توباز..المسرحية التي تعرضت للسطو لمؤلفها الفرنسي ارسال بانيول
مجلة الفنون المسرحية
توباز..المسرحية التي تعرضت للسطو لمؤلفها الفرنسي ارسال بانيول
علاوة وهبي
مسرحية توباز للكاتب الفرنسي ارسال بانيول من الاعمال الكوميدية الخفيفة نشرها بانيول سنة ١٩٢٨ وقدمتها بعض الفرق المسرحية الفرنسية وظلت تعرض لاربع سنوات وحققت ارباح مالية .وهي من الاعمال التي لم تتوقف المسارح الفرنسية علي العودة الي تقديمها بين الحين والاخر نظرا لموضوعها المتجدد باستمرار ولخفتها وروح السخرية فيه وقد تم انتاجها فيلما سينمائيا سنة١٩٣٣ وحقق الفيلم بدوره نجاحات كبيرة في دور العرض في مختلف الدول
توباز بانيول تعرضت للسطو عليها من طرف كتاب عرب بالاخص وحتي دون الاشارة الي المصدر او ذكر اسم كاتبها الاصلي .وهذا التذمر كثيرا ما يحدث في الدول العربية وكثيرون هم الكتاب الذين سطوا علي اعمال من المسرح الغربي وكتبوا عليها اسمائهم دون تردد ولا حياء ولا خوف من اكتشاف امرهم.
توباز المسرحية البانيولية الخفيفة تعرضت قلت الي السطو.
السطو الاول والاخطر كان من طرف كلتبين ورجلي مسرح من مصر هما نجيب الريحاني وبديع خيري وقد حورا عنوان المسرحية من توباز الي السكريتير الفني وقدم العمل المسرح الكوميدي واخرجه الفنان القدير عبد المنعم مدبولي وادي البطولة فيه فؤاد المهندس وشويكار.
الاعتداء الثاني الذي وقفنا عليه علي عمل توباز تم من طرف الكاتب الجزائري الشهيد احمد رضا حوحو الذي اخذ العمل.باسم الاقتباس وقدمته فرقة المزهر الفني القسنطيني في اربعينات القرن الماضي.واذا كان رضا حوحو علي الاقل قد كتب انه اقتبس فان الريحاني وبديع خيري قالا انه تاليف.
وبالعودة الي النص الاصلي ومقانته بنص الريحاني وبديع .ونص رضا حوحو نكتشف ان كل ما تم هو تعريب النص وتقديمه باللهجة المصرية في مصر وباللهجة الجزاىرية في الجزائر.
تري هل تمصيرالنص وادخال تحوير طفيف عليه يسمح للريحاني وبديع خيري اداء انهما كتبا النص . كذلك هل يخول جزأرة النص وحذف بعض مشاهده ودمج اخري هل يخول ذلك لرضا حوحو القول انه اقتبسه. ثم ماهو الاقتباس اصلا.هل يمكن اقتباس نص مسرحي كتب اصلا ليقدم علي ركح المسرح اوليس تعريف الاقتباس لغويا غير الذي يتم في المسرح باسمه .فاذا عدنا الي قاموس المسرح للباحث والكاتب الفرنسي باتريس بافيس نجد انه يقول في هذا الخصوص .ان الاقتباس لا يكون الا من نوع لنوع اخر بمعني انه لا يمكن ولا يجوز اقتباس نص مسرحي للمسرح بل الذي غالبا ما يقول عنه رجال المسرح اقتباس لا يعدو كونه قراءة ركحية للعمل او هو اختلاس ليس الا لان الاقتباس ودوما حسب بافيس لا يكون الا من عمل سردي غير مسرحي كالرواية والقصة والاسطورة والقصيدة وخلافه. ولغة وفي المنجد نجد تعريف الاقتباس هو اخذ جزء من الكل وليس اخذ الكل وفي القرأن الكريم كذلك خير تعريف للاقتباس.ونجد ذلك في سورة طه الاية التاسعة بشكل خاص.تري هل اوجد العرب.تعريف اخر لمفهوم الاقتباس في المسرح لاوجود له في المناجد والقواميس اللغوية ولا في قاموس المسرح..بختصار شديد ان كل ما يتم في الحركة المسرحية في الدول العربية تحت هذه التسمية اقتباس هو اختلاس موصوف.ولقد وقفت علي ذلك بعودتي الي كثير الاعمال التي تمت بهذه التسمية ووجدت انا ليست سوي سرقات مسرحية من اعمال الغير وخاصة من الاعمال الغربية.وربما كان بعض الذين يقومون بمثل هذه الاعمال يستغبون المتفرج العربي لكن اذا كان في المتفرج والقارى العربي في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي قليل المعرفة باللغات الاجنبية الامر الذي سهل لهؤلاء العبث والسطو واختلاس اعمال وروائع المسرح الغربي وكتابة اسمائهم عليها .فان الامر يختلف اليوم.ان حديثنا هنا عن الريحاني وبديع خيري اللذين يمكن العودة الي عملهما السكريتير الفني وهو موجود في اليوتوب ومقارنته بعمل بانيول توباز ماحديثنا عن هذا العملوالا نموذج من ضمن نماذج عديدة وقفنا عليها واحصيناها وقد نعود للحديث عنها بالتفصيل لاحقا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق