الاداء التمثيلي في المسرح التسجيلي والملحمي / جوزيف الفارس
مجلة الفنون المسرحيةالاداء التمثيلي في المسرح التسجيلي والملحمي
قد يجد اي فنان جديد في مسيرته الفنية ولا سيما بعد ان كانت له تجربة في المسرح الواقعي ان يتاقلم بالعمل مع المسرح التسجيلي والملحمي ما لم يملك رؤية معاصرة للاحداث الواقعية والتي يعيشها ضمن مسيرة مليئة بالاحداث والتواريخ ولا سيما منها الاحداث التي تسببت في انهيار الوضع الاقتصادي والسياسي , وعلى اساس هذه المعطيات يتاثر كتاب المسرح ولا سيما التسجيليين واللذين عاشوا الاحداث بارقامها وتواريخها , ولهذا بدأ التسجيليون باختصار تقنيات المسرح التقليدي من الحوار وجعله مختصرا وبما يدل على الفكرة والغاية من عرض المسرحية والاستعاضة عن هذا الاختصار بتقنيات الية وصورية ووثائقية تعتمد على التأكيد بالصورة والتواريخ لاحداث حقيقية وواقعية سبقت وان حدثت , وان تعرض بوثائق مدعمة بالتاريخ والارقام وعن طريق الصحف وعرض الاسلايدات والافلام الوثائقية والتي تعتمد على الحقائق الواقعية , وكما لا يفوتني ان ااكد ان اسلوب العرض المسرحي في المسرح التسجيلي سؤثر على الممثل تاثيرا مباشرا على اداء الممثل في هذا المسرح مما يخلق علاقة مابين الممثل وادوات العرض الصوري والتي يؤكد عليها الممثل او الجوقة في تعليق على الاحداث ومن دون معايشة الحدث واستغلاا العاطفة في حالة التعليق بقدر مايؤكد وهو بكامل عقله ومنطقه على المؤشرات الصورية والتي يساعدها على توصيل التوثيق للحدث للمتلقي , ولهذا فان الاداء في غالمسرح التسجيلي يعتمد على خلق العلاقة مابين الممثل والصورة او التواريخ او الارقام للاحداث والوقائع التي حدثت ومن دون تزييف .
ولهذا فان اداء الممثل في المسرح التسجيلي هو الملق على الاحداث , هو الصورة الحية للانسان الثوري والذي يساند المعروض من الوثائق والتواريخ للاحداث المعروضة ان كانت عن طريق الصور او الصحف او الافلام , اضافة الى ياتي دور الجوقة لتكملة الصورة المأساوية للاحداث المعروضة بالتواريخ والارقام , فمثل هذا المسرح حتما باتجاه اماكن
ولهذا استطاع بسكاتور في المانيا ان يجد له مدرسة مرموقة في الاخراج المسرحي خلال فترة العشرينيات وسار على اتجاه راينهارت في تعبيريته , وان استطاع ان يضفي على هذا الاسلوب في الاخراج المسرحي مدرسة جديدة هي المسرح التسجيلي او الوثائقي والدراما الملحمية باسلوب يختلف ممن سبقه في هذا المضمار , ومن بعده جاء برشت ليركز على فكرة المسرح الملحمي .
فالمسرح التسجيلي او الوثائقي تسمية لاسلوب مسرحي ظهر بعد تفاقم الازمات الانسانية والاجتماعية والاقتصادية , ولهذا عمد المسرح التسجيلي على طرح الصور المؤلمة والمأساوية نتيجة الوضع المنهار للحلات الحيوية والتي لها مساس في حياة الشعوب , ولهذا فهوى ينتمي الى المسرح الملحمي من حيث البنية الدرامية .
فالنص التسجيلي يتضمن الاحداث المسرحية عن طريق التقارير ماخوذة من الوقائع الحقيقية والغير المزيفة , وكما يعتمد هذا المسرح على الموقف النقدي الساخر الكاريكاتيري , اضافة الى الاناشيد والتمثيل الصامت والجوقة والاقنعة والمؤثرات الصوتية , اضافة الى هذا فالمسرح من هذا النوع تخطى حدود الصالة المسرحية المغلقة باتجاه اماكن اخرى غير تقليدية , وانا لعلى ثقة مثل هذه العروض في الاماكن المنفتحة هي التي شكلت بوادر لمسرح الشارع في عروضه لكونهما متشابهان في التقنية والخصوصية من وسائل التعبير في العروض المسرحية .
ولهذا فان الاداء المسرحي للممثل في المسرح التسجيلي يعتمد على :
الحيطة والحذر لكونه يتعامل مع تقنيات حديثة والتي تساعده على تجسيد فكرة الطرح في المسرح التسجيلي , مثل اعتماد المخرج في هذا المسرح زج الممثل في مسرح الصاعد والنازل , والمسرح الفاركوني , والمسرح الدوار والاحزمة المتحركة بكل الاتجاهات , مثل هذا التعامل مع الممثل في الاداء المسرحي يساعد المتلقي على عنصر المتابعة ومن خلال هذه الصور الميكانيكية مع نوعية ماموجود من جغرافية الموقع المعروض فيه العرض التسجيلي ليعوض في اختصاره للحوار والمحاورة في العرض المسرحي .
الممثل يحاول طرح الافكار ومن خلال الصور والوثائق الحقيقية والواقعية والتي تستخدم من خلال العرض المسرحي , ويترك حرية الايمان للمتلقي بما يشاهده ومن دون استخدام العاطفة في الحوار المختصر معتمدا على العقل وتالمنطق , وهذا ما اكده برشت في مدرسته وجسده في اعماله الملحمية , حيث اعتمد :
على التغريب – وعلى المحاكات , ومخاطبة المتلقي عقليا ومنطقيا والابتعاد عن مخاطبته عاطفيا معللا ذالك بان العاطفة تقتل العقل ولا تدع المتلقي ان يفكر بعقله بما مطروح امامه , واما العقل فسيدع المتلقي يفكر بعقله وبما طرح عليه من العرض المسرحي .
0 التعليقات:
إرسال تعليق