أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 18 يوليو 2020

مسرحية " حكاية فَسُّوكَهْ " أعداد : درويش الأسيوطي عن مسرحية جورج شحاده " حكاية فاسكو "

مجلة الفنون المسرحية




 

الشخصيات حسب الظهور : 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  ملازم أمشير : ضابط شاب في الجيش ـ مرسل في مهمة . 
  قيصر : يصف نفسه بأنه عالم . فوق الخمسين ـ والد قشطة .
  قشطة  : قتاة جميلة لعوب في العشرين ـ أبنة قيصر .
  شندي : فلاح ، فوق الخمسين . 
  هندي : فلاح ، فوق الخمسين 
  فسوكه : حلاق شاب ، طيب ، لا يعرف شيئا غير عمله . 
  مرمر الخياطة : أخت فسوكه الحلاق . 
  حفيظة : سيدة فوق الستين تبدو فاقدة العقل 
  العمدة : في الأربعين من العمر ـ  
 اللوا : في الخمسين من العمر 
عبود : ضابط المخابرات الوطنية
بسطاوي : ضابط المخابرات الوطنية 
عربي : ضابط المخابرات الوطنية 
اسكندر : ضابط مخابرات العدو
عنتر : ضابط مخابرات العدو 
أبوزيد : ضابط مخابرات العدو
أبو القمصان : مراسلة المقدم أبوزيد 
الغول :    قائد مخابرات العدو 
ألدو : صبي الطبال 
مسعود : الطبال ـ في الخمسين 
 جنود ـ خفراء ـ فلاحون 












الفصل الأول 


اللوحة الأولى : 

[ فسحة بين غابة نخيل تشغلها عربة [ كارو] بلا حصان عليها قبة من القماش يبدو ضوء مصباح داخل القبة ، ويسمع صوت الريح ، يدخل أحد الضباط الشبان في ملابسه العســـــكرية وعلى رأسه كاب هلالي الشكل [ فاروقية ]  متلفتا حوله ، تستوقفه بعض عيون الغربان البراقة على جريد النخل القريب ، أصوات الغربان تبطن المشهد ]
أصوات : كواك ..كواك .. كواك 
أمشير : أعوذ بالله ..  إيه النحس ده ..؟!! دي مش مأمورية دي ؟!!  ليل .. وعفرة ..  وبرد... و غربان ..!! صحيح إحنا ف أمشير .. اللي اسمه على اسمي  بس مش كدا ..!! 
ياه الواحد  جسمه بيترعش ..!!  أنا مش خايف طبعا..!!  العسكري ما يخافش ..!! 
[ لحظة صمت وتأمل ] 
يا ريتني مليان خوف .. قد ما أنا مليان قرف ...!! 
[ يمسك ببعض الأحجار من ألرض ويلقيها نحو الغربان ] 
هش غوروا ..!!  نايمين ..؟!! طبعا ماحدش ينام ف ليلة سودا زي دي غير الغربان ..!!  طيب .. [ يسحب مسدسه ويطلق طلقه فيسقط أحد الغربان  ]
قيصر: [ يطل برأسه من نافذة القبة القماش ] مين ؟ مين ؟ مين ؟..  استنى عندك ..
[ يقفز من العربة بسرعة لا تتناسب مع سنه ممسكا بعصا  ]
انت مين ؟ 
أمشير : إنت اللي مين ؟ 
قيصر : أنا قيصر ..!! قيصر ..!! الاسم زي ما انت شايف اسم تاريخي ..!! إما تتعدل في كلامك  وإلا وحق من جمعنا في الليلة السودا دي .. أخبطك عصاية أفتح نافوخك  ..!! أنا سألتك إنت مين .. ترد عليه..!! مش تسألني ؟ إنت إيه ..؟؟  غريب ..؟ .. نتعرف .. قريب ..؟  نتسامر .. جعان  والا عطشان .. هأشبعك كلام وغنا .. !!
[ تسمع ضحكة نسائية ] 
عازب ..؟ أجوزك بنتي  .. هارب من الجيش أرجعك للجهادية غصبن عنك ..!! ما تنطق  
[ لقشطة ] ناوليني يا بت يا قشطه النضاره من عندك .. أحسن مش شايف ,, 
[ تمتد ذراع قشطة من النافذة المسدلة ]
ص قشطة : النضاره يا آبا .. 
قيصر :: [ يثبت النظارة على عينيه ] .. آه ..!!  ظابط ..!! أمال حصانك فين يا باشا ؟ 
أمشير : وانت حصانك فين .؟
قيصر : كلناه ..!!  وحصانك  ؟ 
أمشير : سبته في السكه بعد ماساب رجل من رجوله .. 
قيصر: وانت فاضل لك كام رجل .. ؟!!
قشطة : [ تضحك في عهر من داخل القبة ]
قيصر: اتلمي يا بت الكلب .. !! هاه .. و رايح فين إن شاء الله ؟
أمشير : بأدور على بيت فسوكه الحلاق .. تقدر تدلني عليه ؟
قيصر : يا أخي خللي عندك نظر .. عيب لما تسأل عالم كبير زي حضرتي ..  عن بيت حلاق ..! 
أمشير : [ لقشطة التي نزلت بتمهل ملتفة ببطانية من بطاطين الجنود ] 
تعرفي بيت فسوكه الحلاق يا قشطة  ؟
قشطه : أنا .. لأ..!! لكن أعرف حاجات تانيه أحلى ..  [ تكشف البطانية عن ملابسهاالداخلية ] 
قيصر : انت اسمك إيه ؟ 
أمشير : أمشير .. 
قشطة : اسم حزين .. بأقول لك إيه يا إنت ..؟ ما تيجي نقعد تحت النخلتين دول نتسامر لحد 
النور ما يشقق ..؟!!
قيصر : حظك حلو إنك عترت في عالم ..!! أنا أعرف كل حاجه عن المنطقة دي ..!!
قشطة : [ جانبا ساخرة ] ورحمة أمي ما يعرف حاجه .. !!
قيصر : شاهد..؟!! شايف بتتعامل مع أبوها أزاي ؟ وهيه عارفه إني عالم كبير ..!! اللي قدامك 
يامبجل عالم .. عالم من ضوافر رجليه .. لحد شعر راسه .. وتقدر تجرب ..!! عارف يا 
ابني ... من النادر ..  بل من المستحيل .. إنك تقابل في حته مقطوعة زي دي .. واحد 
من العلماء الأجلاء .. وفين ؟ 
[ يأخذ أمشير جانبا متلفتا حوله واضعا إصبعه أمام فمه ] 
في غابة ساكنينها الرهبان ..!!  شايف اللي فوق دول ..؟!!  رهبان الجن .. العفاريت 
هنا بتركب كل حاجه ..!! حتى الفراخ .. إمبارح وأنا ماشي في العزبة اللي جنبنا .. خنقت 
ديك ..
أمشير : [ يبدو مندهشا]  ديك ؟ 
قيصر : شتمني ..!! رحت طابق ف زمارة رقبته .. بيني وبينك أول ما شفته عرفته .. !! كان 
عفريت واحد ملاخ له عندي تمن جوز جزمه قديمه ..!! حتى اسألها .. قشطه .. قشطه 
[ قشطة تبدو في داخل القبة تبدل ملابسها] 
البت دي عماله تغير وتبدل ف قمصان نوم ..عارف ليه؟  عايزه تكفر أبوها العازب ..!! إلا كنت بأقول إيه ؟  [ تضحك قشطه بميوعة ] 
[ مستثارا يخلع فردة الحذاء ويمسكها بيد ] هأسويها بالجزمة بت االمركوب دي .. !!
أمشير : تصبح على خير ..
أصوات : [ يسمع صوت نعيق غراب ] كواك كواك .. 
قيصر : سامع يا باشا. !!؟ سامع .. ؟ عارف الراهب دا  بيقوللك إيه ؟ بيقوللك إنه يقدر يدلك 
على بيت فسوكه الحلاق ..!!
أمشير : يا سلام  .. والتاني بيقول إيه ؟ 
قيصر : لا .. دا قليل الأدب .. ماسك سيرة بنتي  .. 
[ للغربان بجدية زائدة ]  
يا قداسة الراهب ..  أنا ما أحبش الهزار السخيف ده ..!!  خلاص ..[ جانبا ]  استنى يا 
أمشير لما يطلع القمر .. هتشوف العجب من الرهبان العفاريت دول !!  ويمكن شعرك 
يشيب .. والا تطلع لك قرون ..!!
[ تنفجر قشطه ضاحكه ] 
أمشير : [ يرفع مسدسه ممسكا به من الماسورة ] 
الظاهر أنا اللي هأطلعلك قرون ..!!
قشطه : [ قشطة تندفع بينهما لتنحشر بين أبيها والضابط ] 
إرفع إيدك  .. عايز إيه منه ؟ 
قيصر : أيوه صحيح ..عمال تلك تلك .. عايز إيه مني ؟
قشطه : الحق عليه إللي بيسليك ؟
قيصر : بأثقفه الجاهل ده ..!!
قشطه : فيه ظابط محترم .. يرفع إيده على راجل قد أبوه ؟! عشان إيه..؟  قال عشان قاللوا يمكن 
تطلع لك قرون .. هوه فيه ظابط من غير قرون ؟!  
[ تجذب أبيها بعيدا ] سامحه ياآبا .. ظابط وغلط !! 
قيصر : دا حتى القرون ممكن تبقى ليها فايده للي زيك .. أقله تسند القارب المقلوب اللي على 
راسك 
قشطه : وبعدين أبويا هيقوللك على بيت فسوكه الحلاق حتى  من غير ما يعرف .. لازم في عزبة 
اللحم إللي على شط الترعة إللي هناك دي ..
أصوات : [ صوت غراب ] كواك .. 
قيصر : أهه .. صدقتني ..؟!!  بيقوللك مظبوط ..!!
أمشير: [ لنفسه مفكرا ] باين كلامهم صح .. نفس المعلومات اللي عندي على الخريطه 
[ لقشطه ] أنا  آسف يا آنسه .. .. عن إذنكم .. [ يخرج ]
قيصر : استى يا مجنون .. مش من هنا .. السكه كلها شوك .. مش هتوصل .. هدومك هتتقطع 
[ يخرج ويختفي ]
ذبنك على جنبك .. 
[ تذهب قشطة إلى القبة ] 
جهزي ابرتك وخيطك .. الطريق ما يرحمش .. ياما قطع بنطلونات وإلبسه ..!!
[ ثائرا ]  الله .. هو القمر مش هيصحى الليله دي والا إيه  ؟ عايز أفسح الكلاب ..!! 
الواحد بقى مهمل ف حق الحونات دي يا قشطه ..!! تصوري إمبارح كشفت على كلب 
فيهم لقيت عنده فقر دم .. !! تصوري يا قشطه .. [ مناديا ] قشطه .. 
قشطه : سيبني بأحلم .. 
قيصر: الحلم باب الكدب يا هبله ..!!  بتحلمي ؟ بإيه ؟!! .. هه ..  براحتك .. بس علي صوتك 
عشان أسمع  [ لا ترد ] هتعلي صوتك .. والا أصحيكي ؟!!
قشطه : سيبني .. أنا مع واحد 
قيصر : [ يعثر في الغراب الذي اسقطه أمشير ] .. بسرعة كدا ؟.. البت دي ما بتضيعش وقت .. 
[ مقلبا الغراب الميت أمام عينيه ] 
طبعا مش غراب ؟!!
قشطه : إحنا قدام المأذون ..
قيصر : هيه الناس بتحتاج لمأذون في الحرب  دي ؟ 
قشطه : ومعانا عيال صغيرين يا بابا .. ملايكه عيال  .. كل عيل ف بقه زمارتين .. !!
قيصر : ربنا يستر ..
قشطه : والورد كتير .. كتير .. الناس بتحدفنا بالورد .. تصور .. مش شايفه م الورد يا بابا .. 
مش شايفه ..
قيصر : ولا أنا .. 
قشطه : انا  ماشيه خطوه خطوه 
قيصر : على مهلك يا ضنايا .. [ لنفسه ] الريح هديت .. 
قشطه : بس لوحدي يا بابا .. فرحانه قوي .. مش عارفه ليه .. شايفاه على شط الترعه .. حلاق 
صغير .. تصور اسمه فسوكه الحلاق .. تصور .. الموج ما لوش صوت ..!!  حط إيده 
على شعري .. إيده زي النسمه .. حلاق  مقصه بينور .. زي قلبين حاضنين بعض على 
طول 
قيصر : الحمد لله .. الريح هديت .. 
قشطه : هأموت م الجوع يابا .. ما فيش حوالينا غير النور ...  والورد .. النور .. والورد ...
قيصر : حلم حلو يا بت يا قشطه 
[ يسمع شخيرها ] [ مستثارا فجأة  ] 
بعد دا كله بتشخري يا بت الكلب ؟!! 
أصوات : كواك .. كواك 
[ يسمع  صوت غراب فيمسك بعصا بغضب  ] 
هش .. هش لا تصحيها ..!!  الرهبان العفاريت مستكترين علينا الحلم .. 
قشطه : [قشطه تطل من الكوة ] إنت بتزعق مع مين ياآبا ؟ 
قيصر : ما لكيش دعوه يا كدابه ..!! حتى في الحلم كدابه .. 
أصوات : كواك .. كواك .. 
[  يدخل الملازم أمشير من حيث خرج ]
أمشير : إنت ماسك لي عصايه ؟
قيصر : أعمل إيه ؟ .. ما انت وش مصايب 
[ تجري قشطة لتقف بينهما وهي تكتم ضحكاتها ] 
لف .. وريني عملت ف نفسك إيه ..؟!!  تمام زي ما توقعت .. !!
أمشير: هاستنى لما يطلع الصبح .. 
قيصر : ما قلتلك م الأول .. الله .. هوه أنا ماسك العصايا ليه ؟ !!  أكيد كنت زعلان ونسيت ما 
دام العصايا ف إيدي ..!! جايز كنت  بأدب الغراب الميت ده .. 
مش مهم .. روحي نامي يا قشطه .. وإطفي النور .. إيه فايدة النور لواحد زي ده عايش 
طول عمره ف ضلمة الملاجيء ..؟!!  روحي اطفيه ونامي [ تذهب صامته ] عايز تقول 
حاجه قبل ما نطفي النور..؟!!
أمشير : ارمي الغراب اللي ف إيدك وأنا هأعوضك عنه .. خد .. [ يخرج بعض النقود ]
قيصر : إحنا ناس فقرا .. بس مش شحاتين .. وأنا كمان مش عايز أحبك .. إن كان ولابد تديني 
فلوس .. تقدر تشتري مني حاجه .. آه .. ما أنا زي ما أنا عالم كبير .. تاجر كبير برضه 
أمشير : ماشي يا عم قيصر .. أقدر اشتري إيه من عندك ؟
قيصر : تشتري كلب ..!!
أمشير : كلب ؟ بضاعه غريبه .. ف بلد مليانه كلاب ..!!
قيصر : تأكد يا محترم .. إن كلابي مش كلاب عادية .. أبدا .. الحونات بتاعتي موهوبه ..!!  آه 
تقدر تقول إنها حوانات ذوات .. زي ولاد الذوات كدا .. متربيه .. لا توسخ ولا تبرطع ولا تعض .. ولا لهاش أي فايدة ..  صحيح أنا تاجر كلاب .. لكن كلاب مثاليه  ..!!
[ يذهب إلى خلف العربة ويأتي بصندوق يفتحه ]
تحب تتفرج .. ؟!!
أمشير : اتفرج .. نتسلى لحد ما يشق النور 
قيصر : دي بقى مجموعة نادرة ..[ يخرج كلب محشو ] دا .. فزَّاع .. إوعى تقرب منه أو تلعب 
معاه 
أمشير : بس دا شكله يخوف ؟
قيصر : ماهو كلب حراسه ياباشا .. شوف .. 
أمشير : لا ومحشي كويس ..
قيصر : تحب أخليه ينبح .. ؟!!! أحسن تفكر إني بأنصب عليك ..!!
أمشير : لالا .. ما فيش داعي تزعج المرحوم ..
قيصر : أول مره يا فزاع حد يتكلم عننا باحترام ..!! إنت راجل طيب يا أمشير 
أمشير : ما تفرجني على الباقي ..
قيصر : [ يخرج آخر ]  .. قيس بن الملووح..!! دا بقى لو عاش كان بقى ممثل عظيم من بتوع 
المسرح .. إنما الحب يا أمشير يا ابني قتله .. فضل يبكي يبكي يبكي لحد ما انفطر قلبه
ومات .. شايف تلاقيه بيبص لفوق بعظمة الممثلين الكبار .. عشان كداأنا حشيته ريش 
نعام ....
أمشير : والله يستهال 
قيصر : ودا بقى .. [ يخرج آخر ] سقراط ..!! ينفع صحفي .. وعلى فكرة دامن سلالة كلب أهل 
الكهف .. ساعات بياخد نضارتي ويقرا ..!! أمال يامبجل ..!!  دا حافظ جدول الضرب .. 
أما دي بقى .. نورا .. ليها في المزيكا .. وزي ماانت شايف .. حلوه .. ودافيه ..
أمشير : هوه العسكري محتاج إيه غير واحده حلوه.. و دافيه ؟!!
[ يضاء الأفق بضوء أحمر ثم يسمع انفجار ]
قيصر : وشك بقى دم 
أمشير : الحرب حريقه كبيره مش هتخلص 
قيصر : أعوذ بالله .. ما حدش بيفتح بقه ..  حتى الغربان سكتت  ..!!
أمشير : حريقة الريح بتشعللها .. 
قيصر : [ يتكرر الإنفجار والوميض ] إنت عارف أنا بأفكر في إيه دلوقت ؟ [ ضاحكا ] في الديوك 
اللي بتجري لوحدها عشان تهرب م النار !! خساره .. !!
أمشير : ياأخي فكر ف كلابك .. فاتحه بقها .. زي ما تكون عايزه  تقول حاجه ؟!!
قيصر : عايزه تقول إن الانسان غلطان .. هأجيب العصايه وأربيها.. [ تسمع أصوات مدفعية ]
عاجباك الدوشه دي .. ؟!!
أمشير : الضرب كان جاي م الشرق
قيصر : كل الدنيا شرق .. الشرق عندنا هوه كل الحاجات اللي بنحبها ..الأرض والشمس والقمر  
إحنا مختلفين ليه يا باشا .؟!! عشان حياتنا مختلفه ..؟!! والا حياتنا مختلفه عشان إحنا 
مختلفين ؟!!
أمشير : عشان حياتنا مختلفه.. 
قيصر : [ ينهض ويعيد ترتيب الكلاب في الصندوق ] 
مش بايع .. الحونات دي متوحشه .. شكلها مرعب.. وأنا عارف ربنا كويس  .. أنا 
هأروح أنام .. 
أمشير : هتنام؟ 
قيصر : أبقى غبي لو ما نمتش عشان شوية ضرب .. وحريقه .. !! 
[ يصعد إلى العربة ويطل من الكوة ] 
أصوات : كواك .. كواك .. كواك ..
قيصر : أمشير .. طاقيتك ...
أمشير : اشمعنى..
قيصر: اديها للعيال يعملوها قارب [ يضحك منفردا ] [ بعد لحظة صمت ]  إنت نمت ؟ 
أمشير : لا .. لسه 
قيصر : عارف الظابط لما تمطرعليه يحصل إيه ؟ 
أمشير : يستحمى
قيصر : لا .. يبقى شكله يفطس  م الضحك ..[ يضحكان معا] غريبة.. إحنا بقينا أصحاب ..؟!! 
إيه رأيك يا صاحبي في معركة خضرا ..
أمشير : يا ريت .. يا ريت تقول للناس .. !! أنا ظابط .. أنا والحرب على حماره واحده .. ماشيه 
ف سكه ما أحبهاش .. لكن .. الحماره ماشيه .. 
اسمع .. قيصر..؟ إنت نمت ؟  حتى انت يا قيصر .. يا خساره

[ إظلام ]










اللوحة الثانية : 

[ ساحة تتوسطها بئر، وعلى جانبها بيت له نافذة عريضة ، أعلى النافذة  لافتة كتب عليها بخط رديء عريض (  فسوكه الحلاق ) وكتب بخط أصغر ( مزين وـكوافير ومطاهر وحجام ) . يرى في النافذة المشعة كرسي الحلاق الدوار يدور فارغا . يدخل فلاحان في يد كل منهما (دلو)  لحمل الماء ، يديران معـــا عجلة البئر بصعوبة ، ويقتسمان الماء المتوهم في دلويهما . ]
هندي : دول للجزرات 
شندي : ودول للفجلات 
[ يخرجان كل في اتجاه . يمر خلف النافذة شاب  في معطفه الأبيض  ، يتطلع في حذر 
إلى الساحة الخالية  ثم يقوم مطمئنا باستخدام مقصه ومشطه للحلاقة لزبون وهمي ،  ثم يختفي مع عودة الفلاحين ] 
هندي : غريبة يا شندي يا أخويا 
شندي : إيه الغريب يا هندي يا أخويا 
هندي : إحنا الاتنين شركا في الميه .. 
شندي : صح .. 
هندي : وضد بعض في السوق .. !!
شندي : برضه صح .. !! دي للبصلات ..
هندي : ودي للجرجيرات 
شندي : [ خارجا يتوقف أمام النافذة المشعة ] 
متهيأ لي زي ما يكون غيمة مرت كدا ورا الشباك دا ..!!
هندي : أناكمان شفت حاجه بيضا وكدبت نفسي .. !!
[ يخرجان ويعود فسوكه إلى زبونه الوهمي يقص له بمقص حقيقي لامع شعره الوهمي  ] 
شندي : [ عائدا ] من يوم الولاد ما راحو الحرب ..وإحنا اتهلكنا ..
هندي : عندك حق .. نحرت .. ونعزق .. ونشيل الميه 
شندي : من يوم مسعد ولدي ماراح الجهاديه .. وريقي نشف أنا والزرع .. 
هندي : طب إنت واحد .. لكن أنا ليه في الحرب دي اتنين .. 
شندي : والله فراق الولاد صعب .. 
هندي : سكان عزبة اللحم بقوا قسمين  .. نسوان أرامل .. وعواجيز تشيل ميه
شندي : الحرب حرب على رأي حضرة العمدة 
هندي : ماهو العمدة ما بياخدوش عياله الجهاديه ..!!  هيه ندهة واحده م الغفير .. والولاد تخش 
الحرب .. 
شندي : وعشان إيه ؟ مش عارف .. 
هندي : العمدة بيقول عشان الوطن ..
شندي : وطن ؟!! أنا وطني بصلاتي .. 
هندي : وأنا وطني ضهر مراتي  .. شيل شيل  .. عشان لما يرجعوا الولاد .. إللي زايد رجل ..
شندي : واللي ناقص دراع ..  
الاثنان : يلاقوا الأرض خضرا ..
[يخرجان و تدخل الفتاة (مرمر الخياطه)  وتتجه إلى النافذة رافعة صوتها منتحبه  ] 
مرمر : منك لله يا فسوكه يا ابن امي وأبويا  ..!!  منك لله يا بعيد ..!! دايما واكسني ومقصر 
رقبتي يا  فسوكه ..!!  نسوان عزبة اللحم بخيطوا بره .. عشان إيه ؟ عشان أخويا ما 
سمعش كلام العمدة ودخل الحرب .. عشان أخويا جبان .. بعد ماكنت مرمر الخياطه .. 
بقيت مرمر أخت الجبان فسوكه .. آه يا ميلة بختي يا آني .. !!
بص عليه يا راجل ..!!  ده أنا أختك شقيقتك .. بت الصره والمصران .. مش عايز تروح 
الحرب ليه ؟!!  رد عليه ..!! مش عايز تروح الحرب ليه ..؟!! ما كل الشبان راحوا ..!! 
.. اشمعنى انت اللي قاعد ..؟ دي حتى الحمير .. اتطــوعت ف خدمة المجهود الحربي ..  روح يا فسوكه أحسن ما يسجنوك  !!  طب دا العمدة بيقول .. إنك قدامك فرصه كبيره .. ممكن تحلق فيها للظباط الكبار .. الظباط الكبار ..  اللي  تبص في الواحد تقول عليه أخرس .. من الفكر .. 
استنى  [تتمخط ] 
إنت خايف يا فسوكه؟!!  ليه ..؟  دي الحرب بيقول العمده سهله للي عايز يموت ..!! 
لو مش عايز تموت . لما تشوف الرصاصه .. وطي راصك والا فرجح رجليك .. قاعد ليه 
يا منيل ؟ هوه عاد فيه حد بيحلق ..يا دهوتي ..  ألطم عليك .. والا عليه ..  والا على 
الحرب .. يا خراب بيتك يامرمر .. إللي ماحد معبرك ولا حتى أخوكي .. آه ياغلبي ياآني 
[ تخرج باكيه وتدخل حفيظة تدور في الساحة الخالية ]
حفيظة : محفظ .. يا محفظ ..!! [ لنفسها ]  هوه الواد ده راح فين ؟ والبيوت مسنكره أبوابها ليه؟ 
لازم النهارد الجمعه .. والناس راحت تصلي .. يا محفظ .. 
[ تنظر في الدلوالذي تركه الفلاحان ] 
يا لهوي  .. وشوش في الميه ؟!!  يا لهوي يا لهوي يا  لهوي .. من امبارح كل ما أبص 
في الميه أشوف  وشوش بتغرق .. إلحفني يامحفظ [ يدخل هندي ]
هندي : جرى إيه يا ست حفيظه ..؟ خوفتي البصلات .. محفظ راح معاهم .. لازم كل يوم أقولها 
لك .. ؟ الولاد راحوا يا حفيظة ..!! المره دماغها  بقى زي المنخل .. لا حول ولا قوة إلا 
بالله 
حفيظة : بص .. !!  [ مرتدة في خوف خطوة ] يا امه .. !! طلعت وش من البير .. !!
هندي : طيب .. طيب .. ما تخافيش أدلقي .. يرجع البير تاني .. 
[ مع دخول شندي يظهر فسوكه الحلاق في النافذة في البالطو الأبيض ، في يده مقص 
وفي الأخرى مشط يحلق لزبونه وهمي ]
شندي: [ متابعا له برأسه ] مشط ومقص ؟ ماسكهم لمين لأهبل ده.. فسوكه اتجنن ياهندي يا 
أخويا ..!!
هندي : لا حول ولا قوة  إلا بالله 
[فسوكه يأتي في النافذة بحركات تتناسب مع الحوار ] 
شندي : دا بيرم له شنباته لحد السقف .. 
هندي : شنب مين ؟ 
شندي : الزبون .. وبيقول له .. نعيما ... 
هندي : أنا هأبلغ العمدة 
شندي : دا بيتمسخر بينا 
هندي : [مخاطبا فسوكه بصوت مرتفع ] 
مستني إيه يا حلاق البهايم ؟ بتعمل إيه عندك  .. والشبان بيفرقع فيهم الرصاص .. ؟ 
[ يختفي فسوكه متغيظا ويبقى الكرسي الدوار يدور ] 
شندي : قلت لك دا مجنون 
هندي : لا .. دا جبان .. 
شندي : وبارد .. وما عندوش دم .. ياللا بينا [ يخرجان ] 
[ يدخل العمدة سلطان ضخم الجثة يلتقط أنفاسه بصعوبة  وخلفه الملازم أمشير ] 
العمدة : والله يا باشا ما عارف أودي وشي من جنابك فين .. ؟ !! بقى تبقى ف بلدي وتبيت في 
الخلا .. وسط الغوازي والنور ..؟!! الحمد لله إللي ما سرقوش هدومك .. دول بيسرقوا 
الكحل من العين ..!!
[ متوقفا أمام الباب مشيرا إلى النافذة ثم جانبا لأمشير ] 
أهو دا يا باشا .. بيت فسوكه الحلاق اللي بتسأل عنه .. بص ..[ جانبا ]  لو شافني 
معاك .. لا هيرد ولا هيفتح ..!! سايسه .. سايسه .. وأنا  هأروح أجهز لك الغدا والركوبه 
أمشير : ركوبتين ياعمدة .. عشان مش راجع لوحدي ..
العمدة : يبقى حصان .. وجحش .. 
[ يتظاهر العمدة بالخروج لكنه يختفي خلف واحد من جذوع النخل ] 
أمشير : [ مناديا بصوت رسمي ] المواطن فسوكه الحلاق .. المواطن فسوكه الحلاق .. 
الوطن يناديك ..!!  سيادة اللوا والوطن طالبينك بالاسم يا فسوكه .. 
[ صمت للحظة ]
أنامش جاي أقبض عليك .. تقدر تخللي بابك مقفول .. بس طل واسمعني ..أبلغك  
رسالة الوطن ..والا .. 
[ تسمع حركة مرتعشة قرب النافذة ] 
الظاهر هتطرني استخدم القوة لتبليغ رسالة الوطن .. !!
[ يسحب أجزاء مسدسه ويطلق طلقة ] 
افتح وإلا هأضرب في المليان ..!!
[ نسمع أصوات أدوات المطبخ تسقط على الأرض .. ثم يظهر ببطء فسوكه في النافذة 
مرتعشا يرفع يديه ] 
إنت فسوكه الحلاق ؟ 
[ فسوكه يهز رأسه عدة مرات مؤكدا ] 
مالك بتترعش زي حبل الغسيل .. ؟ إجمد عشان  الوطن ..
العمدة : الباشا جايب لك زبون يا فسوكه .. 
فسوكه: ون ون .. والنبي يا عمدة ؟!! بجد يا باشا ؟!!
العمدة : أمال فاكر إيه يعني ؟  إنت اللي هتجيب الديب من ديله ..؟!! إحنا عندنا فرسان كفايه 
هيه القرافة ناقصه ميتين ... ؟!!
فسوكه : الحمد لله .. !! كدا أفتح الباب .. 
أمشير : مكانك .. ما تفتحش عشان تبقى مطمن .. اسمع الأول  ..!!
فسوكه : أحسن برضه 
أمشير : [ يخرج الملازم من جيب سترته ورقة يقرأ منها ] .. 
أمر قيادة إلى الملازم أمشير أمشير  
العمدة : الظابط أمشير .. 
أمشير : بالذهاب إلى ناحية عزبة اللحم .. والاتصال بالمدعو فسوكه المزين  ..!! وعرض أمر 
الالتحاق بالجيش في مهمه سرية علي سيادته  .. وسوف يصرف للمذكور طعاما وفيرا 
وتعويضا مناسبا .. والأوسمه والنياشين التي تليق بحلاق الوطن  !! التوقيع اللوا سعد .. 
ملحوظة .. على عمدة الناحية تسهيل هذه المهمة الوطنية .. !!
دا كل اللي عندي يا فسوكه .. وقدامك خمس دقايق .. تفكر .. وانت حر .. هتيجي معايا 
والا أرجع  لوحدي  .. الوطن والحرب ما بيستنوش يا فسوكه .. 
العمدة : [ يأخذ أمشير جانبا ] 
كدا يا باشا مش هتجند قطة .. !! سيب  لي  أنا الموضوع ده ..
[يذهب إلى قرب النافذة ] ..
يا فسوكه ياابني .. الحرب حرب .. بس انت ما لكش فيها .. 
فسوكه : ما انت راسي يا عمدة  .. أمال عايزني اللوا سعد  ليه يا عمدة ؟
العمدة : يا واد فتح مخك شويه .. اللوا ده .. مش عايز يحلق ..؟ والا يفضل يحارب ودقنه طويله 
فسوكه : لا .. طبعا.. لازم يحلق .. 
العمدة : خلاص .. باضت لأمك في القفص يا مزين ببيضه .. !!
فسوكه : مش فاهم ؟!!
العمدة : عادي .. طول عمرك مش بتفهم .. بس فكر شويه .. اللي يحلق لسيادة اللوا.. والا حتى 
لحصان سيادة اللوا .. مش يبقى حاجه كبيره قوي ؟!!  مش كدا ؟!!
فسوكه : لازم كدا .. أنا أهم حاجه عندي الشعر .. طويل والا قصير .. خفيف والا غزير .. أصفر 
والا أسود .. ناعم والا خشن ..!!
العمدة : يا فسوكه يا ابني الحرب حرب .. والحرب والوطن ما بيستنوش زي ما قال الباشا .. 
[ يقترب جانبا ] 
كمان انت وأختك حالكم واقف .. و بقالك تلات سنين بطال ..!!  والباشا مستعجل .. 
أمشير : الوداع يا فسوكه .. خد يا صاحبي [ يلقي إليه بالمسدس ] 
فسوكه : [ مرتاعا يصرخ ] يا لهوي ..!! مسدس .. ؟!!
أمشير : خليه عندك عشان تفتكرني بيه .. لما يلعبوا بيه العيال .. 
فسوك : [ متأثرا ]  استنى .. أنا جاي معاك .. 
[ يختفي وتسمع نفس ضجة أدوات المطبخ ]
العمدة : أمانه يا فسوكه تبقى تبلغ سيادة اللوا سعد باشا  ..إن  العمده سلطان سلمان .. عمدة 
عزبة اللحم  .. خلاها أنضف من الصيني .. ما فيهاش راجل .. !!
فسوكه : [ يخرج فسوكه من الباب وقد علق في ذراعه سلة من الخوص ]
أنا جاهز ... هوه شعر سيادة اللوا .. غزير والا خفيف .. اسود والا ابيض .. وحصانه 
لون شعره إيه أسود والا ابيض .. ؟
العمدة : إملا عينك من بيت أبوك وأمك يا فسوكه يا ابني .. !!
فسوكه : بيتي  كله هنا يا عمدة [ مشيرا إلى السلة ] وهنا .. [ مشيرا إلى قلبه ].. 
أمشيرا : ياللا بينا
[ يخرجون ] 
 إظلام


اللوحة الثالثة : 
 
[ ساحة القرية ، قيصر وقشطة يتفقدان الساحة الخالية ] 

قشطه : بابا بابا .. بابا 
قيصر : إيه ؟ فيه إيه ؟!!
قشطه : شفت ديك يا بابا ...
قيصر : فين فين فين ؟ 
قشطه : هناك على كوم الزباله  .. بيعمل تمرينات الصباح .. 
قيصر : [يتطلع إلى حيث أشارت ] 
دا مش ديك يا بت الدايخه ..!! دي فرخه فيومي .. بصي .. انتي هشيها من هناك .. 
وأنا من هنا .. وهب .. نعكشها ..!! 
كتكت .. كتكت .. كتكت كتكت .. 
[ يدخل الفلاحان فيتوقف قيصروقشطة عن المطاردة  ]
هندي : الراجل دا بيعمل إيه هنا ؟
قيصر : من غير تهور يا فلاح إنت وهوه .. أنا قيصر .. من العلماء .. ودي بنتي .. 
شندي : أهلا يا حلوه .. أنا عمك شندي 
هندي : وأنا عمك هندي .. 
قيصر : عنيكم هتطلع على البنت .. ومطنشين عالم كبير زي حضرتي .. جاتكم القرف ..  فلاحين 
عايشين بالمقلوب .. 
الاثنان : بالمقلوب إزاي ؟ 
قيصر : بتفحتوا الأرض تدوروا على الميه .. مع إن الميه جايه من السما .!!
هندي : أمال عايزنا نجيب الميه إزاي ؟ نركب نخله ؟ 
قيصر : استنى أما تمطر يا غبي ..
شندي : تصور .. معاه حق ..!!  الحرب قلبت حياتنا ..
قيصر : اسمع يا راجل انت .. إنت باين عليك راجل طيب 
شندي : الله يكرمك 
قيصر : ما شفتش ديك أحمر قليل الأدب ..  وله ضوافر حديد؟ 
هندي : الراجل دا ضارب .. ما كل الديوك قللات أدب ؟ 
شندي : يا هندي يا أخويا .. الواحد لازم يبقى عالم عشان يفهم العلما ..!!
هندي : مالكش دعوة بديوك العمدة .. الديك بخمسه جنيه ..!!
قيصر : حتى لو كان متربي على الزباله؟!! 
هندي : حتى لو مش متربي .. 
قيصر : يبقى اللبلد دي ما فيهاش عدل ولا رحمه .. !!
قشطه : [ تقرأ اللافتة فوق النافذة ] 
آبا .. آبا .. بص يا أبا بص .. فسوكه الحلاق .. مزين وكوافير .. ومطاهر وحجام 
قيصر : مش دا البيت اللي كان بيدور عليه الظابط ... !!
قشطه : بيت خطيبي ياآبا .. !! 
قيصر : خطيبك ؟ إنتي اتخطبتي من وريا يا بت الكلب .. ؟!!
قشطة : فاكر الحلم يا آبا .. هوه دا يآبا .. أنا فاكراه 
قيصر : فاكراه وانتي بتشخري .. ؟ أما نشوف .. [ يدق الباب ] فسوكه .. افتح لحماك يا ولد .. 
الاثنان : حماه ؟ !!
هندي : فسوكه لسه ماشي مع الظابط ..!!
قيصر : شكله إيه الظابط ؟
هندي : الظابط شكله ظابط .. وعلى راصه قارب مقلوب .. كان راكب الحصان وفسوكه وراه في 
إيده سبت العدة .. ومدلدل رجليه ..
قشطة : والحلاق .. ؟
شندي : ربنا يساعده  .. كان بيحب الورد قوي ..
قشطه : آه ..  أنا قلبي خدني .. 
شندي : بعد الشر عليكي يا عروسه 
قشطة : سايقه عليكوا النبي قولوا لي زي مين ؟ كان زي مين اللي ركب الحصان وطار ؟ !! ولد 
حليوه ؟  لو كان كدا يبقى هوه إللي شفته في المنام .. زي القمر .. واقف ورا الشباك .. 
نده عليه وكان فاتح مقصه قلوب و غيمة ورد  .. وأنا بأغني .. والريح بتبكي ف وسط 
الحرب والضلمه ..!!
هندي : بس .. قطعتي قلبي يا بتي .. قللها كان زي مين يا شندي ؟
شندي : وهأعرف إزاي ؟ !! أنا كنت بادخل عنده .. عشان أبص  على روحي في  المرايه .. 
هندي : إللي أنا فاكره .. ما كانش يشبه حد .. له شنب صغير كدا  زي شنب الفار ..!! ووشه 
صغير .. ومدور زي اللمونه الصفرا ..!!
قشطه : هوه يا أبا  .. هوه .. هوه اللي بأحلم بيه من زمان 
[ تقترب من النافذة وتتمسح بالحائط ] 
قيصر : من زمان ؟!! دا انتي لسه شايفاه في المنام  أولة إمبارح ..!!  ما تشغلش بالك يا مبجل  
انت وهوه  شوفوا شغلكم .. أصلها بتنام عريانه بت المركوب .. أنا هأربيها .. 
[ تدخل حفيظة تحمل دلوها ] 
حفيظة : محفظ ..يا محفظ ..[ تلقي دلوها في البئر وتبدأ في محاولة إخراجه ] ..الدلو  تقيل .. 
تقيل قوي .. زي الرصاص .. كل حاجه بقت تقيله .. يا محفظ .. 
هندي : هتشوفي لنا إيه النهارده في الميه يا خاله حفيظه .. ؟
شندي : وش .. والا علبة عسل .. ؟!!
هندي : [ لقيصر ] كل النسوان مجانين .. وخصوصا لما يعجزوا .. 
قيصر : [ مقتربا ممسكا بالحبل ] خليني أساعدك يا خاله ..؟ ياه .. دا تقيل بجد .. 
شندي : إيدين العلما ناعمه مش زي إيدينا .. مش واخد على التعب ..
قيصر : إزاي يا مبجل  ..!!  دا حشو كلب واحد بياخد مجهود ما يقدرش عليه فارس ؟!!
[ يخرج الدلو من البئر تنظر فيه حفيظة ] اتفضلي يا هانم ... 
حفيظة : يا لهوي ... إلحقوني يا ناس 
قيصر  : مالك .. ؟
قشطه : فيه إيه ؟
هندي : مالك يا خاله سيبتي ركبنا .. شايفه إيه ؟ 
حفيظة : سيف ..  ومقص .. وقمره .. !!
شندي : الوليه دي هتجننا .. أنا مش شايف غير الميه ..!!
قيصر : أنا شايف ..!!  قولي يا خاله حفيظه .. !! قولي بس ما تجرحيش قلبي يا خاله .. 
هندي : ليه شايف إيه ؟
قيصر : وش بنتي .. 
حفيظة: الميه بتغلي ..!! دا فال وحش .. ودا ..  نور .. حتة  نور قد الجنيه الدهب .. وغابة 
وكلاب ميته من زمان .. وع الحيطان ملايكه عيال ..
قشطه : كل واحد ف بقه زمارتين .. 
حفيظة : وورده بياكلها من الجوع 
قيصر : ودا معناته إيه يا خاله ؟ 
حفيظه : جنازه .. وست بترقص .. يا لهوي  .. !!
شندي : إيه تاني ؟
حفيظه : كل حاجه ضاعت شندي .. كل حاجه ضاعت يا هندي .. والميه دم .. دم ..
هندي : بتخرف 
شندي : بتهلوس 
قيصر : شفتك في الميه يا قشطه 
هندي : سيبك يا جناب العالم من التخاريف .. وتعالوا كلوا لقمة ..  زمان البت ماتت من الجوع 
شندي : أما أنا بقى [ لقشطة ] هأسمعك ع الربابة أحلى موال أنا شخت أي نعم لكن الربابه شباب 
قيصر : لا .. إحنا مستعجلين .. لازم نلاقي الواد فسوكه .. دا مقصه كان جنب سيف الظابط .. 
ووش قشطه .. !!وكلهم في الميه .. 
حفيظة : والميه بتغلي .. هتتحرق الصور .. والبنات تبقى أرامل .. [ خارجة ]
قشطة : حتى في الحلم يا خاله ..!!؟
حفيظة : حتى في الحلم .. حتى في الحلم 

[ إظلام ] 



















اللوحة الرابعة  : 

[ مركز قيادة اللواء سعد ، اللوا يضع رتبته الميدانية  المعروفة والشرائط الحمراء ، كهل أصلع ، حركاته غير منضبطة تماما ، نظرا لإصابته في أكثر من موضع من جسمه . اللواء أمام خيمة القيادة يقرأ بعض التقارير بينما جنديان يتحركان حركة بندولية في خطوات رتيبة . ] 

اللوا : يا حصول .. يا مراسله  ..
الصول : [ يسرع رجل في الأربعين في ملابس الجنود داخلا يؤدي التحية  ] .. أفندم 
اللوا : مين عندك .؟
الصول : ملازم أمشير يا أفندم 
اللوا : : عظيم .. دخله أنا مستنيه ..
الصول : أمرك يا افندم .. [ يؤدي التحية خارجا ]
اللوا : قف .. 
الصول : [ متوقفا ] تمام يا أفندم 
اللوا : عد لي خطاوي العسكري ده .. 
الصول : [ يتابع الخطوات مستخدما أصابعه ] إطناشر يا أفندم 
اللوا : غريبة ..!! التاني عشرة بس .. مع إن الطول واحد .. والسن واحد .. انصراف يا حصول 
ودخل الظابط أمشير 
الصول : أمرك يا أفندم [ يؤدي التحية خارجا ] 
[ يدخل أمشير مبتسما يؤدي التحية ] 
اللوا : [ بلهفه ] هيه يا أمشير .. دخلتوه أرض العدو .. ؟
أمشير : تمام سعادتك .. سلمته لمركزواحد ياأفندم
اللوا : من غير سلاح ؟
أمشير : من غير سلاح .. إلا إذا اعتبرنا المقص سلاح يا أفندم ..
اللوا : [ يفرك يديه سعيدا ] .. وهديتوه خالص .. ؟
أمشير : هوه هادي لوحده ياأفندم .. فهمناه إن الجواب للشيخ فؤاد عزيز ..!! صياد السمك بعد 
الكوبري الخشب إللي ناقصه لوح .. !!
اللوا : فؤاد عزيز  .. غراب ونجمة .. يعني مقدم .. وتفتكر فسوكه الحلاق .. مش هيسأل نفسه 
عن السكه ؟!!
أمشير : هوه متأكد إن فؤاد عزيز بيصطاد سمك 
اللوا : تبقى مصيبه لو فؤاد كان بيعمل كدا فعلا ..!!
أمشير : يا أفندم فؤاد باشا عزيز من أكفأ ظباط المخابرات عندنا .. 
اللوا : على العموم أنا مرتاح ومطمئن .. لإني حطيت مستقبل قواتي .. بين إيدين الحلاق 
الجبان ده ..!! بالمناسبة .. إديته الصفارة عشان قواتنا تتعرف عليه ؟ 
أمشير : طبعا .. وخد سبت العدة معاه .. 
اللوا : ممتاز الواد  دلوكه  ده .. 
أمشير : اسمه فسوكه يا أفندم 
اللوا : فسوكه؟ أمال دلوكه دايبقى مين ..؟!! آه.. افتكرت .. دا كلب كنت مربيه في الدشمة .. 
واستشهد في الغاره الأولى 
أمشير : وفسوكه للأسف هيموت من غير غارة 
اللوا : ظابط أمشير ..!!  إنت اشتغلت ف مصنع نسيج قبل كدا ؟ 
أمشير : [ مندهشا ] نسيج ؟!!
اللوا : إزاي يفكر لوا  .. عايش ف صالة نسيج ..؟!! [ يشير إلى الجنديين ]  إزاي يفكر .. 
والمكوك رايح جاي .. رايح جاي [ مهتاجا ] العساكر تموت مكانها .. 
أمشير : عساكر قف .. 
[ يتوقف الجنديان كل على طرف من المكان ]  
عساكر انتباه .. عساكر صفا .. [ للواء ] تمام يا أفندم تماثيل يا أفندم 
اللوا : تماثيل .. كويس كدا .. أقعد يا أمشير .. اقعد دا أمر يا حظابط 
أمشير : أمرك يا أفندم .. 
اللوا : أنا بأقدرك وبأحترمك لإنك ملازم مستقيم .. ونمس .. بتفكر من تحت لتحت زي الفلاحين 
لكن  النهارده مش عاجبني .. فيه حاجه مضايقاك يا أمشير ؟ 
أمشير : أبدا يا افندم ..
اللوا : خسارة .. شيء محزن إن لوا .. ببدلة ملونه أحمر وأصفر .. زي البلياتشو العجوز  .. 
يشوف حزن ف عيون ظابط بعد تنفيذ أمر ..!! بصراحه أنا بأتكلم عن الحلاق .. اللي 
أمرتك تجيبه وتحدفه ورا خط النار ..!! أنا عارف إنه ما لوش دعوة بالحرب ..!!  ويمكن 
لا يمكن إيه ..؟!! أكيد يا أمشير المقص بتاعه عنده أغلى من كل مدافعنا ..  وصواريخنا 
ودباباتنا..  وأنا وانت يا حظابط .. !! لكن أنا مش غبي .. الحلاق هينفذ العملية بكفاءة 
لإنه خايف .. الجبان هوه اللي هينجح العملية .. أما الظباط الشجعان .. فيروحوا يجيبوا 
شاي وسكر للكانتين .. أنا ما أحبش الأبطال يا أمشير ..الأبطال مغرورين .. ما يعرفوش 
غير إنهم يموتوا ..!! لكن الجبان خطر .. يعرف إزاي يعيش وسط الموت .. هوه دا اللي 
ينفعني وسط التماثيل دي .. !!
أمشير : فسوكه مش هيعدي السلك .. ولا الساتر يا أفندم .. 
اللوا : إللي زي دا يفوت من خرم إبره يا أمشير .. تقدر تعتبره بوسطجي .. بيتفسح بين الدشم 
والمواقع .. صح والا لا ؟ 
أمشير : لا 
اللوا : أول مره أسمع  لأ في خدمتي  ..!!  مش مهم .. ما حدش معانا غير التماثيل دول .. 
مين قال لللوا سعد لا ..؟ [ صمت ] إنت غلبان يا أمشير .. مفكر إن الحرب بيكسبها 
الشجعان ..  الشجعان يموتوا في الحروب بس ..!! لكن الجبنا همه إللي ببيحصدوا 
مكاسبها ..!!  إديني جيش من التعالب أستولي لك على الدنيا كلها ..!!
أمشير : يا افندم اديني الأمر ألحق فسوكه قبل ما يغوط .. أروح بداله .. أنا عسكري .. وهوه 
حلاق مسكين ..!!
اللوا : هوه مسكين .. وإنت ولا حاجه ..
أمشير : الغربان هتاكل عساكرنا 
اللوا : أكل إيه وغربان إيه يا حظابط ؟ 
أمشير : الجيش المقطع .. والفرق المهزومة اللي بتستنى أمر يلمها .. كل دول تحط مصيرهم ف 
إيد فسوكه ؟
اللوا : آه .. طياره ورق وخيطها ف إيدي .. !!
أمشير : هيه الحرب لعبة ؟
اللوا : طبعا لعبة .. ولو حد قاللك غير كدا ما تصدقوش .. إنت اتجرحت كام مره في المعارك ؟! 
ولا مره .. !! أنا جسمي مرقع يا حظابط .. ليه ترقوه بتضرب مزيكا لما بأتكلم .. ودايما 
أمشي على مهلي عشان ما أعرجش .. إنصراف يا حظابط .. إنصراف  

[ إظلام ] 





 الفصل الثاني 

اللوحةالأولى  : 

[ تل صغير ،  وكوخ مبني من ألواح خشبية، كتب أعلى بابه بالجير وبدون إتقان ( مركز 
واحد ) ، إلى اليمين سياج  قصير ،[ طبل بلدي ] على الأرض ، يدخل فسوكه بيده مظلة 
وقد علق سلته بذراعه كأنه يذهب في نزهة خلوية . يتوقف متلفتا حوله مستطلعا  يخرج 
صفارة طويلة ويضعها في فمه بهدوء  ، يخرج نغمة معينة  ، سرعان ما تجاوبه من 
الخارج نفس النغمة ومن خلف السياج القصير تطل ثلاثة وجوه رجالي تضع على رؤسها 
(باروكة شعر نسائية ) . يقفز الثلاثة معا أمام فسوكه مما يزعجه بل يخيفه .] 

الأول : [مبتسما يمد يده مصافحا فسوكه هامسا ] 
أنا الرائد عبود .. ودا الملازم بسطاوي ..  ودا الملازم عربي ..!!
فسوكه : همه بياخدوا الستات الجهادية .. ؟!!
عبود : إخرس .. دول رجاله .. عرف نفسك .. إنت مين ؟ 
فسوكه : فسوكه الحلاق .. 
عبود : إخرس .. إنت حمدي .. وأنا ميمي .. ودي سوسو .. ودي فيفي .. 
فسوكه : إنت أدرى .. [ يتأمل وجوههم في قلق ] 
عبود : قلقان ليه يا حمدي العبيط ..؟ مضايقك الشنب ؟
بسطاوي : كدا يفكرونا ستات  متنكرين ف شكل رجاله .. !!
عبود : المهم ... إنت من مكتب المقدم           .. 
فسوكه : إنت بتقول إيه ؟ أنا عمري ما اشتغلت ف مكتب .. أنا ليه صالون في العزبة  قد الدنيا 
عربي : طب ما تزعلش .. صاحب الباشا  ؟ 
فسوكه : أنا الناس كلها أصحابي .. بس ما أعرفش بشوات .. 
عبود : [ جانبا لزميليه ] آدي شغل المخابرات  والا بلاش ..[ لفسوكه]  معاك أوراق العملية ؟ 
فسوكه : عملية إيه ؟ ..  أنا معاي جواب للشيخ فؤاد الصياد . !!
عبود : [ لزملائه ] اتعلموا يا بقر ..!! 
 الله ينور يا حمدي  .. إحنا بقى هنشوف لك سكه سالكه نعديك منها .. أصل المكان ده 
صيد البط كتير فيه اليومين دول  .. !!
فسوكه : هو موسم صيد البط ابتدا ؟ 
عبود : آه ..  سوسو إمبارح .. أكلت عقل دكر زي البغل .. بسوتيان أحمر .. أصلهم بيحبوا 
الستات قوي ..!!
فسوكه : خافت منه ؟ 
بسطاوي : ليه إنت مش خايف ؟!!
فسوكه : هأخاف ليه ؟ هوه أنا بطه .. ؟!!
عربي : صحيح .. الله ينور .. عرف يختار البلياتشو .. 
فسوكه : قصدك مين ؟ 
[ عبود يحمل الطبل ويدق عليه عابثا ] 
عبود : هوه ...اللي خطبها 
هوه :: اللي نقاها 
هوه .. 
الاثنان : وعرفت تخطب يا ابو عين نعسانه 
والدنيا م الفرحه ما هيش سايعانه 
فسوكه : دا انتوا ناس مسخره ع الآخر ..!!  هيه السكه منين ؟ 
عربي : هوه ضروري تفتح الشمسيه كدا ؟!!
فسوكه : آه .. تحتها بأحس إني ف بيتي .. 
بسطاوي : مع إنك تحتها هدف ممتاز لتعليم النشان 
فسوكه : إنت عايز تخوفني عشان أسيب لك الشمسية .. 
عبود : والسبت دا ما يخليكش تعرف تجري 
فسوكه : وأجري ليه يا جدعان .. ثم إني على ما أعدي الشرق .. أكون أكلت كل اللي فيها ..!!   
[ يضحكون ]
عربي : هاها .. يعدي ..!!  المهم القعده معاك كانت هتبقى حلوه يا دفعه .. 
بسطاوي : [ يخرج من ملابسه مسدسا يلقيه بالسلة بينما فسوكه يحملق بوجهه وشعره ]  .. خد 
ده خليه معاك إحتياطي .. 
فسوكه : [ غير منتبه لما فعله بسطاوي ] حمار مين اللي حلقلك ؟!!
بسطاوي : دا انت مصيبة بجد .. ؟
فسوكه : القطه مش مظبوطه .. كمان البوف .. البوف لازم يكون فاضي من جوه .. ومدور كمان 
أقعد ..اقعد .. !!  معلهش ما جبتش معايا الكرسي .. لكن ولا يهمك .. اقعد ..أصلحلك 
شعرك 
[ يخرج المقص والمشط ويعمل على شعر الباروكه ]
عربي : بس دا مش شعره .. 
فسوكه : ما دام على راسه يا باشا .. يبقى شعره  .. !! 
[ يتبادل الثلاثة نظرات الدهشة ]  
المشكلة في الفورمة دي ..لازم الشعر يكون خفيف .. حاسب المقص عند ودنك 
بسطاوي : سامعه 
فسوكه : ناخد شوية الهدادديب دول .. وإيه القصة دي ؟ 
بسطاوي : الصاغ عبود .. بيلبسنا زي بت عمه  إللي ماتت من عشرين سنة .. شوف إذا المهمه 
فشلت .. تبقى انت وبت عمك السبب يا حصاغ ..!!
فسوكه: ودنك والمقص .. 
بسطاوي : اقطع ودني .. بس ما تقطعش لساني  .. 
[ تنطلق عدة زخات من الرصاص فيختفي  الجميع خلف السياج عدا فسوكه الذي ينظر 
إلى تصرفهم بدهشه ] 
فسوكه : خسارة كل الرصاص ده عشان بطه .. !!
عبود : [ يعودون للظهور ببطء ] .. إنت مفكر إنه فيه بط بصحيح .. ؟
فسوكه : [ ساخرا ] أمال يعني الحرب قامت  ..!!  ثم أنا مالي ومال البط .. ؟!!ما دام عندي زبون 
ما يشغلنيش عنه شيء في الدنيا .. !!
عبود : يللا يا اسطى .. سكتك خضرا .. 
فسوكه : سكه أمان ؟
عربي : زي ما انت شايف ..  السما زرقا  .. والشمس مشرقه .. وكل حي شايف شغله .. البط 
بط .. والصيادين  صيادين ..!! 
بسطاوي : [ يتأمل فسوكه مشفقا ] ما كان استنى لبالليل أحسن ؟!!
فسوكه : [ يعيد عدته إلى السلة ويحمل شمسيته ] .. لا يا عم .. أنا ما بأحبش المشي في الليل 
الليل كله عفاريت .. !!
عبود : إشششش ...[ يسمع صوت توقيع  موسيقي ] ناس بتغني جايه على هنا .. استخبوا .. 
[ يسرع فسوكه للإختباء خلف جذع شجرة قريبة ،  يختبيء الثلاثة وراء السياج بعد أن 
يسحبوا أجزاء أسلحتهم  . يدخل قيصر يحمل تحت إبطه الكلب قيس ، وخلفه قشطه وفي 
يده الأخرى صفارة مثل تلك التي كانت مع فسوكه] 
قيصر : وحمامه بيضا داخله البنيه 
قشطه : قالت يا أبويا  لم تفرط فيه
قيصر : والله يابتي ما أفرط          فيكي 
حقاش أجيب توب الحرير وأكسيكي 
الاثنان : وأطلعك من عندنا مرضيه 
قيصر : حمامه .... بس أهه .. [مقتربا من الكتابة ] مركزواحد  .. شايفها حتى من غير النضاره 
قشطة : هوه هنا  يآأبا .. هوه هنا .. أنا حاسه إنه هنا .. !!
قيصر : وأنا حاسس .. إن فيه عنين بتراقبنا .. 
قشطه : عنين  مين ؟ 
[ فجأة تنهمر الطلقات بشكل متتالي تتشبث قشطة بأبيها صارخه ] 
صفر يا آبا صفر .. صفر 
قيصر : مش عايزه تصفر .. باينها مسدودة .. 
قشطه : إعدلها يا آبا وصفر ..  ما تعملناش غرابيل ..!! 
قيصر : أهه .. 
[ ينجح في إخراج الصوت ويتوقف صوت الطلقات القريب ويظهر الثلاثة وراء 
السياج ببطء ] 
قشطة : أف .. أشهد أن لا إله إلا الله .. كنت هتضيعنا .. 
الثلاثة : إنت مين ؟ 
قيصر : أنا قيصر 
عربي : دا يوم ما يعلم بيه إلا ربنا ..!! إنهي قيصر ؟!!
قيصر : الله .. هوه فيه كام قيصر غيري ؟ 
عبود : يا راجل روشتنا .. 
قيصر : مين الغول دا يا بت يا قشطه .. ؟!!
عبود : [ مصافحا ] الرائد عبود يا آنسة .. مش برضه آنسه ؟
قيصر : أيوه آنسة  .. بس حقيقي .. مش عيرة زيك ..
عربي : إيه اللي حدفك علينا دلوقت ؟ دي منطقة عسكرية 
عبود : بهدوء يا آنسه فيفي .. فتشوه .. وسيبوا بنته ليه أنا .. 
قيصر : يا جدع بلاش بواخه ..إنت ما صدقت ..  خد التصريح أهه ..
عبود : [ لزميبليه ] دا من اللوا شخصيا  ..[ يقرأ ]  قادمة لكم ...[ قيصر ]  إنت تعرف اللوا 
سعد 
قيصر : طبعا يا مبجل ..
عبود : بس هوه بيتكلم عن بنتك .. 
قيصر : وماله .. مش بنتي ؟ 
عبود : بيقول إنك عالم .. 
قيصر : فعلا .. وبأعمل دراسات طول ما أنا ماشي .. 
بسطاوي : إزاي ؟ 
قيصر : بالملاحظة يا آنسة .. سمعتي عنها ؟!!
بسطاوي : [ بغنج نسائي ] .. أفتكر . 
عبود : بيقول إن بنت حضرتك بتدور على خطيبها .. 
قيصر : أيوه .. إلا إنتوا لابسين كدا ليه ؟ 
عربي : ما لكش دعوة ... مهمه سريه .. 
عبود : بيقول إن خطيب الآنسة مجنون شجاعة 
قيصر : طبعا .. مش هيبقى جوز بنتي ؟!!
عبود : بس التصريح ما فهوش لا اسم ولا رتبه ولا حتى وصف للمجند .. هوه خطيبك كان 
بيلبس إيه ؟
قيصر : أكيد  بيلبس كاكي 
قشطة : وعلى كتفه نجمة 
بسطاوي : يبقى ملازم ...
قيصر : وعلى راسه قارب مقلوب 
عربي : يبقى في الطيران .. 
قشطة : وبنطلونه عليه شريط أحمر .. 
عبود : كدا بقى طبال ..!!  أنا مش فاهم حاجه 
قيصر : [ جانبا ] البت  دي مجنونة يا مبجل .. وأنا بآخدها على قد عقلها .. 
عبود : إنما كلبك دا هادي قوي .. عنده كام سنه ؟
قيصر : لما مات كان عنده (3 ) سنين .. دلوقت بقوا سته 
عبود : [ متلفتا في وجهي زميليه ] جميل جميل  .. واضح إن العيله كلها صنف واحد .. 
[ يخرج من ملابسه ورقة وقلما ] 
أنا هأكتب لك جواب لواحد صاحبي ماسك مركز تدريب المستجدين ..مش هتمشي كتير .. 
بتاع يومين بس .. !!
قيصر : ما تنساش تكتب له في الجواب إني عالم .. 
عبود : طبعا .. اتفضل .. اطمني ياآنسة .. خطيبك ف جيب أبوكي .. لكن يا استاذ .. إنت 
بتدرس إيه هنا ؟
قيصر : موضوع العساكر والغربان ..!!  كل عسكري بيروح الحرب وعلى راسه غراب .. والغربان 
دي زي ظباط المخابرات ـــ اللهم إحفظنا ـــ ما حدش يشوفها إلا وقت المصايب .. !!
الثلاثه : [ يتبادلون النظرات ] آه ..!!
قيصر : [ يلتقط سلة فسوكه ويقلبها ] كنت مفكر فيها تفاح 
عربي : إنت بتحب التفاح ؟ 
قيصر : جدا ..
بسطاوي : هناك على الشط فيه شجرة مليانه تفاح 
قيصر : والله .. ما تيجوا معايا فرصه .. أجيب شوية تفاح .. وبالمره أدرس الحرب 
عبود : ماشي .. من هناك هتشوف الحرب كلها .. 
قيصر : خليكي هنا يا قشطه .. راجع لك حالا .. 
[ يخرجون  ]
قشطة : الليل قرب يدخل .. ونفس أتكلم مع حد .. الناس فاكريني مجنونة .. بأحلم .. ومين ما 
ما يحلمش ..؟!! فيه بت ما بتحلمش بواد ..؟ الواحده وحبيبها صدرها .. مابتصلوش .. 
بتحلم بيه .. 
[ يخرج فسوكه من مكمنه خلف الجذع ] 
فسوكه : لا مؤاخذه يا آنسه 
قشطه : بسم الله الرحمن الرحيم 
فسوكه : آسف .. !! أنا بأدور على السبت بتاعي .. سبته هنا لما السما نطرت رصاص .. 
قشطة : [ بإعجاب ] سبتك مع بابا .. بس إطمن .. بابا مش هياكله ..
فسوكه : الله يطمنك .. لكن أنتي بنت بنت ...؟!  أصل كل حاجه هنا متلخبطه  مش حقيقيه .. 
حتى أنا سموني حمدي .. يعني إنتي بت بحق وحقيق ؟!!
قشطه : أنا قدامك .. تقدر تتأكد .. 
فسوكه : حتى لو مش حقيقي .. حلوه .. لما جيتي إنتي وأبوكي .. قلبي وقف .. عارفه كنت 
بأقول إيه لنفسي ..؟!!
قشطه : هاه .. كنت بتقول إيه ؟ 
فسوكه : كنت بأقول خسارة البت الحلوة دي تموت ..عشان أبوها مش عارف يصفر . [ يضحكان ]
قشطه : بس صفر والحمد لله 
فسوكه : ساعتها بس .. ردت فيه الروح ..!!  إنتوا هنا ليه ؟ 
قشطه : زي ما يمكن سمعت .. بأدور على خطيبي ..
فسوكه : عسكري ؟ 
قشطه : عسكري إيه ؟ !! خطيبي حاجه كبيره قوي .. اللوا  نفسه .. بيدلعه ويقول عليه حمامُه   
حمامُه الزاجل ..!!
فسوكه : شجاع ؟ 
قشطه : قلبه زي الحديد .. وبابا بيحبه قوي .. وأنا كمان .  أول مره شفته كان في الحلم .. كان 
في شباك  القصر بيشم الورد .. والقصرعالي .. وحواليه كلاب مش زي قيس ..لا ..كلاب 
حراسه .. وبعدين  ركب حصان .. كانت رجليه بتطق شرار .. ومناخيره بتطلع دخان ..
فسوكه : خطيبك ؟ !!
قشطة : لا .. الحصان ..!! حصان دمه خفيف قوي  زي العسل  ..!!  تصور لما كانت تطلع ف 
دماغه.. يمشي على رجلين اتين بس !!
فسوكه : [ يصغي مسحورا ] آه.. وبعدين ؟!!
قشطه : شاور لي بإيده  .. هوه ..  والحصان .. وأنا كنت بأقفل الشباك عشان ما أشوفش حاجه 
غيره ..!!
فسوكه : الله .. يا سلام ..الحب حلو .. 
قشطه : مره رميت له ورده .. 
فسوكه : حطها ف قلبه ؟ 
قشطة : [ تضحك بغنج ] لا .. أكلها الحصان .. ساعتها اتأكدت إنه بيحبني .. هوه ..  والحصان 
لما وصلت للحالة دي .. بابا قال :[ مشخصة ] بت يا قشطه لازم تتجوزيه ..[ ضاحكة ]  
وأنا ما كنتش عايزه أكتر من كدا .. [ بحزن ]  لكن بعد إيه ؟ بعد ما كان مشي ..!! وما 
شفتوش بعدها .. [ تطرق في خجل ]  والحقيقة ..  ولا قبلها كمان ..!!  ما تآخذنيش .. جايز بأزوق الكلام شويه  .. بس شايفاه ف قلبي .. !!
فسوكه : حقه يحبك قوي الجدع ده ..!! أكيد هوه معاكي زي ماانتي معاه .. 
قشطه : ما أظنش .. قصدي ..  بطل زيه ما عندوش وقت .. يفكر فيه في البنات ولو حلوين .. 
بطل .. بطل .. فاهم 
[ يعود  وقيصر والضباط ] 
عبود : الله .. إنت لسه هنا يا حمدي ؟!!
فسوكه : مستني السبت بتاعي ..
قيصر : هوه جايز بتاعك بس التفاح بتاعي .. هآخد اتنين .. واحده ليه .. وواحده لبنتي .. لو ما 
عندكش مانع ..!!
فسوكه : أبدا أبدا يا عمي .. أمش أنا بقى .. !! 
بسطاوي : استنى أما نجرب لك السكه 
[ يمسك بتفاحه ويلقي بها في الخلف فتسمع زخة رصاص ، بعد لحظة يلقي واحدة ناحية 
اليمين تسمع زخة رصاص ]
قشطة : استنى أما أجرب أنا المرة دي 
[ تلقي واحده يسارا فلا يسمع شيئا ] 
عبود : كدا تقدر تمشي من سكة قشطة  وانت مطمن .. !! 
فسوكه : [ لقشطة ] متشكر .. ربنا يجمعك على خطيبك .. ويكون بخير !![ يخرج مسرعا ] 
بسطاوي : خسارة .. نسي ياخد المقص بتاعه 
قشطه : [ صارخه ] فسوكه  .. خطيبي يا بابا .. [ تنهمر الأعيرة النارية ويسود الإظلام ] [ إظلام ] 
اللوحة الثانية  : 

[ ثلاثة شخوص متنكرين في شكل أشجار ]

شجرة1 : خللي بالك .. يا عنتر 
شجرة 2 : هيمر من هنا يا أبوزيد 
شجرة 3 : ولا حركه ياأبو القمصان 
الجميع : هش.. نمرة أربعه بيتابعه  

[ بعد لحظة من الصمت يظهر فسوكه مرهقا وخلفه تتحرك شجرة تظلله ، فسوقه يرفع مظلته وقد علق السلة في ذراعه ]

فسوكه : يا خساره .. كل التفاح خلص .. ما عادش غير الصفاره ..!!! و ما لهاش فايدة [ يطوي 
المظلة ] ولا حتى الشمسية  ليها فايده .. بقى لي تلاتتيام ماشي في الضله .. تلات تيام قايم نايم في الضله  ..إزاي ..؟ ما أعرفش ..!!  والشيخ فؤاد دا كمان حكايته حكايه .. صياد سمك في الصحرا ؟ إللي ما قابلني بحر ولا ترعه ولا حتى  قنايه ..!! يللا .. اللي يسأل ما يتوهش .. بس أسأل مين ..؟ هنا ما فيش غير الشجر الغبي  !! .. حلوه البت قشطه .. قال الحرب شغاله هنا .. هيه فين  ؟ إللي ما فيه عسكري حتى .. يووه .. أنا مالي لما أقابل الشيخ فؤاد عزيز  .. عند الكوبري الخشب إللي ناقص لوح .. 
[ متذكرا يهب واقفا ] 
يا نهار اسود .. إمبارح حلمت بالميه .. أكونش عديت ع الكوبري وأنا مش واخد بالي ؟ وهأشوف إزاي م الشجر الغبي إللي مالي الدنيا ..كل ماأرفع راسي ألاقي شجره ..
[ يخرج الخطاب من بين ملابسه ويجلس  ويقرأ] يصل ويسلم ليد الشيخ فؤاد ]
شجرة 1 : المقدم فؤاد يا غبي 
فسوكه : [ يهب مفزوعا ] بسم الله الرحمن الرحيم .. [ يتلفت حوله قلقا ثم يعود للجلوس ] تهيؤات 
أكيد تهيؤات .. من التعب والضله ..[ يقرأ ] يصل ويسلم للشيخ فؤاد عزيز ..
شجرة2 : المقدم فؤاد عزيز يا نمره 
فسوكه : [ يجري في انحاء المكان فزعا ] .. لاه .. !!  فيه حد هنا ..!! حد عايز يخوفني كمان .. 
إنت ياللي هنا .. ما تخوفنيش .. أنا أصلا خايف خلقه .. أقوللك .. أنا ماشي ..
[ تحيط الأشجار الأربعة بفسوكه من كل الجوانب ]
الشجر بيمشي .. والا بيتهيألك يا فسوكه ..؟!! يا لهوي ... تعالي شوفي أخوكي يا مرمر 
شجرة1 : مين اللي بيمشي ؟
فسوكه : الشجر 
شجرة 2 : غبي 
فسوكه : عارفه لو ما كنتيش شجرة ... 
شجرة3 : كنت هتعمل إيه ..؟ [ تضحك ] 
فسوكه : دي بتضحك كمان .. ؟!!
شجرة 1 : أناالشاويش اسكندر يا غبي 
شجرة 3 : وأنا الشاويش عنتر .. 
فسوكه : مش ناقصكم غير أبوزيد الهلالي 
شجرة2 : أنا المقدم أبوزيد .. وده المراسله بتاعي ..  أبو القمصان .. 
فسوكه : داأنا دخلت السيرة الهلالية ... لا .. أنا اتجننت فعلا .. يا إما كابوس .. إنتوا فين ؟ 
شجرة 1 : بين عنيك 
شجرة2 : جوه لباسك 
شجرة3 : ف ودانك 
شجرة 4 : ف مناخيرك يا جاسوس .. 
فسوكه : عدم المؤاخذه أنا مش شايف غير الشجر !!
الجميع : عشان انت غبي .. دا فن الحرب يا جاسوس 
فسوكه : يا جدعان أنا ما ليش دعوة بالحرب .. سيبوني أروح لحالي 
شجرة4 : شفناك خارج من مركز واحد 
شجرة1 : تلات تيام مدوخنا وراك 
شجرة2 : تقدر تقوللي بتعمل إيه هنا ؟ 
فسوكه : غصب عني .. بأدور على الشيخ فؤاد عزيز شيخ صيادين السمك .. 
شجرة 3 : اسمه المقدم فؤاد عزيز يا وسخ .. 
شجرة 1  : البلياتشو الأعرج حب يضحك علينا .. ف وقعت ف إيدنا يا حلو ..
عنتر : [ متخلصا من جذع الشجرة وسط دهشة بالغة من فسوكه الذي فتح فمه ]
أسرناك بشوية ورق أخضر وغرا .. !!
اسكندر  : أنا هأبلغ الغول 
ابوزيد : يا ويلك من الغول يا كداب .. 
فسوكه : والغول دا شجرة .. والا ...
قمصان : لو أمك دعت لك ما تشفوش ..!!  حاجه تسد عين الشمس .. غول .. كفه مرزبه .. 
أبو زيد : الظابط إللي دس علينا الواد ده .. أكيد كان صول مخابرات واترقي ..!!  متلطم في الشغل 
شايف زي العيل اللي عاملها على روحه ..!! في منتهى البراءة .. وسبت .. وشمسيه .. 
ولا اللي رايحه القرافه .. إنت كنت بتشتغل في المسرح ياله  ؟ 
فسوكه : ولا عمري شفته يا باشا .. 
أبو زيد : هات الجواب ... فتشوه .. 
قمصان : [ يسلم فسوكه الخطاب مغلقا بهدوء ويتولى أبو القمصان تفتيشه ،  يخرج الصفارة ] 
زماره ؟ تنفع للعيال ..ومشط ؟ ما يضرش البت تسرح شعرها ..
أبوزيد : [ يدفع فسوكه بغلظه تسقطه على الأرض ] قدامي يا خرع ..!!

[ إظلام ]

اللوحة الثالثة  : 

[ فسوكه منفردا في غرفة صغيرة بها طاولة عليها بعض الملفات ، حوائط الغرفة 
عبارة عن خرائط للمواقع عليها علامات وإشارات . المكان مظلم إلا من بقعة ضوء 
تسقط على فسوكه ]

فسوكه : إيه ده .. ؟ أنا عمري ما شفت عساكر بالعدد ده .. دي جيوش نمل ياجدعان .!! تبقى 
الحرب شغاله صح وأنا مش دريان ..!! ما تقدرش تقول ما أعرفش يا فسوكه .. دلوقت 
عرفت .. البلياتشو العجوز عملني طعم .. يصطاد بيه الحرب ..!! يعني وقعنا واللي كان 
كان يا أبو الفساسيك .. بس لو كانت معايا العدة كانت اتسترت .. لكن برضه ولا يهمك 
فسوكه الحلاق .. هيفضل حلاق .. حتى من غير عدة .. 

[ تتسع بقعة الإضاءة فنرى لواء ضخم الجثة بشكل لافت رياضي الجسم في ملابس العدو 
يجلس إلى الطاولة في صمت وأمامه كاب ومسدس وبعض الأوراق ، اللواء يضع نظارة 
شمس على عينيه  ، يقرأ في بعض الأوراق إلى جواره يجلس الشاويش اسكندر ككاتب 
بيده قلم وأمامه أوراق  ] 

الغول : (اللواء بصوت ناعم لفسوكه ) بتقول إنك سريع التأثر بالأغصان .. وإنك مشيت تلات 
تيام في الضله .. وإن البلابل كانت بتغنيلك 
اسكندر : أنا كنت بأصوصو يا أفندم 
الغول : إخرس .. إحنا في تحقيق .. [ لفسوكه] دا صحيح ؟ 
فسوكه : أيوه .. صحيح .. 
الغول : وبتقول إنك ما قابلتش في طريقك من مركز واحد لحد هنا ما يلفت الانتباه .. لا بندقيه 
ولا ماسورة مدفع  .. دا كلامك .. مش كدا؟ 
فسوكه : تمام  يا باشا .. ما شفتش حاجه .. أنا ما شفتش الحرب يا باشا 
الغول : بس الحرب شافتك ..!!  شاويش اسكندر .. هل لاحظتم عليه أثناء المتابعه  .. شيء 
من الحذر .. جاوب بالشرف 
اسكندر : بالشرف لا .. 
الغول : إكتب دا .. [ لفسوكه]  قلت لي اسمك إيه ؟ 
فسوكه : حمدي .. 
الغول : وبتشغل إيه يا حمدي 
فسوكه : [ مقلدا حركة الأصابع بالمقص ] بأسقي الورد .. 
اسكندر : جنايني ..  بيقص الورد يا أفندم 
فسوكه : بالظبط .. زي ما قال .. كنت بأسقي المقص بالميه  .. وأقص الميه بالورد  عشان القطه 
تطلع مظبوطه .. المهم كنت في البلكونه ..!! 
الغول : الواد ده ملمس .. !! ما فهوش سلك معزول عن التاني ..!! إنت فاهم منه حاجه ؟!!
اسكندر : لا يا أفندم  بقالي تلات تيام بأحقق معاه ما طلعتش بحاجه تلمها على بعضها .. 
الغول : طيب يا حمدي .. مين إداك الجواب للمقدم فؤاد عزيز ؟
فسوكه : طبال شايب كان في المعسكر .. حلقت لحصانه .. واتصاحبنا بعد كدا 
الغول : وإيه وداك المعسكر .. تقص الورد ؟
فسوكه : لا يا باشا .. أقص الحصان .. 
الغول : وقصيته ..
فسوكه : لسه .. ماهو الراجل الطبال الشايب ده .. إداني الجواب ده .. وقاللي الشيخ فؤاد الصياد 
هيجيب لي الحصان .. أقصه .. وأرجع .. 
الغول : هوه الراجل الشايب ده عسكري ؟ 
فسوكه : مش عارف .. هوه ليه مناخير كبيره كدا .. ولما وطى .. شفت على ياقته مدفع صغير   
قد كده [ يشير بطرف إصبعه ] ما يموتش نمله .. 
الغول : والمركز واحد
فسوكه : فيه شجر تفاح كتير .. وناس بتصطاد بط .. 
الغول : شجر كبير .. 
فسوكه : آه يا باشا .. تقدر تسكن جوا الشجرة من ضخامتها .. 
الغول : [ لنفسه ] الواد ده يا إما غبي للقشرة .. يا إما في منتهى الذكاء .. !! ما علينا .. وفيه 
إيه تاني يا حمدي .. ؟!!
فسوكه : شفت تلات بنات بشنبات .. وبنت حقيقي .. 
الغول : قشطه 
فسوكه : أيوه .. بنت بجد .. وأبوها عالم 
الغول : [ يقلب في الأوراق ] اسمه قيصر ؟ 
فسوكه : بالظبط .. قيصر .. بس راجل مسخه لا مؤاخذه .. غير قشطه بنته .. أنا لما قابلتها 
اتفتح لها قلبي .. لا .. نص قلبي بس .. كانت قاعده لوحدها جنب طبل كبير وكلب 
محنط .. فرحت بيه قوي .. سبحان الله يا باشا .. ربنا قادر .. بيخللي الورده ريحتها 
حلوه .. ويملى عيون البنات خمره .. !!
الغول : معلوماتنا بتقول إنها كانت مخطوبه ..
فسوكه : ماهو عشان كدا اتفتح لها نص قلبي .. كانت بتدور على خطيبها .. وأنا بأدور على 
الشيخ فؤاد عزيز الصياد 
الغول : تعرف خطيبها أو سمعت عنه ؟!!
فسوكه : هوهوووه .. دا بطل .. دخل الحرب ..  بس ما حدش عارف هوه فين .. مسكينه قشطه 
كانت بتسأل عليه الهوا الطاير 
الغول : هأشنقه .. 
فسوكه : يا ريت تشنقه يا باشا .. تبقى عملت لي أكبر خدمه .. 
الغول : بس إحنا ما نعرفش عنه حاجه غير إن اسمه فسوكه الحلاق ؟ 
فسوكه : بتقول اسمه إيه ؟ 
اسكندر : فسوكه..الحلاق .. 
فسوكه : [ تبدو عليه علامات الدوار ]
اسندني يا شاويش ينوبك ثواب .. الظاهر تعبت م الجوع والوقفه .. 
[ يسرع اسكندر بتقديم مقعد له ويجلسه ] 
الغول : أحسن دلوقت ؟ 
فسوكه : يعني قشطة كانت بتدور على فسوكه الحلاق ؟ 
الغول : إحنا متأكدين من معلوماتنا  .. 
فسوكه : مش غريبه .. ماهي قالت إنها ما شافتوش غير في الحلم .. هيه البنت ممكن تحب واحد 
شافته في الحلم وتخطبه ؟!!
اسكندر : وتتجوزه كمان .. 
فسوكه : إنتوا متأكدين إن خطيب قشطه إسمه فسوكه الحلاق 
االغول : ما قلناأيوه .. قرفتنا .. كمل معاه يا اسكندر 
اسكندر : أمرك يا افندم .. 
[ يسرع بالجلوس مكان اللواءالغول ،ويخرج متلفتا زجاجة خمر صغيرة يرشف منها بسرعة 
ويعيدها إلى الدرج ]
اسمه فسوكه .. ومن قريه اسمها عزبة اللحم .. 
فسوكه : وله أخت اسمها مرمر .. 
اسكندر : الله ؟ دا أنا اللي شربت يا حمدي .. افتكرته؟ 
فسوكه : لا .. الصاغ عبود .. بيقول إنه مستجد .. وقشطه بتقول إنه بطل .. وأنا مش مصدق 
الاتنين .. هات القزازة عشان نعرف نتفاهم .. 
اسكندر : [ يقدمها له متلفتا ]  بس ما تشربش كتير أحسن سيادة اللوا الغول  ياخد باله .. 
فسوكه : [يرفع الزجاجة على فمه حت تفرغ ]
اسكندر : يخرب بيتك 
فسوكه : عايز تعرف إيه ؟ 
اسكندر : كل اللي تعرفه 
فسوكه : أنا هأقول على كل حاجه .. أبشر .. هتترقى يا شاويش اسكندر .. هات الغول والظباط هاتهم كلهم .. [ يدخل الغول  ]
اسكندر : تعرف إيه عن الجهاز 12  والمقدم عادل 
فسوكه : مين عادل .. آه افتكرته .. مش دا اللي عامل زي القطر القديم طول ماهو ماشي يدخن 
الغول : أيوه ...هوه 
فسوكه : أنا ما أحبش المقدم عادل .. كان بياخد السجاير بتعاتي لحد ما بطلني التدخين .. أنا اشتغلت معاهفي مركز سته على الجهاز 12 
الغول : حلاوتك .. لحظة أجيب جهاز التسجيل 
فسوكه: [ منفردا نسمع صوت تفكيره دون أن يتكلم فعلا  ] 
يا ريتني عصفور يا قشطه .. آه لو تشوفي خطيبك .. واحد ضد الكل .. بطل [ يربت 
على صدره منتشبا هامسا ] بطل ياديافسوكه .. بطل ..!! اغلبهم يا بطل .. إششش ..  
وطي صوتك  [ متلفتا حوله ] أنا خايف والخوف حاجه وحشه .. همه عايزين مني 
معلومات .. أنا مش عارفها يا قشطه أنا خايف .. بس لكن لسه بأفكر .. إذا كانت 
المعلومات الصح بتكسب الحرب .. تبقى المعلومات الغلط تخسرها .. أنا مش جبان أنا 
بطل ..ودين النبي لأبوظلكم كل حاجه .. جيشنا هينتصر.. وأنا مش مهم .. إذا ما 
رجعتش لبلدنا الصغيرة .. مش مهم .. هتفضل بلد صغيرة فيها ورد وناس .. وبنات ربنا 
بيصب الخمرة في عيونهم صب ..!! 
الغول : [ داخلا وخلفه اسكندر يحمل جهاز تسجيل بدائي ] .. هيه جاهز يا بطل ؟
فسوكه : جاهز يا باشا .. 
اسكندر : مش هأنسى لك الجميل دا أبدا يا حمدي .. الخرايط أهه .. وظباط العمليات جايين لك 
حالا .. قول كل حاجه ..!!
الغول : بس لو لعبت بديلك يا فار اللوا سعد .. هترجع مركز واحد .. لابس بدله رصاص .. 
فسوكه : المهم أرجع يا باشا ..[ يأخذ العصا من تحت ابطه بعنف مشيرا بها إلى الخريطة ] 
شوف يا باشا .. مخازن الذخيره .......... [إظلام ] 
اللوحة الرابعة والأخيرة : 

[ نفس مشهد اللوحة الأولى ، عدد الغربان ذات العيون البراقة ازداد بشكل لافت ، 
قشطة جاثيةعند جسد مسجى ومغطىبمفرش أبيضوحولها كلاب أبيها ، بينما وقف 
قيصرخلفها وخلفه جنديان بالسلاح ، الجميع  يبدو كالسلويت في ضوء المصباح 
المعلق على ذراع العربة ذات القبة]

جندي1 : استلمت يا آبا  ؟ 
قيصر : استلمت يا ابني .. طب ما عندكش  فاس ندفن بيه شهيد  ؟
جندي2 : هوه إحنا حانوتيه ؟ وبعدين الشهيد مش محتاج قبر ع الأرض .. الشهيد قصره في الجنه 
وإحنا ورانا مهمه أعظم .. 
جندي1 : هتكون أول واحد يبشر بالنصر .. !!
جندي 2 : بس انت أقدم مني ..
جندي1 : طبعا والأقدميه مره  .. بس إنت هتكون معايا .. إنت هتفكر .. وأنا هأتكلم 
[ يسمع صوت غراب ] 
جندي2 : والغراب .. ؟ بيفكر والا بيتكلم ؟
جندي 1 : ياللا بينا ... 
[ ترتفع أصوات الغربان ، مع إزدياد الإضاءة ويسمع صوت ضرب أجنحتها ، يدخل 
مسعود الطبال في ملابسه المزركشة وهو يحمل على بطنه الكبير الطبل الكبير ] 
مسعود : ألدو .. يا ولد يا ألدو .. 
ألدو : معاك يا ريس  .. 
مسعود : [ يدور حول نفسه ]  شوف يا ولد كدا .. بص كويس .. إيه رأيك في الهندام  .. تمام ؟ 
ألدو : من الناحية دي تمام .. لف كدا .. أيوه .. هبه ... 
مسعود : فيه إيه يا وله ؟
ألدو : شباك صغير يا معلمي ..
مسعود : فين ؟ فين ؟ 
ألدو : في الـ .... في المصيبه يا ريس مسعود .. !!
مسعود : اتكلم باحترام على (مصيبة ) معلمك يا وله 
ألدو : أكتر من اللي شايفه ؟ 
مسعود : يا دي المصيبه .. أمشي في استعراض النصر بمصيبه مكشوفه ..؟!!  كله منك 
إنت إللي دخلتنا من طريق الشوك  ؟ 
ألدو : الدنيا كانت ضلمه كحل يا ريس مسعود  .. 
مسعود : طيب طيب .. خد الطبل  .. جربه وسمعني 
ألدو : حاضر 
[ يجرب جملة إيقاعية معينه بينما يصغي مسعود في تعال ، ثم يشير بيده فيكرر ألدو 
الجملة مرة ثانية لكن ختامها مختلف ] . 
إيه رأيك .. الدقه الأولانيه أحسن ؟!!
قيصر : متهيألي .. إن الدق بالطبل على راس شهيد مش مناسب  .. 
مسعود : إطمن .. مش هيسمع .. 
ألدو : طول عمر الحروب بتنتهي باحتفالات على أرواح الشهداء .. !!
قيصر : واضح إنك بتفهم أكتر من عمك .. أنا عالم وأفهم كويس في الذوق 
مسعود : كلامك ده .. ضد النظام يا محترم .. 
ألدو : طب إيه رأيك .. الدقه الأولانيه أحسن والا التانيه ؟
قيصر : لا .. التانيه أحسن 
مسعود : ولو انك طلعت لي هنا شيطاني ..ولسانك زفر ..  بس معاك حق ..التانيه أحسن 
قيصر : أناعالم يا ريس مسعود .. وأنصحك تغطي الطبل دا لو كنت هتشتغل بيه لما الشمس 
تطلع .. الآلات الحساسة اللي زي دي .. الهوا الرطب بيأثر عليها ..
مسعود : ما شاء الله .. دا انت عالم بجد ..؟ أنا متشكر .. لكن لو جيت عزبة اللحم .. فركة كعب 
من هنا .. هأكرمك .. [جانبا ] فيه وليمة كبيره .. عمدتها العمدة سلطان سالمان  
استضاف استعراض النصر .. !!
أصوات : كواك .. كواك 
ألدو : إيه الصوت  دا يا ريس مسعود ؟ 
مسعود : عصافيرالربيع يا ألدو   .. ورايا [ يخرجان ]
قيصر : [ يعلو نحيب قشطة ] وبعدين ؟ مستنيه إيه تاني ؟ ما حدش جاي .. أدي ليلتين وإحنا 
هنا .. ليلتين يا قشطه وأبوكي المسكين سهران جنبك .. بصي .. كل حاجه بقت خضرا .. 
لكن ما فيش عصفور واحد يوحد الله غنى للربيع .. ولا عصفور ..!! كفايه يا قشطة يا 
بنتي .. هوه الشهيد محتاج بكا .. بس يا بنتي ... سيبي خطيبك نايم .. فيه حفله كبيره 
الليله عشانه .. وعشانا .. ندفنه .. ولما نروح  .. نمر على بيته نقرا له الفاتحه .. 
قشطة : الفاتحه [تقرا سرا ومعهاقيصر ]
قيصر : آمين .. 
قشطه : بص يا آبا .. شايف .. نايم والورد حواليه .. زي ما شفته  ..  زي ما حلمت بيه .. مش 
ناقص غير الملايكه العيال .. !!
قيصر : أظن دلوقت هوه اللي بيحلم .. 
قشطه : يا ريتني معاه 
قيصر : [ ثائرا ] كل دا ليه يا بت المجنونة ... عشان هف .. هوا .. أفهم بس ..؟!!  دا حلم يا 
قشطة عارفه يعني إيه حلم .. ثم مين اللي قال له يروح الحرب وهوه مخطوب .. ؟ كان 
لازم يفكر فيكي .. ف خطيبته .. أيوه .. كان لازم  .. أنا كمان ما كنتش عايز أقوللك .. 
ما بأحبش العساكر .. الواحد فيهم لما  حتى ييجي يموت .. بيموت ناقص عمر ..!! 
وأهو مات ناقص عمر زيهم .. !! 
أصوات : كواك كواك .. 
قيصر : [ ثائرا للغربان ] مستعجلين على إيه ؟ مش ماشيين .. لا أنا ولا هيه هنمشي .. قبل ما 
نديه حتة  من الأرض اللي مات عشانها .. مستنيين إيه ؟ أعوذ بالله .. لا عيل بيصرخ 
ولا حمامة بيضا .. ولا عصفور يغني .. !![ يدخل أمشير ] 
هيه .. بتدور على إيه تاني يا أمشير ..؟!!  على بيت فسوكه الحلاق .. ؟ 
أمشير : [ يتأمل الغربان ] همه الرهبان بتوعك ما ابتدوش الصلا ع الشهيد .. 
قيصر : شايف ..  رجعوه مركز واحد .. لابس بدله رصاص .. الباشا هناك .. كان عارف إن 
قشطه خطيبته .. عشان كدا سلموه لينا .. وبعت معانا عساكر لحد هنا .. 
أمشير : عارف .. 
قشطه : ومن ساعتها ما اتكلمش .. 
أمشير : [ يجثوإلى جانب الجثمان ] خد بنتك وروح يا عم قيصر ..
قيصر : [ مشيرا إلى الغربان ] ..  ودول 
أمشير : دا شغلي .. أنا مكلف بتكريم الشهيد .. 
قيصر : ودعيه يا قشطة .. ودعها يا فسوكه .. إنت كسلان كدا ليه يا بطل .. ابتسم يا ابني .. 
هيضربولك نار وإنت بتدفن .. ويقولوا فيك خطب .. اسمع خطيبتك يا فسوكه 
قشطه : أنامش هأقول حاجه يا حبيبي .. لكن لازم تعرف .. إني حلمت بيك زي ما بأحلم بالبحر 
والشمع والورد .. وزي كل حاجه حلوه ..!!
أمشير : زي الرمل والدم 
أصوات : كواك كواك .. 
أمشير : [ يطلق النار ويسقط أحد الأغربة بينما الأخرى لا تتحرك ]
 الدم اللي سال عشان النصر ..!!
قيصر : [ يجمع كلابه في الصندوق ] 
النصر ... !!  تفتكر الكلمة دي يبقى لها معنى .. لما ما يبقاش من البني آدم حاجه 
أمشير : ما تنسوش .. لما تفوتواعلى بيت فسوكه  .. تقروا له الفاتحه .. 

الفاتحه [ إظلام تدريجي ]


      ستار  

درويش الأسيوطي 
        أسيوط 27/11/2014

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption