قضية يعقوب صنوع .. ما زالت مستمرة (1) رسالة إلى الباحث الجاد؟!/ د.سيد علي اسماعيل
مجلة الفنون المسرحية
قضية يعقوب صنوع .. ما زالت مستمرة (1) رسالة إلى الباحث الجاد؟! / د.سيد علي اسماعيل
انتهى عام 2020 وانتهت معه كل محاولات إثبات مصرية يعقوب صنوع وريادته المسرحية في مصر، وهي المحاولات التي قام بها مجموعة من الكُتّاب، قاموا بإعادة الكتابات القديمة المعروفة عن صنوع – والمنشورة في أغلب الدراسات التي ظهرت منذ عام 1953 - دون أن يقترب أحد منهم مما كتبته عن صنوع في كتاباتي العديدة، لا سيما ما طرحته في مناظرة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، وهي المناظرة التي صدمت الجميع بما كشفته فيها من حقائق ووثائق يصعب على فريق كامل أن يرد عليها أو يقترب منها حتى الآن!! لذلك هرب الجميع من المواجهة العلمية، وراحوا يفكرون في الالتفاف على الأمر، فظهرت الكتابات المتنوعة حول: المسرح الفرعوني، والمحبظاتية، وخيال الظل، والأراجوز، والمسرح الشعبي، والأدب الشفاهي .. إلخ! رغم أن الموضوع الرئيسي هو يعقوب صنوع وإثبات مصريته وريادته المسرحية!!
ريادة يعقوب صنوع للمسرح لم ينجح أي باحث أو كاتب في إثباتها منذ عام 2001 أي منذ عشرين سنة وحتى الآن، فما كان أمام الجميع إلا أن يتمسكوا بالكتابات القديمة عن مسرح صنوع، والتي فندتها وأثبت عدم صواب كل من كتب عن صنوع وريادته المسرحية في كتابي «محاكمة مسرح يعقوب صنوع» الصادر عام 2001!! لذلك كثر الحديث عن صنوع في الفترة الأخيرة في محاولة يائسة لقبول الحقيقة، مما جعل «جميع» من تصدوا إلى صنوع مؤخراً ينقلون ما كتبه صنوع بنفسه عن نفسه في مذكراته وصحفه! وهذه هي المشكلة الكبرى التي واجهت كل من أراد الكتابة عن صنوع، منذ أن أصدرت كتاب «المحاكمة»؛ والذي أثبت فيه أن «جميع» من كتبوا عن يعقوب صنوع ومسرحه، كتبوه نقلاً من مذكرات صنوع وصحفه!
ظلت المكابرة وعدم قبول وجهة نظري – أو مناقشتها علمياً - تحيط بأغلب من حاول أن يثبت مصرية صنوع وريادته المسرحية خارج مذكراته، ولكنه فشل! فلم يجد أمامه سوى أن يردّ على كتاباتي، ظناً منه أن الردّ هو المطلوب، ونسى تماماً أن الحقيقة التاريخية والعلمية هي المطلوبة!! وطوال عشرين سنة من بعد إصدار كتاب «المحاكمة»، وأنا أبحث عن صنوع ونشاطه، وكلما وجدت جديداً كنت أنشره لأفيد به الآخرين! لذلك كثرت كتاباتي حول يعقوب صنوع في صورة مراجعات علمية بسبب الجديد المكتشف! ورغم ذلك لم أجد طوال عشرين سنة «باحثاً واحداً» استطاع أن يكتب «بحثاً علمياً» يثبت فيه مصرية صنوع وريادته المسرحية دون أن يعتمد على كتابات صنوع في مذكراته وصحفه!
وأظن فترة عشرين سنة كافية، كي يتقبل الجميع فكرة أن ريادة صنوع المسرحية غير حقيقية، أو على الأقل مناقشتها بصورة علمية بعيداً عن الشخصنة والاتهامات الصبيانية؛ لأن من غير المعقول «علمياً ومنطقياً وتاريخياً» أن نقرّ بريادة صنوع لأن صنوعاً قال بذلك في مذكراته وصحفه!! وآن أوان البحث عن هذه الريادة في مصادر أخرى بعيدة عن مذكرات صنوع! وهنا نأتي إلى «نقطة ضعف» أغلب من تعرضوا للكتابة عن ريادة صنوع للمسرح، وهي أنهم لا يملكون أي مصادر أخرى عن صنوع خارج كتابات صنوع! وبكل أسف لم أجد حتى الآن «الباحث الجاد» الذي يبحث عن صنوع وريادته للمسرح خارج كتابات صنوع، دون أن يكون همّه الأول والوحيد .. الردّ على كتاباتي!!
هذا الباحث الجاد موجود؛ ولكنه يحتاج إلى التوجيه وإنارة الطريق أمامه، لذلك قررت أن أستغل خبرتي في الموضوع وأكتب سلسلة مقالات، أشرح فيها كيف يستطيع «الباحث الجاد» أن يكشف حقيقة صنوع وريادته للمسرح - بصورة علمية - إن كانت هذه الريادة متحققة في صنوع بالفعل!! والحق يُقال: إن التفكير في هذه المقالات كان يراودني منذ فترة، حتى قابلت الأستاذ «حسام مسعد» في مهرجان شرم الشيخ، وألحّ عليّ أن أكتب هذه المقالات؛ ولكني تكاسلت حتى حفزني على كتابتها طلاب الفرقة الثالثة بقسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت!! ولعل القارئ يسألني الآن: وما علاقة هؤلاء الطلاب بالموضوع، وما علاقة الكويت بقضية صنوع؟! الإجابة على هذا السؤال نشرتها في صفحة «تياترو» بجريدة «المساء» يوم 4 يناير 2021، تحت عنوان «هل يحسم معهد الكويت المسرحي قضية ريادة يعقوب صنوع»، وهذا نص ما قلته:
«منذ اثنتين وعشرين سنة وأنا أنتظر «الباحث الجاد» الذي يقرأ بفهم ووعي ما كتبته عن ريادة صنوع للمسرح، ويكتب بحثاً علمياً يناقش فيه الرأي والرأي الآخر، ويخرج برأي علمي وموضوعي، دون أن يكون هدفه «الشخصنة» والرد على الدكتور سيد علي والانتصار عليه، وكأننا في معركة شخصية لا علاقة لها بالبحث العلمي!! وللأسف الشديد كل من حاول فعل هذا فشل ولم يقدم جديداً! ورغم ذلك فأنا أشكره لأنه أسهم - بغير قصد – في جعل قضية ريادة صنوع للمسرح المصري القضية المسرحية الأولى طوال عام 2020. وكنت دائماً أقول منذ عشرين سنة لأن القضية نشرتها في كتابي «محاكمة مسرح يعقوب صنوع» منذ عشرين سنة!! والآن أقول منذ «اثنتين وعشرين سنة»؛ لأنني لم أذكر أهم سنتين في تاريخ القضية، عندما نشرت في الكويت فكرتي الأولى عن ريادة صنوع في بحث من ستين صفحة بعنوان «يعقوب صنوع والحقيقة الغائبة»، وذلك إثناء عملي في «المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت» عام 1998، وقمت بتدريس هذا البحث في مقرر «المسرح العربي»، مما يعني أن فكرتي الأولى عن ريادة صنوع كتبتها في الكويت، ودرّستها على طلاب المعهد في الكويت قبل التوسع فيها لتصبح كتاب المحاكمة المنشور في مصر!! واليوم تجدد الأمل في إيجاد «الباحث الجاد»، عندما تلقيت من الكويت إيميلاً من تلميذتي النجيبة الدكتورة «سعداء الدعاس»، التي درست – وهي طالبة عندي عام 1998 – بحث «يعقوب صنوع والحقيقة الغائبة» ضمن مقرر «المسرح العربي»! والدكتورة سعداء أصبحت الآن زميلتي حصلت على الدكتوراه من أكاديمية الفنون في القاهرة، وبعد ذلك بسنوات أصبحت رئيسة قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت. وقالت لي في إيميلها إن قضية ريادة صنوع أصبحت الشغل الشاغل للفرقة الثالثة بقسم النقد بمعهد الكويت في مقرر «المسرح العربي»، وأن الطلاب والطالبات ينهلون من كتاباتي والكتابات المضادة، ويشاهدون الفيديوهات والمناظرات، ويقرأون في كل اتجاه حول هذه القضية! فطلبت منها أن تكتب لي عن فكرتها في مناقشة الموضوع مع طلابها، فكتبت الآتي: هذا النقاش حدث ويحدث من خلال المحاضرات بصورة عملية في مادة «المسرح العربي» للفرقة الثالثة، وهو الأمر الذي شجع بعض الطلاب على قراءة منجزك العلمي وبعضهم الآخر اتجه لليوتيوب؛ ولكن الجميع أصبح لديه علم بالموضوع كاملاً، سواء من ناحية وجهة نظرك أو من ناحية وجهة نظر د.نجوى عانوس. كما تم الاطلاع على المناظرة أيضا، وقراءة الأفكار التي طرحت من خلالها بدقة شديدة، ومن هنا تأتي أهمية أن يقوم الأستاذ بفتح الآفاق لطلبته من خلال طرح كل ما هو جديد ومغاير، متحرراً من قيود الاعتبارات الشخصية أو العامة، معتمداً على أسس البحث العلمي فحسب». وعندما قلت لها أريد الفكرة المطروحة على الطلاب، كتبت الآتي: إنها تجربتي الشخصية مع د.سيد علي إسماعيل حين كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية. ومن ثم تجربتي مع طلبتي في مادة مسرح عربي، وإيماني بأهمية تعريفهم على الحقائق التي توصل لها د.إسماعيل فيما يتعلق بعلاقة يعقوب صنوع بالريادة المسرحية خاصة، وعلاقته بالمسرح بصورة عامة، كما أعرض لهم الآراء المضادة، رغبة في فتح المجال للطالب بأن يقرأ بنفسه ويحدد قناعاته.”بعد قراءة هذا الكلام، تجدد الأمل عندي في ظهور «الباحث الجاد»، الذي أنتظره منذ اثنتين وعشرين سنة، فهل الكويت التي شهدت بداية قضية ريادة يعقوب صنوع، ستكون نهاية المطاف، ويخرج منها الباحث الجاد المنتظر؟! هذا أملي .. وبمشيئة الله سأسهم في هذا الحراك العلمي قريباً .. فانتظروني»!!
وبناء على ما سبق، قررت أن أكتب هذه المقالات للأستاذ حسام مسعد وللدكتورة سعداء الدعاس ولطلابها في الكويت، ولغيرهم من الباحثين الجادين في مصر والعالم كله؛ لأنني أعلم أن البحث عن ريادة صنوع للمسرح خارج كتاباته، يحتاج إلى مجهود خارق، وربما يحتاج إلى «فريق عمل متكامل»، لذلك سأحاول أن أفتح للجميع آفاقاً جديدة للمعرفة من خلال توجيهات جديدة بأسلوب جديد للبحث في الموضوع! وربما يسأل البعض، ويقول: ولماذا لم تطبق أنت هذه التوجيهات بنفسك وعلى نفسك، وتثبت ريادة صنوع المسرحية، طالما أنك تعرف طريقها وكيفية إثباتها؟! وإجابتي، هي: إنني طوال عشرين سنة وأنا أبحث عن إثباتات لريادة صنوع المسرحية، دون جدوى، وكلما وجدت جديداً، وجدته يشكك في هذه الريادة!! لذلك سأوجه الباحث الجاد إلى مصادر لم أحصل عليها، وربما حصلت عليها وأخفيتها!! وسأشير عليه بالذهاب إلى أماكن لم أذهب إليها أو ذهبت إليها وأنكرت!! وأخيراً سأحدد له كتابات لم أجدها، وربما وجدتها ولم استخدمها!! وأثناء توجيهي له سأضع أمامه الأمور المضادة أو الصعوبات التي سيجدها حتى يتجنبها، أو يجد لها حلولاً!! لأنني بوصفي «أستاذاً جامعياً» يهمني البحث العلمي، ويهمني أكثر أن أُكسب طلابي وتلاميذي «مهارات بحثية» لتنشيط البحث العلمي الجامعي، حيث إن أستاذي رحمه الله «الدكتور إبراهيم عبد الرحمن»، كان يقول لي دائماً: «الأستاذ يصنع أستاذاً»، وأنا أريد أن أصنع أساتذة في البحث العلمي من خلال هذه المقالات!
شروط أساسية
قبل أن أشرع في الموضوع، يجب أن نتفق مبدئياً على بعض الأمور المهمة إذا كنّا نريد أن نبحث عن ريادة صنوع للمسرح المصري، ومنها مثلاً: أننا سنبحث عن نشاط صنوع المسرحي – أو أي نشاط آخر له - طوال فترة وجوده في مصر حتى إبعاده إلى فرنسا عام 1878، ولا يجوز لنا أن نبحث عن نشاطه المسرحي – أو أي نشاط آخر - بعد خروجه من مصر وإقامته في فرنسا، وإلا سيدخل هذا النشاط ضمن «أدب المهجر»! كذلك سنبحث عن «مصريته» لأن من غير المعقول أن يكون رائد المسرح المصري أجنبياً، سواء كان إيطالياً أو إنجليزياً!! وأهم شرط هو مناقشة - وعدم تصديق كل ما جاء في - مذكرات صنوع أو ما جاء عنه في صحفه أو فيما كتبه أصدقاؤه وعمال مطبعته ومدراء صحيفته عنه، إلا إذا وجدنا ما يؤكد هذه المذكرات أو بعض أحداثها!! والسبب في وضع هذا الشرط أن «كل» من كتب عن صنوع ومسرحه ونشاطه وحياته كان اعتماده «الوحيد» على هذه الكتابات؛ بوصفها المصدر الوحيد لكل ما نعرفه عن «يعقوب صنوع»!!
وآخر شرط يجب أن نتفق عليه، هو عدم التسرع بالرد على أي شيء في هذه المقالة أو أية مقالة قادمة إلا بعد انتهاء نشر سلسلة المقالات كلها! أي عندما تقرأ المقالة الأخيرة، يحق لك أن تناقش الموضوع وترد على أي نقطة فيه، حتى تكتب بحثك الذي ينتظره الجميع، وتثبت فيه مصرية صنوع وريادته للمسرح العربي في مصر أو ريادته للمسرح المصري الفصيح أو العامي، سواء قدمه أمام الشعب أو أمام النخبة!! لأن من المحتمل أن ما ستثيره في ردك المتسرع – قبل إتمام نشر الحلقات كلها - سأتناوله في المقالات القديمة، حتى ولو كانت المقالة الأخيرة! وأعدك عزيزي الباحث بأن أغلب الأسئلة والاستفسارات التي تخطر على بالك – أو التي ستخطر على بالك، أو التي لن تخطر على بالك - سأتناولها في المقالات، ولن أترك احتمالاً واحد يستطيع أي باحث أن يفكر فيه إلا وأكون قد تناولته وشرحته!! وعندما تنتهي المقالات «نصيحتي لك»: ألا تهتم بالرد عليها بقدر اهتمامك بتفنيد ما أذكره من معلومات وتوجيهات؛ لعلك تكون «الباحث الجاد» الذي ننتظره، ويكون بحثك هو البحث الذي نتمناه منذ عشرين سنة!! هذه هي بعض الشروط المبدئية الواجب أن نتفق عليها، حتى يستقيم الأمر لأي باحث جاد، يريد أن يكتب بحثاً يثبت فيه حقيقة يعقوب صنوع وريادته المسرحية!!
صنوع المصري!!
أي رائد مصري في أي مجال، يجب أن يكون «مصرياً»؛ وبالنسبة ليعقوب صنوع لا نملك أي دليل على مصريته إلا ما ذكره هو في مذكراته وصحفه بأنه «مصري ابن مصري»، وهذا دليل غير كافٍ ومشكوك فيه!! وحتى نقطع الشك باليقين يجب التأكد من مصريته بعدة طُرق، منها: تحديد عام ميلاده من خلال شاهد قبره – في باريس - المنقوش عليه إنه مات عام 1912 عن عمر 73 سنة، مما يعني أنه من مواليد سنة 1839، فإذا كان مولوداً في مصر سيجد الباحث كشوف مواليد «جميع المصريين» محفوظة في «دار المحفوظات العمومية بالقلعة»، وما عليه سوى أن يطلب الاطلاع على كشوف مواليد سنة 1839، لعله يجد اسم «يعقوب صنوع، أو يعقوب بن رفائيل صنوع، أو جيمس سنوا» ضمن المواليد إذا كان مصرياً! والعائق الذي سيجده الباحث – ويجب أن يتغلب عليه – هو استخراج ترخيص البحث والاطلاع «الكارنيه»، لأنه يستلزم وجود خطاب رسمي من جامعتك أو من مؤسستك يفيد بأنك تجري بحثاً حول موضوع «كذا»، ويجب أن تكون ذكياً ولا تذكر في الخطاب اسم «يعقوب صنوع» أو كلمة «اليهود» في عنوان بحثك، حتى لا يُرفض طلبك، ولأسباب أخرى سيأتي ذكرها!! بل ضع عنواناً عاماً مثل: «الصحافة المصرية في القرن التاسع عشر»، أو «المنشآت المسرحية في القرن التاسع عشر»، أو «التعليم في مصر في القرن التاسع عشر» .. إلخ هذه العناوين الشاملة، التي تسمح لك بأن تطلع على كل شيء يتعلق بالقرن التاسع عشر. ومن خلال ذلك، تستطيع البحث عن صنوع مسرحياً أو صحافياً أو دراسياً!! ويحب أن تلاحظ أنك ستستلم الترخيص الخاص بدخول دار المحفوظات العمومية والاطلاع على ملفاتها بعد أكثر من شهر من تقديمك للطلب، حيث يتطلب الأمر بحثاً دقيقاً من قبل الجهات الرقابية للموافقة على أنك تبحث داخل وثائق الدار وأن تطلع عليها!!
إذا شعرت بالإحباط أمام صعوبة تنفيذ هذه الخطوة وقررت عدم تنفيذها، فإليك البديل الثاني، وهو البحث في «دار الوثائق القومية»، لأن دار الوثائق تحتفظ بملفات كاملة عن الأسر اليهودية المصرية، لعلك تجد ملفاً باسم عائلة «يعقوب صنوع» أو باسم أبيه «روفائيل صنوع»!! وإن لم تجد هذا الملف، فابحث عن ملف آخر لعائلة «قطاوي» ربما تجد فيه وثيقة تتعلق بالعروض المسرحية العربية التي كانت تقيمها وتشرف عليها أسرة قطاوي عام 1870، لعلها كانت عروضاً مسرحية أقامها صنوع في بيوت أسرة قطاوي!! ويجب أن تتغلب على عائقين سيقفان أمامك: الأول، أن إجراءات تصريح دخولك لدار الوثائق القومية، أصعب من إجراءات دخولك دار المحفوظات العمومية بالقلعة، وستستغرق الإجراءات عدة شهور، والتصريح الذي سيصدر لك سيكون محدداً إما بالاطلاع فقط، أو بالاطلاع والنقل، أو بالاطلاع والنقل والتصوير!! والتصوير يستلزم إجراءات كثيرة ووقتاً كبيراً!! أما العائق الثاني، فيتمثل في أن «جميع» ملفات اليهود ممنوع الاطلاع عليها منذ فترة!!
أرجو ألا تيأس أيها الباحث الجاد، فهناك بديل ثالث لم نتطرق إليه – «مضمون» ويحتاج إلى «واسطة كبيرة» - وهو أن تصل بواسطتك إلى أحد المسئولين عن الطائفة اليهودية في مصر؛ لأنهم يحتفظون بسجلات ميلاد ووفاة وزواج ومهن وأماكن دفن اليهود المتواجدين في مصر منذ عام 1820!! ولو حدث هذا ولم تنجح في الحصول على أي شيء يثبت مصرية صنوع، لم يبق أمامك إلا أن تذهب بنفسك إلى «مقابر اليهود» الموجودة في البساتين بالقاهرة، وأن تأخذ معك مترجماً للغة العبرية، ليقرأ لك ويترجم المكتوب على شواهد القبور، لعلك تعثر على مقبرة «أسرة صنوع» المدفون فيها الأب والأم والأخت؛ لأنهم ماتوا جميعاً في القاهرة – حسب كلام صنوع – ومن المؤكد أنهم دفنوا في مقابر اليهود، ومن المؤكد أيضاً أن القبر غير عادي، لأن والد صنوع – حسب كلام صنوع – كان مستشاراً لأحد الأمراء، مما يعني أنه دُفن في قبر «مميز»!! وأرجو ألا تجد أيها الباحث أية عقبة أمامك في هذا الأمر، إلا عقبة واحدة وهي أن مقابر اليهود بالبساتين «مغلقة» حالياً للترميم!!
------------------------------
المصدر : مسرحنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق