الدورة 15لمهرجان المسرح العربي ..أرقام ومؤشرات
كتب-عبدالعليم البناء
على بركة الله تعالى .. وعلى وقع نبضات وعطاءات مبدعي المسرح العربي المتنوعة من خليجه إلى محيطه وتحت شعار ( نحو مسرح عربي جديد ومتجدد) إنطلقت فعاليات الدورة الخامسة عشر من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والجمعية العمانية للمسرح في سلطنة عمان في التاسع وتستمر لغاية الخامس عشر من كانون الثاني (يناير) 2025، بعد سلسلة من النجاحات الإبداعية المتتالية التي حققتها الهيئة العربية للمسرح منذ دورتها الأولى في القاهرة عام 2009 وآخرها الدورة الرابعة عشرة التي أضاءت شعلتها العاصمة الحبيبة بغداد والتي أقيمت للمدة من العاشر ولغاية الثامن عشر من شهر كانون الثاني يناير 2024، بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار ونقابة الفنانين العراقيين ودائرة السينما والمسرح وكانت متميزة شكلاً ومضموناً قياساً بالدورات السابقة.
وكما أكد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي الأستاذ إسماعيل عبدالله فلقد "دأبت الهيئة العربية للمسرح بتوجيه من رئيسها الأعلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حفظه الله، دأبت على الارتحال الإبداعي سنوياً، لتحط بما تحمله من جمال وأصالة المسرحيين العرب في مدينة من مدن وطننا العربي، وتقدم على إيقاع نبض تلك المدينة روح الغد الذي نريد، نحو مسرح جديد.. وفي مسقط نطرز العباءة بنقوش المجد والجمال، وبسعي عشاق المسرح الذي يجتمعون على حبين في قلب واحد، حب المسرح وحب الحياة، فالحياة والمسرح صنوان."
فقد تم اختيار المخرج والكاتب المسرحي الفلسطيني فتحي عبد الرحمن لكتابة وإلقاء رسالة اليوم العربي للمسرح حيث ينضم برسالته، التي ستكون صوت مبدعي المسرحيين العرب الممتزج والمتفاعل مع همومهم وتطلعاتهم، إلى كوكبة من ألمع الأسماء المسرحية العربية التي كتبت وألفت رسالة اليوم العربي للمسرح وكان أولها عام 2009 حيث كتبها وألقاها الدكتور يعقوب الشدراوي، وحتى رسالة 2024 التي كتبتها وألقتها الفنانة نضال الأشقر، حيث تحرص الهيئة على أن تكون "الرسالة السنوية مشعلاً جديداً ينير درب المسرح العربي نحو الرصانة والأصالة والانفتاح نحو إلتحام المسرح مع مسارات آمنة في صناعة تاريخها".
إن مبدعي المسرح العربي في هذه الدورة تتجلى ديناميكيتهم وحراكهم الفاعل، على صعيد لجانه الأساسية وفعالياته وبرامجه المتنوعة في إطار العروض التنافسية على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والعروض الموازية، والمجال الفكري الذي يشرف عليه الدكتور يوسف عايدابي ، والمجال الإعلامي الذي يشرف عليه الفنان غنام غنام، وتوقيع إصدارات الكتب، والندوات التطبيقية وتشمل إحدى عشرة ندوة نقدية تطبيقية، مخصصة للعروض المتنافسة على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتتولى الإشراف عليها الدكتورة رحيمة الجابري، ويشارك فيها نقاد عرب ويديرها فناون عمانيون. والورش المسرحية لصالح المسرحيين العمانيين، والمؤتمرات الصحفية، واستوديو 15 الذي يشهد في هذه الدورة تطويراً للاستوديو التحليلي الذي بدأت الهيئة تطبيق فكرته في الدورة 14، حيث سيتم تنظيم (استوديو 15) ربطاً بالدورة 15، وسيتناول هذا الاستوديو شؤون متعددة تتعلق بالمهرجان وبالمسرح العربي، فضلاً عن المجلة اليومية للمهرجان التي اصطلح على تسميتها نشرة المهرجان، ولكن عندما تكون في 24 صفحة ملونة، بمشاركة نقاد وكتاب وإعلاميين محترفين فإنها مجلة يومية، فضلاً عن قيام قسم الإعلام الإلكتروني في الهيئة العربية للمسرح، بإدارة حسن التميمي معززاً بفريق عامل معه ببث الفعاليات كافة على موقع الهيئة العربية للمسرح وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك بث العروض لحظة عرضها، وتصل ساعات البث اليومي خلال المهرجان إلى 16 ساعة يومياً.
المتصفح لفعاليات وبرامج وأنشطة المهرجان يلحظ إتساع "رقعة المشاركة العربية في عروض المسارين، فالعروض الخمسة عشر جاءت من ثلاث عشرة دولة عربية، وهي المرة الأولى التي تصل فيها عروض من كل دول الخليج للمسارين.. وتمتاز أيضاً بصناع المسرح الشباب الذين شكلوا أغلبية بين مجموع صناع العروض..كما يشهد المهرجان وللمرة الأولى عرضاً عرائسياً للكبار، وتحمل العروض في هذه الدورة إشارات قوية لاشتباك المسرحيين وإبداعتهم مع قضايا الأمة وما تعيشه من أزمات ومنعطفات، كذلك بالانفتاح على النص غير العربي بمعالجات عربية."
ويبرز في هذه الدورة ، كما في الدورات السابقة، المشاركة الكبيرة والنوعية والمميزة والفاعلة لكوكبة من مبدعي المسرح العراقي مخرجين وكتاباً وممثلين ونقاداً وإعلاميين، يتقدمهم الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين مدير عام دائرة السينما والمسرح عضو مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح.
تحتضن فعاليات المهرجان مرافق مسرحية وثقافية عدة: (مسرح العرفان) الذي سيشهد الندوات التطبيقية، ومعرض إصدارات الهيئة العربية للمسرح، إضافة لحفلي الافتتاح والختام ولستة عروض، و(مسرح كلية الدراسات المصرفية) الذي سيشهد أربعة عروض، و(مسرح قصر البستان) الذي سيحتضن خمسة عروض، في حين أن فندق (راديسون) سيشهد المؤتمرات الصحفية وندوات المؤتمر الفكري وكذلك استوديو 15، ناهيك عن أن مدرسة دوحة الأدب، وقاعات ومسارح وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب، فستحتضن الورش الأربع وتمارين الفرق المسرحية المشاركة..
تنطوي هذه الدورة على أرقام ومؤشرات عدة.. وما أوردناه منها ليست هي الكل، فهناك الكثير الذي سيلمسه المشاركون وجمهور المسرح العريض في سلطنة عمان العربية الأصيلة التي فتحت قلبها وعقلها وأيادي شعبها عامة ومبدعيها خاصة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق