الفكاك من دائرة الزيف والفوضى، إلى عالم الشهداء عالم الأموات، وبقاء السؤال مطلقا: ماذا سيحدث لو عاد الشهداء؟

ويعود المخرج محمد شرشال بمسرحية جي پي أس GPS، والتي جاء في ملخصها: لما ينتهي النحات من إنجاز منحوتاته المعاصرة يجد أنه غير راض عن إنجازه، لذا يهم بتحطيم ما جادت به أنامله، ولكن المنحوتات تقاوم وتدافع عن نفسها، مانعة النحات من تحطيمها، لتصل بها الجرأة إلى تقييده ومغادرة المكان. ثم نكتشف تدريجيا أن المنحوتات تقرر التحكم في مصيرها بذاتها، فتبحث على الانتقال من الجماد إلى الحركة؛ من الشيء الجامد إلى الإنسان الحر المتحرك، لتبدأ رحلتها نحو الإنسانية من خلال تتبّع مراحل أشكال الاندماج الاجتماعي الثقافي.

في نهاية الرحلة والتحول الإنساني يكتشفون أن الإنسان مراقب ومتحكم فيه؛ لعله من أكثر الكائنات المفطورة على قابلية التحكم!؟

أما المسرحية الثالثة فهي مسرحية ”الزاوش” التي يقوم باقتباسها وإخراجها كمال يعيش. ويتناول ”الزاوش” موضوع النفس الأمارة بالسوء، والضرّر الذي تتصف به الشخصية الرئيسة لهذا العمل.

ملامح بارزة جدا ولكن صعبة الإدراك طالما أن الشخصية تستحوذ على عاطفة الجمهور بمرحها الكبير على الخشبة، ليتمكن من تجاوز وحدته وعزلته، فيتحول فنان مرهف الإحساس إلى إنسان ماكر وعديم الضمير، قادر من أجل متعته الخاصة، على أن يجعل من امرأة عجوز وحيدة ومسكينة، تعيش أشد العذاب. الزاوش موهوب وذو مخيلة واسعة، أبدع هذا الممثل البارع في وضع خطط ومكائد مذهلة لاستغفال امرأة عجوز واستغلال حسن نيتها من خلال مكالمة هاتفية لا متناهية، لم يمنعه لا ذعر ولا خوف ولا حتى حزن العجوز المسكينة، من تنفيذ مشروعه الدنيء، ومخادعة أرملة وحيدة خطؤها الوحيد هو إعلانها عن رقم هاتفها على أحد الصحف؛ قصد بيع آلة بيانو عزيزة على قلبها.

وبالنسبة لفئة الصغار، فكر المسرح الوطني في إنتاج مسرحية ”أجنحة نمُّولة” التي ألفها يوسف بعلوج، وتقوم نضال بالمعالجة الدرامية والإخراج.

وتدور القصة داخل رواق فني (متحف فني)، يزوره تلاميذ المدارس، فينتقل بهم المعلم ليروي لهم قصّة النملة الصغيرة وأجنحتها، حيث يتلقى التلاميذ دروسهم في جو من الاجتهاد الممزوج بالمشاغبات الصادرة عن صرصور وزميله ذبذوب.

ويبدو صرصور دائما غير مهتم بالدروس، يتأخر عن الوقت المحدّد وينشغل باللّعب وغير مبال بالتعلم، إضافة إلى شجاراته الدائمة مع المعلمة وزملائه المجتهدين. تُبدي نمّولة اهتماما شديدا بالتحصيل من أجل تحقيق حلمها في دراسة الطيران، لكن تقابله مشكلة عدم امتلاكه الأجنحة مثل فراشة وذبذوب... فتتسارع الأحداث؛ فهل تحقق نمولة حلمها أم لا؟

أما آخر إنتاج فيتعلق بنوع آخر من المسرح خارج العلبة الإيطالية، إذ سيخرج ربيع قشي مسرحية جحا (عرض مسرح الشارع، حيث سيتم ذلك في شكل ورشة للتكوين، يتمّ إعداد عرض مسرحي في الشارع حول شخصية جحا، تلك الشخصية الطريفة المليئة بالنوادر والأخبار التي كانت تصدر عنه، من هنا سيكون بناء الشخصية من خلال المشكلات التي ستواجهه حسب الموقف، فيقوم بحلها بذكاءٍ مبطّن بغباء خارجي، يتجسد في أسلوب أدائه وطريقة توظيفه حضور الشارع من المتفرجين.


الثلاثاء، 23 يوليو 2019

إدراج " المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب " ضمن مهرجانات الهيئة العالمية للمسرح

مسرحية "سيدي عبدالرحمن المجذوب" تنصح مشاهديها بألا يصاحبوا الصوفيين

الاثنين، 22 يوليو 2019

صدور كتاب "تحولات الأداء التراجيكوميدي للممثل في عروض المسرح العراقي " تأليف هنادي صلاح عزت

الأحد، 21 يوليو 2019

صدور "انتباه"مجموعة مسرحية تأليف عمار نعمة جابر

مسرحية "مملكة الذهب".. ملك يحلم بالذهب وشعب تلاحقه الرمال

السبت، 20 يوليو 2019

عروض مسرحية لأساطير إغريقية في جزيرة كيراسون التركية

مجلة الفنون المسرحية

عروض مسرحية لأساطير إغريقية في جزيرة كيراسون التركية

وكالات 

هرقل يبحث عن الصوف الذهبي، ونساء الأمازون يحاربن جيوش الرجال؛ وغيرها من العروض المسرحية المستمدة من التراث الإغريقي؛ تشهدها جزيرة "كيراسون" السياحية، شمالي تركيا؛ التي تشكل بالفعل جزءًا من تلك الأساطير.

وعلاوة على جمال الجزيرة الطبيعي، وما تضمه من مقاصد سياحية مهمة؛ تجتذب العروض المسرحية الكثير من المهتمين بالاطلاع على أساطير ساهمت في تشكيل الموروث الإنساني المشترك؛ في عين المكان الذي شهدها قبل آلاف السنين؛ ما يخلق أجواءً ساحرة وفريدة.

وتبلغ مساحة الجزيرة 4 هكتارات، وتقع في البحر الأسود، على بعد 1.6 كم قبالة سواحل ولاية كيراسون، وتضم أنقاض معبد حجري لا سقف له، وحصنا ومكبسي نبيذ أو زيت، وقبورًا بيزنطية وبقايا دير وكنيسة، وغيرها من الآثار لأحقاب تاريخية مختلفة.

وتقول الأساطير إن "هرقل"، وهو نصف "إله" فيها؛ جاء إلى كيراسون بحثًا عن صوف كبش طائر؛ ليخوض مغامرات ومواجهات مع مخلوقات غريبة.

أما "نساء الأمازون المحاربات"، فقد اتخذن من الجزيرة قاعدة لتنظيم حملات عسكرية بحرية، بحسب الأساطير؛ كما أشار إلى ذلك "تامر أزون أر"، مدير اتحاد البنى التحتية والخدمات السياحية في الولاية.

وفي حديث للأناضول، قال "أزون أر" إن تاريخ الجزيرة يعود إلى أكثر من 3 آلاف و500 عام، وتشكل أحد المحاور الأساسية للميثولوجيا الإغريقية.

كما لفت إلى أن وزارة الثقافة والسياحة التركية طلبت من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" إدراجها على قائمتها المؤقتة للتراث العالمي؛ للفت المزيد من الانتباه إلى أهميتها. 

عرض “إكس عدرا” سجناء سوريون سابقون يروون قصصهم على المسرح

مجلة الفنون المسرحية

عرض  “إكس عدرا” سجناء سوريون سابقون يروون قصصهم على المسرح

لندن  - أوليفيا كوثبرت  

تظل الأضواء خافتة طوال عرض مسرحية “إكس عدرا” مما يخلق إحساسًا بفضاء يماثل الزنزانة على المسرح. في منتصف المسرح، بدأت الممثلات، وجميعهن سجينات سابقات في سجن عدرا في سوريا، خربشة محمومة على الأرض، مثيراتٍ سحب من غبار الطباشير في الهواء.

بالنسبة للجمهور، كانت مشاهدة الأداء غير مريحة. فيما تقول الممثلات إن إعادة إحياء فترة حبسهن على خشبة المسرح “مرهقة” و”صعبة”. لكن الفنانات يعتقدن أن من واجبهن تذكير العالم بمئات الآلاف الذين لقوا حتفهم داخل السجون السورية فيما لا تزال أعداد لا حصر لها وراء القضبان. قالت كندة الزاعور، التي سُجنت لمدة شهرين في عام 2012، “يمكن أن يكون ذلك علاجًا مسكنًا للغاية ولكن من الصعب في الوقت ذاته استعادة تلك التجربة.”
كان العرض الأول للمسرحية في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، بعد عرضها في فرنسا، في إطار برنامج مهرجان شباك، وهو معرض للثقافة العربية المعاصرة يُقام كل سنتين في لندن. روت هند وعلي (علا سابقًا) ومريم ورويدا وكندة وهند موغالي تفاصيل فترة اعتقالهن في سجن عدرا بالقرب من دمشق من الثمانينيات وحتى أحداث الثورة السورية.
يتم تأطير حكاياتهن من خلال الصوت المؤلم للمغنية هالة عمران، التي تتجول حافية القدمين بين المتكلمات في المسرح المفروش على نحوٍ ضئيل. في مركز باترسي للفنون، حيث عرضت مسرحية إكس عدرا، كان في إمكان الجمهور المجيء والذهاب وإحداث ضجيج كما يرغبون.

لكن أثناء الأداء، بقي الجمهور صامتا وساكنًا بشكل صادم وهم يستمعون إلى قصص التعذيب المنهجي، وحالات الشكوك الموجعة، وفقدان أفراد الأسرة والظروف الجهنمية.
اُتهمت رويدا كنعان، التي كانت تعمل صحافية في وقتها، بالعمل في قناة تلفزيونية معارضة. تتذكر رويدا، وهي مقيدة ومعصوبة العينين في يوم اعتقالها، كيف نظرت إلى الأسفل لترى أقدام خالد، أحد أصدقائها المقربين، من خلال شق في القماش. في السجن، كانت رويدا تبحث عن وجهه بين جثث الأشخاص الذين قتلوا تحت التعذيب. لم تتمكن من رؤيته أبدًا، لكنها علمت لاحقًا أنه قد مات.

يبقى العنف عند حده الأدنى في هذا الإنتاج المسرحي، وبذلك يبقى التركيز على النساء وقصصهن. قال المخرج رمزي شقير “دهشت بمدى وجود ومشاركة النساء السوريات في الثورة بشكل لا يصدق.”

أراد شقير تسليط الضوء على الشهادات الفردية، فضلاً عن “قول إن ما حدث لهن يمكن أن يحدث لأي شخص في أي مكان في العالم.”

واحدة تلو الأخرى، تروي النساء ظروف اعتقالهن. أرادت الزاعور، التي تخرجت مؤخرًا من معهد السياحة، الاحتجاج بصورة سلمية على حبس السجناء المدنيين. مرتدية ثياب الزفاف، توجهت برفقة ثلاثة من أصدقائها إلى سوق مزدحم وسط دمشق ولوحوا بلافتات تعلن عن حبهم لسوريا. قالت “كانت تلك هي اللحظة التي كسرت فيها الخوف بداخلي إلى الأبد.”

بعد دقائق قامت أجهزة الأمن باعتقالهم.

تسجل الشبكة السورية لحقوق الإنسان وجود 127,916 محتجز حالياً أو أشخاص تم إخفائهم من قبل الحكومة منذ بداية النزاع، وتقول إن 14,000 سجين قد ماتوا نتيجة التعذيب.

كما وصف تقرير للأمم المتحدة لعام 2016 الظروف اللاإنسانية في السجون السورية التي بلغت حد الإبادة الجماعية. إذ تحدث سجناء سابقون بالتفصيل عن حالات إعدام جماعي وتعذيب وتجويع، لكن جماعات حقوقية تقول إنه لم تبذل جهود متواصلة لمحاسبة النظام. قالت ديانا سمعان، الخبيرة السورية في منظمة العفو الدولية، “كانت بعض الدول تتحدث بصوت عالٍ عن ممارسات الاحتجاز التعسفي والتعذيب واختفاء الأشخاص التي تنفذها الحكومة السورية، لكن لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة للضغط على الحكومة لإنهاء هذه الانتهاكات.”

تقول سمعان إن بإمكان الفن أن يساعد في إبقاء محنة أولئك الذين ما زالوا محتجزين في بال الجمهور. قالت “تعاونا مع العديد من أسر المغيبين بهدف زيادة الوعي حول هذه القضية من خلال عرض الأشياء التي خلفها الضحايا ورواية قصص الاختفاء والتأثير المريع على أسرهم.”

بالنسبة لعلي حامدي، الذي كان اسمه علا قبل إجراء عملية التحول الجنسي، فقد كان يوم اعتقاله مرعبًا. قال “تعرضت للضرب المبرح.” حينها كان عمره 21 عامًا.

وأوضح “اعتدت على إيصال الجنود المصابين إلى الحدود الأردنية حتى يتمكنوا من الحصول على المساعدة”. في رسالة إلى والدته من السجن، كتب ما يلي: “هنا، يتعلم المرء أن لا شيء مهم مثل الحرية.”

 بعد إطلاق سراحه، شق طريقه إلى تركيا وواصل سيره لاحقًا إلى ألمانيا، وهي رحلة مرهقة استغرقت قرابة الشهرين.

قال حامدي في مقابلة أجريت معه بإنه سيريح الآخرين بعد تعرضهم للتعذيب “رغم أنني كنت ضعيفًا.”

وبعد إصابته بداء السكري والتخثر الوريدي العميق في السجن، انغلق على ذاته وأمضى ستة أشهر دون أن ينطق بكلمة واحدة. قال “كنت أكتب على الحائط طوال الوقت، أي شيء يتبادر إلى ذهني، فضلا عن أسماء أشقائي وعائلتي.”

أمضى حامدي سنة وستة أشهر في سجن النساء، حيث تعيش حوالي ثلاثين امرأة في زنزانة ضيقة. في وقت من الأوقات، تم العفو عن الأخريات وتُرك وحده، وكان ذلك أسوأ ما في الأمر. قال “كنت سأنتظر وأنتظر وأنتظر”. تم إطلاق سراحه بعد إجباره على توقيع ورقة فارغة تم استخدامها لنقل ميراثه البالغ 50,000 دولار أميركي إلى النظام. تم منحه مهلة قدرها 10 أيام لمغادرة سوريا.

في بداية المسرحية، التي تُقدم باللغة العربية مع ترجمة بالإنجليزية، يكرر فنانو الأداء النصيحة التي تشبثوا بها في الداخل. “لا تعترفي بأي شيء، حتى لو كانوا يهددونك بالاغتصاب”، “تذكري أحبائك”، “إذا كنتِ تؤمنين بالله، صلّي.” يتم تجسيد عزلة وارتباك الأيام الأولى في السجن في المشهد الافتتاحي. “هل هناك أحدٌ ما هنا؟” تسأل الممثلات بأصوات خائفة، وهن يخطون في المسرح برؤوس منحنية.

تجسّد رواياتهن عن الحياة داخل سجن عدرا الازدواجية السريالية المتمثلة في الملل والخوف والعزلة ورهاب الأماكن المغلقة والصمت الغريب الذي تتخلله صرخات في وسط الليل. تصف الممثلات اليأس المشحون بوصول رسالة من أسرهن، والرعب الذي قد يمكن أن يعنيه خبر موت أحدهم؛ والأمل الدائم في الإفراج عنهن والقلق من أن حارسًا سيفتح الزنزانة لمواجهة مصير أسوأ.

اعتادت هند مجالي، 58 عامًا، على رؤية كوابيس بخصوص وجود ابنتها في السجن أيضًا قبل أن تضرب رأسها بالحائط، وقد اقتنعت بشكل غريب بأن طفلتها في الزنزانة المجاورة. قالت أمام الجمهور “يمكنني التعامل مع أي شيء، باستثناء فكرة وجودها في هذا المكان.”

في وقت لاحق، قالت السجينات اللاتي تواجدن في الزنزانة مع ابنتها إن الفتاة اعتادت أن تقف بجانب الحائط بعد سماع صوت والدتها وهي تغني أغنية في الجوار.

بالنسبة لكنعان، التي تعيش الآن في باريس، يتدفق الألم إلى السطح عند كل أداء، لكنها مصممة على أن أولئك الذين عانوا ولقوا مصرعهم في الداخل لم يتم نسيانهم. قالت “المسرح أحد أشكال المقاومة.” في وسط مونولوجها، تتوقف عن مخاطبة الجمهور وتتحدث بدلاً من ذلك عن ذكرى خالد، أفضل صديق لها، والذي رأته آخر مرة يوم اعتقالهما. قالت “أفكر فيك كل يوم، وطوال الوقت. أفتقدك كثيراً.”
------------------------
المصدر : الفنار للإعلام 

الجمعة، 19 يوليو 2019

احتفال باليوبيل الفضي لمهرجان نقابة الفنانين المسرحي بحماه 2019

مجلة الفنون المسرحية

احتفال باليوبيل الفضي لمهرجان نقابة الفنانين المسرحي بحماه 2019

كنعان البني - المهرجانات العربية 

تحتفل نقابة الفنانين بحماه باليوبيل الفضي لمهرجانها المسرحي الخامس والعشرون لهذا العام 2019 وذلك في صالة مديرية الثقافة بحماه من تاريخ 29/7 ولغاية 4/8/2019 الساعة السابعة مساء والدعوة عامة.

ويعتبر هذا اليوم عيد لكافة الفنانين في محافظة حماه .. فالمسرح أبو الفنون .. ويتميز هذا العيد بأنه يساهم بعودة الحياة للمسرح في المدينة وبلداتها ومدنها التي لها أياد بيضاء في صنع تاريخ المسرح الحموي .. مبروك للجميع هذا العيد / المهرجان ..

ويتضمن برنامج المهرجان الفقرات التالية:

يوم الاثنين 29/7/2019

- الافتتاح تجمع ادونيا الفني .. حفل فني .. لجوقة ادونيا الموسيقية (محمد السلوم)

- لوحات مسرحية .. فرقة ادونيا المسرحية (رائد جندالي)

يوم الثلاثاء 30/7/2019

مسرحية "الحافلة".. ستانسلاف ستراتييف... اخراج هاشم غزال وقيس زريقة .. الاتحاد الوطني لطلبة سوريا – فرع جامعة تشرين - اللاذقية

يوم الأربعاء 31/7/ 2019

مسرحية "شرابيك" ... تأليف وإخراج محمد تلاوي .. مديرية ثقافة حماه

يوم الخميس 1/8/2019

مسرحية " قمامة" قومي السويداء ..علي الزبدي .. سمير البدعيسش

يوم الجمعة 2/8/2019

حفل موسيقي تراثي .. بيت التراث والفنون ..اشراف "محمد حداد"

السبت 3/8/2019

مسرحية "وقت مستقطع" مديرية المسارح والموسيقا – مشروع دعم مسرح الشباب .. جوان جان .. سهيل عكلة

يوم الأحد 4/8/2019  الختام

مسرحية "عواء الديك" .. طلال نصر الدين .. رائد الجندالي .. فرقة نقابة الفنانين في حماة

 وسيتم في المهرجان تكريم كل من الفنانين: حسين عباس، شاكر شاكر،

كمال ديري

حضوركم يسعدنا .. الدعوة عامة .. تبدأ الفعاليات يوميا الساعة السابعة مساء ..في صالة دار الأسد للثقافة والفنون ...

                                   عضو اللجنة الإعلامية للمهرجان

                                      كنعان محمود محيميد البني

نظرية النوافذ المحطّمة في دراما تراجوكوميدية بالقاهرة

مجلة الفنون المسرحية

نظرية النوافذ المحطّمة في دراما تراجوكوميدية بالقاهرة

شريف الشافعي - العرب 

"شباك مكسور" مسرحية الجرائم المتشابكة والآمال الهاربة من خلال استعراض مشكلات وأزمات اجتماعية وسياسية وفكرية تخص مختلف الأجيال.

يتسلح المسرح المعاصر بدوره التنويري والتوعوي، حيث يتحول صندوقه السحري المضاء بالوهج الفني والمعرفة والفكر والفلسفة إلى مجهر دقيق لكشف أزمات المجتمع ووصف سبل مجابهتها ومعالجتها واستئصالها من جذورها. وهذا ما قامت عليه مسرحية “شباك مكسور” المصرية.

 في مسرحية “شبّاك مكسور” على مسرح “الطليعة” بالقاهرة، تتسلل الأخطار والشرور من الخارج المُفزع إلى داخل البيت عبر ثقب صغير مُهمل في الجدار، وتتعاظم الكارثة شيئا فشيئا إلى أن تدمّر المجتمع كله.

يواصل المسرح المصري تنصيب نفسه ملكا متوجا بين الألوان الإبداعية المتعددة بوصفه أعرق الفنون وأشملها وألصقها بالناس، فهو فن التفاعل المباشر مع الجمهور بغير وسيط. وإلى جانب حضوره الجمالي وحظوظه الواسعة في تحقيق الإشباع الفني والتشويق والإبهار، يتميز المسرح بقدرته على استثمار هامش الحرية المتاح أكثر من غيره من الفنون والآداب، خصوصا من خلال تقنيات الإسقاط التاريخي والرموز والأقنعة.

النوافذ المحطمة
من العروض الجادة التي قدّم بها مسرح الدولة وجهه الناصع كمنصة لإطلاق المتعة، وكحائط صد ضد المخاطر المجتمعية في الوقت نفسه، مسرحية “شباك مكسور” من إنتاج فرقة مسرح الطليعة، من تأليف رشا عبدالمنعم، وإخراج شادي الدالي، وديكور وأزياء وائل عبدالله، وموسيقى يحيى نديم، وإضاءة أبوبكر الشريف، وبطولة أحمد مختار ونادية شكري ومجدي عبيد وربا الشريف.

اتخذ العرض من فكرة “الكسر” مدخلا وثيمة أساسية، لتجسيد معنى الانكسار على سائر المستويات، الفردية والجماعية، المادية والمعنوية، الهيكلية والروحية، وصولا إلى انكسار الواقع المحيط بأسره، وتفتت الآمال وضياع الأحلام.

اعتمد العرض القصير ذو المشهد الواحد التكثيف منهجا لإبراز كيف أن المشكلات جميعها، البسيطة والكبيرة والمستعصية، تشكل سلسلة مترابطة الحلقات، وأنه لا مجال لحلها إلا بإصلاح المنظومة الحياتية كلها، ودعوة الشعب إلى أن يغيّر نفسه بنفسه.

المسرحية تحكي حياة أسرة مكافحة، تعيش في بيت بسيط انكسر زجاج شبّاكه منذ سنوات ومنه تبدأ كل الحكايات

اندرج تحت عنوان مسرحية “شبّاك مكسور” عنوان آخر فرعي تصدّر ملصقاتها وإعلاناتها، هو “نظرية النوافذ المحطمة”، في إشارة إلى تلك النظرية التي استعارتها المسرحية من علم الجريمة من أجل برهنة فكرتها وتمرير رسالتها، حول أن قواعد السلامة تقتضي الحماية الكاملة من الخارج، وسد كل الثغرات التي تهدد المجتمع وإن بدت ثقوبا صغيرة، فثمة أخطار ومهالك وجرائم وسلوكيات تدميرية يمكن أن تتسلل إلى القلب بسبب الإهمال وغياب الدقة والإحكام، بما يؤدي في النهاية إلى فوضى العلاقات الأسرية وانهيار المجتمع.

تنبني نظرية النوافذ المحطمة على أن الفوضى والسلوكيات المعادية للمجتمع والمخاطر والشرور والجرائم والكبائر قد تبدأ بالصغائر والأمور الهينة، فـ”معظم النار مِنْ مستصغر الشرر” كما يقول البيت الشعري الشهير، فمن خلال تحطيم نافذة زجاجية مثلا في الطريق العام، وتركها فترة دون إصلاح، سيصل إلى الجماعة أنه لا أحد يكترث ولا يوجد من يتولى زمام الأمور، ومن ثم سيحطّم آخرون نوافذ أخرى، وسيبدأ العطب من هذا البيت، وينتقل إلى الشارع، وبعدها يصير الخلل سائدا في المجتمع.

اشتغلت المسرحية فنيا بذكاء وحرفية على كشف منابع الفوضى والخراب في المجتمع، أملا في وأد العبث المستشري في سائر المجالات، قبل أن يستفحل ويتم اعتماده كتيار عام جريء كاسح، وحينها تصل الخطورة إلى منتهاها، ويصبح الإصلاح مستحيلا.

في إطار الكوميديا السوداء، والإضحاك المتفجر من قلب المأساة، صوّرت المسرحية حياة أسرة مكافحة، تعيش في بيت بسيط انكسر زجاج شبّاكه منذ سنوات، ولم يهتم أحد بإصلاحه لوجود أولويات أخرى في قائمة النفقات الشهرية، وهذا الشبّاك منفتح على الجيران وكذلك على أرض مهجورة (خرابة) مليئة بالقمامة والنفايات، بما يجعل أفراد الأسرة جميعا معرضين للتأثر الدائم بفعل بقاء هذا الشباك مفتوحا، على غير ما يقتضيه المنطق والتصرف القويم.

رسائل وفنيّات

رسمت المسرحية ملامح شخصياتها، ودراما الأحداث المتصاعدة، والصراعات المتنامية، من خلال مواقف أفراد الأسرة المتباينة إزاء الزجاج المكسور، وهل الأنسب إصلاحه أم تأجيله أم تركه على حاله، وتمحورت فنيّات العمل وانطلقت رسائله عبر هذا الشبّاك الجدلي الدال، الذي بدا غير صالح كرمز للتحرر أو حتى الهروب، لأنه يطل على الخراب والمجهول والتلوث، ويمثل للابنة الصغرى ملعبا للأشباح وفضاء للخوف والكوابيس.

تفوقت عناصر الديكور والإضاءة في تجسيد محتويات البيت البسيط، لرب الأسرة المنتمي إلى صغار الموظفين من محدودي الدخل، والذي يعيش وأسرته تحت خط الفقر لتمسكه بالشرف والمبادئ والمثل العليا، ورفضه الرشوة وأبواب التكسب غير المشروعة (تفتيح المخّ، كما ينصحه الجيران الذين يتنصتون عليه عبر الشبّاك المكسور ويحاولون التدخل في حياته).

وجاء أثاث البيت الضيق ملائما للمستوى الطبقي للأسرة، ولعبت الإضاءة دورا في إبراز “الشباك المكسور” المعتم، وتصديره في واجهة الرؤية، كبطل فعلي للعمل.

من خلال مواقف لا تخلو من طرافة ومشاكسة، واستعراضات حركية رشيقة بمصاحبة الموسيقى التعبيرية المؤثرة، وحوارات باسمة بين أفراد الأسرة، تخللتها مساحات سردية لكل واحد منهم حكى فيها نبذة عن نفسه وغيره منذ الصغر، وآراء مختلفة حول قضايا عامة وخاصة، كبيرة وعادية وبسيطة، منها “أزمة الزجاج المكسور”، تكشفت تدريجيا شخصيات الأب والأم والجدّة والابن والبنتين، في العائلة القنوعة الراضية بما قسمه الله لها، والطامحة في الآن ذاته إلى وضعية أفضل، والتي تقاوم على طول الخط كل المفاسد والمغريات غير المشروعة.


بعد سنوات طويلة، اتضح لأفراد الأسرة أن الخطر الذي لم ينتبهوا له الانتباه الكافي هو ذلك الزجاج المكسور، فمنه تتسرب أسرارهم وتمّحي خصوصياتهم، ومنه قد تأتي العدوى بمعناها المرضي والأخلاقي، والفوضى، والعشوائية، والقتامة، والرائحة الكريهة، واليأس، ومنه يحاول الآخرون إغراءهم وتلويثهم بأفكارهم الهدّامة.

في لحظة قنوط فانتازية، بدا الأب غائبا عن الوعي أو كأنه في حلم يقظة، وقرر التخلص من حياته ومن أفراد أسرته بالسم، ودسه للجميع في طعام العشاء الذي أعده بيده، لكن أفراد الأسرة لم يموتوا، لأن تجّار الفساد الجشعين المتحكمين في السوق عمدوا إلى غش كل السلع، ومنها السم، وهنا صحا الأب من جنونه على اللحظة الختامية التي مثلت الاستفاقة، ومواجهة القضايا المحيطة بشجاعة وواقعية، والبدء بإصلاح الشباك كأولى الخطوات.

منحت الشخصيات المتنوعة لأفراد الأسرة الفرصة لصنّاع العمل لاستعراض مشكلات وأزمات اجتماعية وسياسية وفكرية تخص مختلف الأجيال، ومناقشة سلبيات كثيرة تعتري الحياة في مصر في الوقت الراهن، فالأب الموظف الشريف تواجهه منظومة الفساد والمحسوبية والرشوة، ويسترجع أحلام الصبا والشباب فيجد غاية أمله اليوم أن يصير مجرد إنسان. والأم، ربة المنزل، لا يبقى منها غير صورة الآلة المبرمجة بالأوامر ومتطلبات الزوج (الذي تراه فاشلا) والحماة (المشلولة) والأبناء.


بدورهم، كشف الأبناء مشكلات الشباب الضائعين وسط أجواء القمع والكبت وسلب الحريات وإهدار الطاقات في ما لا يجدي، بما يدفعهم إلى العزلة والاغتراب والهروب من الواقع المعيش إلى الحياة الافتراضية والتفكير في الهجرة.

في ظل هذه الظروف القاسية، اتُّهم الابن دارس الفلسفة بالخيالية والجنون، وتعرض للسجن فترة بسبب آرائه، وفشلت الابنة الكبرى في تجربة الزواج، وعادت مطلّقة إلى بيت أبيها ومعها أطفالها، واتجهت الابنة الصغرى، الطالبة في الثانوية العامة، إلى الشعوذة والشطط، وقادتها “النافذة المفتوحة” إلى عوالم الجن والعفاريت والأشباح، فكادت تفقد عقلها.

أثارت المسرحية كذلك قضايا عربية، وقومية، وإنسانية عامة، تتعلق بمصير البشرية البائس، وذهبت إلى أن العرب على وجه الخصوص معرضون أكثر من غيرهم للكوارث والإحباطات والإخفاقات، طالما ظلوا “ظاهرة صوتية”، تكتفي بالقول، ولا تمارس الفعل كما ينبغي، فلا مجال للنجاة من الحاضر الكابوسي إلا بقبضة اليد، فهي وحدها القادرة على إحداث التغيير “الحل الوحيد بتعبير هيغل”.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption