الآمبن العام اسماعيل عبد الله : باسمي وباسم الهيئة العربية للمسرح أرحب بكم جميعاً في المحفل المسرحي الذي يزهو بحضوركم وبما أبدعتموه وقدمتموه، فهذا المهرجان مهرجانكم، بكم ومعكم انطلق في عام 2009
مجلة الفنون المسرحية
الأمبن العام اسماعيل عبد الله : باسمي وباسم الهيئة العربية للمسرح أرحب بكم جميعاً في المحفل المسرحي الذي يزهو بحضوركم وبما أبدعتموه وقدمتموه، فهذا المهرجان مهرجانكم، بكم ومعكم انطلق في عام 2009
كلمة سعادة الاستاد اسماعيل عبداللة الامين العام للهيئة العربية في أفتتاح مهرجان المسرح العربي الدورة 15 عمان
بسم الله الرحمن الرحيم
مساءكم مسرح
صاحب السمؤ السيد ذي يزن ابن هيثم ال سعيد الموقر وزير الثقافة والرياضة والشباب
أصحاب السمؤ أصحاب
المعالي أصحاب السعادة
أصحاب المقام العالي من المسرحيين الذي أموا الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي
السيدات والسادة من الحضور الكريم
مساءٌ للمسرح في مسقط التي تمطر بالمحبة والسلام، مساءٌ للمسرح في عُمان التي يحضرني الغزل فيها كلما ذكرتها، فمن ذا الذي سمع عنها ولم يعشقها، فالأذن تعشق قبل العين أحيانا، ومن ذا الذي رآها ولم يفتن بها؟ ومن ذا الذي سرح الطرف في الماضي ولم يرّ محاملها تمخر البحار شرقاً وغربا؟ ومن ذا الذي ذكر اسمها ولم يعطره لُبانها؟
إنها عمان، مزون، أرض مجان، والعمانيون صناع التاريخ وأخوة البحر والجبل والصحراء، ذكرها على اللسان حلوى، واسمها في الأنام فخر.
قلدوا عقد الغواني
بعضَ شعري في عُمان
فهْـــيَ من أغلى الجمان
صاغها فخراً جناني
قبلة الحبِ قديما
أصلها كان كريماً
نافست حوراً وريماً
وغدت تاج الحسان
باسمي وباسم الهيئة العربية للمسرح أرحب بكم جميعاً في المحفل المسرحي الذي يزهو بحضوركم وبما أبدعتموه وقدمتموه، فهذا المهرجان مهرجانكم، بكم ومعكم انطلق في عام 2009 وتنقل بين الحواضر العربية المختلفة من القاهرة إلى تونس وبيروت وعَمّان والدوحة والشارقة والرباط والكويت ووهران ومستغانم وتونس والقاهرة وعَمّان والدار البيضاء وبغداد وها هو يصل بكم ومعكم هنا في مسقط، محملاً بكل ما منحته تلك الحواضر من صور الإبداع والثقة بأن لدينا في وطننا الكبير كنوزاً ما زالت قيد الاكتشاف وإعادة الإنتاج، كنوزا تعطينا حصانة التاريخ وجدارة الوجود، وأنتم يا خلاصة العصر من المسرحيين المبدعين أهل لتكونوا سدنة هذا الميراث العظيم.
في هذه الدورة أعدت الهيئة كل ما يليق بكم وبمسقط من برامج، وتحتفل بكم ومعكم غداً بالعاشر من يناير اليوم العربي للمسرح، وتفخر بأن يكون صاحب الرسالة في هذا اليوم الكبير، فنان فلسطيني صاحب سجل حافل، مسرحي مناضل هو الأستاذ فتحي عبد الرحمن.
وتفخر الهيئة بأنها وكعادتها في كل دورة تستضيف نخبة من المسرحيين المؤثرين والفاعلين، لأن هذه هي أغلى هدية يمكن أن تقدمها الهيئة للبلد المضيف، في مهرجان ليس فيه سوى الجد والعمل والعطاء، مهرجان يفتتح الحالة المسرحية كل عام.
كما تفخر الهيئة بتكريم خمس جهات عُمانية اختارتها الجهات العمانية الشريكة، لما كان لها من دور مؤثر في التأسيس والنشأة والتطوير المسرحي في عُمان.
كما تكرم في دورتها هذه الباحثين الفائزين في المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، إضافة لاحتفائها بتوقيع ما يزيد على ثلاثين كتاباً من إصداراتها في معرضها الذي يضم حوالي ثلاثمائة وسبعين عنوانا، إضافة لمؤتمر فكري نوعي خصصنا فيه احتفاء بإصداراتنا عن المسرح العُماني وندوة فريدة تتعلق بالمسرح والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يقوم عليها مجربون تقنيون حرفيون ليستعرضوا تجاربهم، لأن الهيئة تنظر بعين اليوم إلى المستقبل، وإلى جانب كل ذلك ورش أربعٌ متخصصة لفائدة المسرحيين العمانيين.
وأمام هذا البرنامج الكبير والنوعي، اسمحوا لي هنا أن أحيي الشركاء العمانيين الذين لولا جهدهم وبذلهم وتفانيهم لما وصلنا إلى هذه اللحظة البهية بوجودكم، وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بسعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي الذي تعامل بكل الحب والجدية مع الحدث، ومن خلاله إلى كافة أعضاء فريقه الذي عمل بكل تفانٍ وإخلاص، والجمعية العمانية للمسرح ممثلة برئيس مجلس إدارتها الفنان عماد الشنفري حيث قدمت الجمعية نموذجا للمسؤولية الوطنية والعربية خلال تنظيم هذا الحدث وبرفقته فريقه العامل من الفنانين العمانيين الذين يتوزعون في كل مفاصل ومرافق المهرجان.
وأرى الجمال يطوفْ، يسعى حافياً طمعاً ببعض مراتب الإحسانِ
وطن تعانقه القصائد، حرة القبلات، لا مدفوعة الأثمانِ
رئة من الأحلامِ تفتتح المواسم للملاحة للنسيم الحاني
وليفرد النخلُ الأسنُّ ظلاله، في رقصة سعفية الألحانِ
رئة تضخ الغيم في أرواحنا، كي نعبر الصحراء باطمئنانِ.
أيتها الزميلات أيها الزملاء، الحضور الكرام
عندما تسقط حزمة ضوء على الخشبة فهذا يعني أن إنساناً مسرحياً فاض بالحلم، وعندما يُسمع وقع الخطى تدب على الخشبة فهذا يعني أن إنساناً مسرحياً قد أقدم على المغامرة وصعد جبل الحكمة، عندما ترتفع ستارة المسرح فهذا يعني أن يد مُلْهَمٍ مُلهِمٍ تجلو بالحقيقة عتمة تحجب الجمال والحقيقة، وعندما يصدح صوت الفنان المسرحي على الخشبة فهذا يعني أن الفن يعلن للكون صرخة قيامة ونهاية طغيان الجهل ونداءً من أجل الحياة، التي يكون فيها الإنسان هو الأغلى، الأعلى، والأحلى، الحياة التي تكون فيها الإنسانية نقية من شرور البشر، حياة هي حق لا منحة من أحد، حياة يكون العدل فيها سيداً لا عبداً أو مظلوما رهين جهل وعدوان.
في المسرح وكأننا نقف على قمة شاهقة لننجو نحن والجمهور من الطوفان، طوفان الدم الذي يلطخ روزنامة هذا العصر، ولا يوقفه سوى استعادة الإنسان لإنسانيته، وطوفان الدم هو دم يطلب دماً، وثأرٌ يطلب ثأراً في حلقة لا تنتهي من الموت.
في المسرح نبني سفينة الخلاص من خشب صدرونا، ونرفع شراعها من خافق قلوبنا، ونمنحها أكفنا وأعمارنا مجاديف لننجو وتنجو معنا قيم الحق والجمال والخير، قيم المسرح الذي خلقنا وخلقناه، أرادنا وأردناه، أرادنا حملة مشاعله ورسل رسالته وأردناه ملجأنا وخشبة خلاصنا.
أيها المسرحيون، في اجتماعكم هذا إعلان بجدارتكم للحياة، وإعلان بجدارتكم للرسالة، وهنا أدعوكم وإياي إلى نكون بررة بالذي نحن بين يديه وألا نخون السيد النبيل المسرح، أن نخلص له حتى يكون للناس كما كان وكما ينبغي أن يكون، أن يكون للناس جميعاً كسرة معرفة تطفئ جوع العقول، وشربة فرح تروي ظمأ النفوس، ووردة فرح تهذب دور أكفهم وأياديهم، ونغمة تضبط إيقاع حركتهم، نعم كما كان وكما يجب أن يكون سكينة لأرواحهم، وأماناً لحياتهم ونوراً يعبر الجدران التي باتت تحيط بهذا الإنسان.
فما معنى المسرح إن لم يكن كذلك؟، وما معناه إن انسلخ عن جلدته وعن مصير وصيرورة تاريخ البشرية، ولنذكر أن كل تحول وجديد شهدته مناهجه ومساراته ومدارجه، لم تكن سوى استجابة لتلك الصيرورة ومساهمة من المسرحيين في دفع الحياة والدفاع عنها.
فلنتبصر، أي مسرح هذا الذي نرهقه ونهرقه على الخشبات؟ أي مسرح هذا الذي نريد؟ أي مسرح يجب أن نعطي ونبدع لنكون رسلاً وحملة رسائل؟ لنكون خطاباً جماعياً لجمهرة الناس، ولنكون جديرين بأن يختارنا التاريخ وتختارنا الذاكرة البشرية وتكتب اسماءنا في ألواحها بحروف الاعتزاز.
ولنتذكر بأن الوردة لا تحمل سيفاً في وجه الكون كي يرى جمالها أو يتنسم ضوع عبيرها، والشمس إذ تعلن نفسها فإنها لا تجبر عباد الشمس أن يتبع ضوءها.
هل يغمض المسرحي عينه إلا على حُلُم؟
هل يفتح المسرحي عينه إلا على الحق والجمال؟
هل للمسرحي أن يختار غير مسالك النبلاء.
هذا هو المسرحي الذي يمكن له أن يحدث الفارقة، فما المسرح إلا سجل شرف، يحمل في متنه أشرف القيم والسِيَّر.
كونوا شموس أرضكم، كونوا علامات على دروب آمنة يعبرها البشر وهم يرددون تراتيل المجد، ازرعوا حكمة المسرح في عقول الكبار والصغار، ازرعوها على أرصفة الحياة وارسموها على جدرانها، وابحثوا عن الحرية في قلوبكم ونفوسكم تجدوها.
الناس تحب أن ترى صورتها في صورتكم، فهل من المجدي أن نبحث عن صورتنا في مرايا الآخرين.. "القمح مر في حقول الآخرين والماء مالح". قد نجد في بعضها ما يشبهنا، لا بأس من التفاعل معه، أما أن نحاول التفاعل مع ما يناقض ملامحنا، ملامح تكويننا، وجيناتنا الحضارية، فإن الاغتراب بمعناه المؤلم نتاجٌ مؤكد، فلنلتفت إلى مرايانا أولاً، ثم فلنلتفت لمرايا الآخرين في الجهات الأربع لنبحث عن التقاطعات الجمالية والإنسانية، لنبحث عن سهوب تجمعنا ولنقرأ خارطة الجزر المنعزلة من باب الهوية.
وأنسج على قول الشاعر وأقول: مسارحنا بلا طعم بلا لون بلا صوتِ، إذا لم تحمل المصباح من بيتِ إلى بيتِ.
من هنا وبحضوركم أوجه التحية العالية للرجل الذي جسد كل هذه القيم وقام عليها، أرادها خبزنا وبيتنا والهواء الذي نتنفس، فكانت هيئتكم، الهيئة العربية للمسرح بيتكم، بيت المسرحيين العرب جميعاً أينما كانوا، إنها التحية لنَيِرِ عقله وعطاء قلبه وروحه الوثابة، إنها التحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، صاحب الفكرة والفضل لما نحن عليه الآن، ولما يحلم ونحلم أن نكون.
هنا مسقط، هنا التاريخ والجمال والمحبة
حين اختارت الهيئة العربية للمسرح مسقط حاضنة لمهرجانها في الدورة الخامسة عشرة، اختارت الأحلام والآمال الكبيرة التي يرسمها ويعيشها المسرحيون العمانيون الذين يصنعون التاريخ في بلد هو حاضرة من حواضر التاريخ منذ فجر التاريخ، جاء تلبية لطموحهم ومحبتهم واستعدادهم، ولقد لمسنا دون شك نبلاً كبيراً وتضحيات كبيرة، واستعدادات لا تقل أهمية على كل الصعد الرسمية والأهلية في عُمان الثقافة والإبداع.
لذا لا بد أن نقول في حبها:
حلوة عمان يا بلادي الغالية لِ زاهية دائما في كل عين
إنت العظيمة والأبية يا عمانتاريخ لك يشهد على مر الزمان
أرض الأصالة والكرم شعب ومكان رب الزمان يحفظك طول السنين
0 التعليقات:
إرسال تعليق