«الديالكتيك»ماهيته واثره علي الخطاب الحداثي في مسرحة اللحظة في النصوص المسرحية (ورد ذابل -وهم-غي) للكانب عمار نعمه جابر
مجلة الفنون المسرحية
«الديالكتيك»ماهيته واثره علي الخطاب الحداثي في مسرحة اللحظة
في النصوص المسرحية (ورد ذابل -وهم-غي) للكانب عمار نعمه جابر
حسام الدين مسعد - مصر
الكاتب العراقي عمار نعمه جابر مواليد مدينة الناصرية في السابع من نوفمبر عام الف وتسعمائة وثلاثة وسبعين .نال شهادة الدبلوم العالي من معهد نفط بغداد ثم حصل علي بكالوريوس الإعلام من جامعة ذي قار ومارس النشاط المسرحي مع جماعة الناصريه للتمثيل كممثل ومديرا للمسرح وكمؤلف وكاتب مسرحي له العديد من النصوص التي استهلها عام الفين واثنين بنص (حلوي - بقايا في قبو )
إن القارئ لنصوص عمار نعمه جابر سيلحظ ان عناصر البناء الدرامي لديه تبنى علي الحوار الديالكتيكي ، المادة الخام الوحيدة ، التي تبني منها المسرحية عند« عمار» فتراه مركزا ومكثفا لا إسهاب فيه ، موجز يعرض الحدث ويصعده ويصل به لنهايته ، ويرسم الأبعاد المختلفة لشخصياته ، ويخلق المنظر المسرحي من خلال هذا الحوار الديالكتيكي الذي يجعل نصه المسرحي صالح لقيام الممثلين بأدائه في العرض المسرحي .
و قد يبدو للقارئ أن تركيز « عمار نعمه جابر» علي الحوار الديالكتيكي تأثر بمقولة جورج برنارد شو (أنه يجب ان يتحول المسرح الى جدل عقلاني ، بحت بين الممثلين أو حتي بين الممثلين والمتفرجين .إذا امكن ذلك . فالمسرحية ليست سوي محاولة فنيه لإثارة الحوار العقلاني الجاد حول مشكلات الساعة وقضايا العصر )
إلا أن هذه النزعة العقلانية ، تقوض حصون الروح الإنسانية ، بكل ما تنطوي عليه هذه الروح من مشاعر واحاسيس وقيم ذاتية ، وتحت تأثير تموجات الحضارة المادية ، تحول الإنسان إلي موضوع للمعرفة العلمية ، وترتب عليه ان يتخلى عن عناصر الخصوصية ، التي تتميز بها الروح الفردية لديه.
ومن هذا المنطلق كانت الإشكالية التي هي مناط القراءة الباحثة في نصوص (عمار) والتي يمكن اختصارها في سؤال محدد :
«ماهية الحوار الجدلي وتأثيره علي الخطاب الحداثي في مسرحة اللحظة في نصوص عمار نعمه جابر؟»
ولفك شفرات هذا التساؤل تم اختيار النصوص المسرحية (ورد ذابل – وهم – رماد – غي ) كعينة للبحث الذي سيتطرق الى تعريف الديالكتيك ، وأثر الديالكتيك علي الحوار المسرحي في مسرحة اللحظة ، ثم اثر الديالكتيك في رسم أبعاد الشخصيات ، ثم سنتحدث عن القصدية من الحوار الديالكتيكي ، والعقلانية والذاتية كمرتكز حداثي وتأثير الديالكتيك لسيادة العقل .
••«الديالكتيك»
تأتي كلمة ديالكتيك من الاغريقية ، بمعني المجادلة او المناقشة . في العصور الغابرة كان «الديالكتيك» فن التوصل إلى الحقيقة ، عن طريق كشف التناقضات في مجادلة الغريم ، والتغلب على هذه التناقضات . كان ثمة فلاسفة في العصور القديمة ، اعتقدوا ان كشف التناقضات في الفكرة ، وتصادم الافكار المتناقضة ، كان افضل وسيلة للتوصل إلى الحقيقة . هذه الطريقة الديالكتيكية في الفكر امتدت فيما بعد إلى الظواهر الطبيعية ، وتطورت إلى الاسلوب الديالكتيكي لتفهم الطبيعة، الاسلوب الذي يعتبر الظواهر الطبيعية في حركة دائمة ، وتطرأ عليها تغييرات دائمة، ويعتبر تطور الطبيعة ، نتاجا لتطور الظروف في الطبيعة ، نتيجة التفاعل المتبادل بين قوى الطبيعة .
لكن نحن بصدد «الحوار الديالكتيكي» الذي هو نقاش جدلي بين طرفين ، كل منهما يحاول تقديم حججه وبراهينه ، من أجل بلوغ معرفة ما ، في لحظة ما ، وعلي العكس من فلاسفة العصور القديمة فهذا «الديالكتيك » لا يعترف بالحقيقة المطلقة او المقدس فالحقيقة هي خطأ تم تصويبه .
••(اطراف الديالكتيك)
فنجد عمار نعمه جابر يستهل هذه النصوص بحوار جدلي بين طرفين (ام ، وابنتها-في نص ورد ذابل) ، (طالب1،وطالب2في نص وهم ) ، («الأول ،الثالث»،والثاني في نص رماد) ، (المحقق ،والرجل في نص احتجاج) . يحاول كل طرف من خلال هذا الحوار الديالكتيكي تقديم الحجج والبراهين للطرف الأخر ، من أجل بلوغ الغايات الدلالية للنص لدى القارئ .
••الديالكتيك واثره علي الحوار
الحوار : هو الحديث بين الشخصيات ، التي هي اطراف الديالكتيك عند عمار نعمه جابر ، وهذا الديالكتيك هو العنصر الذي يعمل على تنمية الأحداث وتطويرها ، من خلال الحوار الجدلي الذي يخلقه الكاتب ، من خلال حديث شخصياته ، فنري عمار في نص «ورد ذابل » يخلق لنا حوار بين عاهرة وابنتها الراقصة ( الام وابنتها ) طرفي الحوار الديالكتيكي الذي يعمل على تنمية الأحداث ، لنكتشف عبثية اللحظة عند عمار نعمه جابر . ان هذا الحوار كان بين الام مالكة المستشفى الاستثماري الخاص وابنتها التي تعمل طبيبة في مستشفى عمومي يديره والدها .
إن حوار الأم وابنتها في (ورد ذابل) هو ديالكتيك القديم والجديد ، الذي استطاع الكاتب طرحه من خلال حوار بين عاهرة وابنتها الراقصة ! في مراوغة حداثيه ، لطرح أبعاد القضية الكامنة في نصوص عمار التي تجعل القارئ يغوص في فوضي المعاني والدلالات ، فنجد «الحوار بألفاظه وعباراته » نابع من الديالكتيك ، ومثال لهذا الديالكتيك في حوار (ورد ذابل) :
[الأم: قلت لك ، ملهاي أفضل من ملهى أبيك .
البنت : كلكم تلقون باللوم علي .
الأم : أنت لا تعرفين مصلحتك ، فتاة جميلة وشهية مثلك ، تدفنين نفسك في ملهى من الدرجة الثالثة ، لماذا ؟
البنت : امي أرجوك ، رواد ملهى أبي ، أفضل بكثير من رواد ملهاك ، القضية ليست قضية درجات .
الأم : وهل تفضلين العقد التي ترتاد ملهى ابيك ، إنهم حفنة من التراث الشعبي ، كومة كبيرة من المثاليات المتآكلة .
البنت : هو النوع الذي يجتذبني بشدة .
الأم : يعني أنت تتركين الشباب والعنفوان في ملهاي الفاخر ، وتقصدين أصدقاء الحبة الزرقاء ، ماذا دهاك]
••أثر الديالكتيك في بلوغ المعني
يستهل الكاتب نصه بهذا الحوار الديالكتيكي الذي لا تعني ما توحي به الدلالة السطحية للجملة . فالمعني السطحي المباشر ليس هو المقصود في حوار عمار نعمه جابر ، لأن هذا الحوار الديالكتيكي هو ( الغياب ) وبدلا من التحول الطبيعي من المعني الي معني المعني ( في اشارة الأم الي العقد التي ترتاد ملهي الاب ، والتي نعتتهم بأصحاب الحبة الزرقاء العاجزين ، وكيف ان البنت تفضل هؤلاء العجزة ، التي أشارت لهم الأم بأنهم حفنة من التراث الشعبي وكومة من المثاليات المتأكلة )
إن هذه الإشارة في الحوار الديالكتيكي هما وجود معلق ، يعتمد علي غياب سيتولى القارئ إحضاره ، في كل مرة يقرأ فيها النص ، ويفسرها حسب الظروف التي يؤسس علاقته مع النص ، في تعدد للدلالة والمعاني ، ومن ثم المراوغة الدائمة للدلالة . «المشفى او المراكز الثقافية التي تساعد علي شفاء العقول » ذاتها ليست حاضرة في النطق او الكتابة ، ولكنها غائبة . إن حضور (الملهي) هو نفسه غياب الشيء المشار اليه (المستشفى)وهذا الشيء حاضر في رمزه أو بديله وهو (الرواد) .
إن النص عند عمار نعمه جابر لا يصور عالما حقيقيا ، قائما بصورة مستقله عن اللغة ، ونتيجة لذلك ، ينبغي علي القارئ التركيز علي النص ، باعتباره تركيبا لغويا او توليفة بلاغيه ، يمكن فهمها عن طريق فكها وتفكيكها ، وهذه العملية لا تؤدي الي الحقيقة ، بل الى جوهر الشك ! اي إدراك انه حيث نتوقع الحقيقة لا يوجد إلا غيابها ومراوغتها الدائمة ، فراغ شاغر قامت اللغة بإخفائه إحساسا بالاكتمال والوحدة .
••القصدية
ثم يتطور الديالكتيك في ورد ذابل ليقود القارئ في بلوغ المعني الكامن في النص ، وقصدية المؤلف ، ليس فحسب ، بل يخلق حالة اخري من الديالكتيك العقلاني مع القارئ نفسه ، من خلال جوهر الشك ، الذي هو بمثابة صدمة او صفعة للقارئ ، فنجد عمار يختتم حواره الديالكتيكي في (ورد ذابل ) :
[الأم. : سينتهي بك الامر مثل قسمة امك ، زوج قواد .
البنت. : زوج قلبه ابيض ، ويحبك كثيرا .
الأم : قلبه ابيض ، ولكن ملهاه من الدرجة الثالثة .
البنت : لماذا تصرين دائما على تسمية المستشفى العام الذي يملكه ابي ، ومستشفى التجميل
الحديث الذي تملكينه ، بالملاهى !
الأم : لأنك تصرين على تسمية نفسك يا دكتورة ، بالراقصة ]
•مراوغة المعني
عبثية الديالكتيك تصدم القارئ وتخلق المراوغة الدائمة لنبلغ معني المعني ، او القصدية التي ارادها عمار ، من ان العهر الثقافي يخيم على المشهد في ديالكتيك القديم والجديد .
إن هذه النزعة العقلانية الحداثية في ورد ذابل هي اللحظة الزمنية التي خلقها الديالكتيك الحواري عند عمار نعمه جابر ، الذي حاول التشكيك وانتقاد المؤسسات الثقافية المالكة للخطاب والقوة والمعرفة ، بأنه شبهها بالملاهي الليلية ! التي يرتادها القوادون والعاهرات ، في تقويض للعقل والمنطق ، وبفلسفة عبثية لا معقوله ، تنشر اليأس والشكوي في المجتمع ، اي ان صرخة ورد ذابل هي صرخة تنطلق من القارئ ، وبناء على رغباته واهوائه ، في انهيار المسافة بين الذات والموضوع ، في تجريب يجمع بين الحداثة وما بعدها ، فهيمنة العقل وسيادته ، تشكل الجوهر الحقيقي للحداثة واساسها المركزي ، وبصرف النظر عن المعارف التراثية والتقليدية التي سادت في العصور الماضية من تاريخ الإنسانية ، فأهمية العقل ودوره التنويري ، هي المحور الأساسي في فهمنا للكون وحقائقه وعلله وتجلياته .
وحين نستجدي مثال آخر للحديث عن الديالكتيك المهيمن والخلاق للفكرة في نصوص عمار نعمه جابر فليس ابلغ من نص «وهم» الذي يستهله بهذا الحوار بين طالبين في الصف المدرسي
[ طالب 1: هل ترى السبورة جيدا ؟
طالب2 : نعم ، وأحاول أن أنسخ كل ما هو مكتوب عليها الى دفتري .
طالب1 : ولكني لا أرى ما كتب الاستاذ على السبورة !
طالب2 : أنا أراه جيدا ، يمكنني أن أخبرك بكل ما كتب الاستاذ على السبورة .
طالب1 : وهل فعلا ستخبرني بالضبط بما هو مكتوب على السبورة ؟
طالب2 : ماذا تقصد !
طالب1 : قد تخبرني أشياء ، أنت تريد أن تخبرني بها .
طالب2 : وكيف ستعرف انت ذلك ، وأنت لا ترى السبورة جيدا ، وأشك أنك لا ترى حتى الأستاذ]
هنا خلق الحوار ديالكتيك يجسد رفض الجمود والانغلاق ، وقبول الانفتاح والتفاعل ، من خلال التجديد والنشاط الإبداعي لدي طالب 1، الذي لا يستطيع ان يري السبورة ، ومع ذلك هو ليس منغلق ، ويسعي للإبداع والتجديد ، بعلاقة تناقضية مع التقليد الذي يتبناه طالب 2 .
ثم يقودنا عمار الي ديالكتيك آخر كاشف للقصدية في نصه ، هو ديالكتيك الخطأ الحقيقة ، الذي أثر في حوار نص وهم ، وبالتالي ساعد القارئ على بلوغ معني المعني :
[طالب 1 : طيب ، فهمتك الآن ، حسنا ، أخبرني الآن بما كتب الأستاذ على السبورة ؟
طالب2 : حسنا لقد أثرت في مشاعري ، سأخبرك هذه المرة بالحقيقة ، دون تدخل مني ، الحقيقة لا تزييف .
طالب1 : حسنا ، أخبرني الحقيقة ..
طالب2 : الحقيقة ، أن الاستاذ لم يكتب شيئا على السبورة ، وذلك كونه غير موجود في هذا المكان . بالإضافة الى ذلك ، فإنه ليس هناك مكان يكتب فيه الأستاذ ، لأنه وبكل بساطة ، لا توجد سبورة على الجدار . (ينهض واقفا ) ولكي أكون دقيق معك ، فإنه ليس هناك جدار بهذا الاتجاه ( يتحرك خارجا )
طالب1 : ( ينادي ) أين أنت ذاهب ؟
طالب2 : الى غرفة الصف الدراسي ، سيبدأ الدرس]
إن هذه اللحظة الديالكتيكية التي قصدها عمار هي تلك اللحظة التي يتحول فيها الصواب الي خطأ او الخطأ الي صواب في ديالكتيك الخطأ والحقيقة فالحقيقة ماهي إلا معرفة لحظية لخطأ تم تصويبه !
إن هذا الديالكتيك في نص وهم استطاع القارئ ان يبلغ معني المعني فيه ، رغم المراوغة التي يتعمدها الكاتب ، والتشكيك في بلوغ الحقيقة المطلقة ، من خلال هذا المفهوم الفلسفي المركب ، والذي قوامه سعي لا ينقطع للكشف عن ماهية الوجود ، ومن خلال بحث لا يتوقف عن إجابات ، تغطي مسألة القلق الوجودي ، وإشكاليات العصر المتمثلة في جدلية الوهم والحقيقة .
ويستجدينا في بحثنا هذا ديالكتيك آخر يرتكز علي فكرة مركزية العقل التي تنتقل من الحرية من الاستغلال الي العدالة ومن التبعية الي الاستقلال وليس ابلغ من نص «غي» وهذا الحوار الديالكتيكي
[الأول : ولكن ، ماذا لو وضعت ، هناك في الأعلى ، هناك ستكون عالية ، فوق الجميع ، وستكون أكثر سلطة يا سيدي .
الثاني : ليس كل الامكنة المرتفعة ، قد تمثل سلطة .
الأول : وماذا لو .. ( يقاطعه الثاني )
الثاني : ( بحد ة ) اسمع ، هذا هو المكان ، الذي يجب أن تعلق فيه الايقونة المقدسة ، وليس مكان آخر ، أرجو أن يكون ذلك واضحا تماما .
الأول : تحت أمرك يا سيدي ، أنا تحت أمرك .
الثاني : حسنا ، ثبتها جيدا على الجدار .
الأول : سأثبتها بما أملك من قوة سيدي .
الثاني : ( بتأكيد ) بل ثبتها بما يضمن لها ، أن تبقى معلقة على الجدار ، لثمانمائة عام أخرى .
الأول : ولكن يا سيدي ، هذا رقم كبير جدا ، زمن طويل للغاية !
الثاني : لو كنت أستطيع أن أثبتها في مكانها ألفي عام أخرى لفعلت ، ولكن هذا صعب للغاية . ]
هذا الحوار الديالكتيكي يقود القارئ الي العقلانية لتدبر المعني او القصدية التي ارادها الكاتب من حوار بين عامل بسيط ورجل دين داخل مكان هو مؤسسة دينيه من أجل تعليق لوحة الأيقونة المقدسة . هذا الديالكتيك الذي يسعي الي تحولات وتغيرات جوهرية في شروط الوجود للناس من السيطرة علي مقدرات وجودهم وشروط حياتهم . فتعليق الأيقونة مع ضمان عدم زحزحتها لألفي سنه أمر صعب لكنه يقود القارئ الي فكرة السيطرة علي مقدرات وجود البشر الذي يسعي الديالكتيك لتغيرها عن طريق المعرفة والتأمل العقلاني :
[الثاني : قلت لك أيقونة مقدسة ، وليست لوحة ..
الأول : هذه الأيقونة ، لا شك أنها بحاجة الى تغيير ، وترميم ، وتحديث ، هكذا تجري كل الاشياء .
الثاني : لا الرب ، ثابت لا يتغير .
الأول : نعم يا سيدي ، الرب ثابت لا يتغير ، ما يجب أن يتغير هو صورته في اذهاننا . ]
ديالكتيك المعرفة النهائية الذي يقود الي التغيير حتى فيما هو مقدس ، بأن تتغير نظرتنا إليه ان نتجادل مع النظرة القاصرة ، في سبيل بلوغ المعرفة النهائية ، التي اساسها العقلانية والجدلية ، التي تتيح للعقل ان يتجلى بسيادته وهيمنته في مختلف جوانب الوجود الاجتماعي والسياسي معليا لمبادئ التنوير وقيمه .
*الزمان في نصوص عمار نعمه جابر
إن الزمن في نصوص (عمار ) لا يأخذ دورة متكررة ، صائره الي بداياتها ، إنه عبارة عن لحظة متقطعة ، متنافره نابعة من الحوار الديالكتيكي ، وتجسيد لإرادة الإنسان الخلاقة ، في هندسة هذه اللحظة ، التي تعبر عن إرادة بشرية حره ، تتمثل في الخروج عن وصاية الزمن . ولذا فالفعل الإنساني في نصوص( عمار )والنابع من نشوء الديالكتيك ، هو صورة إرادة انسانيه تجعل من الإنسان بصورته الاجتماعية مبتدأ الحقيقة وغايتها. اي ان الديالكتيك المهيمن علي نصوص عمار نعمه جابر هو الباعث للشخصيات الإنسانية في صنع زمنها ، ورسم ملامح مصيرها بإرادتها الحرة ، فبدون تغيير الإنسان في ثقافته وقيمه ونظرته الي الذات والآخر ، تبقي عملية الحداثة ظاهره مزيفه لا تعكس الواقع بأمانه ، وهذا هو الغاية من الديالكتيك العقلاني الذي يتبناه عمار نعمه جابر في نصوصه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق