د. حسين علي هارف ..سندباد الحكايا ومارد الطفولة عراقياً وعربيا
مجلة الفنون المسرحيةد. حسين علي هارف .. سندباد الحكايا ومارد الطفولة عراقياً وعربيا
عدي المختار – كاتب ومخرج عراقي
الحديث عن الموسوعيين في العراق يعني الخوض في بحر متلاطم الامواج من فخامة الايقاع وريادة التجديد , لأنك تقف هنا على ناصية النهر لتغترف منه نقاء المصب ومنحنيات الابداع والانجاز والتميز , هكذا دائما ارى الدكتور حسين علي هارف العارف بالأبداع ولمعتلي صهوته بجدارة واحترافية , فهو معين لا ينضب من الابداع المتجدد في شتى المجالات فهو ممثل ومخرج وكاتب وناقد صال وجال في شتى فنون المسرح ,فكان علامة فارقة في صفحات تاريخه الثر .
والدكتور حســين علي هــارف مواليد بغداد عـــام 1960 وهو فنان وأكاديمي وأعلامي (يمارس الاخراج والتأليف والنقد المسرحي والتلفزيوني) وخبير في شؤون الطفولة والشباب و مسرح الطفل و مسرح الدمى وخبير و مختص في فن المونودراما , حصل على شهادة الماجستير في الاخراج المسرحي عام 1988 ودكتوراه ادب ونقد مسرحي عام 1997 , كما وحاصل على مرتبة الاستاذية "بروفيسور" من جامعة بغداد عام 2010 وترأس قسم التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة للمدة من 2007-2010 , كما وانه امين سر رابطة نقاد المسرح في العراق وعضو نقابة الصحفيين العراقيين ومؤسس و رئيس المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى ورئيس المنظمة الأوربية العربية للتبادل الثقافي / فرع العراق , ورئيس منتدى ادب الطفل في الاتحاد العام للادباء و الكتاب في العراق , وعضو نقابة الفنانين العراقيين وعضو اتحاد الكتاب والادباء في العراق وعضو اتحاد المسرحيين العراقيين ورئيس الجمعية العراقية للمونودراما .
شارك ممثلا ومخرجا في العديد من الاعمال المسرحية والتلفزيونية و الإذاعية والسينمائية وعمل ممثلا و مساعدا للإخراج مع نخبة من المخرجين الرواد و المبدعين ( ابراهيم جلال - سامي عبد الحميد - بدري حسون فريد - قاسم محمد - د. عقيل مهدي - د . صلاح القصب - مقداد مسلم -د. عادل كريم - د. حميد صابر - عبد الامير شمخي - جلال جميل ) وكتب العديد من النصوص المسرحية للكبار وللاطفال وللفتيان , كما كتب ( ٣٠) مسرحية للاطفال من بينها (١٣) مسرحية دمى ، وقام بإخراج (١٠) مسرحيات للأطفال وأُخرجت له العديد من المسرحيات للأطفال في بغداد و اربيل و النجف و الجزائر كما وشارك في مؤتمر واقع التربية والتعليم في البلدان المتأثرة بالازمات الذي عقد في باريس برعاية اليونسكو / 2008 , كُتبت عنه و عن تجربته في مسرح الطفل العديد من الدراسات و البحوث و رسائل الماجستير من بينها (لوظيفة التعليمية في نصوص مسرحيات حسين علي هارف للأطفال - للباحثة وصال خلف / جامعة بابل ), و( صور الخير و الشر في نصوص الكاتب حسين علي هارف الموجهة للطفل - رسالة ماجستير للباحثة رغد اسماعيل جاسم / كلية الآداب - جامعة الاسكندرية) , و( القيم التربوية في مسرحيات حسين علي هارف - للباحثة م. قبس ابراهيم محمد / كلية التربية - جامعة الكوفة) ,وله عشرات المقالات والدراسات المنشورة في الصحف والمجلات العراقية والعربية والعديد من الدراسات والبحوث العلمية المشاركة في المؤتمرات العلمية والحلقات الدراسية داخل العراق وخارجه .
شارك محكما ورئيس لجان التحكيم والنقد والمشاهدة في العديد من المهرجانات منها ,عضو لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات المسرحية داخل العراق و ترأس بعضها ,اهمها عضو لجنة التحكيم في مهرجان المسرح العربي في القاهرة /2006 , وعضو لجنة تحكيم في مهرجان الكويت المسرحي – ٢٠١٤ , وعضو لجنة تحكيم مسابقة التأليف المسرحي ( الموجه للاطفال) التي أقامتها الهيئة العربية للمسرح 2019 , وعضو لجنة تحكيم مهرجان قرطاج الدولي للمونودراما ( الدورة الثانية) بتونس 2019 , وعضو لجنة تحكيم مهرجان المونودراما الاول في دائرة السينما و المسرح/١٩٩٧ , وعضو لجنة تحكيم مهرجان المسرح العراقي الاول ضد الارهاب / دائرة السينما و المسرح – ٢٠١٥ , ورئيس لجنة تحكيم مهرجان محترف ميسان الدولي للمونودراما ( اون لاين) 2020 , ورئيس اللجنة التحكيمية لمهرجان محترف ميسان الدولي للمونودراما ٢٠١٥ , ورئيس لجنة تحكيم مهرجان بلد الصمود الدولي اون لاين 2020 , ورئيس اللجنة التحكيمية لمهرجان العراق الرابع للمسرح الشبابي/ الكوفة ٢٠١٩ , ورئيس لجنة تحكيم مهرجان الشباب الدولي الاول لمسرح الدمى ( دورة الفنان الرائد طارق الربيعي) آب ٢٠٢٠ , ورئيس لجنة المشاهدة و الفرز في مهرجان ( عاشوراء لغة السلام الانساني) للثقافة و الفنون ايلول ٢٠٢٠ , ورئيس اللجنة النقدية للمهرجان المسرحي الدولي للمونودراما ( اون لاين) الذي اقامته جامعة البصرة ايلول ٢٠٢٠.
كما واشرف على عدد من رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه وناقش العشرات منها , وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية والمهرجانات الفنية في عمان ودمشق والقاهرة والامارات العربية المتحدة و الكويت و تونس و بلچيكا و فرنسا و اسطنبول , كما مثل العراق في المهرجان العالمي لفن العرائس الذي اقيم في تونس عام ٢٠١٢ بمسرحية(يداً بيد ) , وايضا في المهرجان العالمي لفن العرائس الذي اقيم في تونس عام ٢٠١٤بمسرحية(شبيك لبيك ) , ومثّل العراق مخرجا في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس - تونس بمسرحية حكاية الديك صيٌاح ، و نال جائزة افضل عرض متكامل , ومخرجا في المهرجان العربي لمسرح الطفل ب ( قبلي) كما و نال جائزة افضل مخرج , وشارك في مهرجان لامونتيه في باريس بعرض مونودراما ( يا حريمة ) من تأليفه و إخراجه و تمثيله , وشارك مخرجا و باحثا في الدورة التأسيسية لمهرجان قرطاج الدولي الاول للمونودراما في تونس 2018 , وأقام العديد من الورش الفنية في مجالات ( الدمى) و ( فن الكتابة) و ( مسرح الطفل) في العراق و بلدان عربية , وألقى العديد من المحاضرات الثقافية في العديد من المنتديات و المؤسسات و المنظمات الثقافية العراقية و العربية , وله حضور اعلامي عراقي و عربي من خلال اكثر من 300 لقاء اذاعي و تلفزيوني عبر محطات تلفزيونية عراقية و عربية و على مدى اكثر من ثلاثة عقود.
فيما صدر له كتب , فلسفة التاريخ في الدراما التاريخية / دار الكندي – اربد /الاردن , والمونودراما – نظرة تاريخية / دار الحرية للطباعة – بغداد , وشمس و الكواكب التسعة / مسرحيات تعليمية للأطفال و الفتيان / كتاب الصباح الثقافي / مؤسسة الصباح للصحافة – بغداد, وعلم المسرحية وفن كتابتها (تأليف مشترك مع د.فؤاد الصالحي) / الدار الجامعية للطباعة والنشر – البصرة , ويوسف العاني رائدا للمونودراما العربية /دار الشؤون الثقافية – بغداد , وشمس والكواكب التسعة / دار علاء الدين – دمشق /سوريا ,والمسرح التعليمي – دراسة ونصوص / دار الشؤون الثقافية – بغداد , ولذئب المزيف – مسرحية للاطفال / بغداد الناشر بلقيس الدوسكي , ومسرحيات مباحة للاخراج / دار الينابيع للنشر – دمشق / سوريا , ودروس في صناعة وتحريك الدمى ( تأليف مشترك مع م.د زينب عبد الامير) / دار الينابيع – دمشق /سوريا , ووطني .. بيتي .. مدرستي (اناشيد للطفولة) / دار صديقي للاطفال – بغداد , ونحو مسرح صفي / دار الينابيع – دمشق / سوريا , وفلسفة المونودراما وتاريخها - دائرة الثقافة والاعلام - الشارقة ٢٠١٢ , ونصوص في مسرح الدمى - دار الجواهري ٢٠١٣, ومراهقة شعرية متأخرة - دار ومكتبة عدنان – بغداد, ولعبة الظل والضوء - ( تاليف مشترك مع د. زينب عبد الامير احمد ) دار ومكتبة عدنان - اصدارات بغداد عاصمة للثقافة العربية , وفن الاوبريت - ( تأليف مشترك مع الفنان كريم الرسام ) دار وكتبة عدنان - اصدارات المركز العراقي للمسرح , والى الوراء دُرْ - نصوص تتأرجح بين الشعر و المسرح / بغداد- دار عدنان للنشر و التوزيع ٢٠١٦ , وهايكودراما / دار الجواهري للطباعة و النشر / ٢٠١٦,وعلم الألقاء / فصول في الأداء الصوتي / دار الجواهري /٢٠١٦.1 , ومسرح الفتيان -نحو مسرح للمراهقين - دراسة و نصوص -تأليف مشترك مع ايمان الكبيسي ( منشورات اتحاد الادباء و الكتاب في العراق ) ٢٠١٨ , فيما قام بترجمة كتاب ( Pubbets Plays ) للدكتور بريستلي ، بالمشاركة مع نادية حسين علي هارف ، ضمن سلسلة ال100 كتاب ( الدار الجامعية للطباعة و النشر و التوزيع ، بغداد، ٢٠١٨).
مسيرته مع الجوائز حافلة بالإنجازات , اهمها جائزة وزارة الثقافة للأبداع في مجال ادب الاطفال / 2009 , وجائزة الدولة للابداع لعام 2002 عن كتابه (فلسفة التاريخ في الدراما) , وجائزة افضل مؤلف في مهرجان مسرح الطفل الثاني لعام 2005 عن مسرحية (عالم الفيتامينات ) , وجائزة افضل نص في مسابقة نصوص مسرحيات الاطفال (دائرة السينما والمسرح) لعام 2007 عن مسرحية (شمس والكواكب التسعة) , والجائزة الاولى في مجال الدراسات النقدية في مسابقة دار الشؤون الثقافية عام 2010 , وجائزة افضل نشيد مدرسي لرياض الاطفال في مسابقة دار ثقافة الطفل عام 2011, وجائزة افضل مخرج في مهرجان منتدى المسرح للمسرح التجريبي/1985 , وجائزة أفضل مخرج في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس- تونس 2017 عن إخراجه لمسرحية حكاية الديك صياح , وجائزة افضل عرض متكامل في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس - تونس 2017, وجائزة فلسطين للإبداع المسرحي 2017 عن مسرحية حكاية الديك صيّاح , وجائزة مؤسسة عيون للإبداع 2009 , وجائزة أفضل شخصية فنية لعام ٢٠١٢في استفتاء مؤسسة عيون للثقافة و الفنون , ودرع الجواهري من ( اتحاد الكتاب و الادباء في العراق ), وجائزة عيون للإبداع 2015.
فيما نال العديد من التكريمات لعل اهمها , كرم بمناسبة يوم المسرح العالمي من قبل وزارة الثقافة عن تجربته في الاخراج والتأليف والنقد , وحاصل على درع مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دولة الامارات العربية المتحدة عام 2007 , وتم تكريمه في مهرجان المسرح العربي للهواة في مصر عام 2005 , وحاصل على وشاح بغداد من قبل امانة العاصمة بمناسبة يوم بغداد عام 2010 , وحاصل على ( درع الجواهري) من ( اتحاد الكتاب و الادباء في العراق).
ان التجربة للإبداعية للدكتور حسين هارف ما بين فن المونودراما وهو احد روادها ومابين مسرح الطفل هي تجربة غنية وفريدة ذلك لأنه جد واجتهد في رسم ملامح كتابية خاصة به فهو يمتلك ناصية الكتابة الاحترافية للطفل ويعرف ماذا يريد الطفل , فضلا عن تبنيه للطفولة ابداعيا في مجالات النصوص المسرحية والعروض والانشاد لذلك تتحدد ملامح تجربته بأسس اهمها الوعي العال في بناء منظومة مسرح الطفل كتابة واخراجا بما يمنح الطفل من وعي وتفجير للطاقات وتحفيز للقدرات الذهنية والمهارية , لذا تجد كل نصوصه المسرحية سواء في المسرح التشخيصي او مسرح الدمى هو يبث جملة من المفاهيم الواعية الموشومة بالترفية السلس عبر ثيمة النصوص والحوارات والايقاع الاخراجي للنصوص التي اخرجها بنفسه , فهو يؤمن ببساطة الطرح وعمق الهدف والغاية , فالكتابة للطفولة لديه ليست ترفاً او محاولة لسد الفراغ بل هي روح المعنى ومسؤولية الابداع الذي لابد ان يحدد مسارات ابداعية للطفل تكون جاذبة له ومحفزة له في ان يكون انسانا صالحا يفكر جيدة وهو يعيش الواقع , لذلك تميزت كتاباته ببساطة الطرح وقوة الاسلوب وسبك الكلمة ونقاء المعنى وهو يتنقل ما بين قصة واخرى , واكثر مايميز تجربته الابداعية في الكتابة للطفل هو ذلك الايقاع الموسيقي الواضح منه والشفيف الذي يبثه في البناء الدرامي لكل نص وهذا من فرط ايمانه بان الطفل ما هو الا ترنيمة في السلوك والقول والفعل بالواقع لذلك تراه يحيل النص الى انشودة طفل يتشارك فيه النص مع صناعه ومتفرجيه ,كما ان نصوصه فيه الكثير من المتبنيات التربوية والاخلاقية التي يحاول فيه ان يطرح معادل تربوي اخر غير المدرسة والواقع المعاش للطفل ليقود الطفل باللاشعور نحو تحفيز كل ماهو فاضل لديه , فقد تجسدت في نصوصه كل الابعاد الاخلاقية والجمالية والذاتية والتعليمية والانتماء والتجديد, لذلك فهو حرص في كل نصوصه ان يكون السندباد المحمل بالحكايا للأطفال , ولمجال الطفولة كان هو المارد الذي لبى طموحات ومخلية الطفل العراقي والعربي بكل ما اراده وحلم به, فستحق كل الجوائز والتكريمات التي هي اقل بقليل مماقدم من اثر ابداعي للطفل .
0 التعليقات:
إرسال تعليق