حتمية التحول الدرامي ونفي النقطة العمياء في الشخصيات المسرحية اليكترا نموذجا
حتمية التحول الدرامي ونفي النقطة العمياء في الشخصيات المسرحية
بقلم
د. شيرين الجلاب
مدرس علوم المسرح
كلية التربية للطفولة المبكرة جامعة الاسكندرية
مقدمة :
قدمت النصوص المسرحية على مر العصور الكثير من النماذج الإنسانية ، التي تمر خلال حياتها بعدد من المواقف ، سواء إيجابية أو سلبية ، تلك الشخوص في مرحلة ما من حياتها من الممكن أن نطلق عليها مرحلة الاستقرار والثبات ، عاشت حياة اللاوعي ، والخوض في طريق الظلام ظنا منها أنها النور ، وبحدوث الأزمة تتحول نقاط حياتها العمياء إلى بؤر ضوئية تكشف لها حقائق الأمور التي كانت خفية عليها .
في هذه الدراسة تتناول عددا من الشخصيات المسرحية ، التي حدث تحولا في حياتها بسبب حدث جلل ، أدركت بوقوعه حقيقة الأمر ، فتحتم تحولها تحولا دراميا مبني على منطقية في التحول ، كاشفا حقائق النفس ومدركاتها .
وكثيرا من الشخصيات بات التزامها بقواعد الحياة قاصرا على وجود شخص ما كالأم على سبيل المثال ، وبمجرد غيابها تنفلت الشخصية المقيدة وتكون فريسة للسقوط ، وبسقوطها تعي أن قيدها كان أحن عليها من حريتها الزائفة .
وفي كثير من الأحيان تكون البرائة والطيبة والصفاء سببا في دعم أشواك الشك وتحويل البرئ لمذنب أمام خصمه ، وباتمام التخلص منه يبصر المعتدي ويتحول عنده ظلام الخيانه إلى نهار يقظة دامي ، ملطخا بعجز بصره وغياب بصيرته ، الأمر الذي ستتناوله الدراسة ، خلال طرح عددا من الشخصيات المسرحية ، التي حدث لها تحولا حتميا ، أجبرتها عليه الظروف التي عاشتها ، وبحدوث الأزمة تبصر الشخصيات حقيقة الأمور التي أغفلتها بسبب قصور رؤيتها ، التي لا تتعدى تحت اقدامها .
الكترا وحتمية التحول من الحب إلى القتل
إن شخصية إليكترا من الشخصيات التي تناولها كتاب الدراما الإغريقية وقدموا من خلالها الكثير من التفاصيل الدقيقة لتحقيق العدالة الإلاهية سواء عند اسخيلوس أو سفوكليس أو يوربيديس تلك العدالة التي تتلخص في القصاص ووجوب القتل لمن قتل أيا كانت العلاقة بين القاتل والمقتول .
أما في هذه الدراسة نسعى إلى تسلط الضوء على طبيعة العلاقة بين إليكترا وامها كليتمينسترا وكيفية انعكاس تلك العلاقة على سلوك إليكترا ،وصولا بها إلى الانتقام من أمها بالقتل.
تناول المسرح شخصية إليكترا تناولا يتشابه إلى حد كبير في الهدف وهو الانتقام للأب المقتول جراء خيانة زوجته وعشيقها ولكن اختلفت إليكترا لدى الكتاب الثلاثة على مستوى التناول وهنا فإليكترا لديها الدوافع النفسية التي تحرك سلوكها في اتجاه تنفيذ فعل الانتقام مع اختلاف مستوى الفعل أو قوة الفعل والقدرة على اتخاذ القرار .
فموضوع غياب الأم الذي تتناوله الدراسة ليس شرطا أن يكون غيابا على مستوى الجسد وإنما قد يكون الغياب أوقع اذا ظل الجسد وغاب المضموت أو المعنى الحقيقي للأمومة ، فشخصية كليتمينسترا قدمت أكبر مثال لغياب الأمومة مع بقاء جسد الأم في طبيعة العلاقة بين كليتمينسترا وابنتها إليكترا مما تسبب هذا الامر في انعكاس واضح على سلوك الشخصيتين تجاه بعضهما البعض ودافع ذلك مجموعة من الدوافع النفسية التي تسببت في طبيعة هذا السلوك .
فإليكترا تنظر لأمها على أنها :
خائنة لأبيها أجاممنون ، حيث ارتمت في أحضان عشيقها .
مجرمة في حق العدالة فهي قاتلة ولابد من القصاص .
لا تدرك من الأمومة أي معنى فهي تقسوا على أولادها ولا تهتم بهم بل غاية اهتماماتها رغباتها التي تجدها مع عشيقها ، ودلالة ذلك موقفها من بناتها وطريقة معاملتها القاسية لإليكترا كخادمة في قصر أبيها .
تقبلها لخبر وفاة ابنها بفرحة وسعاده لتأكدها أنها تخلصت من المهدد الوحيد لسعادتها وهروبها من العقاب المنتظر .
تلك الأمور انعكست على أداء الشخصيات وطريقة التفاعل بينهما على كافة المستويات حيث :
المبرر الأقوى الذي تمتلكه كليتمينسترا لتدافع عن حقها في قتل أجاممنون :
تؤمن كليتمينسترا بأن قتل أجاممنون هو من العداله حيث تقول
( لقد قتلته العداله ولم أقتله وحدي )
وترى ان اجاممنون قد اقترف فعلا لا يغتفر حيث تقول لاليكترا
( هذا الرجل أبوك الذي ما تزالين تبكينه قد انفرد من بين اليونان بالقسوة المنكرة التي حملته على أن يقتل ابنته واختك )
فالأمومة هي السبب في انتقام الزوجة من زوجها حزنا على قتل ابنتها وقد اتضح ذلك في تكرارها كلمة ابنتي اكثر من مرة حزنا على موتها وترى أنه ( عمل أب أحمق مجرم )
وهنا تناقضا واضحا فكليتمينسترا التي باتت حزينه على قتل زوجها لابنتها واعتبرته عملا اجراميا هي ذاتها التي تسعد لخبر موت ابنها وتعتبر في ذلك خلاصها من التهديد بالقتل فنراها تقول للغريب الذي زف اليها نبأ موت ابنها:
( اذا استطعت ان تثبت لي موت هذا الذي منحته الحياه ... كان يأخذني بقتل ابيه ، وينذرني باعظم الشر ، ولم تكن عيناي تذوقان لذة النوم ، اما منذ الان فسننفق اياما هادئة بعد ان امنت منه ومن اخته فقد كانت اخته هذه اشد منه خطرا لانها كانت تعيش معي وتشرب من دم حياتي .. ما اجدرك باجزل المكافئة ايها الغريب )
فأمومة كليتمينسترا امومة مزيفة وان دافع القتل لزوجها هو دافع العشق لرجل غيره وليس قهرا على ابنتها ودلالة ذلك موقفها من نبأ موت ابنها موتة بشعه ، تلك العبارات والمواقف هي عبارات يدركها أولادها وخاصة إليكترا موضع الدراسة فدوافع الكراهية تنسج مع مرور الوقت وتزداد غلظتها وهنا المتسبب الاول هو الام التي فقدت حقيقة الامومة في كيفية تعاملها مع اولادها وهو نوع من التهيئة للمتلقي وتحفيزا له ضد تلك الام فما ينجم عنها من افعال تجعل المتلقي يرى انها فعلا تستحق القتل تحقيقا لعدالة الآلهة ومن ثم التطهير .
الاهانة بين إليكترا وكليتمينسترا:
اتسم الحوار بين اليكترا وكليتمينسترا بعدم التأدب وعدم مناسبته لطريقة الحوار بين بنت وأمها وهذا الأمر يكشف مدى سيطرة حالة الكراهية والحقد بينهما بصورة أغفلت كلتا الشخصيتين حقيقتهما التي فطرا عليها كأم وابنتها ومن أمثلة ذلك :
كلمة الإهانة كانت ملجا بالنسبة لكليتمينسترا تستعطف به الجوقة وتستشهدها على فعل إليكترا :
كليتمينسترا :( انها لتهين امها في هذه اللهجة العنيفة على حين انها قد بلغت سنا تحتم عليها تقدير الامور )
اليكترا :( ماتشيعين في نفسي من بغض وما تتخذين لنفسك من سيرة آثمة كل ذلك يضطرني الى مالا احب ، ان المثل المخزي يدفع الى السيرة المخزية )
كليتيمينسترا ( انك لمخلوقة وقحة )
موقف اليكترا من كليتمنسترا :-
اكتفت اليكترا ايسخليوس بوصف حالة الازدراء والكراهية والحقد تجاه امها بكلمات تثير الشفقة عليها حيث :
اليكترا : فأنا مثل ذئب متوحش القلب لا يلينى قلبى تجاه امى ياللعنة ايتها البغيضة ايتها الام الوقحة
فلم يحدث بينها وبين امها مواجهة أو حوار ودورها فى عملية الانتقام يقتصر على استمرار حالة البكاء والبؤس حتى لا ينتبه احد الى الخديعة.
اما اليكترا يوربيديس :
تعلن كراهيتها لأمها وما حدث لها من تزويجها من الفلاح البسيط نجد اليكترا تقوم بتحليل امها سيكولوجيا فتعقد مقارنة بين امها وخالتها هيلينا ثم تكشف مغالطات امها :
الدنيا لا تعرفك مثلما اعرفك انا.. انت التى قبل ان يتقرر قتل ابنتك بزمان بل بمجرد مغادرة زوجك قصره رحت تمشطين جدائلك الذهبية امام مرآتك الزوجة التى تشرع فى تجميل نفسها عندما يرحل زوجها عن البيت تسقط من قائمة الفضيلة.
تحقق الانتقام ومدى تعامل الشخصيات معه :
ان عملية القتل او الانتقام من كليتمينسترا على يد ابنائها هي في حقيقتها تطبيق لعدالة الآلهة عند اليونان إلا أن كلمات الحوار تحمل دلالات تكشف عن طبيعة العلاقة الانسانية بين الام وابنائها الذين سيطرت عليهم روح الانتقام تطبيقا لعدالة الالهة من الوجهة الاغريقية وتحقيقا لمدى الكراهية من الناحية الانسانية وكلا الامرين يهدفان الى التطهير حيث:
في اليكترا يوربيديس نجد اليكترا هي من تعد لقتل امها حيث تضع خطة الانتقام وليست مجرد يائسة خائفة تتلقى الاوامر فنجدها تجيب على كلمات اوريست :
على انا اعداد قتل امى
وتبدأ اليكترا تنسج خيوط الخديعة حول امها لتوقعها فى شركها فتطلب من العجوز :
اذهب ايها الشيخ وقل لكليتمنسترا اننى قد وضعت غلاما.
نلاحظ ان اليكترا هى من تضع خطة قتل الام ولم تقل للعجوز وقل لأمى بل لكليمنسترا دليل حدتها وعزمها على الانتقام وشدة الكراهية رغم عظم الحدث تقول:
اورستيس : ماذا يمكن ان يفعله اورستيس فى هذا الامر إن عاد؟
اليكترا : أتسأل ؟ عار عليك ذاك اليس هذا الوقت الفعل؟
اورستيس : أو تجرئين انت على معاونته فى قلت أمه؟
اليكترا : بذات الفأس التى شربت دم أبى .
اورستيس : أقول له ذلك وانك مصممة على غرضك ؟
اليكترا : مادمت سأسفك دم امى فوق دمه مرحبا إذن بالموت10
قسوة اليكترا تفوق قسوة أخيها اوريستيس في تنفيذ الانتقام :
اورستيس : ماذا يجب ان نفعل لأمى؟ نقلتها؟
اليكترا : ماذا؟ أتملكتك الرحمة لمرآها؟
اورستيس : الهى كيف اقتلها من حلمتنى وارضعتنى؟
اليكترا : اقتلها كما قتلت اباك وابى ...
لو لم تنتقم لأبيك تكون فشلت فى أداء واجبك.
فما جاء من رد فعل اليكترا تجاه قتل أمها هو دلالة أكيدة على مدى الكراهية لها جراء أفعالها كما أنها لا تحمل بين طياتها أي ذرة حب تجاهها وهنا نستحضر ما قاله فرويد عن عقدة اليكترا:
هو مصطلح أنشأه "سيجموند فرويد" ويشير إلى التعلق اللاوعي للفتاة بأبيها وغيرتها من أمها وكرهها لها، واستوحي سيجموند فرويد هذا المصطلح من أسطوره اليكترا اليونانية وهو يقابل عقدة اوديب لدى الذكر.
من ذلك فكراهية اليكترا لامها كراهية مرضية تحولت الى حالة من العداء الشديد هذا العداء الذي جعلها تنتظر سنوات طويلة حتى يعود اخيها ليشفي نار حقدها بقتله لامها والانتقام منها وهذا نتيجة للتعلق الشديد في اللاوعي وعدم ادراكها لطبيعة الفعل الذي تقدم عليه في الماساه اليونانية.
تقول اليكترا سفوكليس اثناء عملية القتل لاوريست :
اليكترا : اضرب ان استطعت ضربة اخرى .... أماتت التعسة
اوريست : لا تشفقي ان تهينك بعد الآن وقاحة امك
اليكترا : لقد تمت مهمتي ولقد ردني الزمان الى الحكمة
فانحزت الى جانب الاقوياء .
ففي قول اليكترا تمت مهمتي ترجمة لكل الدوافع النفسية التي تحركها تجاه فعل الانتقام من امها ومدى الجمود على مستوى المشاعر وسيطرة فكرة الانتقام دون تراجع او تردد وعدم اظهار اي نوع من الندم في اليكترا سفوكليس ،فهي شخصية وجودية حيث انها قررت واختارت ان تنتقم ولم تبدي اي نوع من الندم على اختيارها على عكس اليكترا سارتر التي ندمت فأكلها ذباب الندم وهذا الامر يعود الى ان كل كاتب أراد ان يدعم فلسفته وفكره وايديولوجياته من خلال شخصياته المسرحية وعلى ذلك ،
فاسخيلوس هو نتاج عصره الذي يتبنى الفكر الذكوري وسيطرة الرجل على المراة لذلك جعل من اليكترا وسيلة في يد اوريست يوظفها وفقا لارادته وخطته التي بناها وفق مبدأ الخديعة لتحقيق الانتقام الذي هو غايتها في الاصل ولكن على مستوى الفكرة ، ولكنها تعجز عن تحقيقه على مستوى الأداء الفعلي .
أما اليكترا سفوكليس هي نتاج تحرر فكر الكاتب على استحياء حيث جرأة الكاتب في التوغل في ذات اليكترا كونها أنثى حرمت من الزواج وكانت اليكترا سفوكليس تؤكد دائما على ذلك حيث انها لم يكن لها اولاد كباقي البنات في سنها وقد جائت كلمة سرير في حوارها مقارنة بين حال سريرها وسرير امها فتقول:
(كم رآني سريري ترويه دموعي أثناء الليل – حين ارى هذا المجرم الآثم يقاسم أمي المجرمة سرير أبي - )
وهذا الفارق على مستوى الفراش يكشف مكنونات الحرمان العاطفي الذي يشتعل بداخلها .
هذا الحرمان من اكبر اسباب الحقد والعداء المكبوت تجاه امها التي اهدرت كل غال ونفيث في سبيل اشباع رغباتها كأنثى .
وعلى ذلك فإليكترا سفوكليس لديها دافع الانتقام على مستووين :
الاول : مستوى يخضع للفكر اليوناني وموضوع تحقق العدالة الإلاهية والقصاص .
الثاني: مستوى نفسي يعبر عن مدى الكراهية والعداء من البنت تجاه امها التي حرمتها من ابيها الذي يمثل مصدر الاشباع الاول في حياة البنت محققا عنصر الاتزان العاطفي الذي حرمت منه اليكترا وتحولت الى رغبة مكبوته في اللاشعور تحورت وتحررت في صورة وحش انتقم من امها وقد اوضح ذلك كلمات الحوار :
اليكترا : اضرب ان استطعت ضربة اخرى .... أماتت التعسة
اوريست : لا تشفقي ان تهينك بعد الآن وقاحة امك
اليكترا : لقد تمت مهمتي ولقد ردني الزمان الى الحكمة فانحزت الى جانب الاقوياء
فدماء الام المنهمرة أطفأت نار الرغبة الموقدة في نفس اليكترا وبذلك تكون اليكترا سفوكليس هي النموذج الامثل لما اطلق عليه فرويد عقدة اليكترا .
أما يوربيديس فقد جنح الى الفكر المادي ومنح المرأة قدرات فعلية في عملية اتخاذ القرار فقد جعل اليكترا هي الموجه لاوريست وهي من نسجت ثوب الخديعة وبهذا يتبدل لعب الادوار فيكون اوريسن هو وسيلة الانتقام في يد اليكترا عكس ما كان لدى اسخيلوس .
كما ان البعد الجنسي عند يوربيديس لم يكن بالقوة التي لدى سفوكليس حيث ان اليكترا يوربيديس كانت متزوجة من الفلاح ، وبغض النظر عن وضعيته الاجتماعية فهو ذكر ورغم ذلك لم يحدث بينهما معاشرة جنسية وهذا ما صرح به الفلاح احتراما منه للفارق الطبقي الذي بينه وبين اليكترا وما اكدته اليكترا بقولها :
اليكترا : لم يفكر ابدا فى ان يطالبنى بحقوق الزوج.
فاليكترا سفوكليس هي الاكثر منطقية وفق الفكر الانساني حيث ان اليكترا اسخيلوس اقرب للاخذ بالثأر بهدف تحقيق العدالة الالاهية عند اليونان .
وعند يوربيديس فكر نفعي مادي قائم على الندية بين الام وابنتها وما آل اليه مصير كل منهما كزوجة في أحضان رجل يليق بمكانتها بالنسبة للام ولا يليق بالنسبة للبنت ، وفي هذا دافع منطقي يدفع اليكترا الى تيسير امر الانتقام بيدها ثأرا لكرامتها كأنثى.
أما سفوكليس فقد عالج من خلال الطرح لمسرحيته فكرة الحرمان وأثره على سلوك الشخصية المسرحية فقد عانت اليكترا سفوكليس من الحرمان الابوي ثم الجنسي فضلا عن حرمانها من حنان الأم .
خلاصة الامر :
ان غياب الام في اليكترا هو غياب الامومة بمعانيها المختلفة مع الوجود الجسدي ذلك الوجود الذي عمق المشكلة وطورها وجعل الامر يتحول الى عقدة نفسية تناولها علماء النفس فيما بعد تحت مسمى عقدة اليكترا فتصرفات الام وجريمتها كانت سببا في كمون حالة الغضب في اليكترا وجعلتها تحتمل الانتظار الطويل الى ان تحقق الانتقام لذاتها قبل ان يكون لابيها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق