في حفل ختام مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورته الثانية والعشرين بتونس فوز د. أحمد حسن موسى بجائزة صلاح القصب للابداع المسرحي العربي لرسالته الانسانية ودوره في إعادة اعمار مسرح الرشيد
مجلة الفنون المسرحية
في حفل ختام مهرجان أيام قرطاج المسرحية في دورته الثانية والعشرين بتونس
فوز د. أحمد حسن موسى بجائزة صلاح القصب للابداع المسرحي العربي لرسالته الانسانية ودوره في إعادة اعمار مسرح الرشيد
تتويج المخرجة والكاتبة والناقدة د. عواطف نعيم للمرة الثانية لعطاءاتها ومسيرتها المسرحية الفاعلة
تونس تحصد الجائزة الكبرى للمهرجان (أفضل عمل متكامل) عن العرض المسرحي (آخر مرة ) لوفاء الطبوبي
الهيئة العربية للمسرح تصدر مجلدين توثيقيين بعنوان (ذاكرة أيام قرطاج المسرحية – نحو خطوة عملية) ويقعان في حوالي ألف من الصفحات وتدعم المشاركين في الندوات الفكرية مالياً
كتب – عبد العليم البناء
اختتمت أول أمس الأحد 12/12/2021 في مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس، فعاليات الدورة الثانية والعشرين من مهرجان أيام قرطاج المسرحية، بحضور الدكتورة حياة قطاط القرمازي، وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، والدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، وحضور مسرحي عراقي مميز ومهم ،تمثل بنقيب الفنانين العراقيين د. جبار جودي، ود. أحمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح، وعراب مسرح الصورة المخرج المسرحي البروفيسور صلاح القصب، ود. رياض موسى سكران أمين عام جائزة صلاح القصب للابداع العربي، والمخرجة المسرحية د. عواطف نعيم ، فضلاً عن فريق مسرحية (الشعبة صفر) للفرقة الوطنية للتمثيل وإعداد كحيل خالد ورضاب أحمد عن مسرحية مكبث لشكسبير.
وأكدت نصاف بن حفصية، مديرة الدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية، هذه الدورة هي دورة التحدّي وعودة الحياة، عاشت تونس خلالها وعلى مدى 9 أيام على وقع العروض المسرحية، حيث قدم أكثر من 100 مسرحية في مختلف القاعات، إلى جانب عروض فنّية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، وعدد من الندوات الفكرية والورشات التكوينية بحضور قامات المسرح التونسي والعربي والإفريقي وعشاّق خشبة المسرح زادها الاقبال الجماهيري على العروض نجاحا.
تتويج د.عواطف نعيم
وكرمت الدكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، ونظيرتها المصرية الدكتورة ايناس عبد الدايم، المخرجة والكاتبة والناقدة المسرحية العراقية د.عواطف نعيم ، التي وجهت الشكر لتونس على هذا التتويج ولبلدها العراق، حيث يعد هذا التتويج هو الثاني لنعيم إذ سبق للمهرجان أن قام بتكريمها وتتويجها قبل أكثر من عشرين عاماً ، لعطاءاتها ومسيرتها المسرحية الفاعلة، بالإضافة إلى تكريم الممثل المسرحي نورالدين الورغي عاشق الأرض الذي القى كلمة مؤثرة أكد فيها أهمية المسرح ودوره في مقاومة التطرف والإرهاب.
كما قدمت فرقة "جدل" والفنانة عايدة نياتي، وصلة موسيقية، أعقبها اعلان جوائز المهرجان التي كانت على النحو الآتي:الجائزة الكبرى للمهرجان وهي جائزة أفضل عمل متكامل فكانت من نصيب العرض المسرحي "آخر مرة " لوفاء الطبوبي من "تونس".
جائزة صلاح القصب للإبداع المسرحي
أما الجوائز الموازية فقد شملت (جائزة صلاح القصب للإبداع المسرحي)، التي منحت بصفة استثنائية لثلاث شخصيات كان تأثيرها واضحا على المشهد المسرحي العربي قام بتسليمهم إياها د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، وهم: محمد العوني، وحاتم دربال من تونس، ود.أحمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية ، وذلك عن رسالته الإنسانية ودوره في إعادة اعمار مسرح الرشيد ..وبدوره اهدى د. أحمد حسن موسى الجائزة الى كل الأحبة من منتسبي دائرة السينما والمسرح مؤكداً "هؤلاء هم ابناء العراق ..الذين أقسموا بترابه وبرافديه .. أن يعيدوا له مجده والقه وبهاءه ويرفعوا اسمه عالياً.
وكان الأمين العام لجائزة صلاح القصب للإبداع المسرحي العربي د. رياض موسى سكران ، قد أعلن في وقت سابق، عن استكمال إجراءاتها لإعلان التتويج لدورة عام 2021 بعد أن توقفت العام الماضي بسبب توقف مجمل النشاط الثقافي والمسرحي جراء تفشي فيروس كورونا، حيثأن هذه الجائزة أصبحت تقليدا سنوياً راسخاً، وتطمح الكثير من الشخصيات والمهرجانات والفرق والمؤسسات بأن تحظى بها أو تكون من نصيبها، وقد توج بها في الدورة الأولى عام 2018 كل من الفنانة المسرحية التونسية زهيرة بن عمار والفنان المسرحي التونسي رؤوف بن عمر، وفي دورتها اللاحقة عام 2019 تم تتويج الكاتب المسرحي التونسي عبد الحليم المسعودي بالجائزة، وجرت العادة أن يتم التتويج في حفل ختام واحدة من التظاهرات الدولية الكبيرة التي تقيمها تونس وهي أيام قرطاج المسرحية..
الجدير بالذكر أن هذه الجائزة تمنح تقديراً وتثميناً لمنجز أو دور شخصية مسرحية عربية أو مؤسسة فنية أو هيئة أو فرقة، تكون قد حققت فعلاً ومنجزاً وتميزاً في تطوير وارتقاء الذائقة الجمالية وفتحت فضاءات جديدة لأجل ديمومة الحراك الجمالي في مجمل فضاءات المسرح العربي، كما أن للجائزة هيئة إستشارية وأمانة عامة تضم في عضويتها شخصيات ثقافية وفنية أكاديمية عربية راكزة ولها منجزات مؤثرة في خارطة المشهد الراهن في مجمل مستويات صناعة الخطاب المسرحي وجمالياته..
جوائز المسابقة الرسمية
أما جوائز المسابقة الرسمية للدورة 22 لأيام قرطاج المسرحية التي تنافس فيها 12 عرضاً مسرحياً فكان نصيب الأسد منها لمسرحية (أي ميديا) من (لكويت، ومسرحية (ج ب س) من الجزائر، وكانت على النحو كانت على النحو الآتي: أفضل ممثلة: حصلت عليها الفنانة حلا عمران، عن مسرحية "اي ميديا" من الكويت، وحصل على جائزة أفضل ممثل: الفنان محمد حواس، عن مسرحية "ج ب س" من الجزائر، وحصل على جائزة أفضل سينوغرافيا: للسينوغراف إريك سوايا، عن مسرحية "اي ميديا" من الكويت، وحصل على جائزة أفضل نص مسرحي: للمؤلف سليمان البسام، عن مسرحية "اي ميديا" من الكويت، أما جائزة أفضل إخراج فقد حصل عليها المخرج محمد شرشال، عن مسرحية "ج ب س" من الجزائر، أما الجائزة الكبرى للمهرجان وهي جائزة أفضل عمل متكامل فكانت من نصيب العرض المسرحي "آخر مرة " لوفاء الطبوبي من "تونس".
تعاون فاعل مع الهيئة العربية للمسرح
لمناسبة انعقاد الدورة الثانية والعشرين من أيام قرطاج المسرحية، دعمت الهيئة العربية للمسرح الندوات الفكرية مالياً، كما أصدرت مجلدين توثيقيين بعنوان (ذاكرة أيام قرطاج المسرحية – نحو خطوة عملية) ويقع المجلدان في حوالي ألف من الصفحات التي حملت وثائق مصورة للوائح المهرجان التنظيمية وكتيبات وقوائم اسماء اللجان المنظمة والتحكيمية وكل المكرمين والمتوجين في كل دورة، وكذلك المشاركين في الندوات الفكرية ومحاورها وقصاصات صحفية حملت نشرات ومقالات وأخبارًا باللغتين العربية والفرنسية، كما حملت عددا هاماً من صور العروض والشخصيات الهامة التي مرت في سجل الدورات الإحدى والعشرين التي وثقها الإصدار.الإصدار الذي تم العمل عليه على مدار ست سنوات قام على جمعه وتقديمه الأستاذ الدكتور محمد مسعود إدريس، وساعده في ذلك د. ياسين عوني ود. سيف الدين الفرشيشي، وساعد قيس المتهمم في توفير الصور الفوتغرافية، وقام الحسن النفالي وعبد الجبار خمران ونصاف بن حفصية بأعمال المراجعة.هذا الإصدار الجديد يشكل المحطة الثالثة في سلسلة (خزانة ذاكرة المسرح العربي) التي وثقت في إصدارين سابقين (ذاكرة مهرجان المسرح الأردني) و(ذاكرة مهرجان دمشق المسرحي)، حيث ينفتح هذا المشروع على توثيق المسرح العربي بشكل عام، ويجري العمل حاليًا على توثيق مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وكذلك توثيق المسرح المغربي، وتوثيق أقدم مهرجان للهواة في الوطن العربي وهو مهرجان مستغانم في الجزائر، إضافة إلى توجه بتوثيق المسرح العراقي، كما قامت مديرة المهرجان بتكريم أمين عام الهيئة العربية للمسح الاستاذ اسماعيل عبد الله بهذه المناسبة.
وخلال الندوة التي نظمها مهرجان أيام قرطاج المسرحية للاحتفاء بإطلاق الإصدار، والتي أدارها د. حاتم دربال بحضور الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ومدير إدارة المهرجانات الحسن النفالي ود. محمد مسعود أدريس، صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله قائلاً:أشكركم على هذا الاحتفاء للحديث عن مشروع مشرق تضمنته الاستراتيجية العربية لتنمية المسرح في الوطن العربي التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح، هذه المؤسسة التي أرادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة منذ البداية بيتًا للمسرحيين العرب. فكان لا بد لنا من البحث عن خارطة طريق لدعم استمرار هذا المسرح ليبقى قادراً على هذا التنفس، وبالتالي تأسيس استراتيجية قادرة على نقل النبض المسرحي، وتحويل الأحلام إلى واقع ملموس، ومن أهم مشاريع هذه الاستراتيجية هو توثيق الذاكرة المسرحية العربية.للمسرح التى أصدرت مجلدين توثيقيين تم العمل عليهما على مدى ٦ سنوات، طرحا بعنوان "ذاكرة أيام قرطاج المسرحية – نحو خطوة عملية" ويقع المجلدان في نحو ألف من الصفحات التي حملت وثائق مصورة للوائح المهرجان التنظيمية وكتيبات وقوائم أسماء اللجان المنظمة والتحكيمية وكل المكرمين والمتوجين في كل دورة، وكذلك المشاركون في الندوات الفكرية ومحاورها وقصاصات صحفية حملت نشرات ومقالات وأخبارًا باللغتين العربية والفرنسية، كما حملت عددا مهمًا من صور العروض والشخصيات المهمة التي مرت في سجل الدورات الإحدى والعشرين التي وثقها الإصدار.
رفعت دورة المهرجان هذا العام شعار (المسرح والمقاومة)، وحرصت على الصحة العامة فقامت بفرض البروتوكول الصحي في جميع أنحاء العروض المسرحية، والتدقيق على ضرورة وجود وثيقة استيفاء جرعتي التلقيح وتحديد طاقة استيعاب لا تتجاوز ٥٠ ٪، وذلك لتجنب العدوى بفيروس كورونا.
أتت هذه الدورة بعد تأجيل عام كامل بسبب جائحة كورونا، وكانت مصر ضيف شرف تلك الدورة، وكرم خلال الحفل الافتتاحى سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، والفنان أحمد بدير، والفنان أحمد فؤاد سليم، وشارك في تلك الدورة 99 مسرحية تونسية وعربية وعالمية، من بينها ١٤ مسرحية داخل المسابقة الرسمية للمهرجان.
كرم المهرجان أيضا مجموعة من الفنانين التوانسة والعرب، وهم الأسعد بن عبد الله، جمال المداني، نور الدين الورغى، فاتحة المهدوي، سعيدة الحامي، عبد الغني بن طارة، الجزائرية فضيلة حشماوي، والأردنية أمل دباس من الأردن، بجانب تكريم فرقة مدينة تونس للمسرح بمناسبة حلول الذكرى الـ70 لتأسيسها.
يشار إلى أن مهرجان أيام قرطاج المسرحية، يعد واحدا من أعرق المهرجانات انتشارا واستقبالا لأهم ما ينتج في الساحتين العربية والأفريقية، تأسس في العام 1983، وكان ينظم كل سنتين بالتناوب مع أيام قرطاج السينمائية قبل أن يصبح سنويا منذ العام 2014.
0 التعليقات:
إرسال تعليق