التجريب والرقص الحديث في بيت الرقص في العاصمة ستوكهولم
مجلة الفنون المسرحيةالتجريب والرقص الحديث في بيت الرقص في العاصمة ستوكهولم
*عصمان فارس - ايلاف
لتجريب والرقص الحديث في بيت الرقص في العاصمة ستوكهولم,فرقة برونو البرازيلية, وفرقة شوبانا الهندية البريطانية, ورشة عمل لكل فنون الرقص, منهاج مزدحم لريبتوار عروض فن الرقص من مدن وشوارع ومسارح العالم ,كلها فنون متطورة من الرقص وتتناغم مع الدم والمشاعر والعضلات لتشكل معجزة الجسد وسحر الروح الانساني ,وامكانية تطور وتاثيرها الفسلجي والنفسي وخلق صورة بصرية وحركية ,لخلق ملتقى لحضارات وثقافة الشعوب وبشكل تجريبي معاصر, ذو منهج ثقافي وانساني في مواجهة العنف والانغلاق الفكري ,يبعث النبض عن طريق الاحساس من الشارع الى المسرح, وعوامل تطور فن الابداع في الرقص التجريبي وتوفر المناخ الحر للجسد الانساني الحر, وعملية الاخصاب مابين الافكار المختلفة, وتحقق نتائج لمجموعة من البشر, والذين تتاح الفرصة امامهم للتعبير عن افكارهم وعن انفسهم ,من خلال حركة الجسد ربما لرفض حالة التمييز, تكون مصحوبة مع الموسيقى اوبدونه ,وكل انواع الرقص لها مضمون ثقافي وتعليمي, ومن العروض انتقالات مابين مسرح الرقص في الشارع وخصوصية الناس من شوارع نيويورك ,وحالة السود الى شوارع ريودي جانيرو في البرازيل وفرقة برونو, وانتقالا الى شوارع لندن وفرقة شوبانة والدم وملتقى الثقافات .
لماذا الراب وموسيقى الهيب هوب والرقص في الشوارع ؟ موسيقى خالية من النمطية "فالهيب هوب تعتبر حركة ثقافية للسود في أمريكا, أو الأمريكيين الأفارقة وهم الأمريكيون من أصول أفريقية, وقد بدات منذ عام ١٩٧٠ ونشأت كرد فعل لما تعرضوا له من العنصرية" ,ولاظهار ثقافة وفن مستقل فيهم وكنوع من التعبير عن انفسهم ,وعن المشاكل من الفقر والبطالة والعنصرية و الظلم ,وأصبح الآن الرقص في الشوارع بريك دانس له منافسات ومسابقات في أمريكا وخارجها . كان الهذف من ظهور فن الهيب هوب هو إشغال الشباب السود في أمريكا للانضمام لفرق الهيب هوب, و المنافسة في الرقص والغناء بدل الانضمام للعصابات والعنف والمخدرات, برونو البرازيلي أعماله الشهيرة ، وسيكون الجمهور امام تجربة وثقافة الهيب هوب خالية من النمطية ,موسيقى الراب والحركة والقفز بعضلات مفتولة . في مشهد رائع أمام تسعة راقصين بمصاحبة المعزوفات الموسيقية المنفردة ، والعطاء ثنائيات ومجموعة قوية من متواليات التي تعطي رقص الشارع معنى جديدا, يشكل فرقة الجاز الالكترونية موحية وصوت أحذية الراقصين تماما ويكون سر الاختيار والرقص الثنائي الدويتو الرقص والحركة امتداد للموسيقى . البرازيلي برونو الكوريغراف يقدم اول عرض له في السويد لاول مرة مع الراقصين الشباب غروبو دي روا ، وهو ما يعني "مجموعة من الشارع" ،اسس برونو الفرقة سنة ١٩٩٦ من خلال تشكيلات من الشباب وانتقلت الى مناطق حضرية والى ضواحي ريودي جانيرو واستخدمت كل فنون الرقص المعاصر. هو بيل ترو خاصة كان قد اشرف على الرقصات, الآن له جذوره في الرقص في المناطق الحضرية في واحدة من أكبر ضواحي ريو دي جانيرو . بمرور الوقت تطورت الفرقة من مسرح الشارع باستخدام فنون الرقص المعاصر وتقنياته, وانتقلت الى اماكن ومدن عديدة في العالم, جلبت له النجاح وفرقته من الشارع إلى كل الأماكن في مدن العالم . الفرقة تتكون من مجموعة من الشباب المفتولي العضلات , جميل وبسيط شيء يجسد الطبيعة الهيب هوب ,من ومن الضروري الغاء حالة الوحدانية والتركيز على جميع الراقصين امتعونا بشيئ من شفرات الجسد والرقص الجميل ,شيئ رائع ؛ رقص الهيب هوب قوانينها سلوكية صارمة, عرضت في تحد أكبر من الثقافة في الداخل وكثافة الطقوس تقراصل الفرقة البرازيلية ربما اوحى الرقص لي وحركتهم كانهم شباب فريق كرة قدم يقدم العاب وحركات جميلة راقصة . طاقات شبابية هائلة خلال ساعة ترقص بدون كلل اوملل. ويجسد فكرة وجود دائرة الهيب هوب والشفرات. الرجال الذين كانوا يرتدون السراويل القصيرة أو الجينز فسيح ومختلف تي شيرت ، مجاميع وثنائي مميز في مجموعات أكبر.في أوقات يتحول الرقص والاداء دويتو يتواجهون في أزواج والقفز في الهواء ومواجهة البعض والاستناد على الارض بواسطة اليدين، ومن دواعي السرور ان تشاهد فريق راقص يفهم خصوصية الحركة واجساد رشيقة تملا الفضاء مع موسيقى لها تاثير في تكوين وشكل الحركة فقط شيئ واحد يثير الانتباه كيف فريق راقص من البرازيل اصحاب رقص السامبا وهنا فريق برونو الهيب هوب ورقص الشوارع في ضواحي ريودو جانيرو تسعة شباب ذكور دون وجود للعنصر النسائي ظاهرة ذكورية مرفوضة لمجتمع حضري مثل البرازيل نأمل من فرقة برونو البرازيلية في العروض القادمة ان نشاهد العنصر النسوي . فرقة شوبانا ايظآ اول مرة تزور السويد وهذا المشروع الهندي البريطاني في بيت الرقص في ستوكهولم وابراز وتناول مشروع حالة الصراعات ومختلف الثقافات في المجتمعات وكلمة الدم هي احدى الثيمات المهمة في هذا العرض وكذلك عزلة الشبات والتجمعات الاثنية وخاصة في العاصمة لندن ونفس الظاهرة موجودة في ستوكهولم عندما يلتقي الشرق مع الغرب من نافدة ثقافة فن الرقص وخلفية الاصوات وهو صوت السوبرانو والايقاعات المتنوعة صوت ينعش القلوب وينساب كمياه الشلالات، رقص هندي يتميز من خلال حركة اليدين والقدمين المميزة, رقص كلاسيكي يتناغم وينسجم مع روح العصر والرقص التجريبي المعاصر.اما فلم الفديو الاسود والابيض وحركة الشباب في شوارع خالية وبيوتات جميلة مقفلة الابواب والشبابيك توحي لانغلاق الروح, شباب يتحرك مع حوارات صامتة وحالات التشنج في الوجوه ,ومرور رجل عجوز مع عكازته توحي للماضي والحاضر جيل الشباب, اظلام ثم بقعة حمراء وداكنة للشباب بملابس عصرية وربطة العنق, وهم في وسط عمق المسرح حركات سريعة من اللف والدوران وحركة اليدين وارتفاع السيقان والرقص وفق اتجاهات مختلفة, كلها مدلولات قريبة منالرقص والايقاع الهندي وبتواجد العنصرالنسائي يغير كل موازين القوى ويضيف نكهة جمالية لرونق التشكيلات
ويتحول الرقص الجماعي والدويتو مع اختلاط وانسجام ليونة الاجساد مع نعومة جسد المرأة المحمول على الاكتاف والارداف،مفتاخ الرقص يبدأ من الدم في عرض فرقة شوبانا وخاصة ماحصل سنة ١٩٦٦ ,والشيئ الدراماتيكي المدهش والجميل في هذا الرقص, هو الرقص الجماعي مع السينوغرافيا ,وطريقة الكوريغراف شوبانا هو الروح الجماعية وتلاحم الاجساد . زارت فرقة شوبانا اول مرة السويد لتقديم عرض راقص على المسرح الكبير في بيت الرقص في ستوكهولم ضمن هذا الموسم المزدحم بالعروض, والكوريغراف شوبانا بريطانية من اصل هندي وهي مثل اكرم خان البريطاني من اصل بنغالي. البداية شاشة يظهر فلم لشاب يتجول في شارع مع ظهور بيوتات وابواب وشبابيك مقفلة توحي الى مدينة يلتقي الشاب الاول مع الثاني حديث صامت يوحي الى محاولة تقديم شيئ, ينتهي الفلم بظلام وظهور الراقصين والراقصات في وسط المسرح . منذ التمانينات تعمل الراقصة الهندية والكريغراف شوبانا في ملتقى ومحفل الحضارات والثقافات المتعددة, من خلال فرقتها وتقديم عملين الدماء , وفالنتين الحب والتعايش السلمي والعرض عبارة عن مزيج من الرقص الكلاسيكي الهندي والممزوج بنكهة العصر, رحال يرقصون مع ربطات العنق ونساء يرتدين الثوب, رقص فيه نوع من التشابك والمواجهة وحركات رشيقة مع استخدام لعضلات وحركة اليدين ,والتحليق والطيران بواسطة القدمين،وقد حصلت فرقة شوبانا على العديد من الجوائز في المهرجانات داخل بريطانيا وفي الخارج. والرقص زائدآ الفلم في المقدمة يظهر بوضوح حالة التوتر والتشنجات في المجتمعات الاسيوية في بريطانيا, مصحوبة بايقاعات وموسيقى منسجمة ومتناغمة مع حركة الراقصين, وتشابك الايدي مع الراقصات. والعرض يستغرق ٨٠ دقيقة مع فترة استراحة
هكذا عروض كانت قبل جائحة كورونا كنا نشعر بالفرح والسعادة
* مخرج وناقد مسرحي السويد
0 التعليقات:
إرسال تعليق